منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-12-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَما شُربُه لِلتّبغِ إِلّا دَلالةٌ
عَلى أَنَّه كرمٌ جسيمُ عطيّةِ

أَلَيسَ لِمَرءٍ في كَثيرِ دُخانِهِ
عَلى كَثرَةِ الضّيفانِ أَوضح حجّةِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
في خَدِّهِ مُذْ بَدا عِذارٌ
قَد دَخلَ اللّيلُ في النّهارِ

كِلاهُما في أَخيهِ يَجري
فَكانَ كلٌّ أَجلَّ جارِ

فَالبَدرُ في اللَّيلِ ظلّ يَسري
وَاللَّيلُ في البدرِ ظلَّ ساري


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يُقارِنُ وَردُ الخدِّ نَرجسَ طَرفهِ
سَعيد قرانٍ يُستطابُ وَيحسنُ

وَفي وَجهِهِ شَمسٌ وَفي الأفقِ مِثلُها
وَلَكِن ما في الوجهِ أَبهى وَأَحسنُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جَميلٌ تَودُّ الشّمسُ مثلَ جَمالِهِ
كَما ودَّ غُصنُ الرَّوضِ ليناً بعِطفِهِ

فَما فيهِ شَيءٌ مائلٌ غَيرُ عِطفِه
وَما فيه شيءٌ خارجٌ غيرُ رِدْفِهِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَلى خصرِهِ والرِّدفِ قد ماجَ شعرُهُ
فَأَوقعَ قَلبي في الطَّويلِ العريضِ

فَيا طَرفَهُ يَرمي السِّهامَ بِمُهجَتي
وَيجهدُ فيهِ النَّفسَ دونَ غموضِ

تَرفَّقْ بِقَلبي ثمَّ نَفسكَ إِنَّهُ
ضَعيفٌ وَما إِن أَنتَ غير مَريضِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَهلُ المَحاسِنِ كَالكَواكِبِ كَثرةً
مِنهُم حَبيبي ذو الرّضابِ الأعذبِ

وَالشَّمسُ مِن بَعضِ الكَواكب غيرَ أنْ
لِلشَّمسِ حسنٌ لا يكون لكوكبِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا ما سَقاني مِن زُلالٍ رُضابَهُ
فَمَوتي بِهِ ظَمآن لم يكُ يغربُ

وَإِنْ يَسقِني ماءَ الحَياةِ بِثَغرِهِ
وَمِتُّ بِهِ وَجْداً فَلا تَتَعجَّبوا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
روحي فِداءُ عِذارٍ حَلَّ وَجنَةَ مَنْ
فاقَ الكَواكِبَ شَمساً ثمَّ أَقمارا

لَولا العِذار لَما اِسْطاعَتْ لَنا مُقَلٌ
إِلى مُحيّاهُ باهي الحُسنِ إِبصارا

كَالشَّمسِ لم تُطِق الأبصارُ رُؤيَتَها
لَولا سَحابٌ لِطيفٍ حَولَها دارا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بِروحِيَ أَنفٌ بَينَ خَدّيهِ فاصلٌ
فَكانَ كَنورٍ قَد بَدا بَينَ نورينِ

وَما هوّ إِلّا البَرقُ يَلمَعُ دائِماً
ضِياءً وَيَبدو فاصِلاً بَينَ بَدرينِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَزورُها أَيَّ وَقتٍ لم أُبالِ بِما
أَلقاهُ مِن قَومِها الآسادِ في الجبلِ

مِن ضَربِ سَيفٍ وَمِن رَمي السّهامِ ومِنْ
طَعنِ الرِّماحِ مِنَ العَسَّالَة الذّبُلِ

لا تعتبوني إِذا أَلقَيت في تَلفٍ
نَفسي فَإِنّي قَصيرُ العُمر والأجَلِ

فَمَن رَأى عاشِقاً بالحبِّ ماتَ بِلا
قَتلِ الهَوى أَو بِغَيرِ السّيفِ وَالأسَلِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَئنْ ذَهَبت لِمشرقٍ مِن مَغرِب
فيهِ أَقمتُ فَإِنّني لَم أجزعِ

أَبداً مِثالكَ لا يُفارِقُ مُقلَتي
وَلَذيذُ لَفظِكَ قاطِنٌ في مَسمَعي

وَحَميدُ ذِكرِكَ في لِساني دائِماً
وَلَقَد حَللتَ بِمُهجَتي وَبِأَضلُعي

أَين الفراقُ وَهَذِهِ حالاتنا
هَل مِن مَكانٍ لا تَكونُ بِهِ مَعي


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَبِئسَ الَّذي يُعطي بِمَنٍّ وَبِالأَذى

فَيبطلُ ما أَعطى وَيَفسُد ما أسدَى

تَصَدَّقْ وَلا تَمنن ولا تُؤذِ في العطا

وَإِنْ فاتَ مِنكَ المالُ تَكتسب الحَمدا

فَيبطلُ ما أَعطى وَيَفسُد ما أسدَى

تَصَدَّقْ وَلا تَمنن ولا تُؤذِ في العطا

وَإِنْ فاتَ مِنكَ المالُ تَكتسب الحَمدا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَعَدتَ بِتَشريفي وَأُنس مَنازلي
وَوَعدُ الفتى دَيْنٌ بِدونِ تَوقّفِ

وَإِنّي اِمرُؤٌ لِلوَعدِ أَعلى مطالبٍ
وَأَنت اِمرُؤٌ في الدّهر أَكبرُ مَنْ يفي


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَوَينا مَزاياكَ نَقلاً وسَمعاً
وَصَحَّ الحَديثُ بِذاكَ لَدَينا

وَلَمّا رَأَينا المَزايا شُهوداً
رَأَينا قُصوراً بِما قَد رَوينا

رَأَيناهُ لَم يَفِ مِنها بعُشرٍ
وَلَم يُنقَلِ العُشرُ مِنها إِلَينا

فَلَيسَ الحَديثُ كَمثلِ العيان
ولا ما رَوينا كما قد رأينا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنَّ ربّي بِرفقهِ
مَنَّ فَضلاً برزقهِ

كَم أُنادي وَحقِّهِ
يا لَطيفاً بِخَلقِهِ

أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ
أَنتَ رَبّي وَمُوجدي

أَنتَ في الدَّهرِ مَقصِدي
فَخُذِ الدّهرَ في يَدي

يا إِلَهي وَسَيِّدي
دُلَّني كَيفَ أَصنَعُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
العَفوُ مِن شِيَمِ الكِرامْ
وَالصّفحُ مِن شَأنِ العِظامْ

وَأَخو الشّهامَةِ من عَفا
عَن قُدرةٍ على الاِنتِقامْ

لَيسَ الكَريمُ بِواجدٍ
وَالحِقدُ مِن طَبْعِ اللّئام

لَولا الجِنايَةُ ما حَلا
عَفوُ الفَتى بَينَ الأَنام

الخَوفُ يَكفي مَن جَنى
عَن ذَوقِهِ طَعمَ الحُسام

ذُلُّ الذُّنوبِ أَمَرُّ مِن
ذَوقِ المنيَّةِ وَالحِمام

وَرِداؤُها بِئسَ الرّدى
وَسخامُها بِئسَ السّخام

يا وَيحَ جانٍ قَد هَفا
مُتَرَدِّياً ثَوبَ اِحتِرام

وَالحرُّ يُقبَلُ عُذرُهُ
مِن غَيرِ صَدٍّ أَو مَلام

وَلَه يقابلُ مِنّةً
بِبَشاشةٍ ثمَّ اِبتِسام

وَإِلَيهِ ينظرُ مُقبِلاً
وَيَمنُّ في لينِ الكَلام

وَيَقولُ أَهلاً مَرحبا
وَلَهُ يُحيّي بِالسّلام

وَيَرى تَذلُّلَه لَهُ
فَوقَ العُقوبَةِ بِالسّلام

وَلَقد رَأيتُ أخا عُلىً
وَخَدينَ مَجدٍ وَاِحتِرام

في العَفوِ أَكرَم ماجدٍ
بِالصَّفحِ أَسنى ذي اِبتِسام

يَعفو بِحُسنِ تَفَضُّلٍ
لا عَجزَ فيهِ عَنِ اِنتِقام

يَلتَذُّ في عَفوٍ كَما
يَلتَذُّ في أَحلى الطَّعام

الضَّيغَمُ اللَّيثُ الَّذي
مِنهُ الضّياغمُ في اِنهِزام

بَدرُ المَعالي كامِلاً
عالي المَنازِلِ وَالمُقام

ذو الطالِعِ المَيمونِ في
فَلكِ السّعودِ عَلى الدَّوام

الجَوهرُ الفَردُ الَّذي
تَأبى مَحاسِنُهُ اِنقِسام

أَعني العَليَّ اِسْماً وَقَد
راً ثمَّ جاهاً لا يُرام

مَن لاذَ فيهِ فَإِنّهُ
بَينَ البريَّةِ لا يُضام

يا أَحنَفَ الحِلم الّذي
لي حِلمُه أَسنى مَرام

كُن عافِياً كُن صافِحاً
فَالصّفحُ أَليَقُ بِالكِرام

وَالمُؤمِنونَ فَغَيظُهم
كَالبَرقِ يَلمَعُ في الظَّلام

إِنّي رَجوتُكَ طامِعاً
فَاِقبَل رَجائي وَالسّلام

وَاِسلَم وَدُم في عيشَةٍ
تَأبى مُصاحَبَةَ السّقام

ما فيكَ طابَت مِدْحَتي
في حُسْنِ بدءٍ وَاِختِتَام


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بِماذا أَضاءَ الكَونُ حتّى المَشارِقِ
وَمِمَّ هَذا النورُ هَل لاحَ بارِقُ

تَقَدَّم لي بَدرُ الكمالِ وَقال بي
فَقُلتُ لَهُ لا شكّ إِنّك صادقُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شَكا الحِبُّ مِن بَعضِ أَسنانِه
وَتِلك اليتيمُ مِنَ الجَوهَرِ

فَجاءَ إِلى قَلعِهِ قالعٌ
فَسالَ سُلاف اللّمى السُّكري

فَبَادَرتُ لِلرّشفِ مُرتشفاً
سَكِرتُ وَمن قبلُ لم أسكرِ

فَيا قالِعُ اِرفقْ بحِبّي وبي
فَأَمّا اليتيمَ فَلا تَقهرِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَرامَةُ النّفسِ كَفَّتني عَنِ البخلِ
وَجُرأَةُ القلبِ حادَت بي عن الفشَلِ

وَقُوَّةُ العَقلِ تَهديني إِلى رشَدٍ
وَجودَةُ الرّأي تَنهاني عَنِ الخلَلِ

وَعِزّةُ النّفسِ تَأبى لِي مَذَلَّتها
وَرِفعَةُ القَدرِ تَسمو بي عَلى زحَلِ

وَحلَّةُ العِزِّ يَعلوني تَجمّلها
وَزينَةُ المَجدِ حلَّتني مِنَ العَطلِ

وَحليةُ العلمِ زانَتني بِجَوهَرهِ
فَما التزيّنُ في حَليٍ وفي حللِ

جاهي بِلا مَنصِبٍ جاهي يُصاحِبهُ
وَالشّمسُ لا برجُ عين الشّمسِ في الحَملِ

بَلى حينَ عَزليَ قَد يقوى ولا عَجبٌ
ما الشّمسُ رَأدُ الضّحى كَالشّمسِ في الطَّفلِ

فيمَ الإِقامَةُ بِالإِفتاءِ يَحبِسني
بِغَيرِ نَفعٍ وَلا عِلمٍ وَلا عمَلِ

لا سِفرَ أَنظُرهُ لا دَرسَ أَقرؤُهُ
لا شَيخَ أَسمَعُهُ لا بَحثَ يذكرُ لي

أَجلْ تباحِثُني الجهّالُ طالِبَةً
ما عَنهُ قَد نَفَرت نَفسي ولم تَمِلِ

لَم يَسأَلونِيَ إِلّا عَن وَقائِعِهم
كَالبيعِ وَالرّهنِ وَالتّطليقِ والحِيَلِ

أَصبَحتُ في ذاكَ صِفرَ الكفِّ خالِيَها
أُقلّب الكفَّ كَالثّكلى لَدى الثكلِ

فيهِ اِبتُليتُ بِكرهٍ مَع كراهِيةٍ
وَمَن يَكُن مُكرَهاً لم يُدْعَ بالبطلِ

فَلا نَصيرَ إِلَيهِ أَشتَكي نَصَبي
وَلا مُعينَ على التّخفيفِ لِلثقلِ

سَئِمتُ حتّى حَياتي فيه من ضجَرٍ
وَكِدتُ أَخرجُ عَن روحي مِنَ المَللِ

لَو كُنتُ أَضرِبُ في قَفرٍ لَما سَئِمَت
روحي وَلَو هِمتُ في سَهلٍ وفي جبلِ

وَالسَّعْدُ في الشّمس لِلتسيارِ حَلَّ بها
وَالنَّحسُ حَلَّ لِبطءِ السّيرِ في زُحَلِ

طالَ اِحتِمالِيَ ما أَلقاهُ مِن مِحَنٍ
وَطالَ أَسري بِهِ يا ضَيعَةَ الأَجلِ

أَمّلتُ مِنهُ خَلاصي ظَنُّ ذي وَهَمٍ
نَفح التمنّي فَضاعَ العمرُ في الأملِ

ما رُمتُ فيهِ سِوى نَشرِ الفَضائِلِ في
أَخذٍ ودرسٍ عَلى مكثٍ ومرتَحَلِ

ما رُمتُ بَسطَةَ كَفٍّ أَستَعينُ بِها
عَلى قَضاءِ حُقوقٍ لِلعلى قِبَلي

إِذِ العُلى مِن حُقوقي لا حُقوقَ لها
عَليَّ ذات حُلولٍ لا وَلا أَجَلِ

لَكِنَّما فيهِ آمالي قَدِ اِنعَكَسَت
وَالدَّهرُ يَعكِسُ آمالَ الفَتى الرّجلِ

مِن خَوفِيَ العكسَ لا أَرجوهُ يُقنِعُني
مِنَ الغَنيمَةِ بَعدَ الكدِّ بِالقَفلِ

وَذي ذَكاءٍ صَحيحِ الذّهنِ رائقِهِ
مُسدَّدِ الرّأيِ في سلمٍ وَفي جدَلِ

صَعبِ الجِدالِ وَسَهلِ السّلم قَد خَلَطت
بِصحَّةِ القَولِ مِنهُ قلَّةُ الخطَلِ

مَنَعت سكرَ الهَوى يَلهو بِمُقلَتِهِ
وَاللّيلُ أَجرى سُلافَ النّومِ في المقَلِ

وَالسُّهدُ كحلٌ وَاِسفِنط الكرى كَحَل
والكُحلُ يَغلِبُ أَحياناً على الكَحَلِ

وَالصّحب في الرّأيِ إِذ دارَت سُلافتُهُ
رَأيتهُم بَينَ ذي صَحوٍ وَذي ثمَلِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طَروبٌ طُلاه الحبُّ والوجدُ قَرقفُهْ
وَمُدمِنُ عِشقٍ يَحتَسيهِ ويرشفُهْ

مَشوقٌ مُعنّىً مُغرمٌ مُتَولِّهٌ
كَئيبٌ نَحيلُ الجسمِ في الجِسمِ مُضعَفُه

رَشيدٌ سَفيهُ الحلمِ في الوَجدِ وَالهَوى
وَإِنَّ أَخا الإِصلاحِ في الحبِّ مُسرِفُه

تَناحلَ حتّى ذابَ قَلباً وَجثّةً
وَصارَ فَلا شَخصٌ يَعيهِ وَيَعرِفُه

فَلا روحَ فيهِ كَي تظنّ حَياتَهُ
وَلا نَفَسٌ يُبديهِ مِنهُ تَجوُّفُه

تَوَلّى وَإِن لَو كَالخيالِ رَأيتهُ
فَلَيسَ خَيالُ المَرءِ لَو زالَ يَخلُفُه

تَولَّع وَلهاناً تَعَسَّفَ هائِماً
وَدامَ عَلى التّهيامِ وَجداً تَعسُّفُه

عَلَيهِ يَجوزُ الحبُّ بِالبعدِ وَالنّوى
يُساعِدُهُ في الجَورِ دَهري وَيُسعِفُه

لِمَن يَشتكي جَورَ الزّمانِ وَفِعلَهُ
فَهَل حَكَمٌ يَقضي بِعَدلٍ وَيُنصِفُه

وَثن في الهَوى يَقضي بِقَلبي صَبابَةً
فَأَفضَلُ قاضٍ في الأَنامِ وَأَشرَفُه

يَرى مُوجباً قَتلي غَرامي بِشادنٍ
إِنِ البدرُ قَد يَبدو مُحيّاهُ يَخسِفُه

أَخو الشّمسِ أَعطاها مِنَ الحُسنِ شَذرةً
فَفَرّت بِها كَالخاطِفِ الشّيءَ يَخطِفُه

وَفي رابِعِ الأَفلاكِ عَنهُ تَباعَدَت
مَخافَةَ كَسفٍ مِن مُحيّاهُ تَكسِفُهْ

أَخو الفتكِ في الأَرواحِ وَالقَلبِ وَالحَشا
عَلَيها إِذا يَسطو فَمن ذا يَرأفُه

فَفي لَحظَةٍ إِن يُرْدِ أَلفاً بِفَتكِهِ
فَفي فَتكِهِ ذا الفتكُ لا شَكّ أَلطَفُه

فَقامَته رمحٌ كَذا الهُدبُ سَهمُهُ
يُراش لِرَميِ القلبِ وَاللّحظِ مُرهَفُه

تَقاوى عَلى الآسادِ إِنسانُ عَينِهِ
وَإِنسانُها في الخلقِ لا شكَّ أَضعفُه

عَلى أَسرِهم مِن بَعدِ خَطفِ عُقولِهِم
يُعاوِنُهُ بِالسّحرِ في الجفنِ أَوطفُه

لَحا اللَّهُ عُذّالي وَأَردَى مراقبي
بِهم في الهَوى كُلِّفت ما لا أُكلَّفُه

فَهُم كَلّفوني أَن أَبوحَ بِصَبوَتي
وَكِتمانُها مِمّا أُحِبُّ وَأَألَفُه

وَلَكِنّهم جُوزوا بِخَيرٍ مِنَ الجَزا
فَقَد عَرَّفوا المَحبوبَ ما لَيسَ يَعرِفُه

فَفي أَنّني في الحبّ يَعقوبه جَوى
لَقَد عَرَّفوهُ وَهوَ في الحُسنِ يوسفُه

رَماني بِسَهمِ البعدِ في مَهمَهِ الهوى
وَدامَ عَلى الهجرانِ وَالهجرُ مَألَفُه

عَلى أَنّهُ ظَبيٌ وَمِن طَبعِهِ الجَفا
وَدَيْدَنُهُ الهِجرانُ وَالوصلُ يَأنَفُه

وَما الوصلَ يَدري بَل وَلا يَعرِفُ اِسمهُ
وَلَم يَكُ بِاِسمِ الوصلِ شَيءٌ يَعرِفُه

رَضيتُ بِما يَرضى قَنِعت بِما اِرتَضى
فَلَستُ بِمَن يَلحاهُ أَو مَن يُعنِّفُه

جَميلٌ فَما يَقضي جَميلٌ كما اِرتَضى
فَسِيّانَ عِندي جَوْرُهُ وَتَعطُّفُه

فَلو كانَ حِبٌّ فِعلُه غَيرُ صالِحٍ
لَما كانَ قَلبُ الصَبِّ يَهوى وَيألَفُه


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَمِن عَجَبي أَنّ الصّوارمَ وَالقَنا
تَثورُ بِأَيدي القومِ حينَ تَصيرُ

لِإِكثارِها شُربَ الدّماءِ مِنَ العِدا
تَحيضُ بِأَيدي القَومِ وَهيَ ذُكورُ

وَأَعجَبُ مِن ذا أَنّها في أَكُفِّهم
وَإِنْ حَنَّ قَلبُ القَوم عطفاً تَجورُ

وَلا شَيءَ يُطفي الغَيظَ مِنها لِأنّها
تَأَجَّجُ ناراً وَالأَكفُّ بُحورُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَأَمَّل بِدارٍ تَسرُّ الحَشا
وَتَحكُم لِلرّوحِ أَن يَنعشا

وَتَقضي لِتَرصينِ بُنيانِها
لِمَن قَد يَراها بِأَن يدهشا

تسامي الثريّا وَرَأسَ السهى
وَتَعلو السّماكينِ ثمَّ الرَّشا

تَمَنَّتْ بُروجُ السّماءِ بِأَنْ
تَكونَ قُصوراً بِها تنتَشا

فَيُوسُف مَع صِنوِهِ عمرٍ
عَلى المَجدِ أَركانُها عرَّشا

وَقَد مَلَأ الحسنُ أَكنافَها
وَماءُ النّضارَةِ فيها مَشى

كَذا اليُمنُ أَرّخته نالَها
وَطيرُ السّعودِ بِها عَشعَشا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تَصحَبِ الدّنيا وَكُن يَقِظاً لها
لا يَخدَعَنْكَ تَودُّدٌ وَتَملُّقُ

تُبدي المَحبّةَ وَهيَ تُخفي بُغضَها
لا تَرجُها فَهيَ العَدوُّ الأزرقُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَإِن كُنتَ تَأتي بِالّذي قَد أُريدُهُ
فَأَنتَ بَليغٌ شاعرُ الدهرِ ماهرُ

وَإِن كُنتَ تَأتي بِالَّذي قَد تُريدُهُ
فَما أَنتَ بَينَ النّاس في الدّهرِ شاعرُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عودوا إِلى سِلْمِ المُحبِّ وَصالِحوا
فَالصّلحُ خَيرٌ في الأَنامِ وَصالِحُ

ما ذا التّقاطُع وَالتدابُرُ وَالجفا
مَع أَنّهنَّ قبائِحٌ وَفَضائحُ

كَم في التّقاطُعِ إِن عَرَفتَ مَفاسِد
كَم في التّودُّدِ لَو عَلِمتَ مَصالِحُ

لَيسَ النّظامُ تَقاطُعاً وَتَدابُراً
إِنّ النّظامَ تَوافقٌ وَتَصالُحُ

يا أَهلَ وُدّي إِنّني بُذِلَتْ لَكُم
مِنّي مَواعِظُ في الهَوى وَنَصائِحُ

أَخلَصْتُكُم ودّي وَقَلبي حافِظٌ
لِودادِكم دَهري وَما هوَ طارِحُ

ما كُنتُ بِالغشّاشِ في ودّي لَكُم
وَبِخُبركم أَنّي الصّدوقُ النّاصِحُ

إِنّي المَشوقُ إِلى المَنازِلِ وَالحِمى
وُرْقُ الصّبابة في حشايَ صَوادِحُ

تِلكَ المَنازِلُ لِلأحَبِّةَ مشرقٌ
وَمَطالِعٌ في جِلَّقٍ وَمَطارحُ

إِذ كُنت في تِلكَ المَنازِلِ رائِياً
تِلكَ الأَحبَّة بِالحَديثِ أُطارحُ

إِذ كنت رَيعانَ الشَّبابِ وَإِنّني
مَملوءُ قَلبٍ بِالسّرورِ وَطافحُ

مُتَوطِّناً مِنها الرّبوعَ وَإِنّني
غادٍ إِلَيهِم في الصّباحِ وَرائِحُ

مُتَعطِّراً مِن مِسكِهِم مُتضَمِّخاً
مِن حَيثُ مِنهُم قَد تَفوحُ رَوايحُ

أَختالُ ما بَينَ الرّياضِ بِجلَّقٍ
وَتَجودُ منّي لِلسرورِ قَرائحُ

تُجلى عَلَيّ مِنَ السّرورِ عَرائِس
يَزهو بِهنّ الحسنُ وَهيَ صَبائِحُ

قَد مِسْنَ قدّاً بِالنَّسيمِ كَأَنّهُ
بِلَطافَةٍ قَد رَوَّحَته مَراوحُ

وَنَفَحْنَ طيباً كالعَبيرِ مُمسَّكاً
هَل في النوافِحِ كَالزّهورِ نَوافحُ

وَيَسرُّني شَدوُ الطّيورِ عَلى الرُّبى
مِنها الحَمائِمُ وَالهزارُ الصادحُ

تَأتي عَليَّ مِنَ الظِّباءِ شَوادنٌ
وَبِهِ تَلوحُ مِنَ المَهاةِ سَوانِحُ

تَأتي تُغازِلُني الحَديثَ لَطافةً
حَتّى تَسيلَ بِذا الحَديثِ أَباطِحُ

يَحيا بِها مِنّي وَينعش في الهَوا
روحٌ وَقلبٌ في الحَشا وَجَوارِحُ

فيها أُماسَى بِالغَبوقِ مِنَ الهَنا
وَمِنَ المَسرَّةِ بِالصّبوحِ أُصابحُ

وَبِها أعلَّلُ بِالنّسيمِ مِنَ الصَّبا
وَيَدُ النّسيمِ تَجسُّني وَتصافِحُ

إِذ كنتُ فيها لِلنّجومِ مشاهداً
وَضِياؤُهم بادٍ عَليَّ وَلائِحُ

إِذ كنتُ فيها وَالبدورُ طَوالِعٌ
بِذُرى العُلى وَالشّمس فيهم صالِحُ

العارِف النسّاك أَنورُ ناسِكٍ
وَالزّاهدُ الورعُ التّقيُّ الصالحُ

العالِمُ النحريرُ والعَلَمُ الّذي
ناداهُ بِالرّفعِ الحكيمُ الفاتِحُ

الجَهبَذُ الحبرُ الإِمامُ وَمَن لَهُ
بِتقدّم يَقضي الدّليلُ البادحُ

ربُّ العُلومِ أَبو الفهومِ أَخو الذّكا
خدنُ المَعارِفِ لَيسَ فيها قارِحُ

صِنوُ الشّريعَةِ وَالحقيقَةِ وَالهُدى
بِطَريقة تِلكَ الطّريق الواضحُ

هُوَ شافعيُّ زَمانِهِ إِذ مِنهُ قَد
جادَت بِتَخريجِ الفُروعِ قَرائِحُ

هُوَ سيبويهِ أَوانِهِ وَخليله
لَكنّه الزّجّاجُ وَهوَ الراجحُ

شَهِدَت لَهُ كلُّ العلومِ بِفَضلِهِ
وَهيَ العُدولُ وَلَيسَ فيها جارحُ

فَلَوِ اِمتَطى الفكرَ الصّحيحَ فَفكرهُ
طِرفُ الأدلَّةِ وَهوَ بَحرٌ سابِحُ

ما جالَ فيهِ لِلجِدالِ مُناظراً
إِلّا بَدا مِنهُ الهِزَبرُ السانِحُ

وَمِنَ الدّلائِلِ في يَديهِ إِذا سَطا
بيضٌ قَواطِع أُصلِتَت وَصَفائِحُ

كَم رَدَّ بِالإفحامِ فيها ضَيغَماً
وَكَساهُ بِالإِخراسِ وَهوَ الصائِحُ

المُعرِبُ اللَّسِنُ الغَريبُ بَلاغَةً
سِحر البيانِ خِلالها يَتَلامَحُ

بِسَلاسَةٍ وَجَزالةٍ وَمَحاسِنٍ
جَلَّت لَها مُقَلُ النّفوسِ طَوامِحُ

لَو قابَلَتهُ مَصاقِعُ الخطباءِ في
وَقتِ المَواسِمِ في عُكاظَ وَكافَحوا

لَرَأَيتَهم مِنهُ لَدَيهِ أُخرِسوا
لَم يَستَطيعوا أَنّهم يَتَفاصَحوا.
الماجِدُ الجحجاحُ وَالفَخمُ الّذي
تَزدانُ فيهِ أَماجِدٌ وَجحاجِحُ

ربُّ المَعالي في ثُريّا مَجدِها
عَن مِثلِها قصر السّماك الرَّامِحُ

ربّ العوالِ وَإِنّها أَقلامُه
وَلعينها بِذُرى المَعالِ مَطامِحُ

بِمَلافظٍ فيها المَنافعُ لِلوَرى
فَفَوائِدٌ وَمَواعِظٌ وَنَصايحُ

إِنْ يَجرِ في صَدرِ الكَواغِدِ شَرحها
فَهيَ اللّواتي لِلصّدورِ شَوارحُ

تَعنو لِهَيبَتِها الأَسنَّة وَالظُّبى
وَيَهابُها العضبُ الصقيلُ الذابِحُ

وَتُجِلُّها كلُّ الأَكاسِرِ في الدُّنى
حتّى الأَبيّ مِنَ الرّجالِ الجامِحُ

حَسَنُ الخَلائِقِ وَالطبائِعِ كلّها
وَمَحاسنُ الأَخلاقِ فيهِ سَجائِحُ

بَحرُ المَكارِمِ وَالنّدى بِعَطائِهِ
نُسِيَ اِبنُ مَعنٍ ذو السّخاءِ المانحُ

يَسري الحَياءُ بِراحَتَيهِ وَإِنّهُ
في وَجهِهِ الحسنُ الصبيحُ لَسايحُ

بِطَلاقَةٍ وَبَشاشَةٍ وَتَبسُّمٍ
وَبِمثلِ ذا حُمِدَ الجوادُ السامِحُ

يا أَيّها المَولى الهمامُ وَمَن لَهُ
فَوقَ المَعالِ مَقاعِدٌ تَتَفاسَحُ

وَمَنِ اِكتَسى ثَوبَ الكَمالِ وَإِنّه
مِن غَيرِ رَيْبٍ بِالكمالِ الطافِحُ

إِنّي إِلَيك لَباعِثٌ بِخَريدَةٍ
مِنها عَلى شَمسِ النّهارِ مَلامِحُ

بِكرٌ رَداحٌ غادةٌ فَجَمالُها
إِن لَو تَبَدَّت لِلكَواكِبِ فاضحُ

مِن مَدحِكَ السامي بعِقدٍ قُلِّدت
وَبِمثلها أَغلى العقودِ مدايحُ

مِن مِسكِهِ العطرُ الذكيُّ تَضَمّخَت
وَلَكَم لَهُ مِنها تَفوحُ رَوايِحُ

يا فَخرَها إِذ كنت مَمدوحاً بِها
وَلِأنّني في نَظمِها لَكَ مادِحُ

جاءَتكَ تَمشي وَالحياءُ يُميلُها
مَيلَ النّشاوَى وَهيَ رود بادحُ

فَليَلقَها مِنكَ القَبولُ فَإِنّه
لَأَجلُّ شَيءٍ أَنتَ فيه راشحُ

وَاِغضُض أَخا السترِ الجَميلِ نَواظِراً
عَن عَيبِها إِنّ العُيوبَ فَواضِحُ

وَاِصفَح أَخا الصّفحِ الجَميلِ إِذا هَفَت
هَفواً فَمِثلُكَ في البريّةِ صافحُ

بَل كُن كَريماً جائِداً بِسَماحِهِ
وَبِعَفوِهِ إِنّ الكريمَ مسامِحُ

أَيُّ القَصايِدِ هُذِّبت ما إِن لَها
إِن لَو نَقَدْتَ مَثالِبٌ وَقبايِحُ

وَاِسلَم وَدُم رَحبَ الجَنابِ رَفيعَهُ
وَرَغيد عَيشٍ أَنتَ فيهِ سادحُ

ما الشَّمسُ تُشرِقُ ما النّجومُ طَوالِع
ما البرقُ بادٍ بِالوميضِ وَلامِحُ

ما مالَ غُصنٌ بِالنّسيمِ إِذا سَرَت
ما قَد غَدا الغادي وَراحَ الرائِحُ

أَو ما المحبّ رَجا الأَحِبَّة قائِلاً
عودوا إِلى سِلم المحبِّ وَصالِحوا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَصَبَّرْ فَإِنّ الصّبرَ أَجملُ بالحرِّ
وَأَليقُ بِالإِنسانِ في السرِّ وَالجهرِ

وَحَسبُ الفتى عِندَ المَصائِبِ صَبرهُ
فَإِنّ اِصطِبارَ المَرءِ أَدعى إِلى الأجرِ

وَلَم يَكُ فيما يَرتَدي المَرء حلَّةً
تُجَمِّلهُ أَسنى وَأَغلى مِنَ الصّبرِ

وَسَلِّمْ إِلى حُكمِ القَضاءِ فَإِنَّهُ
عَلى وفقِ ما قَد شاءَ ربّ الوَرى يَجري

وَكُن راضِياً فيما بِهِ اللَّه قَد قَضى
فَما لِسِوى مَولاكَ شَيءٌ مِنَ الأمرِ

لَهُ الحُكمُ وَالتّدبيرُ وَالأمرُ كلُّهُ
وَما شاءَ مِن نَفعٍ وَما شاءَ مِن ضرِّ

وَفي يَدِهِ الإِحياءُ وَالمَوتُ وَالفَنا
وَفي يَدِهِ التّقديرُ لِلخَيرِ والشرِّ

هُوَ الفاعِلُ المُختارُ جَلَّ جَلالَهُ
وَما هُوَ بِالمَجبورِ يَفعلُ بالجبرِ

فَيا أَيّها المَولَى الّذي قَلَّ مِثلُهُ
كَما لا بِشامٍ وَالعراقِ وفي مصرِ

تَجَمَّل بِحُسنِ الصّبرِ إِذ أَنتَ قُدوةٌ
بِها يَقتَدي مَن قَد يُصاب بِلا نكرِ

لَئِن كُنتَ مَولانا أُصِبتَ مُصيبةً
بِنَجلٍ صَغيرٍ فَاتَهُ فَسحَةُ العمرِ

فَفي اللَّهِ مُعطيهِ اِعتِياضٌ وَحَسبُنا
بِهِ عِوضاً عَن كلِّ شَيءٍ مَدى الدّهرِ

وَللَّهِ ما أَعطى وَما هُوَ آخِذٌ
وَحقٌّ لَهُ التّسليمُ في العُسْرِ وَاليُسْرِ

وَما أَخذُهُ إِيّاه إِلّا لِجَعلِهِ
لَكُم فَرطاً يجدي وَمِن أَنفَعِ الذّخرِ

فَأَحسَنَ رَبّي فيهِ عنهُ عَزاءَكُم
وَعَوَّضَكم خَيراً وَعظَّم لِلأَجرِ

وَأَفرَغَ منهُ الصّبرَ داخِلَ قَلبِكم
وَأَلبَسَكُم بِالصّبرِ مِن رِفعَةِ القدرِ

وَمَنَّ عَلَينا اللَّهُ في طولِ عُمرِكُم
بِخَيرٍ وَتَوفيقٍ عَلى السرِّ والجهرِ

وَدُمتَ بِعَينِ اللَّهِ في كَهفِ حِفظِهِ
تَجَمَّلُ بِالتّقوى وَتكنفُ بِالسّترِ

مَصوناً مِنَ الأَسواءِ نَفساً وَمُهجَةً
وَمالاً وَأَولاداً في راحَةِ السرِّ

مَدى الدّهر ما قَد لاحَ أَو غابَ كَوكَبٌ
وَما إِن بِأَمرِ اللَّهِ ريحُ الصَّبا تجري

وَما آيةُ اللّيلِ البهيمِ قَدِ اِنمَحَت
لَدى شِدّةِ الظّلماءِ مِن آيةِ الفَجرِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد سَرى الكزبريّ النّدبُ مُمتَطِياً
مَطِيَّةَ العَزمِ ذات الحَزمِ لا الحُزُمِ

وَكانَ مَقصِدُه القدسَ الّتي شَرُفت
حَقّاً بِصَخرَتِها وَالمَسجِدِ الحرمِ

وَزارَ صَخرَتها الفُضلى وَمَسجِدَها
وَزارَ كُلَّ مكاٍن ثَمَّ محترمِ

وَزارَ كلَّ نَبيّ ثَمّ جُثّته
وَزارَ كلَّ وَليٍّ راسِخ القَدَمِ

وَعادَ مِنها وَأَنوارُ القَبولِ عَلَت
عَلى مُحيّاً لَهُ بِالحُسنِ مُتَّسِمِ

وَحَلَّ في جلّقٍ يَمحو جَهالتَها
كَما مَحا البدرُ لِلدّاجي مِنَ الظُّلمِ

لا ضَيَّع اللَّه سَعياً قَد سَعاهُ وَلا
أَراهُ في الدّهرِ مِن بُؤسٍ وَمِن نِقَمِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما أَحسَن اللّيل إِذ تَزهو كَواكِبهُ
وَالبدرُ قَد مالَ نَحوَ الغَربِ وَاِقتَربا

وَالبَرقُ مِن جَنبِهِ أَبدى تَلامعهُ
عَلى التوالي وَقَد هَبَّت نَسيم صبا

فَأَنجُمُ اللَّيلِ إِذ تَشدو الصَّبا رَقَصت
وَالغَربُ بِالسّيفِ ثمّ الترسِ قَد لَعِبا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَنا مَعشَر الإِسلامِ أَشرَف سؤدَدٍ
وَأَعلى مَعالي المَجدِ بَينَ الأَكارِمِ

بِما أَنّنا أَتباعُ مَن جاءَ رَحمَةً
وَأَرسَلَهُ المَولَى لِكلِّ العَوالمِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بيَ خالٌ بِخَدِّهِ قَد تَبدّى
وَدَنا مِن عِذارِهِ السندسِ

آخِذاً مِن تَحتِ اللّحاظِ مقاماً
قَد حَبانا بَهجَةَ الأَنفُسِ

قلتُ يا حُسنَهُ بِرَوضَةِ وَردٍ
مُستَظِلّاً بِالآسِ وَالنرجِسِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَرى الشّمسَ سُلطاناً لَقَد دامَ مُلكُه
وَما القَمَرُ المَعروفُ إِلّا وَزيرُهُ

يُوَلّيهِ حُكمَ اللّيلِ مِن أَجلِ راحَةٍ
وَيَحكُمُ فيما فيهِ يَبدو ظهورهُ

يُوَلّيهِ شَهراً ثمَّ ينصب غَيره
وَيَعزِلُهُ غَضبان ثمّ يُبيرُهُ

وَحينَ يُولِّيهِ يقوّيهِ راضِياً
إِلى أَن يَصيرَ البدرُ قّد تَمَّ نورُهُ

يَعودُ عَلَيهِ غَير راضٍ بِضَعفِهِ
وَسَلبِ الّذي أَولى فَتوهى أُمورهُ

وَعِندَ اِنقِضاءِ الشرّ يَحكُمُ بِالرّدى
فَيُرديهِ غَضباناً وَيَأتي نَظيرهُ

وَذا حالُ ذا السّلطان مِن حين ما اِنتَشا
وَأَوجدَهُ رَبٌّ إِلَيهِ مَصيرُهُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَيا حُسنَ رَوضٍ بِالشّقائِقِ قَد زَها
تَميلُ بِها الأَغصانُ مَيلَ التبختُرِ

وَقَد مُلِئَت بِالطلِّ عِندَ اِنفِتاحِها
صَباحاً فَسَرَّت كلّ قَلبٍ وَمَنظرِ

كُؤوسٌ مِنَ الياقوتِ فيها مدامَةٌ
وَأُلصِقَ فيها حَبُّ مِسكٍ وَعَنبَرِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الحُكمُ للَّهِ يَبدو حُكمُه حَسَنا
الأَمرُ للَّهِ مَنْ عَمَّ الوَرى مِننا

ما غَيرُ رَبّي لَهُ شَيءٌ فَكُن فَطِناً
المُلكُ للَّهِ مَن يَظفر بِنَيلِ مُنى

يَرددهُ قَهراً وَيَضمَن بَعدهُ الدّرَكا
لَو غَيرُهُ نالَ حَقّاً ملكَ مَنفَعَةٍ

ما كُنت تُبصِرُ مِن مَيتٍ وَمَيّتَةٍ
فَلا شَريكَ لَهُ في مُلكِ مَملكَةٍ

لَو كانَ لي أَو لِغَيري مُلك أُنمُلَةٍ
فَوقَ البَسيطَةِ كانَ الأَمرُ مُشتَرِكا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَنانيكِ ما ذا الهجرُ يا أُمَّ قاسِمٍ
فَرِفقاً بِوَلهانِ الفُؤادِ وَهائمِ

وَليني عَلى الوَلهانِ ذي الوَجدِ وَالجوى
فُؤاداً قَسا كَالصّخرِ لَيسَ براحمِ

فَما بالُهُ تَجفينَهُ وَهوَ سيّدٌ
كَريمٌ مِنَ الأَمجادِ عين الأكارمِ

نَسيبٌ عَريقُ الأَصلِ طابَ نِجارُهُ
بُنَيُّ كِرامٍ في الورى وكرائمِ

وَجيهٌ جَليلٌ في العُيونِ مُوقَّر
جَميلٌ وَسيمُ الوَجهِ لَيسَ بِجاهمِ

شُجاعٌ تَربّى في الوَغى وَهوَ ضَيغم
تَذِلُّ لَهُ خَوفاً أُنوفَ الضّياغمِ

يكرُّ عَلى الآسادِ لا يرهبُ الرّدى
وَيَسطو قَسيَّ القَلبِ سَطوةَ ظالِمِ

يَظنُّ إِذا ما كَرَّ أَن لَيسَ خلفهُ
طَريقٌ بِهِ يَبدو مفرّ لِهاجِمِ

وَيَنقَضُّ كالعقبانِ عندَ اِنقِضاضِها
فَيَرفَعُ كَفّيهِ بِأخذِ الجَماجِمِ

يُعادِلُ آسادَ الوَغى لَو تَجَمّعوا
بِلا الأَسَدِ الرّئبالِ مُردي الهَياضمِ

أَبي العِزِّ خدنِ المَجدِ فَخرُ بَني العُلى
عَلِيّ السّجايا بَعضها جود حاتِمِ

فَذاكَ هِزَبرٌ راجِحٌ لَو وَزَنتَهُ
مَدى الدّهرِ في الدّنيا بِكلِّ الضّياثمِ

هَصور مهيب يَقصِمُ الظّهرَ صيتهُ
وَما كلُّ صيتٍ لِلظهورِ بِقاصِمِ

تَخافُ بِهِ الأَطفالُ وَهيَ بِمَهدِها
وَتهلكُ مِن ذكراهُ حمسُ الجَهاضِمِ

فَيا سَعدَ مَن وافاهُ وَهوَ مُسالِمٌ
وَيا تَعس مَن وافاهُ غَير مُسالِمِ

يَسيرُ عَلى أَقدامِهِ نَحوَ حَتفِهِ
وَلَيسَ مِنَ الهَيجا يَعودُ بِسالِمِ

تَراهُ إِذا قَد رامَ حَربَ عِداتهِ
يَقومُ وثوباً مِثلَ وَثبِ الضراغمِ

وَيَنهَضُ ذا جدٍّ لأخذِ سلاحِهِ
بِجَزمِ أَخي عَزمٍ بِهمَّةِ حازمِ

وَيَلبَسُ دِرعاً مُحكَماً صنع نَسجها
وَمَغفرهُ المُزري بِلبسِ العَمائِمِ

فَيُصبِحُ في حِصنٍ حصينٍ فَما بِهِ
يُؤثّر مِن رمحٍ وَقُضبٍ قَواصمِ

وَيَحمِلُ أَنواعَ الرّماحِ جَميعِها
فَمِن حَربةٍ تُسقى بِسُمِّ الأَراقمِ

وَسُمرٍ عَوالٍ ثمّ لُدنٍ عَوارتٍ
يَقلُّ لَعمري مثلها في اللّهاذِمِ

وَجُعبَتُه ما إِن تعدّ سِهامها
وَما نَصلُها غير القُلوبِ بِطاعِمِ

وَيَحمِلُ أَصنافَ السّيوفِ جَميعها
فَمِن مُرهَفٍ ماضٍ رسوبٍ وَحاسمِ

وَمِن هندوانيٍّ وَعَضبٍ مُهنّدٍ
وإِصليتِ قُرضابٍ وَأَمضى الصّوارِمِ

يَخوضُ إِلى الهَيجاءِ بَحرَ كَريهَةٍ
بِمُعترك الأَبطالِ عِندَ التّصادُمِ

يَموجُ بِفُرسانٍ لُيوثٍ كَواسرٍ
وَما مِثلُهُ بِالمَوجِ مِن مُتَلاطِمِ

يَصولُ على طِرفٍ أَصيلٍ مُشذَّبٍ
مِنَ الرّيحِ مَخلوق مقودِ الشّكائِمِ

فَإِنْ يَعدُ شمتَ الريحَ مَسبوقةً بهِ
وَما غَيرُهُ قَد نالَ سَبقَ النَّسائِمِ

وَما خَيلُهُ إِلّا جيادُ أَصائِلٍ
صَوافن غرٍّ مِن هِجانٍ كَرائِمِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ثَلاثُ بُحورٍ يا لَعَمري تَجَمَّعَت
بِعَيني أَراها وَهيَ تَبدو بِلا اِمتَرا

فَبَحرٌ غَزيرُ العِلمِ ماجَ معارفاً
إِمام إِلى الأَوزاعِ يُنسَبُ في الوَرى

وَبَحرٌ غَزيرُ الجودِ قَد فاضَ جودُهُ
فَأَخجَلَ وَبْلَ السّحبِ لا شَكَّ وَاِزدَرى

وَبَحرٌ هوَ المِلحُ الأُجاجُ وَإِنَّهُ
لَقَد راقَ لي ثَغراً كَما راقَ مَنظَرا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِمَ اِسوَدَّتِ الدّنيا وَلَم يَكُ غاسِقُ
وَأَظلَمَتِ الآفاقُ حَتّى المَشارِقُ

خَليلي رَعاكَ اللَّه قُل ليَ ما الّذي
لَقَد صارَ في الدُّنيا فَإنّكَ صادقُ

فَهَل آنَ خِلِّي للقِيامَةِ وَقتها
وَنَفخٌ بِصورٍ ثمَّ يَصعَقُ صاعِقُ

وَبَعثُ الوَرى وَالحَشرُ ثَمَّ وَإِنّهُ
تَقومُ لِربِّ العالَمينَ الخَلايِقُ

أَرى الكَونَ مُسوَدّاً أَرى الشَّمسَ لَم تَبِنْ
أَرى البَردَ لَم يُسفِرْ وَما هُوَ شارِقُ

وَأَنّ نُجومَ الأُفقِ غَير طَوالعٍ
فَلَم يَبدُ مَسبوقٌ وَلَم يَبدُ سابِقُ

وَأَينَ السّما غَير الظّلام فَلا يَرى
وَلَو جَدَّ بِالتّحديقِ وَالومقِ وامِقُ

أَزالَت وَإِلّا بِالظّلامِ تَحَجَّبَت
فَما شَأنُها قُل لي فَصدرِيَ ضائِقُ

وَما لي أَرى الأَطوادَ لَيسَت بِحالِها
فَكَم قَد هَوَى طَودٌ وَكَم دُكَّ شاهِقُ

وَما لي أَرى الأَطيارَ خُرساً وَلَم يَكُن
عَنِ الصّدحِ وَالتَّغريدِ يَسكتُ ناطِقُ

وَما لي أَراها لا تَطيرُ وَإِنَّها
وَإِنْ هِيَ قَد قُصّت جَناحاً خَوافِقُ

فَما الخَبَرُ الشّافي خَليلي بِهِ اِشفِني
فإِنِّيَ بِالتَّحديثِ مِنك لَواثِقُ

فَأَنتَ أَبو الأَخبارِ يَروي صَحيحها
أَخو الثّقَةِ الثّبتُ الصّدوقُ المصادقُ

وَها لَم أَزَل فيهِ إِلى أَن أَجابَني
وَأَدمُعُه مِن مُقلَتَيهِ دَوافِقُ

بِصَوتٍ خَفِيٍّ قَد يدقّ سَماعهُ
إِجابَةَ باكٍ وَهوَ بِالدّمعِ شارِقُ

وَقالَ نَعَم أَودى خَليفةُ مالِكٍ
وَمالِكُ هَذا العَصرِ مَن لا يسابقُ

إِمامُ ذَوي التّحقيقِ قدّمَ فيهِمُ
وَتَقديمُهُ فيهِم عَلَيهِ تَوافَقوا

وَجيهِ أُولي التّدقيقِ وَهوَ أَميرُهُم
لَهُ نشرَت فيهِم لَديهِ البَيارِقُ

تَأَمَّر فيهِم بِالعلومِ وَضَبطِها
وَأَبرزَها كَيفَ اِقتَضَتها الحَقائِقُ

تَأَمَّر حتّى أَن تَسمّى الأمير في ال
وَرى وَعَلى التلقيبِ فيهِ تَصادَقوا

هُوَ الشّمسُ شَمسُ الدّين وَالهدى ضوؤها
فَكَم فيهِ أُفقٌ قَد أَضاءَ وَخافِقُ

وَكَم قَد مَحا جنحاً مِنَ الجَهلِ داجِياً
فَزالَ وَلَم يَظهَر مِنَ الجَهلِ غاسقُ

سَمِيُّ أَجَلِّ المُرسَلينَ محمّدٍ
عَلَيهِ صَلاة اللَّهِ ما لاحَ بارِقُ

هوَ البحرُ عِلماً عنهُ حَدِّثْ مُبالِغاً
فَأَنتَ عَلى التّحديثِ عنهُ مُوافَقُ

هُوَ الحَبرُ ينبوعُ المَعارِفِ رائِقاً
عَلى سَطحهِ ماءُ المَعارِفِ دافِقُ

هوَ العالِمُ النّحريرُ وَالجَهبذُ الّذي
عَلى كُلّ نحريرٍ سَما هوَ فائِقُ

هُوَ العَلَمُ المَشهورُ في كُلِّ جانِبٍ
فَلَيسَت تَفوقُ الغَرب فيهِ المَشارِقُ

وَخَيرُ شُهودِ المَرءِ بِالفَضلِ في الوَرى
وَعِندَهمُ فيِه اِشتِهارٌ يُطابِقُ

تَصَدَّرَ لِلتأليفِ مِن زَمَنِ الصِّبا
وَدانَت لَهُ فيهِ الصّعابُ الدقائِقُ

تَآليفُهُ جَلَّت وَتِلكَ بَديعةٌ
وَحَلَّت عَلى التّحقيقِ فيها الرّقائِقُ

فَلا فَنَّ إِلّا وَهوَ فيهِ إِمامُه
وَلا مُشكِلَ إِلّا لَهُ هُوَ سابِقُ

عَلى فَضلِهِ كُلُّ الأَفاضِلِ أَجمَعوا
وَمِنهُم بِدونِ الخلفِ تَمَّ التّوافقُ

وَقَد أَذعَنوا طُرّاً فَلَم يَأبَ مِنهُمُ
صَديقٌ صَدوقٌ أَو صَديقٌ مُنافِقُ

وَقَد أَجمَعوا أَن لا يُجارى مسابقاً
وَأَنْهُ يَحوزُ السّبقَ حينَ يُسابِقُ

وَقَد رَضِيَت مِنهُ سَجاياهُ كلّها
وَقَلَّ الّذي تُرضيكَ مِنهُ السّلائِقُ

وَطابَ بِحُسنِ الخلقِ وَالخلقِ سيرَةً
وَصيتاً كَما قَد طابَ مِنهُ الخَلائِقُ

كَجودٍ وَحلمٍ ثمّ حسنِ تَواضُعٍ
وَفي حُسنِ خلقٍ لِلأَنامِ يخالقُ

وَرَفعِ الأَذى وَالضرِّ وَالنّفعِ شَأنُهُ
وَقَد أُمِنَتْ في الدّهرِ منه البَوائِقُ

دَعاهُ إِلى الجَنّاتِ داعي إلَهه
فَلَبّى مُجيباً لَم تَعُقْه العَوائِقُ

وَسارَ يَجدُّ السّيرَ وَهوَ مَشوقُها
وَيا قُربَ مَقصودٍ لَهُ سارَ تائِقُ

وَقَد ساقَهُ رضوانُ مَولاهُ نَحوَها
وَيا فَوزَ مَنْ رِضوان مَولاهُ سائِقُ

وَسارَ إِلى الفِردَوسِ أَرِّخ بِجدّهِ
وَنالَ خُلوداً وَالنبيَّ يُرافِقُ

وَبُشراهُ بِالفَوزِ العَظيمِ وَإِنَّهُ
يُجاوِرُ مَولاهُ وَلَيسَ يُفارِقُ

وَلَكنّنا فيهِ أَصَبنا مُصيبَةً
تَجِلُّ كَما قَد عَظمتها الخَلائِقُ

بِها قُصِمَت مِنّا الظّهورُ وَقَد وَهَت
كَواهِلُنا عَن حَملِها وَعَواتِقُ

قِفا نَبكِهِ حتّى القيامة أَدمُعاً
تَسيلُ بِها الأَحداقُ وَهيَ زَواهِقُ

وَتَبدو بِها الأَرواحُ صاعِدَةً لَها
وَتَنزِلُ مِثلَ الودقِ وَالودقُ وادِقُ

وَحقّ عَلَينا أَن تُشَقّ قُلوبُنا
وَأَكبادُنا لا أَن تُشقّ البَنائِقُ

فَكَم شوهِدَت إِذْ ماتَ مِنهُ كَرامةٌ
عَياناً وَأَمرٌ لِلعَوائِدِ خارِقُ

فَبَسمَلَ عندَ الغَسلِ أَسمَعَ حاضراً
وَعِندَ نُزولِ القبرِ وَالنقلُ صادِقُ

فَيا لَيتَهُ يُفدى وَكنّا فِداءَهُ
وَأَنْ لَم يَكُن مِمّن لَهُ المَوتُ لاحِقُ

وَلَكِنَّما بِالمَوتِ رَبِّي قَد قَضى
وَمَن كانَ ذا نَفسٍ فَلِلمَوتِ ذائِقُ

وَإِنْ كانَ ذاقَ المَوتَ وَالقبرُ حازهُ
فَما زالَ حَيّ الدّهرَ ما بانَ شارِقُ

فَقَد خَلَّف الصيتَ الحَميدَ وَإِنَّهُ
لأذفَرُ مِسكٍ مالئ الكَونِ عابقِ

وَمَن عاشَ ذكراً فَهوَ حيّ حَقيقَةً
وَمَن لَم يَعِش ذِكراً فَذَلك وابِقُ

وَخَلّف فينا نَجلهُ الجهبذَ الّذي
عَلى فَضلِهِ أَهلُ العُلومِ تَطابَقوا

أَبو العِلمِ رَبّ الفَهمِ بَحر مَعارِفٍ
أَخو الحِذقِ يَبدو لا يُدانيهِ حاذِقُ

تَصَدَّرَ للتدريسِ وَالنّفعِ بَعدهُ
تَصدُّرَ كُفؤ وهوَ أَهلٌ وَلائِقُ

فَأَبدى مِنَ التَّحقيقِ كُلَّ عَجيبَةٍ
يَعزّ عَلى الأَفكارِ فيها الطرائِقُ

وَجاءَ بِما لَم تَستَطِعهُ أَوائِلٌ
وَكَم مِن أَخيرٍ لا يُدانيهِ سابِقُ

وَإِن حازَ فَضلاً مِن أَبيهِ فَإِنَّهُ
وَبُشراكُم سامٍ عَلَيهِ وفائقُ

وَلا غَروَ فَاِبنُ اللّيثِ لَيثُ غَضَنفَرٍ
وَلا عَجب فَاِبنُ البَواشِقِ باشِقُ

فَيا أَيّها المَولى الّذي قَلَّ مثلُهُ
فَكالشّمسِ لا مثلَ فَلا فَرق فارِقُ

لَئِن كُنتَ مَولانا أَصبتَ مُصيبَةً
عَلى هَولِها مِنّا تشيبُ المَفارِقُ

تَذَكَّر بِخَيرِ الرّسلِ أَعلى مُصيبَةٍ
يَقِلُّ لدَيك الخطبُ إِذْ أَنتَ ضائِقُ

وَصَبراً فَإِنّ الصّبرَ أَليَقُ بِالفَتى
وَعَن أَجرِهِ مَولايَ يَقصرُ ناطِقُ

وَفيكَ لَنا عَمّن أُصبت أَخا الحجى
بِهِ خَلف مِنهُ اِستطيبَ الخَلائِقُ

وَأَسأَلُ ربّي اللَّهَ حُسنَ عَزائِكم
وَإِعظامه أَجراً بِهِ الفضلُ حائِقُ

وَيُسكِنَهُ الفِردوسَ قُربَ جِوارِهِ
وَفيهِ لَهُ بالدّرِّ تُبنى الجَواسِقُ

وَيَسقِيَ قَبراً ضَمَّهُ غَيثُ رَحمَةٍ
يُقَلِّبُ فيه وَهوَ في ذاك غارِقُ

مَدى الدّهرِ ما هَبَّت رِياحٌ لَواقِحٌ
وَما أمطَرَت غبّ البروقِ البَوارِقُ

كَذا ما اِبنُ فَتحِ اللَّهِ يَسأَلُ قائِلاً
لِمَ اِسوَدَّت الدّنيا وَلَم يكُ غاسِقُ



عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بِروحي مُحيّا الحِبِّ يَحوي عَجائبا
مِنَ الحُسنِ لا تَخفى على أَيّ رائي

فَقنديلُ بِلّورٍ عَلَتهُ نَضارَةٌ
لَهُ الحسنُ ضَوءٌ في كَمالِ بَهاءِ

لَهُ الوجناتُ الحُمرُ أَبهى فَتيلَةٍ
تُضيءُ بِلا رَيبٍ بِماءِ الحَياءِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَن ظَنَّ صَفوَ الدّهرِ أَضحى مُخطِئاً
وَأَخا الجَهالَةِ عادِمَ الأَنظارِ

لا تَرجُ صَفوَ الدّهرِ يا خِدْنَ الحِجَى
فَالدّهرُ مَطبوعٌ عَلى الأَكدارِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَدا البدرُ في الظَّلماءِ وَالحِبُّ زائِري
وَطَرفي وطرف الحِبِّ لَيسَ بِغامِضِ

فَقُلتُ لَهُ ما أَجهل البدرَ إِذ بَدا
فَهَلّا اِختَشى مِنك الخُسوف فَلا يُضي

فَقَابله في شَمسِ الجَبينِ وغرَّةٍ
أَضاءَت وَفي مِسكِ العِذارِ وَعارِضِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 03:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتيتُ في كلِّ ذَنب
وُكلُّ ذَنبي عَظيمُ

وَعَفوَ ربّيَ أَرجو
فَهوَ العفوُّ الكريمُ

وَزادَني حُسنَ ظَنٍّ
كَلامُ رَبّي القديمُ

نَبِّئ عِبادِيَ أَنّي
أَنا الغَفورُ الرّحيمُ


عبداللطيف فتح الله


الساعة الآن 07:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية