منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-10-2024 03:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أُرَوِّحُ القَلبَ بِبَعضِ الهَزلِ
تَجاهُلاً مِنّي بِغَيرِ جَهلِ

أَمزَحُ فيهِ مَزحَ أَهلِ الفَضلِ
وَالمَزحُ أَحياناً جَلاءُ العَقلِ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مُصابي جَليلٌ وَالعَزاءُ جَميلُ
وَظَنّي بِأَنَّ اللَهَ سَوفَ يُديلُ

جِراحٌ تَحاماها الأُساةُ مَخوفَةٌ
وَسُقمانِ بادٍ مِنهُما وَدَخيلُ

وَأَسرٌ أُقاسيهِ وَلَيلٌ نُجومُهُ
أَرى كُلَّ شَيءٍ غَيرَهُنَّ يَزولُ

تَطولُ بِيَ الساعاتُ وَهيَ قَصيرَةٌ
وَفي كُلِّ دَهرٍ لايَسُرُّكَ طولُ

تَناسانِيَ الأَصحابُ إِلّا عُصَيبَةً
سَتَلحَقُ بِالأُخرى غَداً وَتَحولُ

وَمَن ذا الَّذي يَبقى عَلى العَهدِ إِنَّهُم
وَإِن كَثُرَت دَعواهُمُ لَقَليلُ

أُقَلِّبُ طَرفي لا أَرى غَيرَ صاحِبٍ
يَميلُ مَعَ النَعماءِ حَيثُ تَميلُ

وَصِرنا نَرى أَنَّ المُتارِكَ مُحسِنٌ
وَأَنَّ صَديقاً لايُضِرُّ خَليلُ

أَكُلُّ خَليلٍ هَكَذا غَيرُ مُنصِفٍ
وَكُلُّ زَمانٍ بِالكِرامِ بَخيلُ

نَعَم دَعَتِ الدُنيا إِلى الغَدرِ دَعوَةً
أَجابَ إِلَيها عالِمٌ وَجَهولُ

وَفارَقَ عَمروُ بنُ الزُبَيرِ شَقيقُهُ
وَخَلّى أَميرَ المُؤمِنينَ عَقيلُ

فَيا حَسرَتا مَن لي بِخِلٍّ مُوافِقٍ
أَقولُ بِشَجوي مَرَّةً وَيَقولُ

وَإِنَّ وَراءَ السَترِ أُمّاً بُكاؤُها
عَلَيَّ وَإِن طالَ الزَمانُ طَويلُ

فَيا أُمَّتا لاتَعدَمي الصَبرَ إِنَّهُ
إِلى الخَيرِ وَالنُجحِ القَريبِ رَسولُ

وَيا أُمَّتا لاتُخطِئي الأَجرَ إِنَّهُ
عَلى قَدَرِ الصَبرِ الجَميلِ جَزيلُ

أَما لَكِ في ذاتِ النِطاقَينِ أُسوَةٌ
بِمَكَّةَ وَالحَربُ العَوانُ تَجولُ

أَرادَ اِبنُها أَخذَ الأَمانِ فَلَم تُجِب
وَتَعلَمُ عِلماً أَنَّهُ لَقَتيلُ

تَأَسّي كَفاكِ اللَهُ ما تَحذَرينَهُ
فَقَد غالَ هَذا الناسُ قَبلَكِ غولُ

وَكوني كَما كانَت بِأُحدٍ صَفِيَّةٌ
وَلَم يُشفَ مِنها بِالبُكاءِ غَليلُ

وَلَو رَدَّ يَوماً حَمزَةَ الخَيرِ حُزنُها
إِذاً ما عَلَتها رَنَّةٌ وَعَويلُ

لَقيتُ نُجومَ الأُفقِ وَهيَ صَوارِمٌ
وَخُضتُ سَوادَ اللَيلِ وَهوَ خُيولُ

وَلَم أَرعَ لِلنَفسِ الكَريمَةِ خِلَّةً
عَشِيَّةَ لَم يَعطِف عَلَيَّ خَليلُ

وَلَكِن لَقيتُ المَوتَ حَتّى تَرَكتُها
وَفيها وَفي حَدِّ الحُسامِ فُلولُ

وَمَن لَم يُوَقِّ اللَهُ فَهوَ مُمَزَّقٌ
وَمَن لَم يُعِزِّ اللَهُ فَهوَ ذَليلُ

وَما لَم يُرِدهُ اللَهُ في الأَمرِ كُلِّهِ
فَلَيسَ لِمَخلوقٍ إِلَيهِ سَبيلُ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قُل لِأَحبابِنا الجُفاةِ رُوَيداً
دَرِّجونا عَلى اِحتِمالِ المَلالِ

إِنَّ ذاكَ الصُدودَ مِن غَيرِ جُرمٍ
لَم يَدَع فِيَّ مَطمَعاً بِالوِصالِ

أَحسِنوا في فِعالِكُم أَو أَسيؤوا
لاعَدِمناكُمُ عَلى كُلِّ حالِ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الفِكرُ فيكَ مُقَصِّرُ الآمالِ
وَالحِرصُ بَعدَكَ غايَةُ الجُهّالِ

لَو كانَ يَخلُدُ بِالفَضائِلِ فاضِلٌ
وُصِلَت لَكَ الآجالُ بِالآجالِ

أَو كُنتَ تُفدى لَاِفتَدَتكَ سَراتُنا
بِنَفائِسِ الأَرواحِ وَالأَموالِ

أَو كانَ يُدفَعُ عَنكَ بَأسٌ أَقبَلَت
شَرعاً تَكَدَّسُ بِالقَنا العَسّالِ

أَعزِز عَلى ساداتِ قَومِكَ أَن تُرى
فَوقَ الفِراشِ مُقَلَّبَ الأَوصالِ

وَالسُمرُ عِندَكَ لَم تُدَقَّ صُدورُها
وَالخَيلُ واقِفَةٌ عَلى الأَطوالِ

وَالسابِغاتُ مَصونَةٌ لَم تُبتَذَل
وَالبيضُ سالِمَةٌ مَعَ الأَبطالِ

وَإِذا المَنِيَّةُ أَقبَلَت لَم يَثنِها
حِرصُ الحَريصِ وَحيلَةُ المُحتالِ

ما لِلخُطوبِ وَما لِأَحداثِ الرَدى
أَعجَلنَ جابِرَ غايَةَ الإِعجالِ

لَمّا تَسَربَلَ بِالفَضائِلِ وَاِرتَدى
بُردَ العُلا وَاِعتَمَّ بِالإِقبالِ

وَتَشاهَدَت صَيدُ المُلوكِ بِفَضلِهِ
وَأَرى المَكارِمَ مِن مَكانٍ عالِ

أَأَبا المُرَجّى غَيرُ حُزنِيَ دارِسٌ
أَبَداً عَلَيكَ وَغَيرُ قَلبِيَ سالِ

لازِلتَ مَغدُوَّ الثَرى مَطروقَهُ
بِسَحابَةٍ مَجرورَةِ الأَذيالِ

وَحُجِبنَ عَنكَ السَيِّئاتُ وَلَم يَزَل
لَكَ صاحِبٌ مِن صالِحِ الأَعمالِ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:43 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الدَهرُ يَومانِ ذا ثَبتٌ وَذا زَلَلُ
وَالعَيشُ طَعمانِ ذا صابٌ وَذا عَسَلُ

كَذا الزَمانُ فَما في نِعمَةٍ بَطَرٌ
لِلعارِفينَ وَلا في نِقمَةٍ فَشَلُ

سَعادَةُ المَرءِ في السَرّاءِ إِن رَجَحَت
وَالعَدلُ أَن يَتَساوى الهَمُّ وَالجَدَلُ

وَما الهُمومُ وَإِن حاذَرتَ ثابِتَةٌ
وَلا السُرورُ وَإِن أَمَّلتَ يَتَّصِلُ

فَما الأَسى لِهُمومٍ لابَقاءَ لَها
وَما السُرورُ بِنُعمى سَوفَ تَنتَقِلُ

لَكِنَّ في الناسِ مَغروراً بِنِعمَتِهِ
ما جائَهُ اليَأسُ حَتّى جائَهُ الأَجَلُ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:43 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَفِرُّ مِنَ السوءِ لا أَفعَلُه
وَمِن مَوقِفِ الضَيمِ لا أَقبَلُه

وَقُربى القَرابَةِ أَرعى لَها
وَفَضلُ أَخي الفَضلِ لا أَجهَلُه

وَأَبذُلُ عَدلِيَ لِلأَضعَفينَ
وَلِلشامِخِ الأَنفِ لا أَبذُلُه

وَأَحسَنُ ماكُنتَ بُقيا إِذا
أَنالَني اللَهُ ما آمُلُه

وَقَد عَلِمَ الحَيُّ حَيَّ الضِبابِ
وَأَصدَقُ قيلِ الفَتى أَفضَلُه

بِأَنّي كَفَفتُ وَأَنّي عَفَفتُ
وَإِن كَرِهَ الجَيشُ ما أَفعَلُه

وَقَد أُرهِقَ الحَيُّ مِن خَلفِهِ
وَأوقِفَ خَوفَ الرَدى أَوَّلُه

فَعادَت عُدَيٌّ بِأَحقادِها
وَقَد عَقَلَ الأَمرَ مَن يَعقِلُه


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:44 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَد ضَجَّ جَيشُكَ مِن طولِ القِتالِ بِهِ
وَقَد شَكَتكَ إِلَينا الخَيلُ وَالإِبِلُ

وَقَد دَرى الرومُ مُذ جاوَرتَ أَرضَهُمُ
أَن لَيسَ يَعصِمُهُم سَهلٌ وَلا جَبَلُ

في كُلِّ يَومٍ تَزورُ الثَغرَ لاضَجَرٌ
يَثنيكَ عَنهُ وَلا شُغلٌ وَلا مَلَلُ

فَالنَفسُ جاهِدَةٌ وَالعَينُ ساهِدَةٌ
وَالجَيشُ مُنهَمِكٌ وَالمالُ مُبتَذَلُ

تَوَهَّمَتكَ كِلابٌ غَيرَ قاصِدِها
وَقَد تَكَنَّفَكَ الأَعداءُ وَالشُغُلُ

حَتّى رَأَوكَ أَمامَ الجَيشِ تَقدُمُهُ
وَقَد طَلَعتَ عَلَيهِم دونَ ما أَمِلوا

فَاِستَقبَلوكَ بِفُرسانٍ أَسِنَّتُها
سودُ البَراقِعِ وَالأَكوارُ وَالكِلَلُ

فَكُنتَ أَكرَمَ مَسؤولٍ وَأَفضَلَهُ
إِذا وَهَبتَ فَلا مَنٌّ وَلا بُخُلُ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:44 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَيَقولُ فِيَّ الحاسِدونَ تَكَذُّباً
وَيُقالُ في المَحسودِ مالا يَفعَلُ

يَتَطَلَّبونَ إِساءَتي لاذِمَّتي
إِنَّ الحَسودَ بِما يَسوءُ مُوَكَّلُ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:45 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَعَم تِلكَ بَينَ الوادِيَينِ الخَمايِلُ
وَذَلِكَ شاءٌ دونَهُنَّ وَجامِلُ

فَما كُنتُ إِذ بانوا بِنَفسِكَ فاعِلاً
فَدونَكَ مُت إِنَّ الخَليطَ لَزائِلُ

كَأَنَّ اِبنَةَ القَيسِيِّ في أَخَواتِها
خَذولٌ تُراعيها الظِباءُ الخَواذِلُ

قُشَيرِيَّةٌ قَترِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ
لَها بَينَ أَثناءِ الضُلوعِ مَنازِلُ

وَهَبتُ سُلُوّي ثُمَّ جِئتُ أَرومُهُ
وَمِن دونِ مارُمتُ القَنا وَالقَنابِلُ

هَوانا غَريبٌ شُزَّبُ الخَيلِ وَالقَنا
لَنا كُتُبٌ وَالباتِراتُ رَسائِلُ

أَغَرنَ عَلى قَلبي بِخَيلٍ مِنَ الهَوى
فَطارَدَ عَنهُنَّ الغَزالُ المُغازِلُ

بِأَسهُمِ لَفظٍ لَم تُرَكَّب نِصالُها
وَأَسيافِ لَحظٍ ماجَلَتها الصَياقِلُ

وَقائِعُ قَتلى الحُبِّ فيها كَثيرَةٌ
وَلَم يَشتَهِر سَيفٌ وَلا هُزَّ ذابِلُ

أَرامِيَتي كُلَّ السِهامِ مُصيبَةٌ
وَأَنتِ لِيَ الرامي وَكُلّي مَقاتِلُ

وَإِنّي لَمِقدامٌ وَعِندَكِ هائِبٌ
وَفي الحَيِّ سَحبانٌ وَعِندَكِ باقِلُ

يَضِلُّ عَليَّ القَولُ إِن زُرتُ دارَها
وَيَعزُبُ عَنّي وَجهُ ما أَنا فاعِلُ

وَحُجَّتُها العُليا عَلى كُلِّ حالَةٍ
فَباطِلُها حَقٌّ وَحَقِّيَ باطِلُ

تُطالِبُني بيضُ الصَوارِمِ وَالقَنا
بِما وَعَدَت جَدَّيَّ فِيَّ المَخايِلُ

وَلا ذَنبَ لي إِنَّ الفُؤادَ لَصارِمٌ
وَإِنَّ الحُسامَ المَشرَفِيِّ لَفاصِلُ

وَإِنَّ الحِصانَ الوالِقِيَّ لَضامِرٌ
وَإِنَّ الأَصَمَّ السَمهَرِيَّ لَعاسِلُ

وَلَكِنَّ دَهراً دافَعَتني خُطوبُهُ
كَما دَفَعَ الدَينَ الغَريمُ المُماطِلُ

وَأَخلافُ أَيّامٍ إِذا ما اِنتَجَعتُها
حَلَبتُ بَكِيّاتٍ وَهُنَّ حَوافِلُ

وَلَو نيلَتِ الدُنيا بِفَضلٍ مَنَحتُها
فَضائِلَ تَحويها وَتَبقى فَضائِلُ

وَلَكِنَّها الأَيّامُ تَجري بِما جَرَت
فَيَسفُلُ أَعلاها وَيَعلو الأَسافِلُ

لَقَد قَلَّ أَن تَلقى مِنَ الناسِ مُجمَلاً
وَأَخشى قَريباً أَن يَقِلَّ المُجامِلُ

وَلَستُ بِجَهمِ الوَجهِ في وَجهِ صاحِبي
وَلا قائِلٍ لِلضَيفِ هَل أَنتَ راحِلُ

وَلَكِن قِراهُ ما تَشَهّى وَرِفدُهُ
وَلَو سَأَلَ الأَعمارَ ماهُوَ سائِلُ

يَنالُ اِختِيارَ الصَفحِ عَن كُلِّ مُذنِبٍ
لَهُ عِندَنا مالا تُنالُ الوَسائِلُ

لَنا عَقِبُ الأَمرِ الَّذي في صُدورِهِ
تَطاوَلُ أَعناقُ العِدى وَالكَواهِلُ

أَصاغِرُنا في المَكرُماتِ أَكابِرٌ
أَواخِرُنا في المَأثُراتِ أَوائِلُ

إِذا صُلتُ يَوماً لَم أَجِد لي مُصاوِلاً
وَإِن قُلتُ قَولاً لَم أَجِد مَن يُقاوِلُ


ابو فراس الحمداني

الحمدان 07-10-2024 03:46 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِباءٌ إِباءُ البَكرِ غَيرُ مُذَلَّلِ
وَعَزمٌ كَحَدِّ السَيفِ غَيرُ مُفَلَّلِ

أَأُغضي عَلى الأَمرِ الَّذي لا أُريدُهُ
وَلَمّا يَقُم بِالعُذرِ رُمحي وَمُنصِلي

أَبى اللَهُ وَالمَهرُ المَنيعِيَّ وَالقَنا
وَأَبيَضُ وَقّاعٌ عَلى كُلِّ مَفصِلِ

وَفِتيانُ صِدقٍ مِن غَطاريفَ وائِلٍ
إِذا قيلَ رَكبُ المَوتِ قالوا لَهُ اِنزِلِ

يَسوسُهُمُ بِالخَيرِ وَالشَرِّ ماجِدٌ
جَرورٌ لِأَذيالِ الخَميسِ المُذَيَّلِ

لَهُ بَطشُ قاسٍ تَحتَهُ قَلبُ راحِمٍ
وَمَنعُ بَخيلٍ تَحتَهُ بَذلُ مُفضِلِ

وَعَزمَةُ خَرّاجٍ مِنَ الضَيمِ فاتِكٍ
وَفِيٍّ أَبِيٍّ يَأخُذُ الأَمرَ مِن عَلِ

عَزوفٌ أَنوفٌ لَيسَ يَقرَعُ سِنَّهُ
جَريءٌ مَتى يَعزِم عَلى الأَمرِ يَفعَلِ

شَديدٌ عَلى طَيِّ المَنازِلِ صَبرُهُ
إِذا هُوَ لَم يَظفَر بِأَكرَمِ مَنزِلِ

بِكُلِّ مُحَلّاةِ السَراةِ بِضَيغَمٍ
وَكُلِّ مُعَلّاةِ الرَحالِ بِأَحدَلِ

كَأَنَّ أَعالي رَأسِها وَسَنامِها
مَنارَةُ قَسّيسٍ قُبالَةَ هَيكَلِ

سَرَيتُ بِها مِن ساحِلِ البَحرِ أَغتَدي
عَلى كَفرِطابٍ صَوبُها لَم يُحَوَّلِ

وَقَدَّمتُ نُذري أَن يَقولوا غَدَرتَنا
وَأَقبَلتُ لَم أُرهِق وَلَم أَتَحَيَّلِ

إِلى عَرَبٍ لاتَختَشي غَلبَ غالِبٍ
ذُؤابَةِ حَيِّ عامِرٍ وَالمُحَجَّلِ

تَواصَت بِمُرِّ الصَبرِ دونَ حَريمِها
فَلَمّا رَأَتنا أَجفَلَت كُلَّ مُجفَلِ

فَبَينَ قَتيلٍ بِالدِماءِ مُضَرَّجٌ
وَبَينَ أَسيرٍ في الحَديدِ مُكَبَّلِ

فَلَمّا أَطَعتُ الجَهلَ وَالغَيظَ ساعَةً
دَعَوتُ بِحِلمي أَيُّها الحِلمُ أَقبِلِ

بُنَيّاتُ عَمّي هُنَّ لَيسَ يَرينَني
بُعَيدَ التَجافي أَو قَليلَ التَفَضُّلِ

شَفيعُ النِزارِيّاتِ غَيرُ مُخَيِّبٍ
وَداعي النِزارِيّاتِ غَيرُ مُخَذَّلِ

رَدَدتُ بِرَغمِ الجَيشِ ماحازَ كُلَّهُ
وَكَلَّفتُ مالي غُرمَ كُلِّ مُضَلِّلِ

فَأَصبَحتُ في الأَعداءِ أَيُّ مُمَدِّحٍ
وَإِن كُنتُ في الأَصحابِ أَيُّ مُعَذَّلِ

مَضى فارِسُ الحَيَّينِ زَيدُ بنُ مَنعَةٍ
وَمَن يَدنُ مِن نارِ الوَقيعَةِ يَصطَلِ

وَقَرما بَني البَنّا تَميمَ اِبنِ غالِبٍ
هُمامانِ طَعّانانِ في كُلِّ جَحفَلِ

وَلَو لَم تَفُتني سَورَةُ الحَربِ فيهِما
جَرَيتُ عَلى رَسمٍ مِنَ الصَفحِ أَوَّلِ

وَعُدتُ كَريمَ البَطشِ وَالعَفوُ ظافِراً
أُحَدِّثُ عَن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ


ابو فراس الحمداني


الساعة الآن 07:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية