منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 06-26-2022 08:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ

يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما
أَولاكُما يُبكى عَلَيهِ العاقِلُ

وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ
فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ

تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ
مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ

اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي
وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ

الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ
وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ

كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها
فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ

مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ
وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ

وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها
مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ

كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما
غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ

دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي
نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ

اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ
أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ

ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما
رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ

لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها
قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ

جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ
مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ

حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ
يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ

مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها
مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ

مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ
تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ

لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا
بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ

وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا
دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ

لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ
لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ

يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ
مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ

وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً
أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ

كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ
كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ

هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها
حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ

وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى
أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ

عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي
لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ

لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ
وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ

لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ
لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ

لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً
هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ

سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ
فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ

جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم
شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ

مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم
وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ

يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ
مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ

وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما
عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ

أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي
قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ

لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا
بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ

ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم
شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ

مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ

وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ
لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ

الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ
وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ

ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت
قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ


المتنبي

الحمدان 06-27-2022 05:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر
فذاب لكم قلبي وغاب بكم فكري

وحاولتمو إتلاف كلي بحبكم
فطاوعكم كلي وراح ولم يدر

طويتم ضلوعي في هواكم على لظى
غرام لمن يدريه أدهى من الجمر

أموت لكم إن غاب عني جمالكم
وأحيا بذكر بكم إذا جال في سرى

وأصحو إذا الحادي تغنى بمدحكم
وأسكر في معنى ثناكم بلا خمر

أدور بكم في شطحة الفكر دائماً
فاقطع فيكم قطعة البر والبحر

واشغل عن هذا الزمان وأهله
بدولتكم أرضى لدى النهى والأمر

وإني غريب بين أهلي لشأنكم
جمعت بكم سرى وأعطيتهم جهرى

فأيامي الأعياد في باب ديركم
وكل الليالي عندكم ليلة القدر

وللَه كم من ليلة في رحابكم
بها رقصت روحي إلى مطلع الفجر

تغزلت فيكم لا بغزلان أجرع
وفيكم ضيائي لا بطالعة البدر

وأنتم سما روحي ومصباح أفقها
وأبراجها العليا وكوكبها الدرى

بكم نعشت أجزاء ذات وطلمست
بنشأتها عن غيركم مدة العمر

طرقتم رحاب السر مني بصدمةٍ
من العشق فانهد القوى ووهى أمري

لكم منكم أشكو وإني وحقكم
تجرت عن زيد لديكم وعن عمر

وإني غني عن شؤون الورى بكم
ولكن لعليا عز سدتكم فقري

تجلجلت في نعماكم بين عروتي
ففاق على قومي بعزتكم قدري

وأصبحت محفوظ الجناب ومظهري
رفيع ومجلى مركزي أشرف الصدر

وليس بقلبي مقصد دون قربكم
على أنه قد ذاب من ألم الهجر

بحقكم يا جيرة الشعب اتحفوا
عبيدكم بالوصل إن الجفا يزري

ومنوا له يا سادتي بالتفاتة
يطيب بمعنى طيبها طيب العطر

ولا تقطعوا آماله من وصالكم
فقد غاب من ضر البعاد عن الصبر

وإن الهوى استولى عليه بعسكر
جريء عظيم الفتك بالبيض والسمر

وراح أسيراً في هواكم وماله
سواكم منج من هنا ذلة الأسر

لسعتم بحيات الذوائب لبه
فهل من دواء من رحيق لمى الثغر

وهل من يد بيضاً تقوم بحاله
وتتحفه من عسر بلواه باليسر

فهجته حرى ومن ظرف دارها
رمت شرراً يحكي عن الحال القصر

ومقلته وسنى ولكن سحابها
تسلسله الموصول زاد على القطر

علمتم به يا أعلم الناس بالهوى
فما ذا الجفا منكم حميتم من الغدر

فإن كان هذا الصد عن زلة بدت
فعفوكم العالي أجل من الوزر

وإن كان عدواناً عليه فمثلكم
تنزه أخلاقاً عن الظلم والجور

لكم ينسب الإحسان والعطف والثنا
ومن بحركم فيض العطا دائماً يجري

فباللَه يا أقمار سمك الورى ويا
شموس دجى الكوان عند ذوي الفكر

دعوا القطع إن القطع قتل لعاشق
وعن جرم أمر القتل قد نص في الذكر

وداووا مسيكين الغرام بنظرةٍ
يطير بعلياها إلى عالم الأمر

ويشهد أمر القرب فعلاً وتنجلي
له حضرة التقريب من داخل الخدر

ويحظى بكم في خلوةٍ قد تجللت
بستر خفي حوله نعمة الستر

ويكشف أسراراً بكم قد أكنها
عن الكون خوف الطي في الأمر والنشر

وقولوا له ها نحن أقبل ولا نخف
نجوت من الهجران والنكد المر

أحيباب قلب الواله الدنف الذي
بكم صاغ در الفكر في قلم الشعر

خطفتم بلى الشعر لب شعوره
وراح بهز الخصر يسبح في الحصر

ومن سحر عين دونها سحر بابل
غدت عينه الرمداء تقرأ والعصر

وقد أنكر العذال بلواه والعنا
وحاربه الواشي وكل على عذر

وطال ملام اللائمين وقد علا
على ضعفه صوت الرقيب إلى المكر

وزاد مقال الحاسدين عليكم
به عدوة إن الحسود لفي خسر

وفي كل آنٍ في مجالي جمالكم
ونشأتها يزداد سكراً على سكر

فلا تهملوا تلك الحقوق وتنزعوا
وداد أمرئ قد غاب فيكم عن الطور

يناديكمو غوثاه يا سادتي فقد
تلفت وبلوى حملتي أثقلت ظهري

وليس لآمالي سواكم وأنت
بعيني نور العين للعبد والحر

ولو أن عذالي رواكم كما أرى
لطاب لهم حالي وساروا على سيري

رضيت بكم والظن أن ترتضونني
على كل حال سادتي منكم جبري


أبو الهدى الصيادي

الحمدان 06-27-2022 05:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنَّ اللَّيَالِي مِنْ أَخْلاَقِهَا الكَدَرُ
وَإِنْ بَدَا لَكَ مِنْهَا مَنْظَرٌ نَظِرُ

فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِمَّا تَغُرُّ بِهِ
انْ كَانَ يَنْفَعُ مِنْ غِرَّاتِهَا الحَذَرُ

قَدْ أَسْمَعَتْكَ اللَّيَالِي مِن حَوَادِثِهَا
مَا فِيهِ رُشْدُكَ لَكِنْ لَسْتَ تَعْتَبِرُ

يَا مَنْ يُغَرُّ بدُنْيَاهُ وَزُخْرٌفِهَا
تَاللهِ يُوشِكُ أَنْ يُودِي بِكَ الغَرَرُ

وَيَا مُدِلاًّ بحُسْنٍ رَاقَ مَنْظَرُهِ
لِلْقَبْرِ وَيحَكَ هَذَا الدَّلُّ وَالفَخَرُ

تَهْوَى الحَيَاةَ وَلاَ تَرْضَى تُفَارِقُهَا
كَمَنْ يُحَاوِلُ وِرْدًا مَا لَهُ صَدَرُ

كُلُّ امْرِئٍ صَائِرٌ حَتْمًا إِلى جَدَثٍ
وَإنْ أَطَالَ مَدى آمَالِهِ العُمُرُ

الحمدان 06-27-2022 10:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
و الله ما طلعت شمس و لا غربت
إلا و حبك مقرون بأنفاسي

و لا جلست إلى قوم أحدثهم
إلا و أنت حديثي بين جلاسي

و لا ذكرتك محزونا ولا فرحا
إلا و أنت بقلبي بين وسواسي

و لا هممت بشرب الماء من عطش
إلا رأيت خيالا منك في الكاسِ

و لو قدرت على الإتيان جئتكم
سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ

و يا فتى الحي إن غنيت لي طربا
فغنني واسفا من قلبك القاسي

ما لي و للناس كم يلحونني سفها
ديني لنفسي و دين الناس للناسِ


الحلاج

الحمدان 06-27-2022 10:47 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كانَت لِقَلبي أَهواءٌ مُفَرَّقَةٌ
فَاِستَجمَعَت مُذ رَأَتكَ العَينُ أَهوائي

فَصارَ يَحسُدُني مَن كُنتُ أَحسُدُهُ
وَصِرتُ مَولى الوَرى مُذ صِرتُ مَولائي

تَرَكتُ لِلناسِ دُنياهُم وَدينَهُم
شُغلاً بِحِبِّكَ يا ديني وَدُنيائي

ما لامَني فيكَ أَحبابي وَأَعدائي
إِلّا لِغَفلَتِهِم عِن عُظمِ بَلوائي

أَشعَلتَ في كَبِدي نارَينِ واحِدَةً
بِينَ الضُلوعِ وَأُخرى بَينَ أَحشائي


الحلاج

الحمدان 06-27-2022 10:47 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَماني بِالصُدورِ كَما تَراني

وَأَلبَسَني الغَرامَ وَقَد بَراني

وَوَقتي كُلُّهُ حُلوٌ لَذيذٌ

إِذا ما كانَ مَولائي يَراني

رَضيتُ بِصُنعِهِ في كُلِّ حالِ

وَلَستُ بِكارِهٍ ما قَد رَماني

فيما مَن لَيسَ يَشهَدُ ما أَراهُ

لَقَد غُيِّبتَ عَن عَينٍ تَراني



الحلاج

الحمدان 06-27-2022 10:48 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ

وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ

وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ

وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ

وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ

فَيا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً

وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ


الحلاج.. العصر العباسي

الحمدان 06-28-2022 01:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مما راق لي


ليت الكبار.. بلا موت ولا هرم

بلا مشيبٍ بلا حزنٍ بلا ألم

وليت وجه أبي .. ما شاخ منظره

ولا انحنى ظهره من خطوة القدم

وليت أُمي ما شابت ملامحها

ولا ذوى جسمها من شدة السقم

وليت أجدادنا ظلّوا ببسمتهم

على الحياة فهم من أعظم النعم

وليتنا في سنين اللهو أولها

نحن الصغار .. ولكن ذاك لم يَدُمِ

عهد الطفـــولة مرَّ الوقت في عجلٍ

كأنما كان أطيافٌ من الحلم

يا رب حُسن حياة في معيشتنا

وحُسن ذكرٍ .. وأيضًا حُسن مُختتم

الحمدان 06-28-2022 01:47 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَساعٍ يَجمَعُ الأَموالَ جَمعاً

لِيورِثَها أَعاديهِ شَقاءَ

وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ

وَآخَرُ ما سَعى نالَ الثَراءِ

وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً

يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ


يزيد بن معاوية

الحمدان 06-28-2022 02:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أيقنت أني لست أملك مدمعي

ورأيت حلما أنني ودعتهم

فبكيت من ألم الحنين وهم معي

مُرٌ علي بأن أودع زائراً

كيف الذين حملتهم في أضلعي


محمد المقرن

الحمدان 06-29-2022 05:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ
دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ

ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ
وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ

أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ
كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ

وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ

مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ

وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ

ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ

مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ

تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ

قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ

وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني
وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي

وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِياً
بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ

فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ
وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ

ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ
عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ

لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ
أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ

جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ
فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ

وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ مَعرِفَتي
بِحَملِهِ مَن كَعَبدِ اللَهِ أَو كَعَلي

مُعطي الكَواعِبِ وَالجُردِ السَلاهِبِ وَال
بيضِ القَواضِبِ وَالعَسّالَةِ الذَبُلِ

ضاقَ الزَمانُ وَوَجهُ الأَرضِ عَن مَلِكٍ
مِلءِ الزَمانِ وَمِلءِ السَهلِ وَالجَبَلِ

فَنَحنُ في جَذَلٍ وَالرومُ في وَجَلٍ
وَالبَرُّ في شُغُلٍ وَالبَحرُ في خَجَلِ

مِن تَغلِبَ الغالِبينَ الناسَ مَنصِبُهُ
وَمِن عَدِيٍّ أَعادي الجُبنِ وَالبَخَلِ

وَالمَدحُ لِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ تُنجِدُهُ
بِالجاهِلِيَّةِ عَينُ العِيِّ وَالخَطَلِ

لَيتَ المَدائِحَ تَستَوفي مَناقِبَهُ
فَما كُلَيبٌ وَأَهلُ الأَعصُرِ الأُوَلِ

خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ
فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ

إِنَّ الهُمامَ الَّذي فَخرُ الأَنامِ بِهِ
خَيرُ السُيوفِ بِكَفَّي خَيرَةِ الدُوَلِ

تُمسي الأَمانِيُّ صَرعى دونَ مَبلَغِهِ
فَما يَقولُ لِشَيءٍ لَيتَ ذَلِكَ لي

أُنظُر إِذا اِجتَمَعَ السَيفانِ في رَهَجٍ
إِلى اِختِلافِهِما في الخَلقِ وَالعَمَلِ

هَذا المُعَدُّ لِرَيبِ الدَهرِ مُنصَلِتاً
أَعَدَّ هَذا لِرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ

فَالعُربُ مِنهُ مَعَ الكُدرِيِّ طائِرَةٌ
وَالرومُ طائِرَةٌ مِنهُ مَعَ الحَجَلِ

وَما الفِرارُ إِلى الأَجبالِ مِن أَسَدٍ
تَمشي النَعامُ بِهِ في مَعقِلِ الوَعَلِ

جازَ الدُروبَ إِلى ما خَلفَ خَرشَنَةٍ
وَزالَ عَنها وَذاكَ الرَوعُ لَم يَزُلِ

فَكُلَّما حَلَمَت عَذراءُ عِندَهُمُ
فَإِنَّما حَلَمَت بِالسَبيِ وَالجَمَلِ

إِن كُنتَ تَرضى بِأَن يُعطو الجِزى بَذَلوا
مِنها رِضاكَ وَمَن لِلعورِ بِالحَوَلِ

نادَيتُ مَجدَكَ في شِعري وَقَد صَدَرا
يا غَيرَ مُنتَحِلٍ في غَيرِ مُنتَحِلِ

بِالشَرقِ وَالغَربِ أَقوامٌ نُحِبُّهُمُ
فَطالِعاهُم وَكونا أَبلَغَ الرُسُلِ

وَعَرِّفاهُم بِأَنّي في مَكارِمِهِ
أُقَلِّبُ الطَرفَ بَينَ الخَيلِ وَالخَوَلِ

يا أَيُّها المُحسِنُ المَشكورُ مِن جِهَتي
وَالشُكرُ مِن قِبَلِ الإِحسانِ لا قِبَلي

ما كانَ نَومِيَ إِلّا فَوقَ مَعرِفَتي
بِأَنَّ رَأيَكَ لا يُؤتى مِنَ الزَلَلِ

أَقِل أَنِل أَقطِعِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد
زِد هَشَّ بَشَّ تَفَضَّل أَدنِ سُرَّ صِلِ

لَعَلَّ عَتبَكَ مَحمودٌ عَواقِبُهُ
فَرُبَّما صَحَّتِ الأَجسامُ بِالعِلَلِ

وَما سَمِعتُ وَلا غَيري بِمُقتَدِرٍ
أَذَبَّ مِنكَ لِزورِ القَولِ عَن رَجُلِ

لِأَنَّ حِلمَكَ حِلمٌ لا تَكَلَّفُهُ
لَيسَ التَكَحُّلُ في العَينَينِ كَالكَحَلِ

وَما ثَناكَ كَلامُ الناسِ عَن كَرَمٍ
وَمَن يَسُدُّ طَريقَ العارِضِ الهَطِلِ

أَنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ
وَلا مِطالٍ وَلا وَعدٍ وَلا مَذَلِ

أَنتَ الشُجاعُ إِذا ما لَم يَطَأ فَرَسٌ
غَيرَ السَنَوَّرِ وَالأَشلاءِ وَالقُلَلِ

وَرَدَّ بَعضُ القَنا بَعضاً مُقارَعَةً
كَأَنَّهُ مِن نُفوسِ القَومِ في جَدَلِ

لا زِلتَ تَضرِبُ مَن عاداكَ عَن عُرُضٍ
بِعاجِلِ النَصرِ في مُستَأخِرِ الأَجَلِ



المتنبي

الحمدان 07-01-2022 05:42 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وصية أبي العتاهية


رغــيــف خــبـز يــابـس
تــأكــلـه فــــي زاويــــة

وكــــــوز مــــــاء بـــــارد
تـشـربـه مـــن صـافـية

وغـــــرفــــة ضـــيـــقـــة
نـفـسـك فـيـها خـالـية

أو مــســجـد بــمــعـزل
عـن الـورى في ناحية

تــقــرأ فــيــه مـصـحـفا
مــســتـنـدا بــســاريـة

مـعـتـبرا بــمـن مـضـى
مـــن الـقـرون الـخـالية

خــيـر مـــن الـسـاعات
فـــي الـقـصور الـعـالية

تــعــقــبـهـا عـــقـــوبــة
تـصـلـى بــنـار حـامـيـة

فــــهــــذه وصـــيـــتــي
مـــخـــبــرة بــحــالــيــه

طـوبى لـمن يـسمعها
تــلـك لـعـمـري كـافـية

فاسمع لنصح مشفق
يــدعـى أبــا الـعـتاهية

الحمدان 07-01-2022 05:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي
ورقصت كالشيطان فوق رفاتي

وتركتنـــي للذاريــات تـذرنــي
كحلاً لعين الشمس في الفلـوات

أتظـن أنك قـد طــمست هويتي
ومحــــوت تاريخي ومعتقـــداتي

عبثا تحاول …. لا فنـــاء لثائر
أنــــا كالقيامـــه ذات يـــــوم آت

أنا مثـل عيـسى عــائد وبقــــوة
مــن كـــل عاصـــفة ألـم شتـاتي

سأعــود أقدم عاشــــق متمــرد
سأعـود أعظـم أعظم الثــــورات

سأعود بالتوراة والإنجيـل والــ
قـــرآن والتسـبــيح والصـــلواتي

سأعــود بالأديـان ديــناً واحـــداً
خــــــال مـــن الأحقـاد والنعرات

رجل من الأخدود ما من عودتي
بـد … أنا كل الزمــــــان الآتــي



مهذل بن مهدي الصقور

الحمدان 07-02-2022 11:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اللهُ أكبَرُ ، وَالفُؤَادُ مُهلِّلٌ ،
ويَكَادُ يَنطِقُ هَاتِفًا لَبَّيكَ ..

اللهُ أكبَرُ ، والمَدَائِحُ كُلُّهَا ،
مَنثُورَةٌ يَا رَبِّ بَينَ يَدَيكَ ..

اللهُ أكبَرُ ، وَالدُّعَاءُ مُجَلجِلٌ ،
وَالرُّوحُ تَسعَدُ بِالرِّكُونِ إلَيكَ ..

وَالكَونُ يَعزِفُ لِلوَرَى أُنشُودَةً ،
مَا ضَلَّ مَن جَعَلَ السَّبِيلَ إلَيكَ ..

‏اللهُ أكبَرُ ، جَلَّ ذَاكَ الأكبَرُ ،
اللهُ أكبَرُ ، وَالوجُودُ يُكَبِّرُ ..

بُحَّتْ بِهَا الأصوَاتُ تَرفَع ذِكرَهُ ،
اللهُ أعظَمُ فِي عُلاهُ وأكبَرُ ..

الحمدان 07-03-2022 09:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خَليلَيَّ عوجا بِنا ساعَةً
نُحَيِّ الرُسومَ وَنُؤيَ الطَلَل

وَنَبكِ وَهَل يَرجِعَنَّ البُكا
عَلَينا زَمانا لَنا قَد تَوَل

لَيالِيَ سُعدى لَنا خُلَّةٌ
تُواصِلُ في وُدِّنا مَن نَصِل

وَتَجلو كَمُزنَةِ غَيثٍ لَها
غَفائِرُ تَكسو البِطاحَ النَفَل

إِذا ما مَشَت بَينَ أَترابِها
كَمِثلِ الإِراخِ يَطَأنَ الوَحَل

كَأَنَّ سَوابِلَ مَصيُوفَةٍ
أَقامَ بِها كُلُّ وَحشٍ هَمَل

سَوافِرُ قَد زانَهُنَّ العَبيرُ
مَعَ المِسكِ مُغتَنِماتُ الطَفَل

فَفاجَأنَني غَيرَ ذي غِرَّةٍ
شَديدَ الفَقارَةِ بَعدَ النَهَل

فَحَيَّيتُهُنَّ وَحَيَّينَني
وَعَزَّ الفِراقُ عَلَينا وَجَل


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان 07-03-2022 09:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مِن عاشِقٍ كَلِفِ الفُؤادِ مُتَيَّمِ
يُهدي السَلامَ إِلى المَليحَةِ كُلثُمِ

وَيَبوحُ بِالسِرِّ المَصونِ وَبِالهَوى
يُدري لِيُعلِمَها بِما لَم تَعلَمِ

كَي لا تَشُكَّ عَلى التَجَنُّبِ أَنَّها
عِندي بِمَنزِلَةِ المُحِبِّ المُكرَمِ

أَخَذَت مِنَ القَلبِ العَميدِ بِقُوَّةٍ
وَمِنَ الوِصالِ بِمَتنِ حَبلٍ مُبرَمِ

وَتَمَكَّنَت في النَفسِ حَيثُ تَمَكَّنَت
نَفسُ المُحِبِّ مِنَ الحَبيبِ المُغرَمِ

وَلَقَد قَرَأتُ كِتابَها فَفَهِمتُهُ
لَو كانَ غَيرَ كِتابَها لَم أَفهَمِ

عَجَمَت عَلَيهِ بِكَفِّها وَبَنانِها
مِن ماءِ مُقلَتِها بِغَيرِ المُعجَمِ

وَمَشى الرَسولُ بِحاجَةٍ مَكتومَةٍ
لَولا مَلاحَةُ بَعضِها لَم تُكتَمِ

في غَفلَةٍ مِمَّن نُحاذِرُ قَولَهُ
وَسَوادِ لَيلٍ ذي دَواجٍ مُظلِمِ

ديني وَدينُكِ يا كُليثِمُ واحِدٌ
نَرفُض وَقَيتُكِ دينَنا أَو نُسلِمِ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان 07-03-2022 09:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَأَيتُ بِجَنبِ الخَيفِ هِنداً فَراقَني
لَها جيدُ ريمٍ زَيَّنَتهُ الصَرائِمُ

وَذو أُشُرٍ عَذبٌ كَأَنَّ نَباتَهُ
جَنى أُقحُوانٍ نَبتُهُ مُتَناعِمُ

نَظَرتُ إِلَيها بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
وَلي نَظَرٌ لَولا التَحَرُّجُ عارِمُ

فَقُلتُ أَشَمسٌ أَم مَصابيحُ بَيعَةٍ
بَدَت لَكَ تَحتَ السِجفِ أَم أَنتَ حالِمُ

مُهَفهَفَةٌ غَرّاءُ صُفرٌ وِشاحُها
وَفي المِرطِ مِنها أَهيَلٌ مُتَراكِمُ

بَعيدَةُ مَهوى القُرطِ إِمّا لِنَوفَلٍ
أَبوها وَإِمّا عَبدُ شَمسٍ وَهاشِمُ

وَمَدَّ عَلَيها السَجفَ يَومَ لَقيتُها
عَلى عَجَلٍ تُبّاعُها وَالخَوادِمُ

فَلَم أَستَطِعها غَيرَ أَن قَد بَدا لَنا
عَشِيَّةَ راحَت كَفُّها وَالمَعاصِمُ

مَعاصِمُ لَم تَضرِب عَلى البَهمِ بِالضُحى
عَصاها وَوَجهٌ لَم تَلُحهُ السَمائِمُ

نَضيرٌ تَرى فيهِ أَساريعَ مائِهِ
صَبيحٌ تُغاديهِ الأَكُفُّ النَواعِمُ

إِذا ما دَعَت أَترابَها فَاِكتَنَفنَها
تَمايَلنَ أَو مالَت بِهِنَّ المَآكِمُ

طَلَبنَ الصِبا حَتّى إِذا ما أَصَبنَهُ
نَزَعنَ وَهُنَّ المُسلِماتُ الظَوالِمُ

فَذَكَّرتُها داءً قَديماً مُخامِراً
تَقَطَّعَ مِنهُ إِن ذَكَرنَ الحَيازِمُ

وَقُربُكِ لا يُجدى عَلَيَّ وَنَأيُكُم
جَوىً داخِلٌ في القَلبِ يا هِندُ لازِمُ

فَإِن بِنتِ كَدَّرتِ المَعاشَ صَبابَةً
وَإِن تَصقَبي فَالقَلبِ حَيرانُ هائِمُ

وَقَد زَعَمَت أَنَّ الَّذي وَجَدَت بِنا
مُقيمٌ لَنا في أَسوَدِ القَلبِ دائِمُ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان 07-04-2022 09:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَصَحتُ فَأَخلَصتُ النَصيحَةَ لِلفَضلِ
وَقُلتُ فَسَيَّرتُ المَقالَةَ في الفَضلِ

أَلا إِنَّ في الفَضلِ اِبنِ سَهلٍ لَعِبرَةً
إِنِ اِعتَبَرَ الفَضلُ اِبنُ مَروانَ بِالفَضلِ

وَفي اِبنِ الرَبيعِ الفَضلِ لِلفَضلِ زاجِرٌ
إِنِ اِزدَجَرَ الفَضلُ اِبنُ مَروانَ بِالفَضلِ

وَلِلفَضلِ في الفَضلِ اِبنِ يَحيى مَواعِظٌ
إِنِ اِتَّعَظَ الفَضلُ اِبنُ مَروانَ بِالفَضلِ

إِذا ذُكِروا يَوماً وَقَد صِرتَ رابِعاً
ذُكِرتَ بِقَدرِ السَعيِ مِنكَ إِلى الفَضلِ

فَأَبقِ جَميلاً مِن حَديثٍ تَفُز بِهِ
وَلا تَدَعِ الإِحسانَ وَالأَخذَ بِالفَضلِ

فَإِنَّكَ قَد أَصبَحتَ لِلمُلكِ قَيِّماً
وَصِرتَ مَكانَ الفَضلِ وَالفَضلِ وَالفَضلِ

وَلَم أَرَ أَبياتاً مِنَ الشِعرِ قَبلَها
جَميعُ قَوافيها عَلى الفَضلِ وَالفَضلِ

وَلَيسَ لَها عَيبٌ إِذا هِيَ أُنشِدَت
سِوى أَنَّ نُصحي الفَضلَ كانَ مِنَ الفَضلِ



دعبل الخزاعي

الحمدان 07-04-2022 09:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَعَوني وَلَمّا يَنعَني غَيرُ شامِتٍ
وَغَيرُ عَدُوٍّ قَد أُصيبَت مَقاتِلُه

يَقولونَ إِن ذاقَ الرَدى ماتَ شِعرُهُ
وَهَيهاتَ عُمرُ الشِعرِ طالَت طَوائِلُه

وَهَب شِعرَهُ إِن ماتَ ماتَ فَأَينَ ما
تَحَمَّلَهُ الراوُونَ وَالخَطُّ حابِلُه

سَأَقضي بِبَيتٍ يَحمَدُ الناسُ أَمرَهُ
وَيَكثُرُ مِن أَهلِ الرِوايَةِ حامِلُه

يَموتُ رَديءُ الشِعرِ مِن قَبلِ أَهلِهِ
وَجَيِّدُهُ يَبقى وَإِن ماتَ قائِلُه



دعبل الخزاعي

الحمدان 07-04-2022 09:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَوَلّى طاهِرٌ مِن بَعدِ أَن قَد
أَقامَ فَلا يُسامُ وَلا يَسومُ

وَأَبقى بَعدَهُ فينا ثَلاثاً
عَجائِبَ تُستَخَفُّ لَها الحُلومُ

ثَلاثَةُ أَعبُدٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ
تَمَيَّزُ عَن ثَلاثَتِهِم أَرومُ

فَبَعضُهُمُ يَقولُ قُرَيشُ قَومي
وَتَدفَعُهُ المَوالي وَالصَميمُ

وَبَعضٌ في خُزاعَةَ مُنتَماهُ
وَلاءٌ غَيرُ مَجهولٍ قَديمُ

وَبَعضُهُمُ يَهَشُّ لِآلِ كِسرى
وَيَزعُمُ أَنَّهُ عِلجٌ لَئيمُ

لَقَد كَثُرَت مَناسِبُهُم عَلَينا
فَكُلُّهُمُ عَلى حالٍ زَنيمُ


دعبل الخزاعي

الحمدان 07-05-2022 12:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتَيناكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها
لِتَرحَمَنا مِمّا لَقينا مِنَ الأَزلِ

أَتَيناكَ وَالعَذراءُ يَدمى لَبانُها
وَقَد ذَهِلَت أُمُّ الصَبِيِّ عَنِ الطِفلِ

وَأَلقى تَكَنّيهِ الشُجاعُ اِستِكانَةً
مِنَ الجوعِ صُمتاً لا يُمِرُّ وَلا يُحلي

وَلا شَيءَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ عِندَنا
سِوى العِلهَزِ العامِيِّ وَالعَبهَرِ الفَسلِ

وَلَيسَ لَنا إِلّا إِلَيكَ فِرارُنا
وَأَينَ يَفِرُّ الناسُ إِلّا إِلى الرُسلِ

فَإِن تَدعُ بِالسُقيا وَبِالعَفوِ تُرسِلِ ال
سَماءُ لَنا وَالأَمرُ يَبقى عَلى الأَصلِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان 07-05-2022 03:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا تَسأَلانِ المَرءَ ماذا يُحاوِلُ
أَنَحبٌ فَيُقضى أَم ضَلالٌ وَباطِلُ

حَبائِلُهُ مَبثوثَةٌ بِسَبيلِهِ
وَيَفنى إِذا ما أَخطَأَتهُ الحَبائِلُ

إِذا المَرءُ أَسرى لَيلَةً ظَنَّ أَنَّهُ
قَضى عَمَلاً وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلُ

فَقولا لَهُ إِن كانَ يَقسِمُ أَمرَهُ
أَلَمّا يَعِظكَ الدَهرُ أُمُّكَ هابِلُ

فَتَعلَمَ أَن لا أَنتَ مُدرِكُ ما مَضى
وَلا أَنتَ مِمّا تَحذَرُ النَفسُ وائِلُ

فَإِن أَنتَ لَم تَصدُقكَ نَفسُكَ فَاِنتَسِب
لَعَلَّكَ تَهديكَ القُرونُ الأَوائِلُ

فَإِن لَم تَجِد مِن دونِ عَدنانَ باقِياً
وَدونَ مَعَدٍّ فَلتَزَعكَ العَواذِلُ

أَرى الناسَ لا يَدرونَ ما قَدرُ أَمرِهِم
بَلى كُلُّ ذي لُبٍّ إِلى اللَهِ واسِلُ

أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ
وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ

وَكُلُّ أُناسٍ سَوفَ تَدخُلُ بَينَهُم
دُوَيهِيَةٌ تَصفَرُّ مِنها الأَنامِلُ

وَكُلُّ اِمرِئٍ يَوماً سَيَعلَمُ سَعيَهُ
إِذا كُشِّفَت عِندَ الإِلَهِ المَحاصِلُ

لِيَبكِ عَلى النُعمانِ شَربٌ وَقَينَةٌ
وَمُختَبِطاتٌ كَالسَعالي أَرامِلُ

لَهُ المُلكُ في ضاحي مَعَدٍّ وَأَسلَمَت
إِلَيهِ العِبادُ كُلُّها ما يُحاوِلُ

إِذا مَسَّ أَسآرَ الطُيورِ صَفَت لَهُ
مُشَعشَعَةٌ مِمّا تُعَتِّقُ بابِلُ

عَتيقُ سُلافاتٍ سَبَتها سَفينَةٌ
تَكُرُّ عَلَيها بِالمِزاجِ النَياطِلُ

بِأَشهَبَ مِن أَبكارِ مُزنِ سَحابَةٍ
وَأَريِ دَبورٍ شارَهُ النَحلَ عاسِلُ

تَكُرُّ عَلَيهِ لا يُصَرِّدُ شُربَهُ
إِذا ما اِنتَشى لَم تَحتَضِرهُ العَواذِلُ

عَلى ما تُريهِ الخَمرُ إِذ جاشَ بَحرُهُ
وَأَوشَمَ جودٌ مِن نَداهُ وَوابِلُ

فَيَوماً عُناةٌ في الحَديدِ يَفُكُّهُم
وَيَوماً جِيادٌ مُلجَماتٌ قَوافِلُ

عَلَيهِنَّ وِلدانُ الرِهانِ كَأَنَّها
سَعالٍ وَعِقبانٌ عَلَيها الرَحائِلُ

إِذا وَضَعوا أَلبادَها عَن مُتونِها
وَقَد نَضَحَت أَعطافُها وَالكَواهِلُ

يُلاقونَ مِنها فَرطَ حَدٍّ وَجُرأَةٍ
إِذا لَم تُقَوِّم دَرأَهُنَّ المَساحِلُ

وَيَوماً مِنَ الدُهمِ الرِغابِ كَأَنَّها
أَشاءٌ دَنا قِنوانُهُ أَو مَجادِلُ

لَها حَجَلٌ قَد قَرَّعَت مِن رُؤوسِهِ
لَها فَوقَهُ مِمّا تَحَلَّبُ واشِلُ

بِذي حُسَمٍ قَد عُرِّيَت وَيَزينُها
دِماثُ فُلَيجٍ رَهوُها فَالمَحافِلُ

وَأَسرَعَ فيها قَبلَ ذَلِكَ حِقبَةً
رُكاحٌ فَجَنبا نُقدَةٍ فَالمَغاسِلُ

فَإِنَّ اِمرَأً يَرجو الفَلاحَ وَقَد رَأى
سَواماً وَحَيّاً بِالأُفاقَةِ جاهِلُ

غَداةَ غَدَوا مِنها وَآزَرَ سَربَهُم
مَواكِبَ تُحدى بِالغَبيطِ وَجامِلُ

وَيَومَ أَجازَت قُلَّةَ الحَزنِ مِنهُمُ
مَواكِبُ تَعلو ذا حُسىً وَقَنابِلُ

عَلى الصَرصَرانِيّاتِ في كُلِّ رِحلَةٍ
وَسوقٌ عِدالٌ لَيسَ فيهِنَّ مائِلُ

تُساقُ وَأَطفالُ المُصيفِ كَأَنَّها
حَوانٍ عَلى أَطلائِهِنَّ مَطافِلُ

حَقائِبُهُم راحٌ عَتيقٌ وَدَرمَكٌ
وَرَيطٌ وَفاثورِيَّةٌ وَسَلاسِلُ

وَما نَسَجَت أَسرادَ داوُدَ وَاِبنِهِ
مُضاعَفَةً مِن نَسجِهِ إِذ يُقابِلُ

وَكانَت تُراثاً مِنهُما لِمُحَرِّقٍ
طَحونٌ كَأَنَّ البَيضَ فيها الأَعابِلُ

إِذا ما اِجتَلاها مَأزِقٌ وَتَزايَلَت
وَأَحكَمَ أَضغانَ القَتيرِ الغَلائِلُ

أَوَت لِلشِياحِ وَاِهتَدى لِصَليلِها
كَتائِبُ خُضرٌ لَيسَ فيهِنَّ ناكِلُ

كَأَركانِ سَلمى إِذ بَدَت وَكَأَنَّها
ذُرى أَجَإٍ إِذ لاحَ فيها مُواسِلُ

وَبيضٍ تَرَبَّتها الهَوادِجُ حِقبَةً
سَرائِرُها وَالمُسمِعاتُ الرَوافِلُ

تَروحُ إِذا راحَ الشَروبُ كَأَنَّها
ظِباءُ شَقيقٍ لَيسَ فيهِنَّ عاطِلُ

يُجاوِبنَ بُحّاً قَد أُعيدَت وَأَسمَحَت
إِذا اِحتَثَّ بِالشِرعِ الدِقاقِ الأَنامِلُ

يُقَوِّمُ أولاهُم إِذا اِعوَجَّ سِربُهُم
مَواكِبُ وَاِبنُ المُنذِرينَ الحُلاحِلُ

تَظَلُّ رَواياهُم تَبَرَّضنَ مَنعِجاً
وَلَو وَرَدَتهُ وَهوَ رَيّانُ سائِلُ

فَلا قَصَبُ البَطحاءِ نَهنَهَ وِردَهُم
بِرِيٍّ وَلا العادِيُّ مِنهُ العُدامِلُ

وَما كادَ غُلّانُ الشُرَيفِ يَسَعنَهُم
بِحَلَّةِ يَومٍ وَالشُروجُ القَوابِلُ

وَمُصعَدُهُم كَي يَقطَعوا بَطنَ مَنعِجٍ
فَضاقَت بِهِم ذَرعاً خَزازٌ وَعاقِلُ

فَبادوا فَما أَمسى عَلى الأَرضِ مِنهُمُ
لَعَمرُكَ إِلّا أَن يُخَبَّرَ سائِلُ

كَأَن لَم يَكُن بِالشِرعِ مِنهُم طَلائِعٌ
فَلَم تَرعَ سَحّاً في الرَبيعِ القَنابِلُ

وَبِالرَسِّ أَوصالٌ كَأَنَّ زُهاءَها
ذِوى الضَمرِ لَمّا زالَ عَنها القَبائِلُ

وَغَسّانُ ذَلَّت يَومَ جِلَّقَ ذِلَّةً
بِسَيِّدِها وَالأَريَحِيُّ المُنازِلُ

رَعى خَرَزاتِ المُلكِ عِشرينَ حِجَّةً
وَعِشرينَ حَتّى فادَ وَالشَيبُ شامِلُ

وَأَمسى كَأَحلامِ النِيامِ نَعيمُهُم
وَأَيُّ نَعيمٍ خِلتَهُ لا يُزايِلُ

تَرُدُّ عَلَيهِم لَيلَةٌ أَهلَكَتهُمُ
وَعامٌ وَعامٌ يَتبَعُ العامَ قابِلُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان 07-05-2022 10:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ
وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ

فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ
قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ

وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ

وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى
لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ

خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ
وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ

أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ
إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ

إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي
مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ

وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ
تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ

فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً
وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ

جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً
إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ

وَقُلْتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي
مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ

وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً
وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ

وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها
وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ

وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها
وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ

فَلَيتَ وُشاةَ الناسِ بَيني وَبَينَها
يَدوفُ لَهُم سُمّاً طَماطِمُ سودُ

وَلَيتَهُمُ في كُلِّ ممسىً وَشارِقٍ
تُضاعفُ أَكبالٌ لَهُم وَقُيودُ

وَيَحسَبُ نِسوانٌ مِنَ الجَهلِ أَنَّني
إِذا جِئتُ إِيّاهُنَّ كُنتُ أُريدُ

فَأَقسِمُ طَرفي بَينَهُنَّ فَيَستَوي
وَفي الصَدرِ بَونٌ بَينَهُنَّ بَعيدُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً
بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ

وَهَل أَهبِطَن أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها
لَها بِالثَنايا القاوِياتِ وَئيدُ

وَهَل أَلقَيَن سُعدى مِنَ الدَهرِ مَرَّةً
وَما رَثَّ مِن حَبلِ الصَفاءِ جَديدُ

وَقَد تَلتَقي الأَشتاتُ بَعدَ تَفَرُّقٍ
وَقَد تُدرَكُ الحاجاتُ وَهيَ بَعيدُ

وَهَل أَزجُرَن حَرفاً عَلاةً شِمِلَّةً
بِخَرقٍ تُباريها سواهِمُ قودُ

عَلى ظَهرِ مَرهوبٍ كَأَنَّ نَشوزَهُ
إِذا جازَ هُلّاكُ الطَريقِ رُقودُ

سَبَتني بِعَينَي جُؤذُرٍ وَسطَ رَبرَبٍ
وَصَدرٌ كَفاثورِ اللُجَينِ وَجيدُ

تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها
مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ

إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً
تَعَرَّضَ مَنفوضُ اليَدَينِ صَدودُ

يَصُدّ وَيُغضي عَن هَوايَ وَيَجتَني
ذَنوباً عَلَيها إِنَّهُ لَعَنودُ

فَأَصرِمُها خَوفاً كَأَنّي مُجانِبٌ
وَيَغفلُ عَنّا مَرَّةً فَنَعودُ

وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها
فَذَلِكَ في عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ

يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها
وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ

يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ
وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ

لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بَشاشَةٌ
وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شَهيدُ

وَأَحسَنُ أَيّامي وَأَبهَجُ عيشَتي
إِذا هيجَ بي يَوماً وَهُنَّ قُعودُ

تَذَكَّرتُ لَيلى فَالفُؤادُ عَميدُ
وَشَطَّت نَواها فَالمَزارُ بَعيدُ

عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَل
إِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُ

فَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُها
وَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ

إِذا فَكَّرَت قالَت قَدِ اِدرَكتُ وُدَّهُ
وَما ضَرَّني بُخلي فَكَيفَ أَجودُ

فَلَو تُكشَفُ الأَحشاءُ صودِفَ تَحتُها
لبَثنَةَ حُبٌّ طارِفٌ وَتَليدُ

أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ ذي الوَدعِ أَنَّني
أُضاحِكُ ذِكراكُم وَأَنتِ صَلودُ

فَهَل أَلقَيَن فَرداً بُثَينَةَ لَيلَةً
تَجودُ لَنا مِن وُدِّها وَنَجودُ

وَمَن كانَ في حُبّي بُثَينَةَ يَمتَري
فَبَرقاءُ ذي ضالٍ عَلَيَّ شَهيدُ


جميل بثينه

الحمدان 07-06-2022 12:19 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يحدوك شوق لا يحد مداه
والقلب باركت الهوى يمناه

رحلت بكل الأيام رحلة عاشق
في قلبه شغف بمن يهواه

وركبت من خيل الحنين أعزها
ظهرا فاخرت الزمان خطاه

وعلى جبين الفجر نقش كلما
تهنا تراءى للعيون سناه

أبديت مااخفيت حين رأيته
كم عاشق أبدى الذي أخفاه

بشرى من الدين الحنيف تدفقت
نورا على كل الوجوه تراه

وجرى على البطحاء نهر محبة
تتعانق الأحلام في مجراه

وتصب في بحر الحياة فروعه
فيصير أملح مائه احلاه

صرح من الأمجاد لم تعصف به
ريح الفناء ولا الزمان محاه

في وجه مكة منه اجمل لوحة
وعلى جبين الاخشبين رؤاه

ارأيت مكة حين خاطت ثوبها
من نوره وتلفعت بهداه

وتبرجت ساحاتها وغدا لها
قلب يتوق وأعين وشفاه

وتألقت في كل ثغر بسمة
واستجمع الأمل الجريح قواه


ياأرض مكة والزمان كأنه
طفل تغنى بالمنى شفتاه

يرنو اليك بمقلة لو أنها
نطقت لقالت فوق ماقلناه

ما زلت أسمع فيك صرخة ياسر
يدعو ورحمة ربه تغشاه

مازلت ألمح فيك وجه سمية
وأرى بلالا داعيا مولاه

((أحد )) فتنتفض البقاع وتنتشي
والفجر تهمي بالندى عيناه

وعلى شفاه المشركين تساؤل
مر تنوء بثقله الافواه

هذا اليتيم محمدٌ غرس التقى
حتى نما في أرضكم فجناه

يامكة الخير العميم هنا صفا
وجه الزمان وعاودته مناه

وقصائدي نشوى كأن حروفها
غيد عرفن من الهوى فحواه

والشوق يسري في عروق قصائدي
لحنا فيا طوبى لمن غناه

أحببت مكة حب من في قلبه
روض تعهده الحيا ورعاه

أو لم تكن فيها ولادة أحمد
نبعا فكم من ظاميء أرواه؟

أو لم يذق فيها حراء حلاوة
للوحي ينزل مثمرا أعلاه؟

أو لم تنل بطحاؤها مالم تنل
أرض ومالم تلتفت لسواه؟

نور تدفق في حنايا نفسها
فقضى على ليل الأسى وطواه

يا أرض مكة فوق ثغرك بسمة
نشوى وفي عينيك ماأهواه

أو ماترين الناس كيف تدابروا
في عصرنا وعن الحقيقة تاهوا؟

يسعون في طلب الحياة كأنما
امنوا الزمان وابصروا عقباه

قولي لمن يحيا على أوهامه
لا يعلم الأسرار إلا الله

يا أرض مكة في رحابك راحة
تمحو عن القلب الحزين أساه

شوق تضج به مواطن لهفتي
يارب بلغ من يحب مناه


الأديب الشاعر .. عبدالرحمن العشماوي

الحمدان 07-06-2022 12:33 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‫لا تحسبوا أنّ المناصب باقية‬
أو تحسبوها بالمكارم وافية

عاشر بمعروف فإنك راحلٌ
واترك قلوب الناس نحوك صافية

واذكر من الإحسان كل صغيرة
فالله لا تخفى عليه الخافية

لا منصبٌ يبقى ولا رتبٌ هنا
أحسن فذكرك بالمحاسن كافية

واكتب بخطك إن أردت عبارةً
ربّاه لا شيئًا يساوي العافية

الحمدان 07-06-2022 08:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَـواضَـع تَـكُـن كَـالنِـجـمِ لاحَ لِنـاظِر
بِهِ يُهــتَــدى السـارونَ حَـيـثُ تَـضـيـع

وَرَم خَلقاً في الحُسنِ كَالبَدرِ إِذيرى
عَــلى صَــفــحــاتِ المـاءِ وَهـوَ رَفـيـعُ

وَلا تَــكُ كَــالدُخـانِ يَـعـلو بِـنَـفـسِه
وَلَيــــسَ بِهِ لِلاِنــــتِــــفـــاعِ نُـــزوعُ

وَذو الكِـبَـرِ نَكس كَالبَعوض إِذا عَلا
عَــلى صَــفــحــاتِ الجَــوِّ وَهُــوَ وَضـيـعُ

الحمدان 07-07-2022 12:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ
فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ
فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ

يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ

وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ

إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ
بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ

وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ
عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي

وَإنْ كنتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ
فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ

أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقْدَحِي
بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

وَبَيْضَةِِ خِدْرٍٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ

تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍاً
عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي

إذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَتْ لنَوْمٍ ثِيَابَهَا
لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ

فَقَالَتْ يَمُيْنَ اللهَ ما لَكَ حِيْلَةٌ
وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ العَمَايَةَ تَنْجَلِي

خَرَجْتُ بِهَا تَمْشِيْ تَجُرُّ وَرَاءَنَا
عَلَى أثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى
بِنَا بَطْنُ حِقْفٍ ذِيْ رُكَامٍ عَقَنْقَلِ

إِذَا التَفَتَتْ نَحْوِيْ تَضَوَّعَ رِيْحُهَا
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

إِذَا قُلْتُ هَاتِيْ نَوِّلِيْنِيْ تَمَايَلَتْ
عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشَحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفاضَةٍ
تَرَائِبُهَا مَصْقُوْلَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ

كِبِكْرِ مُقَانَاةِ البَيَاضِ بِصُفْرَةٍ
غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرِ المُحَلَّلِِ

تَصُدُّ وَتُبْدِيْ عَنْ أَسِيْلٍ وَتَتَّقِيْ
بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ

وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ
إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلا بِمُعَطَّلِ

وَفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أَسْودَ فَاحِمٍ
أَثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ

غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلى العُلا
تَضِلُّ المَدَارَى في مُثَنًى وَمُرْسَلِ

وَكَشْحٍ لَطِيْفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ
وَسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ

وَتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كَأَنَّهُ
أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاوِيْكُ إِسْحِلِ

تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا
مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ

وَتُضْحِيْ فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِرَاشِهَا
نَؤُوْمُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

إِلى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً
إِذَا ما اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ

تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبا
وليسَ صِبايَ عن هواها بمنسل

ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه
نصيح على تعذَاله غير مؤتل

وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي

فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بجوزه
وأردف أعجازا وناء بكلكل

ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ فيك بأمثَلِ

فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ
بكل مغار الفتل شدت بيذبل

كأنَّ الثريا علقت في مصامها
بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ

وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها
بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ

مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معًا
كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ

كميت يزل اللبد عن حال متنه
كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ

مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى
أثرنَ غبارًا بالكديد المركل

على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ
إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ

يطيرُ الغلامُ الخفُّ عن صهواته
وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ

دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ
تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ

لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة
وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تتفل

كأن على الكتفين منه إذا انتحى
مَداكَ عَروسٍ أوْ صَرية َ حنظلِ

وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ
وباتَ بعيني قائمًا غير مرسل

فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه
عَذارَى دَوارٍ في المُلاءِ المُذَيَّلِ

فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ

فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ
جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل

فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ
دِراكًا ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ

فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ

ورُحنا وراحَ الطرفُ ينفض رأسه
متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تسهل

كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره
عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ

وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل

أحار ترى برقًا كأن وميضه
كلمع اليدينِ في حبي مُكلل

يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ
أهان السليط في الذَّبال المفتَّل

قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بينَ حامر
وبين إكام بعد ما متأمل

وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة
يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل

وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة
وَلا أُطُمًا إلا مَشيدًا بجَنْدَلِ

كأن طمية المجيمر غدوةً
من السَّيلِ والغثاء فَلكة ُ مِغزَلِ

كأنَّ أبانًا في أفانينِ ودقهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نزول اليماني ذي العياب المخوَّل

كأنّ سباعًا فيهِ غَرْقَى غدية
بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ

على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ
وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ

وَألقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ


امرؤ القيس

الحمدان 07-08-2022 12:54 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هو الطللُ العافي ، وهاتا مَعَالِمُهْ
فَبُحْ بهوى منْ أنت في القلبِ كاتمه

وقد كنتَ ذا علمٍ بما يصنع الهوى
وما جاهلٌ شيئاً كمن هو عالمه

ومن ذاق طعم الحب مثلي ، فإنهُ
عليمٌ بأن الحبَّ مُرٌ مطاعمه

وما الغادة الحسناءُ صيدت وإنما
أُذٍيل من الدمع المصون كَرَائمه

وما العيس سارتْ بالجآذر ، غُدْوَةً
ألا إنما صبري استقلت عزائمه

وليس بذي وجدٍ فتىً كتم الهوى ،
وليس بصبٍ من ثنته لوائمه

وقفنا فسَقَّيْنَا المنازلَ أدمُعاً
هي الوبل ، والأجفان منها غمائمه

وما الدمعُ يوماً ، ناقعاً مِنْ صبابةٍ
ولو فاض حتى يملأ الأرض ساجمه

وكان عظيماً عندي الهجرُ مرةً
فلما رأيت البينَ هانت عظائمه

وقد كان تنعاب الغراب مُخبراً
بوشكِ فراقٍ ، أو حبيبٍ نصارمه

فما لِغراب البين - لا درَّ دَرُّهُ !-
ولا حملته رِيشُهُ وقوادمه

وما لِجمال الحي ، يومَ تحملوا
تولت بمن زان الحُلي معاصمه

لقد جارت الأيام فينا بحكمها
ومن ينصف المظلوم والخصم حاكمه

وكيف تُرجى للكريم إفاقةٌ
إذا ما غدا يوماً وآسيه كالمه؟

ومن سالمَ الأيام وانقاد طوعها
فليس عجيباً أن تلين صلادمه

فإني رأيت الدهر أجور حاكمٍ
سواءٌ مُعاديه ، معاً ، ومسالمه

سل الدهر عني : هل خضعت لحكمه؟
وهل راعني أصلاله وأراقمه !؟

وهل موضعٌ في البر ما جُبتُ أرضهُ
ولا وطِئته من بعيري مناسمه؟

ولا شسعت لما وردتُ نُجُودُهُ،
ولا بعدتْ أغوارهُ وتهائمه؟

وما صحبتني قطُّ ، إلا مطيتي
وعضبُ حُسامٍ مخذمُ الحد صارمهُ

وإن انفراد المرءِ في كل مشهدٍ
لخير من استصحاب من لا يلائمه

إذا نزل الخطبُ الجليل فإننا
نُصابرهُ حتى تضيق حيازمه

وإن جاءنا عافٍ فإنَّا معاشرٌ
نُشاطرهُ أموالنا ونُقاسمه

بنينا من العلياء مجداً مُشيداً
وما شائدٌ مجداً كمن هو هادمه

سلِ المجد عنا يعلمُ المجدُ أننا
بِنا أُطِّدت أركانه ودعائمه

أخي ، وابن عمي ( يا ابن نصرٍ ) نداء من
أقيمت لِطولِ الهجر منك مآتمه

أودُّك وُداً لا الزمان يبيدهُ ،
ولا النأي يفنيه ولا الهجر صارمه

ولو رمتَ يوماً أن تَرِيمَ صبابتي
إليك ، أزال الشوق ما أنا رائِمه

فواعجباً للسيف ، لما انتضيته

من الجفن لم يورق بكفك قائمه !

وواعجباً للطرف ، لما ركبته
غداة الوغى كيف استقلت قوائمه

بليثٍ ، إذا ما الليث حاد عن الوغى
وغيثٍ ، إذا ما الغيث أكْدتْ سواجمه

تعلمْ _ أقيك السوءَ _ أن مدامعي
لبُعدك ، مثل العِقد أوهاه ناضمه

وإني ، مذ زُمتْ ركابك للنوى ،
شديدُ اشتياقِ عازب القلبِ هائمه


أبو فراس الحمداني

الحمدان 07-08-2022 10:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ

لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ

وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ

لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ

يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ

أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني
هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ

إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ

ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ
أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ

أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً
أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ

إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ

جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ

ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ
إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ

مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ

أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ

صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها
فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ

نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ

العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ
لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ

لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ
إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ

ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ
يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ

وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا
وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ

وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ
تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ

جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني
لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ

إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ

وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها
لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ

وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ
إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ

مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً
أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ

أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً
أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ

أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ
في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ

وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ
عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ


المتنبي

الحمدان 07-09-2022 10:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام

فإنّ النار بالعود بن تذكى
وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام

فإن لم يطفئوها تجن حربا
مشمّرة يشيب لها الغلام

وقلت من التعجب ليت شعري
أأيقاظٌ أميّة أم نيام

فإن يقظت فذاك بقاء ملك
وإن رقدت فأنى لا ألام

فإن يك اصبحوا وثووا نياما
فقل قوموا فقد حان القيام

فغرّى عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام


نصر بن سيار

الحمدان 07-11-2022 11:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أنا ابنُ مَحكانَ أخوالي بنو مَطرٍ
أُنمىَ إليهم وكانوا مَعشراً نُجُبَا

المطعمينَ إذَا هَبَّت شأميةً
شَحمَ السَّنام إذ مادرُّها جَذَبَا

أقولُ والضَيف مُخشِيٌّ ذِمامَتهُ
على الكريم وَحَقُّ الضَّيفِ قَد وَجَبَا

يا ربَّةَ البيت قُومي غَير صاغرةٍ
ضُمِّي إليكِ رِحالَ القَومِ والقُربا

في ليلةٍ مِن جُمادَى ذَاتِ أَندِيةٍ
لا يُبصر الكلبُ من ظلمائها الطُنُبا

لا يَنبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدةٍ
حتى يلُفَّ على خَيشُومِهِ الذَّنبا

ماذَا ترينَ أَنُدنِيهم لأرحُلِنا
في جانب البيت أم نبني لهم قُببا

لمرملِ الزّادِ مَعنيٍّ بِحَاجتِهِ
من كان يكرَهُ ذَمًّا أو يقي حَسَبا

وَقُمتُ مُستبطِناً سَيفي فأَعرضَ لي
مثلَ المجادلِ كومٌ برّكت حَسَبا

فصادَفَ السَّيفُ منها ساقَ مُتلِيةٍ
جَلسٍ فَصَادَفَ منه ساقها عطبا

زيَّافَةٍ بنت زيّافٍ مُذكَّرةٍ
لمّا نَعوها لراعي سَرحِنا انتحبا

أمطَيتُ جازِرَنا أعلى سناسِنِها
فصار جَازِرُنا من فوقِها قَتَبا

يُنَشنِشُ الجلدَ عنه وهي باركةٌ
كما تُنِشنشُ كفَّا فَاتل سلبا

نَصَبتُ قِدري لهم والأرض قَد يبِسَت
من الصَّقِيع مِلاَءً جِدَّةً قُشُبا

لها أزيزٌ يزيل اللّحمَ أَرمَلهُ
عن العظام إذا ما استحمَشَت غَضَبا

ترمي الصُّلاَة بنَبلٍ غيرِ طائشةٍ
وَفقاً إِذا أَنَسَت من تحتها لهبا

زيّافَةٌ مثلَ جَوف الفيل مُجفرة
لو يُقذَفُ الرألُ في حيزومها ذهبا

حتى إذا ما قَضَى الأضيافُ حاجتَهُم
لم يجفُ غائِرُها عُجماً ولا عَرَبا

وقُلتُ لما غَدَوا أُوصِي قعيدتَنا
غَذِّي بَنِيكن فلن تَلقيهم حِقَبا

لا تعذليني على إِيتاء مَكرُمَةٍ
ناهَبتُها إِذ رأيتُ الحمدَ مُنتهَبَا

في عَقر نابٍ ولا مال أَجودُ به
والحمدُ خيرٌ لمَن يَنتَأبُه عقبا

أُدعَى أباهم ولم أُقرَف بأُمِّهِمُ
وقد عمِرتُ ولم أَعرف لهُم نَسَبَا



مرة بن محكان السعدي

الحمدان 07-12-2022 12:26 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي
هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي ؟!

يا شاغلين خواطري في هدأتي وتضرعي
يا مشرقين على ابتساماتي العذاب وأدمعي
*
أنتم حديث جوانحي في خلوتي أو مجمعي
أنتم أرق من الجداول في الربيع الممرعِ

وأجل من وصف الخيال العبقري المبدعِ
يا طائرين إلى جنان الخلد أجمل موضعِ

أتراكم أسرعتم !؟ أم أنني لم أسرعِ !؟
ما ضركم لو ضمني معكم لقاء مودعي !؟

فيقال لي :هيا إلى دار الخلود أو ارجعِ !
كم قلت صبراً للفؤاد على المصاب المفجعِ

لكن صبري متعب ومدامعي لم تنفعِ
سأظل أبكي بعدكم كالعاشق المتلوعِ

وأحبكم حتى وأنتم ترقصون لمصرعيِ
يا راحلين وساكنين بقلبي المتصدع

الحمدان 07-13-2022 03:11 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏لا تَعذليهِ فإنّ العَذلَ يُولِعُهُ
قد قلتِ حَقًّا ولكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ في لَومهُ حدًّا أضَرّ بهِ
من حَيثُ قَدّرتِ أنّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفقَ في تَأنِيبِهِ بَدَلًا
من عَذلِهِ فَهوَ مُضنى القَلبِ مُوجَعُهُ


ابن زريق البغدادي

الحمدان 07-13-2022 03:12 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ
غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ

لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها
فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ

تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ
وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ

وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت
وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ

وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها
نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ

إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ
لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ

عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها
يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ

أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ
يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ

بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها
بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ

قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ
أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ

أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن
وَعَيشِكِ أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ

فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ
سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ

لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا
عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ

رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت
فَيَضحى وَأَمّا بِالعَشيِّ فَيَخصَرُ

أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت
بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ

قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ
سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ

وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ
وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ

وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها
فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ

وَلَيلَةَ ذي دَورانَ جَشَّمتِني السُرى
وَقَد يَجشَمُ الهَولَ المُحِبُّ المُغَرِّرُ

فَبِتُّ رَقيباً لِلرِفاقِ عَلى شَفا
أُحاذِرُ مِنهُم مَن يَطوفُ وَأَنظُرُ

إِلَيهِم مَتى يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ
وَلى مَجلِسٌ لَولا اللُبانَةُ أَوعَرُ

وَباتَت قَلوصي بِالعَراءِ وَرَحلُها
لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِمَن جاءَ مُعوِرُ

وَبِتُّ أُناجي النَفسَ أَينَ خِباؤُها
وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ

فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيّا عَرَفتُها
لَها وَهَوى النَفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ

فَلَمّا فَقَدتُ الصَوتَ مِنهُم وَأُطفِئَت
مَصابيحُ شُبَّت في العِشاءِ وَأَنوُرُ

وَغابَ قُمَيرٌ كُنتُ أَرجو غُيوبَهُ
وَرَوَّحَ رُعيانُ وَنَوَّمَ سُمَّرُ

وَخُفِّضَ عَنّي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ ال
حُبابِ وَرُكني خَشيَةَ الحَيِّ أَزوَرُ

فَحَيَّيتُ إِذ فاجَأتُها فَتَوَلَّهَت
وَكادَت بِمَخفوضِ التَحِيَّةِ تَجهَرُ

وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ

أَرَيتَكَ إِذ هُنّا عَلَيكَ أَلَم تَخَف
وُقيتَ وَحَولي مِن عَدُوِّكَ حُضَّرُ

فَوَ اللَهِ ما أَدري أَتَعجيلُ حاجَةٍ
سَرَت بِكَ أَم قَد نامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ

فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى
إِلَيكِ وَما عَينٌ مِنَ الناسِ تَنظُرُ

فَقالَت وَقَد لانَت وَأَفرَخَ رَوعُها
كَلاكَ بِحِفظٍ رَبُّكَ المُتَكَبِّرُ

فَأَنتَ أَبا الخَطّابِ غَيرُ مُدافَعٍ
عَلَيَّ أَميرٌ ما مَكُثتُ مُؤَمَّرُ

فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي
أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ

فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ
وَما كانَ لَيلى قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ

وَيا لَكَ مِن مَلهىً هُناكَ وَمَجلِس
لَنا لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُكَدِّرُ

يَمُجُّ ذَكِيَّ المِسكِ مِنها مُفَلَّجٌ
رَقيقُ الحَواشي ذو غُروبٍ مُؤَشَّرُ

تَراهُ إِذا تَفتَرُّ عَنهُ كَأَنَّهُ
حَصى بَرَدٍ أَو أُقحُوانٌ مُنَوِّرُ

وَتَرنو بِعَينَيها إِلَيَّ كَما رَنا
إِلى رَبرَبٍ وَسطَ الخَميلَةِ جُؤذَرُ

فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ
وَكادَت تَوالي نَجمِهِ تَتَغَوَّرُ

أَشارَت بِأَنَّ الحَيَّ قَد حانَ مِنهُمُ
هُبوبٌ وَلَكِن مَوعِدٌ مِنكَ عَزوَرُ

فَما راعَني إِلّا مُنادٍ تَرَحَّلوا
وَقَد لاحَ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ

فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ
وَأَيقاظَهُم قالَت أَشِر كَيفَ تَأمُرُ

فَقُلتُ أُباديهِم فَإِمّا أَفوتُهُم
وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ

فَقالَت أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ
عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ

فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ
مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ

أَقُصُّ عَلى أُختَيَّ بِدءَ حَديثِنا
وَما لِيَ مِن أَن تَعلَما مُتَأَخَّرُ

لَعَلَّهُما أَن تَطلُبا لَكَ مَخرَجاً
وَأَن تَرحُبا صَدراً بِما كُنتُ أَحصُرُ

فَقامَت كَئيباً لَيسَ في وَجهِها دَمٌ
مِنَ الحُزنِ تُذري عَبرَةً تَتَحَدَّرُ

فَقامَت إِلَيها حُرَّتانِ عَلَيهِما
كِساءانِ مِن خَزٍّ دِمَقسٌ وَأَخضَرُ

فَقالَت لِأُختَيها أَعينا عَلى فَتىً
أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ

فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا
أَقِلّي عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ

فَقالَت لَها الصُغرى سَأُعطيهِ مِطرَفي
وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرِ

يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً
فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ

فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي
ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ

فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي
أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ

وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً
أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ

إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا
لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ

فَآخِرُ عَهدٍ لي بِها حينَ أَعرَضَت
وَلاحَ لَها خَدُّ نَقِيٌّ وَمَحجَرُ

سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا نُعمُ قَولَةً
لَها وَالعِتاقُ الأَرحَبيّاتُ تُزجَرُ

هَنيئاً لِأَهلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها ال
لَذيذُ وَرَيّاها الَّذي أَتَذَكَّرُ

وَقُمتُ إِلى عَنسٍ تَخَوَّنَ نَيَّها
سُرى اللَيلِ حَتّى لَحمُها مُتَحَسِّرُ

وَحَبسي عَلى الحاجاتِ حَتّى كَأَنَّها
بَقِيَّةُ لَوحٍ أَو شِجارٌ مُؤَسَّرُ

وَماءٍ بِمَوماءٍ قَليلٍ أَنيسُهُ
بَسابِسَ لَم يَحدُث بِهِ الصَيفَ مَحضَرُ

بِهِ مُبتَنىً لِلعَنكَبوتِ كَأَنَّهُ
عَلى طَرَفِ الأَرجاءِ خامٌ مُنَشَّرُ

وَرِدتُ وَما أَدري أَما بَعدَ مَورِدي
مِنَ اللَيلِ أَم ما قَد مَضى مِنهُ أَكثَرُ

فَقُمتُ إِلى مِغلاةِ أَرضٍ كَأَنَّها
إِذا اِلتَفَتَت مَجنونَةٌ حينَ تَنظُرُ

تُنازِعُني حِرصاً عَلى الماءِ رَأسَها
وَمِن دونِ ما تَهوى قَليبٌ مُعَوَّرُ

مُحاوِلَةً لِلماءِ لَولا زِمامُها
وَجَذبي لَها كادَت مِراراً تَكَسَّرُ

فَلَمّا رَأَيتُ الضَرَّ مِنها وَأَنَّني
بِبَلدَةِ أَرضٍ لَيسَ فيها مُعَصَّرُ

قَصَرتُ لَها مِن جانِبِ الحَوضِ مُنشَأً
جَديداً كَقابِ الشِبرِ أَو هُوَ أَصغَرُ

إِذا شَرَعَت فيهِ فَلَيسَ لِمُلتَقى
مَشافِرِها مِنهُ قِدى الكَفِّ مُسأَرُ

وَلا دَلوَ إِلّا القَعبُ كانَ رِشاءَهُ
إِلى الماءِ نِسعٌ وَالأَديمُ المُضَفَّرُ

فَسافَت وَما عافَت وَما رَدَّ شُربَها
عَنِ الرَيِّ مَطروقٌ مِنَ الماءِ أَكدَرُ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان 07-13-2022 03:15 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَقلبي لا يُوَسِّعُهُ

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

بالله يامنزل القصف الذي درست
اثاره وعفت مذ غبت اربعه

هل الزمان معيد فيك لذتنا
أم الليالي التي مرت وترجعه

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَل اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُنلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ


....

الحمدان 07-15-2022 06:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي
فَأَعرَضنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ

وَكُنَّ إِذا أَبصَرنَني أَو سَمِعنَني
سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بِالمَحاجِرِ

فَإِن جَمَحَت عَنّي نَواظِرُ أَعيُنٍ
رَمينَ بَأَحداقِ المَها وَالجَآذِرِ

فَإِنِّيَ مِن قَومٍ كَريمٍ نِجارُهُم
لِأَقدامِهِم صيغَت رُؤوسُ المَنابِرِ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان 07-15-2022 06:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وكان قلبي خالياً قبل حبكم
وكان بذكر الخلق يلهو ويمزحُ

فلما دعا قلبي هواك أجابه
فلستُ أراه عن فنانك يبرحُ

رُميت ببين منك إن كنت كاذباً
إذا كنت في الدنيا بغيرك أفرح

وإن كان شيءٌ في البلاد بأسرها
إذا غبت عن عيني بعيني يلمحُ

فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل
فلستُ أرى قلبي لغيرك يصلحُ



سمنون المحب.. العصر العباسي

الحمدان 07-15-2022 06:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ
تحيِّ بالسلامةِ والسلامِ

وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ حيناً
ويبقَ بعدَهُ أثرُ الغَمامِ

وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ
إليكَ وكمْ شجيِّ مُستهامِ

رمزتُ لهُ بألحاظِ الليالي
وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ

فظلَّ يعدُّ يوماً بعدَ يومٍ
كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ

ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلاً
ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ

فباتَ وملءَ عينيهِ منامٌ
لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ المَنامِ

ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ
كفى العُشاقَ لوعاتِ الغرامِ

فلو تدرِ العوالمُ ما درينا
لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ

بني الإسلامَ هذا خيرُ ضيفٍ
إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى الكِرامِ

يلُمكمْ على خيرِ السجايا
ويجمعكُم على الهِمَمِ العِظامِ

فشُدُّوا فيهِ أيديكُم بعزمٍ
كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ

وقوموا في لياليهِ الغوالي
فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ

وكم نفرٍ تغرهمُ الليالي
وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ

وخلوا عادةَ السفهاءِ عنْكم
فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ

يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا
وقد بَانَ الحلالُ منَ الحرامِ

وما كلُّ الأنامِ ذوي عُقولٍ
إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ

ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي
فقد جاءَتهُ أيَّامُ الفِطامِ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان 07-16-2022 06:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ

وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ

وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ

وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ

فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ

أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ

فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ

أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ

تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ

أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ


لبيد بن أبي ربيعة

الحمدان 07-17-2022 04:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عفيف الدين هل لي من دواء
فقد أوبقت نفسي في الخطاء

وقلبي قد قساب ولدىّ أشيا
تهيج بالصراخ وبالبكاء

وما عيني بكتها ولا فؤادي
فهل داء رأيت كمثل دائي

فإن حصلتم وصفا فنوا
والا فامنحوني بالدعاء

عسى الرب الكريم يمخض فضل
بلا سبب يجود بالشفاء

فلي في فضله طمع كثير
ولي في جوده أحسن رجاء

فلا خيبت يا مولاي ظني
فإني قلت قول ذي العراء

ولما حرت في شأنيوأمري
طفقت مستغيثا بالنداء

ومالي غير فضلك من مغيث
وعندي محض فقر للعطاء

شفيعي خير من ولدته حوا
وخير مشفع يوم الجزاء

محمد من له خلق عظيم
له في نون ذكر بالثناء

ومن أعطى علوما ليس تحصى
تحير لها عقول الأذكياء

وكم جاءت له من معجزات
بها قد خصه ذو الكبرياء

فمنها ما حكاه الحبر حقا
لنا القاضي عياض بالشفاء

شفيع المذنبين اليك ألجا
فقم بي في الكروب وفي الرخاء

فما زلت المقسم للعطايا
ولا زلت المفرج للبلاء

بماذا أمتدحك وقد أتانا
مديحك في الكتاب من السماء

عليك الله صلى كل حين
وسلم بالغدوّ وبالمساء

كذاك الآل والأصحاب نعم
الهداية الفائزون بالاقتداء


ابن ظاهر


الساعة الآن 10:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية