منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-03-2024 09:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بقيةٌ من صباك الغضّ باقيةٌ
وجذوةٌ من غرامي وقدها باقي

تعال نحيي شهيد اللهو ثانية
ونصرع الهمّ بين الكأس والساقي


زكي مبارك
مصر

الحمدان 08-03-2024 09:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رأيتُ ومن يعش ما عشت يشهد
خطوباً في عواقبها خطوبُ

رأيتُ النيل في هوج مخيف
تراع به المشاعر والقلوب

هديرٌ مزعج الصرخات ماض
إلى ما لا يرام ولا يطيب

يبيت الناس في جزع وخوف
سهارى ما تقر لهم جنوب

إذا سمعوا بوهم الوهم صوتا
تحيّر في قلوبهم الوجيب

فيا حابي أجبني أنت حابي
وأنت اليوم يا حابي شعوب

غدوت اليوم يا نهراً حبيباً
وما لك في مدائنا حبيب

يقول القائلون ولستُ منهم
بأنك فاتك الأنياب ذيب

تصول ولست في حاج لزاد
لئيم الطبع ليس له قريب

إلهاً كنت يا حابي قديماً
عظيم القدر ليس له ضريب

إلها ينثر الخيرات نثراً
تطيب به الفواكه والحبوب

فراعن جاهلون رأوك ربا
كريما لا يثاب وقد يثيب

لقد كذبوا على الأقدار جهلا
ألا إن الجهول هو الكذوب

ومن فرعون ما جدوى ثناه
على نهر محاسنه عيوب

يشح إذا رنا الوادي إليه
ويخنس لا يصيخ ولا يجيب

وحين يرى غنانا عن نداه
تضيق به الشوارع والدروب

أنهرٌ أنت أم خودٌ كعاب
وقاح الدل كاذبةٌ لعوب

لمن هذي الصواريخ المواضى
بصدر الجو مرماها عزيب

ولاة الأمر منطقهم عجيب
وهل في مصر يا قومي عجيب

أنهرٌ يأكل الخيرات أكلا
يقوم لمدحه ليلا خطيب

وقاضي الشرع يحضر في يديه
كتاب خطّه خطّ غريب

يرتل حجة لم يبق منها
سوى سطرين من قدم تذوب

خرافات سخيفات وعهد
من الأوهام مرتعه خصيب

بهذا العام يسقط كل حق
يقال له الخراج أو الضريب

طغى فالفلك تعثر في خطاها
وتمضى لا تعود ولا تؤوب

وكانت قبل هذا اليوم فلكا
تجوب من الغوارب ما تجوب

بكى عبد القوي غلت دموع
يجود بمثلها رجل أديب

مهندس مصر مكروبٌ حزين
تراجعه الحديث فلا يجيب

أسيت له يطوف بكل أرض
وفي ساقيه من تعب ندوب

تطيب له الخيام يبيت فيها
مبيتاً لا يريح ولا يطيب

طغى النهران في عام وفاضا
جيب يستجيب له حبيب

تراءت دجلة تطغى وتسعى
كما يسعى إلى الموت الطبيب

فثار النيل يسأل ما شجاها
وما عين لأدمعها تثوب

عراقيون في دارات ليلى
لهممن لطف أنفسهم ذنوب

وحسن الحسن في زمن المآسي
جمال نوره نور معيب

بنهر النيل تدهمنا الخطوب
وتشتجر الخفايا والغيوب

حريق في ضمير الماء يذكو
كما يذكو بأدمعنا اللهيب

حرائقُ من أمانات لطاف
وفي الكافور إن يحرق طيوب

غرائق نحن لا أهلا وسهلا
بعهد كل جدواه لؤوب

أفض يا نيل واسترفد صباحا
يؤمل حظه ذاك الغروب

أفض أغرق مزارعنا جميعا
فقد أعيت وأضناها اللغوب

ودع ما في بلادك من مآس
بهن الطفل من جزع يشيب

خلائق ضاحكون مع الليالي
ولو عقلوا لهدّهم النحيب

يغنّى الراد في مسي وصبح
غناء ذاك أم هذا نعيب

وصام الناس من جوع وصاموا
صيام الذئب تحبسه اللصوب

نناديهم فلا نلقى جوابا
نداء الحر ليس له مجيب

ثعالب في سياسيتهم موات
وموت الثعلبان له ضروب

تجلّى بعضهم أو جلنزوه
فأمسى وهو من جهل طروب

إذا فرحوا بنوم الدهر عنهم
فيوم ذهابهم يومٌ قريب

صباحُ العيد صبح غد سلامٌ
على عيد تصوم به القلوب

هو الطوفان يرمى الناس رمياً
فلا نومٌ هناك ولا هبوب

سلوا نوحا إذا شئتم سلوه
يجبكم ذلك الرجل الأريب

سفينته سفينتكم وأنتم
من الأمواج دمعكمو صبيب

تعالى النيل من ملك رحيم
غدا وشعاره الملك الغضوب

أقمتب أرض مصر أروض قلبي
على عيش هو الروض الجديب

أعيش بأرض مصر لأن داري
بها يا رب ما هذى الكروب

أفض يا نيل أغرقهم جميعاً
فما لي في ربوعهمو حبيب

وثبتُ عليهمو بالشعر إني
إذا ما شئت يرطبني الوثوب


زكي مبارك

الحمدان 08-03-2024 09:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وقفت أبث الجسر ما بي فلم أكن
سوى نافث في أذن رقطاء صماء

وقفت أرجّيه ولم أدر أنني
أسطر أحلامي على ثبج الماء

إلى أين هذا التبر يجري وحوله
حرائق من أرض على الرى جدباء

أجبني يا صوب الغوادي فإنني
على علتي في الدهر أساء أدواء

تحدرت مختالا فلم تغن أمة
تشهّى لطول الجدب أوشال أنهاء

بكى حولك الماضون دهراً فهل رأوا
لدى موجك الصخاب لحظة إصغاء

تشكى العراق الجدب وارتعت أبتغى
نصيبي فلم أظفر لديك بإرواء

أعندك يا صوب الغوادي تحية
لناس على شطيك ذاوين أنضاء

تروح إلى البحر الأجاج سفاهة
على شوق أهل في العراق أوداء

أبوك السحاب الجود يرتاح جوده
إلى كل أرض في العراقين ميثاء

فعمّن أخذت البخل يا جار فتية
هم الجعفر المنساب في جوف بطحاء

شكا الزهر في شطيك فاخجل ونجّه
من الظمأ الباغي ومن حية الماء

جريت بلا وعي إلى غير غاية
محجلة بين المصاير غراء

فدعني أطل فيك الملام فلم أكن
سوى شاعر للحمد واللوم وشّاء

أأنت الذي يجفو الظماء لينضوى
على لجة في باحة البحر هوجاء

أأنت الذي يسقى البحار وحوله
أزاهير في سهل يفديه مظماء

وقفنا على شطيك نشكو أوامنا
على نبرات الدف والعود والناء


زكي مبارك

الحمدان 08-03-2024 09:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طمعت بقرب دجلة قبل هذا
فلم أظفر بنائية المزار

ولكن الحوادث ذللتها
وقادتها فباتت في جواري

مشت تحت الظلام إليّ شوقاً
محمّلة بأنواع الدمار

فباتت وهي زاخرة بقربى
وبت ألوذ منها بالفرار

ولج بها الهوى كلفا فباتت
تهدّد باقتحام الموج داري


زكي مبارك

الحمدان 08-03-2024 09:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما على الغادرين نسكب دمعا
إن فجعنا بصدهم والفراق

غرّهم عطفنا عليهم فظنّوا
أن هجرانهم مرير المذاق

لا تعودوا ولا تمنّوا علينا
بالذي تمنحون يوم التلاقي

سوف نصحو وكل نشوة حبّ
سوف تودي بها الليالي البواقي

حبّكم أنجبته أيام حرب
صبحها في سناه ليل بهيم

لا يصون الحليم فيها نهاه
ساحة الحرب ليس فيها حليم

حبّكم صيغ من أمان وخوف
فهو نار يهفو عليها النسيم

حبكم خدعة السلام أشاعوا
قبل يومين أنها تسليم

كان ما كان وانقضت صبوات
ثائراتٌ في إثرها صبوات

كان عهد الهوى وثيقاً فأودى
بوثيق الوفاء هذا الشتات

قد سكبنا الدمع العزيز عليكم
وعلى القبر تسكب العبرات

أدمعي إن سكبتها في غرام
فهي في شرعة الهوى صلوات

أتروني عرفت ما كان منكم
وقصيدي في عتبكم تلميح

إن يومي بذلك الثغر يوم
أنا فيه مقاتل وجريح

مطرٌ هاطلٌ وبأسٌ شديدٌ
وقتالٌ ومدمعٌ مسفوح

لن تروني أموت ما مات قلبٌ
صادق في الهوى ولا مات روح

كذبٌ ما سمعت من صدق عهدي
ليس للثائر المجرّح عهد

إن أكن في هواك أخلفت وعداً
فلقد ضاع فيك وعد ووعد

خاتلٌ أنت فاحترس من عقابي
كل ختل له عقاب وردّ

محنتي فيك والجروح قصاصٌ
لم تُسَدّد ديونها السود بعد

ليلة الثغر ليلية كربتني
وليالي الجوى عناءٌ وكرب

كلما قلت غاب عني دجاها
أجّ من طيفها قتال وضرب

أعين الغيد لا تروم سلاماً
إن تسليمها المهذّب حرب

باطل باطل حديث أناس
زعموا أن شرعة الكون حبّ

أيّ عهد ترى وعندك أني
في حياة الغرام والوجد طفلُ

ليلة الثغر أفقدتني رشادي
إن بعض الجنون في الحب عقل

لن تراني إلا غريماً أثيما
وثبهُ في هواك خبل وقتل

لا تحاول ضلالةً في غرامي
ليس لي في الضلال والمكر مثل

أعلن الصلح واطمأنت سيوف
ظامئات إلى حمى الأغماد

واستطار الهوى فأعلن حربا
بين سود العيون والأكباد

حربنا لم تقف لميحة طرف
من قديم العصور والآباد

كل حرب لها بشائر صلح
غير حرب سعيرها في فؤادي

أنت من أنت لا أسميك رفقاً
بك يا سهد أعين الرقباء

أنت في خاطري خيال لطيف
كالخيال المكنون في الصهباء

لا تخل أنني جفوتك زهداً
في عذابي ولوعتي وعنائي

إنني قد كتمت حبك خوفا
من فضول العذال والسفهاء

أعلن الصلح بين قوم وقوم
أين صلح العيون صلح القلوب

دارت الحرب بين قلبي وحبي
إن حرب الهوى أمضّ الحروب

كل خطب يهون إلا خداعا
يصطليه متيّم من حبيب

أنا أذنبت في اشتياقي إليكم
إن صدق الغرام بعض ذنوبي

أقبل الصلح هكذا قال ناس
يلبسون الغروب ثوب الشروق

صلحهم خاتل ضميراً وعينا
كاشتمال العدو ثوب الصديق

إن يخونوا فما خيانة روح
سقطت سقطة الهوى في طريقي

مكرهم في هواي شارة حربٍ
تؤذن الروح بالتهاب الحريق

أنت من أنت والسياسة غيبٌ
هي رجم الظنون بعد الظنون

إنهم صوّروك نور ضميري
إنهم صوّروك نار شجوني

أين ألقاك أين لا أين إني
حائر الروح في شعاب الحنين

حبّنا مات فابك أنت عليه
غاض دمعي وغاب عني أنيني

قال قومٌ وقلت أنت سلاما
فعليكم تحيتي وسلامي

إنّ تسليمكم عليّ بشير
بالجميل النضير من أيامي

ليت ما قد سمعت يؤنس روحي
ويروّي الظمآن من أحلامي

ليتني أغتدي وأمري أمرى
في ودادي وفي مرير خصامي

يا جمال الجمال هذا رقيبٌ
أزرق العين يا جمال الجمال

لا تصدّق كلامه في اتهامي
إنه يمترى ضروع الخبال

أمر هذا الرقيب يلغيه أمرٌ
منك يا فتنة العصور الطوال

لم أجد قبل محنتي فيك ليثا
يأخذ الأمر عن عيون الغزال

مرأة الحرب كيدها أبديّ
من هنا قيل إنها هيجاءُ

مرأة الحرب أخطبوط عنيفٌ
كل أسنان ثغرها عوجاء

لم أجد مرأة حميدا جناها
في سبيل الفناء هذه النساء

حرّةٌ تلك إن سمعتم فقولوا
حرَّةٌ يعتلى عليها الإماء

أقبل الصلح أيّ صلحٍ أجبني
أبهذا الوجود يعقدُ صلحُ

أنا والحب يغتلي في فؤادي
من عتابي عليك وخزٌ وجرحُ

لست أنسى أمانياً فيك ضاعت
لا تصدّق إن قيل في الحب صفح

غافر الذنب ليس يغفر ذنبا
لحبيب جناه كيد وشُحُّ

أقبل الصلح إنهم سطّروه
في سجل مرقّم الصفحات

وتنادوا بأن عهداً جديداً
يأمر الناس بالذي هو آت

شبح الحرب لن يعود إليكم
فتناسوا ما كان من هنوات

واذكروا أنكم غدوتم جميعاً
في ظلال الخيرات والثمرات

شبحُ الحرب لن يعود فما لي
ألمح الحرب فوق كل مكان

آسرت شامتٌ يقهقه جهراً
وأسيرُ يغتابُ صرفَ الزمان

أمركم للهوى كما صار أمري
إن خوفي مُرُّ الجنى من أماني

أنا اسرفتُ في الرجاء فأمسى
خيب هذا الرجاء إحدى الأماني

يا جمال الجمال أنت قصيدٌ
من رحيق الصبا وهذا قصيد

لا تقل بالذي يقال حديثا
ليس في الكون سيد ومسود

كل عصر به ظلام وصبح
وظباء تسطو عليها أسود

لا تحاول فرارة من نبالي
أنت أشهى الصيود مما أصيد

أقبل الصلح ذاك قول عجيب
لم يؤشّر عليه ذاك الرقيب

قد شمتنا بكم شمتنا فتوبوا
وإلى مشرع الندامة ثوبوا

زملاء وهم لنا رقباءٌ
باسهم في قتالنا مرهوب

يلعن اللَه حقبة من زمان
عاش فيها الأديب وهو غريب

قلمي والحياة جزرٌ ومدّ
ومساءٌ يمضي فيأتي صباح

زمنُ الحرب ليس عهد كفاح
في عهود السلام يرجى الكفاح

زمن الحرب أمره لأناس
هم كشابٌ جهادُهنّ نطاح

قلمي أنت مشرط وزماني
طبّه من جواه هذا السلاح

يا فؤادي شهدت حربين فاقنع
بالذي قد شهدته من خطوب

وتعال استمع لآهات روح
هو من صدق حبه في كروب

إن عيشي تغتاله خطراتٌ
هي رمى العيون حبّ القلوب

أنا يا قلب لا أبالي زماناً
ضاع حظى منه وضاع نصيبي


زكي مبارك

الحمدان 08-03-2024 09:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مضت أسابيعُ والهتّاف محتجبٌ
فما يبلّغني أصوات أحبابي

يجلجل الوجد في صدري فأكتمه
أين المذيع لأشواقي وأطرابي

ألاشتراك انتهى يا بئس ما زعمت
رسالة جدّدت في الصبح أوصابي

لو كنت قبل وزيراً لاتقى غضبي
من لا يبالي إذا ما رام إغضابي

لكنني في بني قومي أخو أدب
وذو بيان إلى الإبداع وثّاب

لذا أضام فما صبري على زمن
يكون ذنبي فيه نور آدابي

دار التليفون فيها فتية وصفوا
يوما بأنهمو من خير أصحابي

فكيف جاز لديهم أن يطوف بهم
طيف من الشك في مالي وإخصابي

أنا الغنِيُّ بفضل اللَه فاعترفوا
بأنني من زماني غير هيّاب

من أجل حبك يا روحا فتنت به
فكان وجهك ف نجواي محرابي

من أجل وجهك أرضى أن يكلفّني
هذا التليفون بعد العتب إعتابي

هذا هو الليل والهتّاف منطلق
كالدهر يقذفُ أرباباً بأرباب

فاسمع ندائي وأقبل كي أراك معي
رؤياي للراح في منضور أكوابي

سلك التليفون في شرع الهوى عجب
أليس فيه إلى الأحباب إسرائي

إن ظنّ أو رنّ ساقتني هواتفه
إلى فنون من الآمال زهراء

أقول هذا الجمال العذب ينشدني
ليسمع العذب من لحنى وإيحائي

الوحي وحيك ما شعري وما خبر
أرويه عن موحيات الحب دعجاء

دعني أحدثك فالهتّاف ينقلني
إليك إن شئت في صبحي وإمسائي

نروى حديث الهوى الفتّاك في ملح
كأنها الوحي في علياء سيناء

الهمس منك هديرٌ إنه قدر
يزيزل الكون في رمز وإيماء

والوعد منك نعيم إن موقعه
مصر الجديدة في يوم الثلاثاء

تخافُ ما موجبات الخوف لا فزعٌ
فدولة الحب قامت فوق أرصاد

إني سممتك من يوم إلى سنة
بشائكٍ لدماء القلب فصّاد

لا خوف لا خوف إن الفضح غايته
أن تغتدى في الهوى من بعض أجنادي

إني سممتك فانظر كيف تهجرني
وكيف تخلف يوم الوصل ميعادي

إني سممتك فانظر كيف تهجرني
وكيف تخلف يوم الوصل ميعادي

ما شارعٌ من كلوبترا به أثر
ومنزلٌ أنت فيه الآنس الغاني

يرعى مهادك فيه ساهرٌ يقظ
يخشى عليك صباباتي وأشجاني

ليقض ما شاء في أمرى فسوف يرى
أني لروضح نعم القاطف الجاني

ما الحب ما سحره يا نائماً سهرت
عليه في غفوات الليل أجفاني

يروعك الصمت من شعري فتسألني
عن سر صمتي سؤال العاطف الحاني

أجب إذا شئت عني إنني غرِدٌ
لا يحسن الشدو إلا فوق أفنان


زكي مبارك

الحمدان 08-03-2024 09:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تهددني بالغدر ويحك إنني
لغدرك مشتاق فقل لي أتغدِرُ

دهتني الليالي في هواك فلم أقل
سلامٌ على حسن يصول فيأسرُ

هو العقل ينهاني فأسمع لحظة
ويسكرني ذاك الجمال فأسكر

هو الحب يدعوني إليك بلهفة
فأصدعُ مأموراً وإني لآمر

غرائب من حسن عزيز منعّم
له في حياة الوجد والمجد أسطر

جمال له في كل يوم ضحيّة
ومن خدّه هذي المدامة تعصر

سأرجع وحدى لا رحيقٌ ولا هوى
ولا زهرةٌ أستاف أنفاسها وحدي

سأرجع والدنيا تقول بأنني
أنا القاتل المقتول بالحسن والوجد


زكي مبارك

الحمدان 08-03-2024 09:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غنّى المغنّون من حولى فما سمعت
روحي وإن راعت الألحانُ آذاني

إني بحبك مشغول تساورني
أطياف حسنك في أعماق وجداني

أصاحب الناس ترضيني خلائقُهم
لعلني أتناسى نار أشجاني

فما أشاهد في كل الوجود سوى
جمالك الفخم يهوى أسرَهُ العاني

لولا جمالك تصبيني فواتنُه
ما فقت في الشعر والتغريد أقراني

حنا الجمال على روحي يسامره
بشائق من أغنّ الصوت فتان

فقمت أرسل لحنى في ذوائبهِ
هوى يصول بأدواج وأفنان

إن راقك الشعر تسبيني عرائسُه
كالحور ترقص في أحلام رضوان

فمن جمالك وهو الدرُّ في نسق
كالشعر ينظم أنغاماً بأوزان

أصوغُ وحيَ فؤادٍ أنت ملهمُه
حتى غدا من جواهُ خير فنّان

يا وجد قلبي ويا حسنا أدين له
بالفاتن الجزل من شدوى وألحاني

جمال وجهك في تقسيمه عجبٌ
كأنه حليةٌ صيغت بميزان

لو كان وجهك في ماضي العصور بدا
لصار معبود أحبار ورهبان

أستغفر اللَه وهو المستجار به
من أن تصيرني عباد أوثان

يهفو إليك ضميرٌ أنت غايته
من جنة أنا فيها الغارس الجاني

غرست حسنك فاذكر بالجميل يدى
يا زهرةً نشأت في روض جنّان

لولا قصيدي ولولا ما هتفت به
ما صرت كالبدر في حسن وتحنان

عيونك السود والسحر المقيم بها
مما خلقت بألحاني وأشجاني

من أنت لا لن أسمى غافلا جهلت
أجفانه ما جرى من ماء أجفاني

سينقضي الدهر لا تدرون ما شغفي
إني أؤجِّجُ آلامي بكتماني

لو بحت يوما بأسرار الغرام بكم
بوح الجريح غفا عن جرحه الحاني

لطار طيفٌ رقيقٌ يفتدى ألمي
بأحور جاهل بالحب حيران

من أنت هذا كلامٌ أنت لا أحد
إنى أردّد ما يوحيه شيطاني

ما ساور الحبّ قلبي تلك مشكلةٌ
أثارها لاغتيابي بعض جيراني

من أنت إني أرى من أنت يا وثنا
أهدى له كل يومٍ ألف قربان

أنغامُ صوتك تشجيني سواجعها
فهل تكون على الأيام قرآني

ما رنّ صوتُك إلا قلت من طرب
هذا الذي نفثت اسجاع وجداني

صوتٌ كشعري رنينُ الروح مصدره
سبحان صوتك يا وحيى وسبحاني

من أنت يا ساحراً لحن الغرام به
لحن الخلود بذاك العالم الثاني

يبقيك شعرى بقاء لا فناء له
ما كان شعرى لهذا العالم الفاني

قد شاب رأسي بنار الحب موقدةً
والحبّ أقباسُ آلامٍ ونيران

قد شاب رأسي وما شاب الغرام بكم
إنى فتىً قد بناه الفاطر الباني

إن الكهولة لم تصدع فؤاد فتىً
يخافه الخلق من إنس ومن جان

قضيت دهري قتالا شبّه قلمى
غربا وشرقا بباريس وبغدان

أين النظير نظيري إنني رجلٌ
تخشى الأعاصير من طغيان طغياني

من أنت سوف ترى من أنت إن سمحت
روحي بقتل هوى بالشعر أحياني

تمضى الليالي طوالاً لا أذوق بها
غير المرارة من آلام حرماني

من أنت سوف ترى من أنت يوم ترى
أنى سأضني الذي بالصد أضناني

لو صح عندك أنى من أهيم به
لطرت تنشد صفحي ثم غفراني

يا أوحد الخلق في تنسيق صورته
ويا مثال السنا من نور تبياني

من أنت لا لن أسمى لن يبوح فمي
باسمٍ إذا قلته في السر أبكاني

يلوح طيفك أحياناً فتنقلني
إلى ديارك يا سحّار أشجاني

وأذرع الأرض أطويها وأنشرها
كالبرق يجتاز أكواناً لأكوان

فهل أراك كما كنا كان هوى
لو شئت صافحني يوما وناجاني

لا تنتهى فيك أشواق أصاولها
بجاحم من سعير الوجد سعران

ولا يجفف دمعي أن لي أملا
في عطف روحك إن أعلنت أحزاني

ما غاية العيش من دنيا أعيش بها
بخافق حائر الأحلام ظمآن

آهاً ولو كان في آه نجاة دمي
من قاتلين بأزهار وريحان

لقلت آها وآها واستعنت دما
هو المحجّب من أسرار وجداني

ما لي أجمجم خوفي منك يزعجني
هل كنت يا آسري بالحسن ديّاني

أأنت أنت أجب إني لأحسبني
أروى حديثك عن أحلام وسنان

لا أنت أنت ولا وجدى سوى كلف
من شاعر بنمير الحسن غصّان

كن كيف شئتَ وأنكر في الهوى شغفي
فسوق أدفع بهتاناً ببهتان

من أنت من شاعرٌ أدميت مهجتهُ
بأعين لك لم توهب لإنسان

من أنت إني أرى من أنت يا رشأ
من غدره سوف يسقى كأس كفراني

ستشرب النار من غدرى مصلصلةً
والدهر يرجم خوّاناً بخوان

عليك أعتب ما عتبى على قمر
قد نام عنى وخلّاني لأحزاني

أصوغ شعري حنيناً كي ترقّ له
من بعد صدّ وهجرانٍ وعصيان

فلا يكون جوابٌ منك من غزلي
إلا جواب كحيل الطرف نعسان

تراع حيناً بأنظاري أصوّبها
إلى جمالك من آن إلى آن

فتستجيب بروح باسم مرحٍ
كأنه الزهر في أيام نيسان

وتشتهي أن ترى أني بما سحرت
عيناك أنظم أشواقي بألحاني

لا لن أبوح بحبي لن أبوح به
إني لأنبت من أركان ثهلان

أكاتم القلب وجدا لو نطقت به
لثار يسأل ما خطبى وما شاني

يا قلب دعني لكتماني أنادمه
لم يبق لي من نديم غير كتماني

من أنت لا لن أسمّى من أهيم به
يكفى الذي قد مضى من فضح أشجاني

عشرون عاما وقلبي طائرٌ غرِدٌ
يساور الحسن من غسن لأغصان

قال الخليّون في شجوى مقالتهم
وجرّحوني بأظفار وأسنان

فليرجعوا وليكفّوا عن ضلالتهم
فما لغير الهوى للمرء عينان

أكان إثما عظيما أن أكون فتى
الحسن في شعره أزهار بستان

لا تسألوا أين شوقى ذلك علمٌ
لو قام من قبره يوما لحيّاني

إنى تحدّيتُه حيّا فآمن بي
أين الذي بمعانيه تحداني

قالوا ذوى الشعر في مصر فقلت له
إني سأجعله من بعض خلاني

ما ضاع من أنا راعيه وكالِئهُ
بحارسٍ أخضر العينين يقظان

للأعين الخضرِ سحرٌ قاهرٌ خضعت
له الفواتك من صلّ وثعبان

الأعين الزرق في باريس ترهبني
كالأعين السود في آطام بغدان

سأوقد الشعر في الوادي وأعلنه
إن كان في حاجة يوماً لإعلان

الشعر في مصر فليسكت أخو غرض
يقول إن حماه أرض لبنان

مصر التي رفعت للشعر رايته
وأيدته بأبطال وفرسان

لولا سنا مصر في لألاء طلعته
ما كان يوما تبدّى نجم مطران

الشعر في الشرق نحن الحارسون له
على الرياض يخاف الغارس الحاني

أسلافنا قد أعادوا نسج بردته
إلى أصالتها في عهد عدنان

ما رام ناظم شعر غير غايتنا
من أن يكون هدى يوحى بميزان

الجد والهزل في أشعارنا تحفٌ
الجد والهزل عند الشعر سيان

فإن عدلنا وأجحفنا فلا عجبٌ
العدل والظلم عند الشعر مئلان

عنّا خذوا العقل في طغيان ثورته
هدما بهدم وبنياناً ببنيان

لا تحسبونا صفحنا عن تطاولكم
لا صفح عن كافر من بعد إيمان

من أنت ما هالةٌ يسرى بها قمرٌ
مسرى الصبابة في أحلام ولهان

فتنتَ بالحسن آلافاً مؤلفة
يا أجمل الخلق من حور وولدان

إنى أغار فليت الناس ما خلقوا
أو ليتهم خلقوا من غير أجفان

إن لم يروك فصوت منك يسحرهم
يا ليتهم خلقوا من غير آذان

من أي روح عصوف أبدعتك يدٌ
من بدعها كان بالخلّاق إيماني

ما البدر في نوره الباهي وطلعته
إذا تألق في أعقاب أدجان

أدل منك على أن الوجود سنا
قد صاغه من سناه روح فتّان

لو يعبد اللَه يوما في بدائعه
لكنت يا ساحرا معبودنا الثاني

اللَه فيك أرى إني ليطربني
أن الوجود جميعاً روحه الغاني

أنت الجمال وروح الحسن خالدة
ما في الحدائق زهرٌ ذاهبٌ فان

إن الورود وإن لم يبق رائعها
يومين تضرب أزماناً بأزمان

إن العبير إذا طاح الذبول به
يبقى وليس عبير الحسن بالفاني

تلك المذاهب من غيّ ومن رشدٍ
ومن جنونٍ وعقل وحيُ أكفان

لو مات من مات حقاً لا نقضى أثرٌ
لذاهب لم يعش إلا بجثمان

ما نوحُ ما أمرهُ والفلك تنجده
من الغوائل طوفاناً لطوفان

هل كان نوح سوى رمزٍ عرفت به
أن لا فناء لروح أو لأبدان

من أنت سوف أسمى يوم تلهمني
ما لم يكن لي في وهم وحسبان

ويوم يصبح شعرى فيك معجزةً
تكون في سبحات الخلد برهاني

أقول هذا وإن لم يجترىء أحد
على المجاراة في الميدان ميداني

أروم شعراً كشعرى فيك يفتنني
كفتنتي بغرامي يوم تلقاني

هذه القصيدة وحيٌ منك أطربني
قل لي متى يتجلى وحيك الثاني

أنت الرسول رسول الحسن في زمن
أنا الأمير به من بعد حسان


زكي مبارك

الحمدان 08-03-2024 09:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏مَا عادَّ يحملُنِي الحنين فَإنني
‏أمسَيتُ مِن بعد الفُراق عليلا

قَلبِي على كَفِي وَهبتُك نبضهُ
‏ماكنتُ بالنبضِ البريء بخيلا

لو كُنتَ تسمعُ صوتَهُ لرحمتهُ
‏إنَّ المُتيم لايعِيشُ طويلا

خُذ مَاتشاء وعُد إليَّ فَإنني
‏سَأذوبُ حُزنًا إن رأيتُ بديلا

......

الحمدان 08-03-2024 10:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَـكَمْ تَسَاءَلَ عَـاقِلِي لِمُغَيَّبي
مَابَالُكَ المُمْشِي لِمَنْ لَم يَحْتَبِ

وَإِلَى مَتَى تَرْجُو مَرِيضًا خَانَ مَن
كَـانَ المُعَالِجُ للأَدِيـمِ الأَجْرَبِ

وَإِلَـى مَتَى تعْفُو لَأَفْعَى عَضَّهَا
لِيَدٍ بِهَا كَانَـتْ أَحَـنُّ مِـنَ الأَبِ

وَلَـقَدْ صَمَتَّ لِـزَيفِهِ مُتَـرَفِّعًا
فَتَعَالِتِ الأَعْفَانُ رِيْـحَ الطَّيِّبِ

فَاحْذَرْ تَؤُولُ بِـنَا إِلَـى تَلْوِيكَنَا
فَمُّ السَّفِيهِ وَعِنْدَ دُونِ المَرْتَبِ

فَجَحِيمُ حُبِّ الصَّادِقِينَ.سَعَادَةٌ
وَنَعِيمُ حُـبِّ الكَاذِبِينَ ،كَمَكْرَبِ

وَدَعِ التَّمَسُّكَ بِـالغَرِيـقِ جَمالةً
وَارْسُو عَلَى شَاطِي الهُدَا بِالمَرْكِب

فَإذَا تُبَيَّنَ لِلمَـرِيـضِ عِـطَـابُـهُ
وَمَضَـى! ،فَمَــا بِطَبِيبِهِ لِمُثَـرِّبِ


محمد القرني " الأزدي"

الحمدان 08-03-2024 10:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أبَعْدَ تزهُّدٍ تعتادُ ليلى
وتُمسي عن حبائِلها سَؤولا

دَنتْ بعد الجفاءِ فهل تُداني
من الخَفَرات مُعرَضةً خذولا

تُسائلني _وقد عَلِمَت_ أَبعدٌ
أحالكَ _يا فديتكمُ_ هزيلا

فقلتُ لها: زمانٌ فيه غدرٌ
يُعلّينا ويختتلُ النزولا

فغيّرَنا الزمانُ بغير هديٍ
فحُلنا من تقلُّبِهِ طلولا

وقمتُ وما بدا لي من تصابي
وفي الأكباد ما يأبى الخمولا



عبدالرحمن آل غوماندر
كاتب أدبي، من دَولة الفِلبين، وُلد عام ١٩٩٦م بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية

الحمدان 08-03-2024 10:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إنِّي هَويتُ تعلُّمَ القانونِ
حُبَّاً زرعتُ بأرضهِ آمالي

وطَمحتُ أن أرقى العُلا بِنَواله
اخترته شَغفاً يَكونُ مَجالي

فبدأتُ نشرَ العِلمِ تِلك أمانةٌ
لا يَعذُرنَّ بِجهلها الجُهَّالِ

وأقمتُ وَحيَ اللهِ لي دُستوراً
هو حُجَّتي وبَيانُ صِدقِ مَقالي

حقّ النُّفوسِ تموتُ تحيا حُرةً
اللهُ كفَّلها بِلا إذلالي

اللهُ حرَّم قتلها إن أسرَفَتْ
إلا بحقٍ أو جَزاءِ قِتالِ

إنفاذُ حُكمٍ للجَريمةِ لازمٌ
والدَّينُ يُوفى حقُّهُ في الحالِ

فالعَقدُ شرعٌ لازمٌ فاعمَل به
واحذر خِلافَ العَهدِ والأقوالِ

وارعَ الأمانة كُن بِها مُتخلقا
والصِّدقُ يبقى سيدُ الأفضالِ

فضُّ النِّزاع مَهمةٌ وبدَورنا
فصلُ الخصومِ لتُقيةِ الإشكالِ

إلا إذا كان الحبيبُ مُخاصِمي
فالحُكم للأحبابِ دُونَ نِزالِ

ورِسالتي سَطَّرتُها بأناملي
دارت رِحاها في رُبى الأطفالِ

حقٌّ لهم عيشٌ كريمٌ آمنٌ
أرضُ الحُروب مَعاقِلٌ لرِجالِ

كيفَ الفَتى يلقَى النِّزالَ بصَدره
أينَ العدالةُ تحتَ وطءِ نبالِ

يا صاحِ قُم وارفع بِعدلكَ رايةً
تبقى تَرُفُّ على مَدى الأجيالِ


عبدالرحمن آل غوماندر

الحمدان 08-03-2024 10:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَإِذَا دَنَا لَكَ غُصْنُ سَعْدٍ بِالجَنَى
فَـعَمَتْكَ حُلْـو ثَمَــارهِ وَتَمَـكَّـنَ

فَظَنَنَّتَ أَنَّكَ قَدْ حَظَيتَ بِشَهْدِهِ
حِكْرًا ،يَفِيءُ لَكَ السَّعَادَةَ وَالمُنَى

وَنَسِيتَ أَنَّكَ ضَيفَهُ فِـي لَحْظَةٍ
كَانَـتْ لِغَيْرِكَ مَـرْتَـعًا وَمَوَاطِـنَ

وَعَلَى غُصُونِ حَيَاتِهَا كَمْ رُقِّصَتْ
بِلُحُونِهَا تَـغْـرِيْـدُ طَـيـرٍ ،لَـحَّـنَ

قَـدْ كَـانَ يَحْسَبُ لَحْنَهُ مُتَوَجِّبًا
بِدَوَامِهِ، فَـفَـنَا وَلَحْنَهُ قَـدْ فَـنَا

وَمَضَتْ تَغُرُّ المُحْدَثِينَ بِزَهْوِهَا
وَتُطِيحُ جِـيـلًا قَبْلَهُمْ ،وَكَـذَا بِنَا

نَتَطَارَدُ الأَوْهَـامَ نَـنْـسَـى أَنَّـنَـا
بِذَوَاتِنَا هَـلْكَـى وَيَهْلَكُ ذِكْـرُنَـا

وَنُسَابِـقُ الأَيَّـامَ نَـرْجُـوا مَـرَّهَـا
مَتَنَاسِيِينَ بِـأَنَّـهـا مِـنْ عُمْـرِنَـا

وَتَـقِـرُّ فِـي أَذْهَـانِـنَـا أَشْكُالُـنَـا
حَتَّـى نُـرَا عَـرَضًـا إِلَـى مِـرْآتِـنَـا

وَنُـرَمِّمُ الـدَّارَاتِ رَجْـوَ دَوَامِهَا
فَتَؤُولُ لِلأَطْلَالِ ،تَتْبَعُ مَـن بَـنَـا

وُنُـرَاكِـمُ الأَمْـوَالَ تَثْمِـيـنًا لَـهَـا
هَيْهَاتَ يَمْنَعُ مَوتنَا بَعْضُ الغِنَا

وَنَتِيـهُ مَـعْ رِتْـمِ الحَـيَـاةِ بِغَفْلَةٍ
وَنَـرَى تَناقُصَ عُمْرِنَـا فِـي آنِـنَـا

وَنُضِيعُ فِـي تَحْرِيصِنَا تَوْقِيتَـنَـا
كَمُرَاجِعٍ دَكْتُورَهُ ،مَحتُـومُ الفَـنَـا

وَنُعَقِّلُ الأَحْـزَانَ رَبْـطَ مُـحَـرِّصٍ
حَـتَّى تَحِـلَّ مُـرُوجُ مَـرْعَاهَا بِـنَـا

وَنُعَـارِكُ الضَّحِكَاتِ ،تَكْبِيلًا لَـهَـا
وَنَـظُنُّ حُمْقًا قَـدْ مَلَكْنَا سَمْتَـنَـا

وَنُعَكِّرُ الصَّـفْـوَ المُكَابَـد نَـقْـيُـهُ
وَنَـرَا بِشِـرْبِ صَفَـاءِهَـا تَعْكِيرَنَـا

وَنُـقَـدِّمُ التَّرْهِيبَ قَبْـلَ أَمَـانِـهِ
وَنُـحِـبَّ أَنْ نَحْيَى قَلِيـلَ كَثَيـرَنَـا

وَنُـمَانِـعُ التَّـرْفِـيهَ فِـي أَقْرَابِنـا
وَنَـجُـودُ بِـالأَفْـرَاحِ فِـي زُوَّارِنَـا

وَنُسَرْبِلُ الأَحْـلَامَ تَحْصِينًا لَـهَـا
فَتَعيشُ طِفْلًا لَمْ يَشِبْ بِمَشِيبِنَا

وَنُكَلِّفُ الفَضْفَاضَ ضِيقَ لِبَاسهِ
فَنُحِيلهُـا نُـظُـمًـا بِــهِ وتَـقَـنُّـنَ

وَنَرَى عَظِيمَ خَسَارنَا فِـي مَالِنَـا
حَتَّـى تَنَاسَينَا خَسَـارةَ عُـمْـرِنَـا

وَنُؤطِّرُ النَّشْوَاتَ فِـي زَمَكَانِهاَ
وَكَأَنَّهَا حُـدَّتْ كَمَكَّةَ مِـن مِنَى

وَنَعَيشُ مَاضَينَا وَنَنْسَى حَاضِرًا
فَنَهَيمُ بَـيـنَ عَـوَالِمٍ لَيسَتْ لَـنَا

وَنُمَـنِّـنُ النَّفْسَ الْتِقَاءً بَعْدَمَـا
عَاَشَتْ بِوِحْدَتِهَا ظَلَامًا مَا سَنَا

وَنُقَوْلِبُ الأَفْكَـارَ تَأْطِيرًا لَـهَـا
فَتَصِيرُ سَجَّانًـا لَـنَـا وَحُدُودَنَا

وَنَسِيرُ فِي صَفٍّ وَلَا نَدْرِي مَتَى
سَيَغِبُ عَـنَّـا قَـبْـلُـنَا ،فَنُأَبَّـنَـا

وَتَخَالُ سَعْدَكَ فِي سُعَادِكَ إنْ بَدتْ
فَتَصِيرُ جُـرْحًا لَـمْ يَطِبْ وَتَعَفَّنَ

وَيَـعُودُ دَومًـا ذِكْـرُهَا فَـكَـأنَّـهَا
قَـبْـرٌ لَـمَـكْـلُـومٍ بِـدِارهِ أُدْفِـنَـا

تَتَقَارَبُ السَّاعَاتُ فِي أَفْرَاحِنَا
وَتَطُولُ فِي أَذْهَانِنَا حِينَ العَنَا

فَكَأَنَّهَا لَحْظَاتُ قَصْفٍ رَوَّعَتْ
طِفْلًا بِدَارِهِ تَحْتَ أَنْقَاضِ البِنَا

وَكَأَنَّهَا فِي سرْعِهَا مَنْ بُشِّرَتْ
بِحَيَاةِ مَـوْلُـودٍ فَـعَـادَ مُكَفَّنَ

خَزَمَتْ أَحَاجِيُّ الحَيَاةِ أُنُوفَ مَن
كَانَوا حَدِيدَ العَقْلِ رُشْدًا فَانْثَنَى

كَـمْ ظَـنَّ سَـيـفُ مُبَارِزٍ بِصَلَابهِ
فَتَثَلَّمَ الصُّـلْـبُ القَدِيمُ وَلُـيِّـنَ

سَلَكَ الصِّعَابَ حَبَيُّ سَيرٍ مَبْدَأً
فَجَرَا يَرَا شَوْكَ الطَّريقِ ،أَحَنَّنَا

وَرَأَى قَلِيلَ جُرُوحَهُ حَـظٌّ لَـهُ
فَسَلَامَةُ الدُّنْيَا كَمُعْجِزَةٍ لَـنَـا

يَرْجُو حَدِيثَ العُمْرِ طُولَ بَقَائه
فَـيُـرَدُّ عَرْفَجَ قَفْرَةٍ مَـا مَــدَّنَ

وَيَغُمُّ صُبْحَ بَقَائه لَـيـلُ السُّرَا
وَيَـؤُوزُهُ تَـمْـكِـيـثُـهُ مَـا أَزْمَـنَ

فَـإذَا تَـقَـدَّر لِلصَّـبُـوحِ حِـلَابُـهُ
حَـكَـمَ التَّقَـادُمُ نَضْـرَهُ فَتَلَبَّـنَ

وَعَجِيبَة الـدُّنْـيَـا تَطَلُّعُ شَـائِـبٍ
رَمَق الحِمَامَ فَعَادَ يَرْنُـو مَا دَنَا

وَعَجِيبَةُ الـدُّنْـيَـا تَـأكُّـد خَطْبِهَا
فَنَنُوحُ حِـيـنَ وُقُوعهَا أَقْـدَارنَـا

وَعَجِيبَةُ الـدُّنْـيَـا تَقَهْقُهُ ضَاحِكٍ
كَـانَ الأَنِـيـنُ قَصِيدَهُ المُتَلَـحَّـنَ

وَعَجِيبَةُ الـدُّنْـيَـا بِدَايَةُ هَدْمِـنَـا
فِـي سَـاعَةِ المِيلَادِ حِينَ وِلَادنَـا

وَعَجِيبَةَ الـدُّنْـيَـا تَغَلُّبُ سَلْونَـا!
بمُصِيبَةٍ كَـانَـتْ بَـوَادِرَ مَـوْتِـنَـا

وَعَجَائِبُ الـدُّنْـيَـا تَزِيدُ تَوَحُّشًا
مَـا زَادَ عُمْرُك فِي الحَيَاةِ وَسَـنَّـنَ


محمد القرني " الازدي "

الحمدان 08-04-2024 08:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عقَد الإِلفانِ عقدَ الفرقدين
يومَ تم العقدُ بين المهجتين

وحريٌّ بهما برجُ العلى
بعد أن حلا سماءَ المقلتين

غادةٌ هيفاءُ قد أَبدعَها
مَن براها آيةً للأَدبين

جَمَعت خلقاً سَلِساً
وكمالُ الحُسن جمعُ الحليتين

أَشربتها أمُّها حُبَّ العلى
وأَبوها قد سقاها الحِكمتَين

حِكمةَ التَّقوى وهل من حكمةٍ
مثلها تُسعِدها في العالمين

حكمةَ العلم الذي يرفُعها
بين أَرباب النُّهى في الخافقين

يا ابنَ بيتِ الفضل طِب نفساً بما
حزتَهُ من شِيمٍ لا من لجين

قد رشفتَ الجودَ من منبعهِ
والعُلى استصفيتها من معدنَين

وورثتَ العزَّ عن خير أبٍ
وإِباءَ النفسِ عن مأسدتين

ليس يُعلي المرءَ في الدنيا سوى
حسَبٍ قد ناله بالأَصغرين

كلُّ مجدٍ لم يقُم يوماً على
أُسِ فضلٍ كان واهي الجانبين

كان لي والدك البرُّ أباً
كاد يُنسيني حَنانَ الأبوين

ولأَنت اليوم لي أَوفى أخٍ
وكفانا أننا كالأخوين

فاحيَ يا ميشالُ في روض الهنا
أبداً مع أَمَلي كالزهرتين

إِنما لبنانُ يُزهى بكما
مثلما تُزهى السما بالنبرين

قد رأَى في صدره زنبقتين
ورأى في نحره لؤلؤتين

إِن تَباهى أو تهادى طرباً
بكما ما بين اهل المشرقَين

فالمعالي أَرخَتها يدهُ
وحلاه صاغ من جوهرتَين


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بينَ عامٍ مضى وعامٍ جديدِ
مَوعظاتٌ تبدو لعين الرشيد

يصرفُ الغرُّ عمرهُ في الملاهي
وهو في قيد غَيهِ كالعبيد

وأمرُّ الأيام ما كان فيها
قدَمُ المرءِ في أَذل القيود

خل عنكَ الهوى وعِش عيشَ حرٍ
تحيَ بالذكر بين اهل الخلود

ايُّ ذكر يبقى لمن عاش ميتاً
وطواهُ الخمولُ قبل اللحود

إِنما العاقلُ الذي يتباهى
بالخلالِ الحسانِ لا بالنقود

وبنو الغزم فخرهم بجلاهم
لا بمجدٍ يروونهُ عن جدود

إِصنعِ الخيرَ ما استطعتَ فلاخ
يرَ كان قلبهُ كالحديد

وتعطف على أخي البؤس حتى
يتأسَّى عن حظه المنكود

كلُّ يومٍ يُقضَى بصُنعِ جميلٍ
فهوَ ابهى من عِقد دُرٍ نضيد

والذي يزرعُ العوارفَ يجني
في اوانِ الحصادِ خيرَ الحصيد

تتوالى الأعوامُ والناسُ صمٌّ
عن خطوبٍ دويُّها كالرُّعود

كلَّما أوعدَ الزمانُ بنيهِ
بملماته ازدروا بالوعيد

عبدوا المال وهو ربٌّ كذوبٌ
يجعلُ القلبَ كالشريدِ الطريد

ايَّ نفع يُجديهمِ يومَ يغدو
عابدُ المالِ بينَ اهل الوقود

يا عبيدَ الأهواء لا تتمادوا
في الهوى واتقوا تعدي الحدود

ان من يعصي من براهُ يقاسي
ما يُقاسي الشريدُ بعد الشُّرود

والذي يغمطُ الجميلَ كنودٌ
وأخسُّ الأخلاقِ خُلقُ الكنود

ايُّ خيرٍ ما استنزلتهُ البرايا
من سماء الرحمنِ ربّ الجود

افما جادَ بالوجودِ علينا
أَيُّ برٍ يفوقُ برَّ الوجود

هوذا العامٌ فاتحاً سفر فضلٍ
فأملأوهُ من كلّ مسعىً حميد

هالهُ ما رآهُ في كل قُطرٍ
من زحامٍ على النقودِ شديد

فعسى اللهُ أَن يمنَّ علينا
بسلامٍ بعد الحروبِ مديد

فقلوبُ الورى إلى السلمِ ظمأَى
وهي تصبو إلى وئامِ اكيد

تلكَ آمالنا عسى أن نراها
مُثمراتِ في عامِنا ذا الجديد


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:32 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
على صفحاتِ العمر خطت يدُ الدهر
عِظاتٍ لذي الذكرى تُسطرُ بالتبرِ

عرفتُ بها سرَّ الحياة وكنهها
وما تحتوي الدُّنيا من الحلوِ والمرِ

فما العمرُ إلا مرحلاتٌ نجوزُها
على الشوكِ أَحياناً وحيناً على الزَّهر

تَشيدُ لنا الأَحلامُ بُرجَ سعادةٍ
فتنسفُهُ الأيامُ بالنُّوبِ الحُمر

ومهدٍ به نامَ الصغيرُ مقمَّطاً
كأني به العصفورُ يرقُدُ في الوَكر

يُريد حراكاً والقماطُ يصدُّهُ
فيلبثُ مغلولَ اليدين على قسر

تُترجمُ عن لوعاتهِ عبَراتُهُ
فتنثرهُا عيناهُ دراً على النَّحر

إذا هزَّ صوتُ الطفل مهجة أمهِ
فبرقُ الهوى ما بين قلبيهما يجري

تُناغيه نشوى من ملامح وجههِ
فيُصغي إلى أَنغامها باسمَ الثغر

وتنشدُهُ شعرَ الهوى فيُعيدهُ
بلهجتِه العجماءِ سحراً على سحر

بمرآهُ يغدو السَّهدُ أَشهى من الكرى
اليها وجنحُ الليلِ ازهى من الفجر

تراه بمرآة الغرام كأنه
أَخو البدرِ أو ابهى ضياءً من البدر

وطوراً تخالُ الدهرَ ينضو حُسامَهُ
على غصنهِ الميَّاس في زهرة العمر

فيثقبُ سُوسُ الهمِ جِذعَ فؤَادها
ويَقذف من حوليهِ موجاً من الذُّعر

أَلا إِنَّ عيشَ الأُمِ مرٌّ مذاقُهُ
وعيشَ ابنها في المهد ضربٌ من الأسر

ويومٍ به طابت عن الناس مهجتي
فلم ارَ للسَّلوى سبيلاً سوى القفر

خرجتُ وفي صدري الهمومُ كأنها
رواسٍ ومن يقصي الرواسي عن صدري

فمذ اشرفت عيني على زهرة الرُّبى
وقد كللتها بالجُمانِ يدُ القطر

رأيتُ جيوشَ البشر شدَّت على الأسى
فلم تُبقِ للأتراح في الصَّدر من إِثر

هنالك نهرٌ تعقدُ الريحُ فوقَهُ
زُرودَ لُجينٍ او سلاسلَ من درَ

على ضَفَّتيهِ الدَّوحُ مدَّ ظلالهُ
لهُ نفحاتٌ أَينَ منها شذا العِطر

إِذا بفراشٍ مر يعدو وراءَه
صبيٌ ذكت في خدهِ جُذوةُ الحر

فلم يرَ غيرَ الدوحِ من ملجأ له
فلاذَ بهِ حرَّانَ من شدة الفر

وقد وقعت عينُ الفتى بعد ساعةٍ
على بيت نملٍ حول كدسٍ من البرِ

فدمَّرهُ ظلماً وشتت شملهُ
وأتلفَ ما فيهش من النمل والذخر

فقلتُ بنفسي هذهِ صورةُ الذي
يُذيقُ الورى كأساً أمرَّ من الصبر

متى ألفَ الأحداثُ أن ينزلوا الأذى
بأَعجز خلقِ الله شبُّوا على الغدر

نظرتُ إلى أهل الشَّبيبةِ نظرةً
تجلَّت بها شمسُ الحقائق في فكري

لهم عزَّةٌ قعساءُ تأبى صغارةً
وهمتهم من دونها همةُ النسر

يغوصون في بحر المفاخر جهدهم
ليستخرجوا الدر الثمين من القعر

أَسودٌ أباةُ الضيم في ساحة الوغى
لهم عزماتٌ لا تكل عن الصخر

وأَوطانُهم لا يُستباحث ذمارُها
يحامونض عنها بالمثقفةِ السمرِ

رعى الله أشبال العرين وأسده
وصانهم من عصبة الختل والمكر

وحيا مَغاوير الحروب تحيةً
تُرددها في غابها أُسدُ الخِدر

همُ عدةُ الأوطان يحمونَ عزها
ببأسٍ على حدِ الظبي ابداً يجري

ولا نالتِ الجلى الكهولَ فإِنهم
ليجنون زهر الرشد من فتنِ الخبر

لهم همةُ الفتيان لكن قلبهم
بصيرٌ بأَخلاق الورى سابرُ الدهر

فلا تستفزُّ المطرباتُ قلوبهم
وليسوا أَوانَ اللهوِ كالخود في الخدر

فهم بين حدي خفةٍ ورزانةٍ
نراهم بأَطوادٍ ولا شاربي خمر

إذا رزقَ الكهلُ البنينَ غذاهمُ
بآدابه الحسنى وأَخلاقهِ الغُر

يُلقنهُم في المهد حبَّ غذاهمُ
ويجعلهم من معشر السوءِ في حجر

ويحجزُ عن أسماعهم كلَّ لفظةٍ
تؤدي بهم يوماً إلى هوةِ الوَزر

ويحجبُ عن ابصارهم كلَّ مشهدٍ
يُثبتُ في الأذهانِ جرثومةَ الشَّر

إذا اعوجَّ غصنٌ فيهم هبَّ مُسرعاً
يثقفهُ غضا فينجو من الكسر

وإن بدرت منهم بوادرُ حدةٍ
يؤدِبهم باللحظ لا الضَّرب والهُجر

فلحظتُهُ أَمضى من السَّيف عندهم
وهيبتُهُ تُغني عن العُنفِ والزَّجرِ

وإِن صنعوا صُنعاً جميلاً جزاهمُ
جزاءً يُحلي عندهم عملَ البرِ

يُديرُ عليهم من رحيقِ حَنانه
كؤُوساً تُنسيهم مُعتقة الخمر

وأشرفُ ما يأتيه في جنبِ خيرهم
إِزاحةُ سِترِ الجهلِ عن ساحةِ الصدر

فينُفقُ في هذي السَّبيل نُضارَهُ
ولا ريبَ أَنَّ العلمَ خيرٌ من الدرِ

وشيخٍ جليلٍ كلَّلَ الشَّيبُ رأسهُ
كتكليل غُصنِ الروض بالنور والزَّهر

إِذا فلتِ الأيامُ غربَ مضائهِ
فآراؤهُ تُغنيكَ عن طلعةِ الزُّه

وإن جنَّ ليلُ المشكلات تألقت
له حكمةٌ أَزهى من الشهبِ الغُر

فلا تخطئُ المرمى سهامُ ظُنونه
ويقرأُ ما في صفحة الغيب بالفكر

تحفُّ به في كلّ نادٍ مهابةٌ
كما حُفَّتِ الأبطال بالمجد والنصر

ومجلسهُ منثورة في أديمهِ
عُقودُ جُمانس او شُذورٌ من للتبر

له مطلعٌ زانتهُ هالةُ حكمةٍ
كأَني بها من حولهِ هالةُ البدر

ألا إنَّ الشَّيخِ انفعُ للورى
من العضبِ في كفِ الفتى الباسلِ الغرِ

فكم نكبةٍ جلَّى الشيوخُ غيومها
ولولاهمُ ضاقت بها حيلُ القُطر

وكم غمرةٍ خاضوا على إِثر غمرةٍ
ولم يحفلوا يوماً بمدٍ ولا جزر

لقد صقلت كفُّ التجاربِ ذهنهم
وبالصقلِ يغدو الذهن أجلى من الفجر

فباتوا على خُبرٍ بأطوار دهرهم
وعلمٍ بما فيها من النفعِ والضُّرِ

إذا كر جيشُ العُسر جرد فكرهم
عليه من الآراء صَمصامةً تفري

على أنَّ عمرَ الشَّيخِ مُرٌّ ولو غدا
على عرشِ عز في سما النهي والأمر

تراهُ أَوانَ القرَّ يهتزُّ رعدةً
وان حلَّ فصلُ القيظ ذابَ من الحرِ

ينوحُ على عهدِ الشبيبةِ نادباً
قواهُ وقد خانتهُ في مغربِ العمر

فلا غروَ إِن يأُسف على زمن الصبا
فقد باتَ مثل القوس محدودبِ الظهر

وأَبصارهُ كلَّت واسنانهُ هوَت
وفي صدره همٌّ احرُّ من الجمر

يرى حولهُ أنَّ المنايا رواصدٌ
لتُنشبَ في احشائهِ مخلبَ الغدر

وفي يدها المنحاتُ تنحتُ قبرهُ
وتحفُرهُ كفُّ الردى ايما حفر

فليسَ يغيبُ الموت عن عين فكره
ولا تُصرفُ الأنظارُ عن لجةِ القبر

فتباً لدنيا يغمرُ الناسَ همها
ولذاتها فيها عصيرٌ من الصبر

إذا شئتَ ان تحيا حليفَ سعادةٍ
فأكثر من الحُسنى وأقِبل على البرِ

فخيرُ الورى من زانَ ايَّام عُمرهِ
بما يُبهجُ الأَلباب في موقفِ الحشر


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:33 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صدركَ الرَّحبُ والمناقب فيه
زاهياتٌ مثل النجوم المضيه

قد أرانا منَ البيان شُعاعاً
ومن الفضل حُلةً سُندسُية

وسقانا من نثره سلسبيلاً
ومن النظم خَمرةً بابليه

إِنَّ صدراً رصعتهُ بالمعالي
لجديرٌ بالشارة الذهبية

وفؤَاداً ارويتهُ في صباهُ
من زُلال المعارف العصريَّه

لَحريٌّ بأن يكون مَناراً
وحقيقٌ بالتهنئات السنية

عرفتكَ البلادُ من ربُع قرنٍ
بلبلاً في ربوعها الأدبيه

مُطرباً مسمعَ العلى بقوافٍ
غردت فوق غصنها الشاعريَّه

حولكَ النشءُ يشربون نِميراً
من مجاري آدابكَ الكَوثريَّه

حملوا رايةَ الجهادِ ونالوا
قصبَ السَّبق في مجال الحميَّه

ان تكُن واحداً فحولك جيشٌ
دربتهُ اقوالكَ الحكمية

لغةُ العربِ قد حميتَ حماها
بيراعٍ أَمضى منَ المشرفيه

أَينما كنتَ ينشقُ الناسُ عَرفاً
مِن أَزاهيرِ أَصغريكَ الذكيه

وإذا كانتِ النفوسُ سكارى
بالتَّهاني تُهدى اليك نقيَّه

فالوسامُ الخطير يهتزُّ فخراً
فوقَ صدر تزينهُ الأريحيه

فهنيئاً لكَ الوسامُ وأَولى
بالتَّهاني آثارُك الوطنيه

كلُّ من يزرعُ الجميلَ كبيراً
يحصُدُ الشُّكرَ من قلوبٍ وفيه

يا فِرنَسا وأنتِ في كل عصرٍ
آيةُ الله في سما العَبقرية

علمينا كيف النُّبوغ يُجازى
فنراه في الأُمَة العربية


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:33 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أيها القائد الكبير الخطيرُ
أَنت للسيف من صِباك سميرُ

أَقسم السيفُ أَن يكون أميراً
إِن نضاهُ على عِداهُ الأمير

سر بجو العلى إلى حيث تهوى
فالمعالي تسيرُ حيث تسير

ولك القلبُ أَينما كنت برجٌ
ولك الصَّدرُ منبرٌ وسرير

كنتَ في الحرب آية البأس حتى
هابكَ القرنُ وهو ليثٌ هصور

فسحقتَ الجيوشَ تلوَ جيوشٍ
وغدت تحتك الرَّواسي تمور

وحُصونٍ في رمسَ قامت جِبالاً
شاهقاتٍ تهابهُنَّ النُّسور

ما حمتها صحائفٌ من حديدٍ
بل حمتها من الجنود الصُّدور

قلبُ غورو والموتُ عذبٌ لديه
يومَ يدعو إلى الجهاد النفير

حمَّس الجند في المعارك حتى
باتَ كلٌّ إلى المنون يطيرُ

ما بناهُ الأَلمان في نصف قرن
زعزعتهُ من أسه كفُّ غورو

هي خطت والنصر طوعٌ لما خط
طت وربُّ النصر العزيزُ القدير

مَن عليه عوَّلت في كلّ خطبٍ
مستجيراً به ونعمَ المجير

أيها البوش لا توحوا فهذي
شيمةُ الدهر والحظوظُ تدور

قد سكرتم عُجباً وتهتم دلالاً
فانظروا اليومَ كيف كان المصير

كنتمُ سادةً فصرتم عبيداً
وعقابُ الشعب العتي النيرُ

يومَ طارت يمينُ غورو ترنَّح
تم سروراً وهل يليق السرور

كان ذا منكم غروراً وما يعل
ق إلا بالأَغبياءِ الغرور

إنَّ يمناهُ ان تطر يبقَ فيه
قلبُ ليثٍ على الليوث يُغير

أَوَ ما فيه همَّةٌ لا تسامى
أوَ ما فيه عزمةٌ لا تخور

كانتِ الحرب بالسلاح فأَمست
حرب فنٍ يفوز فيها الخبير

جئت غورو لبنان والأمنُ فيه
ضائعٌ والبلاءُ طامٍ غزير

جئت لبنانَ والعيونُ دوامٍ
وفؤادُ الفقير فيه كسير

فتدارك حشاشةً في بنيه
قبلَ أَن ينزل البلاءُ الكبير

إنَّ جيراننا استطالوا علينا
فصبرنا ولم يَرُعنا الزَّئيرُ

وربضنا حولَ العرين أُسوداً
ووقفنا والقلبُ فينا يفورُ

كيف نُغضي على الهوان وفينا
كلُّ حُرٍ به العدى تستجير

نحن قومٌ إلى الضَّياغمِ نُعزى
لم يهُلنا شرُّ العِدى الُمستطير

نحنُ لولا حبُّ السلامِ لَطِرنا
مثلما كنا للحروبِ نطير

نحن لولا هيامُنا بفرنسا
لجهلنا وما علينا نَكير

إِنَّ في صَدرنا نُفوساً كباراً
كلُّ خطبٍ في مُقلتيها صغير

فاذخرنا لحادثاتِ الليالي
فابنُ لبنانَ في الوغى مشهور

يا أبا الخرمِ عالجِ الداءَ فينا
إِنَّ داءَ الشقاقِ داءٌ مُبير

فرَّقَ التُركُ بيننا من قُرونٍ
فغدونا والغِلُّ فينا يَثور

إِن عينَ السماءِ ترعاكَ يقظى
وقلوبَ الأعوانِ حولك سورُ


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:34 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَنجمَ الكمال وبدر السَّداد
قليلٌ على القُطر لُبس الحِداد

أَفلتَ فغابت نجومُ العُلى
وتمتَ فنامت أماني البلاد

عَهدناكَ أحنى الأنام فؤاداً
وأرعاهمُ لذمام الوَداد

وأَرثاهُمُ للعيون الدوامي
وأَشعرهم بالخطوب الشِداد

فِلم بنتَ عنَّا فأَدميت منَّا
القلوبَ فرقَّ لهُنَّ الجماد

رحلتَ ونحن أشدُّ افتقاراً
إِليك فكيف نُطيقُ البِعاد

فبتنا حيارى حِيالَ الرزايا
وبتنا كأنا نهيم بواد

ولو كنتَ تُفدى لكُنتَ المفدى
بألفَي هُمام وألفي جَواد

نزَلتَ ضريحاً دَجيَّ الحواشي
ولو انصفوا انزلوك الفؤاد

بلى أنت في كلِ قلبٍ مُقيمٌ
وحبكَ يبقى ليوم المعاد

سيذكركَ الناسُ ذِكراً يسودُ
كما ذكرُ يوسفَ في مِصرَ ساد

فيوسفُ صدَّ المجاعة حيناً
وليسَ لفضِلكَ فينا نفاد

لقد كان ذِكركَ ملء البلاد
يُشيدُ به كلُّ شادٍ وحاد

وقد كان فضلك صافي الزُّلال
يحوم على ورده كلُّ صاد

وقد كان رأيُكَ في المشكلات
إذا ما دجونَ شعاعَ السداد

فمُذ غبتَ ذُبنا أَسىً والتياعاً
ولم تذقِ العينُ طعمَ الرُّقاد

وكيف تطيق العيون الكرى
وفيها من الخطب شوكُ القتاد

عزيزٌ علينا المصابُ بنجمٍ
مُنيرٍ هوى من سماءِ الرشاد

عزيزٌ على الدين أن يُبتلى
بحبر خطيرٍ رفيع العِماد

فيا دهرُ كن آمناً فالذي
تهاب مضاه إِلى الله عاد

فتكت بهِ في الدجى غِيلةً
كذاك الأُسود اغتيالاً تُصاد

فكيف جرحت قلوب الورى
وأَوريت للحزن فيها الزناد

أليسَ من الجوران تُجتنى
السَّنابلُ قبل بلوغ الحِصاد

فما كان أَفجعَ خطباً أَرانا ان
قضاض الصواعق في كلِّ ناد

سمعنا لهُ في البلاد دويا
كقصف الرُّعود ببطن الوهاد

سمعنا له في قلوب الأعادي
رنين السهام ووقعَ الحِداد

إذا الرُّزءُ أدمى قلوب العدى
يكون الفقيدُ فقيدَ العباد

ألبنانُ سُحَّ الدُّموعَ غزاراً
وشارك نجومَ الدُّجى في السُّهاد

وأجرِ المناحات في كلّ صوبٍ
ولا تخلعنَّ ثيابَ السَّواد

ألبنان شقَّ الفؤادَ على
حكيم به قد بلغت المراد

أَلبنان خطَّ المصابَ الجسيم
على القلب بالدَّمع لا بالمِداد

بلِ أحفرهُ في الصدر واجعل له
إِطار الأَسى من نجيع السَّواد

أَلبنان وجداً على والدٍ
فقدت به في البلايا العتاد

فمن للمشاكل إِن اعضلت
ومن يُصلح الدهر وقت الفساد

ومن للخطُوب إذا استحكمت
ومن للقضاء إذا العدل باد

فيا لهفَ قلبي على راحلٍ
فَقدنا به السيف وقت الجِلاد

إذا الصبر عزَّ لمصرعه
فسُوق الهنا اصبحت في كساد

أضهال الإله على رمسهِ
عِهاداً من العفو تلو عهاد

وبوأَه في جِنان العلى
مقاماً عليًّا جزاء الجهاد


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:34 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَنشب الداءُ مخلبَيهِ بقلبي
وأَمضُّ الأَدواءِ داءُ الفؤَادِ

ويحَ طرفي فأَي ذنبٍ جناهُ
فيقاسي السُّهادَ تلوَ السُّهاد

ناوأَتني الأيامُ حتى دهتني
بخطوبٍ تفتُّ قلبَ الجماد

من مجيري من وحشتي ومُعيذي
من سقامٍ به أضعتُ رشادي

فكأَن النهارَ ليلٌ بهيمٌ
أَو كأني في ظلمة الألحاد

كلُّ نورٍ في مقلتيَّ ظلامٌ
كلُّ أُنسٍ عليَّ صعبُ المقاد

عيلَ صيري وأَيُّ صبرٍ لمضنى
زادهُ الهمُّ وهو اخبثُ زاد

فإذا الجوُّ بالغمام تغشى
صحتُ يا جوّث لا تعذب فؤَادي

لعبت بي الغمومُ حتى كأني
كرةٌ في يد الدواهي الشداد

وكأني بمقلتي وهي حَيرى
في لجاج الدجى الشديد السواد

كلما ساور الكرى محجريها
شردتهُ بلابلُ السُّهاد

كم ليالٍ طويتُها وفؤادي
فوق جمر الغضا وشوك القتاد

أرقبُ النجمَ وهو مثلي مغشى
بغمامٍ ارسى من الأطواد

لا انيسٌ به أداوي كلومي
لا سميرٌ يروي فؤادي الصادي

كنتُ في غزلتي كأني بسجنٍ
او كأني أهيم في كل واد

ما صفا لي في علتي قطُّ عيشٌ
وحرمتُ الجفونَ طعم الرُّقاد

كيف تقوى على الهجود عيوني
والمنايا تطوف حول مهادي

لم يرعني طيفُ الردى نصب عيني
كفراقي للحافظين ودادي

ضربَ الدهر يننا فافترقنا
مدةً خلتُها من الآباد

حالَ بعدُ الديار دون التلاقي
واطرادُ الأَنواء اي اطراد

تابعَ الجوُّ غيثهُ نحو شهرٍ
فتشكت حتى النفوسُ الصوادي

وذعرنا من الرعود غضاباً
ومللنا المقام في كل ناد

يا رعي الله من رعى عهد حبي
من كرامِ الزوار والعُواد

قد أعانوا على الشفاءِ فؤَادي
وهمُ منهُ في مقام السواد

لو جَفوني كما جفاني سواهم
لرأَيت الجحيم تحت وساديد

إِنَّ بُعدَ الأحباب افجعُ خطبٍ
والعليل المهجور اشقى العباد

فإِذا ما نضرتُ بعد ذبولي
فنضوري من جود تلك الغوادي

وإذا ما حييتُ كانت حياتي
من طبيبي المدور المجواد

كان لي في السقام أمرَ آسٍ
وبعيَدَ السقام اقوى عماد

فجزاهُ الإِلهُ خير جزاءِ
وأنال الخُلان كلَّ مُراد


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:34 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كتبَ اللهُ لي البقاءَ مديدا
واللغاتُ الحسان تهوى الخلودا

ما جفاني من نشأتي قطُّ ولدي
بل كسوني من العلاءِ بُرودا

أيُّ نحرٍ بين اللغات كنحري
قلدته يدُ القريضِ عُقودا

أيُّ صدرٍ يحوي الكنوز كصدري
ويُريكَ الجمان فيه نضيدا

في الفيافي نشأتُ لكنَّ بُردي
راقَ وشياً ولا يزالُ جديدا

شُعرائي قد أَخرسوا بالقوافي
كلَّ شادٍ يُسكتُ الغريدا

حَلقوا في العلى نُسوراً وصادوا
ما رأَوهُ منَ المعاني فريدا

ولكم رنَّح المنابرَ فخراً
خُطبائي وارقصوا الجلمود

فتصفَّح أَسفارهم إنَّ فيها
حِكماً تجعلُ الضَّلول رشيدا

كلُّ ندبٍ يخوض بحر بَياني
لا يُحلي بغير درُي الجيدا

وإذا ما تلا تراجم قومي
أَبصرَ الأسد والأباة الصِيدا

ورأى الذوقَ في الفلا حضَرياً
ورأى اللطف كيف يأوي البيدا

قد طويتُ الزمان عصراً فعصراً
وملأت الزمان عزا وجودا

وتفردَّت بالبلاغة حتى
رفعَ العُجمُ في الرُّبى لي بُنودا

عجزَ الناسُ عن لحاقِ غُباري
وتجاوزت في السباق الحدودا

إنَّ حفظ الذمام قد بات عندي
سُنَّة لا أُطيقُ عنها مَحيدا

أيُّ عهدٍ قطعتهُ كان منه
حولَ عُنقي القيودُ تعلو القُيودا

وإذا ما وعدتُ انجزت وعدي
وكثيرون ينكثون العهودا

أنَّ نفسي تطيب إِن يقضِ يوماً
في سبيل الوفا وحيدي شهيدا

والمعالي تطيب إِن يقضِ يوماً
هيَ كانت على كمالي شُهودا

نخرةٌ في حَماسةٍ في إِباءٍ
لا ترى في الحلى لهنَّ نديدا

وجِواري للخائفين ملاذٌ
يجعلُ المحتمي به صنديدا

كيف أَخشى العدى وحوليَ سورٌ
من قلوبٍ بها أَفلُّ الحديدا

كيف اخشى غارات ريب الليالي
وامامي لبنان يُدمي الأُسودا

كيف اخشى ذُبولَ روضي وعندي
منهلٌ طابَ مصدراً وورودا

معهدٌ قد لقيتُ في جانبيه
عَطفَ أُمٍ على الوليدِ وحيدا

يُرضعُ النشءَ من ثدَيَّ حليباً
فيشبُّ الفتى حُساماً حديدا

يا بني العُربِ عزّزوني فتحيوا
أَذيعوا في الأرض ذكري الحميدا

وانشروا في الملا مآثر قومي
وتحدوا بالمكرمات الجدودا

كانت العربُ في الخيام ملوكاً
أتكونون في القصورِ عبيدا

كانت العُربُ ارحبَ الناس صدراً
ولدى الضَّيم اصلبَ الناس عُودا

لا يرونَ الوفاقَ إلا نعيماً
ويرونَ الشقاقَ خطباً شديدا

فانبذوا منكمُ التنافر حتى
تجعلوا العزَّ في البلاد وطيدا

وتباروا في ما يُفيدُ فلاحاً
وابذلوا في العلوم جهداً جهيدا

انما الشَّرقُ في الجهالة عبدٌ
فارفعوهُ بالعلم حتى يسودا


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَتحُوا السماءَ وطاردوا العقبانا
وجروا على متن الهوا فُرسانا

والجوُّ ودَّع عزَّهُ وهناءهُ
مذ صيَّروهُ لخيلهم ميدانا

والريحُ قد سلُست مقادتها لهم
حتى غدت مثل الذَّلُول ليانا

لله درُّهمُ إذا ما أَطلقوا
للمركبات السابحات عِنانا

فَتخالها عند الهبوط صواعقاً
وإذا تعالت خِلتها بيزانا

تَحكي الطيور بشكلها لكنها
أمضى جناحاً بل اشدُّ جَنانا

لو حاولَ النسر الفتيُّ لحاقها
لارتدَّ خوارَ القُوى عَيانا

أوَ لستَ تحسبها وقد طاروا بها
كالبرق آناً والسهام أَوانا

أمَّا جَناحاها فلا تطويهما
حتى يكونا للهوا مِيزانا

فإذا ارتقت قُبب السحاب وحَلَّقت
وقف العقابُ إِزاءَها ولهانا

ما كان أَبدع مشهداً عاينتُهُ
يسبي القلوب ويفتنُ الأَذهانا

شاهدت فدرين الجريءَ محلقاً
كالنسر يسبح في السما جَذلانا

من فوق مركبةٍ يحركها كما
يهوى فتخفق تحته خفقانا

لما دنا وقت الرحيل سَمعت من
أَحشائها ما يبعث الأَشجانا

زفَراتِ مصدورٍ تُصدِعه النَّوى
فَتشبُّ في اضلاعه نِيرانا

حتى إذا حِميتَ مراجلُها جرت
كالليث يزأرُ في الفلا غضبانا

قالوا بساطُ الريح وهمٌ كاذبٌ
فإذا بهم قد شاهدوهُ عيانا

مَن كان يحلم أنَّ أَطباق السما
سَتضمُّ في رحبائها سُكَّانا

مَن كان يحسب أن مضمار الهوا
سَيصيرُ يوماً بالورى غَصانا

فالأَرضُ لم تُشبع مطامعَ أهلها
فَبنَوا لهم في جورهم أوطانا

إِخفض جناحك أيها النَّسر الذي
مَلك الرقيع ببأسِه أَزمانا

قد كنت تزعم انَّ ملكك خالدٌ
لا يُحرزُ الإنسانُ فيه مَكانا

فإذا به والمركباتُ سوابحٌ
في الجو تحملُ فوقها الرُّكبانا

لا تأخذنَّك حيرةٌ مما جرى
فالله خوَّل آدمَ السُّلطانا

أَين المفرُّ من الأنام فإِنهم
خرقوا السماءَ وسخَّروا الأَكوانا

ما كنت تخشى في حماك مُزاحماً
حتى رأيت بجوك الإِنسانا

فلقد مضت يا نَسرُ دولتُك التي
هدمت لها ايدي الورى الأَركانا

ومضى زمانٌ كنت فيه مُمنَّعاً
تطوي الرقيعَ وتنثني نَشوانا

يا شرقُ مالك خاملاً والغربُ في
أَوج النباهة ينشرُ العمرانا

أَفلا تراهم يُحدثون غرائباً
يَقفُ اللبيبُ أَمامها حَيرانا

من كل مُعجزةٍ نكاد نَعدُّها
سِحراً ونحسبُ ربَّها شيطان
ا
لا ليس من سحر هُناكَ وانما
تَلدِ العلومُالمعجزَ الفتانا

سقياً لصدركِ يا فرنسا إِنهُ
يقي الصدورَ من العلوم لِبانا

ايُّ اكتشافٍ لم تكوني أُمَّهُ
او لم تزيدي صنعهُ إِتقانا


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سوادُ العينِ يا وطني فداكا
وقلبي لا يوَدُّ سوى عُلاكا

نشأتُ على هواكَ فتى وفياًُّ
وما عَودتَني إِلا وفاكا

فكم عززتني ورفعتَ شأني
وكم أَجهدتَ في مَددي قواكا

وكم أَنزلتَ من وحيٍ جميلٍ
على فِكري الُمحلقِ في سماكا

أَيا وطنَ الأُسودِ فدتك نفسي
وخيرُ الناس من ماتوا فِداكا

رضِعتُ مع الحليب هواكَ صرفاً
فعززني وشرَّفني هواكا

سأبذل مُهجتي ودمي وقلبي
فدى شرفٍ تسلسلَ في دِماكا

وأرعى عهدَ حُبك كلَّ عمري
وأَبقى في الضريح على ولاكا

فما لي في سِواك حمى منيعٌ
وهل يَحمي بنيك سوى حماكا

لقد أَبقيتَ لي شرفي مَصُوناً
وليس يذودُ عن شرفي سواكا

إذا ما انتابني داءٌ عُضالٌ
شفاني الأَرزُ ينفحُ في ربُاكا

وكيف يُلمُّ بي داءٌ وبيلٌ
وقد نشق الفؤادُ شذا ثراكا

لأَنتَ حديقتي ونعيمُ روحي
وحسبي نعمةً أني أراكا

سأنشرُ في الورى ذكراك حتى
يفوحَ بكل ناحيةٍ شذاكا

وأَجعلُ في الفؤَاد هواك ديناً
وأَجري طِبق ما يهوى عَلاكا

لأنت سقيتني علماً زُلالاً
وأَنت أنرتَني بَسنا هُداكا

وأنت جعلتَني في كل خَطبٍ
حُساماً في يديك على عداكا

فصرتُ فتاكَ في كل الدواهي
وحسبي عِزَّةً أني فتاكا

أَكُرُّ على العدى ليثاً هصُوراً
إذا ما حاولوا يوماً أذاكا

ولي قلبٌ جريءٌ لا يُبالي
ببذل الروح إِن خطبٌ دهاكا

وكيف أخافُ غاراتِ الأعادي
وفوقي بات خفَّاقاً لواكا

جعلتُكَ بعد ربي خيرَ ربٍ
وما ضلَّ الأُلى عبدوا بهاكا

ولم يخطئ بنوكَ وهم سكارى
بحبك بعد أن نَشقوا هواكا

ستُدركُ مهجتي غُررَ الأماني
متى أدركتَ في العليا مَداكا

وأرشفُ في الحياة أَلذَّ كأسٍ
متى استوفيتَ حظكَ من هناكا

فكم أنجبتَ من مولى خطيرٍ
بنى للمجد صرحاً في ذُراكا

وكم أنبتَّ من بطلٍ كميٍ
أنالكَ ما تعذر من مُناكا

وكم نشأت من حرٍ أبيٍ
كساكَ من المفاخر ما كساكا

عليك وقفتُ يا وطني حياتي
وما أشهى المنيةَ في رضاكا

إذا ما متُّ فاحفر لي ضريحاً
حيالَ الأَرز تُؤنسني صَباكا

ولا تجعل لجسمي يومَ دفني
سوى كفَنٍ تُطرزهُ يداكا


بطرس البستاني

الحمدان 08-04-2024 08:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَهْلاً عَلَى القَلْبِ إِنَّ القلبَ قدْ لُسِبَا
إِذْ قِيلَ حَبْرَ الْهُدَى عَلَيَّ قَدْ عَتَبَا

حَبْرَ الْجَزَائِرِ لَا تَنْفَكُّ مُحْتَجِبأ
عَمَّنْ يَمُدُّ إِلَى تَنْكِيدِكُمْ سَبَبَا

لَا وَحَيَاتِكَ يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ أَباً
مَا كَانَ مَا فَاتَ مِنَّا عَنْ قِلىً عَجَبَا

لَكِنْ طَرِبْنَا بِمَا أَبْدَيْتَ مِنْ نُكَتٍ
نَفِيسَةٍ أَوْرَثَتْنِي ضَحِكاً طَرَبَا

وَقَدْ فَهِمْنَا فَهْمَنَا بِالذِي شَرِبَتْ
أَفْكَارُنَا مِنْ عُقَارٍ حَكَتِ الضَّرَبَا

وَمَنْ يَكُنْ بِعُقَارِ الْعِلْمِ مُصْطَحِباً
أَجْدِرْ بِهِ أَنْ يُرَى مِنْ سُكْرِهِ طَرِبَا

هَبْنَا زَلَلْنَا أَمَا لِلْحِلْمِ أَرْدِيَةٌ
سَابِغَةٌ تَرْتَدِيهَا زَلَّةُ الْغُرَبَا

إِنْ كَانَ هَذَا الذِي أبْدَيْتُهُ كَذِباً
فَلاَ قَضَى وَطَرِيمِنْ عِلْمِكُمْ أَرَبَا

وَلاَ رَكِبْتُ جِيَادَ الْعِلْمِ مُسْرَجَةً
وَلاَ اقْتَدَيْتً بِمَنْ هَامَ بِهَا وَصَبَا

وَلاَ ظَفِرْتُ بِمَا أَرْجُوهُ مِنْ وَطَرٍ
وَلاَ بَرِحْتُ أُعَانِي الْكَدَّ وَالْوَصَبَا

وَلاَ حَنَنْتُ إِلَى فَاسٍ وَجِيرَتِهَا
وَلاَ دَعَانِي إِلَى تِطْوَانَ عَرْفُ صَبَا


ابن زاكو

الحمدان 08-04-2024 08:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَا خَيْرَ مَنْ أَمَّ الرِّكَابْ
مِنْهُ الْهُدَى بَيْنَ الْهِضَابْ

مِنْ أَيِّ ذَنْبٍ أُهْمِلَتْ
عَرِّجْ بِمُنْعَرِجِ الْهِضَابْ

وَهْيَ التِي أَرْبَتْ عَلَى
رَيَّاوَزَيْنَبَ وَالرَّبَابْ

وَالطَّبْعُ مَجْبُولٌ عَلَى
بُغْضِ الْمُسِنَّةِ لاَ الْكَعَابْ

فَاعْدِلْ لَهَا يَا رَبَّهَا
فَالْعَدْلُ أَوْجَبَهُ الْكِتَابْ

وَأَزِحْ لَنَا عَنْ وَجْهِهَا
قَيْدَ النُّهَى فَضْلَ النِّقَابْ

إِنَّ الْفُؤَادَ وَحَقِّكُمْ
مِنْ أَجْلِ ذَلكَ فِي اكْتِئَابْ

أَبْقَى الإِلَهُ لَنَا بِكُمْ
سَمْشَ الرشَادِ بِلا سَحَابْ

وَالْبَحْرَ بَحْرَ حَقِيقَةٍ
وَشَرِيعَةٍ طَامِي الْعُبَابْ


ابن زاكو

الحمدان 08-04-2024 08:36 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَنِيئاً هَنيئاً بَعْدَمَا عَزَّ مَهْنَأُ
وَهَبَّاتُ لُطْفِ اللهِ بِالرَّوْحِ تَطْرَأُ

بِعَوْدِكَ يَا شَمْسَ العُلاَ بِالْحُلَى الأُلَى
عَهِدْنَا لبُرْجِ السعْدِ بلْ أَنتَ أَضْوَأُ

بِضَوْءِ طُلوعِ الشمسِ بعْدَ غُروبِهَا
وَرَوْنَقِ صَقْلٍ لِلظُّبَى حِينَ تَصْدَأُ

هَنِيئاً بِعَوْدٍ وَهْوَ أَحْمَدُ عِنْدَ مَنْ
هَوَاهُ نَظِيرِي سُورَةَ الْحَمْدِ يَقْرَأُ

فَلاَ تَعْذِلُونِي إِنَّما اسْمِيَ هَانِئٌ
لأَِهْنَأَ لاَ أَنْفَكُّ دَهْرِي أُنْشِئُ

فَأحْمَدُ إِمَّا يَقْتَضي الْحَمْدَ مُقْتَضٍ
وَأَشْكُرُ أَلْطَافاً لِذِي اللُّطْفِ تَطْرَأُ

فَإِنْ أَنَا أَمْسَى بَابُ شُكْرِيَ مُرْتَجىً
وَكُنْتُ كَمَنْ أضْحَى حَقِيراً وَيَنْتَأُ

فَلِمْ قَدْ قَطَفْتُ القَوْلَ وَهْوَ مُنَوَّر ٌ
وَلِمْ قد عَلِمْتُ كَيْفَ أُنْهِي وَأَبْدَأُ


ابن زاكو
العصر العثماني

الحمدان 08-04-2024 08:39 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لله ما أنا فيهِ
من الجبينِ وفيه

وحاجبيه قسيٌ
سهامها مقلتيهِ

رمى فأدمى فؤادي
واستأسرتهُ يديهِ

فمُثّل العشق عندي
دومًا حنيني إليهِ

باهِ المحيّا بنورٍ
يشعّ من وجنتيه

أضاء كلّ سمائي
فغرتُ منهُ عليهِ




نايف الهذلي

الحمدان 08-04-2024 08:41 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رحلُوا وما أبقى الرَّحيلُ متاعا
تركُوا الحنينَ معَ الأنينِ مشاعا

يا ليتهم قبل الرَّحيلِ تريَّثوا
حتَّى نُعانِقَ أو نقولَ وداعا

......

الحمدان 08-04-2024 08:44 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَبيحٌ مِن الإنسانِ ينسىظ° عيوبَهُ
وَ يَذكرُ عيبًا في أخيهِ قَدِ اختفىظ°

وَ لو كانَ ذا عَقلٍ لما عابَ غيرهُ
وَ فيه عيوبٌ لو رآها بِهِ اكتفىظ°

......

الحمدان 08-04-2024 08:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ونصمُتُ ليسَ يعني أنْ رضِينا
‏ولكنْ ليسَ يُجْدي ما نقولُ

‏وليت الصمت يُجدي إنْ صمتنا
‏فلا صمتٌ يُفيد ولا حُلولُ

......

الحمدان 08-04-2024 08:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بِنا من الحزنِ ما تبكي له مدنٌ
وينحني الصخر عطفًا كي يواسينا

وما لنا في اجتناب الحزن مقدرةٌ
يا رحمة اللهِ في جنبيكِ ضمّينا

......

الحمدان 08-04-2024 08:47 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وفيكِ مِنَ الجمالِ دلالُ طفلٍ
‏وحيدٍ ، بعد عُقمِ الوالديْنِ

‏وفيكِ من الجلال مشيبُ شيخٍ
‏توضَّأ بالدموعِ لركعتيْنِ

‏وفيكِ من السلاحِ سهامُ هدبٍ
‏ورمحُ القدِّ ، قوسا حاجبيْن

‏وفيكِ من السلام هدوءُ أمٍّ
‏لطفلٍ نامَ بين الرضعتيْنِ

‏ختمتُ بكِ القصيدة فاقرئيني
‏ك بسمِ اللَّهِ بين السورتيْنِ

.....

الحمدان 08-04-2024 08:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وحلفتُ أني لن أمُرَّ بدارها
‏فإذا الحنين يخونني ، فأمُرُّ

‏وأدقُّ باباً بالعيون ، لعلني
‏أجِدُ الجواب للهفتي فتقِرُّ

‏ويَقِرُّ قلبٌ ، من مرارِ حنينه
‏عجباً أراه ، إلى الجمَادِ يُسِرُّ

......

الحمدان 08-04-2024 08:52 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عجيبٌ أَنْ أَرَاكَ وَأَنْ تَرَاني

وَنَحْنُ عَنِ الْهَوَى مُتَبَاعِدَانِ

وَنَنْظُرُ خِلْسَةٌ عَنْ بُعْدِ فِينَا

فَنَعْجَبُ كَيْفَ عَاشَ المَيْتَانِ

وَيَدْفَعُنَا الْحَنِينُ إلَى وَصَالٍ

فَنَذَكُرُ أَنَّ وَصْلَ الْحُبِّ فَانِ

وَتَرْجِعُ بَيْنَ حَالَتِنَا ببؤُسٍ

نُعَزي حَالَنَا مِمَّا نُعَانِي

فَلَيْسَ لَنَا هَنَاءٌ فِي التَّنَائِي

......

الحمدان 08-04-2024 09:00 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَذكرتُ أيامَ الوصالِ بِقربكُم
فهيّجَ قلبي في الغرامِ لهيبُ

فَواللهِ مَا فَارقتكمْ بِإرادَتي
لَكنّ تَصريفَ الزمانٍ عَجيبُ

فإن غبتُمُ عنّي جَفا النومُ نَاظرِي
وَعيشٌ بِلا الأحبابِ كيفَ يَطيبُ

......

الحمدان 08-04-2024 09:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ
إِنَّ الغِناءَ لِهَذا الشِّعرِ مِضمارُ

يَميزُ مُكفَأَهُ عَنهُ وَيَعزِلُهُ
كَما تَميزُ خَبيثَ الفِضَّةِ النارُ


حسّان بن ثابت

الحمدان 08-04-2024 09:03 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لن أبرَحَ السَّعْيَ في نَهْجِ العُلا أبَدًا
حتى وإن بُؤْتُ في مَسْعَايَ بالفَشَلِ

حَسْبِي إذا لَمْ أنَلْ ما أبْتَغِي شَرَفًا
أنِّي اجتَهَدتُ، وَلَمْ أَخْلُد إلى الكَسَلِ


عزت المخلافي

الحمدان 08-04-2024 09:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عنايةُالله صانتني عن الخطلِ
ودينهُ الحق نجاني من الزللِ

وحفظه لي من الأ خطار محدقة
ولطفه بي وإرشادي إلى السبلِ

إذاأتى فضله أوزادني نعماً
عجزتُ عن شكره دوما فياخجلي

هدايةٌ من إلهي جاءت على مهلٍ
تجمعت في خلايا النفس والمقلِ

وماأتتْ لي على علم ولاعمل
لكنها وافقت قلبابلا دغلِ

أراقبُ النفسَ دوما بل أحذرها
وأخبتُ الناسِ من أمسى على وجلِ

فياإلهي أنا عبدٌ به ألمٌ
فعافني ياحبيبي أنت لي أملي

وجدبرزقٍ لعبدأنت تعلمه
فأنت تعطي عطاءالمنعمِ الجزلِ

......

الحمدان 08-04-2024 09:08 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا أيّها النّاسُ إنّي قَد غفرتُ لَها
أواخِرَ القَــسوَةِ العَــميا وأوَّلَــها

بدونِ أن تطلبَ الغفرانَ عانَقَها
منّي الخيالُ وفوقَ الزهرِ قبَّلَها

وفي الحقيقةِ أنّي متُّ منتَظِرًا
حنانَها فاتِحًــا عَيــني لتَــدخُلَها

وذابَ صَبري على الأشواقِ واتسَعتْ
دَقائِــقي ويكَــأَنَّ الهــجرَ طَــوَّلَــها

وهــا أنا الآنَ قــرَّرتُ الإيــابَ إلى
تلكَ الّتي غرسَت في القلبِ مِنجَلَها

وجِئتُها طالبًا مِن جُودِ مِعــزَفِها
لحنًا حَنونًا يميتُ البعدَ والوَلَها

ومُنهكًا عدتُ والأحــلامُ أنهَكَــها
مِثلي المسيرُ فظَهري ما تَحمَّلَها

أنثايَ أبخلُ من كفّ البلادِ على
عبدٍ منيبٍ على الجنّاتِ فضَّلَها

بخيـلةٌ هيَ مِن بينِ الأنــامِ ومِن
بينِ الجَميلاتِ أنثى لا شريكَ لَها

......

الحمدان 08-04-2024 09:10 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَنامُ وَما قَلبي عَنِ المَجدِ نائِمُ
وَإِنَّ فُؤادي بِالمَعالي لَهائِمُ

وَإِن قَعُدَت بي عِلَّةٌ عَن طِلابِها
فَإِنَّ اِجتِهادي في الطِلابِ لَقائِمُ

يَعِزُّ عَلى نَفسي إِذ رُمتُ راحَةً
بِراحٍ فَتُثنيني الطِباعُ الكَرائِمُ

وَأَسهَرُ لَيلي مُفكراً غَيرَ طاعِمٍ
وَغَيري عَلى العِلّاتِ شَبعانُ نائِمُ

يُنادي اِجتِهادي إِن أَحَسَّ بِفَترَةٍ
أَلا أَينَ يا عَبّادُ تِلكَ العَزائِمُ

فَتَهتَزُّ آمالي وَتَقوى عَزائِمي
وَتُذَكِرُني لذَاتِهُنَّ الهَزائِمُ


المعتمد بن عباد


الساعة الآن 09:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية