مثل شعبي

ســو خــيـر وقطـه بحـــر




كتابة
ناصر الحميضي





المجتمع يهتم كثيرا بفعل الخير وتربية النشء على ذلك، ويوصي بهذا بطرق متنوعة، فإما أن يكون بالوعظ أو بالقدوة أو بالتقليل من المقصرين، ومرات عديدة بالمثل الشعبي أو بالحكم.
وفي الوصية من أجل فعل الخير جانبان في التعبير أحدهما مباشر كأن يقال افعل أو لا تفعل وعادة لا تكون العبارة مثلا شعبيا ولكن يمكن أن يقال عنها حكمة وفائدة.
أو بعبارة غير مباشرة وتأتي بصيغة الانتقاد أو الاعتراض على الفعل أو الندم عليه، وهنا تكون العبارة مثلا شعبيا يروق استخدامه ويتقبل من السامع.
من ذلك قولنا: «سو خير وقطه بحر» فهذه وصية هي إلى الإرشاد والعمل بما يستوجب من سلوك أقرب، وأما المثل الشعبي في المعنى نفسه قولنا «سو خير يجيك شر!» ثم يتعجب المتكلم أثناء ضرب المثل، فالقول هنا اعتراض على من قابل المعروف بالجحود وخلق مشكلة لمن فعل معه الخير، أو تسعى في أمر فيه خير للمجتمع فتقابل بعد ذلك بالمتاعب التي تجعلك تتمنى لو لم تكن في واجهة هذه الأمور، وهي متاعب من كثرة اللوم أو تبعات الإجراءات أو سوء فهم لعملك.. إلخ
يقول الشاعر عبدالله بن خشمان
لا فعلت الطيب عند اللي مداه قريب
عدها كسرة حصاةٍ فالبحر محذوفة
افعل المعروف وارمه فالبحر يـالطّيب
الرجل ويش الرجل لامن ذكر معروفه
وان بلاك الله بـجحدان الرفيق الخيّب
اتركه جعل السنين المقبلات تحوفه
*****************************************