![]() |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ذكرتكِ والقلبُ نهبُ الفتونِ
رهينُ الرؤى الحلوةِ الوافيهْ و "لبنان" يسبحُ في نشوةٍ من السحرِ والحبّ والعافيهْ توشَّحَ بالعبقِ المستطابِ وغلغل في البهجةِ الضَّافيهْ ونامَ على شرفاتِ الغمامِ وطافتْ بهِ الخضرة الحاليه تناثرُ فوقَ الروابي قُراهُ كما تتناثرُ آماليه على كلِّ مائسةٍ صادحٌ وفي كل وارفةٍ شاديه وتُصغي الوهادُ إلى قصَّةٍ من الحبّ تسردها الساقيه وقد أنصتَ الكونُ إلاّ صدى يردّدُ أنسْودةَ الراعيه تطلَّعُ في زهوها الراسياتُ حنيناً إلى عودةِ الثاغيه ونمَّ على الدربِ سحرُ الغناءِ فأغفى على النغمةِ الصَّافيه وظلَّ المساءُ يحومُ عليهِ ويرعاهُ بالمقلةِ الرانيه وفي خلوةِ الحقلِ نبعٌ حبيبٌ يهدهدُ أوجاعهُ الباكيه كأنَّ على النبع ِ قيثارةً تنوحُ ملوَّعةً شاكيه و (بيروتُ) نائمةٌ في السفوحِ تُتَممُ أحلامها الزّاهيه ترامتْ على البحرِ مأخوذةً تُناجيهِ حانيةً صابيه رأيتُكِ (لبنانيَ) المشتهى وجنَّتهُ اللذةَ الشّافيه وأبصرتُ وجهكِ يطفو عليهِ ويغمرُ أرجاءهُ النائيه فغابتْ مسارحهُ الغالياتُ ولم يبقَ غيرُك يا (غاليه) أنور العطار |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
بردى المشتهى يفكرُ شعرا
وهو يحيا لحناً وينسابُ عطرا في حناياهُ أضلعٌ تتناجى وقلوبٌ من حرقة الحبّ حرّى خبر العالمينَ جيلاً فجيلاً ووعى الكائنات دهراً فدهرا خط في مصحف الوجود سطوراً باقيات تختالُ تيهاً وكبرا معجباتٍ أنقى من الفن لألآءً وأبهى من سطعةِ العلم فكرا يتلوَّى زهواً كراقصةِ الحانِ تنزّى وجداً وتقطرُ خمرا مرَّ في الأرض كالربيع ائتلاقاً وكأيامهِ صفاءً وبشرا وكسا جلَّق الأنيقة ثوباً عبقرياً من نعمةِ الفجر أطرى أيّهذا النهرُ الحبيبُ إلى نفسي ويا ملهمي إذا قلتُ شعرا عشْ بقلبي لحناً على الدهر حلواً واسرِ في خاطري فتوناً وسحرا أنور العطار |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أحنُّ إليكم كلّما ذرَّ شارقٌ
وأبكيكمُ ما عشتُ في السرّ والجهرِ أحبّايَ يا سؤلي ويا غاية المنى طويتمْ ضلوعَ القلبِ مني على الجمرِ وبتُّ أناجيكمْ وأهفو إليكمُ وأصبو إلى لقياكمُ آخرَ الدهر كأنّيَ لحنُ الحب قيثارة الهوى أنوحُ على الأحبابِ بالأدمع الحمر أصوغهم شعراً يفيضُ مواجعاً وأنظمهمْ عقداً يتيه على الدرِّ وأودعهمُ قلباً تقطّع حسرةً عليهمْ، وعيناً دمعها أبداً يجري فيا عهدهمْ لا زلتَ نضراً على البلى ترفُّ رفيفَ النورِ في أضلع الزهر ويا طيفهم زدني اشتياقاً ولوعةً يزدكَ الهوى ما شئتَ من دامعِ الشعر فيا أيُّها الغادون لا البينُ صدَّهمْ ولا حجبتْ أنوارهمْ ظلمةُ القبر جفونيَ مأواهمْ، ضلوعي قبورهم، فيالقبورٍ خطَّها الحبُّ في صدري سَلوا الجفنَ هل طافتْ به سنةُ الكرى سلوا الليلَ هل دارتْ به مقلةُ الفجر إلى اللهِ أشكو ما أقاسي من النَّوى وما يتنزّى في الخواطر من ذكر بروحيَ أنتم من محبينَ ودَّعوا فودَّعتُ أفراحي وفارقني صبري ولم تؤوني الأرضُ الفضاءُ كأنني سجينٌ أقضّي العمرَ في النفي والأسر بعيدٌ عن السلوانِ، صفرٌ من الألى أشاعَ هواهم لذّةَ الشعر في ثغري فهل علمَ الأحبابُ أنّ خيالهمْ سميريَ في حُلوِ الحياةِ وفي المرِّ إذا نسيَ الإنسانُ في اليسرِ صحبه فلا خيرَ في التذكارِ في ساعة العُسر أأيامنا لا زلتِ معسولةَ الجنى كروضٍ شذيٍّ رفَّ في حللٍ خضر أناجيكِ بالقلبِ اللهيفِ من الجوى وأرعاكِ بالودِّ البريءِ من الغدر وأسقيكِ دمعَ العينِ سقيا كريمةً إذا ضنَّ جَفْنُ السحب بالساكب القطر سلامٌ على تلك العهودِ فإنها أمدَّتْ خريفَ العمر بالوارف النضر وزانت أناشيدي ووشّتْ مدامعي فمنْ لؤلؤٍ نظمٍ إلى لؤلؤٍ نثر وما شئتَ من ظلٍّ رخيٍ ومن شذاً وما شئتَ من طيرٍ يغنّي ومن نهر أمانيُّ في زهو الحياةِ وفجرها مرصعة الأفياءِ بالممتع المغري أراكِ بعينٍ قد تنكّر دهرها وما ألفتْ إلا الوفاءَ على النُّكر وأصبو إلى ذكراكِ والذكر راحةٌ لمنْ عاشَ في الهمّ المبرحِ والخسر وأشتاق أُلافاً سقاني ودادهمْ كؤوس الهوى حتى انتشيتُ من السكر وحتى كأنَّ الدهرَ طوعُ أناملي ينوّلني قصدي ويُبلغني أمري إذا زرتني يا طيفهمُ في حمى الكرى فقد زارني سعدي وعاودني بشري وأشرقتِ الدنيا بعينيَّ وازدهتْ لياليَّ بالأنوار والأنجم الزُّهر وهوّن ما ألقاهُ من لاعج الضنى وخفّف ما أشكوهُ من ثائرِ الفكر مررتُ على الدارِ التي غالها البلى وقوّضها حتى استحالتْ إلى قفر فنازعني قلبٌ يذوبُ صبابةً إليها، ودمعٌ لا ينهنهُ بالزَّجر أطوفُ بها والروحُ يعصرها الشجا ويغمرها بالبشرِ حيناً وبالذُّعر هنا الأهلُ والأحبابُ والقصدُ والمنى هنا الملتقى بعد القطيعةِ والهجر هنا تجثمُ الذكرى، هنا ترقدُ الرُّؤى هنا الموتُ يبدو في غلائله الصُّفر هنا يقرأ الإنسانُ سفرَ حياتهِ ويا هولَ ما يلقاهُ في ذلك السفر صحائفُ إن قلّبتها ازددت حسرةً على ما بها من غائل ِ الغدرِ والشر هنا العبرةُ الكبرى التي دقَّ شأنها وأعوزها سبْرٌ فأعيتْ على السّبر هنا يخشعُ القلبُ الشجيُّ مردداً كتابَ الرَّدى المحتوم سطراً إلى سطر بنفسيَ أرواحٌ رقاقٌ حبيسةٌ مضمّخةُ الأعطافِ مسكيةُ النشر تأرَّجُ بالذكرى وتعبقُ بالهوى كأنَّ بها عطراً أبرَّ على العطر أعيشُ بها جذلانَ يسعدني الرضا ويقنعني منها الخيالُ إذا يسري سلامٌ على الأحبابِ إنّ طيوفهمْ لتملأ هذا الفكرَ بالنائلِ الغمر ولولاهمُ لم أجنِ ريحانةَ الهوى ولولاهمُ ما شمتُ بارقةَ العمر ولا صغتُ أنغاماً لطافاً شجيّةً أرقَّ من النجوى وأصفى من الخمر يرى المفردُ الحيرانُ فيها أليفهُ وينسى بها دارَ الخديعةِ والمكر عفاءٌ على الدنيا فما هي لذّةٌ إذا كنتَ في شطرٍ وقلبكَ في شطر ويا بؤسَ محيانا ويا طولَ غمّنا ويا شدَّ ما نلقاهُ في الدهر من قسْر ويا شوقنا للصحب في غمرةِ الرَّدى وفي هدأة المثوى وفي رقدةِ العفر نمرُّ خيالاتٍ يوشّحها الأسى وننزع أثوابَ الحياةِ ولا ندري ونطرحُ أياماً ثقالاً رهيبةً براءً من الألوانِ خلواً من السحر أنور العطار |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا لياليَّ في الحِمى لستُ أَنْسَاكِ
على ما حملتِ من إقلاقِ فكأنّا ما غاب عنا رؤاها أو سقانا كأسَ المنيّة ساق فارجِعي يا طيوفَها آمناتٍ لا تخالي الردى سريعَ اللحاق لا يُطيف السلوّ بالذاكر المُشْتَاقِ والشوقُ مِيسم العشّاق يا دياري التي حبَبَتُ ويا أَنْـفَسَ ما قد ذخَرْتُ من أعلاق يا أحبّايَ في ربوعي الغوالي والمديدَ المديد من آفاقي سدّد اللهُ في الحياة خُطاكم وكفاكم مزالقَ الإخفاق ورعاكم، وزانكم بسجايا خالداتٍ على الليالي بواق يومَنا المرتجى! تباركتَ يوماً أنتَ في علم ربّنا الخلاّق تتلاقى الأحبابُ في أفقكَ الرَّحْبِ وتشفى من حُرقة الأشواق هي في غمرة البقاء شَحارِيْـرُ تغنّتْ بذكرياتٍ رِقاق قد رَقَتْ في فضاء ربّيَ هَيْمى وَهْيَ لمّا تزل تُحبّ المراقي قد نزعنا ثوبَ الحياة قشيباً وجرعنا الردى بكأسٍ دِهاق وأفقنا وللصباح عبوسٌ والدجى الوَحْف قاتمُ الأعماق ملّتِ النفسُ صحوَها وكراها واصطباحي من همّها واغتباقي فمتى أستريح من عبئها القا سي، وأنجو من سحرها البرّاق يا مغيبَ الحياة أنسيْتَني النُّوْرَ وأقصيْتَني عن الإشراق ومحوتَ الوجودَ إلا رسوماً أوثَقَتْها يدُ البِلى في وَثاق نطقتْ بالمبين من مُحكَم القَوْلِ وأفضتْ بسرّها المِغلاق وجثتْ لا تردّ عنها العوادي لا ولا تشتهي الخيالَ الراقي آذنَتْنا أيامُنا بانقضاءٍ وانطلقنا من قيدها الخنّاق أعتقتنا المنونُ من أسرها الصَّعْبِ ومِمّا حوتْ من استرقاق ما انتفاعي بالبدر تِمّاً إذا كانَ هلالي تِرْبَ البِلى والمُحاق رُبّ ليلٍ أمدّه القلبُ بالنُّوْرِ وليلٍ محلولك الأَطباق أنا من بعدكم حنينٌ وسُهدٌ لستُ أخشى سُهدي ولا إفراقي بين قلب على الأحبّة خَفّاقٍ وطيفٍ على المدى طرّاق ذلكم يا شقائقَ الروح والقَلْبِ سبيلي وتلكُمُ أخلاقي فإذا غبتُ فالمعاد وشيكٌ لمحبّ مُعذّبٍ مِقْلاق وَدّعِ الصحبَ يا صريعَ الرزايا ففراقُ الأحباب غيرُ مُطاق وتأهّبْ فإنّما أنتَ ظلٌّ راجف من تنقّل وانطلاق والدياجي لا ترهب القاحمَ الفَرْدَ ولا تستبدّ بالسبّاق كلُّ غصنٍ إلى بِلىً وذبول مثل رسمٍ مُهَدّمٍ أحذاق كيف يعتاقني الحِمام عن الأَهْلِ ولا يُرمض الحِمام اعتياقي أنا في قبضة الإله وكم أَحْمَدُ رقّي وكم أحبّ وَثاقي فاذهبي يا حياةُ كَلَّ ذهابٍ واطرحيني من ليلك الغسّاق وخُذي ما أمضّني وعَناني في ديار الإفقار والإملاق تاقتِ النفسُ للخلاص من الأَسْرِ وحنّتْ إلى المطاف الواقي فمتى يا تُرى يتمّ انطلاقي ومتى يا ترى يحين انعتاقي قد كفتْنا الحياةُ همّاً وغمّاً وشفتْنا المنونُ مما نلاقي نتساقى كؤوسَنا مترعاتٍ ولكم لذَّ في الجِنان التساقي حِرتُ في الموت والحياة وأَعْيَا نِيَ صحوي وطاب لي إغراقي يا لَسُمٍّ نلذّه، وذُعافٍ يحتسيه اللديغُ كالترياق لا يحوم الشفاء حول مِهادي والضّنى المرّ آخذٌ بالخناق فاسترحْ أيها السقيمُ المعنّى من فؤاد مُروَّعٍ خفّاق نضبتْ أكؤسُ الهوى، وامّحى البِشْرُ ولاح الفراق خلف العناق وتعرّتْ خيلُ الصّباء من الأُنْـسِ وأَكْرِمْ بخَيْله من عِتاق وطويتُ الشبابَ في ورق العُمْرِ وودّعتُه بدمعٍ مُراق فارقدي يا حياةُ في كهفك الحاني وفي مهدك الوثير الباقي أنور العطار |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ونائحةٍ من بناتِ الهديلِ
تبثُّ إلى الروضِ أحزانها عَراها من الدهرِ غُلْبُ الخطوبِ فهبتْ تودعُ بستانها وفي الصدرِ من وجدها حسرةٌ تكادُ تفتتُ جثمانها وعزًّ عليها فراقُ الغصونِ وما يملكُ القلبُ هجرانها ففيها مغارسُ عهدِ الهوى سَقتها الغمائمُ هَتّانها وفيها سريرُلصّبا ما يزالُ يحنُّ فيرجِعُ ألحانها فأذرَت مدامعَها الغالياتِ وقد خضَّب الدمعُ أجفانها وأهوتْ على النهرِ تُخفي الدموعَ وتودعُ جنبيه تحنانها أطافت بها زُمَرُ القانْصين وأفقدها الدهرُ أعوانها فضمتْ إلى صَدرها أفرُخاً أثارَ التفرقُ إرنانها وراحتْ تؤمُّ فسيحَ الغياضِ وتبكي مدى العمر أوطانها أنور العطار |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الخالدون جمال الأرض ما طلعوا
و الخالدون سنا الآباد ما همدوا في العبقرية أحقابٌ لهم قُشُبٌ و في البطولة آبادٌ له، م جُدُدُ عاشوا جمال الدُّنا نَزَلَت بهم مناياهُمُ بين الوَرَى خَلَدوا كأنما يبدءونَ العُمُرَ ثانية ً فإنْ هُمُ لَفَظوا أنفاسَهَم وُلِدُوا أنور العطار |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أتسألين عن الخمسين ما فعلت
يبلى الشباب و لا تبلى سجاياه في القلب كنز شباب لا نفاد له يعطي و يزداد ما ازدادت عطاياه فما انطوى واحد من زهو صبوته إلاّ تفجّر ألف في حناياه هل في زواياه من راح الصبا عبق كلّ الرحيق المندّى في زواياه يبقى الشباب نديّا في شمائله فلم يشب قلبه إن شاب فوداه تزيّن الورد ألوانا ليفتننا أيحلف الورد أنّا ما فتنّاه صادي الجوانح في مطلول أيكته فما ارتوى بالندى حتّى قطفناه هذا السلاف أدام الله سكرته من الشفاه البخيلات اعتصرناه جلّ الذي خلق الدنيا و زيّنها يالشعر أصفى المصفّى من مزاياه نحن الذين اصطفانا من أحبّته فلو تدار الطلى كنّا نداماه و شرّف الشعر لما صاغه ترفا فكنت نعمته النشوى و معناه و راح ينشدنا عصماء شفّة و مقلة و جننّا فاستعدناه روحي فدى و ثن ما كان أفقرنا إليه في عزّة النعمى و أغناه إن كان يذكر أو ينسى فلا سلمت عيني و لا كبدي إن كنت أنساه يا من سقانا كؤوس الهجر مترعة بكى بساط الهوى لما طويناه بدوي الجبل |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا
فجنّ اللّيل من فجرين لاحا وحنّ إلى ظلالك عبد شمس يريح شجونه ظمأى طلاحا حمى الله الكواكب من م عدّ وصانك بينها قمرا لياحا و طمأن للجواري كلّ بحر و بلّغها السعادة و النجاحا بطاح القدس دنّسها مغير فهل صانت كتائبنا البطاحا و هل جبهت بحدّ السيف دعوى كعرض القوم فاجرة وقاحا و لم نغضب لها أيّام كانت حمى نهبا و شعبا مستباحا و لا صدّت سرايانا عدوا و لا هاجت حمّيتنا كفاحا و لا اهتزّت صوارمنا انتخاء و لا صهلت صوافننا مراحا نجابه باليهود دما و نارا فنغضي لا إباء و لا طماحا جلونا الفاتحين فلا غدوّا نرى للفاتحين و لا رواحا إذا انفصفت أسنّتنا وصلنا بأيدينا الأسنّة الصفاحا إذا خرس الفصيح فقد لقينا من النيران ألسنة فصاحا زماجر دكّت الطّغيان دكّا و أخرست الزلازل و الرّياحا و تعرف هذه الحصباء منّا دما سكبا و هامات وراحا و أشلاء مبعثرة تمنّت على البيد الشقائق و الأقاحا تتيه بها الرّمال و تصطفيها من الفردوس ريحانا و راحا يرفّ على خمائل غوطتيها هوى بطل على الغمرات طاحا فألمح في السّراب منى شهيد تخيّل في الوغى الماء القراحا فلا حرم الشهيد بروض عدن على بردى غبوقا و اصطباحا حمى دنيا أميّة أريحيّ متين الأسر قد فرع الرّماحا أبو حسّان إن طغت الرزايا تحدّى الدّهر و القدر المتاحا أشمّ الأنف أبلج سمهريّ كأنّ على محيّاه صباحا تمرّس بالخطوب فما شكاها و لولا كبره لشكا وباحا تذكّرت الشام أخاك سعدا و من ذكر الحبيب فلا جناحا أرقّ النّاس عاطفة و طبعا و أعنفهم على الطّاغي جماحا ينافح ، لا تروّعه المنايا فإن شتم اللئيم فلا نفاحا إذا بكت الشام أخاك سعدا فقد بكت المروءة و السّماحا زحمنا النجم منه على جناح و فيّأنا مروءته و هوى صراحا جراح في سريرتك اطمأنّت لقد أكرمت بالصبر الجراحا كأنّ الهمّ ضيفك فهو يلقى على القسمات بشرا و ارتياحا و قبلك ما رأت عيني هموما مدلّلة و أحزانا ملاحا و قد ترد الهموم على كريم فترجع من صباحته صباحا و يا دنيا أميّة لا تراعي شبابك يغمر الرحب الفساحا طلعت على العصور هدى و خيرا غداة طلعت غزوا و اقتتاحا و ما نبل الصّلاح على ضعيف فبعض الذلّ تحسبه صلاحا و علّمت الحضارة فهي فجر على الأكوان ينساح انسياحا و ربّ حضارة طهّرت و طابت و ربّ حضارة ولدت سفاحا و علّمت المروءة فهي عطر من الفردوس يسكرنا نفاحا و علّمت العروبة فهي عرض لربك لن يهان و لن يباحا أساح المجد حسبك لن تكوني لغير شبابك المأمول ساحا خذي ما شئت و اقترحي علينا كرائم هذه الدنيا اقتراحا أبا حسّان رفّ كريم ودّي على نعماك فخرا و امتداحا بلائي ما شهدت و ليس منّا إذ عدّدتها غررا و ضاحا إذا زحمتني الجلّى بروع جمعت لها الإباء فلا براحا و لو زحمت ثبيرا حين شدّت عليّ لضجّ غاربه و زاحا و أوجع من مصائبها خليل أغار على المروءة و استباحا يكتّم بغضه حقدا و جمرا و يسمعني حنينا و التياحا و يزعم كيده سرّا خفيّا لقد جهر الزّمان به افتضاحا تنكر و هو لو كشّفت عنه أسفّ مجانة و هوى مزاحا و ذلّ فلا نسمّيه عداء و هان فلا نسمّيه نطاحا و لو شئنا جزيناه و نرضي شمائلنا فنوسعه سماحا أتنكرني الشام و في فؤادي تلقّيت الصوارم و الرماحا إذا نسيت على الجلّى وفائي فقد عذروا على الغدر الملاحا و غنّيت الشام دما و ثأرا فلا شكوى عرفت و لا نواحا و أكرم عهدك الميمون شعري فقلّده جواهري الصحاحا بدوي الجبل |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
حنا السراب على قلبي يخادعه
بالوهم من نشوة السقيا و يغريه فكيف رحت و لي علم ببطاله أهوى السراب و أرجوه و أغليه ويح السراب على الصحراء تسلمه رمالها السمر من تيه إلى تيه يزوّر الماء للسقيا و لهفته حرّى إلى منهل يحنو فيسقيه جلا النمير و ما ابتلّت جوانحه من النمير و لا ابتّلت مآقيه أيّامه خدع الركب ضاحكة سخرا و للعدم القاسي لياليه صرعاه لو عرفوا الأسرار ما جزعوا ممّا يعانون بل ممّا يعانيه ألا يملّ السراب الغمر وحدته ألا يحنّ إلى نعمى تندّيه هيمان لهفان لا مأوى لوحشته قلبي الذي وسع الأكوان يؤويه أبكي لبلواه تحنانا و مغفرة روح الألوهة روحي حين أبكيه إذا خدعت فقد جازيت خدعته بالعذر أبسطه و الذنب أطويه ادعو السراب إلى روحي فقد حليت بها اللبانات ترضيه و تغويه لهفي عليه أسيرا في يدي قدر يميته كلّ يوم ثمّ يحييه يغيض قبل رفيف الجفن زاخرة أقلبه جفّ أم جفّت سواقيه ماء و لا ريّ يندي في شمائله كأنّه القول فاتته معانيه يزوّق الحسن ألوانا و ما عصفت بروحه سورة للحسن تصيبه هذي مراعيه عطل من بشاشتها حنّت لشبّابة الراعي مراعيه لو صعّد القصب الولهان زفرته لنوّرت بيده و اخضلّ واديه ما للسّراب دنا حتّى إذا اكتحلت بسحر دنياه عيني شطّ دانيه أنت السراب و لكني على ظمأي بأنهر الخمر في الفردوس أفديه محوت من قلبي الدنيا فما سلمت إلاّ طيوف هوانا وحدها فيه بدوي الجبل |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لا الأمس يسلبك الخلود و لا الغد
هيهات أنت على الزمان مخلّد تتجدّد الدّنيا و قلبك وحده دنيا تعيد شبابها و تجدّد لك من خيالك عالم متناسق بهج تعاود خلقه و تدوّد أمّا البسيطة فهي فيه خميلة ولع الرّبيع بها و رحت تغرّد و سكبت في الأنغام قلبك دمعة لا كالدّموع و رحمة تتنهّد خلع الحياة على البلى فكأنّه للبعث من قبل الأوان يمهّد قيس و ليلى بعد طول كراهمت ثغر يرفّ ووجنو تتورّد بعثا كعهدهما القديم فمن رأى تلك العيون يرفّ فيها الإثمد في كلّ قلفية حياة تجتلى و منى تضوع و زفرة تتردّد صور الجزيرة ما جلوت من العلى و الحسن لا ما أوّلته الحسّد الحبّ و الخيم المنيفة و القرى و لبانة عند الغدير و موعد و سكينة الصحراء إلاّ هازجا مرحا يعيد حداءه و يردّد يا شاعر الدّنيا لقد أسكرتها ماذا تغنّيها و ماذا تنشد خفّت بزينتها إليك مشوقة سكرى تعبّ كؤوسها و تعربد و جلت على الشعراء قبلك حسنها لكن أراك شهدت ما لم يشهدوا الزاهدين بها ولو كشفت لهم سرّ الحياة المجتلى لم يزهدوا نظروا إلى خير الوجود و حسنه شزرا كما نظر الضياء الأرمد أطريت فتنتها فدع في غيّه من راح يعذل حسنها و يفنّد العبقريّة شعلة من نارها حمراء ناضرة اللّظى تتوقّد و الشّعر و النّغم الشجيّ و رحمة تسع الوجود و نقمة تتوعّد يا فتنة الدنيا يذمّك معشر و الحقّ كلّ الحقّ في أن يحمدوا ألهب نبوغك في الحياة و حبّها و أنا الضمين بأنّه لا يخمد الكنز بين يديك فانثر درّه إنّي أراه يزيد حين يبدّد ظلم الجمال أبا عليّ من رأى أنّ الجمال غواية تتودّد و سموت في صور النعيم تعدّها من نعمة الله التي لا تجحد الحقّ و الإبداع من نفحاتها و الهير من أسمائها و السؤدد حبّ الجمال عبادة مقبولة و الله يلمح في الجمال و يعبد يا شاعر الدّنيا نديّك حافل و الجمع مصغ و المواكب حشّد ينتظرون السّحر من جبّاره هيهات دون السّحر باب موصد يشكى إليك و أنت رهن منيّة و تزار في عنت الخطوب و تقصد و لقد يرجّى السيف و هو ملثّم و لقد يهاب اللّيث و هو مصفّد فاذهب كما ذهب الرّبيع على الرّبى منه يد و على القلوب له يد و لك الإمارة في البيان يقرّها أمس الزّمان و لا يضيق بها الغد بدوي الجبل |
الساعة الآن 03:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية