منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-06-2024 05:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غَدَوتَ مَريضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني
لِتَسمَعَ أَنباءَ الأُمورِ الصَحائِحِ

فَلا تَأكُلَن ما أَخرَجَ الماءُ ظالِماً
وَلا تَبغِ قوتاً مِن غَريضِ الذَبائِحِ

وَأَبيَضَ أُمّاتٍ أَرادَت صَريحَهُ
لِأَطفالِها دونَ الغَواني الصَرائِحِ

وَلا تَفجَعَنَّ الطَيرَ وَهيَ غَوافِلٌ
بِما وَضَعَت فَالظُلمُ شَرُّ القَبائِحِ

وَدَع ضَربَ النَحلِ الَّذي بَكَرَت لَهُ
كَواسِبَ مِن أَزهارِ نَبتٍ فَوائِحِ

فَما أَحرَزَتهُ كَي يَكونَ لِغَيرِها
وَلا جَمَعَتهُ لِلنَدى وَالمَنائِحِ

مَسَحتُ يَدَي مِن كُلِّ هَذا فَلَيتَني
أَبَهتُ لِشَأني قَبلَ شَيبِ المَسائِحِ

بَني زَمني هَل تَعلَمونَ سَرائِراً
عَلِمتُ وَلَكِنّي بِها غَيرُ بائِحِ

سَرَيتُم عَلى غَيٍّ فَهَلّا اِهتَدَيتُمُ
بِما خَيَّرتُكُم صافِياتُ القَرائِحِ

وَصاحَ بِكُم داعِيَ الضَلالِ فَما لَكُم
أَجَبتُم عَلى ما خَيَّلَت كُلَّ صائِحِ

مَتّى ماكَشَفتُم عَن حَقائِقِ دينِكُم
تَكَشَّفتُم عَن مُخزَياتِ الفَضائِحِ

فَإِن تَرشُدوا لا تَخضِبوا السَيفَ مِن دَمٍ
وَلا تُلزِموا الأَميالَ سَبرَ الجَرائِحِ

وَيُعجِبُني دَأبُ الَّذينَ تَرَهَّبوا
سِوى أَكلِهِم كَدَّ النُفوسِ الشَحائِحِ

وَأَطيَبُ مِنهُم مَطعَماً في حَياتِهِ
سُعاةُ حَلالٍ بَينَ غَادٍ وَرائِحِ

فَما حَبَسَ النَفسَ المَسيحُ تَعَبُّداً
وَلَكِن مَشى في الأَرضِ مِشيَةَ سائِحِ

يُغَيِّبُني في التُربِ مَن هُوَ كارِهٌ
إِذا لَم يُغَيِّبني كَريهُ الرَوائِحِ

وَمَن يَتَوَقّى أَن يُجاوِرَ أَعظُماً
كَأَعظُمِ تِلكَ الهالِكاتِ الطَرائِحِ

وَمِن شَرِّ أَخلاقِ الأَنيسِ وَفِعلِهِم
خُوارُ النَواعي وَاِلتِدامُ النَوائِحِ

وَأَصفَحُ عَن ذَنبِ الصَديقِ وَغَيرِهِ
لِسُكنايَ بَيتَ الحَقِّ بَينَ الصَفائِح

وَأَزهَدُ في مَدحِ الفَتى عِندَ صِدقِهِ
فَكَيفَ قُبولي كاذِباتِ المَدائِحِ

وَما زالَت النَفسُ اللَجوجُ مَطِيَّةً
إِلى أَن غَدَت إِحدى الرَذايا الطَلائِحِ

وَما يَنفَعُ الإِنسانَ أَنَّ غَمائِماً
تَسُحُّ عَلَيهِ تَحتَ إِحدى الضَرائِحِ

وَلَو كانَ في قُربٍ مِنَ الماءِ رَغبَةٌ
لَنافَسَ ناسٌ في قُبورِ البَطائِحِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دَعَوا وَما فيهِم زاكٍ وَلا أَحَدٌ
يَخشى الإِلَهَ فَكانوا أَكلُباً نُبُحا

وَهَل أُجِلُّ قَتيلٍ مِن رِجالِهِمُ
إِذا تُؤُمِّلَ إِلّا ماعِزٌ ذُبِحا

خَيرٌ مِنَ الظالِمِ الجَبّارِ شيمَتُهُ
ظُلمٌ وَحَيفٌ ظَليمٌ يَرتَعي الذُبَحا

وَلَيسَ عِندَهُمُ دينٌ وَلا نُسُكٌ
فَلا تَغِرَّكَ أَيدٍ تَحمِلُ السُبَحا

وَكَم شُيوخٍ غَدَوا بيضاً مُفارِقُهُم
يُسَبِّحونَ وَباتوا في الخَنا سُبُحا

لَو تَعقِلُ الأَرضُ وَدَّت أَنَّها صَفِرَت
مِنهُم فَلَم يَرَ فيها ناظِرٌ شَبَحا

ما ثَعلَبٌ وَاِبنُ يحيى مُبتَغايَ بِهِ
وَإِن تَفاصَحَ إِلّا ثَعلَبٌ ضَبَحا

أَرى اِبنَ آدَمَ قَضّى عَيشَةً عَجَباً
إِن لَم يَرُح خاسِراً مِنها فَما رَبِحا

فَإِن قَدَرتَ فَلا تَفعَل سِوى حَسَنٍ
بينَ الأَنامِ وَجانِب كُلَّ ما قُبِحا

فَحيرَةُ المُلكِ خِلتُ المُنذِرينِ بِها
لَم يُغبِقا الراحَ في عِزٍّ وَلا صُبِحا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
المَرءُ حَتّى يُغَيَّبَ الشَبَحُ
مُغتَبِقٌ هَمَّهُ وَمُصطَبِحُ

وَالخَلقُ حيتانُ لُجَّةٍ لَعِبَت
وَفي بِحارٍ مِنَ الأَذى سَبَحوا

لا تَحفِلنَ هَجوَهُم وَُمَدحَهُمُ
فَإِنَّما القَومُ أَكلُبٌ نُبُحُ

وَلا تَهِب أُسدَهُم إِذ زَأَروا
وَقُل تَداعَت ثَعالِبٌ ضُبُحُ

وَهُم مِنَ المَوتِ أَهلُ مَنزِلَةٍ
إِن لَم يُراعوا بِطارِقٍ صُبِحوا

لَم يَفطُنوا لِلجَميلِ بَل جُبِلوا
عَلى قَبيحٍ فَما لَهُم قُبِحوا

فَمَن لِتَجرِ الوِدادِ إِنَّهُمُ
لا خَسِروا عِندَهُم وَلا رَبِحوا

أَقَلُّ مِنهُم شَرّاً وَمُرزِيَةً
ما رَكِبوا لِلسُّرى وَما ذَبَحوا

فَلَيتَهُم كَالبَهائِمِ اِعتَرَفوا
لُجماً إِذا بانَ زَيغَهُم كُبِحوا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَستَقبِحُ الظاهِرَ مِن صاحِبي
وَما يُواري صَدرُهُ أَقبَحُ

سُبِبتَ بِالكَلبِ فَأَنكَرتَهُ
وَالكَلبُ خَيرٌ مِنكَ إِذ يَنبَحُ

صَلّى الفَتى الجُمعَةَ ثُمَّ اِنثَنى
لِذِراعٍ في مِسحِهِ يَذبَحُ

يُعطى بِهِ التاجِرُ أَرباحَهُ
وَتاجِرُ الخُسرانِ لا يَربَحُ

فَلَيتَني عِشتُ بِداوِيَّةٍ
حَرباؤُها في عودِهِ يَشبَحُ

يَصدى بِها الرَكبُ وَأَعلامُها
كَأَنَّها في آلِها تَسبَحُ

أَو بِتُّ في صَهوَةَ مُستَوطِناً
أُمسي مَعَ الأَغفارِ أَو أُصبَحُ

وَالنَفسُ كَالجامِحِ فَلِيَثنِها
لُبٌّ أَوابي لُجمِهِ تُكبَحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِقنَع بِما رَضِيَ التَقِيُّ لِنَفسِهِ
وَأَباحَهُ في الحَياةِ مُبيحُ

مِرآةُ عَقلِكَ إِن رَأَيتَ بِها سِوى
ما في حِجاكَ أَرَتهُ وَهوَ قَبيحُ

أَسنى فِعالِكَ ما أَرَدتَ بِفِعلِهِ
رَشداً وَخيرُ كَلامِكَ التَسبيحُ

إِنَّ الحَوادِثَ ما تَزالُ لَها مُداً
حَمَلُ النُجومَ بِبَعضِهِنَّ ذَبيحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نطيحُ وَلا نُطيقُ دِفاعَ أَمرٍ
فَكَيفَ يَروعُنا الغادي النَطيحُ

وَلَم يَكُ أَهلُ خَيبَرَ أَهلَ خُبرٍ
بِما لاقى السَلالِمُ وَالوَطيحُ

وَجَدتُ الغَيبَ تَجهَلُهُ البَرايا
فَما شِقٌ هُديتَ وَما سَطيحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَجَمَّعَ أَهلُهُ زُمَراً إِلَيهِ
وَصاحَت عِرسهُ أَودى فَصاحوا

تُخاطِبُنا بِأَفواهِ المَنايا
مِنَ الأَيّامِ أَلسِنَةٌ فِصاحُ

نَصَحتُكُم أَهينوا أُمَّ دَفرٍ
فَما يَبقى لَكُم مِنها نِصاحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مُشرِعَ الرُمحِ في تَثبيتِ مَملَكَةٍ
خَيرٌ مِنَ المارِنِ الخَطِيِّ مِسباحُ

يَزيدُ لَيلُكَ إِظلاماً إِلى ظُلَمٍ
فَما لَهُ آخِرَ الأَيّامِ إِصباحُ

لا يَعتِمُ الجَنحُ في مَثوى أَخي نُسُكٍ
وَكُلَّما قالَ شَيئاً فَهُوَ مِصباحُ

أَموالُنا في تُقانا لا رُؤوسَ لَها
فَكَيفَ تُؤمَلُ عِندَ اللَهِ أَرباحُ

وَنَحنُ في البَحرِ ما نَجَّت سَفائِنُهُ
وَكَم تُقَطِّعَ دونَ العِبَر سُبّاحُ

وَسَوفَ نُنسى فَنُمسي عِندَ عارِفِنا
وَما لَنا في أَقاصي الوَهمِ أَشباحُ

تَغَيَّرَ الدَهرُ حَتّى لَو شَحا أَسَدٌ
لَقيلَ كَشَّ خِلالَ القَومِ رُبّاحُ

لَيثُ النِزالِ وَلَكِن في مَنازِلِهِ
كَلبٌ عَلى فَضَلاتِ الزادِ نَبّاحُ

تَجَرَّعَ المَوتَ نَحّارٌ لِأَينَقِهِ
إِذا شَتا وَلِفارِ المِسكِ ذَبّاحُ

يَجودُ بِالتِبرِ إِن أَصحابُهُ بَخِلوا
وَيكتُمُ السِرَّ إِن خُزّانُهُ باحوا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا أَيُّها الناسُ جازَ المَدحُ قَدرَكُمُ
وَقَصَّرَت عَن مَدى مَولاكُمُ المِدَحُ

إِذا اِستَعانوا بِأَقداحٍ لَها قِيَمٌ
عَلى المُدامَةِ فَالإِثمُ الَّذي قَدَحوا

وَعِندَهُم مُسمِعاتٌ يَأذَنونَ لَها
ما لِلمَسامِعِ عَمّا قُلنَ مُنتَدَحُ

قالوا غَدَونَ مُصيباتِ الغِناءِ لَنا
وَتِلكَ عِندي مُصيباتٌ لَهُم فُدُحُ

عَنِ الطَواويسِ ما يَلبَسنَ مُستَرَقٌ
وَهُنَّ بَعدُ قَماريُّ الضُحى الصُدُحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَعاذِلَتي إِنَّ الحِسانَ قِباحُ
فَهَل لِظَلامِ العالَمينَ صَباحُ

يُسَمّي اِبنَهُ كِسرى فَقيرٌ مُمارِسٌ
شَقاءً وَأَسماءُ البَنينَ تُباحُ

وَرَبَّ مُسَمّى عَنبَراً وَهُوَ مُوهِتٌ
وَلَيثاً وَفيهِ أَن يَهيجَ نُباحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد بَرَحَت طَيرٌ وَلَستُ بِعائِفٍ
وَإِن هاجَ لي بَعضَ الغَرامِ بُروحُها

أَرى هَذَياناً طالَ مِن كُلِّ أُمَّةٍ
يُضَمَّنُهُ إيجازُها وَشُروحُها

وَأَوصالَ جِسمٍ لِلتُرابِ مَآلُها
وَلَم يَدرِ دارٍ أَينَ تَذهَبُ رَوحُها

وَلا بُدَّ يَوماً مِن غَدوٍّ مُبَغَّضٍ
سَنَغدوهُ أَو مِن رَوحَةٍ سَنَروحُها

وَلَو رَضيتُ دونَ النُفوسِ بِغَيرِها
لَحُطَّت بِعَفوٍ لا قِصاصَ جُروحُها


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد سَنَحَت لي فِكرَةٌ بارِحِيَّةٌ
وَما زادَني إِلّا اِعتِباراً سُنوحُها

بِرَبَّةِ طَوقٍ ما أَقَلَّ جَناحُها
جَناحاً وَفي خُضرِ الغُصونِ جُنوحُها

وَهاجَ حُمَيّاها أَصيلٌ مُذَكِّرٌ
تُغَنّيهِ شَجواً أَو غَداةٌ تَنوحُها

وَتِلكَ لَعَمري شيمَةٌ أَوَّليَّةٌ
تَوارَثَها شيثُ الحَمامِ وَنوحُها


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَصاحِ هِيَ الدُنيا تُشابِهُ ميتَةً
وَنَحنُ حَوالَيها الكِلابُ النَوابِحُ

فَمَن ظَلَّ مِنها آكِلاً فَهوَ خاسِرٌ
وَمَن عادَ عَنها ساغِباً فَهوَ رابِحُ

فَمَن لَم تَبَيَّتهُ الخُطوبُ فَإِنَّهُ
سَيَصبَحُهُ مِن حادِثِ الدَهرِ صابِحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يقولُ لَكَ إِنعَم مُصبِحاً مُتَوَدِّدٌ
إِلَيكَ وَخَيرٌ مِنهُ أَغَلبُ أَصبَحُ

رَجَوتَ بِقُربٍ مِن خَليلِكَ مَرحَباً
وَبُعدُكَ مِنهُ في الحَقائِقِ أَربَحُ

إِذا أَنتَ لَم تَهرُب مِنَ الإِنسِ فَاِعتَرِف
بِطُلسٍ تَعاوى أَو ثَعالِبَ تَضبَح

وَمارِس بِحُسنِ الصَبرِ بِلِواكَ إِن هُمُ
أَتوا بِقَبيحٍ فَالَّذي جِئتَ أَقبَحُ

تَروحُ إِلى فِعلِ السَفيهِ وَتَغتَدي
وَتُمسي عَلى غَيرِ الجَميلِ وَتُصبِحُ

كَأَنَّ خُطوبَ الدَهرِ بَحرٌ فَمَن يَمُت
بِفَرطِ صَداهُ فَهُوَ في اللُجِّ يَسبَحُ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا ما مَضى نَفَسٌ فَإِحسَبنَهُ
كَالخَيطِ مِن ثَوبِ عُمرٍ نَهَج

وَإِن هاجَكَ الدَهرُ فَاِصبِر لَهُ
وَعِش ذا وَقارٍ كَأَن لَم تُهَج

فَكَم جَمرَةٍ خَمَدَت فَاِنقَضَت
وَكانَ لَها مُنذُ حينٍ وَهَج

فَيا قائِدَ الجَيشِ خَفِّض عَلَيكَ
في غَيرِ حَظِّكَ يَعلو الرَهَج

زَمانٌ حَباكَ قَليلَ العَطاءِ
ما زالَ يُكثِرُ أَخذَ المُهَج

فَلا تودِ أَنفُسَنا حَسبُنا
قَضاءٌ لَهُ بِأَذانا لَهَج

أَعِن باكِياً لَجَّ في حِزنِهِ
وَسَل ضاحِكَ القَومِ مِمَّ اِبتَهَج

وَعالَمُنا المُنتَهي كَالصَبيِّ
قيلَ لَهُ في اِبتِداءٍ تَهَجّ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً
بِخَيرٍ لَيسَ فِيَّ فَذاكَ هاجِ

وَحَقِيَّ إِن أَساءَ بِما إِفتَراهُ
فَلُؤمٌ مِن غَريزَتِيَ اِبتِهاجي


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً
لِتُجزِيَني فَأَدرَكَني اِبتِهاجي

إِذا كانَ التَقارُضُ مِن مُحالٍ
فَأَحسَنُ مِن تَمادُحِنا التَهاجي


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حالِيَ حالُ اليائِسِ الراجي
وَإِنَّما أَرجِعُ أَدراجي

إِذا رَأَيتُ الخَيرَ في رَقدَتي
عَدَدتُها لَيلَةَ مِعراجي

إِن قُمتُ مِن وبرَةِ هَذا الثَرى
أُهدى إِلى خَضراءَ مِئراجِ

فَالحَمدُ لِلَّهِ عَلى نِعمَةٍ
تُعقِبُ مِن ضَنكٍ وَإِحراجِ

لَو أَنَّني البِرجيسُ أَو جارُهُ
نَزَلتُ مِن أَرفَعَ أَبراجِ

ما أُمُّ سِرياحٍ إِذا ما غَدَت
مُوَرِّثَتي أَدمُعَ دَرّاجِ

يَنسى الفَتى الحَربِيُّ في قَبرِهِ
أَيّامَ إِلجامٍ وَإِسراجِ

وَخَوضَهُ في نَفَيانِ الوَغى
عَلى طُموحِ الطَرفِ هَرّاجِ

وَخَضبَهُ الأَبيَضَ مُستَأنِساً
بِأَسوَدٍ لِلهَولِ فَرّاجِ

يَفُضُّ ما أَذهَبَ مِن قَونَسٍ
بِزِئبَقٍ يَمتَدُّ رَجراجِ

أَشَلَّ أَو أَعرَجَ دَهرٌ عَدا
فَوارِساً عَن شَكِّ أَعراجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَطَعتُ في الأَيّامِ سَدّاجي
وَسارَتِ الدُنيا بِأَحداجي

آلَيتُ ما أَدري وَلا عالَمي
مِن كَوكَبي في الحِندِسِ الداجي

لا بَسَطَ الخالِقُ في مُدَّتي
حَتّى يَرى الناظِرُ هَدّاجي

قَد ذُبِحَ الذارِعُ في ساحَةٍ
فَيا لَهُ مِن دَمِ أَوداجِ

يَسلُكُ مَحمودٌ وَأَمثالُهُ
طَريقَ خاقانَ وَكُنداجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِن هاجَكِ البارِقُ فَإِهتاجي
لا يُمنَعُ الرِزقُ بِإِرتاجِ

أُصبِحُ في لَحدي عَلى وَحدَتي
لَستُ إِلى الدُنيا بِمُحتاجِ

ما أُسدُ خَفّانَ بِمَتروكَةٍ
فيها وَلا غِزلانُ فِرتاجِ

كَشفِيَ رَأسي وَاِفتِقاري بِها
خَيرٌ مِنَ التَمليكِ وَالتاجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتُعوِجُ أَمَ لَيسَ المَشوقُ بِعائِجِ
هاجَت وَساوِسُهُ لِبَرقٍ هائِجِ

سُبحانَ مَن بَرَأَ النُجومَ كَأَنَّها
دُرٌّ طَفا مِن فَوقِ بَحرٍ مائِجِ

لَو شاءَ رَبُّكَ صَيَّرَ الشَرطَينِ مِن
هَذي الكَواكِبِ عِندَ أَدنى ثائِجِ

وَالتاجُ تَقوى اللَهِ لا ما رَصَّعوا
لِيَكونَ زيناً لِلأَميرِ التائِجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَن لا عِجٍ باتوا بِرَملَةِ عالِجِ
في رَبوَتَي عَودٍ كَظَهرِ الفالِجِ

في مُقفِرٍ تَنآهُ سَلمى مَدلَجٍ
مِن بَعدِ طَيَّتِهِ وَسَلما دالِجِ

مِثلَ الأَساوِرِ وَالدَمالِجِ في الطَوى
أَنِسوا ذَواتِ أَساوِرٍ وَدَمالِجِ

وَالأَرضُ قَد لَفَظَت حُشاشَةَ نورِها
فَدَجا الظَلامُ سِوى الوَميضِ الخالِجِ

فَزَعوا إِلى ذِكرِ المَليكِ وَحَسبُهُم
أُنساً بِذَلِكَ في الضَميرِ الوالِجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَصَلَ الهَجيرَ إِلى الهَجيرِ لَعَلَّهُ
في الخُلدِ يَظفَرُ بِالهَواءِ السَجسَجِ

سَلَبتُهُ بُردَ الوَردِ راحَةُ ميتَةٍ
غَصَبتَهُ حينَ كَسَتهُ بُردَ بَنفسَجِ

غَشّاهُ مُصفَرُّ الأَنامِلِ خافِياً
فَكَأَنَّهُ لِبَنانِهِ لَم يَنسُجِ

وَلّى وَخَلَّفَ عِرسَهُ وَبَناتِهِ
يَجنينَ أَطيَبَ مَطعَمٍ مِن عَوسَجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَنا لِصَرورَةِ في الحَياةِ مُقارِنٌ
ما زُلتُ أَسبَحُ في البِحارِ المُوَّجِ

وَصَرورَةٌ في شيمَتَينِ لِأَنَّني
مُذ كُنتُ لَم أَحجُج وَلَم أَتَزَوَّجِ

مِن مَذهَبي أَن لا أَشُدَّ بِفِضَّةٍ
قَدَحي وَلا أُصغي لِشَربِ مُعَوَّجِ

لَكِن أُقضي مُدَّتي بِتَقَنُّعٍ
يَغني وَأَفرَحُ بِاليَسيرِ الأَروَجِ

هَذا وَلَستُ أَوَدُّ أَنّي قائِمٌ
بِالمَلِكِ في ثَوبَي أَغَرَّ مُتَوَّجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ
غُواةٌ بَينَ مُعتَزِلٍ وَمُرجي

فَشَأنُ مُلوكِهِم وَنَزفٌ وَنَزفٌ
وَأَصحابُ الأُمورِ جُباةُ خَرجِ

وَهُمُّ زَعيمِهِم إِنهابُ مالٍ
حَرامِ النَهبِ أَو إِجلالُ فَرجِ

وَإِنَّ شَرّارَةً وَقَعَت بِوادٍ
لِتُحرِقَ وَحدَها سَمُراً بِشَرجِ

رُكوبُ النَعشِ أَسرَعُ لِاِبنِ دَهرٍ
يُريدُ الخَيرَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ

غَدا العُصفورُ لِلبازي أَميراً
وَأَصبَحَ ثَعلَباً ضِرغامُ تَرَجِ

أَفي الدُنِّيا لَحاها اللَهُ حَقٌّ
فَيُطلَبَ في حِنداسِها بِسُرجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ
تُرَجّي الخُلدَ بَعدَ لُيوثِ تَرجِ

وَأَشرَفُ مَن تَرى في الأَرضِ قَدراً
يَعيشُ الدَهرَ عَبدَ فَمٍ وَفَرجِ

وَحُبُّ الأَنفُسِ الدُنِّيا غُرورٌ
أَقامَ الناسَ في هَرجٍ وَمَرجِ

وَإِنَّ العِزَّ في رُمحٍ وَتُرسٍ
لِأَظهَرُ مِنهُ في قَلَمٍ وَدَرجِ

وَما أَختارُ أَنّي المَلكُ يُجبى
إِلَيَّ المالُ مِن مَكسٍ وَخَرجِ

فَدَع إِلفَيكَ مِن عَرَبٍ وَعُجمٍ
إِلى حِلفَيكَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ

سِراجُكَ في الدُجُنَّةِ عَينُ ضارٍ
وَإِلّا فَالكَواكِبُ خَيرُ سُرجِ

مَتّى كَشَّفتَ أَخلاقَ البَرايا
تَجِد ما شِئتَ مِن ظُلمٍ وَحِرجِ

ضَغائِنُ لَمّ تَزَل مِن قِبَلِ نوحٍ
عَلى ما هانَ مِن فِزرٍ وَعَرجِ

فَجَّرَت قَتلَ هابِلٍ أَخوهُ
وَأَلقَت بَينَ مُعتَزَلٍ وَمُرجي

وَخانَت وِدَّ لُقمانٍ لُقَيماً
لَيالِيَ حَرَّفَت سَمُراً بِشَرجِ

فَدارِ مَعيشَةً وَاِحمَل أَذاةً
لِمَن صاحَبتَ مِن حَوصٍ وَبُرجِ

فَإِنَّ الأُسدَ تَتبَعُها ذِئابٌ
وَغِربانٌ فَمِن عُوَرٍ وَعُرَجِ

مَسيرُكَ في البِلادِ أَقَلُّ رُزءاً
مَعَ الفِئَتَينِ مِن قُمَرٍ وَخُرجِ

وَكَم خَدَعَت هِزَبراً كانَ جَبراً
مِنَ الأَملاكِ ذاتُ حُلىً وَدَرجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَأَنَّني راكِبُ اللُجَّ الَّذي عَصَفَت
رِياحُهُ فَهوَ في هَولٍ وَتَمويجِ

وَفي طِباعِكَ زَيغٌ وَالهِلالُ عَلى
سُمُوِّهِ حِلفُ تَقويسٍ وَتَعويجِ

فَزِن مِنَ الوَزنِ لَفظاً حينَ تُرسِلُه
وَزِن مِنَ الزَينِ إِعطاءً بِتَرويجِ

وَاِنظُر إِلى نَفسِكَ اللَومى بِمَنظَرِها
وَلَو غَدَوتَ أَخا مُلكٍ وَتَتويجِ

وَاِطلُب لِبِنتِكَ زَوجاً كَي يُراعيها
وَخَوِّفِ اِبنَكَ مِن نَسلٍ وَتَزويجِ

ما اليَسرُ كَالعُدمِ في الأَحكامِ بَل شَحَطَت
حالُ المَياسيرِ عَن حالِ المَحاوِجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما عاقِدُ الحَبلِ يَبغي بِالضُحى عَضَداً
إِلّا كَصاحِبِ مُلكٍ عاقِدِ التاجِ

وَما رَأَينا صُروفَ الدَهرِ تارِكَةً
لَيثاً بِتَرجٍ وَلا ظَبياً بِفِرتاجِ

ما أَعدَلَ المَوتَ مِن آتٍ وَأَستَرَهُ
فَهَيِّجني فَإِني لَستُ مُهتاجِ

العَيشُ أَفقَرَ مِنّا كُلَّ ذاتِ غِناً
وَالمَوتُ أَغنى بِحَقٍّ كُلَّ مُحتاجِ

إِذا حَياةٌ عَلينالِلأَذى فَتَحَت
باباً مِنَ الشَرِّ لاقاهُ بِإِرتاجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَد أَسرَجوا بِكُمَيتٍ أَطلَقَت لُجُماً
وَلَم يَهِمّوا بِإِلجامٍ وَإِسراجِ

يَستَصبِحونَ وَعَينُ الديكِ نائِمَةٌ
بِقَهوَةٍ مِثلِ عَينِ الديكِ مِئراجِ

دَبَّت دَبيبَ نِمالٍ في أَنامِلِهِم
بِسائِرٍ في رُؤوسِ القَومِ دَرّاجِ

تُفَرِّجُ الهَمَّ عَنهُمُ بَل تُزيدُهُمُ
نَكداً هَواجِسُ ما هَمَّت بِإِفراجِ

لَم يَعلَموا أَنَّ أَقداراً سَتُنزِلُهُم
بِالعُنفِ مِن فَوقِ أَفدانٍ وَأَبراجِ

وَما أَرى دَرَجاتِ الفَضلِ مُغنِيَةً
عَنِ الفَتى عادَ مَحثوثاً لِإِدراجِ

أَمّا الحَياةُ فَلا أَرجو نَوافِلَها
لَكِنَّني لِإِلهي خائِفٌ راجي

رَبِّ السِماكِ وَرَبِّ الشَمسِ طالِعَةً
وَكُلِّ أَزهَرَ في الظَلماءِ خَرّاجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ
وَلا يَرجونَ غَيرَ المُهَيمِنِ راجِ

وَلا تُطفِئوا نورَ المَليكِ فَإِنَّهُ
مُمَتِّعُ كُلٍّ مِن حِجىً بِسِراجِ

أَرى الناسَ في مَجهولَةٍ كَبَراءُ
هُمُ حَيٍّ يَلعَبونَ خُراجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ
إِلى مُدلَجٍ تَلقى البُرى أُختُ مُدلَجِ

وَقَد حارَ هادي الرَكبِ وَاللَيلُ ضارِبٌ
بِأَوراقِهِ وَالصُبحُ لَم يَتَبَلَّجِ

تَكابَدُ خَضراءَ الحَنادِسِ جَونَةً
ذَخيرَتُها مِن بَدرِها نِصفُ دُملُجِ

إِلى أَن بَدا فَجرٌ يُكَشِّفُ نَهجَهُ
لَنا بِلِسانٍ مُفَصِّحٍ غَيرَ لَجلَجِ

وَإِن خَلَجَت عَينٌ لِبَينٍ فَحَسبُها
مِنَ البينِ يَومٌ مِن رَداً مُتَخَلَّجِ

كَفى حَزناً أَنَّ الفَتى بَعدَ سَومِهِ
تَقولُ لَهُ الأَيّامُ في جَدَثٍ لِج

وَكَم وَطِأَت أَقدامُنا في تُرابِها
جَبينَ أَخي كِبرٍ وَهامَةَ أَبلَجِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى
مِنَ المَوتِ لَكِنَّ القَضاءَ الَّذي يُنَجّي

فَلا تَكُ زيراً لِلنِساءِ وَإِن تَمِل
لَهُنَّ فَلا تَأذَن لِزيرٍ وَلا صَنجِ

وَلا تَدنُ لِلصَهباءِ بِنتاً لِأَبيَضٍ
وَلا تَقرَبِ الحَمراءَ مِن وَلَدِ الزَن


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تُرِعِ الطائِرَ يَغذو بَجَّه
يَلتَقِطُ الحَبَّ لِكَي يَمُجُّه

إِنَّ الأَنامَ واقِعٌ في لُجَّه
وَظُلمَةٍ مِن أَمرِهِ مُلتَجُّه

دَعِ الفُروعَ وَخُذِ المَحَجَّه
لا تَأمَنَنَّ ذا عاهَةٍ مُضِجَّه

إِنَّ عَصاكَ وَهِيَ المُعوَجَّه
تُحدِثُ في رَأسِ أَخيكَ الشَجَّه


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الوَقتُ يُعجِلُ أَن تَكونَ مُحَلِّلاً
عُقَدَ الحَياةِ بِأَن تَحُلَّ الزيجا

فَالدَهرُ لا يَسخو بِأَريٍ لِلفَتى
حَتّى يَكونَ بِما أَمَرَّ مَزيجا

هَزَجَت نَوادِبُ لِلعُقولِ فَخَيَّبَت
أُنثى تَرومُ لِطِفلِها تَهزيجا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَسريحُ كَفِيَّ بُرغوثاً ظَفِرتُ بِهِ
أَبُرُّ مِن دِرهَمٍ تُعطيهِ مُحتاجا

لا فَرقَ بَينَ الأَسَكَّ الجَونِ أُطلِقُهُ
وَجَونِ كِندَةَ أَمسى يَعقُدُ التاجا

كِلاهُما يَتَوَقى وَالحَياةُ لَهُ
حَبيبَةٌ وَيَرومُ العَيشَ مُهتاجا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَغنى الأَنامِ تَقِيٌّ في ذُرى جَبَلٍ
يَرضى القَليلَ وَيَأبى الوَشيَ وَالتاجا

وَأَفقَرُ الناسِ في دُنياهُمُ مَلِكٌ
يُضحي إِلى اللَجَبِ الجَرّارِ مُحتاجا

وَقَد عَلِمتُ المَنايا غَيرَ تارِكَةٍ
لَيثاً بِخِفّانِ أَو ظبيّاً بِفِرتاجا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا سَعدُ إِنَّ أَبا سَعدٍ لَحادِثُهُ
أَمسى الحِمامُ يُسَمّى عِندَهُ فَرَجا

وَالروحُ شَيءٌ لَطيفٌ لَيسَ يُدرِكُهُ
عَقلٌ وَيَسكُنُ مِن جِسمِ الفَتى حَرَجا

سُبحانَ رَبِّكَ هَل يَبقى الرَشادُ لَهُ
وَهَل يُحِسُّ بِما يَلقى إِذا خَرَجا

وَذاكَ نورٌ لِأَجسادٍ يُحَسِّنُها
كَما تَبَيَّنتَ تَحتَ اللَيلَةِ السُرُجا

قالَت مَعاشِرُ يَبقى عِندَ جُثَّتِهِ
وَقالَ ناسٌ إِذ لاقى الرَدى عَرَجا

وَلَيسَ في الإِنسِ مِن نَفسٍ إِذا قُبِضَت
سافَ الَّذينَ لَدَيها طِيَبَها الأَرِجا

وَأَسعَدُ الناسِ بِالدُنيا أَخو زُهدٍ
نافى بَنيها وَنادوا إِذ مَضى دَرَجا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ
وَلا بُدَّ أَنّي سالِكٌ ذَلِكَ الفَجّا

وَسَيّانِ أُمٌ بَرَّةٌ وَحَمامَةٌ
غَذَت وَلَداً في مَهدِهِ وَغَذَت بَجّا

فَلا تَبكُرَن يَوماً بِكَفِّكَ مُديَةٌ
لِتُهلِكَ فَرخاً في مَواطِنِهِ دَجّا

تَلَفَّتَ في دُنياهُ سابِحُ غَمرَةٍ
إِلى السَيفِ لَهَفاً بَعدَ ما وَسِطَ اللُجا

وَرَجّى أُموراً لَم تَكُن بِقَريبَةٍ
إِلَيهِ فَخَطَّتهُ الحَوادِثُ ما رَجّى

يُرَجّي مَعاشاً مَن لَهُ بِدَوامِهِ
وَهَل يَترُكُ الدَهرُ الفَقيرَ وَما رَجّى

فَلا تَبتَئِس لِلرِزّقِ إِن بَضَّ فاتِراً
وَلا تَغتَبِط إِن جاشَ رِزقُكَ أَو ثَجّا

أَعُوّامَ بَحرٍ إِن أُصِبتُم فَهَيِّنٌ
وَإِن تَخلَصوا فَاللَهُ رَبُّكُمُ نَجّى

ضَلِلتُم فَهَل مِن كَوكَبٍ يُهتَدى بِهِ
فَقَد طالَ ما جَنَّ الظَلامُ وَما دَجّى

فَلا تَأمَنوا المَرءَ التَقِيَّ عَلى الَّتي
تَسوءُ وَإِن زارَ المَساجِدَ أَو حَجّا

وَلا تَقبَلوا مِن كاذِبٍ مُتَسَوِّقٍ
تَحَيَّلَ في نَصرِ المَذاهِبِ وَاِحتَجّا

فَذَلِكَ غاوي الصَدرِ قَلبي كَقَلبُهُ
مَتّى مَلَأَ التَذكيرُ مِسمَعَهُ مَجّا

وَإِنَّ لِأَجسامِ الأَنامِ غَرائِزاً
إِذا حَرَّكَت لِلشَرِّ طالِبَهُ لَجّا

فَلا آسَ لِلدُنِّيا إِذا هِيَ زايَلَت
فَما كُنتُ فيها لا سِناناً وَلا زُجّا

وَلَقَد خُلِقَت عَوجاءَ مِثلَ هِلالِها
يَكونُ وَإِيّاها القِيامَةَ مُعَوِّجا

سِواءٌ عَلى النَفسِ الخَبيثِ ضَميرُها
أَمَكَّةَ زارَت لِلمَناسِكِ أَو وَجّا

فَبِالطائِفِ الراحُ الكُمَيتُ سَلافَةً
إِذا ما تَمَشَّت في حَشا وادِعٍ أَجّا

فَكَم مِن قَتيلٍ غادَرَت وَمُكَلَّمٍ
عَلى أَلَمٍ غِبَّ القَتيلِ الَّذي شُجّا

مُشَعشَعَةٌ لَو خالَطَت وَهُوَ عاقِلٌ
ثَبيراً تَداعى بِالجَهالَةِ وَاِرتَجّا

رَأَيتُ الفَتى كَالعَودِ يَرتِعُ مَرَّةً
وَإِن مَسَّت الأَعباؤ كاهِلَهُ ضَجّا


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تَفخَرَنَّ مَعاشِرٌ بِقَديمِها
فَليَنسِبَنَّ كُلابُها وَنُباجُها

وَالخَيلُ إِن مَزَعَت بِفُرسانِ الوَغى
فَلتَرجِعَنَّ إِلى الثَرى أَثباجُها

وَإِذا البُجادُ أَتى الفَتاةَ بِدِفئِها
وَخِبائِها فَكَأَنَّهُ ديباجُها

كَم نالَ أَطيَبَ مَطعَمٍ هِلباجَةٌ
أَشِرٌ وَأَعوَزَ حُرَّةً هِلباجُها


أبو العلاء المعري

الحمدان 08-06-2024 05:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد دَجّى الزَمانُ فَلا تَدَجّوا
وَلَجَّ فَلَم يَدَع خَصماً يَلَجُّ

أَراني قَد نَصَحتُ فَما لِنُصحي
إِذا ما غارَ في أُذُنٍ يُمَجُّ

عَجِبنا لِلرَكائِبِ مُبرَياتٍ
يَسيلُ بِهِنَّ بَعدَ الفَجِّ فَجُّ

تُنِصُّ إِلى تِهامَةَ مُبتَغاها
صَلاحَ وَلَيسَ في النِياتِ وَجُّهِيَ

الدُنِّيا عَلى ما نَحنُ فيهِ
مَعاشٌ يُمتَرى وَدَمٌ يُثَجُّ

لَيالِيَ ما بِمَكَّةَ مِن مَقامٍ
وَلا بَيتٌ بِأَبطَحِها يَحِجُّ

وَما فَتِئَت وُلاةُ الأَمرِ فيها
على الصَفراءِ تُصرِفُ أَو تَشِجُّ

وَقَد كُذِبَ الصَحيحُ بِلا اِرتِيابٍ
فَهَل صَدَقَ الأَصَمُّ أَو الأَشَجُّ

مَضى أَهلُ الرَجاءِ عَلى سَبيلٍ
كَأَنَّهُمُ العَظائِمُ لَم يُرَجّوا

فَما لِلرُمحِ قَرَّبَهُ رِجالٌ
يُنَصَّلُ لِلمَنيَّةِ أَو يُزَجُّ


أبو العلاء المعري


الساعة الآن 05:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية