![]() |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
عِش لِلجَمالِ تَراهُ العَينُ مُؤتَلَقاً
في أَنجُمِ اللَيلِ أَو زَهرِ البَساتينِ وَفي الرُبى نَصَبَت كَفُّ الأَصيلِ بِها سُرادِقاً مِن نُضارٍ لِلرَياحينِ وَفي الجِبالِ إِذا طافَ المَساءُ بِها وَلَفَّها بِسَرابيلِ الرَهابينِ وَفي السَواقي لَها كَالطِفلِ ثَرثَرَةٌ وَفي البُروقِ لَها ضِحكُ المَجانينِ وَفي اِبتِساماتِ أَيّارٍ وَرَوعَتِها فَإِن تَوَلّى فَفي أَجفانِ تِشرينِ لا حينَ لِلحُسنِ لا حَدَّ يُقاسُ بِهِ وَإِنَّما نَحنُ أَهلُ الحَدِّ وَالحينِ فَكَم تَماوَجَ في سِربالِ غانِيَةٍ وَكَم تَأَلَّقَ في أَسمالِ مِسكينِ وَكَم أَحَسَّ بِهِ أَعمى فَجُنَّ لَهُ وَحَولَهُ أَلفُ راءٍ غَيرِ مَفتونِ عِش لِلجَمالِ تَراهُ هَهُنا وَهُنا وَعِش لَهُ وَهوَ سِرٌّ جِدُّ مَكنونِ خَيرٌ وَأَفضَلُ مِمَّن لا حَنينَ لَهُم إِلى الجَمالِ تَماثيلٌ مِنَ الطينِ إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
قُلتُ السَعادَةُ في المُنى فَرَدَدتَني
وَزَعِمتَ أَنَّ المَرءَ آفَتُهُ المُنى وَرَأَيتُ في ظِلِّ الغِنى تِمثالَها وَرَأَيتَ أَنتَ البُؤسَ في ظِلِّ الغِنى ما لي أَقولُ بِأَنَّها قَد تُقتَنى فَتَقولُ أَنتَ بِأَنَّها لا تُفتَنى وَأَقولُ إِن خُلِقَت فَقَد خُلِقَت لَنا فَتَقولُ إِن خُلِقَت فَلِم تُخلَق لَنا وَأَقولُ إِنّي مُؤمِنٌ بِوُجودِها فَتَقولُ ما أَحراكَ أَن لا تُؤمِنا وَأَقولُ سِرٌّ سَوفَ يُعلَنُ في غَدٍ فَتَقولُ لا سِرُّ هُناكَ وَلا هُنا يا صاحِبي هَذا حِوارٌ باطِلٌ لا أَنتَ أَدرَكتَ الصَوابَ وَلا أَنا إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
دِارُ السَلامِ وَأَرضُ الهَنا
يَشُقُّ عَلى الُلِّ أَن تَحزَنا فَخَطبُ فِلِسطينَ خَطبُ العُلى وَما كانَ رِزءُ العُلى هَيِّنا سَهِرنا لَهُ فَكَأَنَّ السُيوفَ تَحُزُّ بِأَكبادِنا هَهُنا وَكَيفَ يَزورُ الكَرى أَعيُناً تَرى حَولَها لِلرَدى أَعيُنا وَكَيفَ تَطيبُ الحَياةُ لِقومٍ تُسَدُّ عَلَيهِم دُروبُ المُنى بِلادَهُم عُرضَةً لِلضَياعِ وَأُمَّتُهُم عُرضَةً لِلفَنا يُريدُ اليَهودُ بِأَن يَصلُبوها وَتَأبى فِلِسطينُ أَن تَذعُنا وَتَأبى المُروأَةُ في أَهلِها وَتَأبى السُيوفُ وَتَأبى القنا أَأَرضُ الخَيالِ وَآياتِهِ وَذاتُ الجَلالِ وَذاتُ السَنا تَصيرُ لِغَوغائِهِم مَسرَحاً وَتَغدو لِشُذّاهِم مَكمَنا بِنَفسِيَ أُردُنِّها السَلسَبيلُ وَمَن جاوَروا ذَلِكَ الأُردُنا لَقَد دافَعوا أَمسِ دونَ الحِمى فَكانَت حُروبُهُمُ هَربَنا وَجادوا بِكُلِّ الَّذي عِندَهُم وَنَحنُ سَنَبذُلُ ما عِندَنا فَقُل لِليَهودِ وَأَشيَعَهُم لَقَد خَدَعَتكُم بُروقُ السَنا أَلا لَيتَ بِلفورَ أَعطاكُم بِلاداً لَهُ لا بِلاداً لَنا فَلُندُنُ أَرحَبُ مِن قُدسِنا وَأَنتُم أَحَبُّ إِلى لُندُنا وَمَنّاكُمُ وَطَناً في النُجومِ فَلا عَرَبِيَّ بِتِلكَ الدُنى أَيَسلُبُ قَومَكُم رُشدَهُم وَيَدعوهُ قَومِكُم مُحسِنا وَيَدفَعُ لِلمَوتِ بِالأَبرِياءِ وَيَحسَبُهُ مَعشَرٌ دَيِّنا وَيا عَجَباً لَكُم توغِرونَ عَلى العَرَبِ التامِزَ وَالهَدسَنا تَرمونَهُم بِقَبيحِ الكَلامِ وَكانوا أَحَقَّ بِضافي الثَنا وَكُلُّ خَطيآتِهِم أَنَّهُم يَقولونَ لا تُسرِفوا بَيتَنا فَلَيسَت فِلِسطينُ أَرضاً مَشاعاً فَتُعطى لِمَن شاءَ أَن يَسكُنا فَإِن تَطلُبوها بِسُمرِ القَنا نَرُدُّكُم بِطِوالِ القَنا فَفي العَرَبِيِّ صِفاتُ الأَنامِ سِوى أَن يَخافَ وَأَن يَجبُنا وَإِن تَحجُلوا بَينَنا بِالخِداعِ فَلَن تَخدَعوا رَجُلاً مُؤمِنا وَإِن تَهجُروها فَذَلِكَ أَولى فَإِنَّ فِلِسطينَ مُلكٌ لَنا وَكانَت لِأَجدادِنا قَبلَنا وَتَبقى لِأَحفادِنا بَعدَنا وَإِنَّ لَكُم بِسِواها غِنىً وَلَيسَ لَنا بِسِواها غِنى فَلا تَحسَبوها لَكُم مَوطِناً فَلَم تَكُ يَوماً لَكُم مَوطِنا وَلَيسَ الَّذي نَبتَغيهِ مُحالاً وَلَيسَ الَّذي رُمتُمُ مُمكِنا نَصَحناكُمُ فاِرعَوُّا وَاِنبُذوا بَليفورَ ذَيّالِكَ الأَرعَنا وَإِمّا أَبَيتُم فَأوصيكُمُ بِأَن تَحمُلو مَعكُمُ الأَكفُنا فَإِنّا سَنَجعَلُ مِن أَرضِها لَنا وَطَناً وَلَكَم مَدفَنا إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
إِنّي عَرَفتُ مِنَ الإِنسانِ ما كانا
فَلَستُ أَحمَدُ بَعدَ اليَومِ إِنسانا بَلَوتُهُ وَهوَ مُشتَدُّ القِوى أَسَداً صَعبِ المِراسِ وَعِندَ الضَعفِ ثُعبانا تَعَوَّدَ الشَرَّ حَتّى لَو نَبَت يَدُهُ عَنهُ إِلى الخَيرِ سَهواً باتَ حَسرانا خِفهُ قَديراً وَخَفهُ لا اِقتِدارَ لَهُ فَالظُلمُ وَالغَدرُ إِمّا عَزَّ أَو هانا القَتلُ ذَنبٌ شَنيعٌ غَيرُ مُغتَفَرٍ وَالقَتلُ يَغفُرَهُ الإِنسانُ أَحيانا أَحَلَّ قَتلَ نُفوسِ السائِماتِ لَهُ وَالطَيرُ وَالقَتلُ قَتلٌ حَيثَما كانا أَذاقَ ذِئبَ الفَلا مِن غَدرِهِ طُرُفاً فَلا يَزالُ مَدى الأَيّامِ يَقظانا وَنَفَّرَ الطَيرَ حَتّى ما تُلِمُّ بِهِ إِلّا كَما اِعتادَتِ الأَحلامُ وَسنانا سُرورُهُ في بُكاءِ الأَكثَرينَ لَهُ وَحُزنُهُ أَن تَرى عَيناهُ جَذلانا كَأَنَّما المَجدُ رَبٌّ لَيسَ يَعطِفُهُ إِلّا إِذا قَدَّمَ الأَرواحَ قُربانا هُوَ الَّذي سَلَبَ الدُنيا بَشاشَتَها وَراحَ يَملَءُها هَمّاً وَأَحزانا لا تَصطَفيهِ وَإِن أَثقَلَتهُ مِنَناً يَعدو عَلَيكَ وَإِن أَولاكَ شُكرانا قالوا تَرقّى سَليلُ الطينِ قُلتُ لَهُم الآنَ تَمَّ شَقاءُ العالَمِ الآنا إِنَّ الحَديدَ إِذا ما لانَ صارَ مُدىً فَكُن عَلى حَذَرٍ مِنهُ إِذا لانا وَالمَرءُ وَحشٌ وَلَكِن حُسنُ صورَتِهِ أَنسى بَلاياهُ مَن سَمّاهُ إِنسانا قَد حارَبَ الدينَ خَوفاً مِن زَواجِرِهِ كَأَنَّ بَينَ الوَرى وَالدينِ عُدوانا وَرامَ يَهدِمُ ما الرَحمَنُ شَيَّدَهُ وَلَيسَ ما شَيَّدَ الرَحمَنُ بُنيانا إِنّي لَيَأخُذُني مِن أَمرِهِ عَجَبٌ أَكُلَّما زادَ عِلماً زادَ كُفرانا وَكُلَّما اِنقادَتِ الدُنيا وَصارَ لَهُ زِمامُها اِنقادَ لِلآثامِ طُغيانا يَرجو الكَمالَ مِنَ الدُنيا وَكَيفَ لَهُ نَيلُ الكَمالِ مِنَ الدُنيا وَما دانا إِذا اِرتَدى المَرءُ ما في الأَرضِ مِن بُرُدٍ وَعافَ لِلدينِ بُرداً عادَ عُريانا هُوَ الحَياةُ الَّتي ما غادَرَت جَسداً إِلّا اِغتَدى امَيتُ أَحيا مِنهُ وِجدانا وَهوَ الضِياءُ الَّذي يَمحو الظَلامَ فَمَن لا يَهتَدي بِسَناهُ ظَلَّ حَيرانا وَالمَنهَلُ الرائِقُ العَذبُ الوُرودِ فَمَن لا يَستَقي مِنهُ دامَ الدَهرَ عَطشانا لَيسَ المُبَذِّرُ مَن يَقلي دَراهِمَهُ إِنَّ المُبَذِّرَ مَن لِلدينِ ما صانا لَيسَ الكَفيفُ الَّذي أَمسى بِلا بَصَرٍ إِنّي أَرى مِن ذَوي الأَبصارِ عُميانا إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ذَهَبَ الرَبيعُ فَفي الخَمائِلِ وَحشَةٌ
مِثلُ الكَآبَةِ مِن فِراقِكَ فينا لَو دُمتَ لَم تَحزَن عَلَيهِ قُلوبُنا وَلَئِن أَضَعنا الوَردَ وَالنَسرينا فَلَقَد وَجَدنا في خِلالِكَ زَهرَهُ المُفتَرَّ وَبِالماءِ الَّذي يَروينا وَنَسيمَهُ الساري كَأَنفاسِ الرِضى وَشُعاعَهُ يَغشى المُروجَ فُتونا جَزَتِ المَحاسِنَ في الرَبيعِ وَفُقتَهُ إِذ لَيسَ عِندَكَ عَوسَجٌ يُدمينا يا أَشهُراً مَرَّت سِراعاً كَالمُنى لَو أَستَطيعُ جَعَلتُكُنَّ سِنينا وَأَمَرتُ أَن يَقِفَ الزَمانُ عَنِ السُرى كَيلا نَمُرَّ بِساعَةٍ تُبكينا وَنَمُدُّ أَيدِيَنا فَتَرجِعُ لَم تُصبِ وَتَعودَ فَوقَ قُلوبِنا أَيدينا خَوفاً عَلَيها أَن تَساقَطَ حَسرَةً أَو أَن تَفيضَ لَواعِجاً وَشُجونا قَد كُنتِ خِلتُ الدَهرَ حَطَّمَ قَوسَهُ حَتّى رَأَيتُ سِهامَهُ تُصمينا فَكَأَنَّما قَد سائَهُ وَأَمَضَّهُ أَنّا تَمَتَّعنا بِقُربِكِ حينا إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أَباعِثَةَ المَطايا مِن حَديدٍ
كَأَسرابِ القَطا لِلعالَمينا رَكائِبٌ في فِجاجِ الأَرضِ تَسري تُقِلُّ الذاهِبينَ الآيِبينا تَقُصُّ عَلى المَدائِنِ وَالقَرايا حِكايَةَ قَومِكِ المُستَنبِطينا وَكَيفَ العَقلُ يُخلَقُ مِن زَرِيِّ مَهينٍ لا زَرِيَّ وَلا مُهينا وَيَنفُخُ في الجَمادِ قِوىً وَحِسّاً فَيَركُضُ تارَةً وَيَطيرُ حينا وَيَهتِفُ بَِلقَصائِدِ وَالأَغاني وَقَد ذَهَبَ الرَدى بِالمُنشِدينا لَقَد حَسَدَتكِ أُمُّ الفَنِّ روما كَما حَسَدَتكِ ضَرَّتُها أَثِنا فَمَجدُكِ فَوقَ مَجدِهِما عَلاءً وَحُسنُكِ فَوقَ حُسنِهِما فُتونا نَزَلنا في حِماكِ فَقَرِّبينا وَبارَكنا ثَراكَ فَبارِكينا فَما لِطَماعَةٍ بِنُضارِ فوردٍ وَفَضَّتِهِ إِلَيكِ اليَومَ جينا فَما هُوَ في سَماحَتهِ كَمَعنٍ وَلَيسَت نوقُهُ لِلذابِحينا وَلَكِن فيكِ إِخوانٌ هَوَينا لِأَجلِهِمِ جَميعَ الساكِنينا أَحِبّونا كَأَنَّهُمُ ذَوُنا وَطَنسونا بِلُطفِهِمِ ذَوينا وَعاهَدناهُمُ إِذ عاهَدونا فَلَم نَنكُث وَلا نَكَثوا يَمينا إِذا غَضِبوا عَلى الدُنيا غَضِبنا وَإِن يَرضوا عَلى الدُنيا رَضينا دَعاهُم لِلعُلى وَالخَيرِ داعٍ مِنَ الوادي فَلَبّوا أَجمَعينا أَيَخذِلُ جارَةَ الوادي بَنوها مَعاذَ اللَهِ هَذا لَن يَكونا فَما لاقَيتُ زَحلِيّاً جَباناً وَلا لاقَيتُ زَحلِيّاً ضَنينا تَأَمَّل كَيفَ أَدحى تَلُّ شيحا يُحاكي في الجَلالَةِ طورَسينا فَعَن هَذا تَحَدَّرَتِ الوَصايا وَفي هَذا يَجَدنا المُحسِنينا عَلى جَنَباتِهِ وَعَلى ذَراهُ جَمالٌ يُبهِرُ المُتَأَمِّلينا فَلَم أَرَ مِثلَهُ لِلخَيرِ دُنيا وَلَم أَرَ مِثلَهُ فَتحاً مُبينا فَيا أَشبالَ لُبنانَ المُفَدّى وَيا إِخوانِنا وَبَني أَبينا تَرَنَّحَ عَصرُكُم فَخراً وَهَشَّت لِصُنعِكُم عِظامُ المائِتينا تَبارى الناسُ في طَلَبِ المَعالي فَكُنتُم في المَجالِ السابِقينا بَنى الأَهرامَ فِرعَونٌ فَدامَت لِتُخبِرَ كَيفَ كانَ الظالِمونا وَكَم أَشقى الجُموعَ الفَردُ مِنهُم وَكَم طَمَسَ الأُلوفَ لِكَي يَبينا وَشُدتُم مَعهَداً في تَلِّ شيحا سَيَبقى مَلجَأً لِلبائِسينا يُطِلُّ الفَجرُ مُبتَسِماً عَلَيهِ وَيَرجِعُ مُطمَإِنّاً مُستَكينا وَيَمضي يَملَءُ الوادي ثَناءً عَلَيكُم وَالأَباطِحَ وَالحُزونا أَرى غَيثَينِ يَستَبِقانِ جوداً هُما مَطَرُ السَما وَالغائِثونا لَئِن حَجَبَ الغَمامُ الشَمسَ عَنّا فَلَم يَطمِس ضِياءَ اللَهِ فينا وَلَم يَستِر سَبيلَ الخَيرِ عَنكُم وَلَم يَقبِض أَكُفّ الباذِلينا وَجَدتُ المَرءَ حُبَّ الخَيرِ فيهِ فَإِن يَفقُدُهُ صارَ المَرءُ طينا تَكَمَّشَ في الحُقولِ الشَوكُ بُخلاً فَذُلَّ فَعاشَ مُكتَإِباً حَزينا وَأَسنى الوَردُ إِذ أَعطى شَذاهُ مَكانَتَهُ فَكُن في الواهِبينا سَأَلتُ الشِعرَ أَن يَثني عَلَيكُم فَقالَت لِيَ القَوافي قَد عَيِنا سَيَجزيهُمُ عَنِ البُؤَساءِ رَبٌّ يُكافِئُ بِالجَميلِ المُحسِنينا إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
كَم خَفَضنا الجَناحَ لِلجاهِلينا
وَعَذَرناهُمُ فَما عَذَرونا خَبِّروهُم يا أَيُّها العاقِلونا إِنَّما نَحنُ مَعشَرُ الشُعَراءِ يَتَجَلّى سِرُّ النُبُوَّةِ فينا ذَكِروهُم فَرُبَّ خَيرٍ كَبيرِ فَعَلتهُ الهُداةُ بِالتَذكيرِ إِنَما الناسُ مِن تُرابٍ وَنورِ فَبَنو النورِ يَعبَدونَ النورا وَبَنو الطينِ يَعبُدونَ الطينا قيلَ عَنّا قُصورُنا مِن هَباءِ تَتَلاشى في ضَحوَةٍ وَمَساءِ أَو سُطورٌ بِالماءِ فَوقَ الماءِ لَو سَكَنتُم قُصورَنا بَعضَ ساعَه لَنَسَيتُم شُهورَكُم وَالسِنينا لَو دَخَلتُم هَياكِلَ الإِلهامِ وَسَرَحتُم في عالَِ الأَحلامِ وَاِجتَلَيتُم سِرَّ الخَيالِ السامي وَعَرَفتُم كَما عَرَفنا اللَهَ لَخَرَرتُم أَمامَنا ساجِدينا قَد سَقَتنا الحَياةُ كاساً دُهاقاً حَسُنَت نَكهَةً وَطابَت مَذاقا وَسَقَينا مِمّا شَرِبنا الرِفاقا فَتَرَناهُمُ حَيارى سُكارى يَتَمَنّونَ أَنَّهُم لا يَعونا هَمُّكُم في الكُؤوسِ وَالأَكوابِ آهِ لَو كانَ هَمُّكُم في الشَرابِ لَطَرَحتُم عَنكُمُ قُيودَ التُرابِ وَشَعَرتُم بِلَذَّةٍ أَو عَذابِ هَذِهِ الخَمرُ لَيتَكُم تَشرَبونا أَتَقولونَ إِنَّهُ مَجنونُ أَتَقولونَ إِنَّهُ مَفتونُ أَتَقولونَ شاعِرٌ مِسكينُ كَم مَليكٍ كَم قائِدٍ كَم وَزيرِ وَدَّلو كانَ شاعِراً مِسكينا عاشَ مِلتِن فَلَ يَكُن مَذكورا وَهوميروسُ كَالشَيخِ كانَ ضَريرا وَلَقَد ماتَ اِبنُ بُردٍ فَقيرا أَرَأَيتُم كَما رَأى العُميانُ أَفَلَستُم بِنورِهِم تَهتَدونا إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
زَعَمَ المَرءُ إِنَّما هُوَ رَبٌّ
كَم يَلوكُ الكَلامَ هَذا الإِلَهُ يَلفُظُ البَحرُ وَهوَ مُلحٌ أُجاجٌ لُؤلُؤً يُبهِرُ العُيونَ سَناهُ ما اِدَّعى الدُرُّ أَنَّةَ صورَةُ البَحرِ وَلا قالَ إِنَّني إِيّاهُ لا وَلا قالَ كُلُّ شَيءٍ إِلى المَح وِ وَما خَصَّ بِالخُلودِ سِواهُ إِن تَكُن لِلخُلودِ ذاتَكَ في الدُن يا فَماذا الأَمرُ الَّذي تَهواهُ وَإِذا صِرتَ غَيرَ شَخصِكَ في الءُ خرى فَهَذا الفَنا الَّذي تَخشاهُ في التُرابِ الَّذي تَدوسُ عَلَيهِ أَلفُ دُنيا وَعالَمٍ لا تَراهُ أَنتَ جُزءٌ مِنَ الكَيانِ وَفيهِ كَثَراهُ كَنَبتِهِ كَحَصاهُ كَالوَردِ الَّتي تُحِبُّ شَذاها وَالبَعوضُ الَّذي تَخافُ أَذاهُ ما لِحَيٍّ بِالمَوتِ عَنهُ اِنفِصالٌ إِنَّ دُنياهُ هَذِهِ أُخراهُ إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لَمّا سَأَلتُ عَنِ الحَقيقَةِ قيلَ لي
الحَقُّ ما اِتَّفَقَ السَوادُ عَلَيهِ فَعَجِبتُ كَيفَ ذَبَحتُ ثَورِيَ في الضُحى وَالهِندُ ساجِدَةٌ هُناكَ لَدَيهِ نَرضى بِحُكمِ الأَكثَرِيَّةِ مِثلَما يَرضى الوَليدُ الظُلمَ مِن أَبَوَيهِ إِمّا لِغُنمٍ يَرتَجيهِ مِنهُما أَو خِفيَةً مِن أَن يُساءَ إِلَيهِ إيليا ابو ماضي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا أَيُّها الشِعرُ أَسعِفني فَأَرثيهِ
وَيا دُموعَ أَعينيني فَأَبكيهِ بَحَثتُ لي عَن مُعَزٍّ يَومَ مَصرَعِهِ فَلَم أَجِد غَيرَ مَحزونٍ أُعَزّيهِ وَما سَأَلتُ اِمرَأً فيما تُفَجِّعُهُ إِلّا وَجاوَبَ إِنّي مِن مُحِبّيهِ كَأَنَّما كُلُّ إِنسانٍ أَضاعَ أَخاً أَوِ اِنطَوَت فَجأَةً دُنيا أَمانيهِ فَذا أَساهُ لَهيبٌ في أَدالُعِهِ وَذا أَساهُ دُموعٌ في مَآقيهِ فَهَل دَرى أَيَّ سَهمٍ في القُلوبِ رَمى لَمّا نَعاُ إِلى الأَسماعِ اعيهِ يا شاعِرَ الحُسنِ هَذا الرَوضُ قَد طَلَعَت فيهِ الرَياحينُ وَاِفتَرَّت أَقاحيهِ وَشاعَ أَيّارُ عِطراً في جَوانِبِهِ وَنَضرَةً وَاِخضِراًّ في رَوابيهِ فَأَينَ شِعرُكَ يَسري مَع نَسائِمِهِ وَأَينَ سِحرُكَ يَجري في سَواقيهِ هَجَرتَهُ فَاِمَّحَت مِنهُ بَشاشَتُهُ ماتَ الهَوى فيهِ لمّا ماتَ شاديهِ أَغنى عَنِ الدُرِّ في القيعانِ مُختَبِئً دُرٌّ يُساقيطُهُ الحَدّادُ مِن فيهِ وَكانَ لِلسِحرِ تَأثيرٌ فَأَبطَلَهُ بِالسِحرِ يَجري حَلالاً في قَوافيهِ بَلاغَةُ المُتَنَبّي في مَدائِحِهِ وَدَمعُ خَنساءَ صَخرٍ في مَراثيهِ لا يَعذَبُ الشِعرُ إِلّا حينَ يَنظُمُهُ أَو حينَ يُنشِدُهُ أَو حينَ يَرويهِ وَيا طَبيباً يُداوي الناسَ مِن عِلَلٍ داءُ الأَسى اليَومَ فيهِم مَن يُداويهِ أَمسى الَّذي كانَ يَشجينا وَيُطرِبُنا لا شَيءَ يُطرِبُهُ لا شَيءَ يَشجيهِ لَقَد تَساوى لَدَيهِ شَدوُ ساجِعَةٍ وَصَوتُ نائِحَةٍ في الحَيِّ تَبكيهِ صارَت لياليهِ نَوماً غَيرَ مُنقَطِعِ وَلَم تَكُن هَكَذا قَبلاً لَياليهِ قَد كانَ نِبراسُنا في الموعضِلاتِ إِذا ما لَيلُها جُنَّ وَاِربَدَّت نَواصيهِ فَمَن لَنا في غَدٍ إِن أَزمَةٌ عَرَضَت وَلَيسَ فينا أَخو حَزمٍ يُضاهيهِ مَن لِلحَزينِ يُواسيهِ وَيُسعِدُهُ وَلِلمَريضِ يُداويهِ فَيَشفيهِ يا قائِدَ القَومِ إِن تَسأَل فَإِنَّهُم باتوا حَيارى كَإِسرائيلَ في التيهِ لَمّا رَأوكَ مُسَجّى بَينَهُم عَلِموا ما العَيشُ غَيرَ أَخايِّلٍ وَتَمويهِ يا رِزقُ قَلبي عَلَيكَ اليَومَ مُنفَطِرٌ وَكُلُّ قَلبٍ كَقَلبي في تَشَظّيهِ لَم يَحُِ نَعشُكَ جِسماً لا حِراكَ بِهِ بَل أَنتَ آمالُنا مَوضوعَةٌ فيهِ غَداً يُواريكَ عَن أَبصارُنا جَدَثٌ لَكِنَّ فَضلَكَ لا شِئٌ يُواريهِ إيليا ابو ماضي |
الساعة الآن 02:26 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية