منتديات قبائل شمران الرسمية - شمران العناصي (تحليل ابيات عامر بن الظرب العدواني)

أبونا مالك والصلب زيـــــــد == معدا ابنه خير البنينـــــــــــا
أتاهم من ذوي شمــــران آت == فظلت حولها أمد السنينـــــا
فيا عوف بن بيت يالعــــوف == وهل عوف لتصبح موعدينا
فلا تعصوا معدا إن فيهــــــا == بلاد الله والبيت الكمينـــــــــا
فسعد ارحلت منها معـــــــدا == وكيف تصاقب الداء الدفينــا
فيا سعد بن مالك يا لسعـــــد == وهل سعد لنصحي ينزعـونا
فلا تقصوا معدا ان فيهــــــا == الاف الله والامر السنينـــــــا
فمذحج قد نأى من بعد قربٍ == فيا لله يا للمسلمينـــــــــــــــا

لقد اوردت هاهنا تكملة ابيات حكيم وشاعر وفارس العرب عامر بن الضرب العدواني.

قبيلة عدوان وقبائل معد العدنانية كانت تسكن الحجاز قبل انتشارهم في نجد وشمال الجزيرة العربية

وكانت تقاسمهم الديار الحجازية قبيلة جرهم القحطانية العرب العاربة ولكن عقب سيل العرم بدأ النزوح

القحطاني من اليمن الى الشمال تجاه الحجاز ونجد والشام والعراق وكانت قبيلة مذحج الطعان

من جماجم العرب التي نزحت وكانت مسيرتها الى قفار مكة وتهامة وقبيلة مذحج هذة تعد القبيلة

الحربية الاولى على الاطلاق وسميت بمذحج الطعان لانها اول من طعن بالرماح

والسيوف من على ظهور الخيل .

وعند قرب مذحج من قفار مكة ما كان على العدنانيين الا ايقاف هذا الزحف اما

بالحرب او بالسلم وكان لقبيلة عدوان الدور البارز والاكبر في هذه الموقعة حيث استطاع عامر بن الضرب ان يجمع

معدا قاطبة تحت رايتة وكانت اول راية للعدنانين وقد انشد تلك الابيات السابقة وهو يبتدأها بالفخر بقبيلتة وهم

ابناء زيد بن عدوان حيث قال: أبونا مالك والصلب زيـــــــد ثم افتخر بقبائل معد كافة

وهذه كانت رسالة الى مذحج الطعان على ان معدا مجتمعين وذالك لتخويف

مذحج لكي تستسلم لمعدا ولتغيَّر وجهة نزوحهم عن تهامة ومكة حيث قال:

معدا ابنه خير البنينـــــــــــا .

ثم ذكر اوائل قبائل مذحج النازحة ولا شك انه ذكر القبيلة الأقوى والاشهر آنذاك

وهي قبيلة شمران العصاة حيث قال: أتاهم من ذوي شمــــران آت ولو لم تكن قبيلة

شمران العصاة من دهاة القبائل المذحجية والحربية لما

كان لحكيم وفارس العرب عامر بن الضرب ان يبتدأ بها وان يعنيها بقولة وما كان ان يحذِّر منها معدا. ولكن أبت

شمران الا ان تكون عاصيتا منذ الجاهلية حتى على معدا قاطبة وفي ذالك يدل عليها

نزوحها متزعمتا ومتقدمتا قبائل مذحج دون خوف ودون مبالاة ثم ان شمران وبقية

قبائل مذحج ظلت سنين طويلة في تهامة وحول مكة وقفارها حيث قال في ذالك: فظلت حولها

أمد السنينـــــا.

ثم قال بعد ذالك: فيا عوف بن بيت يالعــــوف وهو يقصد بذالك عوف بن لؤي اهل الحرم وهم قريش

وهو يستنجد به ويدعوه الى مخافة زحف مذحج الطعان ودعا عوف بن لؤي وقريش واهل الحرم للتواعد والتعاضد

ضد مذحج العاتية حيث اكمل قائلا: وهل عوف لتصبح موعدينا.

ثم قال بعد ذالك: فلا تعصوا معدا إن فيهــــــا == بلاد الله والبيت الكمينـــــــــا وهو

يذكِّر بذالك ان معدا هم اهل الحرم وفيهم البيت الحرام والبلد الحرام والرفادة والحج ولكن كان الحرم قبل ذالك في

عهدة خزاعة ومن قبلها جرهم ومن قبلهم ايضا ومن قبل وجود النزاريين كان في عهدة عاد وثمود العرب

العاربة البادئة حيث حجة هود عليه السلام وصالح عليه السلام.

ثم قال بعد ذالك: فسعد ارحلت منها معـــــــدا == وكيف تصاقب الداء الدفينــا

وهو يعني سعد العشيرة بن مالك ومالك هذا هو مذحج وسعد العشيرة هم ابناء

عمومة شمران وقد حالفتهم شمران مع بقية اخوانه السته

سنحان وهافان والحرث ومنبه والغلي ضد اخوهم السابع صداء وجانبوا اخوهم صداء وبذالك سمتهم العرب لاحقا

جنب ابن سعد العشيرة ويتضح هنا ان كل بطون مذحج معنيه في هذه الوقعة فسعد

ارحلت منها معدا أي يا سعد العشيرة بما فيها شمران ويا مذحج

هل اذا طردتم معدا ورحلت من الحجاز كيف تصاقب: أي تقارب والداء: أي الموت والدفينا: أي الكمين

والحرب وما تظمرة الخلجات.

ثم قال: فيا سعد بن مالك يا لسعـــــد == وهل سعد لنصحي ينزعـونا

وهو هنا يدعو سعد العشيرة ويناديها ويطالبها الكف عن المضي قدما الى مكة وينصحها الى ان يقول

وهل هم لنصيحتي لهم ينازعوننا على ديارنا الحجازية ومكة وينزعونا منها ويجلونا الى غيرها.

ثم عاود عامر بن الضرب مره اخرى بالتذكير بمعد وعدم اقصائها من مكة لانهم اهل البيت وسدنته

ولان ايضا البلد حرام وفيه ايلاف الله والبيت والامر أي الرسالة الحنفية الابراهيمية والاسماعيلية

والسنينا أي القديم المزمن حيث قال: فلا تقصوا معدا ان فيهــــــا == الاف الله والامر السنينــــــا.

ولقد التحم الجمعان مذحج ومعدا قاطبة في اول يوم بين العرب العاربة والمستعربة

ولقد سمي ذالك اليوم بيوم البيداء وكذالك البيضاء ويتضح من سياق البيت الاخير الذي قال فيه:

فمذحج قد نأى من بعد قربٍ == فيا لله يا للمسلمينـــــــــــــــا

ان مذحج رأت ان تبقي على تهامة دون التوغل الى مكة لشدة ازدحام القبائل عليها

فأبقت على تهامة ونجران والسراة والربع الخالي ونجد وهي في هذه الاماكن الى يومنا هذا وهم قحطان

الحاليين وشمران العصاه ومنابهة بيشة وهم الان في عداد شهران وبالحارث

ولاضير في ذالك فالكل ابناء عم ويجمعهم ادد ابن زيد ابن كهلان ابن قحطان ابن هود عليه السلام جد العرب قاطبة.

هذا والحمدلله رب العالمين

فإن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان

واذا كان يوجد هناك أي ملاحظات على الشرح او الابيات ارجوا مراسلتي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المراجع:

الهمداني

والبغدادي في سبائك الذهب

والفاكهي اخبار مكة ج5 ص136 نقلا عن كتاب الباحث والمحقق عبدالله النزهان

تحقيق وشرح وتحليل (بن منجيَّة).