منتديات قبائل شمران الرسمية - 101 سلم ...وهمس الذكريات !!

تعالت الضحكات في صباح ذلك اليوم الخريفي المخضب بقطرات من الرطوبة المملة ، شباب في مقتبل العمر يتبادلون النكات والضحكات عندما التقوا في باحة الجامعة لأول مرة بعد عطلة صيفية طويلة .
كان أول مالفت أنظارهم هي تلك العقل التي تبوأت أدمغة يافعة فهذه هي أول مرة يلبسون العقال في مسيرتهم التعليمية لقد شعروا بأنهم لامسوا هامات المجد وهذا ليس بجديد فالكثير من أفراد المجتمع يولون النواحي الشكلية جل اهتمامهم فهي تمثل النصيب الأكبر في المجتمع للحكم على الشخص ولكم أن تتخيلوا مجتمعاً يحكم على أفراده من خلال الثوب الذي يلبسه والشماغ الذي يرتديه وحتى الحذاء الذي ينتعله _ أكرمكم الله _ ياله من مجتمع شكلي عجيب !!
وحتى لانستطرد في الحديث دعونا نعود الى أولئك الفتية الذين خالجتهم فرحة التخرج وفرحة اللقاء في ساحات الجامعة وصالاتها وممراتها الواسعة إنه الإنطلاق بحق , لقد شعروا بالحرية خصوصاً عندما تلاشى صوت مدير المدرسة الجهوري وهو ينهرهم بأن يدخلوا الى فصولهم كلما رأهم وهم يتحدثون في الممرات .
ولكن هناك شيء استرعى انتباه أولئك الشباب في باديء الأمر ولكنهم سرعان مااتخذوه وسيلة للترفيه والمزاح إنها تلك الرموز التي كتبت في جداولهم الدراسية ( 101 سلم - 101 أثر - 102 قصد ) !!
سألوا عنها أهل الخبرة ولمن لايعرف أهل الخبرة في الجامعات فهم أولئك المعمرون الذين يقضون السنة بسنتين وخصوصاً عندما كان نظام الساعات متبعاً ومطبقاً فأبلغوهم بأنها اختصاراً لمسميات المواد التي سيتعلمونها في الجامعة وقد تبرع أحد الطلاب المودرن كما كانوا يسمونه زملائه وهو ذلك الشاب الذي لايعترف بالثوب والشماغ وإنما يكتفي بسكب علبة كبيرة من الجل فوق مفرق رأسه حتى يصبح شعر رأسه وكأنه للتو خارج من المسبح فتبرع وشرح لنا نحن الطلبة المستجدون والكالحون ايضاً فعلامات الثانوية العامة لاتزال تضرب أطنابها على محيانا رغم التشييك وجمال الهندام فقال إن 101سلم تعني الدراسات الإسلامية وأن 101 أثر تعني علم الأثار وأن 102 تعني علم الإقتصاد وعند ذلك تبادلنا النظرات وكأننا حصلنا على تفسير لشفرة الموساد .
ولم نلبث الا أيام قلائل حتى أصحبنا علماء مبرزين في تهجئة تلك الرموز والتنافس على تفسيرها ولكننا كنا لانكتفي بشرح معناها بل نتبع ذلك بكلمات خفيفة ولطيفة لغرض الترويح عن النفس فكنا نقول مثلاً 101 سلم لو سمحت عندك قلم ... 101 أثر ماجاء ديرتكم مطر ... وهكذا ...!!
ذاك كان همس من الذكريات أبى الا أن يعود ليحتل مكان الصدارة في ذاكرتنا هذه الليلة .

ودمتم بكل خير