منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-09-2024 07:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما لِي وَما لإِبنَةِ المَجنُونِ تَطرُقُني
بِالليلِ إِنَّ نَهاري مِنكِ يَكفِيني

لا أَخذَعُ البَوَّ بَوَّ الزَعمِ أَرأَمُهُ
وَلا أُقيمُ بِدارِ العَجزِ وَالهُونِ

وَشرُّ حَشوِ خِباءٍ أَنتَ مُولِجُهُ
مَجنونَةٌ هُنَّباءٌ بِنتُ مَجنُونِ

تَستَخبِثُ الوَطبَ لَم تَنقُص مَرِيرَتَهُ
وَتَقضِمُ الحَبَّ صِرفاً غَيرَ مَطحُونِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قالَت أُمامَةُ كَم عُمِرتَ زَمَانَةً
وَذَبَحتَ مِن عِترٍ عَلى الأَوثانِ

وَلَقَد شَهِدتُ عُكاظَ قَبلَ مَحَلِّها
فِيها وَكُنتُ أُعَدُّ مِنَ الفِتيانِ

وَالمُنذرَ بنَ مُحرّقٍ في مُلكِهِ
وشهدتُ يَومَ هَجائِنِ النُعمانِ

وَعُمِرتُ حَتّى جاءَ أَحمدُ بالهُدى
وَقَوارعٍ تُتلى مِن الفِرقانِ

وَلَبِستُ مِن الإِسلامِ ثَوباً واسِعاً
مِن سَيبِ لا حَرِمٍ وَلا مَنّانِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَقامُوا بِها حَتّى أَبَنَّت دِيارُهُم
عَلى غَيرِ دَينٍ ضارِبٍ بِجِرانِ

تَواهَسَ أَصحابِي حَدِيثاً سَمِعتُهُ
خَفِيّاً وأَعضادُ المَطيِّ عَوانِي

كَأَنَّ قَذىً بالعَينِ قَد مَرِحَت بِهِ
وَما حاجَةُ الأُخرى إِلى المَرَحانِ

طَلِيعَةُ قَومٍ أَو خميسٌ عَرَمرَمٌ
كَسَيلِ الأتيِّ ضَمَّهُ القَذَفانِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَرارَ اللَهُ مُخَّكَ في السُّلامى
عَلى مَن بِالحِنينِ تُعَوِّلِينا

فَلَستِ وَإِن حَنَنتِ أَشدَّ شوقاً
وَلكِنِّي أُسِرُّ وَتُعلِنينا

وَبي مِثلُ الَّذي بِكِ غَيرَ أَنّي
أَجلُّ عَن العِقالِ وَتُعقَلينا


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عُقَيلِيَّةٌ أَو مِن هِلالِ بنِ عامِرٍ
بذي الرِمثِ مِن وادِي المِياهِ خِيَامُها

إِذا اِبتَسَمَت في الليلِ وَالليلُ دُونَها
أَضاءَ دُجى الليلِ البَهِيمِ اِبتِسامُها


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَكَيتَ لَنا الصِدّيقَ لَمّا وَلِيتَنا
وَعُثمانَ وَالفارُوقَ فاِرتاحَ مُعدِمُ

وَسَوَّيتَ بينَ النَّاسِ في الحَقِّ فَاِستَوَوا
فَعادَ صَباحاً حالِكُ الليلِ مُظلِمُ

أَتَاكَ أَبُو لَيلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى
دُجى الليلِ جَوّابُ الفَلاةِ عَثَمثَمُ

لِتَجبُرَ مِنهُ جَانباً ذَعذَعَت بِهِ
صُرُوفُ اللَيالي وَالزَمانُ المُصَمِّمُ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الحَمدُ لِلَهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ
مَن لَم يَقُلها فَنَفسَهُ ظَلَما

المُولِجِ الليلَ في النهارِ
وَفِي الليلِ نَهاراً يُفرِّجُ الظُّلَما

الخافِضِ الرافِعِ السَماءَ عَلى ال
أَرضِ وَلَم يَبنِ تَحتَها دِعَما

الخالِقِ البارِئِ المُصَوِّرِ في ال
أَرحامِ ماءً حَتّى يَصِيرَ دَما

مِن نُطفَةٍ قَدَّها مُقدّرُها
يَخلُقُ مِنها الأَبشارَ وَالنَسَما

ثُمَّ عِظاماً أَقَامَها عَصَبٌ
ثُمَّتَ لَحماً كَساهُ فَالتأَما

ثُمَّ كَسا الرِيشَ والعَقائِقَ أَب
شاراً وَجِلداً تَخالُهُ أَدَما

وَالصوتَ وَاللَونَ وَالمَعايِشَ وَال
أَخلاَقَ شَتّى وَفَرَّقَ الكَلِما

ثُمَّتَ لاَ بُدَّ أَن سَيَجمَعُكُم
وَاللَهِ جَهراً شَهادَةً قَسَما

فَائتَمِرُوا الآنَ ما بَدا لَكُمُ
وَاِعتَصِمُوا إِن وَجَدتُمُ عِصَما

فِي هذِهِ الأَرضِ وَالسَماءِ وَلا
عِصمَةً مِنهُ إِلاَّ لِمَن رَحِما

يا أَيُّها الناسُ هَل تَرَونَ إلى
فَارِسَ بادَت وَخَدُّهَا رَغِما

أَمسُوا عَبِيداً يَرعَونَ شاءَكُمُ
كَأَنَّما كانَ مُلكهُم حُلُما

مِن سَبَأ الحاضِرينَ مآرِبُ إِذ
يَبنُونَ مِن دُونِ سَيلِهِ العَرِما

فَمُزِّقُوا فِي البِلادِ واعتَرَفُوا
الهونَ وَذاقُوا البَأساءَ والعَدَما

وَبُدِّلُوا السِدرَ وَالأَراكَ بِهِ الخَم
طَ وَأَضحى البُنيانُ مُنهَدِما

يا مالِكَ الأَرضِ وَالسَماءِ وَمَن
يَفرَق مِنَ اللَهِ لا يَخَف أَثَما

إِنِّي اِمرُؤٌ قَد ظَلَمتُ نَفسِي وَإِلاَّ
تَعفُ عَنّي أُغلا دَماً كَثِما

أُطرَحُ بِالكَافِرِينَ في الدَرَكِ ال
أَسفَلِ يَا رِبِّ أصطَلي الصَرِما

يَرفَعُ بالقارِ والحَدِيدِ مِنَ ال
جَوزِ طِوالاً جُذُوعُها عُمُما

نُودِيَ قُم وَاركَبَن بأَهلِكَ إنَّ
اللَهِ مُوفٍ لِلناسِ ما زَعَما


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَأَيَّ فَتىً وَدَّعتُ يَومَ طُوَيلِعٍ
عَشِيَّةَ سلَّمنا عَليهِ وَسَلَّما

رَمى بِصدورِ العِيسِ مُنخَرَقِ الصَبا
فَلَم يَدرِ خَلقٌ بَعدَها أَينَ يَمَّما

فَيا جازِيَ الفِتيانِ بِالنِعمِ اِجزِهِ
بِنُعماهُ نُعمَى وَاِعفُ إِن كانَ أَظلَما


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِمَنِ الدَيارُ عَفَونَ بِالتهطالِ
بَقِيَت عَلى حِجَجٍ خَلَونَ طِوالِ

بَكَرَت تَلُومُ وَأَمسِ ما كلَّلتُها
وَلقد ضَلَلتُ بِذاكَ أيَّ ضَلالِ

وَكَأَنَّ عِيرَهُمُ تُحَثُّ غُدَيَّةً
دَومٌ يَنُوءُ بِيانِعِ الأَوقالِ

أَرَأَيتَ إِن بَكَرَت بِلَيلٍ هامَتِي
وَخَرَجتُ مِنها بالِياً أَوصالِي

هَل تَخمِشَن إِبلي عَليَّ وجُوهَها
أَو تَضرِبَنَّ نُخُورَها بِمآلِي

وَإِذا رأَيتُ السَّيلَحِينَ وَبارِقاً
أَغنَينَ عَن عَمرٍو وَأُمٍّ قتالِ

مَلَكَ الخَوَرنَقَ والسَدِيرَ ودانَهُ
ما بَينَ حِميَرَ أَهلِها وَأُوالِ

حَلاَّ بأُبليٍّ وَراحَ عَلَيهِما
نَعَمُ القَطِينِ وَعازِبُ الخَوّالِ

حَتّى إِذا خَفَقَ السِماكُ وَأَسحَرا
وَتَبالَيا في الشَّدِّ أيَّ تَبالِ

سَلَّى سَلامانُ اللُبانَةَ عَنهُما
بِنَمِيرَةٍ زَرقاءَ بَينَ ظِلالِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جَزِعتَ وَقَد نَالَتكَ حَدُّ رِماحِنا
بِفَوهاءَ يُثنَى ذِكرُها فِي المَحافِلِ

إِذا جاءَ ذُو خُرجَينِ مِنهُم مُقَعنِساً
مِنَ الشَأمِ فاعلَم أَنَّه شرُّ قافِلِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَأَن لَم تَرَبَّع في الخَلِيطِ مُقِيمةً
بِتَنهِيَةٍ بَينَ الشَقائقِ فَالعَزلِ

وَلَم تَعدُ أَفراسٌ يُبَوِّئنَ أَهلَها
عَلى وَجَلٍ جَنبَي سَرارٍ إِلى الدَحلِ

وَلَستُ وَإِن عَزُّوا عَليَّ بِهالِكٍ
خُفاتاً ولَا مُستَهزِمٍ ذاهِبِ العَقلِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
باتَت تُذَكِّرِنُي بِاللَهِ قاعِدَةً
وَالدَمعُ يَنهَلُّ مِن شَأنَيهِما سَبَلا

يا بنَةَ عَمِّي كِتابُ اللَهِ أَخرَجَني
عَنكُم وَهَل أَمنَعَنَّ اللَهَ ما فَعَلا

فَإِن رَجَعتُ فَرَبُّ الناسِ يُرجِعُني
وَإِن لَحِقتُ بِرَبّي فَابتَغي بَدَلا

ما كُنتُ أَعرَجَ أَو أَعمًى فَيَعذِرَني
أَو ضارِعاً مِن ضنًى لَم يَستَطِع حِوَلا

وَحَاجَة مِثلِ حَرِّ النارِ داخِلَةٍ
سَلّيتُها بأَمونٍ ذُمِّرَت جَمَلا

مَطوِيَّةِ الزَّورِ طَيَّ البِئرِ دَوسَرةٍ
مَفرُوشِة الرِجلِ فَرشاً لَم يَكُن عَقَلا

كَأَنَّها بَعدَما جَدَّ النَجاءُ بِها
بِالشيِّطينِ مَهاةُ سُروِلَت رَمَلا

باتَت بِذِي الحَومِ تُزجِيهِ ويَتبَعُها
سِيدٌ أَزَلُّ إِذا ما استَأَنسَت مَثَلا

فاستَشعَرَت وَأَبى أَن يَستَجِيبَ لَها
فَأَيقَنَت أَنَّهُ قَد ماتَ أَو أُكِلا

فَهاجَها بَعدَما رِيَعت أَخو قَنَصٍ
عارِي الأَشاجعِ مِن نَبهانَ أَو ثُعَلا

بِأَكلُبٍ كَقِداحِ النَبعِ يُوسِدُها
طِملُ أَخُو قَفرَةٍ غَرثانُ قَد نَحَلا

فَلَم تَدَع وَاحِداً مِنهُنَّ ذا رَمَقٍ
حَتّى سَقَتهُ بِكَأسِ المَوتِ فَانجَدَلا

إِذا أَتى مَعرَكاً مِنها تُعرِّفُهُ
مُحرَنبِئاً عَلَّمَتهُ المَوتَ فانقَفَلا

حَتّى إِذا هَبَطَ الأَفلاَحَ وَاِنقَطَعَت
عَنُه الجَنُوبُ وَحَلَّ الغائِطَ السَهِلا

أَشكى وَلَهَّفَ أمَّيهِ وَقَد لَهِفَت
أُمّاهُ والأُمُ مِمّا يُنحِلُ الخَبَلا

وَما عَصَيتُ أَمِيراً غَيرَ مُتَّهَمٍ
عِندي وَلكِنَّ أَمرَ المَرءِ ما ارتَجَلا


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَأَخرَجَ مِن تَحتِ العَجاجَةِ صَدرَهُ
وَهزَّ اللِجامَ رأسُهُ فَتَصَلصَلا

أَمام هَوِيِّ لا يُنادَى وَلِيدُهُ
وَشَدِّ وَأَمرِ بالعِنانِ لِيُرسَلا

وَلاَ مَلِقٌ يَنزُو ويُندِرُ رَوثَهُ
أُحادَ إِذا فَأسُ اللِجامِ تَصَلصَلا

تَنَحَّى عَلَيهِ كُلُّ أَسقَفَ جانىءٍ
بِجَبهتِهِ حَتّى يَكِلَّ وَيَعمَلا

فَأَبرَزَ عَن أَثرٍ قَدِيمٍ كَأَنَّهُ
مَدَبُّ دَبىً سُودٍ سَرى ثُمَّ أَسهَلا

ضَلالَ خَوِيٍّ إِذ تَفَوَّزَ عَن حِمىً
لِيَشرَبَ غِبّاً بِالنِباجِ وَنَبتَلا

وَيَومَ دَعا وِلدانُكُم عِبدُ كَودَرٍ
فَخالُوا لَدى الداعِي ثَرِيدا مُفَلفَلا

وَقى اِبنُ زِيادٍ وَهوَ عُقبَةُ خَيرِكُم
هُبيرةَ يَنزُو فِي الحَدِيدِ مُكَبَّلا

وَباتَ فَرِيقٌ يَنضَحونَ كَأَنَّما
سُقُوا ناطِفاً مِن أَذرِعاتٍ مُفَلفَلا

قُرُومٍ تَسامَى عِندَ بابٍ دِفاعُهُ
كَأَن يُؤخَذُ المَرءُ الكَرِيمُ فَيُقتَلا

كَما حُلَّ عَن وَقرى وَقَد عَضَّ حِنوُها
بِغارِبِها حَتّى أَرادَ لِيَجزِلا


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا حَيِّيَا لَيلى وَقُولا لَها هَلا
فَقَد رَكِبَت أَمراً أَغَرَّ محجَّلا

دَعِي عَنكِ تَهجاءَ الرِجالِ وَأَقِبِلي
عَلى أَذلَغيِّ يَملأُ استَكِ فَيشلاَ

بُرَيذِيَنةٌ بَلَّ البَراذِينَ ثَفرُها
وَقَد شَرِبَت مِن آخِرِ اللّيلِ أُيَّلا

وَقَد أَكَلَت بَقلاً وَخِيماً نَباتُهُ
وَقَد نَكَحَت شَرَّ الأَخايِلِ أَخيَلا

وَكَيفَ أُهاجِي شاعِراً رُمحُهُ اُستُهُ
خَضِيبَ البَنانِ لا يَزالُ مُكَحَّلا

فَلاَ تَحسَبِي جَريَ الرِهانِ تَرَقُّشاً
وَرَيطاً وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلَّلا


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِمَنِ الدارُ كَأَنضاءِ الخِلَل
عَهدُها مِن حِقَبِ العَيشِ الأُوَل

بِمَغامِيدَ فَأعلى أُسُنٍ
فَحُناناتٍ فَأَوقٍ فالجَبَل

فَبِرَعمَينِ فَرَيطاتٍ لَها
وَبِأَعلى حُرَّياتٍ مُتنَقَل

فَذِهابُ الكَورِ أَمسَى أَهلَهُ
كُّلُّ مَوشِيٍّ شَواهُ ذُو رَمَل

دارُ قَومِي قَبلَ أَن يُدرِكَهُم
عَنَتُ الدَهرِ وَعَيشٌ ذُو خَبَل

وَشَمُولٍ قَهوَةٍ باكَرتُها
فِي التَبَاشِيرِ مِنَ الصُّبحِ الأُوَل

باشَرَتهُ جَونَةٌ مَرشومَةٌ
أَو جَدِيدٌ حَدَثُ القارِ جَحَل

وَضَعَ الأُسكُوبُ فِيهِ رُقَعاً
مِثلَ ما يُرقَعُ بالكَيِّ الطَحِل

فَشَرِبنا غَيرَ شُربٍ واغِلٍ
وَعَلَلنا عَلَلاً بَعدَ نَهَل

وَعَناجِيجَ جِيادٍ نُجُبٍ
نَجلِ فَيّاضٍ وَمِن آلِ سَبَل

قُصِرَ الصَنعُ عَلَيها دائِماً
فَإِذَا الصَاهِلُ مِنهُنَّ صَهَل

جاوَبَتهُ حُصُنٌ مُمسَكَةٌ
أَرِناتٌ لَم يُلَوِّحها الهَمَل

مِثلَ عَزفِ الجِنِّ في صَلصَلَةٍ
لَيسَ فِي الأَصواتِ مِنهُنَّ صَحَل

فَجَرى مِن مِنخَرَيهِ زَبَدٌ
مِثلَ ما أَثمَرَ حُمّاضُ الجَبَل

فَعَرَفنا هِزَّةً تأخُذُهُ
فَقَرَّناهُ بِرَضراضٍ رِفَل

أَيَّدِ الكاهِلِ جَلدٍ بازِلٍ
أَخلَفَ البازِلَ عاماً أَو بَزَل

فظَنَنّا أَنَّهُ غالِبُهُ
فَزَجَرناهُ بِيَهياهٍ وَهَل

رُفِعَ السوطُ وَلَم يُضرَب بِه
فَأَرَنَّ الوَقعُ مِنهُ وَاحتَفَل

كَلِياً مِن حِسِّ ما قَد مَسَّهُ
وَأَفانِينِ فُؤادٍ مُحتَمَل

فَاستَوَت لِهزِمَتا خَدّيمِها
وَجَرَى الشَفُّ سَواءً فاعتَدَل

فَتآيا بِطَرِيرٍ مُرهَفٍ
جُفرَةَ المَحزِمِ مِنهُ فَسَعَل

عَسَلانَ الذِئبِ أمسى قارِباً
بَرَدَ اللّيلُ عَلَيه فَنَسَل

خارِطٌ أَحقَبُ فِلُو ضامِرٌ
أَبلَقُ الحَقوَينِ مَشطُوبُ الكَفَل

فَأَدَلَّ العَيرُ حَتّى خِلتَهُ
قَفَصَ الأَمرانِ يَعدُو فِي شَكَل

قالَ صَحبي إِذ رَأَوهُ مُقبِلاً
ما تَراهُ شَأنُهُ قُلتُ أَدَل

لَيتَ قَيساً كُلَّها قَد قَطَعَت
مُسحُلاناً فَحَصِيدا فَتُبَل

فَالأَشافِيَّ فَأَعلى حامِرٍ
فَلِوَى الخُرِّ فَأَطرافَ الرَجَل

جَاعِلِينَ الشّامَ حَمّاً لَهُمُ
وَلَئِن هَمُّوا لَنِعمَ المُنتَقَل

مَوتُهُ أَجرٌ وَمَحياهُ غِنىً
وَإِليِه عَن أَذاةٍ مُعتَزَل

سَأَلتَنِي جارَتي عَن أَمتي
وَإِذا ما عَيَّ ذُو اللُّبَِ سَأَل

سَأَلَتني عَن أُنَاسٍ هَلَكُوا
شَرِبَ الدَهرُ عَليهِم وَأَكَل

بَلَغُوا المُلكَ فَلَمّا بَلَغُوا
بِخِسارٍ وانتَهى ذاكَ الأَجَل

وَضَعَ الدَهرُ عَلَيهِم بَركَةً
فَأُبِيدُوا لم يُغادِر غَيرَ فَل

وَأُراِني طَرِباً في إِثرِهِم
طَرَبَ الواِلهِ أَو كالمُختَبل

أَنشُدُ الناسَ وَلا أُنشِدُهُم
إِنّما يَنشُدُ مَن كانَ أَضَل

لَيتَ شِعرِي إِذ قَضى ما قَد مَضى
وَتَجَلّى الأَمرُ لِلّهِ الأَجَل

ما يُظَنَّنَّ بِناسٍ قَتَلُوا
أَهلَ صِفِّينَ وَأَصحابَ الجَمَل

وَاِبنَ عَفّانَ حَنيفاً مُسلِماً
وَلُحُومَ البُدنِ لَمّا تُنتَقَل

أَيَنامُونَ إِذا ما ظَلَمُوا
أَم يَبِتُونَ بِخَوفٍ وَوَجَل

وَلَهُم سِيما إِذا تُبصِرُهُم
بَيَّنَت رِيبَةَ مَن كانَ سَأَل

فَتَمَطّى زَمخَريٌّ وارِمٌ
مِن ربِيعٍ كُلَّما خَفَّ هَطَل

مَنَعَ الغَدرَ فَلَم أَهُمم بِهِ
وَأَخُو الغَدرِ إِذا هَمَّ فَعَل

خَشيَةُ اللَهِ وَأَنّي رَجُلٌ
إِنَّما ذِكري كَنارٍ بِقَبَل

يَتَواصونَ بِقَتلي بَينَهُم
مُقبِلي نَحويَ أَطرافَ الأَسل

إِن تَري هَمّيَ أَمسى شاغِلي
وَإِذا ما نُوجِيَ الهَمُّ شَغَل

مِثلُ هِيمانِ العَذَارى بَطنُهُ
يَلهَزُ الروضَ بِنُقعاِن النَفَل

لَم يُقَايِظني عَلى كاظِمَةٍ
سَمَكُ البَحرِ وحَولِيُّ الدَقَل

إِذ هُمُ مِن خَيرِ حَيِّ سُوقَةً
وَطِىءَ الأَرضَ بِسَهلٍ أَو جَبَل

لِغَرِيبٍ قَامَ فِيهِم سائِلاً
وَلِجارٍ جُنُبٍ جاءَ فَحَل

يَستَخِفُّونَ إِلى الداعي بِهِم
وَإِلى الضيفِ إِذا الضيفُ نَزَل


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَمِن أَيَّامِنا يَومٌ عَجِيبٌ
شَهِدناه بِأَقرِيَةِ الرِداعِ

فَلَمّا أَن تَلاَقَينا ضُحَيّاً
وَقَد جَعَلُوا المِصاعَ عَلى الذِراعِ

هُما فَتنَانِ مَقضِيٌّ عليهِ
لِساعَتِهِ فَآذَنَ بِالوَداعِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَقَد أَغدُو بِشَربٍ أُنُفٍ
قَبلَ أَن يَظهَرَ فِي الأَرضِ رَبَش

مَعَنا زِقُّ إِلى سُمَّهَةٍ
تَسِقُ الآكَالَ مِن رَطبٍ وَهَش

فَنَزَلنا بِمَلِيعٍ مُقفِرٍ
مَسَّهُ طَلُّ مِنَ الدَجنِ وَرَش

وَلَديَنا قَينَةٌ مُسمِعَةٌ
ضَخمَةُ الأَردافِ مِن غَيِر نَفش

وَإِذا نَحُن بِإٍجلٍ نافِرٍ
وَنَعامٍ خِيطُهُ مِثلُ الحَبَش

فَحَملنا ماهِناً يُنصِفُنا
فَوقَ يَعبُوبٍ مٍنَ الخَيلِ أَجَش

ثُمَّ قُلنا دُونكَ الصَيَد بِهِ
تُدرِكِ المَحبُوبَ مِنّا وَتعِش

فَأَتانا بِشَبُوبٍ ناشِطٍ
وَظَليمٍ مَعَهُ أُمٌّ خُشَش

فاشتَوَينا مِن غَرِيضٍ طَيَّبٍ
غَيرِ مَمنُونٍ وَأُبنا بِغَبَش


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
زَمِيرُ الهَبانِيقِ فِي زَمخَرٍ
مَجُوفٍ إِذا ما ارتَجَسنَ ارتِجَاسا

فلَمّا كَسَعتُهُمُ بالرِماحٍ
أَخلَّوا إِليهِنَّ حوماً دِحاسا

كَأَنَّ تَجاوُبَ أَصواتِها
إِذا ما قَرَبنَ المِياهَ الخِماسا


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَبِستُ أُناساً فَأَفنَيتُهُم
وَأَفنَيتُ بَعدَ أُناسٍ أُناسا

ثَلاَثَةَ أَهِلينَ أَفنَيتُهُم
وَكانَ الإِلهُ هُوَ المُستآسا

وَعِشتُ بِعَيشَينِ إِنَّ المَنونَ
تَلَقّى المَعايِشَ فِيها خِسَاسا

فَحِيناً أُصادِفُ غِرّاتِها
وَحِيناً أُصادِفُ مِنها شِمَاسا

نَشَأتُ غُلاَماً أُقاسِي الحُروبَ
وَيَلقى المُقاسُونَ مِنِّي مِرَاسا

وَحُمرٍ مِنَ الطَعنِ غُلبِ الرِقابِ
كَالأُسدِ يَفتَرِسُونَ افِترَاسا

شَهِدتُهُمُ لا أُرَجِّي الحَياةَ
حَتّى تَساقَوا بِسُمرٍ كِيَاسا

وَخَيلِ يُطابِقنَ بِالدّارِعِينَ
طِباقَ الكِلابِ يَطَأنَ الهَراسا

فَلَمّا دَنَونا لِجَرسِ النُبوحِ
وَلا نُبصِرُ الحَيَّ إِلاَّ التِماسا

أَضاءَت لَنا النارُ وَجهاً أَغَرَّ
مُلتَبِساً بالفُؤادِ التِباسا

يُضيءُ كَضوءِ سِراجِ السَلِيطِ
لَم يَجعَلِ اللَهُ فِيهِ نُحاسا

بِآنِسَةٍ غيرِ أُنسِ القِرافِ
تَخلِطُ بالأُنسِ مِنها شِماسا

إِذا ما الضَجِيعُ ثَنى جِيدَها
تَثَنَّت عَليهِ فَكانَت لِباسا

بِعِيسٍ تَعَطَّفُ أَعنَاقُها
كَما عَطَّفَ الماسِخيُّ القِياسا

سَبَقتُ إِلى فَرَطٍ ناَهِلٍ
تَنابِلَةً يَحفِرونَ الرِّساسا

وَحَربٍ ضَروسٍ بِها ناخِسٌ
مَرَيتُ بِرُمحِي فَكانَ اعتِساسا

أَمامَ لِواءِ كَظِلِّ العُقابِ
مَن يأتِهِ يَلقَ طَعناً خِلاسا

فَأَصبَحَ فِي الناسِ كَالسَّامرِيِّ
إِذ قالَ مُوسَى لَهُ لاَ مِساسا


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا دِيارَ الحَيِّ بَينَ مُحَجَّرٍ
إِلَى جانِبِ القَمرى كَأَن لَم تَغَيَّرِ

وَقَفتَ بِها لاَ أَنتَ قاضٍ لُبانَةً
وَلا اليَأسُ يَشفِي حاجَةَ المُتَذَكِّرِ

أَلا أَيُّها الباكِي عَلى ما يَعُولُهُ
تَجَمَّل عَلى ما يُحدِثُ الدَهرُ وَاصِبِر

أَلَمَّ خَيالٌ مِن أُمَيمَةَ مُوهِناً
طُروقاً وأَصحابِي بِدارَةِ خَنزَرِ

إِذا انتَمَيا فَوقَ الفِراشِ عَلاَهُما
تَضَوُّعُ رَيَّا رِيحِ مِسكٍ وَعَنبَرِ

فَإِن كُنتَ لاَ تَرضى بِما كانَ جائِياً
فَإِن كانَ تَنكيِرٌ لَدَيكَ فأَنكِرِ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
المَرءُ يَرغَبُ في الحَياة
وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّهُ

تَفَنى بَشَاشَتُهُ وَيَبقى
بَعدَ حُلوِ العيشِ مُرُّهُ

وَتَسُوؤُهُ الأَيّامُ حَتّى
ما يَرى شَيئاً يَسُرُّهُ

كَم شامِتٍ بِي إِن هَلَكتُ
وَقَائِلٍ لِلَّهِ دَرُّهُ


النابغة الجعدي

الحمدان 08-09-2024 07:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَذَكَّرتُ وَالذّكرَى تُهيِّجُ للفَتَى
وَمِن حَاجَةِ المَحزُونِ أَن يَتَذَكَّرا

نَدامايَ عِندَ المُنذِرِ بِنِ مُحَرِّقٍ
أَرَى اليَومَ مِنهُم ظاهرَ الأَرضِ مُقفِرا

تَقَضّى زَمَانُ الوَصلِ بَيني وَبَينَها
وَلَم يَنقَصِ الشوقُ الَّذي كانَ أَكثَرا

وَإِنِّي لأَستَشفي برُؤيةِ جارِها
إِذا ما لِقَاؤُها عَليَّ تَعَذَّرا

وَأُلقي عَلى جِيرانِها مَسحةَ الهَوى
وَإِن لَم يَكُونُوا لي قَبيلاً وَمَعشَرا

تَرَدَّيتُ ثَوبَ الذُلِّ يَومَ لَقيتُها
وَكانَ رِدَائي نَخوةً وَتَجَبُّرا

حَسِبنا زَماناً كُلَّ بيضاءَ شَحمَةً
لَيَالِيَ إِذ نَغزُو جُذاماً وحِميَرا

إِلى أَن لَقِينا الحيَّ بَكرَ بِنَ وَائلٍ
ثَمانِينَ ألفاً دارِعِينَ وحُسَّرا

فَلَمّا قَرَعنا النّبعَ بِالنّبعِ بَعضَهُ
بِبَعضٍ أَبَت عِيدَانُهُ أَن تُكسَرا

سَقَيناهُمُ كَأساً سَقَونا بِمِثلِها
وَلَكِنَّهُم كانُوا عَلى المَوتِ أصبَرا

إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً يَكُفُّهُ
شَكا الفَقرَ أَو لاَمَ الصَديقَ فأَكثَرا

وَلا خَيرَ في جَهلٍ إِذا لَم يَكُن لَهُ
حَلِيمٌ إِذا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا

أُقِيمُ عَلى التَقوَى وَأَرضَى بفِعلِهِ
وَكُنتُ مِنَ النارِ المَخُوفَةِ أَوجَرا

إِذا الوَحشُ ضَمَّ الوَحشَ في ظُلُلاَتِها
سَوَاقِطُ مِن حَرٍّ وَقَد كانَ أَظهَرا

وَكَلباً وَلَخماً لَم نَزَل مُنذُ أَحمَضَت
يُحَمِضُنا أَهلُ الجَنابِ وَخيبَرا

مُنَكِّبَ رَوقَيهِ الكِناسَ كَأَنَّهُ
مُغَشًّى غَمىً إِلاَّ إِذا ما تَنَشَّرا

وَإِنَّ امرأً أَهدَى إِليكَ قَصِيدةً
كَمُستَبضِعٍ تَمراً إِلى أَرضِ خَيبَرا

فَمَن يَكُ لَم يَثأَر بِأَعراضِ قَومِهِ
فَإِنِّي وَرَبِّ الرَاقِصاتِ لأَثأَرا

فَقَرَّبتُ مِبراةً تَخالُ ضُلُوعَها
مِن الماسِخِيَّاتِ القِسيَّ المُوَتَّرا

بِنَفسِي وَأَهلِي عُصبَةً سَلَمِيَّةً
يُعِدُّون للهَيجا عَناجِيج ضُمَّرا

وَقالُوا لَنا أَحيُوا لَنا مَن قَتَلتُمُ
لَقَد جِئتُمُ إِدًّا مِن الأَمرِ مُنكَرا

وَلَسنا نَرُدُّ الرَوحَ في جِسمِ مَيّتٍ
وَكُنّا نُسِيلُ الرَوحَ مِمَّن تَنشَّرا

نُميتُ وَلا نُحيِي كَذَلِكَ صُنعُنا
إِذا البَطَلُ الحَامِي إِلى الموتِ أَهجَرا

مَلَكنا فَلَم نَكشِف قِناعاً لِحرَّةٍ
ولَم نَستَلِب إِلاَّ القِنَاعَ المسمَّرا

وَلَو أَنَّنا شِئنا سِوى ذاكَ أَصبَحَت
كَرائِمُهُم فِينَا تُباعُ وَتُشتَرى

وَلكنَّ أَحساباً نَمَتنا إِلى العُلى
وَآباءَ صِدقٍ أَن نَرُومَ المحقَّرا


النابغة الجعدي

الحمدان 08-10-2024 01:40 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غَشيتَ لِلَيلى بِشَرقٍ مُقاما
فَهاجَ لَكَ الرَسمُ مِنها سَقاما

بِسِقطِ الكَثيبِ إِلى عَسعَسٍ
تَخالُ مَنازِلَ لَيلى وِشاما

تَجَرَّمَ مِن بَعدِ عَهدي بِها
سَنونَ تُعَفّيهِ عاماً فَعاما

ذَكَرتُ بِها الحَيَّ إِذ هُم بِها
فَأَسبَلَتِ العَينُ مِنّي سِجاما

أُبَكّي بُكاءَ أَراكِيَّةٍ عَلى
فَرعِ ساقٍ تُنادي حَماما

سَراةَ الضُحى ثُمَّ هَيَّجتُها
مَروحَ السُرى تَستَخِفُّ الزِماما

كَأَنَّ قُتودي عَلى أُحقَبٍ
يُريدُ نَحوصاً تَؤُمُّ السِلاما

شَتيمٌ تَرَبَّعَ في عانَةٍ
حِيالٍ يُكادِمُ فيها كِداما

فَسائِل بِقَومي غَداةَ الوَغى
إِذا ما العَذارى جَلَونَ الخِداما

وَكَعباً فَسائِلهُمُ وَالرِبابَ
وَسائِل هَوازِنَ عَنّا إِذا ما

لَقيناهُمُ كَيفَ نُعليهِمُ
بَواتِرَ يَفرينَ بَيضاً وَهاما

بِنا كَيفَ نَقتَصُّ آثارَهُم
كَما تَستَخِفُّ الجَنوبُ الجَهاما

عَلى كُلِّ ذي مَيعَةٍ سابِحٍ
يُقَطِّعُ ذو أَبهَرَيهِ الحِزاما

وَجَرداءَ شَقّاءَ خَيفانَةٍ
كَظِلِّ العُقابِ تَلوكُ اللِجاما

تَراهُنَّ مِن أَزمِها شُزَّباً
إِذا هُنَّ آنَسنَ مِنها وَحاما

وَيَومُ النِسارِ وَيَومُ الجِفارِ
كانا عَذاباً وَكانا غَراما

فَأَمّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ
فَأَلفاهُمُ القَومُ رَوبى نِياما

وَأَمّا بَنو عامِرٍ بِالنَسارِ
غَداةَ لَقونا فَكانوا نَعاما

نَعاماً بِخَطمَةَ صُعرَ الخُدودِ
لا تَطعَمُ الماءَ إِلّا صِياما


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:41 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَناهَيتَ عَن ذِكرِ الصَبابَةِ فَاِحكُمِ
وَما طَرَبي ذِكراً لِرَسمٍ بِسَمسَمِ

مَنازِلُ مِن حَيٍّ عَفَت بَعدَ مَلعَبٍ
وَنُؤيٌ كَحَوضِ الجِربَةِ المُتَهَدِّمِ

تَظَلُّ النِعاجُ العينُ في عَرَصاتِها
وَأَولادُها مِن بَينِ فَذٍّ وَتَوأَمِ

تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
غَرائِرَ أَبكارٍ بِبُرقَةٍ ثَمثَمِ

دَعاهُنَّ رِدفي فَاِرعَوَينَ لِصَوتِهِ
فَيا لَكِ بَعداً نَظرَةً مِن مُكَلِّمِ

عَلَيهِنَّ أَمثالٌ خُدارى وَفَوقَها
مِنَ الرَيطِ وَالرَقمِ التَهاويلُ كَالدَمِ

وَمِنها خَيالٌ ما يَزالُ يَروعُنا
وَنَحنُ بِوادي الجَفرِ جَفرِ يَبَمبَمِ

إِذا ما اِنتَبَهتُ لَم أَجِد غَيرَ فِتيَةٍ
وَغَيرَ مَطِيٍّ بِالرِحالِ مُخَزَّمِ

أَلا إِنَّ خَيرَ المالِ ما كَفَّ أَهلَهُ
عَنِ الذَمِ أَو مالٌ وَقى سوءَ مَطعَمِ

لِأَمنَعَ مالاً ما حَييتُ بِأُلوَةٍ
سَأَمنَعُهُ إِن سَرَّني غَيرَ مُقسِمِ

وَأَترُكُها لِلناسِ إِنَّ اِجتِنابَها
سَيَمنَعُني مِن مَأثَمٍ أَو تَنَدُّمِ

وَقَد أَتَناسى الهَمَّ عَندَ اِحتِضارِهِ
بِناجٍ عَلَيهِ الصَيعَرِيَّةُ مُكدَمِ

كُمَيتٍ كِنازِ اللَحمِ أَو حِميَرِيَّةٍ
مُواشِكَةٍ تَنفي الحَصى بِمُلَثَّمِ

كَأَنَّ عَلى أَنسائِها عِذقَ خَصبَةٍ
تَدَلّى مِنَ الكافورِ غَيرَ مُكَمَّمِ

تُطيفُ بِهِ طَوراً وَطَوراً تَلِطُّهُ
عَلى فَرجِ مَحرومِ الشَرابِ مُصَرَّمِ

تَشُبُّ إِذا ما أَدلَجَ القَومُ نيرَةً
بِأَخفافِها مِن كُلِّ أَمعَزَ مُظلِمِ

وَتَأوي إِلى صُلبٍ كَأَنَّ ضُلوعَهُ
قُرونُ وُعولٍ في شَريعَةِ مَأزِمِ

تَلاقَت عَلى بَردِ الصَقيعِ جِباهُها
بِعوجٍ كَأَمثالِ العَريشِ المُدَمَّمِ

لَها عَجُزٌ كَالبابِ شُدَّ رِتاجُهُ
وَمُستَتلِعٌ بِالكورِ ضَخمُ المُكَدَّمِ

وَأَتلَعُ نَهّاضٌ إِذا ما تَزَيَّدَت
يُزاعُ بِمَجدولٍ مِنَ الصِرفِ مُؤدَمِ

إِذا أَرقَلَت كَأَنَّ أَخطَبَ ضالَةٍ
عَلى خَدِبِ الأَنيابِ لَم يَتَثَلَّمِ

كَأَنَّ بِذِفراها عَنِيَّةَ مُجرِبٍ
يَحُشُّ بِها طالٍ جَوانِبَ قُمقُمِ

وَقَد بَلِيَ الأَخفافُ إِلّا وَشائِظاً
بَقينَ لَها مِثلَ الزُجاجِ المُهَضَّمِ

وَقَد تَخِذَت رِجلي لَدى جَنبِ غَرزِها
نَسيفاً كَأُفحوصِ القَطاةِ المُثَلَّمِ

إِذا صامَ حِرباءُ العَشِيِّ رَأَيتَها
مَناسِمُها بِالجَندَلِ الصُمِّ تَرتَمي

إِذا اِنبَعَثَت مِن مَبرَكٍ فَنِعالُها
رَعابيلُ يُثرينَ التُرابَ مِنَ الدَمِ

تَقاصَرُ أَضواءُ الضُحى لِنَجائِها
إِذا أَنجَدَت بِالراكِبِ المُتَعَمِّمِ

فَما فَتِئَت تَرمي بِرَحلي أَمامَهُ
وَأَحلاسِهِ مِن مُؤخِرٍ وَمُقَدَّمِ

إِذا وَضَعَتهُ بِالجُبوبِ رَأَيتَهُ
كَشاةِ الكِناسِ الأَعفَرِ المُتَجَرثِمِ

إِلى رَبِّكِ الخَيرِ اِبنِ قُرّانَ فَاِعمَلي
ثُمامَةَ مَأوى كُلِّ مُثرٍ وَمُعدَمِ

مَتى تَبلُغيهِ تَبلُغي خَيرَ سوقَةٍ
فَعالاً وَأَعطى مِن تِلادٍ وَمَغنَمِ

وَأَبقى إِذا دَقَّ المَطِيُّ عَلى الوَجى
وَأَنكى لِأَعداءٍ وَأَتقى لِمَأثَمِ

وَأَوهَبَ لِلكومِ الهِجانِ بِأَسرِها
تُساقُ جَميعاً مِثلَ جَنَّةِ مَلهَمِ

مَتى تَبلُغيهِ تَعلَمي أَنَّ سَيبَهُ
عَلى الراكِبِ المُنتابِ غَيرُ مَحَرَّمِ


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:42 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَمِنَ الدِيارُ غَشيتُها بِالأَنعُمِ
تَبدو مَعارِفُها كَلَونِ الأَرقَمِ

لَعِبَت بِها ريحُ الصَبا فَتَنَكَّرَت
إِلّا بَقِيَّةَ نُؤيِها المُتَهَدِّمِ

دارٌ لِبَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ
مَهضومَةِ الكَشحَينِ رَيّا المِعصَمِ

سَمِعَت بِنا قيلَ الوُشاةِ فَأَصبَحَت
صَرَمَت حِبالَكَ في الخَليطِ المُشئِمِ

فَظَلِلتَ مِن فَرطِ الصِبابَةِ وَالهَوى
طَرِفاً فُؤادُكَ مِثلَ فِعلِ الأَهيَمِ

لَولا تُسَلّي الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
عَيرانَةٍ مِثلِ الفَنيقِ المُكدَمِ

زَيّافَةٍ بِالرَحلِ صادِقَةِ السُرى
خَطّارَةٍ تَهِصُ الحَصا بِمُلَثَّمِ

سائِل تَميماً في الحُروبِ وَعامِراً
وَهَلِ المُجَرِّبُ مِثلُ مَن لا يَعلَمُ

غَضِبَت تَميمٌ أَن تُقَتَّلَ عامِرٌ
يَومَ النِسارِ فَأُعقِبوا بِالصَيلَمِ

كُنّا إِذا نَعَروا لِحَربٍ نَعرَةً
نَشفي صُداعَهُمُ بِرَأسٍ صِلدَمِ

نَعلو القَوانِسَ بِالسُيوفِ وَنَعتَزي
وَالخَيلُ مُشعَلَةُ النُحورِ مِنَ الدَمِ

يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً
خَبَبَ السِباعِ بِكُلِّ أَكلَفَ ضَيغَمِ

مِن كُلِّ مُستَرخي النِجادِ مُنازِلٍ
يَسمو إِلى الأَقرانِ غَيرَ مُقَلَّمِ

فَفَضَضنَ جَمعَهُمُ وَأَفلَتَ حاجِبٌ
تَحتَ العَجاجَةِ في الغُبارِ الأَقتَمِ

وَرَأَوا عُقابَهُمُ المُدِلَّةَ أَصبَحَت
نُبِذَت بِأَفضَحَ ذي مَخالِبَ جَهضَمِ

أَقصَدنَ حُجراً قَبلَ ذَلِكَ وَالقَنا
شُرُعٌ إِلَيهِ وَقَد أَكَبَّ عَلى الفَمِ

يَنوي مُحاوَلَةَ القِيامِ وَقَد مَضَت
فيهِ مَخارِصَ كُلِّ لَدنٍ لَهذَمِ

وَبَنو نُمَيرٍ قَد لَقينا مِنهُمُ
خَيلاً تَضِبُّ لِثاتُها لِلمَغنَمِ

فَدَهِمنَهُم دَهماً بِكُلِّ طِمِرَّةٍ
وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِحالَةِ مِرجَمِ

وَلَقَد خَبَطنَ بَني كِلابٍ خَبطَةً
أَلصَقنَهُم بِدَعائِمِ المُتَخَيِّمِ

وَصَلَقنَ كَعباً قَبلَ ذَلِكَ صَلقَةً
بِقَناً تَعاوَرُهُ الأَكُفُّ مُقَوَّمِ

حَتّى سَقَينا الناسَ كَأساً مُرَّةً
مَكروهَةً حُسُواتُها كَالعَلقَمِ


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:43 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد دافَعتُ عَلقَمَةَ بنَ عَمرٍو
تُجاهَ البابِ مُجتَمَعَ الخُصومِ

وَمَسعوداً وَأَرقَمُ لَم أُضِعهُ
وَإِذ أَرقيهِما كَرُقى السَليمِ

سَأَجزيكُم بِما أَبلَيتُموني
وَقَد يَأتي الثَوابُ مِنَ الكَريمِ


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:43 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَم تَرَ عَيني وَلَم تَسمَع بِمِثلِهِمُ
حَيّاً كَحَيٍّ لَقيناهُم بِبُسيانا

العاطِفينَ عَلى ما كانَ مِن أَلَمٍ
كَأَنَّما خُضِبوا وَرساً وَشَيّانا

خَيرُ الرِجالِ لِمَن نالَت رِماحُهُمُ
وَلا فَوارِسَ إِذ يَدعونَ إِنسانا

ماذا تَذودونَ لِلَّهِ أُمُّكُمُ
جَمعَ الحَليفَينِ فُرساناً وَرُكبانا


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:43 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتَعرِفُ مِن هُنَيدَةَ رَسَم دارٍ
بِخَرجَي ذَروَةٍ فَإِلى لِواها

وَمِنها مَنزِلٌ بِبِراقِ خَبتٍ
عَفَت حِقباً وَغَيَّرَها بِلاها

أَرَبَّ عَلى مَغانيها مُلِثٌّ
هَزيمٌ وَدقُهُ حَتّى عَفاها

وَما أَشجاكَ مِن أَطلالِ هِندٍ
وَقَد شَطَّت لِطِيَّتِها نَواها

وَقَد أَضحَت حِبالُكُما رِثاثاً
بِطاءَ الوَصلِ قَد خَلُقَت قُواها

لَيالِيَ لا تَطيشُ لَها سِهامٌ
وَلا تَرنو لِأَسهُمِ مَن رَماها

وَمَوماةٍ عَلَيها نَسجُ ريحٍ
يُجاوِبُ بومَها فيها صَداها

فَلاةٍ قَد سَرَيتُ بِها هُدوءاً
إِذا ما العَينُ طافَ بِها كَراها

بِصادِقَةِ الهَواجِرِ ذاتِ لَوثٍ
مُضَبَّرَةٍ تَخَيَّلُ في سُراها

إِلَيكَ نَصَصتُها تَعلو الفَيافي
بِمَوماةٍ يَحارُ بِها قَطاها

عُذافِرَةٍ أَضَرَّ بِها اِرتَحالي
وَحَلّي بَعدَهُ حَتّى بَراها

أَشُجُّ بِها إِذا الظَلماءُ أَلقَت
مَراسِيَها وَأَردَفَها دُجاها

إِلى أَوسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لَأمٍ
لِيَقضِيَ حاجَتي وَلَقَد قَضاها

فَما وَطِئَ الحَصى مِثلُ اِبنِ سُعدى
وَلا لَبِسَ النِعالَ وَلا اِحتَذاها

إِذا ما المَكرُماتُ رُفِعنَ يَوماً
وَقَصَّرَ مُبتَغوها عَن مَداها

وَضاقَت أَذرُعُ المُثرينَ عَنها
سَما أَوسٌ إِلَيها فَاِحتَواها

نَمى مِن طَيِّئٍ في إِرثِ مَجدٍ
إِذا ما عُدَّ مِن عَمرٍو ذُراها

وَأَضحى مِن جَديلَةَ في مَحَلٍّ
لَهُ غاياتُها وَلَهُ لُهاها

نَمَوهُ في فُروعِ المَجدِ حَتّى
تَأَزَّرَ بِالمَكارِمِ وَاِرتَداها

غِياثُ المُرمِلينَ إِذا أَناخوا
بِهِ في اللَيلَةِ الغالي قِراها

لَهُ كَفّانِ كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ
وَكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها

إِذا ما شَمَّرَت حَربٌ عَوانٌ
يَخافُ الناسُ عُرَّتَها كَفاها

يُجيبُ المُرهَقينَ إِذا دَعَوهُ
وَيَكشِفُ عَن أَطاخيها دُجاها

بَخيلٍ تَحسِبُ الزَفَراتِ مِنها
زَئيرَ الأُسدِ مَشدوداً قَراها


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:44 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِلَّهِ دَرُّ بَني الحَدّاءِ مِن نَفِرٍ
وَكُلُّ جارٍ عَلى جيرانِهِ كَلِبُ

إِذا غَدَوا وَعِصِيُّ الطَلحِ أَرجُلُهُم
كَما تُنَصَّبُ وَسطَ البيعَةِ الصُلُبُ


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَأَفلَتَ حاجِبٌ فَوتَ العَوالي
عَلى شَقّاءَ تَلمَعُ في السَرابِ

وَلَو أَدرَكنَ رَأسَ بَني تَميمٍ
عَفَرنَ الوَجهَ مِنهُ بِالتُرابِ


بشر بن أبي خازم

الحمدان 08-10-2024 01:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دَنا أجلي، فَأنكَرني عَذولُ
وجسْمِي باردٌ، قَلِقٌ، نَحيلُ

كأنَّ العُمْرَ ماءٌ فوقَ كَفٍّ
إذا ارتجَفتْ أصابعُها يَسيلُ

ويُمسي محْضَ ذكْرى مِن كلام
ويُنْسَى كلَّما اتَّسَعَ الرَّحيلُ

سألتُ الناسَ: هلْ أُنْسَى؟ أَجابوا:
عبيرُ الورْدِ يَمْحوهُ الذُّبولُ

فما أَحَدٌ أَصَابَ الخُلْدَ ذِكْرًا
كَمَن ضَحِكَتْ لِمولدهِ الطُّلولُ

يتيمٌ قدْ بَراهُ الفَرْدُ فَرْدًا
بِلا أمٍّ، ولا عَمٍّ يُقيلُ

أتاهُ الوحْيُ؛ لا إِنْسٌ فَيَنْسَى
ولا جِنٌ لَهُ قلْبٌ مَلولُ

وَجاءَ الصَّوْتُ مِلءَ الغارِ: اقْرأْ
فَقـالَ مُحَمَّدٌ: مـاذا أَقـــولُ؟!

ولَسْتُ بقارئٍ ما لَسْتُ أدْري
ولَسْتُ بِغافلٍ عمّا تَقولُ

فَنادى: يا خَليلةُ دثِّريني
لَهيبُ البرْدِ في روحي نَزيلُ

وصوتُ الحقِّ في الأسماعِ يَسْري
لهُ وقْعٌ على صَدْري ثَقيلُ

فما وَجِلَت، كأنَّ القلْبَ يدْري
وما كَتمَتْ، فأَنْطقَها الذُّهولُ

لعمرُكَ قد حَملْتَ الكَلَّ رِفْقًا
وغيرُكَ في الوَرَى أَبدًا عَجُولُ

لأنتَ نبيُّ مَنْ وَهَبَ البَرايا
سؤالَ الغيْبِ فانتبهتْ عُقولُ

وَشاعَ الأمرُ بينَ النّاسِ حتّى
تَقطَّعَ في خُطى الهَجْرِ السَّبيلُ

فَجاءوا أرضَ طيبةَ في خَفاءٍ
كَأنَّ خُطاهمُ العَجْلى خُيولُ

وسائرةٍ إلى ثَوْرٍ تَلاها
حَمامُ الأيْكِ يَسبِقهُ الهَديلُ

على أعتابهِ قوْمٌ تَناهوْا
بأنَّ الغارَ مَهْجورٌ، مَهيلُ

تولَّوْا بعدَما شاهَت وُجوهٌ
فما قَدِرُوا، وما تمَّ الدُّخولُ

وما بَصَروا ولو نَظروا وغالَوْا
وما ظَفَروا وإنْ صَدَقَ الدَّليلُ

فَسارَ الصَّاحبانِ على جَناح
خِفافًا ويكأنَّ الأرضَ مِيلُ

تآخَى النَّاسُ، والقَصْواءُ أرْسَت
مَكانَ البَيْتِ يَشْهَدُها سَلولُ

عَلا شَأنُ الظَّلومِ فَجاءَ يسْعَى
وصَوْتُ الموْتِ تقْرَعُهُ الطُّبولُ

وما شَهِدُوا قُبيْلَ الصُلْحِ حَرْبًا
كبدرٍ يوْمَ عافَتْها الفُلولُ

تـلاهُ الفتـحُ، والأصْنـامُ قـتْـلى
فلا هُبَلٌ ولا عُزَّى تَصُولُ

أُسَارَى دونَ قيدٍ قدْ أَفاضوا
كريمٌ تحتَ إمرتـهِ ذَليلُ

وطافَ البيْتَ سَبْعًا في وَداعٍ
كما قمَرٍ سَيدْركُهُ الأُفول

أَلا يا أَيّها النَّاسُ اسْمَعُوني
لَعلِّي بعْدَ عاميَ لا أَحُولُ

وجاءَ الموْتُ في خَجَلٍ، وألقَى
كِتابَ الغيْبِ: قدْ آنَ الرَّحيلُ

مَضى، والأرضُ خاشعةٌ تصلي
عليهِ، ودمْعُ قِبلَتِها يَسيلُ


محمد خضير

الحمدان 08-10-2024 01:51 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سألتُ النَّاسَ، والموتى أجابوا
مُحالٌ ما لمِنْ ذَهبوا إيابُ

كمَا نَبْلٍ رمَتْها القوسُ غَدْرًا
فما آبتْ، وما فاءَ المصابُ!

نُعاقرُ في رِوَىً كأسَ المنايا
ويقتلُنا على ظمأٍ سَرابُ

أبي في قبضة الدنيا تداعى
نَحيلَ الجسمِ تُثقِلهُ الثِّيابُ

وجاؤوا يَحْمِلونَ النَّعشَ فَرْدًا
تُشيِّعـهُ المـآذنُ والقِبـابُ

توارَى في الثَّرى وأدارَ ظَهْرًا
إلى دُنيا بها القُرْبُ اغترابُ

مَضى، لا شيءَ في يُسراهُ يُرجى
وفي يمناهُ يبتسمُ الكتابُ

وقفتُ بقبرهِ أنْعي وأبكي
على وجهٍ تغمَّدهُ الترابُ

ولولا أنَّ دمْعًا فاضَ منِّي
لصاحَ القبرُ: أمْطَرني السَّحابُ

فَقلتُ الآنَ تعذِرُني وننْسى
بأنَّ الموتَ يكملهُ الغيابُ


محمد خضير

الحمدان 08-10-2024 01:54 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بِلا ظلٍ، كأنَّ الشّمْسَ تَخْبو
وجِسْمي في نُحولٍ ظلَّ يَحْبو

رآني الناسُ لمّا صحتُ خوفًا
ولولا الصوتُ ما بَصَروا وهَبُّوا

أنا ليْ في الهوى قلبٌ جَوادٌ
خلاف النّاسِ إنْ فارقتُ يكبو

خُذينيْ نحو عُمْريْ لو قَليلًا
فَهذا الموتُ يَحْدو وهوَ ركْبُ

يسيِّرُنا فُرادى... أو بَرايا
إلى جُبٍّ لهُ في العِشقِ دَرْبُ

وما أدري، أتقْتلُني ظُنونيْ؟
وما أدري إلامَ القلبُ يَصْبو؟

إلى عَيْشٍ كسيفِ العُمْرِ ماضٍ
وقدْ صَدَقوا بأنَّ السّيفَ يَنْبو!

لعمرُكِ ما سَلاني الحُبُّ ذنْبًا
ولكنَّ الهوَى للرُّوحِ ذَنْبُ


محمد خضير

الحمدان 08-10-2024 01:56 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تسأليني، أتعَبتْني الأسئلَهْ
هَرِمَ الجَوابُ كأنَّ ثغْرًا أهْملَهْ

الصمْتُ غيظٌ، والكلامُ مَشيئَتيْ
إنْ شِئْتِ طاولْتُ الرَّدَى كيْ أسألَهْ

كمْ راحلٍ حَمَلَ الفُراتُ رُفاتَهُ
حتّى استَوى في كلِّ بيْتٍ أرملَهْ!

شَقَّتْ ثيابَ القَهْرِ، لا حُزنًا
على صمتِ المنازلِ، بلْ ضياعِ المنزلَهْ

لمـّا مَشى مُتَخفِّفًا مِنْ ذُلِّنا
نَسْرُ العِراقِ، وذُلُّنا قدْ أثقلَهْ

رَجَفتْ أيادي الغَدْرِ لمـّا طوَّقتْ
عُنُقًا تَبسَّمَ في فَضاءِ المِقْصلَهْ

ومَضى يُرتِّبُ للبلادِ نَهارَها
لكنَّ موتًا في الظَّلامِ تَعجَّلَهْ

يا سائليْ... نصرٌ أضلَّ طريقَنا
تاهَت بَنادقُنا ونَحنُ البوْصَلَهْ

دَمُنا الحَرامُ تَحلَّلتْهُ سُيوفُنا
أمْ أنَّ سيفَ الخائفينَ تحلَّلَهْ؟!

بغدادُ تسْكُنها الحياةَ بعُسْرةٍ
والموتُ في جَنَباتها ما أسهلَهْ

في كلّ جَنْبٍ عُصْبةٌ... قرآنُها
دَمُنا بـِمحرابِ العُروبةِ رتَّلَهْ

فَـ «يَزيدُ» إنْ ألقَى حديثًا للهَوى
راحَ الذي تَبِعَ «الحُسينَ» فأوَّلَهْ

غُرَباءُ واتَّفَقوا على جَسدٍ لَها
فتقطّعتْ أوصالُها، والرأْسُ لَهْ

هذا العِراقُ عِراقُنا، مَهْما عَلا
صوتُ الطغاةِ، فكلُّ صمْتٍ مرحَلَهْ

هذا النشيدُ لثائرٍ، في صَدْرهِ
حَمَلَ العراقَ وذادَ عنهُ لِنحْمِلَهْ


محمد خضير

الحمدان 08-10-2024 01:57 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أحوازُ كمْ بَكَت الطُّلولُ حَوادِثا
حتَّى أماطَ لِثامَ حُزْني منْ رَثى

صَمَتَ الدُّعاةُ فَغافَلتْكِ رَزيئةٌ
ومَضى «أزادُ» إلى حِماكِ مُحَدِّثا

أوفى وعودَ النَّار مِلءَ ضِرامها
ولسانُ ضادٍ عَنْ ثراكِ تَنكَّثا

بَتَروا العُروبةَ منْ خلافٍ، عندَما
سَقَطَ الذِراعُ؛ القلبُ مِنْكِ تَشَبَّثا

و «دُجيلُ» أسْرى في البلادِ مُناديًا:
هبُّوا لتبْعثَنا الوقائِعُ مَبْعَثا


محمد خضير

الحمدان 08-10-2024 01:58 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هوَ الليلُ استفاقَ، فقلْتُ: أَهْلا
بِمَن صَبَغَ النَّهارَ، وسالَ ظِلّا

أَتتْني تَسْألُ التوَّاقَ صَبْرًا
على جَسَدٍ، بهِ العُشّاقُ قتْلى

وراحَت تخلَعُ الأشْواقَ، نَشْوَى
رَشُوفٌ، رَخْصَةُ الخدَّيْنِ، خَجْلى

قَوامُ الكَأسِ إنْ دارت علينا
وسَاقيها الرُّخامُ إذا أهَلَّاْ

كأنَّ الماءَ بُرْدَتُها، ويَجْريْ
على نهدين في عَطَشٍ أَطَـلَّاْ

طوَتْني تحْتَها، ما عُدْتُّ أَدْري
أَخمرٌ باغَتَ الشَّفَتينِ، أمْ لا؟

لَثِمْتُ وما اكتفيْتُ وصرْتُ أَدْري
بأنَّا... طِفْلَـةٌ تجْتـاحُ طِفْلا

علَوْتُ الخيْلَ، لمْ أُمْسِكْ يَميني
إذا أَعْلُو، يكونُ الجُودُ بُخْلا

وكنْتُ إذا غَرسْتُ الغُصْنَ رَطْبًا
نَما في لَذَّةٍ، وَرَوتْهُ دَلَّا

كما بِكْرٍ تَـرُدُّ الخوْفَ، آهتْ
وألقَتْ في قَرارِ البئْرِ حَبْلا

صَبا شَوْقًا، كَسيْفٍ زارَ غِمْدًا
ترَدَّدَ في الدُّخولِ، فَزادَ وَصْلا

بكَى فوْقَ اللّمَى لمّا ارتوينا
فما وَرَدَ العِطاشُ كحَوْضِ ليلى


محمد خضير

الحمدان 08-10-2024 02:00 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نقولُ الشِعْرَ في كَذَبٍ مَتى ما
أصَبْنا صِدْقهُ أمسى كلاما

كأنـَّا والحقيقةُ في صراعٍ
يُحيلُ حَـلالَ نشْوتِها حَراما

فَيأْسِرُنا بلا حرْبٍ ونرضى
ويُرْسِلُنا بلا سِلْمٍ حَماما

ومـا في بَحْرِنـا مــاءٌ لطيرٍ
وما كـنّـا لمن عطِشوا غَماما

أبانَا الشعرَ، في موْتٍ وُلدْنا
على أعتـابِ قافيــةٍ يَتامى

لنا في كفِّ مَن حضَروا سَلامٌ
وفي كفِّ الغيابِ لَنا سُلامى


محمد خضير

الحمدان 08-10-2024 02:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَكُلُّ فِعَالِ المَرءِ تُجزَى بِمَا نَوَى
فَيَا رَبُّ أَخلِصِ اللُّبَابَ وَمَا حَوَى

لَكَ الحَمدُ دَائِمًا لِمَا قَد هَدَيتَنَا
فَلَولَاكَ رَبَّنَا لَدُمنَا عَلَى هَوَى


ابو الحسنى

الحمدان 08-10-2024 02:14 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَما لَكَ شَوقٌ مِن نَوارٍ وَدونَها
سُوَيقَةُ وَالدَهنا وَعَرضُ جِوائِها

وَكُنتُ إِذا تُذكَر نَوارُ فَإِنَّها
لِمُندَمِلاتِ النَفسِ تَهياضُ دائِها

وَأَرضٍ بِها جَيلانُ ريحٍ مَريضَةٍ
يَغُضُّ البَصيرُ طَرفَهُ مِن فَضائِها

قَطَعتُ عَلى عَيرانَةٍ حِميَرِيَّةٍ
كُمَيتٍ يَئِطُّ النِسعُ مِن صُعَدائِها

وَوَفراءَ لَم تُخرَز بِسَيرٍ وَكيعَةٍ
غَدَوتُ بِها طَيّاً يَدي في رِشائِها

ذَعَرتُ بِها سِرباً نَقِيّاً كَأَنَّهُ
نُجومُ الثُرَيّا أَسفَرَت مِن عَمائِها

فَعادَيتُ مِنها بَينَ تَيسٍ وَنَعجَةٍ
وَرَوَّيتُ صَدرَ الرُمحِ قَبلَ عَنائِها

أَلِكني إِلى ذُهلِ بنِ شَيبانَ إِنَّني
رَأَيتُ أَخاها رافِعاً لِبِنائِها

لَقَد زادَني وُدّاً لِبَكرِ بنِ وائِلٍ
إِلى وُدَّها الماضي وَحُسنِ ثَنائِها

بَلاءُ أَخيهِم إِذ أَنيخَت مَطِيَّتي
إِلى قُبَّةٍ أَضيافُهُ بِفِنائِها

جَزى اللَهُ عَبدَ اللَهِ لَمّا تَلَبَّسَت
أُموري وَجاشَت أَنفُسٌ مِن ثَوائِها

إِلَينا فَباتَت لا تَنامُ كَأَنَّها
أُسارى حَديدٍ أُغلِقَت بِدِمائِها

بِجابِيَةِ الجَولانِ باتَت عُيونُنا
كَأَنَّ عَواويراً بِها مِن بُكائِها

أَرِحني أَبا عَبدِ المَليكِ فَما أَرى
شِفاءً مِنَ الحاجاتِ دونَ قَضائِها

وَأَنتَ اِمرُؤٌ لِلصُلبِ مِن مُرَّةَ الَّتي
لَها مِن بَني شَيبانَ رُمحُ لِوائِها

هُمُ رَهَنوا عَنهُم أَباكَ فَما أَلوا
عَنِ المُصطَفى مِن رَهنِها لِوَفائِها

فَفَكَّ مِنَ الأَغلالِ بَكرَ بنَ وائِلٍ
وَأَعطى يَداً عَنهُم لَهُم مِن غَلائِها

وَأَنقَذَهُم مِن سِجنِ كِسرى بنِ هُرمُزٍ
وَقَد يَئِسَت أَنفارُها مِن نِسائِها

وَما عَدَّ مِن نُعمى اِمرُؤٌ مِن عَشيرَةٍ
لِوالِدِهِ عَن قَومِهِ كَبَلائِها

أَعَمَّ عَلى ذُهلِ بنِ شَيبانَ نِعمَةً
وَأَدفَعَ عَن أَموالِها وَدِمائِها

وَما رُهِنَت عَن قَومِها مِن يَدِ اِمرِئٍ
نِزارِيَّةٍ أَغنَت لَها كَغَنائِها

أَبوهُ أَبوهُم في ذَراهُم وَأُمُّهُ
إِذا اِنتَسَبَت مِن ماجِداتِ نِسائِها

وَما زِلتُ أَرمي عَن رَبيعَةَ مَن رَمى
إِلَيها وَتُخشى صَولَتي مِن وَرائِها

بِكُلِّ شُرودٍ لا تُرَدُّ كَأَنَّها
سَنا نارِ لَيلٍ أوقِدَت لِصِلائِها

سَتَمنَعُ بَكراً أَن تُرامَ قَصائِدي
وَأَخلُفُها مَن ماتَ مِن شُعَرائِها

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن آلِ شَيبانَ تَستَقي
إِلى دَلوِكَ الكُبرى عِظامُ دِلائِها

لَكُم أَثلَةٌ مِنها خَرَجتُم وَظِلُّها
عَلَيكُم وَفيكُم نَبتُها في ثَرائِها

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن ذُهلِ شَيبانَ تَرتَقي
إِلى حَيثُ يَنمي مَجدُها مِن سَمائِها

وَقَد عَلِمَت ذُهلُ بنُ شَيبانَ أَنَّكُم
إِلى بَيتِها الأَعلى وَأَهلُ عَلائِها


الفرزدق

الحمدان 08-10-2024 02:15 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَبيتُ أُمَنّي النَفسَ أَن سَوفَ نَلتَقي
وَهَل هُوَ مَقدورٌ لِنَفسٍ لِقاؤُها

وَإِن أَلقَها أَو يَجمَعِ اللَهُ بَينَنا
فَفيها شِفاءُ النَفسِ مِنّي وَداؤُها

أُرَجّي أَميرَ المُؤمِنينَ لِحاجَةٍ
بِكَفَّيكَ بَعدَ اللَهِ يُرجى قَضاؤُها

وَأَنتَ سَماءُ اللَهِ فيها الَّتي لَهُم
مِنَ الأَرضِ يُحيِي مَيِّتَ الأَضِ ماؤُها

كِلا أَبَوَيكَ اِستَلَّ سَيفَ جَماعَةٍ
عَلى فِتيَةٍ تَلقى البَنينَ نِساؤُها

فَما أُغمِدَ حَتّى أَنابَت قُلوبُهُم
وَسَمَّحَ لِلضَربِ الشَآمي دِماؤُها

لِنِعمَ مُناخُ القَومِ حَلّوا رِحالَهُم
إِلى قُبَّةٍ فَوقَ الوَليدِ سَماؤُها

بَناها أَبو العاصي وَمَروانُ فَوقَهُ
وَيوسُفُ قَد مَسَّ النُجومَ بِناؤُها

فَإِن يَبعَثِ المَهدِيُّ لي ناقَتي الَّتي
يَهيجُ لِأَصحابي الحَنينَ بُكاؤُها

وَإِن يَبعَثوها بِالنَجاحِ فَقَد مَشَت
إِلَيكُم عَلى حَوبٍ وَطالَ ثَواؤُها

وَإِنَّ عَلَيها إِن رَأَت مِن غِمارِها
ثَنايا بِراقٍ أَن يَجِدَّ نَجاؤُها


الفرزدق


الساعة الآن 04:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية