منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-27-2024 11:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لئن ضاقت عليك فقمتَ تدعو
أيا رباه لي همٌّ كبيرُ

فأبشر بانفراج الكرب حتمًا
وقل يا هم لي ربٌّ كبيرُ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نورٌ يبدو في العتَماتِ
فينير لنا في الظلماتِ

فإذا رُمتَ أخيَّ ضياءً
تلك إذًا إعداد دعاةِ

فترانا نزداد علومًا
ونجوِّد فيها الآياتِ

نتعلم فيها آدابًا
نستنزل فيها البركاتِ

غايتُها أن تنشر علمًا
ما أجملَها من غاياتِ

فلْتُخْلِصْ يا صاحِ فإن
الإخلاصَ يزيد الدرجاتِ

فعسى الله بفضلٍ منه
يدخلُنا أحلى الجناتِ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رفعُ الكفالة عندهم مألوفُ
والشيخ من دون الورى منتوفُ

الظلم تأباه النفوس ترفُّعًا
والعدل دومًا بالردى محفوفُ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:02 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حذار أيا قومِ منعَ الزكاةِ
وإهمالَ شيءٍ به نؤمرُ

وإلا فقحطٌ يصيب العبادَ
ولولا البهائمُ لم يمطروا


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:02 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أفاعلُ أخبرني أنحن يهودُ
فقولك هذا للجحيم وَقودُ

لقد ضاق صدري عن تحمُّل فِرْيةٍ
فهلَّا عن الفحشاء كنتَ تعودُ

فكُفَّ الأذى عني فإني مسالمٌ
وإني لَتخشى مقلتيَّ أُسودُ

ولو ملَّكوني كل شيءٍ وفوقه
لما كنتُ عن أمثالكم سأَسودُ

فسبحان ربي اَليهودُ بمسجدٍ
وأشباهكم عند الأذان رقودُ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:02 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
من مبلغٌ عني حماسَ بأننا
شُمُّ الإباء ومجمَعُ الأبطالِ

من مبلغٌ عني حماسَ بأننا
لا لن نعودَ لصحبة الأنذالِ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:03 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
للحائِرين أَتى فَكـانَ المَولِدُ
وَالوَحيُ بَشَّرَهُ وجاءَ المَوعِدُ

أَوفى رِسالةَ رَبِّهِ مُتَرَفِّقَــاً
نِعمَ الرِّسَالَةُ والرَّسولُ مُحَمَّدُ

شَمسُ الشّموسِ وَنورُها وَضِياؤُها
لَولاهُ لَيلُ الجاهلِيّةِ سَرمَـدُ

لَولاهُ ما عَرفَ الحَيارى رَبَّهُمْ
جَهلاً لِأحجارِ الضَّلالَةِ أَلحدوا

جَعَلَ الفَضائِلَ وَالمَكارِمَ نَهْجَهُ
بَلْ مِنْ فُؤادِ مُحَمّدٍ هِيَ تُولَدُ

سَمْحٌ وإِنْ بَلَغَ التَسامُحُ جَهدَهُ
تُزجيهِ رِفقَاً مِنْ شَمائِلِهِ يَـدُ

يُعطي ويَبذُلُ ما لديهِ مَحَبَّةً
كَالماطِراتِ مِن الغَمامِ وأَجوَدُ

عَفُّ الِّلسانِ كَأَنَ أَيَّ مَذَمَّـةٍ
بِلِسانِ قَومِ مُحَمَّدٍ لا تُوجَدُ

إِنّيْ وقافِيَتيْ وقَلبيْ والمُنى
بِكَ نَرتَجيْ رُشداً وأَنتَ المُرشِدُ

فَابعَثْ إلينا مِن نَسيمكَ نَسمَةً
تَحيا بِها ظَمأى القُلوبِ وأَكبُدُ

واجعلْ لنا يَومَ الشَّفاعَةِ قِسمَةً
غَيرُ النَبيِّ مُحَمّدٍ لا يُقصَــدُ


النهمي

اللهم صل وسلم على نبينا محمد

الحمدان 08-27-2024 11:03 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَسقي زُّهوريْ بِدَمـعٍ ظَـلَّ يَندَلِفُ
وَيَقطِـفُ الدَّهرُ أَزهـاريْ وَينصَرِفُ

هِيَ الحَيـاةُ يُواليْ صَفوَهـا كَـدَرٌ
إنْ جُزتَ مُنعَطَفَـاً يأتيكَ مُنعَطَفُ

قَد هَدَّني السَّيرُ في صَحراءِ أَخيِلَتيْ
وقَد تَعِبـتُ ولـكِنْ لَـستُ أَعـتَرفُ

وَكَيـفَ يَعتَـرِفُ الصَّـاديْ بِمِحنَتِــهِ
وَالنّاسُ مِن حَوضِهِ تَحسوْ وتَغتَرِفُ

أُجَمِّـلُ الصَّبرَ لـكِنْ لَـسْتُ أُظهِـرُهُ
إِنّيْ وإِيّـاهُ في الأَحـداقِ نَعتَـكِـفُ

كَم مَزَّقَ البَحـرُ والأَمـواجُ أَشرِعَتـيْ
والرِّيحُ تَعصِفُ بيْ والوَجْدُ والشَّغَفُ

وَكَم صَرختُ بِوادي الخَوفِ يا فَزَعيْ
أُخـرُجْ إِلـيَّ فَخَـلَّـى يـاءَهُ الألِـفُ

نَزَعتُ بالعَزمِ ما بالقَلبِ من وَجَلٍ
فطـارَ حُـرّاً عُقابَاً فَوقَ ما أَصِـفُ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:03 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وأكثرُ ما أحبُّ من المنايا
كمِيتةِ قارئٍ تالٍ شهيدِ

وأقربها إلى قلبي جميعًا
كمِيتةِ شيخنا عبدِ الحميدِ

فيا رباه أكرمنا جميعًا
ووفقنا إلى القول السديدِ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:04 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أوكلما طرقتَ ببابك شدةٌ
تُدْمي الفؤادَ وتُوهِنُ الأعضاءَ

أوكلما نزلتْ عليك مصيبةٌ
تَرْمي العقولَ وتُكْثِرُ اللأْواءَ

أوكلما قد أمطرتْكَ رَزِيَّةٌ
تُنْسي لشدة وَقْعِها الآلاءَ

بادرتَ في إزهاق روحك يا فتى
فاحذر أخي أن تشبه السفهاءَ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:04 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وإذا بغى الباغي عليَّ فإنني
صوَّبْتُ نحو عِدائه دعواتي

كالصاعد الجبلَ الأشمَّ فإذ به
من قمةٍ يهوي إلى الدركاتِ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:04 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تصبَّرْ يا أخي صبرًا جميلًا
وحسبُكَ أن مولانا عليمُ

وأبشر يا ظَلومُ فسوف تشقى
لأنَّ الظُّلم مرتَعُهُ وخيمُ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:04 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وقالوا تعيش بخيرٍ عميمٍ
وتصبح في بلدٍ آمنِ

لقد غرَّروا فيكَ يا صاحبي
فلعنة ربي على الضامنِ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَدُورُ بِكَ الْأَيَّامُ حَتَّى تَرَى الَّذِي
تَمَنَّيْتَهُ بِالْأَمْسِ غَيْرَ مُحَبَّذِ

كَذَلِكَ نَفْسُ الْمَرْءِ فِي كُلِّ حِقْبَةٍ
لَهَا شَأْنُهَا عِنْدَ الْهَوَى وَالتَّلَذُّذِ


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَالْبَدْرُ يَبْدُو مِنْ بَعِيدٍ سَاطِعَا
فَإِذَا اقْتَرَبْتَ غَدَا حَصَىً وَبَلَاقِعَا

وَالشَّيْءُ يَحْلُو مَا حَوَاهُ غَيْرُنَا
فَإِنِ امْتَلَكْنَاهُ بَدَا مُتَوَاضِعَا

وَالنَّاسُ كَالنِّيرَانِ يَحْرِقُ مَسُّهُمْ
لَـكِنَّ بَعْضَ الْقُرْبِ يَغْدُو نَافِعَا


النهمي

الحمدان 08-27-2024 11:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ماذا جنيت لكي يزيد عذابي
وأفارق الأحباب فوق عقابي

أنا لست أيوب النبيّ بصبره
حتى أُصابر أو يطول مصابي

أنا ليس لي قلبٌ كيعقوبٍ إذا
ما جئت أقوى البعد عن أحبابي


النهمي

الحمدان 08-27-2024 02:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أرى المجدَ في حدِّ الحسام المصممِ
وسيرَ العُلا إثرَ الخميسِ العَرمرَمِ

ومن جعل التدبير في الحربِ هَمّهُ
أذلت إليه كل دهياءَ صَيلَمِ

طغت أُمَمُ السودانِ طوعَ غُرورِها
فَمِن مُنجدٍ في الغي منها ومُتهِم

وأعيا على بأس الرجال انقيادُها
وعاشَ زماناً سَيفُها لم يُثَلَّمِ

فلما دَهَاها بأسُ كُتشِنَرٍ عَنَت
إِليه وأضحت مثلَ نهبٍ مُقَسّم

تُطالعُه شُمُّ الجِبالِ فيرتَقِى
ذُراها وأجوازَ الفلاةِ فَيَرتمي

فأعمَل تلك البيضَ في السّودِ فاكتسَوا
جميعاً بُرُوداً قانِياتٍ من الدّم


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمَا كفَى السيفَ حتَّى جرَّدَ القلما
يوماً يُريق مِداداً أو يُريق دَمَا

فالموتُ إن أَسَر الهيجاءَ مقتَحِماً
والسحرُ إن نَثَر الآياتِ أَو نَظما

ربُّ القوافي الذي تأبى قريحتُه
إلا ابتداعاً ولا يَرضَى بما عَلِما

كأنَّ تِلكَ المعاني في قوالِبها
راحٌ وكأسٌ يَضِلُّ اللبُّ بينهما

هي العقودُ أَضلَّتهم محاسنُها
عن كُنهِها فَدَعَوهَا ضَلَّةً كَلِمَا


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أودى بي الحزنُ واغتال الجوى جلدي
وفرقَ الشجوُ بينَ الروحِ والجَسَدِ

واستهدَفَتني صُروفُ الدهر راميةً
تُصوبُ النبلَ نحوَ القلبِ والكبدِ

ما لِلَّيالي إذا سلت صوارِمَها
بين الخلائِق لا تبقى على أحدِ

أبيتَ يا دهرُ سيراً للرشادِ وأَن
تجرى أموركَ في الدنيا على سَدَدِ

أليسَ يُرضِيكَ أن الناسَ راضيةٌ
بِما رضيتَ لهم من عيشك النكِد

مُستَسلِمونَ لما لو حَلَّ من أُحُدٍ
في شُعبتَيه لَهُدَّت شُعبتا أُحُدِ

رُحماكَ يا دَهرُ بعضَ الإرتفاق بنا
أَسرفت في ظُلمنا رُحمَاكَ فاقتصِد

يا فاتِكاتِ المنايا هل لكم تِرةٌ
لديَّ أم لا فهل للفتك من قودِ

روعتِ مني جريئاً غيرَ ذي فَرَقٍ
واقتدتِ مني عزيزاً غيرَ مُضطهد

ما كان عهدُكَ يا قلبي الضعيفَ إذا
نَبا بكَ الخطبُ أن تبقى على كَمدِ


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
منعَ النفس أن تنالَ مناها
سيرُ تلك الآجال طوعَ قضاها

تشتهي النفسُ أن تعيشَ مدى الدهرِ
وتأبى الأقدارُ إلا فناها

تتمنى لو نالت السعد لكن
كتب اللَه في الكتاب شقاها

أي نفسٍ مرزوءةٍ مثل نفسٍ
سلبتها أيدي المنونِ أخاها

يا أخا الروح ها هي الروحُ أضحت
من عِدادِ الأرواحِ مما دهاها

كنتَ للعين قرةً ثم أمسَت
بعدَكَ اليومَ لا يراها كراها

لا سَقَت بعدكَ السماءُ بساطَ الأرض
غيثاً حتّى يجف ثراها

لهفي والسقامُ أذبل من رَو
ضِكَ أغصانك اللذيذ جَنَاها

لهفي والطبيب قد عادَ يُنبى
أن تِلكَ الداءَاتِ عزَّ دَوَاها

لَهفي والنفوسُ باتَت حَيارى
ووفودُ العُوَّادِ خابَ رَجَاها

يا فقيداً نأى وغادر في أح
شاي نارَ الغضى يَشُبُّ لظاها

لك أشكو لو كنتَ تسمعُ شكوا
ي فآها لو تَنفعُ اليومَ آها

فَحنانيك أيُّها الموتُ كم تَه
تِكُ من حُرمَةِ العِبَادِ حِمَاها

هَبك أَمعَنتَ في البَرايا افتِراساً
ثم لم تُبقَ أرضها وسماها

فنجيبٌ ذو حرمةٍ في البرايا
هي أحرى ياموتُ أن ترعاها


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ليهنكَ يا بيلُ الجلالُ وعزةٌ
يكادُ لها القلبُ الكسيرُ يطيرُ

ملكتَ على الزهدِ الأُلوفَ وكلُّنا
إلى قَطرةٍ مما ملكتَ فقيرُ

إذا كان هذا الطوقُ كالتَّاج قيمةً
فأنتَ بألقابِ الملوك جديرُ

وما المالُ إلا آيةُ الجاهِ في الوَرى
فحيثُ تراهُ فالمقامُ خطيرُ

ولو كان بين الفضلِ والجاهِ نسبةٌ
لزالت عروشٌ جمّةٌ وقصورُ

فيا بيلُ لا تجزَع فَرُبَّ مُتَوَّجٍ
شبيهُكَ إلا منبرٌ وسريرُ

وما أنت في جهلِ المقادير آيةٌ
فمثلُك بين الناطقين كثيرُ

لئن فاتك النطقُ الفصيحُ كما تَرى
فسهمُك من نُطقِ الفؤادِ وفيرُ

وفيتَ بعهدٍ للصديق وما وَفَى
بعهدِ صديقٍ جرولٌ وجَريرُ

فعش صامِتاً واقنَع بحظِّك واغتبط
فما النطقُ إلا آفةٌ وشرُورُ

ضَلالٌ يرى الإنسانُ فضلاً لنفسه
وساعدُه في المَكرُمَاتِ قصيرُ

وما المرءُ إلا صِدقُه ووفاؤُه
وكلُّ كبيرٍ بعد ذاك صغير

وماذا يفيد المرء حسن بيانه
إذاعي بالنطق الفصيح ضميرُ

مدحتُك يا بيلٌ لأني شاعرٌ
وأنت على حسن الجزاءِ قديرُ

ولو كنتَ تدري ما أقولُ لقمت لي
بما لم يقم للمادحين أميرُ


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
زَاحفتُ أيامي وزاحفنني
دهراً فلم أنكل ولم تنكل

لا عزمها واهٍ ولا عزمتي
تصادَمَ الجندلُ بالجندلِ

رمت فلم تُبقِ على مفصِلٍ
لكنَّها طاشَت عن المقتلِ

وليتَها أصمت فما أبتغي
من عيشها إن أنا لم أقتلِ

لا خير في الصبر على غمرَةٍ
لا يأمَلُ الصابِرُ أن تنجلي

صبرتُ في البأساءِ صَبرَ الذي
قِيدَ إلى القتل فلم يحفِل

لا فضلَ في الصبرِ لمستسلمٍ
عي عن الفعلِ فلم يفعَلِ

عِشرونَ عاماً لم تَحُل حالتي
ما أشبه الآخرَ بالأَوّلِ


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أيها الفاتكُ الأثيمُ رويداً
كل يومٍ تكيدُ للتاج كيدا

لا أرى التاجَ في البرية إلا
فلكاً دائراً وأخذاً وردا

يتخطى الرءوس رأساً فرأسا
ماشياً في العُصورِ عهداً فعهدا

فمحالٌ أن يهدِمَ المرءُ صَرحاً
أعجزَ الدهرَ بأسه أن يهدا

عبثاً تقتلُ الملوكَ وعُذراً
لك فيهم لو كنت تحمِلُ حِقدا

آفةُ العَقلِ أن يرى الحمدَ ذَماً
ويرى الخُطَّةَ الدنيئة حمدا

لا يبالي بالموت من عرفَ الموتَ
ومَن لا يرى من الموتِ بدا

غيرَ أن الآجالَ فينا حدودٌ
كلُّ حيٍّ تراهُ يَطلُبُ حَدَّا

أي جفنٍ أجريتَ منهُ دموعاً
كان لولاكَ في السماكين بُعدا

أي رَوعٍ أسكنته في فؤادٍ
كان في فادحِ الحوادثِ جَلدا

ما بكى الفونس خشيةً بل غراماً
ودموعُ الغرامِ أَشرفُ قَصدا

إنَّ قلبَ الجبانِ يَخفق رُعباً
غيرَ قلبِ المحبِّ يخفُقُ وَجدا

كان بين الحياةِ والموتِ شبرٌ
بُدِّل النحسُ في مجارِيهِ سعدا

فرأينا القتيل يَعمُر قصراً
وغريمَ القتيلِ يَعمُر لَحدا

أَنت تقضى والله يقضى بعدلٍ
في البرايا والله أكبر أيدا

جَمرةٌ أطفأَ القضاءُ لظاها
فغدا جمرُها سلاماً وبردا

إنَّ للمالِك الكريم قلوباً
وقفت بينه وبينكَ سدا

فافتدته فكنَّ خيرَ فِداءٍ
لمليكِ وكان نعمَ المُفدى


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إن أسماء في الورى خيرُ أُنثى
صنعت في الوداع خير صنيعِ

جاءَها ابن الزبيرِ يسحبُ دِرعاً
تحتَ درعٍ منسوجةٍ من نجيعِ

قال يا أُمٍّ قد عييتُ بأمري
بين أسرٍ مُرٍّ وقتلٍ فظيع

خانني الصحبُ والزمان فما لي
صاحبٌ غيرَ سَيفي المطبوعِ

وأرى نجمي الذي لاحَ قبلاً
غابَ عني ولم يَعد لِطلوعِ

بذل القومُ لي الأمانَ فما لي
غيره إن قبلته من شفيع

فأجابت والجفن قفر كلآن لم
يك من قبل موطناً للدموع

واستحالت تلك الدموعُ بُخاراً
صاعداً من فؤادها المصدوع

لا تسلم إلا الحياة وإلا
هيكلاً شأنه وشأن الجذوع

إن موتاً في ساحد الحربِ خيرٌ
لكَ من عيش ذلةٍ وخضوع

إن يكن قد أضاعك الناس فاصبر
وتثبت فالله غير مضيع

مت هماماً كما حييتَ هماماً
واحى في ذكرِكَ المجيدِ الرفيعِ

ليس بين الحياةِ والموت إلا
كرةٌ في سوادِ تلك الجموع

ثم قامت تضمه لوداعٍ
هائل ليس بعدَهُ من رُجوع

لمست دِرعه فقالت لعهدي
بك يا ابن الزبيرِ غيرَ جزوع

إن بأس القضاءِ في الناس بأسٌ
لا يُبالي ببأس تلك الدوع

فنضاها عَنهُ وفرَّ إلى الموتِ
بدرعٍ من الفخارِ منيعِ

وأتى أمه النعي فجادَت
بعدَ لأيٍّ بدمعِها الممنوع


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا بني الفقر سلاماً عاطراً
من بني الدنيا عليكم وثناء

وسقى العارضُ من أكواخِكم
معهدَ الصدق ومَهد الأتقياء

كنتمُ خير بني الدنيا ومن
سعدوا فيها وماتُوا سُعداء

عشتم من فقرِكم في غبطةٍ
ومن القلةِ في عيشٍ رَخاء

لا خصامٌ لا مِراءٌ بينكم
لا خداعٌ لانفاقٌ لا رياء

خلقٌ بَرٌ وقلبٌ طاهرٌ
مثل كأس الخمرِ معنىً وصَفاء

ووفاءٌ تثبَتَ الحبُّ به
وثباتُ الحبِّ في الناسِ الوفاء

أصبحت قصتكم معتبراً
في البرايا وعزاءَ البؤساء

يجتلي الناظر فيها حكمةً
لم يُسطِرها يَراعُ الحُكَمَاء

حِكَمٌ لم تقرءوا في كتبها
غيرَ أن طالعتُمُ صُحفَ الفَضاء

وكتابُ الكونِ فيه صُحفٌ
يقرأ الحكمةَ فيها العُقلاء

إن عيش المَرء في وَحدَتهِ
خيرُ عَيش كافِلٍ خَيرَ هَنَاء

فالورى شرٌ وهمٌ دائمٌ
وشقاءٌ ليس يَحكِيه شَقَاء

وفقيرٌ لِغَنىً حاسدٌ
وغنىٌ يستذلَّ الفقراء

وقويٌّ لضعيفٍ ظالمٌ
وضعيفٌ مِن قوىٍّ في عناء

في فضاء الأرض منأى عنهمُ
ونجاءٌ منهمُ أي نَجاء

إن عيش المرءِ فيهم ذلةٌ
وحياةُ الذلِ والموتُ سواء

ليت فرجيني أطاعت بولسا
وأنالته مناهُ في البقاء

ورثت للأدمعِ اللاتي جَرَت
من عيونٍ ما دَرَت كيفض البُكاءِ

لم يكن من رأيها فُرقَتُه
ساعةً لكنه رأيُ القضاء

فارقتهُ لم تكن عالِمةً
أن يومَ المُلتقى يومُ اللقاء

ما لفرجيني وباريس أما
كانَ في القفرِ عن الدنيا غَناء

إن هذا المال كأسٌ مُزِجَت
قطرةُ الصهباءِ فيه بدِماء

لا ينالُ المرءُ مِنه جُرعَةً
لم يَكن في طيّها داءٌ عَيَاء

عَرَضوا المجدَ عليها بَاهِراً
يَدهَشُ الألبابَ حُسناً ورُواء

وأَرُوها زخرفَ الدنيا وما
راقَ فيها مِن نعيمٍ وَثَراء

فأبته وأبى الحبُّ لها
نَقضَ ما أبرَمَه عَهدُ الإِخاء

ودَعَاها الشَوق للقفر وما
ضمَّ مِن خَيرٍ إليهِ وهَناء

فَغَدت أهواؤُها طائرةً
بجناحِ الشوقِ يُزجِيها الرَّجاء

يأمُلُ الإِنسانُ ما يَأمُلُه
وقضاءُ اللَه في الكونِ وراء

ما لِهذا الجوّ أمسى قاتِماً
يُنذرُ الناسَ بويلٍ وبَلاء

ما لِهذا البحر أضحى مائجاً
كَبِنَاءٍ شامخٍ فوقَ بِنَاء

وكأَنَّ الفُلكَ في أمواجِه
رِيشةٌ تحملُها كفُّ الهواء

وَلِفرجِيني يدٌ مبسوطةٌ
بدعاءٍ حين لا يُجدي دُعاء

لَهَفِي والماءُ يَطفو فَوقَه
هيكلُ الحُسنِ وتِمثَالُ الضيّاء

زهرةٌ في الرّوضِ كانت غَضَّةً
تملأُ الدُّنيا جَمالا وبَهاء

من يَراها لا يَراها خُلِقَت
مثلَ خَلقِ الناس من طِينٍ وماء

ظَنَّتِ البحرَ سماءً فهوت
لتُبارى فيه أَملاكَ السّماء

هكذا الدنيا وهذا مُنتهى
كلِّ حيٍّ ما لحيٍّ من بَقاء


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فديتك من جانٍ تجور وتعتبُ
ونبذلُ جهداً في رضاكَ وتغضُبُ

ترى كل شيءٍ حبّةُ قلبه
فتحلو لك العُتبى ويحلو التجنُّب

أما بين أيدٍ ضارعاتٍ مُشفَّعٌ
وبين دُمُوعٍ سائِلاتٍ مُقَرَّبُ

عَهِدناك صباً بالوفاء فما لنا
نرى ماءَ ذاكَ العهدِ قد صارَ يَنضُبُ

قسوتَ وما عهدي بقلبك صخرةٌ
فجوهرُكُ السيَّالُ بالرفق أنسَبُ

فرحماكَ نهرَ النيلِ بالأَنفسِ التي
إذا لم تدارَكها بِرُحمَاكَ تعطَبُ

ورفقاً بهيمٍ ضامراتٍ بُطُونُها
لها الجوعُ عُشبٌ والخصاصَةُ مَشربُ

يَبيتُ حزيناً رَبُّها لِمُصابِها
فيَطوى كما تَطوى الليالي ويَندُب

لقد عاش هذا القفر دهراً حظيرةً
من الخِصبِ في ألوانها تتقلبُ

بها ما يشاءُ الطرفُ من حسنِ منظرٍ
أنيقٍ وما تهوى القلوبُ وترغبُ

فما زالَ سهمٌ للرزايا يصيبُها
وسهمُ الرزايا في الورى لا يخيبُ

إلى أن غدت قفراً فلا غصن ناضرٌ
يلوحُ بمغناها ولا روضَ مُخصِبُ

وكان البنانُ الرطبُ يحسدُ لينَها
فأضحت كصُمِّ الصخرُ أو هي أصلَبُ

فَمُدَّ يداً بيضاءَ مِنك تُنيلُها
مِنَ الخير ما تَرجو وما تَتَطلَّب

وليس لنا إلا الدموع وسيلةٌ
إليك فإن الشبه بالشبه يُجذَبُ

وقد كانَ في فَيض المدامِعِ ناقِعٌ
لِغُلَّتِنا لو كانَ مِثلُك يَعذِبُ

فقدنَاكَ فُقدانَ الرضيعِ لأُمِّه
ولَم يَبقَ مَن يحنُو عليه ويَحدَبُ

فما كنت إلا الروح فارق جسمه
فأني له من بعد في العيش مَأرب

لئن كان قد أقصاكَ قلةُ شكرِنا
لنعماكَ والهِجرانُ نعمَ المؤَدِّبُ

فها يدُنا أن لا نعودَ رهينةَ
وأن لا نزالَ الدهرَ بالشكر نَدأَبُ

لعلكَ خِلتَ الأَرضَ يَبلغ رِيَّها
دماءٌ بأَصقاعِ الجنوبِ تَصبَّبُ

أجل غيرَ أنَّ الحر تكبر نفسه
عن الأمر فيه ما يُهين ويثلبُ

فمن ذا الذي يرضى الحياةَ يشوبُها
من الجَورِ عيشٌ بالدِّماءِ مُخَضَّبُ

أما في قلوبِ الناسِ للناس رحمةٌ
وتُرضِعهم أُمٌ ويجمَعُهم أَبُ


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ضحكاتُ الشيبِ في الشعرِ
لم تَدع في العيش من وَطَرِ

هُنَّ رُسلُ الموتِ سائحةٌ
قبلَه والموتُ في الأَثَرِ

يا بياضَ الشيب ما صنعت
يَدُكَ العَسراءُ بالطُرَرِ

أنتَ ليلُ الحادِثاتِ وإن
كنتَ نورَ الصُبحِ في النظرِ

ليتَ سوداءَ الشبابِ مضت
بسوادِ القلبِ والبَصَرِ

فالصبا كلُّ الحياةِ فإن
مر مرت غبطةُ العُمُرِ


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أردنا سؤالَ الدارِ عَمّن تحمّلوا
فلم نَدرِ مِن فَرطِ البكا كيف نسأَل

وهاج لنا الذكرى معاهدُ أصبحت
تعيثُ صباً فيها وتعبثُ شمأَلُ


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أيها الناظرون هذا خيالي
فيهِ رمزٌ بالاعتبارِ جديرُ

لا تظنُّوا الحياةَ تبقى طَويلاً
هكذا الجسمُ بعد حينٍ يصيرُ


المنفلوطي

الحمدان 08-27-2024 02:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَجِّلْ بِقُرْبِكَ إِنَّ قَلْبِي عَاكِفُ
مَا مَسَّهُ مِنْ ضُرِّهِ
لَا يُوصَفُ
*
عَجِّلْ لِقَاءً لَا يَبِينُ لِمثْلِنَا
فَأَنَا الْقَتِيلُ
إِلَى بِعَادِكَ يُصْرَفُ
*
أَرَأَيْتَ قَلْبًا يَانِعًا
فِي دَمْعِهِ
لِعَبَاءَةِ الْمَجْذُوبِ دَوْمًا عَارِفُ
*
مَا خَانَتِ الْأَحْلَامُ إِلَّا أَنَّهَا
مُتَقَلِّبَاتٌ
لَمْ يَطَأْهَا الْوَاقِفُ
وَأَنَا لِحُبِّكَ

لَمْ أَكُنْ سِوَى عَاقِلٍ
أَرْدَاهُ مَهْلُوكًا فُؤَادٌ مُنْصِفُ


الدريهمي

الحمدان 08-27-2024 02:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تَقُولِي غَيْرَ حُبٍّ
ظَلَّ فِي دَمْعِ الْوِئَامِ

وَاغْفِرِي لَو كُنْتُ يَوْمًا
مُخْطِئًا مِثْلَ الأنَامِ

واذْكُرِي وَقْتًا جَمِيلاً
مَرَّ عَامًا تِلْوَ عَامِ

وَاسْرَحِي عِنْدَ لِقَائِي
فِي خَيَالِي ثُمَّ نَامِي

أَنْتِ حُبِّي مَهْمَا ثُورتِ
مَهْمَا قُلْتِ لَنْ تُلامِي

يَا حَبِيْبَ الْقَلْبِ أَنْتَ
غَايَتِي، كُلُّ المَرَامِ

فَاحْتِراقِي فِي حَنِينِي
كَيفَ يُبْدَى بالْكَلامِ

كَيْفَ أُشْفَى مِنْ عَذَابٍ
بَدْؤُهُ وَصْلُ الْكِرَامِ

إنْ تَرَيَّثْتُ أتَانِي
صَاحِيًا أوْ فِي الْمَنَامِ

لَمْ يَغِبْ عَنْ قَلْبِي يَوْمًا
عَلَّهُ يَدْرٍي هُيَامِي

قَدْ شَرِبْتُ مِنْهُ خَمْرًا
حِيْنَ قَامَ بالسَّلامِ

ثُمَّ قَامَتْ ثُمَّ هَمَّتْ
خُطْوَتَيْنِ بانْتِظَامِ

قُبْلَةُ مِنْ ثَغْرِهَا
كَمْ تَمَنَّيْتُ لِعَامِ

ثُمَّ جَاءَ الْوَصْلُ مِنْهَا
بَعْدَ طُوْلٍ مِنْ مُقَامِي

يُطْفِي نَارًا قَدْ تَمَادَتْ
فِي هَشِيْمٍ مِنْ عِظَامِي

فارْفِقِي بالصَّبِ دَوْمًا
حُبُّهُ مِثْلُ الْحُسَامِ

فالَّذِي بالْحُبِ يَسْرِي
لا يَكُونُ مِنْ لِئَامِ

قَلْبُهُ بالشَّوْقِ يُصْغِي
وَجْهُهُ بَدْرُ التَّمَامِ

بَسْمَةٌ فِي الْوَجْهِ لاحَتْ
حِيْنَ أَسْدَى لِلخِتَامِ

غُرْبَةٌ فِي الْحُبِّ نَحْنُ
قَدْ نَرَاهَا فِي الْخِصَامِ

أَوْ نَرَى وَجْهًا لِأُخْرَى
عِنْدَ بَعْضٍ مِنْ كَلامِ

غُرْبَةٌ دَامَتْ خَيَالاً
تَبْتَغِي بَعْضَ اللِّجَامِ

فَاجْمَعِي قَلْبًا تَمَادَى
وَازْرَعِي وَرْدَ السَّلامِ


الدريهمي

الحمدان 08-27-2024 02:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَنَتْ تَقُودُ الدَّمعَ مِنْ مُقَلِي
تَطُوفُ أَرْجَاءً مِنَ الأمَلِ

تَشْكو فيَشْكُو القَلْبُ مَقْتَلَهُ
مِنَ الَّتِي صَابَتْهُ بالْعِلَلِ

مَا بَالُهَا أَبْدَتْ مَودَتَهَا
كأنّنَي قَدْ بِتُ فِي الْحُلَلِ

ثُمَّ الَّتِي مَا كُنْتُ أَعْرِفُهَا
إخْلافُهَا أقْوَى مِنَ الْقَتْلِ

حَطَّتْ عَلَى وَجْهِي ابْتِسَامَاتِ
الرُّؤَى وَلَمْ تُرِدْ سِوَى أَجَلِي

مِنْ أَجْلِهَا قَدْ ثوُرتُ مُمْتَطِيًا
قَلْبِي عَلَى سَحَابَةِ الْعَجَلِ

أرْجُو التِقَاءَ الثَّغْرِ لِي يَومًا
رَجَاءَ مَظْلُومٍ مِنَ الْأَزَلِ

حَنَّتْ لِغَيري فِي مَوَدَتِهَا
حَنِينَ مَلْهُوفٍ بِلا عَقْلِ

نَسَتْ قَبِيلَ السُّكْرِ عَرْبَدَةً
قَلْبًا سَجِينًا فِي الْهَوَى مِثْلِي

قَضَتْ بِهَجْرٍ مَا رَضَيْتُ بِهِ
إذْ غُرْبَةٌ جَاءَتْ مَعَ الْعَزْلِ

لا تَقْتُلِي بِالْهَجْرِ مُحْتَرِقًا
وَأَحْسِنِي إليْهِ بِالوَصْلِ


الدريهمي

الحمدان 08-27-2024 02:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَابَنْتِي إِنْ أردْتِ آيةَ حُسْنٍ
وجَمالاً يَزِينُ جِسْماً وعَقْلاَ

فانْبِذِي عادةَ التَّبرجِ نَبْذاً
فجمالُ النُّفوسِ أسْمَى وأعْلَى

يَصْنَع الصّانِعُون وَرْداً ولَكِنْ
وَرْدَةُ الرَّوض لا تُضَارَعُ شَكْلا

صِبْغَةُ اللّهِ صِبْغَةٌ تَبْهَر النَّفْسَ
تعالى الإلَهُ عَزّ وجَلاّ

ثمَّ كُوني كالشَّمس تَسْطَع لِلنَّاسِ
سَواءً مَْ عَزّ مِنْهُم وَذلاّ

فامْنَحِي المُثْرِيَاتِ لِيناً ولُطْفاً
وامْنَحِي البائساتِ بِرّاً وفَضْلا

زِينَةُ الوَجْه أَن تَرَى العَيْنُ فيه
شَرَفاً يَسْحَرُ العُيُونَ ونُبْلا

واجعَلِي شيِمةَ الْحَيَاءِ خِماراً
فَهْوَ بِالْغَادة الكَريمةِ أَوْلَى

ليس لِلْبِنْت في السَّعادة حَظُّ
إن تَنَاءَى الحياءُ عَنْها ووَلَّى

والْبَسِي مِنْ عَفَاف نَفْسِكِ ثوْباً
كلُّ ثَوْب سِوَاه يَفْنَى ويَبْلَى

وإذا ما رأَيتَ بُؤْساً فَجُودِي
بدُموع الإِحْسَان يَهْطِلْن هَطْلا

فدُمُوع الإِحسان أَنْضَر في الْخدّ
وأَبَهى من اللآلِي وأَغْلَى

وانظُرِي في الضَّمير إِن شِئْتِ مرآةً
ففيه تبدُو النفوسُ وتُجْلَى

ذاكَ نُصْحِي إلى فتَاتِي وسُؤْلي
وابْنَتَي لا ترُدّ للأَب سُؤْلا


الجارم

الحمدان 08-27-2024 02:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَسَمِعْتَ شَدْوَ الطَّائِرِ الْغِرِّيدِ
هَزِجًا يُنَاغِي فَجْرَ يَوْمِ الْعِيدِ

وَبَدَا عَمُودُ الصُّبْحِ أَبْيَضَ نَاصِعًا
كَالسَّلْسَلِ الضَّحْضَاحِ فَوْقَ جَلِيدِ

أَوْ كَالْيَدِ الْبَيْضَاءِ تَنْضَحُ بِالنَّدَى
وَالْغَيْثِ أَوْ جِيدِ الْعَذَارَى الْغِيدِ

أَوْ كَاقْتِبَالِ الْحُسْنِ بَعْدَ تَحَجُّبٍ
أَوْ كَابْتِسَامِ الدَّلِّ بَعْدَ صُدُودِ

وَإِذَا لَمَحْتَ الشَّرْقَ خِلْتَ عَرَائِسًا
مَاسَتْ بِثَوْبٍ كَالشَّبَابِ جَدِيدِ

يَرْفُلْنَ فِي ضَافِي الضِّيَاءِ نَوَاعِمًا
فِي سِحْرِ أَنْغَامٍ، وَلِينِ قُدُودِ

وَدَمُ الشَّبَابِ لَهُ رَوَائِعُ نَشْوَةٍ
مَا نَالَهَا يَوْمًا دَمُ الْعُنْقُودِ


الجارم

الحمدان 08-27-2024 02:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَاذَا طَحَا بِكَ يَا صَنَّاجَةَ الأدَبِ
هَلاَّ شَدَوْتَ بِأَمْدَاحِ ابْنَةِ العَرَبِ

أطَارَ نَوْمَكَ أَحْدَاثٌ وَجَمْتَ لَهَا
فَبِتَّ تَنْفُخُ بَيْنَ الهَمِّ والْوَصَبِ

وَالْيَعْرُبِيَّةُ أَنْدى مَا بَعَثْتَ بِهِ
شَجْواً مِنَ الْحُزنِ أَوْ شَدْواً منَ الطَّرَب

رُوحٌ مِنَ اللّهِ أَحْيَتْ كُلَّ نَازِعَةٍ
مِنَ البَيَانِ وَآتَتْ كُلَّ مُطَّلَبِ

أَزْهَى مِنَ الأَمَلِ البَسَّامِ مَوْقِعُهَا
وَجَرْسُ أَلْفَاظِهَا أَحْلَى مِنَ الضَّرَبِ

وَسْنَى بِأخْبِيَةِ الصَّحْرَاءِ يُوقِظهَا
وَحْيٌ مِنَ الشَّمْسِ أَوْ همْسٌ مِنَ الشهبِ

تُحْدَى بِهَا اليَعْمَلاَتُ الكُومُ إِنْ لَغِبَتْ
فَلاَ تُحِسُّ بِإِنْضَاءٍ وَلاَ لَغَبِ

تَهْتَزُّ فَوْقَ بِحَارِ الآلِ رَاقِصَةً
وَالنَّصْبُ لِلنيبِ يَجْلُو كُرْبَةَ
النَّصَبِ

لَمْ تَعْرِف السَّوْطَ إِلاَّ صَوْتَ مُرْتَجِزٍ
كَأنَّ في فيهِ مِزْماراً مِنَ القَصَبِ

تُصْغِي إِلَى صَوْتِهِ الأَطْيَارُ صَامِتَةً
إِذَا تَردَّدَ بَيْنَ القُورِ وَالهِضَبِ

كَأنَّهُ وَظَلاَمُ اللَّيْل يَكْنٌفُهُ
غُثَاءَةٌ قُذِفَتْ في مَائِجٍ لَجِبِ

قَدْ خَالَطَ الوَحْشَ حَتَّى مَا يُرَوّعُهَا
إِذَا تَعَرَّضَ لَمْ تَنْفِرْ وَلَمْ تَثِبِ

يَرْنُو بِعَيْنٍ عَلَى الظَّلْمَاءِ صَادِقَةٍ
كَأَعْيُنِ النَّسْرِ أَنّى صُوّبَتْ تُصِبِ

هُوَ الْحَيَاةُ بِقَفْرٍ لا حَياةَ بِهش
كالمَاءِ في الصّخْرِ أَوْ كالمَاءِ في الْحَطَبِ

يَبِيتُ مِنْ نَفْسِهِ في مَنْزِلٍ خَضِلٍ
وَمِنْ شَبَا بِيضِهِ في مَعْقلٍ أَشِبِ

يَهْتَزُّ للجُودِ والمَشْتَاةُ بَاخِلَةٌ
وَالقُرُّ يَعْقِدُ رَأْسَ الكلْبِ بالذّنَبِ

تهْفُو إِلَيْهِ بَنَاتُ الْحَيّ مُعْجَبَةً
وَالْحُبُّ يَنْبُتُ بَيْنَ العُجْبِ وَالعَجَبِ

إِذَا تَنَقَّبْنَ إِذْ يَلْقَيْنهُ خَفَراً
فَشَوقُهُنَّ إِليْهِ غَيْرُ مُنْتقِبِ

تَرَاهُ كُلُّ فَتَاةٍ حِينَ تَفْقِدُهُ
في البَدْرِ والسَّيْفِ والضِّرغَامِ وَالسُّحُبِ

زَيْنُ الفِنَاءِ إِذَا مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ
لِلْقَوْلِ لَبَّاهُ مِنْهُ كُلُّ مُنْتَخَبِ

أَوْ هَزَّ شَيْطَانُهُ أَوتَارَ مَنْطِقِهِ
فَاخْشَ الأَتِيَّ وَحَاذِرْ صَوْلَةَ العُبُبِ

مَامَسَّ بِالكَفِّ أَوْرَاقاً وَلاَ قَلَماً
وَرَأْيُهُ زِنَةُ الأَوْرَاقِ وَالكُتُبِ

يَطِيرُ لِلحَرْبِ خِفّاً غَيْرَ مُدَّرِعٍ
في شِدَّةِ البَأْسِ مَا يُغْنِي عَنِ اليَلَب

إذَا دَعَاهُ صَرِيخٌ كَانَ دَعْوَتَهُ
وَإنْ دَعَتْهُ دَوَاعِي الذُّعْرِ لَمْ يُجِبِ

لاَ تَرْهَبُ الْجَارَةُ الْحَسْنَاءُ نَظْرتَهُ
كَأَنَّ أَجْفَانَهُ شُدَّتْ إِلَى طَنُبِ

جَزِيرَةٌ أَجْدَبَتْ فِ كُلِّ نَاحِيَةٍ
وَأَخْصَبَتْ في نَوَاحِي الخُلْقِ والأَدَبِ

جَدْبٌ بِهِ تَنْبُتُ الأَحْلاَمُ زَاكِيَةً
إِنَّ الحِجَارَةَ قَدْ تَنْشَقُّ عَنْ ذَهَبِ

تَوَدُّ كُلُّ ريَاضِ الأَرْضِ لَوْ مُنِحَتْ
أَزْهَارُهَا قُبْلَةً مِنْ خَدِّهَا التَّرِبِ

وَتَرْتَجِي الغِيدُ لَوْ كَانَتْ لآلِئُهَا
نَظْماً مِنَ الشِّعْرِ أَوْ نَثْراً مِنَ الْخُطَبِ

يَا جِيرَةَ الْحَرَمِ المَزْهُوِّ سَاكِنُهُ
سقَى العُهُودَ الْخَوالِي كُلُّ مُنْسَكِبِ

لِي بيْنَكُمْ صِلَةٌ عَزَّتْ أوَاصِرُهَا
لأَنَّهَا صِلَةُ القُرآنِ وَالنَّسَبِ

أرى بعَيْنِ خَيالي جاهِليَّتكُمْ
ولِلتَّخيُّلِ عَيْنُ القَائِفِ الدَّربِ

وَأَشْهَدُ الْحَشْدَ لِلشُّورَى قَدِ اجْتَمعُوا
وَلَسْتُ أَسْمَعُ مِنْ لَغْوٍ وَلاَ صَخَبِ

مِنْ كُلِّ مُكْتَهِلٍ بالبُرْدِ مُشْتَمِلٍ
لِلقَوْلِ مُرْتَجِلٍ لِلهُجْرِ مُجْتَنِبِ

وَأَلْمَحُ النَّارَ في الظَّلْمَاءِ قَدْ نُصِبَتْ
لِطَارِقِ اللَّيْلِ وَالْحَيْرَانِ والسَّغبِ

نَارٌ وَلَكِنَّها قَدْ صُوِّرَتْ أَمَلاً
بَرْداً إِذَا خَابَتِ الآمَالُ لَمْ يَخِبِ

رَمْزُ الْحَيَاةِ وَرَمْزُ الْجُودِ مَا فَتِئَتْ
فَوْقَ الثَّنِيَّاتِ تَرْمِي الجَوَّ باللَّهَبِ

يَشُبُّهَا أرْيحي كُلَّمَا هَدَأَتْ
أَلْقَى عَلَى جَمْرِهَا جَزْلاً مِنَ الحَطَبِ

وَأُبْصِرُ القَوْمَ يَوْمَ الرَّوْعِ قَدْ حُشِدُوا
لِلْمَوتِ يَجْتَاحُ أَوْ لِلنَّصْرِ وَالغَلَبِ

يَرْمُونَ بِالشَّرِّ شَراً حِينَ يفْجَؤُهُمْ
وَرَايُهُمْ فَوْقَهُمْ خَفَّاقَةُ العَذَبِ

وَأَحْضُرُ الشُّعَرَاءَ اللُّسْنَ قدْ وَقَفُوا
وَلِلْبَيانِ فِعَالُ الصَّارِمِ الذَّرِبِ

أَبُو بَصيرٍ لَهُ نَبْرٌ لَوْ اتُّخِذَتْ
مِنْهُ السِّهَامُ لَكَانَتْ أَسْهُمَ النُّوَبِ

إِذَا رَمَاهَا كمَا يَخْتَارُ قَافِيَةً
دَارتْ مَعَ الفَلَكِ الدَّوَّارِ في قُطُبِ

وَأُغْمِضُ العَيْنَ حِيناً ثُمَّ أَفْتَحُهَا
عَلَى جَلاَلٍ بِنُورِ الْحَقِّ مُؤتَشِبِ

نُورٌ مِنَ اللّهِ هَالَ القَوْمَ سَاطِعُهُ
وَلَيْسَ يُحْجَبُ نُورُ اللّهِ بِالْحُجُبِ

تَكَلَّمَتْ سُوَرُ القُرْآنِ مُفْصِحَةً
فَأَسْكَتَتْ صَخَبَ الأَرْمَاحِ والقُضُبِ

وَقَامَ خَيْرُ قُرَيْشٍ وَابْنُ سَادَتِهَا
يَدْعُو إِلَى اللّهِ في عَزْمٍ وفي دَأبِ

بِمَنْطِقٍ هَاشمِيِّ الوَشْي لَوْ نُسِجَتْ
مِنْهُ الأَصَائِلُ لَمْ تَنْصُلْ وَلَمْ تغِبِ

طَابَتْ بِهِ أَنْفُسُ الأيَّامِ وَابْتَهَجتْ
ومَرَّ دَهْرٌ وَدَهْرٌ وَهي لَمْ تَطِبِ

وَهُزَّتِ الرَّاسِيَاتُ الشمُّ وَارْتَعَدَتْ
لِهَوْلِهِ البَاتِرَاتُ البِيضُ في القُرُبِ

وَأَصْبَحَتْ بِنْتُ عَدْنَانٍ بِنَفْحَتِهِ
تِيهاً تُجَرِّرُ مِن أَذْيالِهَا القُشُبِ

فَازَتْ برُكْنٍ شَديدٍ غَيْرِ مُنْصَدِعٍ
مِن البَيَانِ وَحَبْلٍ غَيْرِ مُضْطَرِبِ

وَلَمْ تَزَلْ مِنْ حِمى الإِسْلاَمِ في كَنَفٍ
سَهْلٍ وَمْن عِزِّه في مَنْزِلٍ خَصِب

حَتَّى رَمَتْهَا اللَّيَالي في فَرَائدها
وَخَرَّ سُلْطَانُهَا يَنْهَارُ مِنْ صَبَبِ

وَعَاثَت الْعُجْمَةُ الْحَمْقَاءُ ثَائِرَةً
عَلَى ابْنَةِ البِيدِ في جَيْشٍ مِنَ الرَّهَبِ

يَقُودُهُ كُلُّ وَلاَّغٍ أَخِي إِحَنٍ
مُضَمَّخٍ بِدِمَاءِ العُرْبِ مُخْتَضِبِ

لَمْ يُبْقِ فِيهَا بِنَاءً غَيْرَ مُنْتقِضٍ
مِنَ الفَصِيحِ وَشَمْلاً غَيْرَ مُنْقضَبِ

كَأَنَّ عَدْنَانَ لَمْ تَملأْ بَدَائِعُهُ
مَسامِعَ الكَوْنِ مِنْ نَاءٍ وَمُقْتَرِبِ

مَضَتْ بِخَيْرِ كُنوزِ الأَرْضِ جَائِحةٌ
وَغَابَت اللُّغَةُ الفُصْحَى مَعَ الغَيَبِ

لَوْلا فُؤَادٌ أَبُو الفَارُوقِ مَا وجَدَتْ
إِلَى الْحَيَاةِ ابنَةُ الأَعْرَابِ مِنْ سَبَبِ

أعَزَّ مِنْهَا حِمىً رِيعَتْ كَرَائِمُهُ
وَكَانَ مَمْنُوعُهُ نَهْباً لمُنْتهِبِ

وَرَدَّ بِالمَجْمَعِ المَعْمُورِ غُرْيَتَهَا
وَحَاطَها بِكَرِيمِ العَطْفِ والْحَدَبِ

يَا عُصْبَةَ الَخَيْرِ لِلْفُصْحَى وَشِيعَتِها
حَيَّاكِ صَوْبُ الْحَيَا يَا خِيرَةَ العُصَبِ

هَلمَّ فَالْوَقْتُ أَنْفَاسٌ لَهَا أَمَدٌ
وَلاَ أقُولُ بأنَّ الوَقْتَ مِنْ ذَهَبِ

فَإِنَّمَا المَرْءُ فِ الدُّنْيَا إِقَامَتُهُ
إِقَامَةُ الطَّيْفِ وَالأَزْهَارِ وَالْحَبَبِ

الدَّهْرُ يُسرِعُ وَالأَيَّامُ مُعْجِلَةٌ
وَنَحْنُ لَمْ نَدْرِ غَيْرَ الوَخْدِ والْخَببِ

وَالمُحْدَثَاتُ تَسُدُّ الشَّمْسَ كَثْرَتُهَا
وَلَمْ تَفُزْ بِخَيَالِ اسْمٍ وَلاَ لَقَبِ

وَالتَّرْجَمَاتُ تَشُنُّ الْحَرْبَ لاَقِحَةً
عَلَى الفَصِيح فَيَا لِلْوَيْلِ وَالْحَرَبِ

نَطيرُ لِلَّفْظِ نَسْتَجْدِيه مِنْ بَلَدٍ
نَاءٍ وَأَمثْالُهُ مِنَّا عَلَى كَثَبِ

كَمُهْرِقِ المَاء في الصَّحْراءِ حِينَ بَدَا
لِعَيْنِهِ بَارِقٌ مِنْ عَارِضٍ كَذِبِ

أَزْرَى بِبِنْتِ قُرَيْشٍ ثمَّ حَارَبَها
مَنْ لاَ يُفرِّقُ بَيْنَ النَّبْعِ وَالغَرَبِ

وَرَاحَ فِي حَمْلَةٍ رَعْنَاءَ طَائِشَةٍ
يَصُولُ بالْخَائِبَيْن الْجَهْلِ وَالشَّغَبِ

أنْتْرُكُ العَرَبيَّ السَّمْحَ مَنْطِقُهُ
إلَى دَخِيلٍ مِنَ الألْفَاظِ مُغْتَرِبِ

وَفِي المَعَاجِمِ كَنْزٌ لاَ نَفَادَ لَهُ
لِمَنْ يُمَيِّزُ بَيْنَ الدُّرِّ وَالسُّخُبِ

كَمْ لَفْظَةٍ جُهِدَتْ مِمَّا نُكرِّرُهَا
حَتَّى لَقَدْ لَهَثتْ مِنْ شِدَّةِ التَّعَبِ

وَلَفْظَةٍ سُجِنَتْ في جَوْفِ مُظْلِمَةٍ
لَمْ تَنْظُر الشَّمْسُ مِنْهَا عَيْنَ مُرْتَقِبِ

كَأنَّمَا قَدْ تَوَلَّى القَارِظَانِ بِهَا
فَلَمْ يَؤُوبَا إِلَى الدَّنْيَا وَلَمْ تَؤُبِ

يَا شِيخَةَ الضَّادِ وَالذِّكْرَى مُخَلِّدَةٌ
هُنَا يُؤَسَّسُ مَا تَبْنُونَ لِلْعَقِبِ

هُنَا تَخُطُّونَ مَجْداً مَا جَرَى قَلَمٌ
بِمِثْلِهِ في مَدَى الأَدْهَارِ وَالْحِقَبِ

لَبَّيْكَ يَا مَلِكَ الوَادِي وَمُنْشِئَهُ
يَا حَارِسَ الدِّين وَالآدَابِ وَالْحسَبِ

هَذَا غِرَاسُكَ قَدْ مَاسَتْ بَوَاسِقُهُ
تُدَاعِبُ الرِّيحَ في زَهْوٍ وَفي لَعِبِ

المُلْك فِي بَيْتِكمْ كَسْباً وَمَوْهِبَةً
يُزْهَى عَلَى كلِّ مَوْهُوبٍ وَمُكْتَسَبِ

سَفِينَةٌ أَنْتَ مُجْرِيهَا وَكَالِئُهَا
مِنَ الزَّعَازِعِ لاَ تَخْشَى أَذَى العَطَبِ

وَأُمَّةٌ أنْتَ مَجْرِيهَا وَحَافِزُهَا
في حَلْبَةِ السَّبْقِ لاَ تُبْقي عَلَى القَصَبِ

وَدِيعَةُ اللّهِ صِينَتْ في يَدَيْ مَلِكٍ
للّهِ مُرْتَقِب للّهِ مُحْتَسِبِ

بَصِيرَةٌ كَضِيَاءِ الصُّبْحِ لَوْ لَطَمَتْ
غَيَاهِبَ اللَّيْلِ لم يُظْلِمْ وَلَمْ يُهَبِ

وَعَزْمَةٌ كَحَديدِ النَّصْلِ لَوْ طَلَبَتْ
زُهْرَ الكَواكِبِ نَالَتْ غَايَةَ الطَّلَبِ

قَدْ صَمَّمَتْ فَمَضَتْ عَجْلَى لِمقْصِدَهَا
تَحثُو التُّرابَ بِوَجْهِ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ

فَانْظُرْ تَرى مِصْرَ هَلْ تَلْقَى لَهَا مَثَلاً
في صَوْلَةِ المُلْكِ أَوْفى قُوَّةِ الأُهَبِ

فَثَرْوَةٌ مِنْ سَريِّ العِلْمِ وَاسِعَةٌ
وَثَرْوَةٌ مِنْ سريِّ الْجَاهِ وَالنَّشَبِ

بَنَى فُؤَادُ بِنَاءَ الْخَالدِيِنَ مِصْرَ واحْتَجَبَتْ
فَإِنَّ بِرَّ يَدَيْهِ غَيْرُ مُحْتَجِبِ

مَنْ مُبْلِغُ العُرْبِ أَنَّ الضَّادَ قَدْ بَلَغتْ
بِقُرْبِ صَاحِبِ مِصْرٍ أَرْفَعَ الرُّتَبِ

أَعَادَ مَجْداً لَهَا مَالَتْ دَعَائِمُهُ
فَيَا لهَا قُرْبَةً مَنْ أَعْظَمِ القُرَبِ

وَحَفَّهَا بِسِيَاجٍ مِنْ عِنَايَتِهِ
كَمَا تُحَفُّ جُفُونُ العَيْنِ بالهُدُبِ

إِنْ عَقَّهَا أَهْلُ وَادِيها وَجيرَتُها
فَأَنْتَ أَحْنَى عَلَيْهَا مِنْ أَخٍ وَأَبِ

رَأَتْ بِرَبْعِكَ عِزَّ المُلْكِ فَانْصَرَفَتْ
عَنْ ذِكر لُبْنَى وَذِكْرَى رَبْعِهَا الْخرِبِ

لاَذَتْ بِأَكْبَرِ مِعْوَانٍ لِذِي أمَلٍ
نَاءٍ وَأَشْرَفِ عُنْوَانٍ لِمُنْتَسِبِ

عِشْ لِلْكِنَانةِ تَبْلُغْ أَوْجَ عِزَّتِهَا
وَلْلعُلاَ وَالنَّدَى وَالعِلمِ والأدَبِ

وَعاشَ فَارُوق نَجْماً في تأَلُّقِهِ
سَعْدُ السُّعودِ وَفِيه مُنْتَهَى الأَرَبِ


الجارم

الحمدان 08-27-2024 02:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَنْ مُجِيرِي مِنْ حَالِكَاتِ اللَّيَالِي
نُوَبَ الدَّهْرِ مَا لَكُنَّ وَمَا لِي

قَدْ طَوَانِي الظَّلَامُ حَتَّى كَأَنِّي
فِي دَيَاجِي الْوُجُودِ طَيْفُ خَيَالِ

كُلُّ لَيْلٍ لَهُ زَوَالٌ وَلَيْلِي
دَقَّ أَطْنَابَهُ لِغَيْرِ زَوَالِ

كُلُّ لَيْلٍ لَهُ نُجُومٌ، وَلَكِنْ
أَيْنَ أَمْثَالُهُنَّ مِنْ أَمْثَالِي

تَثِبُ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ وَشَمْسِي
عُقِلَتْ دُونَهَا بِأَلْفِ عِقَالِ

لَا أَرَى حِينَمَا أَرَى غَيْرَ حَظِّي
حَالِكَ اللَّوْنِ عَابِسَ الْآمَالِ


الجارم

الحمدان 08-27-2024 02:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَبْصَرْتُ أَعْمَى فِي الضَّبَابِ بِلَنْدَنٍ
يَمْشِي فَلَا يَشْكُو وَلَا يَتَأَوَّهُ

فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ الْهِدَايَةَ مُبْصِرٌ
حَيْرَانُ يَخْبِطُ فِي الظَّلَامِ وَيَعْمَهُ

فَاقْتَادَهُ الْأَعْمَى فَسَارَ وَرَاءَهُ
أَنَّى تَوَجَّهَ خَطْوُهُ يَتَوَجَّهُ

وَهُنَا بَدَا الْقَدَرُ الْمُعَرْبِدُ ضَاحِكًا
وَمَضَى الضَّبَابُ وَلَا يَزَالُ يُقَهْقِهُ


الجارم

الحمدان 08-27-2024 02:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَلَّقَ النَّسْرُ كَمَا شَاءَ وَصَاحْ
وَرَمَى بِالْقَيْدِ فِي وَجْهِ الرِّيَاحْ

وَجَلَا عَنْ رِيشِهِ الْعَارَ كَمَا
تَنْجَلِي الْأَصْدَاءُ عَنْ بِيضِ الصِّفَاحْ

وَأَطَاحَ الْقَفَصَ الْمَشْئُومَ لَا
تَعْرِفُ الْجِنُّ مَتَى أَوْ أَيْنَ طَاحْ

كَمْ قَضَى اللَّيْلَ بِهِ مُسْتَيْئِسًا
جَزِعًا بَيْنَ أَنِينٍ وَنُوَاحْ

وَلَكَمْ حَنَّ إِلَى أَوْطَانِهِ
قَلِقَ الْأَضْلَاعِ خَفَّاقَ الْجَنَاحْ

يُرْسِلُ الْعَيْنَ فَلَا يَلْقَى سِوَى
لُجَجٍ خُضْرٍ دَمِيمَاتٍ شِحَاحْ

يَشْتَكِي لِلَّيْلِ فِي وَحْشَتِهِ
فَإِذَا غَابَ تَشَكَّى لِلصَّبَاحْ

ذَهَبَ الْمَاضِي مَجِيدًا حَافِلًا
رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَيْنَ رَاحْ

أَإِسَارُ الْحُرِّ حَقٌّ سَائِغٌ
وَإِبَاءُ الْحُرِّ شَيْءٌ لَا يُبَاحْ

وَإِذَا مُدَّتْ لِإِحْسَانٍ يَدٌ
هَزَّتِ الْفِتْنَةُ أَطْرَافَ الرِّمَاحْ

وَإِذَا جَفَّتْ لَهَاةٌ ظَمَأً
ضَنَّتِ الْأَنْفُسُ بِالْمَاءِ الْقَرَاحْ

وَإِذَا مَالَ أَخٌ نَحْوَ أَخٍ
مَلَأَ الْأَفْوَاهَ شَغْبٌ وَصِيَاحْ

وَإِذَا أَنَّ جَرِيحٌ دَنِفٌ
لِطَبِيبٍ، قِيلَ لَا تَشْكُ الْجِرَاحْ

هَلْ عَلَى الْمَفْجُوعِ فِي أَوْطَانِهِ
حَرَجٌ إِنْ رَدَّدَ الشَّكْوَى وَبَاحْ

أَوْ عَلَى مَنْ رَامَ أَنْ يَحْيَا كَمَا
يَتَمَنَّى الْحُرُّ ذَنْبٌ أَوْ جُنَاحْ

أَوْ عَلَى الْعَانِي مَلَامٌ إِنْ رَنَا
بَعْدَ عِشْرِينَ، لِإِطْلَاقِ السَّرَاحْ

ثُمَّ قَالُوا لَمْ يَصُنْ مِيثَاقَهُ
وَنَبَا عَنْ خُلُقِ الْعُرْبِ السِّمَاحْ

أَيُّ عَهْدٍ يَرْتَضِيهِ بَاسِلٌ
عَرَبِيُّ النَّبْعِ رِيفِيُّ الْجِمَاحْ

أَيُّ عَهْدٍ هُوَ أَنْ أُذْبَحَ مِنْ
غَيْرِ سِكِّينٍ وَلَا أَشْكُو الذُّبَاحْ

هُوَ عَهْدُ الذِّئْبِ يُمْلِيهِ عَلَى
شَاتِهِ الْمِخْلَبُ وَالنَّابُ الْوَقَاحْ

وَهُوَ الْقُوَّةُ مَا أَجْرَأَهَا
إِنْ مَشَتْ يَوْمًا إِلَى الْحَقِّ الصُّرَاحْ

كَمْ سِلَاحٍ صَالَ مِنْ غَيْرِ يَدٍ
وَيَدٍ تَدْفَعُ مِنْ غَيْرِ سِلَاحْ

قَصَدَ الْفَارُوقَ يَبْغِي مَوْئِلًا
فِي رِحَابٍ لِبَنِي الْعُرْبِ فِسَاحْ

هِمَّةٌ جَاءَتْ تُنَاجِي هِمَّةً
وَيَدٌ مُدَّتْ إِلَى أَكْرَمِ رَاحْ

مَلِكٌ يَرْنُو لِعُلْيَا مَلِكٍ
وَطِمَاحٌ يَتَسَامَى لِطِمَاحْ

فَثَوَى فِي خَيْرِ غِمْدٍ آمِنًا
صَارِمٌ أَرْهَفَهُ طُولُ الْكِفَاحْ

لَمْ يَجِدْ غَيْرَ بَشَاشَاتِ الْمُنَى
وَارْتِيَاحٍ لِلنَّدَى أَيِّ ارْتِيَاحْ


الجارم

الحمدان 08-27-2024 02:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَجَرَتْنَا وَهَجَرْنَا زَيْنَبَا
وَصَحَا الْقَلْبُ الَّذِي كَانَ صَبَا

طَالَمَا سُقْتُ فُؤَادِي نَحْوَهَا
فَنَبَتْ عَنْهُ مِطَالًا وَنَبَا

وَدَعَوْتُ الْوَجْدَ لِلَّهْوِ بِهَا
فَأَبَتْ دَلًّا عَلَيْهِ وَأَبَى

نَعَبَ الْبَيْنُ بِنَا سُقْيًا لَهُ
فَاسْتَعَدْتُ الْبَيْنَ لَمَّا نَعَبَا

وَمَضَى الشَّوْقُ فَمَا جَادَتْ لَهُ
مُقْلَتِي بِالدَّمْعِ لَمَّا ذَهَبَا

عَلِقَتْ غَيْرِي وَتَرْجُو صِلَتِي
عَجَبًا مِمَّا تُرَجِّي عَجَبَا

هَلْ يَحُلُّ الْغِمْدَ سَيْفَانِ مَعًا
أَوْ يَضُمُّ الْغِيلُ إِلَّا أَغْلَبَا

إِنَّ هَذَا الْحُسْنَ كَالْمَاءِ إِذَا
كَثُرَ النَّاهِلُ مِنْهُ نَضَبَا

وَهْوَ مِثْلُ الزَّهْرِ إِنْ أَكْثَرْتِ مِنْ
شَمِّهِ يَا زَيْنُ أَمْسَى حَطَبَا

وَهْوَ مِثْلُ الْمَالِ إِنْ أَسْرَفْتِ فِي
بَذْلِهِ لِلسَّائِلِيهِ سُلِبَا

قَدُّكِ الْمَائِسُ قَدْ بَغَّضَ لِي
كُلَّ غُصْنٍ بَيْنَ أَنْفَاسِ الصَّبَا

وَجَنَى خَدَّيْكِ قَدْ زَهَّدَنِي
فِي حَدِيثِ الْوَرْدِ يُزْهَى فِي الرُّبَا

أَبْصَرُوا الْبَدْرَ فَقَالُوا وَجْهُهَا
فَتَغَشَّيْتُ بِثَوْبِي هَرَبَا

فَاحْتَجِبْ يَا بَدْرُ عَنْ أَعْيُنِنَا
وَعَزِيزٌ عِنْدَنَا أَنْ تُحْجَبَا

أَنَا يَا زَيْنَبُ مَاءٌ، فَإِذَا
هِجْتِنِي صِرْتُ لَظًى مُلْتَهِبَا

أَرْكَبُ الْمَرْكَبَ صَعْبًا خَشِنًا
إِنْ دَعَتْنِي هِمَّتِي أَنْ أرْكَبَا

ضَارِبًا فِي سُبُلِ الْمَجْدِ وَلَوْ
رَصَفُوهَا بِالْعَوَالِي وَالظُّبَا


الجارم

الحمدان 08-27-2024 02:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَيَرْكَبُهَا هَذَا فَتَنْتَهِبُ الثَّرَى
وَتَنْهَبُ رِجْلَيَّ الْحَصَى وَالْجَنَادِلُ

رَضِيتُ رِضَاءَ الْيَأْسِ، وَالْيَأْسُ رَاحَةٌ
وَأَتْعَبُ خَلْقِ اللهِ فِي النَّاسِ آمِلُ


الجارم


الساعة الآن 10:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية