منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-20-2024 06:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كنتُ شعراً منمقاً
وغناءً مدوزنا

وصباحاً وديمة
وبشاماً وسوسنا

كان حرفي محلقاً
وفؤادي محصنا

ونشيدي غمامة
تحتها يورق السنا

يبعث الروح في الحصى
كلما انداح دندنا

فاستباح الهوى دمي
وبشطآنه بنى

واستحالت قصائدي
دانةٌ تبعث الوني

صرت للحزن قِبلة
ومطاراً وموطنا

فالأسى لم يجد له
غير جنبي مسكنا

إنها قصة الورى
يتعب الفقر والغنى

كم فؤادٍ محجل
ضوؤه قندل الدنى

طار في غير سربه
فتهادى وأذعنا

فخذيني بلوعتي
واقبليني كما أنا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لنا البحر والريح والمرفأ
لنا الكف ، والصفُّ إذ نبدأُ

لنا دائماً نكهة المستحيل
فقل للمخِبين أن يهدأوا

وُلِدنا من الريح والمعصرات
ونوَّارة النهر لا تظمأ

من الأفق تنداح شامية
إذا أسرجت وجهها طأطؤوا

لنا قامة النخل قِنديلها
وبرقٌ على صدرها يهزأ

وفي مقلة الحُر تزهو القذاة
لأن الدجى قلبه مطفأ

ويمضي النهار على دربه
أصابَ المُريبون أم أخطؤوا

لنا البرق والخفق والمنتهى
لأنا بغاياتنا الأكفأ

خبرنا نقوشاً لها مبدأ
رديء ومعدنها أردأ

ولكننا فوقها غيمة
وطبع الغطاريف أن يربؤوا

غسلنا الحزَازات ،لكن أبت
فنفس المنافق لا تبرأ

لنا فوقهم صيْقلٌ من هوى
وسيف الصبابة لا يصدأ

لهم في الهوى مبدأٌ راسخٌ
ونحن لنا في الهوى مبدأ

هُمُ يلجأون إلى كيدهم
ونحن إلى ربنا نلجأ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هُنا ركايا الصَّفو سالت ندى
واسترسلت في البيد ماءً وزادْ

هنا لتاريخ الندى مولدٌ
هنا لأعراس الجلالِ امتدادْ

هذا اللظى من قَدْحِ ضبَّاحةٍ
هذا الشجى الواري بقايا اتقاد

هذي القلاع الجُرد في حجرها
تراقصتْ خيلُ الهُدى للجهادْ

من عُمقها قام المدى منشداً
وأرهف السَّمعَ المدى واستعاد

واخضرَّت الصحراء ، وانثال مِنْ
كُثبانها الصفراءُ وجهُ الجواد

وهزَّ نبض الماءِ جلمودها
فأخصب الصّخرُ وجاد الجماد

هذي القلاع السُّود من زهوها
أفاق تاريخٌ وأغفى رُقاد

ما بالها سوداءُ والوحيُ في
أكنافها يبيضُّ منه السوادْ

وعاشقوها كالصباحِ المضيءْ
من عاكفٍ ماتَ اشتياقاً وباد

ما هذه الحُلكةُ .. ما سرها
كمُقلة يطوي بهاها السُّهاد

هل أنضجتها الشمسُ شوقاً لها
أم انطوتْ فيها الخطوبُ الشدادْ

تساؤلٌ يعتادُني قاتلٌ
والشِّعرُ أحلى ما لديه العِنادْ

يا من يموجُ الحرْفُ في أفقه
ما كلُّ من يسعى ينال المُرادْ

نظرتَ معصوباً بلا نظرةٍ
بمقلةٍ حيرى ونصف اعتقادْ

وخافقٍ يرتجُّ في خفقه
كأنه سُوقٌ بألفي مزاد

أخرجتُم الهادي ومن يومه
لبستُ للتاريخ ثوبَ الحداد


صالح بن سعيد الزهراني
السعودية

الحمدان 07-20-2024 09:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَضِيتُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا لا أَوَدُّهُ
وَأَيُّ امْرِئٍ يَقْوَى عَلَى الدَّهْرِ زَنْدُهُ

أَحَاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ خَصِيمُهُ
وَأَبْغِي وفَاءً والطَّبِيعَةُ ضِدُّهُ

حَسِبْتُ الْهَوَى سَهْلاً وَلَمْ أَدْرِ أَنَّهُ
أَخُو غَدَرَاتٍ يَتْبَعُ الْهَزْلَ جِدُّهُ

تَخِفُّ لَهُ الأَحْلامُ وَهْيَ رَزِيْنَةٌ
وَيَعْنُو لَهُ مِنْ كُلِّ صَعْبٍ أَشَدُّهُ

وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّ الْفَتَى وَهْوَ عَاقِلٌ
يُطِيعُ الْهَوَى فِيمَا يُنَافِيهِ رُشْدُهُ

يَفِرُّ مِنَ السُّلْوَانِ وَهْوَ يُرِيحُهُ
وَيَأْوِي إِلى الأَشْجَانِ وَهْيَ تَكدُّهُ

وَمَا الْحُبُّ إِلَّا حاكِمٌ غَيْرُ عَادِلٍ
إِذا رامَ أَمْراً لَم يَجِدْ مَنْ يَصُدُّهُ

لَهُ مِنْ لَفِيفِ الْغِيدِ جَيْشُ مَلاحَةٍ
تُغِيرُ عَلى مَثْوى الضَّمائِرِ جُنْدُهُ

ذَوَابِلُهُ قَامَاتُهُ وسُيُوفُهُ
لِحَاظُ الْعَذَارَى والْقَلائِدُ سَرْدُهُ

إِذَا مَاجَ بِالْهِيفِ الْحِسَانِ تَأَرَّجَتْ
مَسَالِكُهُ واشْتَقَّ فِي الْجَوِّ نَدُّهُ

فَأَيُّ فُؤادٍ لا تَذُوبُ حَصاتُهُ
غَرَاماً وَطَرْفٍ لَيْسَ يُقْذِيهِ سُهْدُهُ

بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى اعْتَرَفْتُ بِكُلِّ مَا
جَهِلْتُ فَلا يَغْرُرْكَ فالصَّابُ شَهْدُهُ

ظَلُومٌ لَهُ في كُلِّ حَيٍّ جَرِيرَةٌ
يَضِجُّ لَهَا غَوْرُ الْفَضَاءِ وَنَجْدُهُ

إِذَا احْتَلَّ قَلْباً مُطْمَئِنَّاً تَحَرَّكَتْ
وَسَاوِسُهُ في الصَّدْرِ واخْتَلَّ وَكْدُهُ

فَإِنْ كُنْتَ ذَا لُبٍّ فَلا تَقْرَبَنَّهُ
فَغَيْرُ بَعيدٍ أَنْ يُصِيبَكَ حَدُّهُ

وَقَدْ كُنْتَ أَوْلَى بِالنَّصِيحَةِ لَوْ صَغَا
فُؤَادِي وَلَكِنْ خَالَفَ الْحَزْمَ قَصْدُهُ

إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَقُودُهُ
فَيُوشِكُ أَنْ يَلْقَى حُسَاماً يَقُدُّهُ

لَعَمْرِي لَقَدْ وَلَّى الشَّبَابُ وَحَلَّ بِي
مِنَ الشَّيْبِ خَطْبٌ لا يُطَاقُ مَرَدُّهُ

فَأَيُّ نَعِيمٍ فِي الزَّمَانِ أَرُومُهُ
وَأَيُّ خَلِيلٍ لِلْوَفَاءِ أُعِدُّهُ

وَكَيْفَ أَلُومُ النَّاسَ فِي الْغَدْرِ بَعْدَمَا
رَأَيْتُ شَبابِي قَدْ تَغَيَّرَ عَهْدُهُ

وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَابٌ رَمَتْ بِهِ
صُرُوفُ اللَّيَالِي عِنْدَ مَنْ لا يَرُدُّهُ

فَمَنْ لِي بِخِلٍّ صَادِقٍ أَسْتَعِينُهُ
عَلَى أَمَلِي أَوْ نَاصِرٍ أَسْتَمِدُّهُ

صَحِبْتُ بَنِي الدُّنْيا طَوِيلاً فَلَم أَجِدْ
خَلِيلاً فَهَلْ مِنْ صَاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ

فَأَكْثَرُ مَنْ لاقَيْتُ لَمْ يَصْفُ قَلْبُهُ
وَأَصْدَقُ مَنْ وَالَيْتُ لَمْ يُغْنِ وُدُّهُ

أُطَالِبُ أَيَّامِي بِما لَيْسَ عِنْدَها
وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وجْدُهُ

فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
وَلا كُلُّ خِلٍّ يَصْدُقُ النَّفْسَ وَعْدُهُ

وَأَصْعَبُ مَا يَلْقَى الْفَتَى فِي زَمَانِهِ
صَحَابَةُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْدُهُ

وَلِلنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُزْ بِها
لَبِيبٌ مِنَ الْفِتْيَانِ لم يُورِ زَنْدُهُ

وَلَكِنْ إِذَا لم يُسْعِدِ الْمَرءَ جَدُّهُ
عَلَى سَعْيِهِ لَمْ يَبْلُغ السُّؤْلَ جِدُّهُ

وَمَا أَنَا بِالْمَغْلُوبِ دُونَ مَرامِهِ
وَلَكِنَّهُ قَدْ يَخْذُلُ الْمَرْءَ جَهْدُهُ

ومَا أُبْتُ بِالْحِرْمَانِ إِلَّا لأَنَّنِي
أَوَدُّ مِنَ الأَيَّامِ مَا لا تَوَدُّهُ

فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَا فَلَبَعْدَمَا
صَحِبْتُ زَماناً يُغْضِبُ الْحُرَّ عَبْدُهُ

أَبَى الدَّهْرُ إِلَّا أَنْ يَسُودَ وَضِيعُهُ
وَيَمْلِكَ أَعْنَاقَ الْمَطَالِبِ وَغْدُهُ

تَدَاعَتْ لِدَرْكِ الثَّأْرِ فِينَا ثُعَالُهُ
وَنَامَتْ عَلى طُولِ الْوَتِيرَةِ أُسْدُهُ

فَحَتَّامَ نَسْرِي فِي دَيَاجِير مِحْنَةٍ
يَضِيقُ بِهَا عَنْ صُحْبَةِ السَّيْفِ غِمْدُهُ

إِذَا المَرءُ لَمْ يَدْفَعْ يَدَ الجَوْرِ إِنْ سَطَتْ
عَلَيْهِ فَلا يَأْسَفْ إِذَا ضَاعَ مَجْدُهُ

وَمَنْ ذَلَّ خَوْف الْمَوْتِ كَانَتْ حَيَاتُهُ
أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْ حِمَامٍ يَؤُدُّهُ

وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَةُ العَيْنِ ظَالِماً
يُسِيءُ وَيُتْلَى في الْمَحَافِلِ حَمْدُهُ

عَلامَ يَعِيشُ الْمَرءُ فِي الدَّهْرِ خَامِلاً
أَيَفْرَحُ فِي الدُّنْيَا بِيَوْمٍ يَعُدُّهُ

يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَاهُ فَيَلْتَذُّ وَقْعَهُ
كَذِي جَرَبٍ يَلْتَذُّ بِالْحَكِّ جِلْدُهُ

إِذَا الْمَرءُ لاقَى السَّيْلَ ثُمَّتَ لَمْ يَعُجْ
إِلَى وَزَرٍ يَحْمِيهِ أَرْدَاهُ مَدُّهُ

عَفَاءٌ عَلَى الدُّنْيَا إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَعِشْ
بِهَا بَطَلاً يَحْمِي الْحَقِيقَةَ شَدُّهُ

مِنَ الْعَارِ أَنْ يَرْضَى الفَتَى بِمَذَلَّةٍ
وَفِي السَّيْفِ ما يَكْفِي لأَمْرٍ يُعِدُّهُ

وَإِنِّي امْرُؤٌ لا أَسْتَكِينُ لِصَوْلَةٍ
وإِنْ شَدَّ سَاقِي دُونَ مَسْعَايَ قِدُّهُ

أَبَتْ لِيَ حَمْلَ الضَّيْمِ نَفْسٌ أَبِيَّةٌ
وقَلْبٌ إِذَا سِيمَ الأَذَى شَبَّ وَقْدُهُ

نَمَانِي إِلَى الْعَلْيَاءِ فَرْعٌ تَأَثَّلَتْ
أَرُومَتُهُ فِي الْمَجْدِ وافْتَرَّ سَعْدُهُ

وَحَسْبُ الْفَتَى مَجْداً إِذَا طالَبَ الْعُلا
بِمَا كَانَ أَوْصَاهُ أَبُوهُ وَجدُّهُ

إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ مِنَّا فَدَرُّهُ
دَمُ الصِّيدِ والْجُرْدُ الْعَنَاجِيجُ مَهْدُهُ

فَإِنْ عاشَ فَالْبِيدُ الدَّيَامِيمُ دَارُهُ
وإِنْ مَاتَ فَالطَّيْرُ الأَضَامِيمُ لَحْدُهُ

أَصُدُّ عَنِ الْمَرْمَى الْقَريبِ تَرَفُّعَاً
وأَطْلُبُ أَمْرَاً يُعْجِزُ الطَّيْرَ بُعْدُهُ

وَلا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ تَلاعَبُ بِالْقَنَا
أُسُودُ الْوَغَى فيهِ وتَمْرَحُ جُرْدُهُ

يُمَزِّقُ أَسْتَارَ النَّواظِرِ بَرْقُهُ
وَيَقْرَعُ أَصْدَافَ الْمَسَامِعِ رَعْدُهُ

تُدَبِّرُ أَحْكَامَ الطِّعَانِ كُهُولُهُ
وَتَمْلِكُ تَصْرِيفَ الأَعِنَّةِ مُرْدُهُ

قُلُوبُ الرِّجَالِ الْمُسْتَبِدَّةِ أَكْلُهُ
وَفَيْضُ الدِّماءِ الْمُسْتَهِلَّةِ وِرْدُهُ

أُحَمِّلُ صَدْرَ النَّصْلِ فِيهِ سَرِيرَةً
تُعَدُّ لأَمْرٍ لا يُحَاوَلُ رَدُّهُ

فإِمَّا حَيَاةٌ مِثْلُ ما تَشْتَهِي الْعُلا
وإِمَّا رَدىً يَشْفِي مِنَ الدّاءِ وَفْدُهُ


محمود سامي البارودي

الحمدان 07-20-2024 09:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَطْفِئْ سُؤالَكَ ؛ موجُ الليلِ مُعْتَكِرُ
والفجرُ مرتَهَنٌ ، والوقتُ مُحْتَكَرُ!

والريحُ تشكو،يطير الشَّجْوُ أَغْرِبَةً
تطوي الفضاءَ،وسالَ النجمُ والقَمَرُ

أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشكِّ من أُفُقٍ
إلى المسيرِ،ولا في الظَّنِّ مُخْتَبَرُ

هذا المَواتُ تنامَى في محاجرنا
حتى تناهَى بنا في عُمْرِهِ العُمُرُ

يَسْتَفُّ في هبواتِ الصَّحْوِ قهوتَنا
كما يُسَفُّ بمتنِ القَفْرَةِ الأثَرُ

يَدُقُّ فينا عمودَ البيتِ، من يدنا
يبعثرُ الشمسَ، والآماسَ يَأتَسِرُ

أكلَّما اعشوشبَ العُودُ الحريرُ شَذًى
في الأغنياتِ تداعتْ عندكَ الذِّكَرُ

فاستعبرتْكَ غضًا،يهمي الحروفَ،على
جرحِ الغزالِ ودربٍ خاذلٍ تَزِرُ

على النخيلِ، تبكِّي كَفَّ غارسِها
تغرَّبَتْ حِقَبًا، واجتثَّها الصَّبِرُ

ما شَلَّ كفَّكَ في أقصَى مغارسِها
قد شَلَّ قلبكَ.. والدنيا هوًى غِيَرُ

ماذا تريدُ، ولونُ الصِّدْقِ منخطفٌ
في ناظريكَ، ولونُ الكِذْبِ مزدهِرُ

ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ أسئلةٌ
غَرْثَى، وأجوبةٌ كالقَحْطِ ينتشِرُ
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ لا لغةٌ
من الحياةِ، ولا دِيْمُ الحَيَا مطَرُ

يا مَنْ إذا أقرأتْكَ الريحُ يوسُفَها
أطبقْتَ فوقَ كتابِ الصَّدرِ تَدَّكِرُ

أطبقْتَ فوق شِفاهِ البئرِ تشربني
ماءُ الطَّوَايَا دمي ، يصفو ويَنْكَدِرُ

ماذا تريدُ، وكلُّ الصافنات لها،
من نخوةِ الخيلِ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ

أَمِطْ قِناعَكَ ثمّ احْلُمْ بما خَبَأَتْ
لكَ العُذُوقُ من اللذاتِ تَبْتَدِرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا من كل جارحةٍ
فيكَ استدارتْ على ليلٍ بها الدُّسُرُ

أنتَ القضاءُكَ ما نامتْ لهُ مُثُلٌ،
على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بهِ البُكَرُ

كم ذا تُطابعُ فيكَ الجُزْرُ جَازِرَها
هلاَّ تَطَابَعُ فيما بينكَ الجُزُرُ

مسراكَ يحملُ في تابوتِهِ صُوَراً
خُضْرَ الهَوَى،عُرُبًا، يا حبّذا الصُّوَرُ

تبكيكَ في سِرِّها، حَيًّا ومَيِّتَةً
عارٌ عليكَ دمي والسمعُ والبَصَرُ

روحُ الشهيدِ تُرَى غيداءَ فاتنةً
وروحُكَ السَّمْجُ يبقَى فيكَ ينْتَحِرُ

لا في الحياة يُعَدُّ، إنْ شَبَا خَبَرُ
على الشِّفاهِ،ولا في الموتِ يُعْتَبَرُ

أعْجَزْتَ وصْفَكَ:ماذا أنتَ في سَفَرٍ
تُبْنَى عليكَ لهُ من عَظْمِكَ الجُسُرُ

وأنتَ في شِيَةِ الثاوينَ منتفشًا
نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُرُ

إنْ صال بازٌ على أُمِّ البُغَاثِ نَزَا
فرخُ البُغاثِ على الأفراخِ يَنْتَسِرُ

أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ في بَلَدٍ
سَرَى الهُمَامُ على الجاراتِ يَثْتَئِرُ

ما هان يومًا على الدنيا وآهلِها
كمنْ يهونُ وفيه الأرضُ والبَشَرُ

ولا استراحَ على رَأْدِ الزمانِ ضُحًى
من استراحَ وسارتْ دونهُ السِّيَرُ

أعربْ لهاتَكَ أو أعْجِمْ، فقد هرمتْ
كلُّ القناديلِ، لا زيتٌ ولا شَرَرُ

لا النثرُ يَبْعَثُ في الأجداثِ منتفضًا
من التراب، ولا ذا الشِّعْرُ والعِبَرُ
عَمِّدْ لسانكَ، أو حَرِّرْ، فما لغةٌ
عادتْ لها شِيَمُ الأعرابِ تَنكسِرُ

لا تلتفتْ أبداً؛ قِطْعُ السُّرَى حَجَرٌ
يَحْصبْكَ منهُ لسانٌ، أو يُصِبْ نَظَرُ

حاصرْ حصانَكَ،لا هان الخيولُ! غداً
يأتيكَ دورُكَ ؛ فالجزّارُ ينتظِرُ

لكنَّ..ها ثورةُ التكوينِ في جسدي
كم تستفيقُ، وتعلو حولها السُّوَرُ

أليس منكَ لنا حُلْمٌ يصافِحُنا
إلاّ الفَناءُ ، وإلاّ النَّوْحُ والكَدَرُ

كُلُّ الهزائمِ، في أَوْهَى بيارقِها
هزيمةُ الذاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَرُ
ماذا تقول.. متى؟.. مَلَّ القصيدُ،وما
عاد الطريقُ على التَّسْيارِ يَصْطَبِرُ

هذا خطابُكَ في الصيفِ العتيقِِ، لكَمْ
صافتْ سنابلُ ليلٍ مِلْؤُها تَتَرُ

يا حاديَ العِيْسِ..هذي عِيْسُنا بَلِيَتْ
من الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصرُ

يا حاديَ العِيْسِ..إنِّي لا أَرَى!،وأَرَى
في صوتكَ الآلَ، يَطْفُو ثمّ يَنْحَدِرُ

ماذا تقول تُرَى إنّ المَدَى زَبَدٌ
والدربُ مبتسمٌ، والغيثُ مُنهمِرُ

ماذا أقولُ أَنَا إنّ السيوفَ دمٌ
والعِرْضُ لؤلؤةٌ،والجيشُ منتصرُ

ماذا أقولُ هنا ، إنْ شئتَ قلتُ إذن
لن يأتيَ الدَّوْرُ والجزّارُ يحتضرُ

لكنَّ من خلفهِ أَلْفًا على كَتِفي
ما دُمْتَ نحنُ فما للجزرِ مزدجَرُ

لَمْلِمْ شتاتكَ؛ وجهُ الليلِ معتكِرُ
والصُّبْحُ مُرْتَهَنٌ،والوقتُ مُحْتَكَرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا مَنْ كلُّ جارحةٍ
فيك استطارتْ على فجرٍ بها الدُّسُرُ

قد هان جِدًّا على الدنيا آهلها
من هان يومًا وفيه الأرضُ والبَشَرُ

قُمْ فالتقطْكَ ،فتًى، واضربْ سبيلَكَ. قُمْ
نَوْءُ السِّنين بنَوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ

قُمْ فالتقطْكَ؛ أساطير الرؤى التحمتْ
بنافِرِ الدَّمِ: تَرْفُوْهُ ويَشْتَجِرُ

قُمْ،أيها الماردُ،استخرجْ خُطاكَ،وقلْ
في وجهِ هذا السوادِ البحرُ والسَّفَرُ

يا قُرْطُبيات ما يأتي ، أَتَيْتُ غَداً
ولم أَجِدْكِ، سآتيْ والهَوَى بَصَرُ

يا أيها المسجدُ الأقصَى: السلامُ دَنَا
فادخلْ، عليكَ سلامُ الله، يا عُمَرُ


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 09:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طافَ طيفٌ طائفيّ وتثنّى
مشرئبَ الوعدِ عنّى وتعنّى

عنبيّ الثغرِ لما زارني
أيقظَ الصحراءَ في الصَّبِّ فغنّى

نَشَرَ الرّيشَ سلاماً فابتدا
ألفباء العشق سطراً فكتبنا

خوط بانٍ ساجي الطرفِ على
غصنه حطّتْ طيورُ الخوخِ مَثْنَى

ثقفيّ القَدّ عَرْجيّ اللُّغَى
يتغنّى كم فتىً فينا أضعنا

وأماطَ الخَزّ عن حُرِّ النَّقا
فتداعى الوجدُ هَتْناً جادَ هَتْنا

مَن أنا قالتْ وآرامٌ نَزَتْ
شهوةً واهتزّ وجٌّ وارْجَحَنّا

ورَنَا الأفْقُ عيوناً وطُلًى
تَزْحَمُ الوَهْدَ وتغشَى كلّ مَغْنَى

أنا غزوانُ أبي.. يا لأبي
باذخَ الهامةِ تَيّاهاً مِفَنّا

قال يابنتي تسامَي حُرَّةً
فجمالُ الغادةِ المختال أجْنَى

من شريطِ الأمسِ ذكرى انتظمتْ
مثلما تنتظم القضبانُ سِجنا

إذْ ذئابُ الليل تجتاسُ دمي
والضُّحى يضحكُ في الصَّبَّارِ ضِغْنا

وحِرابُ الموتِ تنمو في يدي
كعناقيدي وكان الرعبُ دَنّا

أقبلتْ من ساعةِ الأقدارِ لي
ساعةٌ صاغتْ حروفَ العشبِ أمْنا

ساعة نجديّة التوقيت ما
فتئتْ يوماً تردّ العُوْنَ بُثْنا

إنها ساعة عشقي أشرقتْ
واستهلّتْ من يدِ التاريخ يُمْنَى

ذاك وعدي فارسي الأول مَن
حاشَ لحمي مِن ذئاب الغِيْلِ وَهْنا

أيها البيدُ استظلّي رئتي
وتروّي مِن نَدَى خديّ مَنّا

كان وجهُ الليل إذ قالتْ مَدًى
يرسم الضوءَ فناراتٍ وسُفْنا

كان ما قالتْه رُمّانًا كَسَا
شَفَةَ الفجرِ تباشيرَ ويُمْنَا

وهْيَ إذْ قالتْ غزالاً نافراً
جبليّ الشوقِ وضّاحاً مُحَنّى

قلتُ يا هذي هنيئاً للفتى
وليَ الله.. تباريحَ وظَعْنَا

أخت (فَيفاء) بقلبي قلبُها
من رأى قلبين في قلبٍ مُعَنّى

هذه (فَيفاءُ) فينا أشأمتْ
أيّ روضٍ من رياض الله أسْنَى

أم هيَ (الطائفُ) صَدْرٌ حالمٌ
وقماريّ تَفِزّ الآنَ وسْنَى

هذه الطيفاءُ، بيتٌ محكمٌ
فيه باتتْ أحرفي الخضراءُ مَعْنَى

وتوادعنا عشيقين ولم
تلتق الأنفاسُ منّا واعتنقنا

وتلاقينا عشيقين ولم
ترتو الأنفاسُ منّا وافترقنا

هل تغيّرنا؟ هل الحبّ المكا
نُ الذي كان بعينينا استكنّا

مَن يعيدُ المعهدَ المعهودَ في
ذمّةِ الذكرى كما كان وكُنّا

مَن يعيدُ الشارعَ.. الدكانَ لي
مثلما كانا.. إذا ما الطفلُ حَنّا

تهجرُ الأكوانُ طُرّاً كونَها
وتظلّ الروحُ ديواناً وخِدْنا

وتموتُ اللوحةُ الزيتيةُ
إذْ يعيش الراسمُ الفنّانُ فَنّا

فإذنْ.. كيف المعرِّي يشتكي
ذاتَ شكوى أمْحَلَ الروحُ وشَنّا

إنه العشقُ جنين النار: وَيْ
مَن سَقَتْهُ حَلْمَةُ الجَمْراتِ أنّا

وهو العشقُ مصابيح تُرى
في دم العشاق.. أيّانَ وأنَّى

إنما عشقِيكِ وَصْلٌ ناعمٌ
وفؤادُ العشقِ وَهْنٌ ضَمّ وَهْنَا


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 09:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَغْمَدَ السَّيفَ، مرهقَ الإِنسلالِ
وثَنَى شهوةَ الحصانِ الخَيالي

وتَمَشَّى في شَكِّه الوقتُ رَهْوًا
يَستعيدُ احتمالَهُ باحتمالِ

حَمْحَمَ المُهْرُ، شاعرًا لوذعيًّا
أَفْلتَتْ منه لفتةٌ للشَّمالِ

واستدار المَدَى على أخْدَعَيْه
دورةَ الساعةِ.. انخزالَ الهِلالِ

يُلْجِمُ المُهْرَ كَفُّهُ، وبكَفٍّ
يُلْجِمُ الآهَ مُدْلَهِمَّ السُّؤَالِ

فَتَّشَ الليلَ وجْهُهُ في يديهِ
لم يَجِدْ ما يكونُهُ في الليالي

في ذِئابٍ من التَّوَى ضارياتِ
ودَياجٍ منَ الطَّوَى كالسَّعالي

يُبْدِئُ الهَمَّ، يَلْتَوِي، ويُبادي
مُقْدِمٌ، مُحْجِمُ الظُّنونِ، انتقالي

شَامَ في ردهةِ الوِهادِ بَصيصًا
ظَنَّ نَجْمًا من السماءِ لُؤَالي

أَطْلَقَ الرُّوحَ في رُخَاءِ المَرايا
وسَرَى الطَّرْفُ يستشِفُّ المَجَالي

طارقٌ هذا أَمْ طَرِيْفٌ ومن ذا
صَقْرُ ماكان في السِّنين الخَوالي

ما الذي يجري؟ هل ترانا حلمنا
فصحونا بلا هوًى أو وِصالِ

تلك غرناطةُ التي ضَمَّخَتْنِي
بِسِجالٍ من الوَجَى والمَعال

لم يزلْ بابُها يَصِرُّ بأُذْني
وبقلبي يُدِيْرُ أَلْفَيْ نِصَال
وفتاةٍ من مهجتي ناهداها
ودِمائي في وردةِ الخَدِّ والي

قُرْطُبِيَّاتُ أُنْسِها لَعِبَتْ بي
وشَمُوْلُ انتشائها في سِبالي

أتراها لِوَهْفَةِ العشقِِ تَنْسَى
أَمْ تراها غريرةً لا تُبالي

أَمْ تُراني رغبتُ عنِّي وعنها
فاستحالتْ قصيدةً من رِمالِ

كان يلْهو به السُّؤالُ ويَلْغُو
جَدَّدَ اللَّهْوُ جِدَّهُ ، وهو بالِ

لم يَعُدْ يدري ما الذي يَنْتَوِيْهِ
أَيّ وَجْهٍ لوجههِ من كَلالِ

يَتَرَوَّى ماءَ الملالاتِ صِرْفًا
في كؤوسٍ من الغليلِ الزُّلالِ

قال، لمَّا ارتأَى له الغربُ شرقًا
وإذا الفجرُ نَشْوةٌ من مُحَالِ

ياغزالي من فِكْرةِ الحُبِّ أَشْهَى
ُقلْ: متى فِيَّ تَرْعَوِي يا غزالي

كان يَهْذي وكان يَذْوي عَضُوْضًا
في ثيابٍ ضوئيَّةٍ من نبالِ

فإذا شَخْصٌ نابتٌ في البَراري
أسودَ الصوتِ أبيضَ الإِنْهِمَالِ

يَقْضِمُ العُمْرَ وحْدةً ورُؤاهُ
تَزْجُرُ الطَّيْرَ سُنَّحًا للشِّمالِ

وإذا أُمُّهُ التي لم تَلِدْهُ
تَبْصِقُ اللفظَ في انحناءِ الجِبالِ

ابكِ مثلَ النساءِ مُلْكًا مُضَاعًا
لم تُحافظْ عليهِ مثلَ الرِّجَالِ

دَمْدَمَ الصَّمْتُ والغرابُ تَغَنَّى
وعَوَى الذِّئْبُ من شِفَاهِ الدِّلاَل

اصحَ من أمسكَ استفقْ ياحبيبي
رُبَّ غرناطةٍ رَنَتْ في احْولالِ

رُبَّما صارت البلادُ كتابًا
أنتَ فيها بقيَّةٌ من مِثَالِ

رُبَّما..رُبَّما، ورُبَّتَ باتتْ
لقتيلٍ في أرضِها واحْتِلالِ

فَدَع الشِّعْرَ هاهنا وتَهَيَّا
تَنْظِمُ الفَجْرَ غُرَّةً من نِضَالِ

إنَّما هذه الحياةُ قَصِيْدٌ
خَيْرُ أبياتِها الحديثُ الأَصَالِي


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 10:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ساهرٌ والليل في جفنيه نامْ
وتنامى في صدى الصمت الكلامْ

يستعيد الريح أشواقا مشتْ
سلكَ ياقوتٍ وأحجارٍ وجامْ

في سُرى الذكرى تناغى طيرها
همسةً حرّى وأشجاناً تُؤامْ

يتملاّها , تملاَّه : هوًى
أو جوًى يكوي مصاريعَ العظامْ

قال في بيدرها الظامي: أنا
من أنا يا أنت ياهذا الزحامْ

ترتقي بي في ذرى الأعوام تهـ
ـفو تناديني على البعد سلامْ

طوقتني من بقاياك منًى
لم تجد بعد مطاياها العظامْ

وطوتني في مراياكِ رؤًى
عذبةٌ كانت مراراتٍ زُؤامْ

وتصبّتني بعينيكِ صُوًى
جدّفتْ صوبَ مجاليها الرِّهامْ

أطربتني.. أرّقتني.. وطوتْ
في سجلّ النفس أصداءَ اليَمامْ

هي دنيا من بقايا دنتْ
ومطلّ للغد الآتي الضرامْ

هكذا التفتْ مداراتُ الدُّنى
في مدار الليل أمشاجاً تُسامْ

ليلة واحدة قد لبستْ
من ليالي العُمْرِ فيها ألفَ عامْ

وهل العُمْرُ سِوَى ليلٍٍ هَمَى
أو سِوَى ليلٍ تولى كالجهامْ

قد يظلّ الفجرُ طفلاً ضارعاً
مشرئبَ الثّغْرِ للنهدِ الفِطامْ

دَرَّ في وَعْدِ الخبايا دَرُّها
ساعة روّته ألبانَ الغرامْ

فإذا النورُ بنا ينداحُ كاللثغةِ
الأولى.. شآبيباً سِجامْ

تزرعُ الرّملَ نهاراتٍ سَرَتْ
في عروقِ الليلِ آمادَ الظَّلامْ

ساهراً والليلُ في جفنيْ ينامْ
يتسجّى من دمي سيفاً كهامْ

من دمي الدافي ال تشظّى وردةً
ملءَ أفواه قوافينا الحطامْ

ملءَ هذا السَّهْبِ من غيهبنا
ملءَ أثداء السبايا في الخيامْ

سيصول الوقتُ منها ملأهُ
سيردّ الخيل إصباح القتامْ

سيشدّ الكرّةَ البِكْرَ غَدٌ
سيروّي السّلّةَ النَّشْوى حُسامْ

يومها فليهن جفنيكَ الكَرَى
نيمةَ الطفل وأحلامَ الحَمامْ

ساهرٌ يذبحه صمتُ النيامْ
ما عليه؟! جَرّ سكينَ الكلامْ

حَزّ في ماء الوريدِ حَزّةً
أوشكتْ توقظُ أنفاسَ الرِّمامْ

ربما أحياكَ تصهالُ الظُّبَى
ولقد يفنيكَ تسبيحُ الغمامْ


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 10:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
0مَوْجٌ على مَوْجِ الهَوَى يَتَكَسَّرُ
ومدًى يسافرُ في مَدَاهُ ويُبْحِرُ!

والبحرُ أيّامي ، تُخِبُّ خيولُها
أسَفاً يروح ، وبهجةً تتمطَّرُ

كُلُّ الذين رأوكَ في حَدَقِ الصُّوَى
بَصُروا بعشقكَ ، إنما لم يُبصروا

بَصُروا بأنّ أميرةَ الماءِ التي
وهَبَتْكَ نَوْأَكَ أمْرُها لا يُقْهَرُ

المغربُ الأقصى على أهدابها
شَرْقٌ، يَزُفُّ جناهُ طَرْفٌ أَحْوَرُ

من صَقْرَ فوديها إلى عُشْبِ الفَلا
خشْفان ، حفَّهما الفُتونُ الأكبرُ‍ ‍

وعلى نوارس ركبتيها رَفْرَفَتْ
أشواقُ أيّامي، ومَارَ المَرْمرُ

ولها على أُفُقِ الزمانِ تَوَقُّدٌ
ولها على أُفُقِ المكانِ تَعَثُّرُ

يَتَبَدَّدُ التاريخُ في بيدائها
وإذا أرادتْ ، فهْو عَبْدٌ مُحْضَرُ

أينعتُ من رغمِ الثَّرَى بمفازتي،
هَتَفَتْ بهِ، فحواهُ فجرٌ أخْضَرُ

لِتَلُفَّهُ من دفئها بمُطَهَّمٍ
سَعَفُ الأصائلِ ساعِداهُ وتَبْذُرُ

تسهو على وَلَهٍ مشاعلُ وَجْدِها
الصُّوفيّ، أو يصحو الحضورُ المُزْهِرُ

عَرَفَ انهمارَ الدهْرِ من أعطافها
فسقتْهُ، لا يَصْحُو ولا هُوَ يَسْكَرُ

يا أيها الأنثى التي حملتْ
زمانَ الوصلِ طِفْلاً،أينَ منكِ تَنَكُّرُ

غادرْتني نَهْبَ القصائدِ والرُّؤى
متجاذَبٌ، متداوَلٌ، متبعثرُ

أهمي حنيناً في ثراكِ وأنثني
من فرط ما بي، هائماً يتفكَّرُ

تلك التي ظمئتْكَ قد أظمتْكَ
والأبدُ انتهى ، والماءُ معنًى مُضْمرُ

أ فَهكذا عشقيكِ يبقَى جَذْوَةً
في الروحِ ، تخبو تارةً أو تَظْهَرُ

كم قلتُ يوماً ، والهواءُ غلائلٌ
بيْضٌ ، وطار بنا جناحٌ أشْقَرُ

يا نخلةَ الله التي أثداؤها
رُطَبُ الحياةِ وظِلُّها المُتَهَصِّرُ

هُزّي بجذعي ، إنني لكِ جائعٌ
وتساقطي كمَجَرَّةٍ تَتَكَوَّرُ

أُهْدِيْكِ راياتي، شراعاً من دمي،
وخيوطها من مهجتي تَتَحَدَّرُ

يَهْنِيْكِ منها خامةٌ من غيمها
ليعيثَ فيها ذا البهاءُ المُبْهِرُ

وخُذي بأعناقِ الشعاراتِ التي
قَضَمَتْ بجسمي أُمَّةً لا تَشْعُرُ

هذي فلسطينُ كأطولِ كِذْبَةٍ
تاريخُها عَرَبٌ تقولُ وتَكْفُرُ

والمسلمون مسابحٌ ومباخِرٌ
أُمَمٌ هنالك كمْ تَنَامُ وتَجْأَرُ

بغدادُ في "فيلم العروبة" أُحْرِقَتْ
والمُخرجانِ "تَأَمْرُكٌ" و"تَدَوْلُرُ"

وتَجَشَّأَ الأعرابُ.. أمريكا على
أكتافهمْ بالتْ.. وبانَ المَخْبَرُ

الراضعون بثديها .. هل فوجئو
فـ"حضارةُ الأبقارِ" منهمْ أَبْقَرُ

هزّي إليكِ بجذعها ، يلدُ الضحى
طفلين : طفلاً بالأَرُوْمَةِ يجْدُرُ

والآخرُ الطفلُ الذي في خاطري
من ألفِ عامٍ فكرة لا تَكْبُرُ

يا أنتِ ، يا نحنُ ، وما يبقَى على
كَفِّ الزمانِ بطقسنا ، يا بَيْدَرُ

أدري بأنكِ في مخاضكِ ، بينما
أهلوكِ حولكِ ، هازئٌ، أو مُنْكِرُ

أدري بأنك حُرَّةٌ ، وأسيرةٌ
ولكِ الجموعُ بأسرها تستأسِرُ

أدري بإطْراقِ الجوادِ إذا كَبَا
أو باختلاج القلبِ إمّا يُكْسَرُ

ولقد علمتِ بأنّ قلبكِ دانةٌ
أغلى من الأغلى عَلَيَّ وأَنْضَرُ

لكنّ عنوانَ الأنوثةِ مشْمِسٌ
أبداً ، وعنوانَ الذّكورة مُقْمِرُ

عنوانُ لحظيكِ مقاتلُ مهجتي
لو كان بي غيري ، وبئس تَعَذُّرُ

تلك التي قتلتْ فؤادكَ أبْدعتْ
قتّالها، ولكلّ آتٍ مَصْدَرُ

فتحرّري منّي، فمنكِ بدايتي
ولتغفري حُبّي ، فمثلُكِ يَغْفِرُ

لا يقرأ اللغةَ الولودَ سوى الذي
يحيا الأمومةَ،كُلُّ أمٍّ تَصْبِرُ

وأنا هنا ببياضها متوسِّمٌ
وجْهَ الشُّروقِ ، بسِفْرِهِ مُسْتَبْصِرُ

لا تندمي ، لا تحلمي، واستقبلي
أمسي ، وبابُ الوَعْدِ صُبْحٌ مُثْمِرُ

تدرين ما قرأتْ أناملُ ساعتي
في وجهكِ الذَّاوي، وبَرْدٌ يَصْفرُ

بيتين لفّهما الغموض بهامتي
نَعَبَا ، وهذا الكونُ ليلٌ مُغْدِرُ

إنْ لم يكن لكَ منكَ طِبٌّ في الهوى
فطبيبكَ الموتُ الذي لا تَحْذَرُ

لولا دماء الموتِ في مُهَجِ الحيا
ما أَخْصَبَ الماءُ المواتُ المقفرُ

يا غيمةَ الفصلِ الأخيرِ، تمهّلي
فشفاهُنا من حلمتيكِ الكَوْثَرُ

تتفتّتُ الذكرى الحرونُ براحتي
فأشمّ منها أنجماً تتحَرَّرُ

غَزَلَتْ بُرادةَ ذكرياتي غادةً
ضوئيةً، تنهارُ فيها الأعْصُرُ

تنتابني ريّانةً بجموحها
لتروح مني ثورةً أو تُبْكِرُ

سأظلّ أرنو ظامئاً لجَهَامِها
لا مقشعاً عنّي ، ولا هُوَ يُمْطِرُ

قَدَري أحبّكِ أنتِ، يا فتّانتي
من ذا على قَدَرِ المَحَبةِ يَقْدِرُ

كمكالفَراش نموتُ في أضدادنا
والحُبُّ بعدَ عداوةٍ هُوَ أَشْعَرُ


عبدالله الفيفي
السعودية

الحمدان 07-20-2024 10:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لو كانتْ تسمعُني الصحراءْ

لطلبتُ إليها

أنْ تتوقّفَ عن تفريخِ ملايينَ الشعراءْ

و تحرّرَ هذا الشّعبَ الطيّبَ

من سيفِ الكلماتْ

ما زلنا منذُ القرنَ السابعْ

نأكلُ أليافَ الكلماتْ

نتزحلقُ في صمغِ الراءاتْ

نتدحرجُ من أعلى الهاءاتْ

و ننامُ على هجوِ جريرٍ

و نفيقُ على دمعِ الخنساءْ

ما زلنا منذ القرنَ السابعْ

خارجَ خارطةِ الأشياءْ

نترقّبُ عنترةَ العبسيَّ

يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْ

ليفرّجَ عنّا كربتَنا

و يردَّ طوابيرَ الأعداءْ

ما زلنا نقضمُ كالفئرانْ

مواعظَ سادتِنا الفقهاءْ

نقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ)

و نقرأُ (أخبارَ الندماءْ)

و (نكاتَ جُحا) و (رجوعَ الشيخِ)

و قصّةَ (داحسَ و الغبراءْ)

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

الكلمةُ كانتْ عصفوراً

و جعلنا منها ، سوقَ بغاءْ

لو كانتْ نَجدُ تسمعُني

و الربعُ الخالي يسمعني

لختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرْ ، سوقَ عُكاظْ

و شنقتُ جميعَ النجّارينَ

و كلَّ بياطرةِ الألفاظْ

ما زلنا منذُ ولادتِنا

تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْ

لو اُعطى السّلطةَ في وطني

لقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْ

و قطعتُ أصابعَ من صبغوا

بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْ

و جلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ

أو صحنِ حساءْ

و جلدتُ الهمزةَ في لغتي و جلدتُ الياءْ

و ذبحتُ السّينَ و سوفَ

و تاءَ التأنيثِ البلهاءْ

و الزخرفَ و الخطَّ الكوفيَّ

و كلَّ ألاعيبِ البُلغاءْ

و كنستُ غبارَ فصاحَتنا

و جميعَ قصائدنا العصماءْ

يا بلدي ، كيفَ تموتُ الخيلُ

و لا يبقى إلا الشعراءْ ؟

لو اُعطى السُّلطة في وطني

أعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهينا

و قصصتُ لسانَ مغنّينا

و فقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكْ من أحزانِ ليالينا

و كسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ

و أرحتُكَ يا ليلَ بلادي

مِنْ هذا الوحش الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

لو تنشفُ آبارُ البترولَ و يبقى الماءْ

لو يُخصى كل المنحرفينَ

و كلُّ سماسرةِ الأثداءْ

لو تُلغى أجهزةُ التكييفِ ، من الغرفِ الحمراءْ

و تصيرُ يواقيتُ التيجان

نعالاً في أقدامِ الفقراءْ

لو أملكُ كرباجاً بيدي

جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْ

و نزعتُ جميعَ خواتمهمْ

و محوتُ طلاءَ أظافرهمْ

و سحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ

و السّاعاتِ الذهبيّهْ

و أعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْ

و أعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْ

و أعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ

لو يكتُبُ في يافا الليمون

لأرسلَ آلافَ القُبلاتْ

لو أنَّ بحيرةَ طبريّا ، تُعطينا بعضَ رسائلِها

لاحترقَ القارئُ و الصفحاتْ

لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ

لاختنقتْ في فمها الصلواتْ

لو أنَّ و ما تُجدي (لو أنَّ)

و نحنُ نسافرُ في المأساةْ

و نمدُّ إلى الأرضَ المحتلّهْ

حبْلاً شعريَّ الكلماتْ

و نمدُّ ليافا منديلاً طُرّزَ بالدمعِ و بالدعواتْ

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

ذبَحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ

نزار قباني


الساعة الآن 02:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية