![]() |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
إذا داعبَ الماءُ ظلَّ الشَّجرْ
وغازلَتِ السُّحْبُ ضوءَ القمرْ وردَّدتِ الطير أنفاسَها خوافقَ بين الندى والزَّهَرْ وناحتْ مُطوَّقةٌ بالهوى تناجي الهديل وتشكو القدرْ ومرَّ على النهرِ ثغرُ النسيم يُقَبِّلُ كلَّ شراعٍ عبرْ وأطلعتِ الأرضُ من ليلها مفاتنَ مختلفاتِ الصُّورْ هنالك صفصافةٌ في الدُّجى كأنَّ الظلامَ بها ما شعرْ أخذتُ مكانيَ في ظلها شريدَ الفؤادِ كئيبَ النظرْ أمرُّ بعيني خلال السماء وأُطرقُ مستغرقًا في الفِكَرْ أطالعُ وجهك تحت النخيلِ وأسمعُ صوتك عند النَّهَرْ إلى أنْ يَمَلَّ الدجى وحشتي وتشكو الكآبةُ مني الضجرْ وتعجبُ من حيرتي الكائناتُ وتُشفِقُ منِّي نجومُ السَّحرْ فأمضي لأرجع مستشرفًا لقاءَك في الموعد المنتظَرْ!! محمود علي طه |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
سَرَى القمرُ الوضَّاحُ بين الكواكبِ
يُفكِّرُ فيما تحتَهُ من غَيَاهِبِ فناداهُ من وادي الخليِّينَ هاتفٌ بصوتِ محبٍّ في الحياةِ مُقارِبِ يقول لهُ: يا روعةَ الحسنِ والصِّبا وأجملَ أحلامِ الليالي الكواعِبِ أنا العاشقُ الوافي إذا جنَّني الدُّجى وراعيكَ بين النيِّراتِ الثواقِبِ ألا ليتني حُرٌّ كضوئِك أرتقِي عوالمَكَ الملأى بشتَّى العجائِبِ ويا ليتَ لي كنزَ ابتساماتِكَ التي تُبعثرها في الكونِ من غير حاسِبِ فأصغى إليهِ الضوءُ في صَفْوِ جذلانِ وأضفى على الوادي شعاعَ حنانِ وجاسَ خلال السُّحْبِ والماءِ والثرى فلم يَرَ في أنحائها وجه إنسانِ فصاحَ بهِ: يا صاحبي ضلَّ ناظري فأين تُرى ألقاكَ أم كيف تلقانِي؟ فأوما له إني هنا تحت شُرفتي وراءَ زجاجيها أخذتُ مكانِي أبى البردُ أن أستقبلَ الليلَ قائمًا وأن أنزلَ الوادي بحيث تراني وحسبُ الهوى من عاشقٍ لك وامقٍ تَزَوُّدُ عيني من سَنَا ضوئِكَ الحانِي! فألقى عليه الضوءُ نظرةَ حائر وأعرضَ عنهُ بابتسامةِ ساخرِ وقال له: يا صاحبي قد جهلتَني ويا رُبَّ شِعْرٍ ساقَهُ غيرُ شاعِرِ أنا الموثَقُ المكدودُ طالتْ طريقُهُ طريقُ أسيرٍ في رعايةِ آسِرِ تجاذبُني طاحونةُ الشمس كلما وقفتُ، وتمضي بي سِياطُ المقادِرِ وما بسمتي إلَّا دموعٌ من اللَّظَى قد التمعتْ في وجهِ سهمانَ حاسِرِ فدعْ عنكَ يا أعجوبةَ الحبِّ عالمي فقبلكَ لم يَلْقَ الأعاجيبَ ناظِرِي! وأمعنَ في تفكيرِهِ القمرُ الزاهي فمرَّ بأرضٍ ذات عُشْبٍ وأمواهِ يناجيه منها عاشقٌ ذو ضراعَةٍ مناجاةَ صوفيٍّ لِطَيْفِ إلَهِ يقول له: يا مُشْهِدِي كلَّ ليلةٍ جمالَ مُحَيَّا رائعِ الحسنِ تَيَّاهِ شبيهٌ بهذا الضوءِ نورُ جبينِهِ على أنَّهُ في الناسِ من غير أشبَاهِ وترسُمُ لي الأشباحُ طيفَ خيالِهِ فأدنو لضمٍّ أو للثمِ شِفَاهِ تَمَنَّيْتُ لو وَسَّدْتُ خدَّك راحتي وصدرُكَ خفَّاقٌ، وجفنُك ساهي فرفَّ على الوادي الشعاعُ طروبا وناداهُ من بين الظلالِ مُجيبَا أزِحْ هذه الأغصانَ عنكَ لعلَّني أصافحُ وجهًا، من هواكَ حبيبَا فجاوَبهُ: يا قُرَّةَ العينِ إنني قد اخترتُ من شطِّ الغدير كثيبَا إذا أتعَبتْ عيني السماءُ تَطَلُّعَا وخالستُ لحظًا للنجومِ مُرِيبَا ففي صفَحات الماءِ نهزةُ عاشقٍ يَراك على بُعْدِ المزار قريبَا خلوتُ بهِ، أرعاك أوْفَى قسامةً وأوفرَ من سحرِ الجمالِ نصيبا! فغاض ابتسامُ الضوءِ من فرط حيرةٍ وصاحَ: نجيِّي أنتَ حقَّرتَ سيرتي هو الكونُ مرآتي، ومجلَى مفاتني وما لغديرٍ أن يُمثِّلَ صورتي وما نَظَرَ العشَّاقُ إلَّا لعالَمِ يُعَظِّمُ في المعشوقِ كلَّ صغيرةِ أعيذُ الذي شبَّهتَني بجماله أديمَ مُحيَّا مثل صمَّاء صخرَتي أنا الفحمةُ البيضاءُ إن جنَّني الدُّجى أنا الحمة السَّوداءُ، رأْدَ الظهيرةِ فَدَعْ عالَم الأفلاك واقنعْ بلجَّةٍ وغازلْ من الأسماك كلَّ غريرةِ! وبينا يهيمُ الضوءُ في سُبُحاتِهِ وقد غطَّ هذا الكونُ في سُخرياتِهِ رأى شبحًا في قربِ نارٍ كأنما يودِّعُ طيفًا غابَ عن نظراتِهِ يمدُّ ذراعيه، ويُرسلُ صوتَه بلوعةِ قلبٍ ذابَ في نبراتِهِ إلى القمر الساري مُحَيَّاهُ شاخصٌ كصاحبِ نُسْكٍ غارقٍ في صَلَاتِهِ فحامَ عليه الضوءُ واستمهلَ الخُطَا وأجرى سناهُ الطَلْقَ في قَسَمَاتِهِ وصاحَ به: يا شَيخُ ما أنت قائلٌ تكلَّمْ! فإنَّ الليلَ في أخرياتِهِ فقالَ له: يا باعثَ الحبِّ والمنى سِلمْتَ وحيَّتْكَ العوالمُ والدُّنى شفيتَ جوى شيخٍ أحبَّك يافعًا وعاش بهذا الحبِّ جذلانَ مُؤمنًا وأفنيتُ عمري أرتقي عاليَ الذُّرا إلى أنْ بلغتُ اليومَ مثوايَ ها هنا وأوقدُ ناري كي تَراني وأنثني لأطلقَ ألحاني، وأدعوكَ مَوْهِنَا وقِيلَ: ضنينٌ لا يجودُ بوصله فهأنذا ألقاك يا ضوءُ محسنَا تساوتْ كلابٌ تنبح البدرَ ساريًا ونُوَّامُ ليل أنكروا آيةَ السنَا! فحدَّقَ فيه الضوءُ وارتدَّ مُغْضَبَا وقال له: أفنيتَ في سُخفِكَ الصِّبا ولمَّا تُرِحْ جفنًا من السهدِ مُتْعَبا وسُخريةٌ بالنار، أن تتقرَّبَا كأَنَّ شعاعي في جفونك قد خَبَا ومن عَبَثٍ مثواكَ في هذه الرُّبا على حين لم تبلغْ من النور مَرقبا وما كنتَ إلَّا الواهمَ المترقِّبا وثالثَ عشَّاقٍ بهمْ ضِقتُ مذهبَا وكانوا لأمثال الخليِّين مَضْرِبَا فوا أسفاه، ما كنتُ في الدهر مذنِبَا فأُجْزَى بنجوى من تعشَّقَ أو صبَا وساقَ على حبي الدليلَ المكذَّبا سَلِ العاصيَ الهاوي من الخلدِ هل نبا به الليلُ لمَّا آثرَ الأرضَ واجتبى؟ أأبصرَ قبلي في الدُّجنَّةِ كوكبا أضاءَ له الدرْبَ السحيقَ المشعَّبا وهلْ في سنا غيري تملَّى وشبَّبا بحواءَ واهتاجَ اليراعَ المثقَّبا حويتُهما روحًا طريدًا مُعذَّبَا فذابَ حيائي منهما، وتَصَبَّبَا وأورثني هذا الشحوبَ، وأَعْقَبَا رأيتُ فمًا يدنو، ووجهًا تخضَّبَا وصدرًا خفوقًا فوق صدرٍ تَوَثَّبَا غرائزُ فيها الغَيُّ والنقصُ رُكِّبَا تَلَمَّسُ في ضوئي الأثامَ المحَبَّبَا فيا شيخُ دَعْ هذا الوشاحَ المذهَّبَا تَرَ الحمأَ المسنونَ في الكأسِ ذُوِّبَا طفا الراحُ فيه، والترابُ ترسَّبَا وإنَّ كلابَ الأرضِ أشرفُ مَأْرَبَا ينيرُ لها ضوئي الظلامَ لتجنبا خُطَى اللصِّ يستارُ الطريقَ المحجَّبَا فإن نَبَحَتْ ضوئي، تسمَّعتُ معجبا بأرخمِ لحنٍ، رنَّ في الليلِ مطرِبا تحيَّةَ مُثنٍ بي أهَلَّ مُرَحِّبَا بني آدمٍ، إنْ لم يكن آدمُ الأَبَا رجوتُ لكم من عالم الرجسِ مهرَبَا وآثرتُكُم بالكلبِ جَدًّا مهذَّبَا وأجملُ بالإنسان أنْ يَتَكَلَّبَا ومالَ عن الأرضِ الشعاعُ وغرَّبَا ووسوسَ في صدرِ الدُّجى فتألَّبَا محمود علي طه |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
عَبَرَتْ بي في صباحٍ باكرِ
فتنةَ العين وشُغْلَ الخاطرِ شعرُها الأشقرُ فيه وردةٌ لونُها من شهوات الشاعرِ ورشيقاتُ الخُطَى في وقعها مُنْبِئاتي بشبابٍ ساحرِ وبعينيها رُؤًى حائرةٌ بين أسرارِ مساءٍ غابرِ صَوَّرَتْ من حاضر العيش ومن أمسِها قِصَّةَ حُبٍّ عاثرِ قلتُ، والفجرُ سَنَا ياقوتةٍ لألأتْ خَلْفَ السحاب الماطرِ هذه الساعةَ تسعى امرأةٌ حين لم يخفقْ جناحُ الطائرِ مَنْ تُراها؟ وإلى أين؟ ومِنْ أيِّ خدرٍ طلعتْ أو سامرِ تقطع الإفريزَ من ناحيتي كأسيرٍ هاربٍ من آسرِ تَتَّقِي الأعينَ أن تبصرها وهي لا تأْلو التفاتَ الحائرِ لا تبالي بَلَلَ الثوبِ، ولا لفحةَ البردِ الشفيفِ الثائرِ أو تبالي قدماها خاضتا مسربَ الماءِ الدفوق الهامرِ أنتِ، يا ساريةَ الفجر، اسمعي دعوةَ الروح البريءِ الطاهرِ مرَّ بي مثلُكِ لم يُشْعِرْنني غيرَ إشفاقِ الحَفِيِّ الناصرِ وأنا الشاعرُ، قلبي رحمةٌ لفريساتِ القضاءِ الجائرِ إنْ نأتْ دارُك، يا أختُ، فما بَعُدَتْ دارُ الغريبِ العابرِ شاطريني ذلك المأْوى، فما أتقاضاك وفاءَ الشاكرِ غرفةٌ، آلهةُ الفنِّ بها تتَلقَّاكِ لقاءَ الظافرِ وتُغنِّيكِ نشيدًا مِثْلَهُ ما تَغَنَّتْ لحبيبٍ زائرِ هاتِ كفَّيكِ ولا تضطربي لا تخالَيْ ريبةً في ناظري سوف يئويكِ جدارٌ ساخرٌ من أباطيلِ الزمان الساخرِ سوف يحويكِ فِراشٌ صامت لكِ فيه همساتُ الذَّاكرِ سوف يطويك سكونٌ لم يَشُبْ صَفْوَهُ لغْوُ مُحبٍّ غادِرِ وأناديكِ، وأستدني يدًا لمستْ روحي، وهزَّتْ خاطرِي وأحيِّيكِ، وأستْحيِي فمًا حَقُّهُ قُبْلَةُ رَبٍّ غافِرِ!! محمود علي طه |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
حَبيبةُ قلبي نَأَتْ دَارُها
وَلَمْ تَنْأَ عَنِّي وَعَنْ نَاظرِي أرَى وَجْهَهَا مُشْرِقًا بالجَمَالِ يُطِلُّ من الشَّاطِئِ الآخَرِ هُوَ النَّهْر يَفْصِلُ ما بَيْنَنَا مُدِلًّا بتَمْسَاحِهِ الغَادِرِ تَوَسَّدَ رَمْلَتَهُ شَاخِصًا إليَّ وَمَا كُنْتُ بالخائِرِ إليها عَلَى رَغْمِهِ فَلْأَخُضْ غَوَارِبَ تيَّارِهِ الثائِرِ إذَا ما تَقَاذَفَنِي مَوْجُهُ وسَالَ علي بَدَني الضَّامِرِ مَضَيْتُ كَأَنِّي عَلَى مائِهِ أُنِيلُ الثَّرى قَدَمَيْ عَابِرِ لَقَدْ حَالَ يَابِسَةً ماؤُهُ بسلطَانِ هَذَا الهَوَى السَّاحِرِ وصيَّرني سِحْرُ هَذَا الهَوَى وبي قوةُ القَادرِ الظَّافِرِ ألا إنَّ سُلْطَانَ هذي المياهِ ليَعْنُو لِسُلْطانِهَا القاهِرِ محمود علي طه |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ألَا ما لهذا الليلِ تَدْجَى جوانِبُهْ
على شَفَقٍ دامٍ تَلَظَّى ذوائِبُهْ؟! وما ذلكَ الظِّلُّ المَخوف بأفقِهِ يُطِلُّ فترتَدُّ ارتياعًا كواكِبُهْ؟! أأيَّتُهَا الأرض انظري، وَيْكِ! واسمَعِي! توثَّبَ فِيكِ الشَّرُّ حُمْرًا مخالِبُهْ أرَى فِتْنَةً حَمْرَاءَ يَلْفِظُهَا الثَّرَى دُخَانًا تُغَشِّي الكائناتِ سَحَائِبُهْ وأشتمُّ من أنفاسها حَرَّ هَبْوَةٍ كأنَّ هجيرَ الصَّيْفِ يلفَحُ حاصبُهْ أرى قبضةَ الشيطانِ تستلُّ خِنجرًا توَهَّجَ شَوْقًا للدماءِ مَضَارِبُهْ تسلَّلَ يبغي مَقْتَلًا من «محمدٍ» لقد خُيِّبَ البَاغي وَخَابَتْ مآرِبُهْ تقدَّمْ سليلَ النارِ! ما البابُ موصَدٌ! فَمَاذَا تَوَقَّاهُ، وَمَاذَا تُجَانِبُهْ تأمَّلْ! فَهَلْ إلَّا فتًى في فراشِهِ إِلى النورِ تَهْفُو في الظَّلَامِ ترائبُهْ؟! يُسَائِلُكَ الأشياعُ زَاغَتْ عُيونُهُم وأنتَ حَسيرٌ ضائعُ اللُّبِّ ذاهبُهْ: تُرَانَا غَفَوْنَا أم تُرَى عَبَرَتْ بنا نُفاثَةُ سِحْرٍ خدَّرَتْنَا غرائِبُهْ؟! وما زال منا كلُّ أشوَسَ قابضًا على سيفِهِ لم تَخْلُ منه رواجبُهْ تُرَى كيفَ لم تُبصِرْ غريمَكَ ساريًا وأين تُرى يَمضي؟ وتَمضي ركائبُهْ؟ تقدَّمْ، وجُسْ في الدار وَهْنًا فما ترى لقد هَجَرَ الدارَ النبيُّ وصاحِبُهْ يحثَّانِ في البَيداءِ راحلَتَيهما إلى جَبَلٍ يُئوي الحقيقةَ جانبُهْ فَقِفْ، وتنظَّرْ حائرًا نُصبَ غارِهِ تَحدَّاكَ فيه ورْقُهُ وعناكِبُهْ لتعلمَ أنَّ الحقَّ روحٌ وفكرةٌ يذلُّ لها الطاغي وتَعْنُو قواضِبُهْ فَطِرْ، أيها الشيطان، نارًا أو انطلق دُخَانًا، فأخسِر بالذي أنت كاسبُهْ خَسِئْتَ! ولو لم يَعْصِمِ الحقَّ ربُّه طوى الأرضَ ليلٌ ما تزولُ غياهِبُهْ علي محمود طه مصر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
هَتّافَةَ الصُبحِ إِنَّ الفَجرَ قَد هَتَفا
وَالصُبحُ يَكشِفُ عَن لَأَلائِهِ السُجفا وَالشَمسُ تُرسِلُ لِلدُنيا تَحِيَّتَها وَتَبتَغي مِن ذُرى الأَشجارِ مُشتَرِفا هذي الرُعاةُ تُغَنّي الصُبحَ في بَهَجٍ وَالحَقلُ يَنشُرُ مِنهُ في الضُحى بَدَعا قومي اِملَأي الصُبحَ صَوتاً مِنكِ يُبهِجُنا يا فِتنَةَ الصُبحِ إِنَّ الصُبحَ قَد طَلَعا قَد جُبتُ كُلَّ بِقاعِ القُطرِ مُغتَرِباً مِن ثَغرِ دِمياطَ حَتّى سَفحِ أَسوانِ عَلّي أَرى شَبَهاً يَحكيكِ في دَعَةٍ أَو خِفَةٍ أَو جَمالٍ مِنكِ فَتّانِ لَم أَلقَ غَيرَكِ يا جاموسَتي أَبَداً وَحشاً عَلى القَريَةِ الحَسناءِ يَسبينا مِن أَيِّ يَنبوعِ حُسنٍ تَستَقي وَهَجا عَيناكِ هَل سِحرُ هاروتٍ بِوادينا يا سِحرَ خَطوَكِ إِذا تَمشينَ تابِعَةً في الصُبحِ أُمَّكِ نَحوَ الحَقلِ في مَرَحِ تَتلو عَلَيكِ فَتاةُ الريفِ غِنوَتَها وَتَعبُرُ القَنَواتَ الخُضرَ في مَرَحِ إِذا سَمِعتُكَ طافَ الريفُ مُطرِداً أَمامَ عَيني فَيَلقاني وَأَلقاهُ أَرى الحُقولَ وَأَرعى الريفَ مِن أُمَمٍ شَمسٌ وَظِلٌّ وَأَشجارٌ وَأَمواهُ أَحرى بِزَهرِ الرُبا أَن يَغتَذي أُكُلاً وَأَن يَكونَ عَلى الريحانِ مَرعاكِ أَدعوكِ جاموسَتي لا أَنتِ صاحِبَتي بَل أَنتِ فاتِنَتي يا حُسنَ مَرآكِ عَلى حَليبِكِ غَذى الريفُ فِتيتَهُ فَأَصبَحوا فيهِ أَبطالاً صَناديدا مِن كُلِّ ذي هِمَةٍ بِالرَوعِ مُضطَّلِعٍ حازَت حَصيدَتُهُ فَخراً وَتَمجيدا لَو أَنَّ لي ريشَةً في الفَنِّ عالِيَةً تَهتَزُّ بِالوَحيِ في جَوِّ التَصاويرِ إِذَن رَسَمتُكِ في مُخضَلَةً أَبَدا فَيَحاءُ تَضحينَ في ظِلَّ النَواعيرِ أَو فَوقَ سَهلٍ مِنَ الأَهرامِ مُنبَطِحٍ أَو في رُبا الخُلدِ في فُردوسِ ايزيسِ تَرعينَ سائِمَةً تَمشينَ تائِهَةً تَغدينَ ناعِسَةً في جَنبِ آبيسِ محمد الهمشري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
إِذا اِسطَعتَ أَلا تَفقِدَ العَقلَ وَالحِجا
وَظَلتَ عَلى رُغمِ الحَوادِثِ حازِما وَقَد ضَلَّ كُلُّ الناسِ حَولَكَ وَاِنتَفوا عَلى كُلِّ ما قَد كانَ مِنكَ لَوائِما إِذا أَنتَ قَد صَدَقَت نَفسَكَ بَينَما ظُنونُ الوَرى تَرتابُ في ذلِكَ الصِدقِ وَبِالرَغمِ مِن هَذي الشُكوكِ عَذَرتُهُم وَقابَلتَ هذا الشَكَّ بِاللَينِ وَالرِفقِ إِذا اِسطَعتَ أَن تَلقى اِنتِظارَكَ دائِماً صَبوراً وَلَم تَملُل عَذابَ التَرَقُّبِ إِذا اِسطَعتَ أَن تَبقى صَدوقاً مُكرَماً إِذا كَذَّبَتكَ الناسُ لَم تَتَكَذَّبِ إِذا بَغَضَتكَ الناسُ وَاِزدادَ ضِغنُهُم عَلَيكَ فَلَم تَحقِد وَأَنتَ رَحيمُ وَبِالرَغمِ لَم تَظهَر وَقوراً وَطيباً فَإِنَّكَ في كُلِّ الأُمورِ عَليمُ بُنَيَّ إِذا ما اِسطَعتَ أَن تَتَخَيَّلا وَلَم تَكُ عَبداً يُكبِرُ الوَهمَ وَالحِلما بُنَيَّ إِذا ما اِسطَعتَ أَن تَتَفَكَّرا وَلَم تَجعَل الأَفكارَ مَقصِدُكَ الأَسمى إِذا أَنتَ لاقَيتَ اِنتِصارَكَ هادِئاً وَلَم تَتَذَمَّر في هَزيمَتِكَ الكُبرى وَصاحَبتَ ذَينَ العاهِلَينِ كَما هُما سَواسِيَةٌ لَم تَفتَقِد مَعَهُما أَمرا إِذا اِسطَعتَ أَن تُصغي إِلى الحَقِّ قُلتَهُ لِيُصبِحَ في هذا الوُجودِ ضِياءَ يَحورُهُ الغَوغاءَ إِفكاً وَضُلَّةً لِيَغدو شِباكاً توقِعُ البُسطاءَ إِذا اِسطَعتَ أَن تَلقى الَّذي قَد بَنَيتَهُ وَأَنفَقتَ فيهِ العُمرَ وَهوَ مُهدَمُ وَعُدتَ إِلَيهِ مِن جَديدٍ تُقيمُهُ بِمُعوَلِكَ البالي وَلا تَتَبَرَّمُ بُنَيَّ إِذا جَمَّعتَ مالَكَ كُلَّهُ وَكَوَّمتَ ما حَصَلتَهُ مِن مَكاسِبِ وَغامَرتَ في أَمرٍ مَرومٍ مُخاطِراً بِمالِكَ هذا كُلَّهُ غَيرَ حاسِبِ وَلكِن خَسِرتَ القَدحَ خُسرانَ جاهِدٍ فَعُدتَ لِتَبَنّي بادِئاً غَيرَ يائِسِ وَلَم تَكُ بَكّاءً عَلى ما فَقَدتَهُ وَلَم تَكُ شَكّاءً وَلَم تَتَنَفَّسِ إِذا أَنتَ أَجهَدتَ الفُؤادَ مَعَ العِدا لِتَمضي في مَسعاكَ وَالغُنمُ سانِحُ وَقَد خارَتِ الأَعصابُ مِنكَ وَلَم تَعُد بِها فَضلَةً تَطوي عَلَيها الجَوانِحُ مَضيتَ بِقَلبٍ واهِنِ الخَفقِ خائِر تَكُرَّ وَجِسمٌ كادَ يُصبِحُ هالِكا وَلَم تَبقَ مِن هذي القُوى غَيرَ عَزمَةٍ تَصيحُ أَلا سِر جاهِداً في نِضالِكا إِذا أَنتَ خالَطتَ الجَماهيرَ صائِناً فَضائِلَكَ العُليا فَلَم تَتَلَوَّثِ إِذا أَنتَ سايَرتَ المُلوكَ مُحافِظاً لِطابِعِكَ الشَعبِيِ كَالمُتَشَبِّثِ إِذا اِسطَعتَ أَن تُقصي عَدُوُّكَ عَن أَذى وَتَأمَنَ حَتّى صاحِباً لَكَ وافِيا إِذا أَنتَ قَدَّرتَ الرِجالَ جَميعَهُم وَلَم تَكُ في هذا الحِسابِ مُغالِياً بُنَيَّ إِذا حاسَبتَ كُلَّ دَقيقَةٍ مِنَ الوَقتِ تَمضي لَيسَ تَرحَمُ عاتيه مَلَأتَ بِها كُلَّ الثَواني وَلَم تَكُن لَتَترُكَها تَمضي سُدىً كُلَّ ثانِيَه سَتَحكُمُ في الدُنيا بُنَيَّ جَميعُها وَتُصبِحُ لِلدُنيا العَريضَةِ مالِكا وَأَعظَمُ مِن هذَينِ شَأناً سَتَغتَدي بِها رَجُلاً فَوقَ الرِجالِ لِذالِكا محمد الهمشري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
غَداً يا خَيالي تَنتَهي ضَحِكاتُنا
وَآلامُنا تَفنى وَتَفنى المَشاعِرُ وَتُسلِمُنا أَيدي الحَياةِ إِلى البِلى وَيَحكُمُ فينا المَوتُ وَالمَوتُ جائِرُ جَلَستُ عَلى الصَخرِ الوَحيدِ وَحيداً وَأَرسَلتُ طَرفي في الفَضاءِ شَريدا وَكَفكَفتُ دَمعاً لا يُكَفكَفُ غَربُهُ وَواسَيتُ قَلباً في الضُلوعِ عَميدا أَرى صَفحَةَ الآمالِ قَد ضاقَ أُفقُها وَلاحَ عَلى اليَأسِ البَعيدِ مَديدا لَقَد عِشتُ في دُنيا الخَيالِ مُعَذَّباً فَيا لَيتَ شِعري هَل أَموتُ سَعيدا كَأَنَّ حَياتي غُنوَةٌ بَدَوِيَّةٌ شَدَّتها اللَيالي لِلقُرونِ بِلا مَعنى كَأَنّي أَنا فيها شَجى نَغَماتِها أَقامَت لَها ذِكرى تَحُفُّ بِها الأُذُنا لَئِن فاتَني عَهدُ الشَبابِ وَلَهوُهُ فَإِنّي بِعُمري لَستُ آبَهُ أَو أُعنى فَرُبَّ هَواءٍ طافَ في اللَحنِ وَأَمَحّى يُخَلَّدُ عَن ريحٍ مُعمِرَةٍ قَرنا لَقَد كُنتُ في الدُنيا جَمالاً يَزينُها بِما شادَهُ شِعري عَلى هَذِهِ الدُنيا خَلَقتُ لِروحي سِحرَها لا لِغَيرِها وَمِن أَجلِها أَقضي وَمِن أَجلِها أَحيا إِذا ذَبُلَ النارِنجُ عاشَ عَبيرُهُ وَكانَ لَهُ في الوَهمِ مِن نَفحِهِ مَحيا وَيَخلُدُ بَعدَ البَدرِ في الفِكرِ رَونَقٌ يُغَذّي خَيالي الشِعرَ وَالحُبَّ وَالوَحيا محمد الهمشري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أَيُّها التائِهُ خَفِّف مِن خُطاك
إِنَّ في القَبرِ فُؤاداً ما سَلاك شَيَّعَ الأَحلامَ في رَقدَتِهِ وَسَلا الكُلَّ وَلَم يَذكُر سِواك وَإِذا نادَيتَهُ مِن قَبرِه هَب في القَبرِ مُجيباً لِنِداك لَيسَ يَبغي أَن يَرى الجَنَّةَ في نَفخَةِ الصورِ وَلكِن أَن يَراك وَضَريحي بَينَ أَشجارِ الأَراكِ فَتَعالَ وَاِسقِهِ عَلّي أَراك إِن تَخَذتَ اليَومَ غَيري في الهَوى فَأَنا لِلآنَ لَم أَعشَق سِواك هاتِفٌ في المَوتِ يَدعوني كَما كانَ في الدُنيا إِلى وَكرِ هَواك محمد الهمشري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أَلَم تَرَ لِلحُبِّ كَيفَ اِنبَرى
يُصَوِّرُ في الكَونِ أَبهى الصُوَر وَكَيفَ تَرَقرَقُ مِنهُ النَسيمُ وَكَيفَ تَرَققَ مِنهُ القَمَر وَكَيفَ تَهَذَّبَ مِنهُ الحَمامُ وَلَم يُرَ في البومِ هذا الأَثَر محمد الهمشري |
الساعة الآن 06:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية