منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-20-2024 12:14 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إلى حماك لجأت اليوم يا سندي
إذ أنت أشفق من أمٍّ على ولدِ

أنتَ الجوادُ بلا مَنٍّ ولا سأمٍ
تعطي النضارَ عطاءَ الناس للجددِ

أنت السحاب الذي فاضت مناهلهُ
حتى ارتوى كلُّ صادٍ ذائب الكبدِ

فارحم فَتًى عضَّهُ ناب الزمان بلا
ذنبٍ سوى كونه ذا منطقٍ غَرِدِ

يهوى العلومَ وحبُّ الفضل شيمتهُ
وينظم الشِعرَ نَظمَ السُحب للبرَدِ

جُوزي على نفعهِ ضرًّا يلازمهُ
كأنما الدهر مطبوعٌ على الحسدِ

اليكَ ارفع سؤلي فارعني سمَعَا
يا من غدا بعد باري الكون معتمدي

وعدَّتني وكرام الناس ان وعدوا
وفوا وحاشاك ان تُلغى من العددِ


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:14 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هذِّب وليدكَ وهو طفلٌ راضعٌ
واغرس بهِ حبَّ المعارف عن صِغَر

فالغصن يسهلُ وهو لَدنٌ فتلهُ
ومتى قسا ان شئتَ تُعدِلهُ انكسر

هو ذا غلامٌ بالمعارف هائمٌ
منذ الحداثة عاشقٌ غُرَر الفكر

يصغي ليقتبسَ الفوائد ان رأى
خلاًّ يطارح اهله حلو السَمر

يتلو الكتاب محللاً اشكالهُ
كأَبي حنيفة عندما يتلو السوَر

متأدبٌ بحديثهِ متهذّبٌ
بجلوسه متجنّبٌ ما يحتقر

لا غروَ فهو ابن الذي اعترفت لهُ
أهلُ الحصافة أنه أذكى البشر

فالشد إذا عاينتهُ متمثّلاً
لا بدع هذا الغصن من هذا الشجر


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:14 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بنداك أصبحَ حاتمٌ في قبرهِ
حسداً يئنُّ وما لهُ تأساءُ

ولأنتَ بين أولي المكارم مفردٌ
شهدت بفرط سخائهِ الاعداءُ

قد مثلَّوك ببحرِ ماءٍ زاخرٍ
لكنّهم في ذا المثال اساؤا

فالبحر ملحٌ لا يطاق وجودك
الطامي زلالٌ فيهِ ثمَّ شفاء

والبحرُ يمسك طامعاً ما عندهُ
وغناكَ مبذولٌ بهِ إثراءُ

ما انتَ بحرٌ دام يجمع مُذخراً
بل أنتَ وادٍ سال عنهُ الماءُ


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:14 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قلّدتني منناً تعذَّر وصفُها
ولذاك أصمت إذ أراك وأخجلُ

فلأَنت تفعلُ ما تقولُ ولم اجد
عند الحقيقة من يقولُ ويفعلُ


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:15 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كلامٌ صيغَ من درٍّ يتيمٍ
يليق لجيد ذات الخال عقدا

واشهدُ أنه حلوٌ مذاقاً
أبِن لي كيف صار الدرُّ شهدا


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:15 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما للهداية في العواصم من سبيل
إلا إذا لجأ الغريب إلى دليل

عبثاً يبدّد مالهُ وزمانهُ
من سار آونةَ السياحة كالضليل

لا سيما في مثل هذا القطر من
بعد احتلالٍ حكَّم الضيف الدخيل

روح الحضارة في الكنانة قد سرت
كالبرق تقطع بالدقيقة ألف ميل

وثبت بها في رُبع جيلٍ وثبةً
قامت مقام مسيرها في ألف جيل

فالحقُّ يعلو والعدالة أرهفت
عضباً به الظلم القديم غدا قتيل

والخير يطفح والغنى متدفقٌ
والأمن يرفع في ربى روضٍ ظليل

والأرض تُحرثُ والصنائع ترتقي
والتجر مدّ علائقاً مع كل جيل

والنيل يخزن ماؤهُ حتى إذا
شحَّ السحاب بفيضه كان البديل

ومنائر العمران ينطح روقها
رأس السماك ويزدري الهرم الجليل

والغاز يسطع والبخار مسخَّرٌ
والبرق يوحي والكهارب في السبيل

والخلق يهرج والعواجل ركَّضٌ
والجوّ يضحك والقواطر في عويل

وصحائف الاخبار تنقل للنهى
آثار أهل الأرض من قالٍ وقيل

ومعاهد الآداب بالعلم اغتدت
تهدي المواطن كل ذي فضل نبيل

من كل أروع ماجدٍ متفننٍ
سامي التصور زانهُ الخُلق الجميل

كبرت له نفسٌ به عرجت الى
فلك الفخار بمصعد التعب الجزيل

تحدو به نحو العظائم همةٌ
توحي العزائم من شبا الماضي الصقيل

والطرق تُصلحُ والمنازه جمَّةٌ
والغيد تمرح بالمحاسن تستميل

والزَهر زُهرٌ والورود مجامرٌ
والترَب تبرٌ والجداول سلسبيل

مصداحها يشدو على ادواحها
ورياحها تشجيه بالنسم البليل

فتزخرفت وتفوفت وتدبجت
كجنان عدنٍ قد ثوت بجوار نيل

امساؤها اصباحها وشتاؤها
كربيع جلَّق او بلاد الارخبيل

وكذلك السودان أوتي بعثهُ
من بعد ما اودى به الجهل الوبيل

فجرى على متن السراط وهمه
تعويض ما قد فات مذ عهدٍ طويل

فبدَت طلائعُ زهوه ونمائه
وسمت مطالعُ ذلك الشعب الذليل

ولوسف تنظر كيف يصبح ظافراً
بجميع ما يرجوه في زمنٍ قليل

متوقّلاً ذروات عزٍّ باذخٍ
تثوي بهِ في معقل المجد الاثيل

فالانكليز لقد خلا قاموسهم
من قولنا نحن الاعارب مستحيل

ولذاك انت اليومَ اكثر حاجةً
لشراء سِفرٍ لقَّبوه بالدليل

سفرٌ غدا في بابه كنزاً حوى
كل الغنى ولذاك عزَّ عن المثيل


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:16 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا سائلي عن منتهى
رتب المعالي والشرف

تلك التي من نالها
في قمَّة العليا وقف

يسمو الخلائق سؤدداً
ويفوز منها بالشغف

ان العلوم باسرها
ضُمَّت بصدر المقتطف

فغدا كصرحٍ حافلٍ
ببديع انواع التحف

وبدا ككنزٍ شاملٍ
اسمى الجواهر والطُرف

مفتوحةٌ ابوابهُ
للناس مبذول الغرف

من شاءَ بات ومن يشاءُ
اقام حيناً وانصرف

فيهِ تعلم جاهلٌ
وبهِ تفقه من عرف

وافاد اصناف العباد
ذوي الزراعة والحرف

وأُولي المتاجر والمنا

جم والتنعم والترف
وكذاك ارباب العرو

ش وكل من بهم انتصف
وجلال قدر المرءِ قامَ
بقدرِ إحسانٍ سلف

وجميل هذا الفعل فوق
جميل اعلام السلف

قد قصَّروا عن بعضهِ
طرًّا كما عجز الخلف

فهو الوحيد ولا جدا
ل بما افاض وما اغترف

حكمٌ تقرَّر عند مَن
بالعدل والنُبل اتصف

هيهات ينكرهُ سوى
من زاغ بغياً وانحرف

فافقه اذن يا سائلي
ان كنت لستَ من اعتسف

ان المفاخر والعلى
والمجد اجمع والشرف

والذكر يلبث خالداً
ما دام في البدر الكلف

عقدٌ بجيد مجلةٍ
غراء تدعى المقتطف


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:16 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ابن الأمير الذي دانَت لصولتهِ
هامُ الأعاجم من قُطبٍ إلى قُطبِ

بل يا ابن حامي ذمار العُرب مدَّرعاً
بالحزم والعَزم بين البِيض واليَلَبِ

بل يا ابن من اخرست آياتُ حجتَّهِ
عند الجدال فحول العلمِ والادبِ

وعارضَت سيبهُ السبع البحار على
جهلٍ فعادت تثير الموج من غضب

ناهيكَ اسجاعهُ تلك التي نضخت
عيونُها الراحَ فيهِ نكهة الضرَبِ

لوجال جريالهُ في رأس مفترعٍ
طوداً لطار ومال الطودُ من طَرَبِ

الله اكبر ما للدهر سيئةٌ
لم تُمحَ من بعد ذاك الأروع العربي

الناسك القانت الصوَّام ذو الورع ال
قوَّام من أَمَّ في الاسلام بعد نبي

لأنتَ من أُسرةٍ للدين ما عنيت
للفضل ما احرزت في سالف الحُقبِ

لابدعَ ان نلتَ من سلطاننا املاً
ما دمتَ تُعرَف خيرا بنٍ الخير أبِ

وافتكَ يا بضعة الصدّيق مسرعةً
خير المراتب تبغي خيرة النسبِ

من كان صلبُ ابي بكرٍ يسلسلهُ
وشاهدُ الفخر فيهِ محكم الكُتُبِ

واصبحت أنجم الافلاك تحسدهُ
أيعجبُ الخلقُ ان حلوهُ بالرتبِ

لمن تخبَّأُ القابُ الفخارِ اذا
لم تعطها باعطاء الله للعَرَبِ


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:16 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
في بحر جودك أمسى
بحر النوال غريقا

والمال اصبح يشكو
منك الجفاءَ حقيقا

فيا محمد مهلاً
كن بالنضار رفيقا

يا صادق الوعد يا مَن
صيَّرت قلبي رقيقا

كلَّ الكرام فريقاً
اضحوا وأنتَ فريقا


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:17 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شاب الدجى فتمخَّض الفجرُ
ولد الصباح فكُفّنَ الفجرُ

بكت السماءُ فهشَّ مبتسماً
نجمُ الثرى فتغيبِّت زُهرُ

خطب النهارُ الشمسَ جاد بها
فلكُ السنى فتهيَّأَ المهرُ

فرحت رياضٌ ابرزت حللاً
قد دبَّجتها ديمةٌ بكرُ

غنَّت عنادلُ ارقصت طرباً
هيف الخمائل صفَّق النهرُ

عَزَفت نسيماتُ الصبا هتفت
وُرق الهديل تصبَّب البِشرُ

حضر الوليمةَ كل ذي مقةٍ
ذكر الحبيبَ فهاجه الذِكرُ

سكبوا دمَ الابريق في قدحٍ
فبدا على ياقوتهِ درُّ

لا تعجبوا فكُرات كلّ دم
فيها البياضُ وجلُّها حُمرُ

قد راقهم صحوٌ فنادمهم
صفوٌ فطاب لاهلهِ السكرُ

قد ازوجوا بالماء سلسلهم
فتولَّد الإطرابُ والهذرُ

بزَّ الصب احَ صبوحُهم فقضوا
ساعات انسٍ بزَّها الدهرُ

فتفرقوا ايدي سبا فمضوا
لشؤونهم مذ اذن الظُهرُ

يا مأتماً لليل قام بهِ
عرسُ النهار وولَدَ الخمرُ

كم فيك للالباب من عبَرٍ
لا وصلَ يبقى لا ولا هجرُ

ذي سنَّةٌ في الأرض سائدة
بين الخلائق مذ طى البحرُ


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:17 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حان الفراقُ أيا رفاق قفوا
لوداع شِعر متيَّم الشعرِ

فالنظمُ خان لبُعدكم وفى
دمعٌ يجود عليَّ بالنثرِ

لولا الرجاءُ بعود اُلفتنا
لغدوتُ ابكمَ منتهى الدهرِ

لا بدعَ ان جاد القريضُ هنا
أفليس مصرٌ مهبط السِحرٍِ


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:17 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نقلتَ إلى مصر روض الشآم
بشعرك قبل أوان الربيع

وضوَّعتَ فيها نسيمَ الغياض
فمثَّلت للنفس تلك الربوع

وحلَّيتهُ بنفيس المعاني
ووشيتهُ بالطراز البديع

واجريتَ فيهِ رحيق البيان
فاثملَ قارئهُ والسميع

وقرَّب للذهن ادراكهُ
فحنَّ اليهِ الصبيُّ الرضيع

وذلك من معجزات القريض
وغاي الكلام وآي البديع

فلله أنتَ وما تستجيد
ولله أنتَ وما تستطيع

ولله نظمك بين النظيم
ولله فضلك بين الجميع


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:17 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هذا يراعكَ صَيقلُ الشِعرِ
وحجاك مجمع آيهِ الغُرِّ

وقريضكَ البحرُ الخضمُّ وهل
يعرو النفادُ لآلئَ البحرِ

لك كلَّ يومٍ كلُّ قافيةٍ
من كل معنًى شائقٍ بكرِ

تُجلى فتتلى ثم تُرسلها
فتزفُّ من قُطرٍ الى قُطرِ

ما زلتَ تنفحنا بها غُرراً
وتضمُّها دُرًّا الى دُرِّ

حتى كسوت النظم حليتَهُ
وجعلتَ شعركَ آيةَ العصرِ


عنحوري

الحمدان 08-20-2024 12:18 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جَدِّدْ حَيَاتَكَ بِالصِّيَامِ
فَبِالصِّيَامِ غِذَاء رُوحِكْ

دَاوِ الَّذِي تَشْكُو بِتَقْوَى
اللَّهِ* تَبْرَا مِنْ قُرُوحِكْ

وَاغْنَمْ* أُوَيْقَاتِ التَّجَلِّي
فِي الطَّرِيقِ* إِلَى* نُزُوحِكْ

اشْحَذْ سُمُوَّكَ* عَنْ* حَيَاةِ
اللَّغْوِ وَادْأَبْ فِي طُمُوحِكْ

وَارْقَ* الذُّرَا* وَدَعِ* الثَّرَى
طَالَ المُقَامُ عَلَى سُفُوحِكْ


الأميري

الحمدان 08-20-2024 12:18 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لم تأت معليةً مقامَك أنه
من قبلها بين البرية عالِ

لكنما هي رتبةٌ قد زَيَّنت
عمراً زها بجلائل الأعمال

هذي حياتك في استقامة سيرها
ونشاطها في الخلق خير مثال

حفلت بكل فضيلة ومبرة
فسمت من العلياءِ أوج كمال

أنت العصاميُّ الذي ضمنت له
عزماتُه في العمر كل منال

إذ أنت أول ما نشأتَ مجاهداً
بنزاهة الأقوال والأفعال

والعيشُ حربٌ لا ينال رغيده
إلا معدُّ عزيمة الأبطال

من نيةٍ صدقَت وحسن سريرة
طهرت وطيِّبِ سمعةٍ وخصال

تتدبر الدنيا بعقل واضح
كالنجم زاهٍ نوره المتلالي

ومناقبِ الخلق الكريم كأنها
زهر الربيع يفوح في الآصال

هذي المحامدُ أبلغتك مناصباً
ما أنشئت إلّا لبعض رجال

للَه أنت أباً يبر بولده
وبوزجه من طاهر الأذيال

قد أنجبت خير البنين عقيلةٌ
لك شابهتك برائعات خلال

وكذا السعادةُ أن تعيش ممتَّعاً
بوفاءِ أولاد وذات جمال

ويكون ما قد نلته من رتبةٍ
شرفاً يشار به إلى الأفضال

فاسعد بأسرتك الحبيبة محرزاً
مجداً يحقق أكبر الآمال

واقبل تهانئَ كل قلبٍ مخلصٍ
يدعو لكي تبقى بأنعم بال


خليل

الحمدان 08-20-2024 12:18 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نالني بالسوء من أعرفه
أَنه بالسوءِ فاشٍ خبرُه

يا دميماً شُوِّهَت خلقتُه
فغدا يجرح عيني منظره

ولئيماً فسدت جبلته
وتوالى بالمخازي محضره

ليس ماضيكَ الذي نصرفه
بالذي يمحى سريعاً أَثره

عُداليه واحتجب عنا فقد
كاد أن يعلق فينا شرره

أَبلَغوني أَنه يشتمني
أبلِغوه أَنني أحتقره


خليل

الحمدان 08-20-2024 12:18 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عزاءَك إن خان الصفيُّ المنافقُ
فاكثر من تلقاه خِبٌّ مماذقُ

تناكرت الدنيا عليكَ وربما
تساوى بها في العين خابٍ وشارق

فلا تبتئس إن الحياة خيانة
لها طُرُقٌ معروفة وطرائق

فربَّتَما خان اللسانُ فؤاده
وخان دمٌ بين الجوانح دافق

وخان الضياءُ العينَ والضوءُ واضحٌ
وخان اللسانَ النطقُ والفم ناطق

تصاحب هذي الروح ذا الجسم خدعةً
ترافقه يومين ثم تفارق

وتنبذه حتى كأن لم يعش بها
فينكره أولاده والشقائق

عزاءَك بعض الناس أدنى مكانةً
فَلم أنت مما برَّح الوجدُ فارق

جزعتَ على عهدٍ مضى في إخائه
ضياعاً توالي ودَّه وتصادق

فأكثر هذا الخلق تفنى حياتهم
ضياعاً وكم راحت ضياعاً خلائق

أَطل وترفَّع عن عتابٍ يَمَسُّهُ
كما يتعالى الماءُ والصخر حانق

إذا كان حراً فاعترافٌ بذنبه
وإن كان عبداً خَلِّه وهو آبق

فماذا ترجي منه بعد فضيحةً
أراد بها فتق الذي أنت راتق

ولم تك هذي منه أول مرةٍ
ولكن جرت من قبل هذي سوابق

فداريته دهراً فزاد لجاجةً
وما أنت منه أن يعاود واثق

ففيم ولم تلك المداراةُ إنما
يداري أخٌ مثلي لمثلك صادق

ولم أنت تأسى والسماءُ منيرة
وهذا خريفٌ طيب وحدائق

وطير تغنى في الغصون سعادةً
وزهرٌ وأثمار ودوحٌ بواسق

وأنت سليمٌ واسع الجاه منعمٌ
ومن أنت تهواه قريبٌ موافق

توقَّع هدى تلك القطيعة أنها
بشيرٌ بأن الخير لا شك غادق


خليل

الحمدان 08-20-2024 10:31 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تُريدين لونَ حنيني إليكِ
إذاً طالعي الشمسَ عند المغيب

تريدين طعمَ حنيني إليكِ
إذاً لامسي بيديكِ اللهيب

تريدين حجمَ حنيني إليكِ
إذاً سافري في الفضاء الرحيب

حملتُكِ فيَّ فأنتِ الدماء
و أنتِ وراء الضلوعِ الوجيبْ

و أنتِ حروفي إذا ما نطقتُ
و أنتِ سكوتي الطويل الكئيبْ

وأنتِ إذا ما ضحكت الرنين
وأنتِ إذا ما بكيتُ النحيب

د . غازي القصيبي

الحمدان 08-20-2024 10:34 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏الارض من بعض الاوادم تعاني
‏تدور وتدور الحياة وسننها

‏ودي اوقفها ولوْ لـ ثواني
‏و انزل اشباه الرجاجيل منها

......

الحمدان 08-20-2024 12:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَلامٌ عَلَيكُم رِجالَ الوَفاء
وَأَلفُ سَلامٍ عَلى الوافِيات

وَيا فَرَحَ القَلبِ بِالناشِئينَ
فَفي هَأُلاءِ جَمالُ الحَياة

هُمُ الزَهرُ في الأَرضِ إِذ لا زُهورٌ
وَشُهبٌ إِذا الشُهبُ مُستَخفِيات

إِذا أَنا أَكبَرتُ شَأنَ الشَبابِ
فَإِنَّ الشَبابَ أَبو المُعجِزات

حُصونُ البِلاد وَأَسوارُها
إِذا نامَ حُرّاسُها وَالحُماة

غَدٌ لَهُم وَغَدٌ فيهِم
فَيا أَمسُ فاخِر بِما هُوَ آت

وَيا حَبَّذا الأُمَّهاتُ اللَواتي
يَلِدنَ النَوابِغ وَالنابِغات

فَكَم خَلُدَت أُمَّةٌ بِيَراعٍ
وَكَم نَشَأَت أُمَّةٌ في دَواة

أَنا شاعِرٌ أَبَداً تائِقٌ
إِلى الحُسنِ في الناس وَالكائِنات

أُحِبُّ الزُهور وَأَهوى الطُيورَ
وَأَعشَقُ ثَرثَرَةَ الساقِيات

وَرَقصَ الأَشِعَّةِ فَوقَ الرَوابي
وَضِحكَ الجَداوِل وَالقَهقَهات

تُطالِعُ عَينايَ في ذا المَكانِ
رَوائِعَ فاتِنَةٍ ساحِرات

كَأَنَّ الفَضاء وَفيهِ الطُيورُ
بُحورٌ بِها سُفُنٌ سابِحات

كَأَنَّ الزُهورَ تَرقرَقُ فيها
سَقيطَ النَدى أَعيُنُ باكِيات

وَمِن بُلبُلٍ ساجِعٍ لِمُغَنٍّ
وَمِن زَهرَةٍ غَضَّةٍ لِفَتاة

فَما أَجمَلَ الصَيفَ في الخَلَواتِ
وَأَروَعَ آياتِهِ البَيِّنات

نَضا السُترُ عَن حَسَناتِ الوجودِ
وَكانَت كَأَسرارِهِ الموضمَرات

وَأَحيا رَغائِبَنا الذابِلاتِ
فَعاشَت وَكانَت كَأَرضٍ مَوات

فَفي الأَرضِ سُحر وَفي الجَوِّ عِطرٌ
فَيا لِلكَريم وَيا لِلهِبات

أَمامُكُمُ العَيشُ حُرٌّ رَغيدٌ
أَلا فَاِغنَموا العَيشَ قَبلَ الفَوات


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قُل لِلَّذي أَحصى السِنينَ مُفاخِراً
يا صاحِ لَيسَ السِرُّ في السَنَواتِ

لَكِنَّهُ في المَرءِ كَيفَ يَعيشُها
في يَقظَةٍ أَم في عَميقِ سُباتِ

قُم عُدَّ آلَفَ السِنينِ عَلى الحَصى
أَتَعُدُّ شِبهَ فَضيلَةٍ لِحُصاةِ

خَيرٌ مِنَ الفَلَواتِ لا حَدَّ لَها
رَوضٌ أَغَنُّ يُقاسُ بِالخُطُواتِ

كُن زَهرَةً أَو نَغمَةً في زَهرَةٍ
فَالمَجدُ لِلأَزهار وَالنَغَماتِ

تَمشي الشُهورُ عَلى الوُرودِ ضَحوكَةً
وَتَنامُ في الأَشواكِ مُكتَإِباتِ

وَتَموتُ ذي لِلعُقمِ قَبلَ مَماتِها
وَتَعيشُ تِلكَ الدَهرَ في ساعاتِ

تُحصى عَلى أَهلِ الحَياةِ دَقائِقٌ
وَالدَهرُ لا يُحصى عَلى الأَمواتِ

العُمرُ إِلّا بِالمَآثِرِ فارِغٌ
كَالبَيتِ مَهجورا وَكَالموماتِ

جَعَلَ السِنينَ مَجيدَة وَجَميلَةً
ما في مَطاويها مِنَ الحَسَناتِ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كُلُّ مَيتٍ مَهما عَلا في حَياتِهِ
كُلُّ ثاوٍ تَحتَ الثَرى مِن لِداتِه

لا حُدود وَلا مَقايِّسُ في المَوتِ
تَساوى الجَميعُ في ساحاتِه

حاصِدٌ حَقلَهُ الوجود وَما الأَحياءُ
إِلّا كَشَوكِه وَنَباتِه

مَن نَجا مِنه وَهوَ في رَوحاتِهِ
إِنَّما قَد نَجا إِلى غُدواتِه

لَيسَ زَرعُ الغَصّاتِ مِنهُ لِثَأرٍ
لَيسَ حَصدُ اللَذاتِ مِن لَذّاتِه

إِنَّهُ يَسلُبُ الغِوايَةَ كَالرُشدِ
فَلَيسَ التَميِّزُ مِن عاداتِه

لا تَقُل ما رَأوهُ ذاكَ سِرٌّ
خَبَأَتهُ الحَياةُ في ظُلُماتِه

رُبَّ قَبرٍ نَمشي عَلَيه وَفيهِ
شَهَواتٌ تُربي عَلى ذَراتِه

كُلُّ ذي رَغبَةٍ دَنَت أَو تَسامَت
سَوفَ يَمضي يَوماً بِلا رَغَباتِه

لَيسَ عُمرُ الفَتى وَإِن طالَ إِلّا
ما حَوَتهُ الحَياةُ مِن مَكرُماتِه

يَعيظُ النابِغُ الخَلائِقَ حَيّاً
إِنَّما مَوتُهُ أَجَلُّ عِظاتِه

ظَهَرَ المَوتُ لِلعُيونِ جَديداً
أَمسُ في بَطشِه وَفي فَتَكاتِه

وَهوَ تُربُ الإِنسانِ مُنذُ اِستَ
وى في الأَرضِ حَيّاً يَمشي عَلى خُطُواتِه

وَما الرَدى بِالحَديثِ في الناسِ لَكِن
نُكتَةُ العِلمِ ضاعَفَت رَوعاتِه

فَقَدَ الخَلقُ واحِداً مِن بَينِهِ
وَأَضاعَ القَريضُ خَيرَ حِماتِه

شاعِرٌ كانَ يَرقُصُ الدَهرُ أَحياناً
وَيَبكي حيناً عَلى نَغَماتِه

ذَهَب الساحِرون وَالسِحرُ باقٍ
في عُيونِ المَهى وَفي كَلِماتِه

مُنشِئٌ رَقَّ لَفظُهُ كَسَجاياهُ
وَرَفَّ الجَمالُ في جَنَباتِه

تَوَّجَ الضادَ بِالمَلاحَةِ حَتّى
خالَها القَومُ بَعضَ مُختَرعاتِه

نَقَلَ الأَعصُرَ الخَوالي إِلَينا
في كِتابٍ لِلَّهِ مِن مُعجِزاتِه

فَرَأَينا هوميرُ يُنشِدُ فينا
شِعرُهُ مِثلُ واحِدٍ مِن رُواتِه

كانَ في دَولَةِ السُيوف وَزيراً
أَلمَعِيّا وَدَولَةً في ذاتِه

ما بَكَينا الرُفاتَ لَمّا بَكَينا
كَم رُفاتٍ في الأَرضِ مِثلُ رُفاتِه

بَل بَكَينا لِأَنَّنا قَد حُرِمنا
بِالمَنونِ المَزيدَ مِن آياتِه

راعَنا أَن يَزولَ عَنّا وَإِنّا
لَم نُطِق أَن نُطيلُ جيلَ حَياتِه

قَد أَرَدنا حَملَ البَشائِرِ لِلعِلمِ
فَكُنّا لِأَهلِهِ مِن نُعاتِه

إِنَّ في مِصر وَالشَآمِ دَوِيّاً
ما سَمِعناهُ قَبلَ يَومِ وَفاتِه

وَأَحَسَّ العِراقُ حينَ أَتاهُ
النَعيُ طَعمَ الرَدى بِماءِ فُراتِه

وَبِلُبنانَ رَجفَةٌ تَتَمَشّى
في يَنابيعِه وَفي نَسَماتِه

فَتَّحَ المَوتُ حينَ أَغمَضَ عَينَيهِ
عُيونَ الوَرى عَلى حَسَناتِه

فَهوَ ماضٍ لَهُ جَلالَةُ آتٍ
مِن فُتوحاتِه وَمِن غَزَواتِه

وَالفَتى العَبقَرِيُّ يولَدُ إِذ يولَدُ
في مَهدِه وَيَومَ مَماتِه


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
المَرءُ في غَفَلاتِه وَسُباتِهِ
وَالدَهرُ كَالرِئبالِ في وَثَباتِهِ

وَالعُمر وَالزَمانُ يَجِدُّ في
إِخفائِه وَالمَرءُ في إِثباتِهِ

وَالحَربُ لا تَنفَكُّ بَينَهُما وَلا
يَنفَكُّ هَذا المَرءُ في حَسَراتِهِ

لا تَعجَبوا مِن جَهلِه وَغُرورِهِ
وَتَعَجَّبوا إِن حالَ عَن حالاتِهِ

يَسعى وَلا يَدري إِلى حَيثُ الرَدى
وَكَذا الفَراشُ يَحومُ حَولَ مَماتِهِ

وَتُحَبِّبُ الدُنيا إِلَيهِ نَفسَهُ
فَيُطيعُها وَالنَفسُ مِن آفاتِهِ

وَيُضيرُها إِفلاتُهُ مِن قَيدِها
وَسَعادَةُ الإِنسانِ في إِفلاتِهِ

يَلقى الضَراغِمَ غَيرَ مُكتَرِثٍ بِها
فَإِذا سَطَت ضَرَبَت عَلى سَطَواتِهِ

وَما قاتَلَ البَطَلَ النَجيدَ غَضَنفَرٌ
إِنَّ الغَضَنفَرَ مَن عَصى شَهَواتِهِ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَنَيتُ فُردَوسي وَزَخرَفتُهُ
حَتّى إِذا ما تَمَّ ضَيَّعتُهُ

أَجرَيتُ في أَنهارِهِ كَوثَراً
فَذاقَهُ الناس وَما ذُقتُهُ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا صاحِ كَم تُفّاحَةٍ غَضَّةٍ
يَحمِلُها في الرَوضِ غُصنٌ رَطيب

ناضِجَةٍ تَرتَجُّ في جَوِّها
مِثلَ اِرتِجاجِ الشَمسِ عِندَ المَغيب

حَرَّضَكَ الوَجدُ عَلى قَطفِها
لَمّا غَفا الواشي وَنامَ الرَقيب

لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ
رََِعَت عَنها رَجعَةَ المُستَريب

تَقولُ لِلنَفسِ الطَموحِ اِقسُري
ما سِرقَةُ التُفّاحِ شَأنَ الأَريب

وَرُبَّ صَفراءَ كَلَونِ الضُحى
يَنفي بِها أَهلُ الكُروبِ الكُروب

دارَت عَلى الشَربِ بِها غادَةٌ
كَأَنَّها ظَبيُ الكِناسِ الرَبيب

في طَرفِكَ الساجي هُيامٌ بِها
وَبَينَ أَحشاءَكَ شَوقٌ مُذيب

لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ
رَجَعتَ عَنها رَجعَةَ المُستَريب

تَقولُ لِلنَفسِ الطَموحِ اِقصُري
ما غُرَّ بِالصَهباءِ يَوماً لَبيب

إِيّاك وَإِيّاكَ أَكوابَها
أُختُ الخَنا هَذي وَأُمُّ الذُنوب

وَكَم شِفاهٍ أُرجُوانِيَّةٍ
كَأَنَّها مَخضوبَةٌ بَِلَّهيب

ساعَدَكَ الدَهرُ عَلى لَأمِها
وَرَشفِ ما خَلفَ اللَهيبِ العَجيب

لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ
رَجَعَت عَنها رَجعَةَ المُستَريب

تُعَنِّفُ القَلبَ عَلى غَيِّهِ
وَتَعذُلُ العَينَ الَّتي لا تُنيب

قَتَلتَ نَزعاتِكَ في مَهدِها
وَلَم تُطِع في الحُبِّ حَتّى الحَبيب

وَالآنَ لَمّا اِنجابَ عَنكَ الصِبى
وَلاحَ في المَفرِقِ ثَلجُ المَشيب

وَاِستَسلَمَ القَلبُ كَما اِستَسلَمَت
نَفسُكَ لِليَأسِ المَخوفِ الرَهيب

أَراكَ لِلحَسرَةِ تَبكي كَما
يَبكي عَلى النائي الغَريبِ الغَريب

تَوَدُّ لَو أَنَّ الصِبى عائِدٌ
هَيهاتَ قَد مَرَّ الزَمانُ القَشيب

خَلِّ البُكا يا صاحِبي وَالأَسى
اللَيلُ لا يُقصيهِ عَنكَ النَحيب

لا خَيرَ في الشَيءِ اِنقَضى وَقتُهُ
ما لِقَتيلٍ حاجَةٌ بِالطَبيب


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَوضٌ إِذا زُرتَهُ كَئيبا
نَفَّسَ عَن قَلبِكَ الكُروبا

يُعيدُ قَلبَ الخَلِيِّ مُغراً
وَيُنسِيَ العاشِقُ الحَبيبا

إِذا بَكاهُ الغَمامُ شَقَّت
مِنَ الأَسى زَهرُهُ الجُيوبا

تَلقى لَدَيهِ الصَفا ضُروباً
وَلَستَ تَلقى لَهُ ضَريبا

وَشاهَ قَطرُ النَدى فَأَضحى
رِدائُهُ مَعلَماً قَشيبا

فَمِن غُصونٍ تَميسُ تيهاً
وَمِن زُهورٍ تَضَوَّعُ طيبا

وَمِن طُيورٍ إِذا تَغَنَّت
عادَ المُعَنّى بِها طَروبا

وَنَرجِسٍ كَالرَقيبِ يَرنو
وَلَيسَ ما يَقتَضي رَقيبا

وَأُقحُوانٍ يُريكَ دُرّاً
وَجُلَّنارٍ حَكى اللَهيبا

وَجَدوَلٍ لا يَزالُ يَجري
كَأَنَّهُ يَقتَفي مُريبا

تَسمَعُ طَوراً لَهُ خَريراً
وَتارَةً في الزَرى دَبيبا

إِذا تَرامى عَلى جَديبٍ
أَمسى بِهِ مَربَعاً خَصيبا

أَو يَتَجنّى عَلى خَصيبٍ
أَعادَهُ قاحِلاً جَديبا

صَحَّ فَلَو جائَهُ عَليلٌ
لَم يَأتِ مِن بَعدِهِ طَبيبا

وَكُلُّ مَعنى بِهِ جَميلٌ
يُعَلِّمُ الشاعِرَ النَسيبا

أَرضٌ إِذا زارَها غَريبٌ
أَصبَحَ عَن أَرضِهِ غَريبا


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَضِيَت نَفسي بِقِسمَتِها
فَليُراوِد غَيرِيَ الشُهُبا

كُلُّ نَجمٍ لا اِهتِداءَ بِهِ
لا أُبالي لاحَ أَو غَرُبا

كُلُّ نَهرٍ لا اِرتِواءَ بِهِ
لا أُبالي سالَ أَو نَضَبا

ما غَدٌ يا مَن يُصَوِّرُهُ
لِيَ شَيئاً رائِعاً عَجِبا

ما لَهُ عَين وَلا أَثَرٌ
هُوَ كَالأَمسِ الَّذي ذَهَبا

أَسقِني الصَهباءَ إِن حَضَرَت
ثُمَّ صِف لِيَ الكَأس وَالحَبَبا

لَيسَ يَرويني مَقالَكَ لي
أَنَّها العِقيانُ مُنسَكِبا

إِنَّ صِدقاً لا أُحِسُّ بِهِ
هُوَ شَيءٌ يُشبِهُ الكَذِبا

لا يُنجي الشاةَ مِن سَغَبٍ
أَنَّ في أَرضِ السُهى عَشَبا

ما عَلى مَن لا يُطيقُ يَرى
نَوَّرَ الوادي أَوِ اِكتَأَبا

ما يُفيدُ الطَيرَ في قَفَصٍ
ضاقَ هَذا الجَوُّ أَرَحِبا

بَرِّدي يا سُحبُ مِن ظَمَأي
وَاِهطُلي مِن بَعدِ ذا ذَهَبا

أَو فَكوني غَيرَ راحِمَةٍ
حِمَماً حَمراءَ لا سُحُبا

وَلأَكُن وَحدي لَها هَدَفاً
وَلتَكُن نَفسي لَها حَطَبا

أَنا مِن قَومٍ إِذا حَزِنوا
وَجَدوا في حُزنِهِم طَرَبا

وَإِذا ما غايَةٌ صَعُبَت
هَوَّنوا بِالتَركِ ما صَعُبا


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِيَطرَبَ مَن شاءَ أَن يَطرَبا
فَلَستُ بِمُستَمطِرٍ خُلَّبا

عَرَفتُ الزَمانَ قَريبَ الأَذى
فَصِرتُ إِلى خَوفِهِ أَقرَبا

وَهَذا الجَديدُ أَبوهُ القَديمُ
وَلا تَلِدُ الحَيَّةُ الأَرنَبا

أَرى الكَونَ يَرمُقُهُ ضاحِكاً
كَمَن راءَ في تيهِهِ كَوكَبا

وَلَو عَلِمَ الخَلقُ ما عِندَهُ
أَهَلّوا إِلى اللَهِ كَي يَغرُبا

وَلَو عَلِمَ العيدُ ما عِندَهُم
أَبى أَن يُمَزِّقَ عَنهُ الخِبا

أَلا لا يَغُرَّكَ تَهليلُهُم
وَقَولَتُهُم لَكَ يا مَرحَبا

فَقَد لَبَّسوكَ لِكَي يَخلَعوكَ
كَما تَخلَعُ القَدَمُ الجَورَبا

وَلوعونَ بِالغَدرِ مِن طَبعِهِم
فَمَن لَم يَكُن غادِراً جَرَّبا

وَكائِن فَتىً هَزَّني قَولُهُ
أَنا خِدنُكَ الصادِقُ المُجتَبى

أُرافِقُ مِن شَكلِهِ ضَيغَماً
يُرافِقُ مِن نَفسِهِ ثَعلَبا

هُمُ القَومُ أَصحَبَهُم مُكرَها
كَما يَصحَبُ القَمَرُ الغَيهَبا

أَرانِيَ أَوحَدَ مِن ناسِكٍ
عَلى أَنَّني في عِدادِ الدَبى

وَأَمرَحُ في بَلَدِ عامِرٍ
وَأَحسَبُني قاطِناً سَبسَبا

وَقالَ خَليلِيَ الهَناءُ القُصورُ
وَكَيف وَقَد مُلِأَت أَذأُبا

أَلفتُ الهُمومَ فَلَو أَنَّني
قَدَرتُ تَمَنَّعتُ أَن أَطرَبا

كَأَنَّ الجِبالَ عَلى كاهِلي
كَأَنَّ سُروري أَن أَغضَبا

وَكَيفَ اِرتِياحُ أَخي غُربَةٍ
يُصاحِبُ مِن هَمِّهِ عَقرَبا

عَتِبتُ عَلى الدَهرِ لَو أَنَّني
أَمِنتُ فُؤادِيَ أَن يَعتَبا

وَجَدتُك وَالشَيبُ في مَفرِقي
وَوَدَّعَني وَأَخوكَ الصَبى

فَلَيسَ بُكائِيَ عاماً خَلا
وَلَكِن شَبابي الَّذي غُيِّبا

فَيا فَرَحاً بِمَجيءِ السِنينِ
تَجيءُ السُنونُ لِكَي تَذهَبا

عَجيبٌ مَشيبِيَ قَبلَ الأَوانِ
وَأَعجَبُ أَن لا أَرى أَشيَبا

فَإِنَّ نَوائِبَ عارَكتُها
تَرُدُّ فَتى العَشرِ مُحدَودِبا

وَيا بِنتَ كولَمبَ كَم تَضحَكينَ
كَأَنَّكِ أَبصَرتِ مُستَغرَبا

أَلَيسَ البَياضُ الَّذي تَكرَهينَ
يُحَبِّبُني ثَغرَكِ الأَشنَبا

فَمَن كانَ يَكرَهُ إِشراقَهُ
فَإِنّي أَكرَهُ أَن يُخضَبا

أُحِبُّكَ يا أَيُّها المُستَنيرُ
وَإِن تَكُ أَشَمَتَّ الرَبرَبا

وَأَهوى لِأَجلِكَ لَمعَ البُروقِ
يَ أَعشَقُ فيكَ أَقاحِ الرُبى

وَيا عامُ هَل جِئتَنا مُحرَماً
فَنَرجوكَ أَم جِئتَنا مُحرِبا

تَوَلّى أَخوك وَقَد هاجَها
أَقَلُّ سِلاحٍ بَنيها الظُبى

يُجَندِلُ فيها الخَميسُ الخَميسَ
وَيَصطَرِعُ المُقنَبُ المُقنَبا

إِذا اِرتَفَعَ الطَرفُ في جَوِّها
رَأى مِن عَجاجَتِها هِندِبا

وَجَيّاشَةٍ بَرقُها رَعدُها
تَدُكُّ مِنَ الشاهِقِ المَنكَبا

يَسيرُ بِها الجُندُ مَحمولَةً
قَضاءَ عَلى عَجَلٍ رُكَبا

يَوَدُّ الفَتى أَنَّهُ هارِبٌ
وَيَمنَعُهُ الخَوفُ أَن يَهرُبا

وَكَيفَ النَجاة وَمَقذوفُها
يَطولُ مِنَ الشَرقِ مَن غَرَّبا

وَلَو أَنَّهُ في ثَنايا الغُيومِ
لَما أَمِنَ الغَيمُ أَن يُطلَبا

تَسُحُّ فَلَو أَنَّ تَهتانَها
حَيّاً أَنبَت القاحِلَ المُجدِبا

فَما المَنجَنيق وَأَحجارُهُ
وَما الماضِياتُ الرِقاقُ الَشبا

إِن شَكَتِ الأَرضُ حَرَّ الصَدى
سَقاها النَجيعَ الوَرى صَيِّبا

فَيا لِلحُروب وَأَهوالِها
أَما حانَ يا قَومُ أَن تُشجَبا

هُوَ المَوتُ آتٍ عَلى رُغمِكُم
فَأَلقوا المُسَدَّس وَالأَشطُبا

وَلِلخالِقِ المُلك وَالمالِكونَ
فَلا تَتبَعوا فيكُمُ أَشعَبا

وَلَم أَنسَ مَصرَعَ تيتانِكٍ
وَمَصرَعَنا يَومَ طارَ النَبا

فَمِن شِدَّةِ الهَولِ في صِدقِهِ
رَغِبنا إِلى البَرقِ أَن يَكذِبا

لَيالِيَ لا نَستَطيبُ الكَرى
وَلا نَجِدُ الماءَ مُستَعذَبا

وَباتَ فُؤادِيَ بِهِ صَدعُها
وَبِتُّ أُحاذِرُ أَن يَرأَبا

وَلي ناظِرٌ غَرِقٌ مِثلُها
مِنَ الدَمعِ بِالبَحرِ مُستَوثِبا

إِذا ما تَذَكَّرتُها هِجتُ بي
أَخافُ مَعَ الدَمعِ أَن تُسرَبا

فَأُمسي عَلى كَبِدي راحَتي
أَخافُ مَعَ الدَمعِ أَن تُسرَبا

خُطوبٌ يَراها الوَرى مِثلَها
لِذَلِكَ أَشفَقَ أَن تُكتَبا

لَقَد نَكَبَ الشَرقَ نَكَباتِهِ
وَحاوَلَ أَن يَنكِبَ المَغرِبا

وَأَشقى نُفوسُ بَني آدَمٍ
لِيُرضي السَراحين وَالأَعقُبا

وَلَو جازَ بَينَ الضُحى وَالدُجى
لَقاتَلَ فيهِ الضُحى الغَيهَبا

لَعَلَّك تَمحو جِناياتِهِ
فَنَنسى بِكَ الذَنبَ المُذنِبا

إِذا كُنتَ لا تَستَطيعُ الخُلودَ
فَعِش بَينَنا أَثَراً طَيِّبا

فَإِنَّكَ في إِثرِهِ راهِلٌ
مَشَيتَ السَواكَ أَوِ الهَيدَبى


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَلامٌ عَلى السَيِّدِ المُجتَبى
كَقَطرِ الغمام وَنَشرِ الكَبا

وَيا مَرحَباً بِأَميرِ السَلامِ
وَقَلَّ لَهُ قَولُنا مَرحَبا

قُدومُكَ بَدَّدَ عَنّا الأَسى
كَما يَكشِفُ القَمَرُ الغَيهَبا

وَأَحيا المُنى في فُؤادِ الفَتى
وَرَدَّ إِلى الشَيخِ عَهدَ الصِبى

كَأَنّي بِأَيّارَ خَيرَ الشُهورِ
أَتاهُ البَشيرُ بِذاكَ النَبا

فَوَشّى الرِياض وَحَلّى الحُقولَ
وَزانَ الوِهاد وَزانَ الرُبى

وَقالَ لِأَغصانِهِ صَفِّقي
وَلِلطَيرِ في الأَرضِ أَن تَخطُبا

وَلِلنَسَماتِ تَجوبُ البِلادَ
وَتَملَءُها أَرَجاً طَيِّبا

وَرَنَّت بِأُذني أَغاريدُها
فَقُلتُ لِكَفِّيَ أَن تَكتُبا

فَهَذا القَريضُ حَفيفُ الغُصونِ
وَشَدوُ الطُيور وَنَفحُ الصِبا

طَلَعتَ نَطالَ حُقوقُ الفُؤادِ
كَأَنَّ بِهِ هِزَّةَ الكَهرَبا

وَلَيسَ بِهِ هِزَّةُ الكَهرُباءِ
وَلَكِن رَأى التائِهُ الكَوكَبا

وَأَلقَت إِلَيكَ مَقاليدَها
نُفوسٌ تَخَيَّرَتِ الأَنسُبا

فَيا صاحِبَ الشِيَمِ الباهِراتِ
وَيا مَن تُحِلُّ لَدَيهِ الحُبا

تَقَوَّلَ عَنكَ صِغارُ النُفوسِ
لِأَمرٍ فَما أَدرَكوا مَأرَبا

وَمَن يَسلُبُ الشَمسَ أَنوارَهصا
وَمَن ذا الَّذي يُمسِكُ الصَيِّبا

فَأَحسِن إِلَيهِم وَإِن أَخطَأوا
وَكُن كَالحَيا يُمطِرُ السَبسَبا

إِذا لَم تُسامِح وَأَنتَ الكَريمُ
فَمَن ذا الَّذي يَرحَمُ المُذنِبا

لَقَد طَرِبَ التاج وَالصَولَجانُ
وَحُقَّ لِهَذَينِ أَن يَطرَبا

فَإِن هَنَّأوكَ بِما نِلتَهُ
فَإِنّي أُهَنّي بِكَ المَنصِبا


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا رُبَّ قائِلَة وَالقَولُ أَجمَلُهُ
ما كانَ مِن غادَةٍ حَتّى وَلَو كَذَبا

إِلى ما تَحتَقِرُ الغاداتُ بَينَكُمُ
وَهُنَّ في الكَونِ أَرقى مِنكُم رُتَبا

كُنَّ لَكَم سَبَباً في كُلِّ مَكرُمَةٍ
وَكُنتُم في شَقاءِ المَرأَةِ السَبَ

زَعَمتُم أَنَّهُنَّ خامِلاتِ نُهىً
وَلَو أَرَدنَ لَصَيَّرنَ الثَرى ذَهَبا

فَقُلتُ لَو لَم يَكُن ذا رَأيُ غانِيَةٍ
لَهاجَ عِندَ الرِجالِ السُخط وَالصَخَبا

لَم تُنصِفينا وَقَد كُنّا نُؤَمِّلُ أَن
لا تُنصِفينا لِهَذا لا نَرى عَجَبا

هَيهاتِ تَعدِلُ حَسناءَ إِذا حَكَمَت
فَالظُلمُ طَبعٌ عَلى الغاداتِ قَد غَلَبا

يُحارِبُ الرَجُلُ الدُنيا فَيُخضِعَها
وَيَفزَعُ الدَهرُ مَذعوراً إِذا غَضِبا

يَرنو فَتَضطَرِبُ الآسادُ خائِفَةً
فَإِن رَنَت ذاتُ حُسنٍ ظَلَّ مُضطَرِبا

فَإِن تَشَء أَودَعتُ أَحشائُهُ بَرَداً
وَإِن تَشَء أَودَعتُ أَحشائَهُ لَهَبا

تَفنى اللَيالي في هَم وَفي تَعَبٍ
حَذارَ أَن تَشتَكي مِن دَهرِها تَعَبا

وَلَو دَرى أَنَّ هَذي الشُهبُ تُزعِجُها
أَمسى يَروعُ في أَفلاكِها الشُهُبا

يَشقى لِتُصبِحَ ذاتُ الحَليِ ناعِمَةً
وَيَحمِلُ الهَمَّ عَنها راضِياً طَرِبا

فَما الَّذي نَفَحَتهُ الغانِياتُ بِهِ
سِوى العَذابِ الَّذي في عَينَيهِ عَذُبا

هَذا هُوَ المَرءُ يا ذاتَ العَفافِ فَمَن
يُنصِفهُ لا شَكَّ فيهِ يُنصِفُ الأَدَبا

عَنَّفتِه وَهوَ لا ذَنبَ جَناهُ سِوى
أَن لَيسَ يَرضى بِأَن يَغدو لَها ذَنَبا


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَعطَيتُ مَن أَعشَقُها وردَةً
مِن بَعدِ أَن أَودَعتُها قَلبي

فَجَعَلَت تَنثُرُ أَوراقَها
بِأَنمُلٍ كَالغَنَمِ الرَطبِ

لا تَسأَلوا العاشِقَ عَن قَلبِهِ
قَد ضاعَ بَينَ الضِحك وَاللَعِبِ

لَم أَقطِفِ الوَردَةَ مِن غُصنِها
لَو لَم تَكُن كَالخَدِّ في الإِتِّقاد

وَلَم تُمَزِّق هِندُ أَوراقَها
لَولا اِشتِباهٌ بَينَها وَالفُؤاد


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَقائِلَةٍ ماذا لَقيتَ مِنَ الحُبِّ
فَقُلتُ الرَدى وَالخَوفَ في البُعد وَالقُربِ

فَقالَت عَهَدتُ الحُبَّ يَكسَبُ رَبَّهُ
شَمائِلَ غُرّاً لا تُنالُ بِلا حُبِّ

فَقُلتُ لَها قَد كانَ حُبّاً فَزادَهُ
نُفورُ المَهى راءً فَأَمسَيتُ في حَربِ

وَقَد كانَ لي قَلب وَكُنتُ بِلا هَوىً
فَلَمّا عَرَفتُ الحُبَّ صُرتُ بِلا قَلبِ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ذاتُ شَوكٍ كَالحِرابِ أَو كَأَظفارِ العُقابِ
رَبَضَت في الغابِ كَاللِصِّ لِفَتك وَاِستِلابِ

تَقطَعُ الدَرَبَ عَلى الفَلاح وَالمَولى المَهابِ
صُنتُ عَنها حُرَّ وَجهي فَتَصَدَّت لِثِيابي

كُلَّما أَفلَتُّ مِن نابٍ تَلَقَّتني بِنابِ
فَلَها نَهشُ الأَفاعي وَلَها لَسعُ الذُبابِ

وَأَذاها في سُكوني كَأَذاها في اِضطِرابي
وَهيَ كَالقَيدِ لِساقي وَلِجيدي كَالسَخابِ

فَكَأَنّا في عِناقٍ لا نِضالٍ وَوِثابِ
قُلتُ يا ساكِنَةَ الغاب وَيا بِنتَ التُرابِ

لا تَلَجّي في اِجتِذابي أَو فَلَجّي في اِجتِذابي
إِنَّ عوداً فيهِ ماءٌ لَيسَ عوداً لِاِحتِطابِ

أَنا في فَجرِ حَياتي أَنا في شَرخِ شَبابي
الهَوى مِلءُ فُؤادي وَالصِبى مِلءُ إِهابي

وَالمُنى تَنبُتُ في دَربي وَتَمشي رِكابي
أَنا لَم أَضجَر مِنَ العَيش وَلَم أَملُل صِحابي

لَم أَزَل أَلمَحُ طَيفَ المَجدِ حَتّى في السَرابِ
لَم أَزَل أَستَشعِرُ اللَذَّةَ حَتّى في العَذابِ

لَم أَزَل أَستَشرِفُ الحُسن وَلَو تَحتَ نِقابِ
ما بِنَفسي خَشيَةُ المَوت وَلا مِنهُ اِرتِهابي

أَنا لِلأَرض وَإِن طالَ عَنِ الأَرضِ اِغتِرابي
غَيرَ أَنّي لَم يَزَل ضَرعي لِرَي وَاِحتِلابِ

لَم أَهَب كُلَّ الَّذي عِندي وَلَم يَفرَغ وِطابي
أَنا نَهرٌ لَم أُتَمِّم بَعدُ في الأَرضِ اِنسِيابي

أَنا رَوضٌ لَم أُذِع كُلَّ عَبيري وَمَلابي
أَنا نَجمٌ لَم يُمَزِّق بَعدُ جِلبابَ الضَبابِ

أَنا فَجرٌ لَم تُتَوِّج فِضَّتي كُلَّ الرَوابي
لي رِغابٌ لَم تَلِد بَعدُ بِالتَبابِ

وَبِنفَسِيَ أَلفُ مَعنى لَم يُضَمَّن في كِتابِ
فَإِذا اِستَنفَدتُ ما في دَنِّ نَفسي مِن شَرابِ

وَإِذا أَنجُمُ آمالي تَوارَت في الحِجابِ
وَإِذا لَم يَبقَ في غَيمي ماءٌ لِاِنسِكابِ

وَإِذا ما صُرتُ كَالعَليقِ تِمثالَ اِكتِئابِ
لا يُرجينِيَ مُحتاج وَلا يَطمَعُ سابِ

فَاِجذُبيني إِن يَكُن مِنِّيَ نَفعٌ لِلتُرابِ
فَاِجذُبيني إِن يَكُن مِنِّيَ نَفعٌ لِلتُرابِ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا نَفسُ هَذا مَنزِلُ الأَحبابِ
فَاِنسَي عَذابَكِ في النَوى وَعَذابي

وَتَهَلَّلي كَالفَجرِ في هَذا الحِمى
وَتَأَلَّقي كَالخَمرِ في الأَكوابِ

وَلتَمسَحِ البُشرى دُموعَكِ مِثلَما
يَمحو الصَباحُ نَدىً عَنِ الأَعشابِ

وَاِستَرجِعي عَهدَ البَشاشَةِ وَالرِضى
فَالدَهرُ عادَ تَضاحُكاً وَتَصابي

أَنا بَينَ أَصحابي الَّذينَ أُحِبُّهُم
ما أَجمَلَ الدُنيا مَعَ الأَصحابِ

قَد كُنتُ مِثلَ الطائِرِ المَحبوسِ في
قَفَصٍ وَمِثلَ النَجمِ خَلفَ ضَبابِ

يَمتَدُّ في جُنحِ الظَلامِ تَأَوُّهي
وَيَطولُ في أُذنِ الزَمانِ عِتابي

وَأَهُزُّ أَقلامي فَتَرشَحُ حِدَّةً
وَأَسى وَيَندى بِالدُموعِ كِتابي

حَتّى لَقيتَكُمُ فَبِتُّ كَأَنَّني
لِمَسَرَّتي اِستَرجَعتُ عَصرَ شَبابي

لَيسَ التَعَبُّدُ أَن تَبيتَ عَلى الطَوى
وَتَروحَ في خِرَقٍ مِنَ الأَثوابِ

لَكِنَّهُ إِنقاظُ نَفسِ مُعَذَّبٍ
مِن رِبقَةِ الآلامِ وَالأَوصابِ

لَيسَ التَعَبُّدُ عُزلَةً وَتَنَسُّكاً
في الدَيرِ أَو في القَفرِ أَو في الغابِ

لَكِنَّهُ ضَبطُ الهَوى في عالَمٍ
فيهِ الغِوايَةُ جَمَّةُ الأَسبابِ

وَحَبائِلُ الشَيطانِ في جَنَباتِهِ
وَالمالُ فيهِ أَعظَمُ الأَربابِ

هَذا هُوَ الرَأيُ الصَوابُ وَغَيرُهُ
مَهما حَلا لِلناسِ غَيرُ صَوابِ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جُعتُ وَالخُبزُ وَفيرٌ في وِطابي
وَالسَنا حَولي وَروحي في ضَبابِ

وَشَرِبتُ الماءَ عَذباً سائِغاً
وَكَأَنّي لَم أَذُق غَيرَ سَرابِ

حَيرَةٌ لَيسَ لَها مَثَلٌ سِوى
حَيرَةِ الزَورَقِ في طاغي العُبابِ

لَيسَ بي داءٌ وَلَكِنّي اِمرُؤٌ
لَستُ في أَرضي وَلا بَينَ صَحابي

مَرَّتِ الأَعوامُ تَتلو بَعضَها
لِلوَرى ضِحكي وَلي وَحدي اِكتِئابي

كُلَّما اِستَولَدتُ نَفسي أَمَلاً
مَدَّتِ الدُنيا لَهُ كَفَّ اِغتِصابِ

أَفلَتَت مِنّي حَلاواتُ الرُؤى
عِندَما أَفلَتُّ مِن كَفّي شَبابي

بِتُّ لا الإِلهامُ بابٌ مُشَرَعٌ
لي وَلا الأَحلامُ تَمشي في رِكابي

أَشتَهي الخَمرَ وَكَأسي في يَدي
وَأُحِسُّ الروحَ تَعرى في ثِيابي

يا رِفاقي حَطِّموا أَقداحَكُم
لَيسَ في دَنِّيَ خَمرٌ لِاِنسِكابِ

جَفَّ ضَرعُ الشِعرِ عِندي وَذَوى
وَلَكَم عاشَ لِمَريٍ وَاِحتِلابِ

أَيُّها السائِلُ عَنّي مَن أَنا
أَنا كَالشَمسِ إِلى الشَرقِ اِنتِسابي

لُغَةُ الفولاذِ هاضَت لُغَتي
لا يَعيشُ الشَدوُ في دُنيا اِصطِخابِ

لَستُ أَشكو إِن شَكا غَيري النَوى
غُربَةُ الأَجسامِ لَيسَت بِاِغتِرابِ

أَنا كَالكَرمَةِ لَو لَم تَغتَرِب
ما حَواها الناسُ خَمراً في الخَوابي

أَنا كَالسَوسَنِ لَو لَم يَنتَقِل
لَم يُتَوَّج زَهرُهُ رَأسَ كَعابِ

أَنا في نيويوركَ بِالجِسمِ وَبِالـ
ـروحِ في الشَرقِ عَلى تِلكَ الهِضابِ

في اِبتِسامِ الفَجرِ وَفي صَمتِ الدُجى
في أَسى تِشرينَ في لَوعَةِ آبِ

أَنا في الغوطَةِ زَهرٌ وَنَدىً
أَنا في لُبنانَ نَجوى وَتَصابي

رَبِّ هَبني لِبِلادي عَودَةً
وَليَكُن لِلغَيرِ في الأُخرى ثَوابي

أَيُّها الآتونَ مِن ذاكَ الحِمى
يا دُعاةَ الخَيرِ يا رَمزَ الشَبابِ

كَم هَشَشنا وَهَشَشتُم لِلمُنى
وَبَكَيتُم وَبَكَينا في مُصابِ

وَاِشتَرَكنا في جِهادٍ أَو عَذابِ
وَاِلتَقَينا في حَديثٍ أَو كِتابِ

وَعَرَفتُم وَعَرَفنا مِثلَكُم
أَنَّما الحَقُّ لِذي ظُفرٍ وَنابِ

كُلُّ أَرضٍ نامَ عَنها أَهلُها
فَهيَ أَرضٌ لِاِغتِصابٍ وَاِنتِهابِ

إِنَّني أَلمَحُ في أَوجُهِكُم
دَفقَةَ النورِ عَلى تِلكَ الرَوابي

وَأَرى أَشباحَ أَعوامٍ مَضَت
في كِفاحٍ وَنِضالٍ وَوَثابِ

وَأَرى أَطيافَ عَصرٍ زاهِرٍ
طالِعٍ كَالشَمسِ مِن خَلفِ الحِجابِ

لَيتَهُ يُسرِعُ كَي أُبصِرَهُ
قَبلَ أَن أَغدو تُراباً في التُرابِ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حُرٌّ وَمَذهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذهَبي
ما كُنتُ بِالغاوي وَلا المُتَعَصِّبِ

إِنّي لَأَغضَبُ لِلكَريمِ يَنوشُهُ
مَن دونَهُ وَأَلومُ مَن لَم يَغضَبِ

وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَو اَنَّهُ
خَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِ

يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى
حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ

لي أَن أَرُدَّ مَساءَةً بِمَساءَةٍ
لَو أَنَّني أَرضى بِبَرقٍ خُلَّبِ

حَسبُ المُسيءِ شُعورُهُ وَمَقالُهُ
في سِرِّهِ يا لَيتَني لَم أُذنِبِ

أَنا لا تَغُشُّنِيَ الطَيالِسُ وَالحُلى
كَم في الطَيالِسِ مِن سَقيمٍ أَجرَبِ

عَيناكَ مِن أَثوابِهِ في جَنَّةٍ
وَيَداكَ مِن أَخلاقِهِ في سَبسَبِ

وَإِذا بَصَرتَ بِهِ بَصَرتَ بِأَشمَطٍ
وَإِذا تُحَدِّثُهُ تَكَشَّفَ عَن صَبي

إِنّي إِذا نَزَلَ البَلاءُ بِصاحِبي
دافَعتُ عَنهُ بِناجِذي وَبِمِخلَبي

وَشَدَدتُ ساعِدَهُ الضَعيفُ بِساعِدي
وَسَتَرتُ مَنكِبَهُ العَرِيَّ بِمَنكِبي

وَأَرى مَساوِءَهُ كَأَنِّيَ لا أَر
وَأَرى مَحاسِنَهُ وَإِن لَم تُكتَبِ

وَأَلومُ نَفسي قَبلَهُ إِن أَخطَأَت
وَإِذا أَساءَ إِلَيَّ لَم أَتَعَتَّبِ

مُتَقَرِّبٌ مِن صاحِبي فَإِذا مَشَت
في عَطفِهِ الغَلواءُ لَم أَتَقَرَّبِ

أَنا مِن ضَميري ساكِنٌ في مَعقِلٍ
أَنا مِن خِلالي سائِرٌ في مَوكِبِ

فَإِذا رَآني ذو الغَباوَةِ دونَهُ
فَكَما تَرى في المَاءِ ظِلَّ الكَوكَبِ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عادَت رِياضُ القَوافي وَهيَ حالِيَةٌ
وَكانَ صَوَّحَ فيها الزَهرُ وَالعُشُبُ

وَاِستَرجَعَت دَولَةُ الأَقلامِ نَخوَتَها
وَكانَ أَدرَكَها الإِعياءُ وَالتَعَبُ

بِشاعِرٍ عَبقَرِيٍّ في قَصائِدِهِ
عِطرٌ وَخَمرٌ وَسِحرٌ رائِقٌ عَجَبُ

فَاِشرَب بِروحِكَ خَمراً كُلُّها أَرَجٌ
وَاِنشُق بِروحِكَ عِطراً كُلُّهُ طَرَبُ

وَاِمرَح بِدُنيا جَمالٍ مِن تَصَوُّرِهِ
فَإِنَّها السِحرُ إِلّا أَنَّهُ أَدَبُ

وَاِلبِس مَطارِفَ حاكَتها يَراعَتُهُ
تَبقى عَلَيكَ وَيَبلى الخَزُّ وَالقَصَبُ

كَم دُرَّةٍ يَتَمَنّى البَحرُ لَو نُسِبَت
إِلَيهِ باتَت إِلى مَسعودَ تَنتَسِبُ

لَو أَنَّها فيهِ لَم تَهتَج غَوارِبُهُ
لَكِنَّها لِسِواهُ فَهوَ يَصطَخِبُ

فَلا جَناحٌ إِذا ما قالَ شاعِرُنا
لِلبَحرِ يا بَحرُ أَغلى الدُرِّ ما أَهَبُ

يا شاعِرَ اَلدَيرِ كَم هَلهَلتَ قافِيَةً
غَنّى الرُواةُ بِها وَاِختالَتِ الكُتُبُ

طَلاقَةُ الفَجرِ فيها وَهوَ مُنبَثِقٌ
وَرِقَّةُ الماءِ فيها وَهوَ مُنسَكِبُ

مَرَّت عَلى هَضَباتِ الدَيرِ هائِمَةً
فَكادَ يورِقُ فيها الصَخرُ وَالحَطَبُ

إِذا تَساقى النُدامى الراحَ صافِيَةً
كانَت قَوافيكَ في الراحِ الَّتي شَرِبوا

فَأَنتَ في أَلسُنِ الأَشياخِ إِن نَطَقوا
وَأَنتَ في هِمَمِ الشُبّانِ إِن وَثَبوا

مَسعودُ عيدُكَ وَالشَهرُ الجَميلُ مَعاً
قَد أَقبَلا وَأَنا في الأَرضِ أَضطَرِبُ

يَحُزُّ نَفسِيَ أَنّي اليَومَ مُبتَعِدٌ
وَأَنتَ مِن حَولِكَ الأَنصارُ وَالصُحُبُ

البيدُ وَالناسُ ما بَيني وَبَينَكُمُ
لَيتَ المَهامِهَ تُطوى لي فَأَقتَرِبُ

ما كانَ أَسعَدَني لَو كُنتُ بَينَكُمُ
كَيما يُؤَدّي لِساني بَعضَ ما يَجِبُ

لِصاحِبٍ أَنا تَيّاهٌ بِصُحبَتِهِ
وَشاعِرٍ طالَما تاهَت بِهِ العَرَبُ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَقاحٌ ذاكَ أَم شَنَبُ
وَريقٌ ذاكَ أَم ضَرَبُ

وَوَجهٌ ذاكَ أَم قَمَرٌ
وَخَدٌّ ذاكَ أَم ذَهَبُ

جَمالٌ غَيرُ مُكتَسَبٍ
وَبَعضُ الحُسنِ يُكتَسَبُ

ثَكِلتِ الظَرفَ عاذِلَتي
أَهَذا الحُسنُ يُجتَنَبُ

عَدَدتُ لَها العُيوبَ وَلَيسَ
إِلّا الظَرفُ وَالأَدَبُ

فَتاةٌ بَينَ مَبسَمِها
وَبَينَ عُقودِها نَسَبُ

لَواحِظُها نَمَتها الهِندُ
لَكِن أَهلُها عَرَبُ

مُرَنَّحَةٌ إِذا خَطَرَت
رَأَيتَ الغُصنَ يَضطَرِبُ

مَشَت وَوَنَت رَوادِفُها
فَكادَ الخَصرُ يَنقَضِبُ

يُسَرُّ العاذِلونَ إِذا
نَأَت وَيَعودُني الوَصَبُ

وَيَصطَخِبونَ إِن قَرُبَت
وَعِندي يَحسُنُ الطَرَبُ

فَأَبكي كُلَّما ضَحِكوا
وَأَضحَكُ كُلَّما غَضِبوا


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَفَرَت فَقُلتُ لَها أَهَذا كَوكَبٌ
قالَت أَجَل وَأَينَ مِنّي الكَوكَبُ

وَتَبَسَّمَت فَرَأَيتُ رِئماً ضاحِكاً
عَن لُؤلُؤٍ لَكِنَّهُ لا يوهَبُ

وَتَمايَلَت فَالسَمهَرِيُّ مُصَمِّمٌ
وَرَنَت فَأَبصَرتُ السِهامَ تُصَوَّبُ

أَنشَبتُ أَلحاظي بِوَردِ خُدودِها
لَمّا رَأَيتُ لِحاظَها بي تَنشُبُ

قَد كَلَّمَت قَلبي وَلَم تَرفُق بِهِ
وَاللَحظُ لَو دَرَتِ المَليحَةُ مَخلَبُ

بَيضاءُ ناصِعَةٌ كَأَنَّ جَبينَها
صُبحٌ وَطُرَّتَها عَلَيهِ غَيهَبُ

يا طالَما اِكتَسَبَ الحَريرُ مَلاحَةً
مِنها وَيُكسِبُ غَيرَها ما يَكسَبُ

وَلَطالَما بَعضُ النِساءِ حَسَدنَها
وَلَطالَما حَسَدَ السَليمَ الأَجرَبُ

بَينَ الطِلاءِ وَبَينَهُنَّ قَرابَةٌ
مَشهورَةٌ عَنها الجَميلَةُ تَنكُبُ

إِنَّ المَلاحَةَ عِندَها عَرَبِيَّةٌ
وَجَمالُ هاتيكَ الدُمى مُستَعرَبُ

قُل لِلغَواني إِنَّها خُلِقَت كَذا
الحُسنُ لا يُشرى وَلا يُستَجلَبُ

فَإِذا بَلَغتُنَّ الجَمالَ تَطَرِّياً
فَاِعلَمنَ أَنَّ بَقاءَهُ مُستَصعَبُ

هَيهاتِ ما يُغني المِلاحَ الحُسنُ إِن
كانَت خَلائِقُهُنَّ لا تُستَعذَبُ

إِنّي بَلَوتُ الغانِياتِ فَلَم أَجِد
فيهِنَّ قَطُّ مَليحَةً لا تَكذِبُ

وَصَحِبتُهُنَّ فَما اِستَفَدتُ سِوى الأَسى
ما يُستَفادُ مِنَ الغَواني يُتعِبُ

وَخَبَرتُهُنَّ فَما لِبِكرٍ حُرمَةٌ
تَرعى وَأَغدَرُ مَن رَأَيتُ الثَيِّبُ

لا يَخدَعَنَّكَ ضَعفُهُنَّ فَإِنَّما
بِالضَعفِ أَهلَكَتِ الهَزيرَ الأَرنَبُ


أبو ماضي

الحمدان 08-20-2024 12:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَآنِيَ اللَهُ ذاتَ يَومٍ
في الأَرضِ أَبكي مِنَ الشَقاء

فَرَقَّ وَاللَهُ ذو حَنانٍ
عَلى ذَوي الضُرِّ وَالعَناء

وَقالَ لَيسَ التُرابُ داراً
لِلشِعرِ فَاِرجَع إِلى السَماء

وَشادَ فَوقَ السِماكِ بَيتي
وَمَدَّ مُلكي عَلى الفَضاء

فَاِلتَفَّتِ الشُهبُ حَولَ عَرشي
وَسارَ في طاعَتي الضِياء

وَصِرتُ لا يَنطَوي صَباحٌ
إِلّا بِأَمري وَلا مَساء

وَلا تَسوقُ الغُيومَ ريحٌ
إِلّا وَلي فَوقَها لِواء

فَالأَمرُ بَينَ النُجومِ أَمري
لي الحُكمُ فيها وَلي القَضاء

لَكِنَّني لَم أَزَل حَزيناً
مُكتَئِبَ الروحِ في العَلاء

فَاِستَغرَبَ اللَهُ كَيفَ أَشقى
في عالَمِ الوَحيِ وَالسَناء

وَقالَ مازالَ آدَمِيّاً
يَصبو إِلى الغيدِ وَالطِلاء

وَمَسَّ روحي وَاِستَلَّ مِنها
شَوقي إِلى الخَمرِ وَالنِساء

وَظَنَّ أَنّي اِنتَهى بَلائي
فَلَم يَزِدني سِوى بَلاء

وَاِشتَدَّ نَوحي وَصارَ جَهراً
وَكانَ مِن قَبلُ في الخَفاء

وَصارَ دَمعي سُيولَ نارٍ
وَكانَ قَبلاً سُيولَ ماء

يا أَيُّها الشاعِرُ المُعَنّى
حَيَّرَني داؤُكَ العَياء

هَل تَشتَهي أَن تَكونَ طَيراً
فَقُلتُ كَلّا وَلا غَناء

هَل تَشتَهي أَن تَكونَ نَجماً
أَجَبتُ كَلّا وَلا بَهاء

هَل تَبتَغي المالَ قُلتُ كَلّا
ما كانَ مِن مَطلَبي الثَراء

وَلا قُصوراً وَلا رِياضاً
وَلا جُنوداً وَلا إِماء

وَلَيسَ ما بي يا رَبُّ داءٌ
وَلا اِحتِياجي إِلى دَواء

وَلا حَنيني إِلى القَناني
وَ لا اِشتِياقي إِلى الظِباء

وَلا أُريدُ الَّذي لِغَيري
ذا حِكمَةٍ كانَ أَم مَضاء

لَكِنَّ أُمنِيَّةً بِنَفسي
يَستُرُها الخَوفُ وَالحَياء

فَقالَ يا شاعِراً عَجيباً
قُل لي إِذَن ما الَّذي تَشاء

فَقُلتُ يا رَبِّ فَصلَ صَيفٍ
في أَرضِ لُبنانَ أَو شِتاء

فَإِنَّني هَهُنا غَريبٌ
وَلَيسَ في غُربَةٍ هَناء

فَاِستَضحَكَ اللَهُ مِن كَلامي
وَقالَ هَذا هُوَ الغَباء

لُبنانُ أَرضٌ كَكُلِّ أَرضٍ
وَناسُهُ وَالوَرى سَواء

وَفيهِ بُؤسي وَفيهِ نُعمى
وَأَردِياءٌ وَأَتقِياء

فَأَيُّ شَيءٍ تَشتاقُ فيهِ
فَقُلتُ ما سَرَّني وَساء

تَحِنُّ نَفسي إِلى السَواقي
إِلى الأَقاحي إِلى الشَذاء

إِلى الرَوابي تَعرى وَتَكسى
إِلى العَصافيرِ وَالغِناء

إِلى العَناقيدِ وَالدَوالي
وَالماءِ وَالنورِ وَالهَواء

فَأَشرَفَ اللَهُ مِن عُلاهُ
يَشهَدُ لُبنانَ في المَساء

فَقالَ ما أَنتَ ذو جُنونٍ
وَإِنَّما أَنتَ ذو وَفاء


أبو ماضي


الساعة الآن 04:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية