منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-07-2024 06:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تَعجَبَنَّ مِنَ الأَيّامِ وَالدُوَلِ
وَمِن خُطوبٍ جَرَت بِالرَيثِ وَالعَجَلِ

مَن يَأمَنُ المَوتَ إِذ صارَت لَهُ عِلَلٌ
تَكونُ في الزُبدِ أَحياناً وَفي العَسَلِ

وَلَيسَ شَيءٌ وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ
إِلّا سَيَفنى عَلى الآفاتِ وَالعِلَلِ

أَمّا الجَديدانِ في صَرفِ اِختِلافِهِما
فَقَد وَجَدتَ مَقالاً فيهِما فَقُلِ

وَقَد أَتاكَ نَذيرُ المَوتِ يَقدُمُهُ
في عارِضَيكَ مَشيبٌ غَيرُ مُنتَقِلِ

يا لِلَّيالي وَلِلأَيامِ إِنَّ لَها
في الخَلقِ خَطفاً كَخَطفِ البَرقِ في مَهَلِ

ماذا يَقولُ اِمرُؤٌ لَيسَت لَهُ قَدَمٌ
يَومَ العِثارِ وَيَومَ الكَبوِ وَالزَلَلِ

رُبَّ اِمرِئٍ لاعِبٍ لاهٍ بِزُخرُفِ ما
يُلهيهِ عَن نَفسِهِ بِاللَهوِ مُشتَغِلِ

اِصرِب بِطَرفِكَ في الدُنيا فَإِنَّ لَهُ
ما شِئتَ مِن عِبَرٍ فيها وَمِن مَثَلِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما لي أُفَرِّطُ فيما يَنبَغي مالي
إِنّي لَأُغبَنُ إِدباري وَإِقبالي

اليَومَ أَلعَبُ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ
في هَدمِ عُمري وَفي تَصريفِ أَحوالي

يَجري الجَديدانِ وَالأَقدارُ بَينَهُما
تَغدو وَتَسري بِأَرزاقٍ وَآجالِ

يا مَن سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَ غَيبَتِهِ
كَم بَعدَ مَوتِكَ مِن ناسٍ وَمِن سالِ

كَأَنَّ كُلَّ نَعيمٍ أَنتَ ذائِقُهُ
مِن لَذَّةِ العَيشِ يَحكي لَمعَةَ الآلِ

لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَأَنتَ تَرى
ما شِئتَ مِن عِبَرٍ فيها وَأَمثالِ

الغَيُّ في ظُلمَةٍ وَالرُشدُ في صُوَرٍ
مُسَربَلاتٍ بِإِحسانٍ وَإِجمالِ

وَالقَولُ أَبلَغُهُ ما كانَ أَصدَقَهُ
وَالصِدقُ في مَوقِفٍ مُستَسهَلٍ عالِ

لَن يُصلِحَ النَفسَ إِن كانَت مُصَرَّفَةً
إِلّا التَنَقُّلُ مِن حالٍ إِلى حالِ

فَنَحمَدُ اللَهَ ما نَنفَكُّ مِن نُقَلٍ
كُلٌّ إِلى المَوتِ في حَلٍّ وَتَرحالِ

وَالشَيبُ يَنعى إِلى المَرءِ الشَبابَ كَما
يَنعى الأَنيسَ إِلَيهِ المَنزِلُ الخالي

لَأَظعَنَنَّ إِلى دارٍ خُلِقتُ لَها
وَخَيرُ زادي إِلَيها خَيرُ أَعمالي

ما حيلَةُ المَوتِ إِلّا كُلُّ صالِحَةٍ
أَو لا فَلا حيلَةٌ فيهِ لِمُحتالِ

وَالمَرءُ ما عاشَ يَجري لَيسَ غايَتُهُ
إِلّا مُفارَقَةً لِلأَهلِ وَالمالِ

إِنّي لَآمُلُ وَالأَحداثُ دائِبَةٌ
في نَشرِ يَأسِ وَفي تَقريبِ آمالِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا هَل إِلى طولِ الحَياةِ سَبيلُ
وَأَنّي وَهَذا المَوتُ لَيسَ يُقيلُ

وَإِنّي وَإِن أَصبَحتُ بِالمَوتِ موقِناً
فَلي أَمَلٌ دونَ اليَقينِ طَويلُ

وَلِلدَهرِ أَلوانٌ تَروحُ وَتَغتَدي
وَإِنَّ نُفوساً بَينَهُنَّ تَسيلُ

وَمَنزِلِ حَقٍّ لا مُعَرَّجَ دونَهُ
لِكُلِّ امرِئٍ يَوماً إِلَيهِ رَحيلُ

أَرى عِلَلَ الدُنيا عَلَيَّ كَثيرَةً
وَصاحِبُها حَتّى المَماتِ عَليلُ

إِذا انقَطَعَت عَنّي مِنَ العَيشِ مُدَّتي
فَإِنَّ غَناءَ الباكِياتِ قَليلُ

سَيُعرَضُ عَن ذِكري وَتُنسى مَوَدَّتي
وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ

وَفي الحَقِّ أَحياناً لَعَمري مَرارَةٌ
وَثِقلٌ عَلى بَعضِ الرِجالِ ثَقيلُ

وَلَم أَرَ إِنساناً يَرى عَيبَ نَفسِهِ
وَإِن كانَ لا يَخفى عَلَيهِ جَميلُ

وَمَن ذا الَّذي يَنجو مِنَ الناسِ سالِماً
وَلِلناسِ قالٌ بِالظُنونِ وَقيلُ

أَجَلَّكَ قَومٌ حينَ صِرتَ إِلى الغِنى
وَكُلُّ غَنِيٍّ في العُيونِ جَليلُ

وَلَيسَ الغِنى إِلّا غِناً زَيَّنَ الفَتى
عَشِيَّةَ يَقري أَو غَداةَ يُنيلُ

وَلَم يَفتَقِر يَوماً وَإِن كانَ مُعدَماً
جَوادٌ وَلَم يَستَغنِ قَطُّ بَخيلُ

إِذا مالَتِ الدُنيا إِلى المَرءِ رَغَّبَت
إِلَيهِ وَمالَ الناسُ حَيثُ يَميلُ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:37 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غَفَلتُ وَلَيسَ المَوتُ عَنّي بِغافِلِ
وَإِنّي أَراهُ بي لَأَوَّلَ نازِلِ

نَظَرتُ إِلى الدُنيا بِعَينٍ مَريضَةٍ
وَفِكرَةِ مَغرورٍ وَتَدبيرِ جاهِلِ

فَقُلتُ هِيَ الدارُ الَّتي لَيسَ غَيرُها
وَنافَستُ مِنها في غُرورٍ وَباطِلِ

وَضَيَّعتُ أَهوالاً أَمامي طَويلَةً
بِلَذَّةِ أَيّامٍ قِصارٍ قَلائِلِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:37 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اُهرُب بِنَفسِكَ مِن دُنيا مُضَلَّلَةٍ
قَد أَهلَكَت قَبلَكَ الأَحياءَ وَالمِلَلا

مُرٌّ مَذاقَهُ عُقباها وَأَوَّلُها
غَدّارَةٌ تُكثِرُ الأَحزانَ وَالعِلَلا

إِن ذُقتُ حَلواءَها عادَت عَواقِبُها
مَرارَةً يَجتَويها كُلُّ مَن أَكَلا

لَم يَصفُ شُربُ اِمرِئٍ فيها فَأَعجَبَهُ
إِلّا تَكَدَّرَ أَو أَمسى لَهُ وَشَلا

زَوّالَةٌ ذاتُ إِبدالٍ بِصاحِبِها
تَرضى بِطارِفِها مِن تالِدٍ بَدَلا

يَرضى بِها ذاكَ مِن هَذا وَيَطعَمُ ذا
ما كانَ هَذا بِهِ مِن كَسبِهِ جَذِلا

تُذِلُّ هَذا لِهَذا بَعدَ عِزَّتِهِ
وَقَد تَرى ذا لِهَذا مَرَّةً خَوَلا

لَم تَعتَذِر قَطُّ مِن ذَنبٍ إِلى أَحَدٍ
وَالحُرُّ مُعتَذِرٌ إِن زَلَّةً فَعَلا

هِيَ الَّتي لَم تَدُم مِنها مَوَدَّتُها
لِصاحِبٍ قَطُّ إِلّا صارَمَت عَجَلا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:37 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا رُبَّ شَهوَةِ ساعَةٍ قَد أَعقَبَت
مَن نالَها حُزناً هُناكَ طَويلا

عَظُمَ البَلاءُ بِها عَلَيهِ وَإِنَّما
نالَ المُفَضِّلُ لِلشَقاءِ قَليلا

فَإِذا دَعَتكَ إِلى الخَطيئةِ شَهوَةٌ
فَاِجعَل لِطَرفِكَ في السَماءِ سَبيلا

وَخَفِ الإِلَهَ فَإِنَّهُ لَكَ ناظِرٌ
وَكَفى بِرَبِّكَ زاجِراً وَسَئولا

ماذا تَقولُ غَداً إِذا لاقَيتَهُ
بِصَغائِرٍ وَكَبائِرٍ مَسؤولا

لا تَركَنَنَّ إِلى الرَجاءِ فَإِنَّهُ
خَدَعَ القُلوبَ وَضَلَّلَ المَعقولا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:37 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الدَهرُ يوعِدُ فُرقَةً وَزَوالا
وَخُطوبُهُ لَكَ تَضرِبُ الأَمثالا

يا رُبَّ عَيشٍ كانَ يُغبَطُ أَهلُهُ
بِنَعيمِهِ قَد قيلَ كانَ فَزالا

يا طالِبَ الدُنيا لِيُثقِلَ نَفسَهُ
إِنَّ المُخِفَّ غَداً لَأَحسَنُ حالا

إِنّا لَفي دارٍ نَرى الإِكثارَ لا
يَبقى لِصاحِبِهِ وَلا الإِقلالا

أَأُخَيَّ إِنَّ المالَ إِن قَدَّمتَهُ
لَكَ لَيسَ إِن خَلَّفتَهُ لَكَ مالا

أَأُخَيَّ كُلٌّ لا مَحالَةَ زائِلٌ
فَلِمَن أَراكَ تُثَمِّرُ الأَموالا

أَأُخَيَّ شَأنَكَ بِالكَفافِ وَخَلَّ مَن
أَثرى وَنافَسَ في الحُطامِ وَغالى

كَم مِن مُلوكٍ زالَ عَنهُم مُلكُهُم
فَكَأَنَّ ذاكَ المُلكَ كانَ خَيالا

وَالدَهرُ أَلطَفُ خاتِلٍ لَكَ خَتلُهُ
وَالدَهرُ أَحكَمُ مَن رَماكَ نِبالا

حَتّى مَتى تُمسي وَتُصبِحُ لاعِباً
تَبغي البَقاءَ وَتَأمُلُ الآمالا

وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ مُلِحَّةً
تَنعى المُنى وَتُقَرِّبُ الآجالا

وَلَقَد رَأَيتُ مَساكِناً مَسلوبَةً
سُكّانُها وَمَصانِعاً وَظِلالا

وَلَقَد رَأَيتَ مَنِ اِستَطاعَ بجَمعِهِ
وَبَنى فَشَيَّدَ قَصرَهُ وَأَطالا

وَلَقَد رَأَيتُ مُسَلَّطاً وَمُمَلَّكاً
وَمُفَوَّهاً قَد قيلَ قالَ وَقالا

وَلَقَد رَأَيتُ الدَهرَ كَيفَ يُبيدُهُم
شيباً وَكَيفَ يُبيدُهُم أَطفالا

وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يُسرِعُ فيهِمُ
حَقّاً يَميناً مَرَّةً وَشِمالا

فَسَلِ الحَوادِثَ لا أَبا لَكَ عَنهُمُ
وَسَلِ القُبورَ وَأَحفِهِنَّ سُؤالا

فَلتُخبِرَنَّكَ أَنَّهُم خُلِقوا لِما
خُلِقوا لَهُ فَمَضَوا لَهُ أَرسالا

وَلَقَلَّ ما تَصفو الحَياةُ لِأَهلِها
حَتّى تُبَدَّلَ مِنُهُم أَبدالا

وَلَقَلَّ ما دامَ السُرورُ لِمَعشِرٍ
وَلَطالَما خانَ الزَمانُ وَغالا

وَلَقَلَّ ما تَرضى خِصالاً مِن أَخٍ
آخَيتَهُ إِلّا سَخِطتَ خِصالا

وَلَقَلَّ ما تَسخو بِخَيرٍ نَفسُهُ
حَتّى يُقاتِلَها عَلَيهِ قِتالا

أَأُخَيَّ إِنَّ المَرءَ حَيثُ فِعالُهِ
فَتَوَلَّ أَحسَنَ ما يَكونُ فِعالا

فَإِذا تَحامى الناسُ أَن يَتَحَمَّلوا
لِلعارِفاتِ فَكُن لَها حَمّالا

أَقصِر خُطاكَ عَنِ المَطامِعِ عِفَّةً
عَنها فَإِنَّ لَها صَفاً زَلّالا

وَالمالُ أَولى بِاِكتِسابِكَ مُنفِقاً
أَو مُمسِكاً إِن كانَ ذاكَ حَلالا

وَإِذا الحُقوقُ تَواتَرَت فَاِصبِر لَها
أَبَداً وَإِن كانَت عَلَيكَ ثِقالا

فَكَفى بِمُلتَمِسِ التَواضُعِ رِفعَةً
وَكَفى بِمُلتَمِسِ العُلُوِّ سِفالا

أَأُخَيَّ مَن عَشِقَ الرِئاسَةَ خِفتُ أَن
يَطغى وَيُحدِثَ بِدعَةً وَضَلالا

أَأُخَيَّ إِنَّ أَمامَنا كُرَباً لَها
شَغبٌ وَإِنَّ أَمامَنا أَهوالا

أَأُخَيَّ إِنَّ الدارَ مُدبِرَةٌ وَإِن
كُنّا نَرى إِدبارَها إِقبالا

أَأُخَيَّ لا تَجعَل عَلَيكَ لِطالِبٍ
يَتَتَبَّعُ العَثَراتِ مِنكَ مَقالا

فَالمَرءُ مَطلوبٌ بِمُهجَةِ نَفسِهِ
طَلَباً يُصَرِّفُ حالَهُ أَحوالا

وَالمَرءُ لا يَرضى بِشُغلٍ واحِدٍ
حَتّى يُوَلِّدَ شُغلُهُ أَشغالا

وَلَرُبَّ ذي عُلَقٍ لَهُنَّ حَلاوَةٌ
سَيَعُدنَ يَوماً ما عَلَيهِ وَبالا

وَأَرى التَواصُلَ في الحَياةِ فَلا تَدَع
لِأَخيكَ جُهدَكَ ما حَيِيتَ وِصالا

أَأُخَيَّ إِنَّ الخَلقَ في طَبَقاتِهِ
يُمسي وَيُصبِحُ لِلإِلَهِ عِيالا

وَاللَهُ أَكرَمُ مَن رَجَوتَ نَوالَهُ
وَاللَهُ أَعظَمُ مَن يُنيلُ نَوالا

مَلِكٌ تَواضَعَتِ المُلوكُ لِعِزِّهِ
وَجَلالِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى

لا شَيءَ مِنهُ أَدَقُّ لُطفَ إِحاطَةٍ
بِالعالَمينَ وَلا أَجَلُّ جَلالا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا طالَما خانَ الزَمانُ وَبَدَّلا
وَقَسَّرَ آمالَ الأَنامِ وَطَوَّلا

أَرى الناسَ في الدُنيا مُعافاً وَمُبتَلى
وَمازالَ حُكمُ اللَهِ في الأَرضِ مُرسَلا

مَضى في جَميعِ الناسِ سابِقُ عِلمِهِ
وَفَصَّلَهُ مِن حَيثُ شاءَ وَوَصَّلا

وَلَسنا عَلى حُلو القَضاءِ وَمُرِّهِ
نَرى حَكَماً فينا مِنَ اللَهِ أَعدَلا

بِلا خَلقَهُ بِالخَيرِ وَالشَرِّ فِتنَةً
لِيَرغَبَ فيما في يَدَيهِ وَيَسأَلا

وَلَم يَبغِ إِلّا أَن نَبوءَ بِفَضلِهِ
عَلَينا وَإِلّا أَن نَتوبَ فَيَقبَلا

هُوَ الأَحَدُ القَيومُ مِن بَعدِ خَلقِهِ
وَما زالَ في دَيمومَةِ الخَلقِ أَوَّلا

وَما خَلَقَ الإِنسانُ إِلّا لِغايَةٍ
وَلَم يَترُكِ الإِنسانَ في الأَرضِ مُهمَلا

كَفى عِبرَةً أَنّي وَأَنَّكَ يا أَخي
نُسَرَّفُ تَصريفاً لَطيفاً وَنُبتَلى

كَأَنّا وَقَد صِرنا حَديثاً لِغَيرِنا
يُخاضُ كَما خُضنا الحَديثَ بِمَن خَلا

تَوَهَّمتُ قَوماً قَد خَلَوا فَكَأَنَّهُم
بِاجمَعِهِم كانوا خَيالاً تَخَيَّلا

وَلَستُ بِأَبقى مِنهُمُ في دِيارِهِم
وَلَكِنَّ لي فيها كِتاباً مُؤَجَّلا

وَما الناسُ إِلّا مَيِّتٌ وَابنُ مَيِّتٍ
تَأَجَّلَ حَيٌّ مِنهُمُ أَو تَعَجَّلا

فَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يَخلُفُ وَعدَهُ
بِما كانَ أَوصى المُرسَلينَ وَأَرسَلا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَفنَيتَ عُمرَكَ إِدباراً وَإِقبالاً
تَبغي البَنينَ وَتَبغي الأَهلَ وَالمالا

لِلمَوتِ غولٌ فَكُن ما عِشتَ مُلتَمِساً
مِن غولِهِ حيلَةً إِن كُنتَ مُحتالا

وَلَستُ حَقّاً بِهَولِ المَوتِ مُنقَلِباً
حَتّى تُعايِنَ بَعدَ المَوتِ أَهوالا

أَمَّلتَ أَكثَرَ مِمّا أَنتَ مُدرِكُهُ
وَالعُمرُ لا بُدَّ أَن يَفنى وَإِن طالا

حَتّى مَتى أَنتَ بِالآمالِ مُشتَبِكٌ
إِذا اِنقَضى أَمَلٌ أَمَّلتَ آمالا

أَلَم تَرَ المَلِكَ الأُمِّيَّ حينَ مَضى
هَل نالَ حَيٌّ مِنَ الدُنيا كَما نالا

أَفناهُ مَن لَم يَزَل يُفني المُلوكَ فَقَد
أَمسى وَأَصبَحَ عَنهُ المُلكَ قَد زالا

كَم مِن مُلوكٍ مَضى رَيبُ الزَمانِ بِهِم
قَد أَصبَحوا عِبَراً فينا وَأَمثالا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما أَقطَعَ الآجالَ لِلآمالِ
وَأَسرَعَ الآمالَ في الآجالِ

يُعجِبُني حالي وَأَيُّ حالِ
يَبقى عَلى الأَيّامِ وَاللَيالي

وَكُلُّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِ
يا عَجَباً مِنّي بِما اشتِغالي

وَالمَوتُ لا يَخطُرُ لي بِبالِ
وَنُبلُهُ مُسرِعَةٌ حِيالي


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ساكِنَ القَبرِ عَن قَليلِ
ماذا تَزَوَّدتَ لِلرَحيلِ

الحَمدُ لِلَّهِ ذي المَعالي
وَالحَولِ وَالقُوَّةِ الجَليلِ

إِنّا لَمُستَوطِنونَ داراً
نَحنُ بِها عابِرو سَبيلِ

دارٌ أَذىً لَم يَزَل عَليلٌ
يَشكو أَذاها إِلى عَليلِ

كَم شاهِدٍ أَنَّها سَتَفنى
مِن مَنزِلٍ مُقفِرِ مُحيلِ

كَم مُستَظِلٍّ بِظِلِّ مُلكٍ
أُخرِجَ مِن ظِلِّهِ الظَليلِ

لا بُدَّ لِلمُلكِ مِن زَوالٍ
عَن مُستَدالٍ إِلى مُديلِ

كَم تَرَكَ الدَهرُ مِن أُناسٍ
يَدعونَ بِالوَيلِ وَالعَويلِ

كَم نَغَّصَ الدَهرُ مِن مَبيتِ
عَلى سَريرٍ وَمِن مَقيلِ

كَم قَتَلَ الدَهرُ مِن أُناسٍ
مَضَوا وَكَم غالَ مِن قَبيلِ

هَيهاتَ لِلأَرضِ مِن عَزيزٍ
يَبقى عَلَيها وَلا ذَليلِ

يا عَجَباً مِن جُمودِ عَينٍ
لَم تَعرَ مِن حادِثٍ جَليلِ

كَأَنَّني لَم أُصَب بِإِلفٍ
وَلا قَرينٍ وَلا دَخيلِ

وَلا رَفيقٍ وَلا صَديقٍ
وَلا شَفيقٍ وَلا عَديلِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَرى المَقاديرَ تَعمَلُ العَمَلا
وَالمَرءُ ما عاشَ آمِلٌ أَمَلا

كُلٌّ لَهُ عِلَّةٌ يَفوهُ بِها
سُبحانَ رَبّي ما أَكثَرَ العِلَلا

مَن عَرَفَ الناسَ في تَصَرُّفِهِم
لَم يَتَتَبَّع مِن صاحِبٍ زَلَلا

إِن أَنتَ كافَيتَ مَن أَساءَ فَقَد
صِرتَ إِلى مِثلِ سوءِ ما فَعَلا

لَيسَ مَعالي الأَخلاقِ إِلّا لِمَن
يَصبِرُ عِندَ المَكروهِ إِن نَزَلا

ذو الحِلمِ في جَنَّةٍ تَرُدُّ سِهامَ
الجَهلِ عَنهُ إِن جاهِلٌ جَهِلا

يَلتَمِسُ العُذرَ لِلصَديقِ وَإِن
أَتاهُ يَوماً بِعُذرِهِ قَبِلا

خَفِّف عَلى كُلِّ مَن صَحِبتَ وَإِن
كانَ لِحَملِ الثَقيلِ مُحتَمِلا

كَم قَد رَأَينا اِمرِئً مِنَ الخَيرِ عُر
ياناً وَإِن كانَ يَلبَسُ الحُلَلا

لا يَأمَنَنَّ اِمرُؤٌ مُساعَدَةَ ال
دُنيا فَإِنّي رَأَيتُها دُوَلا

كُلٌّ فَقُدّامَهُ لَهُ أَمَلٌ
يُلهي وَلَكِنَّ خَلفَهُ الأَجَلا

يا بُؤسَ لِلغافِلِ المُضَيِّعِ عَن
أَيِّ عَظيمٍ مِن أَمرِهِ غَفَلا

كُلُّ جَديدٍ فَالدَهرُ يُخلِقُهُ
وَكُلُّ حَيٍّ فَمَيِّتٌ عَجَلا

كُلٌّ يُوافي بِهِ القَضاءُ إِلى ال
مَوتِ وَيوفيهِ رِزقَهُ كَمَلا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَهَوتُ وَغَرَّني أَمَلي
وَقَد قَصَّرتُ في عَمَلي

وَمَنزِلَةٍ خُلِقتُ لَها
جَعَلتُ بِغَيرِها شُغُلي

أَرى الأَيّامَ مُسرِعَةً
تُقَرِّبُني إِلى أَجَلي


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَعى نَفسي إِلَيَّ مِنَ اللَيالي
تَصَرُّفُهُنَّ حالاً بَعدَ حالِ

فَمالي لَستُ مَشغولاً بِنَفسي
وَمالي لا أَخافُ المَوتَ مالي

لَقَد أَيقَنتُ أَنّي غَيرُ باقٍ
وَلَكِنّي أَراني لا أُبالي

أَما لي عِبرَةٌ في ذِكرِ قَومٍ
تَفانَوا رُبَّما خَطَروا بِبالي

كَأَنَّ مُمَرِّضي قَد قامَ يَمشي
بِنَعشي بَينَ أَربَعَةٍ عِجالِ

وَخَلفي نُسوَةٌ يَبكينَ شَجواً
كَأَنَّ قُلوبُهُنَّ عَلى مَقالِ

سَأَقنَعُ ما بَقيتُ بِقوتِ يَومٍ
وَلا أَبغي مُكاثَرَةً بِمالِ

تَعالى اللَهُ يا سَلمَ اِبنَ عَمرٍ
أَذَلَّ الحِرصُ أَعناقَ الرِجالِ

هَبِ الدُنيا تُساقُ إِلَيكِ عَفواً
أَلَيسَ مَصيرُ ذاكَ إِلى زَوالِ

فَما تَرجو بِشَيءٍ لَيسَ يَبقى
وَشيكاً ما تُغَيِّرُهُ اللَيالي


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اِمهَد لِنَفسِكَ وَاِذكُر ساعَةَ الأَجَلِ
وَلا تُغَرَّنَّ في دُنياكَ بِالأَمَلِ

سابِق حُتوفَ الرَدى وَاِعمَل عَلى مَهَلٍ
ما دُمتَ في هَذِهِ الدُنيا عَلى مَهَلِ

وَاِعلَم بِأَنَّكَ مَسؤولٌ وَمُفتَحَصٌ
عَمّا عَمِلتَ وَمَعروضٌ عَلى العَمَلِ

لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَزُخرُفُها
فَإِنَّها قُرِنَت بِالظِلِّ في المَثَلِ

لا يَحرُزُ النَفسَ إِلّا ذو مُراقَبَةٍ
يُمسي وَيُصبِحُ في الدُنيا عَلى وَجَلِ

ما أَقرَبَ المَوتَ مِن أَهلِ الحَياةِ وَما
أَحجى اللَبيبَ بِحُسنِ القَولِ وَالعَمَلِ

وَالمَوتُ مَدرَجَةٌ لِلناسِ كُلِّهِمُ
قَسراً إِلَيهِ بِكُرهٍ مَجمَعُ السُبُلِ

ما أَحسَنَ الدينَ وَالدُنيا إِذا اِجتَمَعا
وَأَقبَحَ الكُفرَ وَالإِفلاسَ بِالرَجُلِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شَرِهتُ فَلَستُ أَرضى بِالقَليلِ
وَما أَنفَكُّ مِن حَدَثٍ جَليلِ

وَما أَنفَكُّ مِن أَمَلٍ يُعَنّي
وَما أَنفَكُّ مِن قالٍ وَقيلِ

أَلا يا عاشِقَ الدُنيا المُعَنّى
كَأَنَّكَ قَد دُعيتَ إِلى الرَحيلِ

أَما تَنفَكُّ مِن شَهَواتِ نَفسٍ
تَجورُ بِهِنَّ عَن قَصدِ السَبيلِ

لَئِن عوفيتَ مِن شَهَواتِ نَفسٍ
لَقَد عوفيتَ مِن شَرٍّ طَويلِ

وَلِلدُنيا دَوائِرُ دائِراتٌ
لِتَذهَبَ بِالعَزيزِ وَبِالذَليلِ

وَلِلدُنيا يَدٌ تَهَبُ المَنايا
وَتَستَلِبُ الخَليلَ مِنَ الخَليلِ

وَما لَكَ غَيرُ عَقلِكَ مِن نَصيحٍ
وَما لَكَ غَيرُ عَقلِكَ مِن دَليلِ

وَما لَكَ غَيرُ تَقوى اللَهِ مالٌ
وَغَيرُ فِعالِكَ الحَسَنِ الجَميلِ

وَقارُ الحِلمِ يَقرَعُ كُلَّ جَهلٍ
وَعَزمُ الصَبرِ يَنهَضُ بِالجَليلِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَنَكَّبتُ جَهلي فَاستَراحَ ذَوُو عَذلي
وَأَهمَدتُ غِبَّ العَذلِ حينَ انقَضى جَهلي

وَأَصبَحَ لي في المَوتِ شُغلٌ عَنِ الصِبا
وَفي المَوتِ شُغلٌ شاغِلٌ لِذَوي العَقلِ

إِذا أَنا لَم أُشغَل بِنَفسي فَنَفسُ مَن
مِنَ الناسِ أَرجو أَن يَكونَ بِها شُغلي

وَإِن لَم يَكُن عَقلٌ يَصونُ أَمانَتي
وَعِرضي وَديني ما حَيِيتُ فَما فَضلي

أَحِنُّ إِلى الدُنيا حَنيناً كَأَنَّني
وَلَستُ بِها مُستَوفِزاً قَلِقَ الرَحلِ

وَمَن ذا عَلَيها لَيسَ مُستَوحِشاً بِها
وَمُغتَرِباً فيها وَإِن كانَ ذا أَهلِ

سَأَمضي وَمَن بَعدي فَغَيرُ مُخَلَّدٍ
كَما لَم يُخَلَّدبَعدُ مَن قَد مَضى قَبلي

لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارٍ لِأَهلِها
وَلَو عَقَلوا كانوا جَميعاً عَلى رِجلِ

وَما تَبحَثُ الساعاتُ إِلّا عَنِ البِلى
وَلا تَنطَوي الأَيامُ إِلّا عَلى ثُكلِ

وَإِنّا لَفي دارِ الفِراقِ وَلَن تَرَ
بِها أَحَداً ما عاشَ مُجتَمِعَ الشَملِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِن قَدَّرَ اللَهُ أَمراً كانَ مَفعولا
وَكَيفَ نَجهَلُ أَمراً لَيسَ مَجهولا

إِنّا لَنَعلَمُ أَنّا لاحِقونَ بِمَن
وَلّى وَلَكِنَّ في آمالِنا طولا

ضَمِنتُ لِلطالِبِ الدُنيا وَزينَتَها
أَلّا يَزالَ بِها ما عاشَ مَشغولا

يا رَبُّ مَن كانَ مُغتَرّاً بِناصِرِهِ
أَمسى وَأَصبَحَ في الأَجداثِ مَجدولا

وَرُبَّ مُغتَبِطٍ بِالمالِ يَأكُلُهُ
يَوماً وَيَشرَبُهُ إِذ صارَ مَأكولا

ما زالَ يَبكي عَلى المَوتى وَيَنقُلُهُم
حَتّى رَأَيناهُ مَبكِيّاً وَمَنقولا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَصبَحتُ مَغلوباً عَلى عَقلي
لا يَستَوي قَولِيَ مَع فِعلي

عَدلُ القِيامَةِ غَيرُ مُختَلِفٍ
وَالمَوتُ أَوَّلُ ذَلِكَ العَدلِ

يا غَفلَتي عَمّا خُلِقتُ لَهُ
إِنّي بِمُنقَلَبي لَذو جَهلِ

وَلِيَلحَقَنّي مَن أُخَلِّفُهُ
وَلَأَلحَقَنَّ بِمَن مَضى قَبلي


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَصبَحَ هَذا الناسُ قالاً وَقيل
فَالمُستَعانُ اللَهُ صَبرٌ جَميل

ما أَثقَلَ الحَقَّ عَلى مَن نَرى
لَم يَزَلِ الحَقُّ كَريهاً ثَقيل

أَيا بَني الدُنيا وَيا جيرَةَ ال
مَوتى إِلى كَم تُغفِلونَ السَبيل

إِنّا عَلى ذاكَ لَفي غَفلَةٍ
وَالمَوتُ يُفني الخَلقَ جيلاً فَجيل

إِنّي لَمَغرورٌ وَإِنَّ البِلى
يُسرِعُ في جِسمي قَليلاً قَليل

تَزَوَّدَن لِلمَوتِ زاداً فَقَد
نادى مُناديهِ الرَحيلَ الرَحيل

أَغتَرُّ بِالدَهرِ عَلى أَنَّ لي
في كُلِّ يَومٍ مِنهُ خَطبٌ جَليل

كَم مِن عَظيمِ الشَأنِ في نَفسِهِ
أَصبَحَ مُعتَزّاً وَأَمسى ذَليل

يا خاطِبَ الدُنيا إِلى نَفسِها
إِنَّ لَها في كُلِّ يَومٍ عَويل

ما أَقتَلَ الدُنيا لِأَزواجِها
تَعُدُّهُم عَدّاً قَتيلاً قَتيل

اُسلُ عَنِ الدُنيا وَعَن ظِلِّها
فَإِنَّ في الجَنَّةِ ظِلّاً ظَليل

وَإِنَّ في الجَنَّةِ لِلرَوحَ وَالر
رَيحانَ وَالراحَةَ وَالسَلسَبيل

مَن دَخَلَ الجَنَّةَ نالَ الرِضى
مِمّا تَمَنّى وَاِستَطابَ المَقيل


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَعالى الواحِدُ الصَمدُ الجَليلُ
وَحَشى أَن يَكونَ لَهُ عَديلُ

هُوَ المَلِكُ العَزيزُ وَكُلُّ شَيءٍ
سِواهُ فَهُوَ مُنتَقَصٌ ذَليلُ

وَما مِن مَذهَبٍ إِلّا إِلَيهِ
وَإِنَّ سَبيلَهُ لَهُوَ السَبيلُ

وَإِنَّ لَهُ لَمَنّا لَيسَ يُحصى
وَإِنَّ عَطائَهُ لَهُوَ الجَزيلُ

وَكُلُّ قَضائِهِ عَدلٌ عَلَينا
وَكُلُّ بَلائِهِ حَسَنٌ جَميلُ

وَكُلُّ مُفَوَّهٍ أَثنى عَلَيهِ
لِيَبلُغَهُ فَمُنحَسِرٌ كَليلُ

أَيا مَن قَد تَهاوَنَ بِالمَنايا
وَمَن قَد غَرَّهُ الأَمَلُ الطَويلُ

أَلَم تَرَ أَنَّما الدُنيا غُرورٌ
وَأَنَّ مُقامَنا فيها قَليلُ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حِيَلُ البَلى تَأتي عَلى المُحتالِ
وَمساكِنُ الدُنيا فَهُنَّ بَوالِ

شُغِلَ الأُلى كَنَزوا الكُنوزَ عَنِ التُقى
وَسَهوا بِباطِلِهِم عَنِ الآجالِ

سَلِّم عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ
وَاِرحَل فَقَد نوديتَ بِالتَرحالِ

ما أَنتِ يا دُنيا بِدارِ إِقامَةٍ
ما زِلتِ يا دُنيا كَفيءِ ظِلالِ

وَحُفِفتِ يا دُنيا بِكُلِّ بَلِيَّةٍ
وَمُزِجتِ يا دُنيا بِكُلِّ وَبالِ

قَد كُنتِ يا دُنيا مَلَكتِ مَقادَتي
فَقَرَيتِني بِوَساوِسٍ وَخَبالِ

حَوَّلتِ يا دُنيا جَمالَ شَبيبَتي
قُبحاً فَماتَ بِذاكَ نورُ جَمالي

غَرَسَ التَخَلُّصُ مِنكِ بَينَ جَوانِحي
شَجَرَ القَناعَةِ وَالقَناعَةُ مالي

الآنَ أَبصَرتُ الضَلالَةَ وَالهُدى
وَالآنَ فيكِ قَبِلتُ مِن عُذّالي

وَطَويتُ عَنكَ ذُيولَ بُردَي صَبوَتي
وَقَطَعتُ حَبلَكِ مِن وِصالِ حِبالي

وَفَهِمتُ مِن نُوَبِ الزَمانِ عِظاتِها
وَفَطِنتُ لِلأَيّامِ وَالأَحوالِ

وَمَلَكتُ قَودَ عِنانِ نَفسي بِالهُدى
وَطَوَيتُ عَن تَبَعِ الهَوى أَذيالي

وَتَناوَلَت فِكَري عَجائِبُ جَمَّةٌ
بِتَصَرُّفي في الحالِ بَعدَ الحالِ

لَمّا حَصَلتُ عَلى القَناعَةِ لَم أَزَل
مَلِكاً يَرى الإِكثارَ كَالإِقلالِ

إِنَّ القَناعَةَ بِالكَفافِ هِيَ الغِنى
وَالفَقرُ عَينُ الفَقرِ في الأَموالِ

مَن لَم يَكُن في اللَهِ يَمنَحُكَ الهَوى
مَزَجَ الهَوى بِمَلالَةٍ وَثِقالِ

وَإِذا اِبنُ آدَمَ نالَ رِفعَةَ مَنزِلٍ
قُرِنَ اِبنُ آدَمَ عِندَها بِسِفالِ

وَإِذا الفَتى حَجَبَ الهَوى عَن عَقلِهِ
رَشُدَ الفَتى وَصَفا مِنَ الأَوجالِ

وَإِذا الفَتى خَبَطَ الأُمورَ تَعَسُّفاً
حَمِدَ الهَرامَ وَذَمَّ كُلَّ حَلالِ

وَإِذا الفَتى لَزِمَ التَلَوُّنَ لَم تَجِد
أَبَداً لَهُ في الوَصلِ طَعمَ وِصالِ

وَإِذا تَوازَنَتِ الأُمورُ لِفَضلِها
فَالدينُ مِنها أَرجَحُ المِثقالِ

أَمسَت رِياضُ هُداكَ مِنكَ خَوالِياً
وَرِياضُ غَيِّكَ مِنكَ غَيرُ خَوالِ

قَيِّد عَنِ الدُنيا هَواكَ بِسَلوَةٍ
وَاِقمَع نَشاطَكَ في الهَوى بِنَكالِ

وَبِحَسبِ عَقلِكَ بِالزَمانِ مُؤَدَّباً
وَبِحَسبِهِ بِتَقَلُّبِ الأَحوالِ

بَرِّد بِيَأسِكَ عَنكَ حَرَّ مَطامِعٍ
قَدَحَت بِعَقلِكَ أَثقَبَ الأَشعالِ

قاتِل هَواكَ إِذا دَعاكَ لِفِتنَةٍ
قاتِل هَواكَ هُناكَ كُلَّ قِتالِ

إِن لَم تَكُن بَطَلاً إِذا حَمِيَ الوَغى
فَاِحذَر عَلَيكَ مَواقِفَ الأَبطالِ

اِحزُن لِسانَكَ بِالسُكوتِ عَنِ الخَنا
وَاِحذَر عَلَيكَ عَواقِبَ الأَقوالِ

وَإِذا عَقَلتَ هَواكَ عَن هَفَواتِهِ
أَطلَقتَهُ مِن خَينِ كُلِّ عِقالِ

وَإِذا سَكَنتَ إِلى الهُدى وَأَطَعتَهُ
أُلبِستَ حُلَّةَ صالِحِ الأَعمالِ

وَإِذا طَمِعتَ لَبِستَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ
إِنَّ المَطامِعَ مَعدَنُ الإِذلالِ

وَإِذا سَبَحتَ إِلى الهَوى أَذيالَهُ
أَلقاكَ في قيلٍ عَلَيكَ وَقالِ

وَإِذا حَلَلتَ عَنِ اللِسانِ عِقالَهُ
أَلقاكَ في قيلٍ عَلَيكَ وَقالِ

وَإِذا ظَمِئتَ إِلى اِلتَقى أُسقيتَهُ
مِن مَشرَبٍ عَذبِ المَذاقِ زُلالِ

وَإِذا اِبتُليتَ بِبَذلِ وَجهِكَ سائِلاً
فَاِبذُلهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفضالِ

إِنَّ الكَريمَ إِذا حَباكَ بِوَعدِهِ
أَعطاكَهُ سَلِساً بَغَيرِ مِطالِ

ما اِعتاضَ باذِلُ وَجهِهِ بِلِسانِهِ
عِوَضاً وَلَو نالَ الغِنى بِسُؤالِ

وَإِذا السُؤالُ مَعَ النَوالِ قَرَنتَهُ
رَجَحَ السُؤالُ وَخَفَّ كُلُّ نَوالِ

عَجَباً عَجِبتُ لِموقِنٍ بِوَفاتِهِ
يَمشي التَبَختُرَ مِشيَةَ المُختالِ

رَجِّ العُقولَ الصافِياتِ فَإِنَّها
كَنزُ الكُنوزِ وَمَعدَنُ الإِفضالِ

صافِ الكِرامِ فَإِنَّهُم أَهلُ النُهى
وَاِحذَر عَلَيكَ مَوَدَّةَ الأَنذالِ

صِل قاطِعيكَ وَحارِميكَ وَأَعطِهِم
وَإِذا فَعَلتَ فَدُم بِذاكَ وَوالِ

وَالمَرءُ لَيسَ بِكامِلٍ في قَولِهِ
حَتّى يُزَيِّنَ قَولَهُ بِفِعالِ

وَلَرُبَّما ارتَفَعَ الوَضيعُ بِفِعلِهِ
وَلَرُبَّما سَفَلَ الرَفيعُ العالي

كَم عِبرَةٍ لِذَوي التَفَكُّرِ وَالنُهى
في ذا الزَمانِ وَذا الزَمانِ الخالي

كَم مِن ضَعيفِ العَقلِ زَيَّنَ عَقلَهُ
ما قَد رَعى وَوَعى مِنَ الأَمثالِ

كَم مِن رِجالٍ في العُيونِ وَما هُم
في العَقلِ إِن كَشَّفتَهُم بِرِجالِ



ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَيا مَن خَلفَهُ الأَجَلُ
وَمَن قُدّامَهُ الأَمَلُ

أَما وَاللَهِ لا يُنجيكَ
إِلّا الصِدقُ وَالعَمَلُ

رَأَيتُ المَوتَ داءً لَي
سَ تَنفَعُ دونَهُ الحِيَلُ

وَأَنَّ المَوتَ أَمرٌ بَينَ
خَلقِ اللَهِ مُعتَدِلُ

سَلِ الأَيّامَ عَن أَملا
كِنا الماضينَ ما فَعَلوا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما لِلجَديدَينِ لا يَبلى اِختِلافُهُما
وَكُلُّ غَضٍّ جَديدٍ فيهِما بالِ

يا مَن سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَ ميتَتِهِ
كَم بَعدَ مَوتِكَ أَيضاً عَنكَ مِن سالِ

كَأَنَّ كُلَّ نَعيمٍ أَنتَ ذائِقُهُ
مِن لَذَّةِ العَيشِ يَحكي لَمعَةَ الآلِ

لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَأَنتَ تَرى
ما شِئتَ مِن عِبَرٍ فيها وَأَمثالِ

ما حيلَةُ المَوتِ إِلّا كُلُّ صالِحَةٍ
أَو لا فَما حيلَةٌ فيهِ لِمُحتالِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ذا الَّذي يَقرَءُ في كُتبِهِ
ما قَد نَهى اللَهُ وَلا يَعمَلُ

قَد بَيَّنَ الرَحمَنُ مَقتَ الَّذي
يَأمُرُ بِالحَقِّ وَلا يَفعَلُ

مَن كانَ لا يُشبِهُ أَفعالُهُ
أَقوالَهُ فَصَمتُهُ أَجمَلُ

مَن عَذَلَ الناسَ فَنَفسي بِما
قَد قارَفَت مِن ذَنبِها أَعذَلُ

إِنَّ الَّذي يَنهى وَيَأتي الَّذي
عَنهُ نَهى في الحَقِّ لايَعدِلُ

وَالراكِبُ الذَنبِ عَلى جَهلِهِ
أَعذَرُ مِمَّن كانَ لايَجهَلُ

لا تَخلُطَن ما يَقبَلُ اللَهُ مِن
فِعلٍ بِقَولٍ مِنكَ لا يَقبَلُ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَطَّعتُ مِنكَ حَبائِلَ الآمالِ
وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ المَطِيِّ رِحالي

وَيَئِستُ أَن أَبقى لِشَيءٍ نِلتُ مِم
ما فيكِ يا دُنيا وَأَن يَبقى لي

وَوَجَدتُ بَردَ اليَأسِ بَينَ جَوانِحي
وَأَرَحتُ مِن حَلّي وَمِن تَرحالي

وَلَئِن طَمِعتُ لِرُبَّ بَرقَةِ خُلَّبٍ
بَرَقَت لِذي طَمَعٍ وَلَمعَةِ آلِ

ما كانَ أَشأَمَ إِذ رَجاؤكِ قاتِلي
وَبَناتُ وَعدِكَ يَعتَلِجنَ بِبالي

الآنَ يا دُنيا عَرَفتُكِ فَاِذهَبي
يا دارَ كُلِّ تَشَتُّتٍ وَزَوالِ

وَالآنَ صارَ لي الزَمانُ مُؤَدَّباً
فَغَدا عَلَيَّ وَراحَ بِالأَمثالِ

وَالآنَ أَبصَرتُ السَبيلَ إِلى الهُدى

وَتَفَرَّغَت هِمَمي عَنِ الأَشغالِ

وَلَقَد أَقامَ لِيَ المَشيبُ نُعاتَهُ
يُفضي إِلَيَّ بِمَفرَقٍ وَقَذالِ

وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يَبرُقُ سَيفُهُ
بِيَدِ المَنِيَّةِ حَيثُ كُنتُ حِيالي

وَلَقَد رَأَيتُ عُرى الحَياةِ تَخَرَّمَت
وَلَقَد تَصَدّى الوارِثونَ لِمالي

وَلَقَد رَأَيتُ عَلى الفَناءِ أَدِلَّةً
فيما تَنَكَّرَ مِن تَصَرُّفِ حالي

وَإِذا اِعتَبَرتُ رَأَيتُ حَطَّ حَوادِثٍ
يَجرينَ بِالأَرزاقِ وَالآجالِ

وَإِذا تَناسَبَتِ الرِجالُ فَما أَرى
نَسَباً يُقاسُ بِصالِحِ الأَعمالِ

وَإِذا بَحَثتُ عَنِ التَقِيِّ وَجَدتُهُ
رَجُلاً يُصَدِّقُ قَولَهُ بِفِعالِ

وَإِذا اِتَّقى اللَهَ اِمرُؤٌ وَأَطاعَهُ
فَتَراهُ بَينَ مَكارِمٍ وَمَعالِ

عَلى التَقِيِّ إِذا تَرَسَّخَ في التُقى
تاجانِ تاجُ سَكينَةٍ وَجَلالِ

وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ تَعاوُراً
بِالخَلقِ في الإِدبارِ وَالإِقبالِ

وَبِحَسبِ مَن تُنعى إِلَيهِ نَفسُهُ
مِنهُم بِأَيّامٍ خَلَت وَلَيالِ

اِضرِب بِطَرفِكَ حَيثُ شِئتَ فَأَنتَ في
عِبَرٍ لَهُنَّ تَدارُكٌ وَتَوالِ

يَبلى الجَديدُ وَأَنتَ في تَجديدِهِ
وَجَميعُ ما جَدَّدتَ مِنهُ فَبالِ

يا أَيُّها البَطَرُ الَّذي هُوَ مِن غَدٍ
في قَبرِهِ مُتَفَرِّقُ الأَوصالِ

حَذَفَ المُنى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى
وَأَرى مُناكَ طَويلَةَ الأَذيالِ

وَلقَلَّ ما تَلقى أَغَرَّ لِنَفسِهِ
مِن لاعِبٍ مَرِحٍ بِها مُختالِ

يا تاجِرَ الغَيِّ المُضِرَّ بِرُشدِهِ
حَتّى مَتى بِالغِيِّ أَنتَ تُغالي

الحَمدُ لِلَّهِ الحَميدِ بِمَنِّهِ
خَسِرَت وَلَم تَربَح يَدُ البَطّالِ

لِلَّهِ يَومٌ تَقشَعِرُّ جُلودُهُم
وَتَشيبُ مِنهُ ذَوائِبُ الأَطفالِ

يَومُ النَوازِلِ وَالزَلازِلِ وَالحَوا
مِلِ فيهِ إِذ يَقذِفنَ بِالأَحمالِ

يَومُ التَغابُنِ وَالتَبايُنِ وَالتَوا
زُنِ وَالأُمورِ عَظيمَةِ الأَهوالِ

يَومٌ يُنادى فيهِ كُلُّ مُضَلِّلٍ
بُمُقَطَّعاتِ النارِ وَالأَغلالِ

لِلمُتَّقينَ هُناكَ نُزلُ كَرامَةٍ
عَلَتِ الوُجوهَ بِنَضرَةٍ وَجَمالِ

زُمَرٌ أَضاءَت لِلحِسابِ وُجوهُها
فَلَها بَريقٌ عِندَهُ وَتَلالي

وَسَوابِقٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ جَرَت
خُمصَ البُطونِ خَفيفَةَ الأَثقالِ

مِن كُلِّ أَشعَثَ كانَ أَغبَرَ ناحِلاً
خَلَقَ الرِداءَ مُرَقَّعِ السِربالِ

نَزَلوا بِأَكرَمِ سَيِّدٍ فَأَظَلَّهُم
في دارِ مُلكِ جَلالَةٍ وَظِلالِ

حِيَلُ اِبنِ آدَمَ في الأُمورِ كَثيرَةٌ
وَالمَوتُ يَقطَعُ حِليَةَ المُحتالِ

وَمِنَ النُعاةِ إِلى اِبنِ آدَمَ نَفسَهُ
حَرَكَ الخُطى وَطُلوعُ كُلِّ هِلالِ

ما لي أَراكَ لِحُرِّ وَجهِكَ مُخلِقاً
أَخَلَقتِ يا دُنيا وُجوهَ رِجالِ

قِستُ السُؤالَ فَكانَ أَعظَمَ قيمَةً
مِن كُلِّ عارِفَةٍ أَتَت بِسُؤالِ

كُن بِالسُؤالِ أَشَدَّ عَقدَ ضَنانَةٍ
مِمَّن يَضِنُّ عَلَيكَ بِالأَموالِ

وَصُنِ المَحامِدَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّها
في الوَزنِ تَرجُحُ بَذلَ كُلِّ نَوالِ

وَلَقَد عَجِبتُ مِنَ المُثَمِّرِ مالَهُ
نَسِيَ المُثَمِّرُ زينَةَ الإِقلالِ

وَإِذا اِمرُؤٌ لَبِسَ الشُكوكَ بِعَزمِهِ
سَلَكَ الطَريقَ عَلى قَعودِ ضَلالِ

وَإِذا دَعَت خُدَعُ الحَوادِثِ دَعوَةً
شَهِدَت لَهُنَّ مَصارِعُ الأَبطالِ

وَإِذا اِبتُليتَ بِبَذلِ وَجهِكَ سائِلاً
فَاِبذُلهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفاضِلِ

وَإِذا خَشيتَ تَعَذُّراً في بَلدَةٍ
فَاِشدُد يَدَيكَ بِعاجِلِ التَرحالِ

وَاِصبِر عَلى غَيرِ الزَمانِ فَإِنَّما
فَرَجُ الشَدائِدِ مِثلُ حَلِّ عِقالِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طولُ التَعاشُرِ بَينَ الناسِ مَملولُ
ما لِاِبنِ آدامَ إِن كَشَّفتَ مَعقولُ

لِلمَرءِ أَلوانُ دُنيا رَغبَةً وَهَوى
وَعَقلُهُ أَبَداً ما عاشَ مَدخولُ

يا راعِيَ النَفسِ لا تُغفِل رِعايَتَها
فَأَنتَ عَن كُلِّ ما اِستُرعيتَ مَسؤولُ

خُذ ما عَرَفتَ وَدَع ما أَنتَ جاهِلُهُ
لِلأَمرِ وَجهانِ مَعروفٌ وَمَجهولُ

وَاِحذَر فَلَستَ مِنَ الأَيّامِ مُنفَلِتاً
حَتّى تَغولَكَ مِن أَيّامِكَ الغولُ

فَالدائِراتُ بِرَيبِ الدَهرِ دائِرَةٌ
وَالمَرءُ عَن نَفسِهِ ما عاشَ مَختولُ

لَن تَستَسِمَّ جَميلاً أَنتَ فاعِلُهُ
إِلّا وَأَنتَ طَليقُ الوَجهِ بُهلولُ

ما أَوسَعَ الخَيرَ فَاِبسُط راحَتَيكَ بِهِ
وَكُن كَأَنَّكَ عِندَ الشَرِّ مَغلولُ

الحَمدُ لِلَّهِ في آجالِنا قِصَرٌ
نَبغي البَقاءَ وَفي آمالِنا طولُ

نَعوذُ بِاللَهِ مِن خِذلانِهِ أَبَداً
فَإِنَّما الناسُ مَعصومٌ وَمَخذولُ

إِنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلتُ أَعمُرُهُ
عَلى يَقيني بِأَنّي عَنهُ مَنقولُ

وَأَنَّ رَحلي وَإِن أَوثَقتُهُ لَعَلى
مَطِيَّةٍ مِن مَطايا الحَينِ مَحمولُ

فَلَو تَأَهَّبتُ وَالأَنفاسُ في مَهلٍ
وَالخَيرُ بَيني وَبَينَ العَيشِ مَقبولُ

وادي الحَياةِ مَحَلٌّ لا مُقامَ بِهِ
لِنازِليهِ وَوادي المَوتِ مَحلولُ

وَالدارُ دارُ أَباطيلٍ مُشَبَّهَةٍ
الجِدُّ مُرٌّ بِها وَالهَزلُ مَعسولُ

وَلَيسَ مَن مَوضِعٍ يَأتيهِ ذو نَفسٍ
إِلّا وَلِلمَوتِ سَيفٌ فيهِ مَسلولُ

لَم يُشغَلِ المَوتُ عَنّا مُذأُعِدَّ لَنا
وَكُلُّنا عَنهُ بِاللَذاتِ مَشغولُ

وَمَن يَمُت فَهوَ مَقطوعٌ وَمُجتَنَبٌ
وَالحَيُّ ما عاشَ مَغشِيٌّ وَمَوصولُ

كُل ما بَدا لَكَ فَالآكالُ فانِيَةٌ
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدَّ مَأكولُ

وَكُلُّ شَيءٍ مِنَ الدُنيا فَمُنتَقِصٌ
وَكُلُّ عَيشٍ مِنَ الدُنيا فَمَملولُ

سُبحانَ مَن أَرضُهُ لِلخَلقِ مائِدَةٌ
كُلٌّ يُوافيهِ رِزقٌ مِنهُ مَكفولُ

غَدّى الأَنامَ وَعَشاهُم فَأَوسَعَهُم
وَفَضلُهُ لِبُغاةِ الخَيرِ مَبذولُ

يا طالِبَ الخَيرِ أَبشِر وَاِستَعِدَّ لَهُ
فَالخَيرُ أَجمَعُ عِندَ اللَهِ مَأمولُ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما بالُ قَلبِكَ لا تُحَرِّكُهُ
عِظَةٌ عَلى ماذا تَوَرُّكُهُ

ماذا تُؤَمِّلُ لا أَبا لَكَ في
مالٍ تَموتُ وَأَنتَ تُمسِكُهُ

ما لَم تَكُن لَكَ فيهِ مَنفَعَةٌ
مِمّا مَلَكتَ فَلَستَ تَملِكُهُ

أَنفِق فَإِنَّ اللَهَ يُخلِفُهُ
لا تَمضِ مَذموماً وَتَترُكُهُ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 06:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِيّاكَ مِن كَذَبِ الكَذوبِ وَإِفكِهِ
فَلَرُبَّما مَزَجَ اليَقينَ بِشَكِّهِ

وَلَرُبَّما ضَحِكَ الكَذوبُ تَكَلُّفاً
وَبَكى مِنَ الشَيءِ الَّذي لَم يُبكِهِ

وَلَرُبَّما صَمَتَ الكَذوبُ تَخَلُّقاً
وَشَكى مِنَ الشَيءِ الَّذي لَم يُشكِهِ

وَلَرُبَّما كَذَبَ اِمرُؤٌ بِكَلامِهِ
وَبِصَمتِهِ وَبُكائِهِ وَبِضِحكِهِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِلى اللَهِ فَارغَب لا إِلى ذا وَلا ذاكَ
فَإِنَّكَ عَبدُ اللَهِ وَاللَهُ مَولاكا

وَإِن شِئتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الأَذى
فَكُن لِشِرارِ الناسِ ما عِشتَ تَرّاكا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتَطمَعُ أَن تُخَلِّدَ لا أَبا لَك
أَمِنتَ مِنَ المَنِيَّةِ أَن تَبالَك

أَما وَاللَهِ إِنَّ لَها رَسولاً
وَأُقسِمُ لَو أَتاكَ لَما أَقالَك

تَنَظَّر حَيثُ كُنتَ قُدومَ مَوتٍ
يُشَتِّتُ بَعدَ جَمعِهِمُ عِيالَك

كَأَنّي بِالتُرابِ عَلَيكَ رَدماً
وَبِالباكينَ يَقتَسِمونَ مالَك

أَلا فَاِخرُج مِنَ الدُنيا جَميعاً
وَزَجِّ مِنَ المَعاشِ بِما زَجا لَك

فَلَستَ مُخَلِّفاً في الناسِ شَيئاً
وَلا مُتَزَوِّداً إِلّا فِعالَك


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَنِعمَ التُقى تَقوى فَتاً ضامِرِ الحَشا
خَميصٍ مِنَ الدُنيا تَقِيِّ المَسالِكِ

فَتىً مَلَكَ اللَذاتِ أَن يَعتَبِدنَهُ
وَما كُلُّ ذي لُبٍّ لَهُنَّ بِمالِكِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلَم نَرَ يا دُنيا تَصَرُّفَ حالِكِ
وَغَدرَكِ يا دُنيا بِنا وَانتِقالِكِ

فَلَستِ بِدارٍ يَستَتِمُّ بِكِ الرِضا
وَلَو كُنتِ في كَفِّ امرِئٍ بِكَمَلِكِ

حَرامُكِ يا دُنيا يَعودُ إِلى الضَنا
وَذو اللُبِّ فينا مُشفِقٌ مِن حَلالِكِ

أَليفُكِ يا دُنيا كَثيرٌ غُمومُهُ
فَلَيسَ النَجاةُ مِنكِ غَيرَ اعتِزالِكِ

أَيا نَفسُ لا تَستَوطِني دارَ قُلعَةٍ
وَلَكِن خُذي في الزادِ قَبلَ ارتِحالِكِ

أَيا نَفسُ لا تَنسي كِتابَكِ وَاذكُري
لَكِ الوَيلُ إِن أُعطيتِهِ بِشِمالِكِ

أَيا نَفسُ إِنَّ اليَومَ يَومُ تَفَرُّغٍ
فَدونَكِهِ مِن قَبلِ يَومِ اشتِغالِكِ

وَمَسؤولَةٌ يا نَفسُ أَنتِ فَيَسِّري
جَواباً لِيَومِ الحَشرِ قَبلَ سُؤالِكِ

وَمِسكينَةٌ يا نَفسُ أَنتِ فَقيرَةٌ
إِلى خَيرِ ما قَدَّمتِهِ مِن فِعالِكِ

هُوَ المَوتُ فَاحتاطي لَهُ وَابشِري إِذا
نَجَوتِ كَفافاً لا عَلَيكِ وَلا لَكِ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَأَنَّ يَقينَنا بِالمَوتِ شَكٌّ
وَما عَقلٌ عَلى الشَهَواتِ يَزكو

نَرى الشَهَواتِ غالِبَةً عَلَينا
وَعِندَ المُتَّقينَ لَهُنَّ تَركُ

لَهَونا وَالحَوادِثُ واثِباتٌ
لَهُنَّ بِمَن قَصَدنَ إِلَيهِ فَتكُ

وَفي الأَجداثِ مِن أَهلِ المَلاهي
رَهائِنُ ما تَفوتُ وَلا تُفَكُّ

وَلِلدُنيا عِداتٌ بِالتَمَنّي
وَكُلُّ عِداتِها كَذِبٌ وَإِفكٌ

وَما مُلكٌ لِذي مُلكٍ بِباقٍ
وَهَل يَبقى عَلى الحَدَثانِ مُلكُ

أَلا إِنَّ العِبادَ غَداً رَميمٌ
وَإِنَّ الأَرضَ بَعدَهُمُ تُدَكُّ


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَأَن قَد عَجَّلَ الأَقوامُ غَسلَك
وَقامَ الناسُ يَبتَدِرونَ حَملَك

وَنُجِّدَ بِالثَرى لَكَ بَيتُ هَجرٍ
وَأَسرَعَتِ الأَكُفُّ إِلَيهِ نَقلَك

وَأَسلَمَكَ اِبنُ عَمِّكَ فيهِ فَرداً
وَأَرسَلَ مِن يَدَيهِ أَخوكَ حَبلَك

وَحاوَلَتِ القُلوبُ سِواكَ ذِكراً
أَنِسنَ بِوَصلِهِ وَنَسينَ وَصلَك

وَصارَ الوارِثونَ وَأَنتَ صِفرٌ
مِنَ الدُنيا لِمالِكَ مِنكَ أَملَك

إِذا لَم تَتَّخِذ لِلمَوتِ زاداً
وَلَم تَجعَل بِذِكرِ المَوتِ شُغلَك

فَقَد ضَيَّعتَ حَظَّكَ يَومَ تُدعى
وَأَصلَكَ حينَ تَنسُبُهُ وَفَضلَك

أَراكَ تَغُرُّكَ الشَهَواتُ قِدماً
وَكَم قَد غَرَّتِ الشَهَواتِ مِثلَك

أَما وَلَتَذهَبَنَّ بِكَ المَنايا
كَما ذَهَبَت بِمَن قَد كانَ قَبلَك

بَخِلتُ بِما مَلَكتَ فَقِف رُوَيداً
كَأَنَّكَ قَد وَهَبتَ فَلَم يَجُز لَك

كَأَنَّكَ عَن قَريبٍ بِالمَنايا
وَقَد شَتَّتنَ بَعدَ الجَمعِ شَملَك

أَلا لِلَّهِ أَنتَ مَحَلُّ عِلمٍ
رَأَيتَ العِلمَ لَيسَ يَكُفُّ جَهلَك

أَلا لِلَّهِ أَنتَ حَسَبتَ فِعلي
عَلَيَّ فَعِبتَهُ وَنَسيتَ فِعلَك

أَلا لِلَّهِ أَنتَ دَعِ التَمَنّي
وَلا تَأمَن عَواقِبَهُ فَتَهلَك

وَخُذ في عَذلِ نَفسِكَ كُلَّ يَومٍ
لَعَلَّ النَفسَ تَقبَلُ مِنكَ عَذلَك

أَلَم تَرَ جِدَّةَ الأَيّامِ تَبلى
وَأَنَّ الحادِثاتِ يُرِدنَ قَتلَك

أَلا فَاِخرُج مِنَ الدُنيا مُخِفّاً
وَقَدِّم عَنكَ بَينَ يَدَيكَ ثِقلَك

رَأَيتُ المَوتَ مَسلَكَ كُلِّ حَيٍّ
وَلَم أَرَ دونَهُ لِلحَيِّ مَسلَك


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لاتَكُ في كُلِّ هَواً تَنهَمِك
وَلا تَكونَنَّ لَجوجاً مَحِك

نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ
وَلاتَدَع خَيراً وَلا تَتَّرِك

وَاِصنَع إِلى الناسِ جَميلاً كَما
تُحِبُّ أَن يَصنَعَهُ الناسُ بِك

مَن قَرَّ عَيناً بِغِنى بُلغَةٍ
يَوماً بِيَومٍ عاشَ عَيشَ المَلِك


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
المَوتُ بَينَ الخَلقِ مُشتَرَكُ
لاسوقَةٌ يَبقى وَلا مَلِكُ

ما ضَرَّ أَصحابَ القَليلِ وَما
أَغنى عَنِ الأَملاكِ ما مَلَكوا

لَم يَختَلِف في المَوتِ مَسلَكُهُم
لابَل سَبيلاً واحِداً سَلَكوا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خَفِّض هَداكَ اللَهُ مِن بالِكا
وَاِفرَح بِما قَدَّمتَ مِن مالِكا

لاتَأمَنِ الدُنيا عَلى غَدرَةٍ
كَم غَدَرَت قَبلُ بِأَمثالِكا

كَم سَتَرى في الناسِ مِن هالِكٍ
وَهالِكٍ حَتّى تُرى هالِكا

فَانظُر سَبيلاً سَلَكوهُ وَلا
تَحسَب بِأَن لَستَ لَهُ سالِكا

أَصبَحَتِ الدُنيا لَنا عِبرَةً
وَالحَمدُ لِلَّهِ عَلى ذَلِكا

إِجتَمَعَ الناسُ عَلى ذَمِّها
وَلا أَرى مِنهُم لَها تارِكا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِيَبكِ عَلى نَفسِهِ مَن بَكى
فَما أَوشَكَ المَوتَ ما أَوشَكا

فَلا تَبكِيَنَّ عَلى هالِكٍ
فَإِنَّ قُصاراكَ أَن تَهلِكا

أَتَطمَعُ في الخُلدِ بَعدَ الَّذينَ
رَأَيتَهُمُ قَد مَضَوا قَبلَكا


ابو العتاهية

الحمدان 08-07-2024 07:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَليتَ وَما تَبلى ثِيابُ صِباكا
كَفاكَ مِنَ اللَهوِ المُضِرِّ كَفاكا

أَلَم تَرَ أَنَّ الشَيبَ قَد قامَ ناعِياً
مَقامَ الشَبابِ الغَضِّ ثُمَّ نَعاكا

تَسَمَّع وَدَع مَن أَغلَقَ الغَيُّ سَمعَهُ
كَأَنّي بِداعٍ قَد أَتى فَدَعاكا

أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ أَنتَ إِذا القُوى
وَهَت وَإِذا الكَربُ الشَديدُ عَلاكا

تَموتُ كَما ماتَ الَّذينَ نَسيتَهُم
وَتُنسى وَتَهوى العِرسُ بَعدُ سِواكا

تَمَنَّيتَ حَتّى نِلتَ ثُمَّ تَرَكتَها
تَنَقَّلُ بَينَ الوارِثينَ مُناكا

إِذا لَم تَكُن في مَتجَرِ البِرِّ وَالتِقى
خَسِرتَ نَجاةً وَاكتَسَبتَ هَلاكا

إِذا أَنتَ لَم تَعزِم عَلى الصَبرِ لِلأَذى
رَمَيتَ الَّذي مِنهُ الأَذى وَرَماكا

إِذا كُنتَ تَبغي البِرَّ فَاكفُف عَنِ الأَذى
وَما البِرُّ إِلّا أَن تَكُفَّ أَذاكا

أَخوكَ الَّذي مِن نَفسِهِ لَكَ مُنصِفٌ
إِذا المَرءُ لَم يُنصِفكَ لَيسَ أَخاكا


ابو العتاهية


الساعة الآن 05:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية