منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   الخواطر والقصص والروايات (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ومضاتٌ من القرية !! (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=6860)

hasan الشمراني 04-05-2008 05:38 PM

ومضاتٌ من القرية !!
 
أنشودة عذبة تعزفها قريتنا كل مساء عندما تعود الطيور إلى أعشاشها وتتدثر جبال القرية بلون الشفق الأحمر لتضاهي شفاه إحدى الغواني الغيد .
تعب يكسو الوجوه ولكنه تعب مشوب بإنتشاء غريب , هناك في داخل النفوس همم عالية وطموح يفتت أعتى الجبال .
غداً سنكمل سقاية زرعنا ياأبتي قالها الفتى الصغير وهو يصعد الجبل لاهثاً إلى حيث هي بيتهم الحجري , إن شاء الله يابني أجابه الأب وهو يستجلي بمخيلته أفاق المستقبل فمتى ياترى يكبر هذا الولد الشقي !
ومتى سيصبح رجلاً قوياً ليساعدني في حراثة الأرض وسقى الزرع هكذا كانت خيالات ذلك الأب .
وبالطبع فلا تستغرب إذا عرفت أن سلم أولويات الأب يخلو من شيء اسمه تعليم ومدرسة فذاك دونه خرط الكتاد كما يقال فالمرجلة والشهامة لايحوزها الا من حرث أرضه وقام على زراعتها والإهتمام بها أما خلاف ذلك فهو خزعبلات لايمكن أن يعتنقها أي من أهل القرية .
عاد الجميع الى منازلهم منهكين بعد يوم كامل من العمل المتواصل والسعي الحثيث في سبيل إيجاد لقمة العيش لهم ولدوابهم وليبدأوا فصلاً جميلاً ولذيذاً من أحاديث السمر على ضوء القمر
.



.... ومع السمر يحلو الحديث !!
كونوا معنا ومع ومضة أخرى من ومضات القرية في المرة القادمة إن شاء الله
!

بلقاسم الشمراني 04-06-2008 03:28 AM

يعطيك العافية أخي حسن على هذه الفكرة وهذا الابداع

ومضة جميلة جدا وبانتظار القادم يالغالي

تقبل مروري المتواضع

تحياتي واحترامي

بنت رجال 04-06-2008 03:39 AM

ياسلام عليك اخوي
ومضه جميله في ربوع القريه
سلم بنانك
دمت ودام قلمك متألقا
عزوفه

همسة احساس 04-06-2008 03:48 AM

يعطيك العافية اخي hasan

دائما مبدع فيما تكتبه لنا من مواضيع

وفي انتظار ومضاتك القادمة

لك مني كل التقدير والاحترام

سيف شمران 04-06-2008 05:25 PM

حقا ما أجمل ومضات وسهر اهل القرى ليتني اعيشها من جديد 000000

سيف شمران 04-06-2008 05:45 PM

حقا ما أجمل ومضات وسهر اهل القرى ليتني اعيشها من جديد 000000

hasan الشمراني 04-06-2008 07:16 PM


الرائعون ...

بالقاسم آل عدول
*
*
*
العازفة
*
*
*
همسة احساس
*
*
*
سيف شمران

حضوركم هنا زاد تلك الومضات توهجاً
دمتم بكل خير

قناص القلوب 04-06-2008 07:36 PM

ومضه رائعه من ومضات حسن

سلمت يداك وننتظر قادمك

تقبل مروري

hasan الشمراني 04-06-2008 07:45 PM

.... ومع السمر يحلو الحديث !!

في القرية الكل ينام مبكراً إلا مجموعة من الفتيان الذين يتوقدون شباباً ويصطرخون قوة وعنفواناً يتجمعون في مكان واحد ولكنه ليس د. كيف بكل تأكيد وهو ايضاً ليس مقهى خافت الأنوار مخملي الأرائك .
لقد كان مكان التجمع هو كومة من التراب في باحة القرية وضعها أحدهم لكي يرمم بها سطح بيته والذي اصبح يتنافس مع اولاده في عدّ النجوم وهو متمدد على سريره من خلال تلك الفتحات التي أبت الا أن تستوطن سقف غرفته بفعل أمطار غزيرة فاجأتهم ذات شتاء .
التقى الجميع هناك لاصوت يعكر صفوهم ولاضجيج يقاطع ضحكاتهم الصبيانية الا صوت شخيرمتقطع يعزفه عريفة القرية بين الفينة والأخرى .
سماء صافية كصفاء زيت زيتون بكر ونجوم تتلألأ كزمرد على تاج ملك متوج ، هناك على شفى الجبل الشرقي للقرية يتسلل ضوء القمر في خجل فهو في ليلته السابعة عشرة وكأنه يقول لأولئك الفتيان هاأنتم تبلغون من العمر السابعة عشرة وهاأنا أتيكم في الليلة السابعة عشرة فيالها من مصادفة غريبة ممزوجة بهالات نوارية تتدلى من قبة السماء .
تعالت الضحكات ولكن الأحاديث لم تتجاوز محيط القرية الصغير فقد كان الفتية يعتقدون أن قريتهم هي مركز الكون وأن لاأحد على وجه البسيطة سواهم وتلك السماء المبتسمة في هدوء .
كلمات بريئة أحياناً ولاتخلو من الخبث أحياناً أخرى كانت تنساب من شفاههم في نشوة متأججة خصوصاً عندما يتقدم أحدهم ويحكي عن مغامرته في ذلك اليوم والتي يبدو أنها كانت الأولى له في هذا المجال وهذا ماحدا بالآخرين الى اختلاق مغامرات خاصة بهم حتى لايكونوا أقل فهلوة من زميلهم .
أنتصف الليل ولم يشعروا بمرور الساعات لالشيء ولكن لأنهم لم يكونوا يعرفوا ماهي الساعات أصلاً !!
وعندما عانق القمر كبد السماء انفض السامرون استعداداً لجولة جديدة من المعاناة في صباح اليوم التالي .


..... مع المرعى حكاية فلننتظرها في ومضة أخرى
!!

المستحيل 04-06-2008 11:11 PM

تسلم يدك اخي حسن على الومضات الرائعه تشكوراتوووووووووووووووو وننتظر بفارغ الصبر باقي الومضات

دانة شمران 04-06-2008 11:21 PM

نقلتنا الى حياة القريه واستمتعنا بالحديث وكأننا نعيش فيها

كم احب حياة القرى رغم استحالت ذلك

اسلوب شيق وقصص جميله

ننتظر البقيه بشوق

د.قصرغصاب 04-07-2008 03:02 PM




أيها المبدع الكبير

ما أروع هذا السرد

بالفعل كنت مأتلقاً في سردك

أعدتنا لأحلى الذكريات و أحلى الأيام..

و لأول مرة منذ سنين أشعر بأن عقارب ساعتي تسير بسرعة جنونية(سنوات/دقيقة) للخلف.


كانت أيام حلوة


أتمنى أن تستمر في السرد

سأكون باستمرار في القرية .. أقصد في هذا المكان للمتابعة...

الموضوع لازززززززم يتثبت.

محبكم/ د.قصرغصاب



hasan الشمراني 04-07-2008 11:41 PM

قناص القلوب ...
*
*
*
المستحيل
*
*
*
دانة شمران
*
*
*
د. قصر غصاب

مروركم من هنا أعطى لقصتي معنى
كنتم كندى الربيع
عطرتم الحروف بأريج الخزامى
فلكم كل الشكر والإحترام

hasan الشمراني 04-08-2008 10:43 PM

..... مع المرعى حكاية !!

ألفة عجيبة بين الراعي وغنمه تعرفه ويعرفها ، ليس عيباً في القرية أن تكن راعياً ولكن العيب كل العيب أن لاتكن ذا حلال تسرح به مع الرعيان .
حركة غير طبيعية تشهدها القرية كل صباح بل في كل غسق فلا يكاد ينبثق ضياء الشمس ليعم بيوت القرية الا ورعاة الغنم قد شارفوا على الوصول الى المرعى .
كم هو قاس فصل الصيف عندما يختلي بالقرية يجلدها حد الموت ويعذبها حد الهلاك معه تصبح المراعي على مد البصر يذهب اليها الرعاة مرغمين فيقضون يوماً كاملاً بعذاباته ، بعطشه ، بألامه وجوعه .
أما الشتاء فلله دره من سندس أخضر يغشى تلك السهول فتحسبها مروج التندرا أو وسهول السافانا !!
كل أحاديث الرعاة تدور حول أيهما وجد مرعى أكثر من الآخر وأيهما يملك غنماً أسمن وماذا لو هجم الذئب على الغنم وكيف سيتصرفون ، أهازيج شفافة تحكي واقع الحال المرير تتخلل تلك الأحاديث بين الفينة والأخرى وشوق عميق يختلج في دهاليز تلك القلوب البريئة لتلك القرية الهادئة ولمن فيها من الأحباب والأرواح المرهفة .



........ حدث يشعل وجدان القرية !!
في الومضة القادمة سنعرف ماهو هذا الحدث
!!

د.قصرغصاب 04-08-2008 11:43 PM





الله...الله...الله

لا أجد أي تعبير ليوفي هذا السرد

بصراحة كنت أقرأ و قلبي ينبض بشدة و الصور تتابع في ذهني بشكل مثير مثير جداً

بقدر ما أنا أتلذذ بهذا السرد بقدر ما أنا اعتصر ألماً و تلهفاً لهذا الماضي الحميييييم

أخي أنت تعزف على وتر عريق و جميل و أثير و مثير و و و ......

أخي حسن ما زلت أطلب تثبيييييت الموضوع.

تقبل مروري المتواضع ...

و سأضل هنا لأتابع فزد و زد و زد...



hasan الشمراني 04-17-2008 01:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.قصرغصاب (المشاركة 84776)




الله...الله...الله

لا أجد أي تعبير ليوفي هذا السرد

بصراحة كنت أقرأ و قلبي ينبض بشدة و الصور تتابع في ذهني بشكل مثير مثير جداً

بقدر ما أنا أتلذذ بهذا السرد بقدر ما أنا اعتصر ألماً و تلهفاً لهذا الماضي الحميييييم

أخي أنت تعزف على وتر عريق و جميل و أثير و مثير و و و ......

أخي حسن ما زلت أطلب تثبيييييت الموضوع.

تقبل مروري المتواضع ...

و سأضل هنا لأتابع فزد و زد و زد...



دكتور قصر ...
اشكر لك هذه الكلمات الجميلة والمشاعر الرائعة
متابعتك لما أكتبه هنا شرف لهذه الومضات
تقبل تحياتي

hasan الشمراني 04-19-2008 09:21 PM

حدث يشعل وجدان القرية !!

حدث قد لايتكرر كثيراً لكنه عندما يأتي فإنه يحيل القرية إلى مهرجان كرنفالي كبير الكل يجري فرحاً منتشياً ماعدا عدة أشخاص ترى على وجوههم علامات الترقب والوجوم بل وعلامات الخوف أيضاً .
ذلك الحدث المفرح هو يوم الختان لقد كان يوماً فريداً تتم فيه كل مراسم الأفراح السعيدة من عرضات ورقصات شعبية ومن إبراز للرجولة الفذة وخصوصاً من قبل الشخص المختتن وتذبح فيه الخراف السمينة ويفد الى القرية مجموعة من سكان القرى الأخرى ليعبروا عن ابتهاجهم بهذه المناسبة السعيدة ويتبارى الشعراء في صياغة المفردات والقوافي الجميلة في مدح القبيلة .
ضغط نفسي رهيب يعيشه اولئك الشباب الذين سيختتون وأقول الشباب لأنهم بالفعل في مرحلة الشباب فقد كان من عادات تلك القرية أن لايتم ختان الولد إلا إذا بلغ السابعة أو الثامنة من العمر وهناك من يتجاوز هذا العمر بحيث يأخذه أبوه وأقربائه من الأعمام والأخوال إلى الميدان الذي ستتم فيه العرضة ويتم ختانه هناك وعلى مرأى من الحاضرين وهو يحمل الجنبيه بين يديه ثم عند الانتهاء من الختان يتم الدوران به على أرجاء الميدان والمصيبة كل المصيبة هي اذا بكى هذا الغلام أو صدر منه ماينم عن خوفه وجزعه من الختان .
لقد كانت مراسم الختان عذاباً لايطاق يتجرعه أولئك الفتيان بكل صبر وعزيمة وربما خوفاً من العقاب في أكثر الأحيان فيما الأخرون يرددون الأهازيج والقصائد مبتهجين في احتفائية رائعة وتغاريد عذبة تتردد بين الحين والآخر من أولئك النسوة المشرفين من أعالي القرية على ميدان العرضة .
إنها أحداث لاتتكرر كثيراً ولكنها عندما تأتي فإنها تضع بصمتها وطابعها المميز في ذاكرة أبناء القرية لتتناقلها الأجيل جيلاً بعد جيل بكل نشوة وافتخار .



صيد النيص مغامرة لايفرط فيها شباب القرية ..!!
تلك هي الومضة القادمة فانتظروها
.

د.قصرغصاب 04-19-2008 09:38 PM




ههههههههههه

ليش تقلِّب المواجع على بعض أعضاء المنتدى !!

عموماً الحمدلله إننا مش من هذاك الجيل..

أما ما دام الشغلة فيها نيص و تحنيش فشوزني جاهز و في انتظار القصة بكل تفاصيلها ..

يعطيك العافية على هذه الومضات و عساها دوووم... و حنا في انتظارك هنا على طووووول.


أخوك/ د.قصرغصاب






hasan الشمراني 04-28-2008 11:22 PM

صيد النيص مغامرة لايفرط فيها شباب القرية ..!!

في إحدى ليالي الخريف المقمرة يجتمع مجموعة من الرجال في مكان ما من أطراف القرية ثم لم يلبثوا أن ينطلقوا باتجاه مزارع الوادي وهم بالكاد يتهامسون فلغة الإشارة هي سيدة الموقف ولا يقطع هذا السكون الا صلصلة بعض الهروات بين الحين والاخر والتي يحملها هؤلاء الرجال وذلك عند اصطدامها عفوياً ببعض الصخور التي تصادفهم إثناء المسير .
وبعد وقت ليس بالقصير وما إن اقترب الجمع من احدى المزارع حتى ينقطع الهمس ليصبح صمتاً وتخف الخطى حتى إنها لتكاد تتوقف ، فماهو الأمر ياترى ؟!!
إنه الإقتراب من موعد صيد النيص والذي يربض داخل المزرعة بدون ادنى حركة فمن ميزات هذا الحيوان أنه يلتزم الصمت التام اذا شعر بأي صوت .
غريب أمر ذلك الحيوان فهو لايموت الا اذا ضُرب على أنفه أما ظهره فهو ممتليء بالشوك القاتل والويل كل الويل لمن يقترب منه فما إن يشعر باقتراب احدهم حتى يرسل أشواكه تلك كصواريخ سام6 لتنغرس في جسد ذلك المهاجم .
يحرص الرجال أن يكون معهم شخص متمرس ويفضل أن يكن ذو خبرة وتمكن ومعرفة للأماكن التي يتواجد بها النيص وكذلك الأماكن التي سيخرج منها .
يدخل أحدهم الى داخل المزرعة لكي يجبر النيص على الخروج فيما يتخذ الأخرون أماكنهم في تحفز كبير وذلك للإنقضاض على النيض ساعة خروجه وماهي الا لحظات حتى يصيح الرجل الذي بين الزرع بأنه وجد النيص وأنه متجه الى الجهة الفلانية .
وماهي الا لحظات قليلة حتى يظهر النيص ليباشره أحدهم بتلك الهراوة الكبيرة ليقتله على الفور وعند ذلك يجتمع الرجال ليأخذوا صيدهم الثمين ( مع تحفظي على كلمة ثمين !!) ليبدأو معه رحلة الشواء .



في الومضة المقبلة ...سنرى كيفة استقبال أحد أبناء القرية القادم من المدينة !!
انتظرونا ....!!




( هذه هي صورة النيص ذلك الصيد الثمين لرجال القرية ههههههه )
http://www.alganasah.com/test/up/ar/porcpn.jpg

hasan الشمراني 11-05-2008 06:54 PM


لتعذروني على نبش هذا الموضوع من جديد فقط اشتقت لتلك الومضات وقررت مواصلة السرد امعاناً في اقتفاء أثر ذلك الماضي الجميل .
أتمنى أن تحوز هذه الومضات على رضاكم وتأكدوا بأنني لن أستغني عن ملاحظاتكم ومداخلاتكم فهي وقود هذه الومضات وسر توهجها !

لا تذهبوا بعيداً فالومضة القادمة ستكون ممتعة
دمتم بكل خير

hasan الشمراني 11-06-2008 07:43 PM

عندما يعود المسافر الى القرية !!
صرخ ذلك الطفل الصغير في فزع عندما سمع أصوات طلقات الرصاص وهي تدوي في الجبل المقابل وذهب يبحث عن الأمان في مخبأ قريب ، ولكن فزعه هذا سرعان ماتلاشى عندما سمع زغاريد النساء وشاهد تلك البسمات وهي تعلو شفاه أهل القرية وبدأ يشعر بالراحة أكثر عندما سمع أحدهم يقول ( هذا ولد أبو محمد جاء من السفر ) لم يكن ليعلم أن أصوات الرصاص تلك هي إعلان الفرح لمقدم شخص عزيز أو مسافر غائب .
كان السفر في نظر أهل القرية رديفاً لمعنى التيه والتغرب والفقد فمن يسافر يعتبر في عداد المفقودين فربما يعود وربما لايعود ، لم تكن فكرة السفر تقابل بالارتياح من قبل أهل القرية بل لم تكن في سلم أولوياتهم إلا في حالات نادرة وخصوصاً عندما تجدب الأرض وتغور المياه فيسافرون للبحث عن الرزق في بلاد أخرى .
ولكن ماإن بدأ شباب القرية يسمعون بأن بإمكانهم العمل في المدينة والحصول على راتب مجزٍ يريحهم من عناء الفلاحة والزراعة حتى أصبح السفر حاجة ملحة بالنسبة لهم ولكنه يبقى خياراً صعباً ومخاطرة كبيرة لايمكن الإقدام عليها بسهولة .
أكثر مالفت نظر ذلك الطفل هو ذلك الثوب الأبيض الجميل الذي يرتديه ولد أبو محمد وغترته الناصعة البياض والتي يعلوها لفافة سوداء لم يكن يعرف ماهي ولماذا وضعت هناك !
الكل أقبل يهنئ ويرحب بضيف أبو محمد في سرور لايخلو من الدهشة والاستغراب لتلك الأخبار التي بدأ يوردها ولد أبو محمد عن مشاهداته في المدينة وكيف أنه شاهد شيء يسير على أربع بدون أن يأكل ولايشرب ويسمونه في المدينة السيارة ورغم تأكيدات ولد أبو محمد وحلفه المغلظ إلا أن بعض كبار أهل القرية تبادلوا نظرات خفية تنم عن عدم تصديق ذلك الخبر وأن الولد ربما أصيب بلوثة في عقله بعد تغربه عن أهله وابتعاده عنهم .
في البيت المجاور علت وجنتها حمرة الخجل وأخذت تذرع البيت جيئة وذهاباً تبتسم تارة وتضحك تارة آخرى وتتفقد درّاعتها الرمادية والتي كانت سوداء قبل ثلاث سنوات ولاتتردد في تعهد حزمة الريحان المربوطة على رأسها بين الحين والآخر ولكنها رغم كل هذه السعادة إلا أنها رفضت أن تذهب مع أمها للسلام على محمد إنها ابنة عمه عائشة تلك الحالمة بأن يكون محمد من نصيبها ذات يوم وقد أزداد أملها في تحقيق ذلك الحلم بعودة محمد إلى القرية بعد أن انقطعت أخباره لفترة طويلة من الزمن .
انفض الجمع ولكن ذلك الطفل الصغير لايزال يتأمل هذا المخلوق القادم من المدينة وكأنه قادم من إحدى كواكب مجموعتنا الشمسية البعيدة .


في الومضة القادمة ...
ثعبان يتدخل ليقسم الأرض بين المتخاصمين ..!!
انتظرونا


الساعة الآن 12:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية