منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 05-04-2023 11:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شرب على غير الظما يجرح الحشا
وقرب على غير الموده لاش

ألا واعلى ياعلي هوجا هجينه
وثلاث ليال لا مقيل ولاش

إلى الدوحه الوحدانة المستظلة
بظلالها ريش النعام فراش

وأيضا بها مسك وطيب وعنبر
وعيني غزال مكنع بعشاش

له حبة أحلى من الما على الظما
وألذ من مطعوم كل معاش

واحلى من اللي ينقر الطير راسها
ينوشها فوق الجريد نواش

وألذ من در الاباكير في الشتا
إلى جات من بعض الفياض تحاش


(راشد الخلاوي)

الحمدان 05-04-2023 11:44 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يقول الخلاوي والخلاوي راشد

وهو قاعد ٍ يبني جديد القصايد

قصايد لابد الملا تستفيدها

لامسى غريم الروح للروح صايد

لعل الذي يروونها يذكرونني

بترحيمة تودع عظامي جدايد

وأوصيك يا ولدي وصاة ٍتضمها

إلى عاد مالي من مدى العمر زايد

وصية عود ثالثت رجله العصا

وقصرت خطاه اللي من أول بعايد

وصية عود ٍزل حلو شبابه

وعانيه بالدنيا و عانيك واحد

يبديك بالغالي على شق نفسه

شفيق من ايام الرضا عنك ناشد

لا تأخذ الهزلى على شان مالها

ولاتقتبس من نارهم بالوقايد

لا تأخذ الا بنت قوم ٍحميده

عسى ولد ٍمنها يحوش الحمايد

ولياك بنت النذل لا تشتقي بها

ولو زينو لك جيدها بالقلايد

يجزى عمل راعى الحساني بمثلها

ويجزى عمل راعي النكد بالنكايد

ولا تتقي في خصلة مابها ذرا

ولاتنزل الا عند راعي الوكايد

ولا تسفه المنيوب إلى جاك عاني

إياك ياولدي ومطل الوعايد

أبيك تسوي بي سواتي بوالدي

وأنت على غيره بمثلي وزايد

فلي من قديم العمر نفس عزيزه

أعض على عصيانها بالنواجد

قد أوزمتها ماكاد خوف إلى بدا

علي من أيام الردى لا تعاود

ويا طول ما وسدت راسي نكاده

من خوفتي يعتاد لين الوسايد

فمن عود العين الرقاد تعودت

ومن عود العين المساري تعاود

ومن عود القوم المناعير مطمع

تلوه بالانضا والجياد العدايد

ومن عود الصبيان أكل ٍببيته

عادوه في عسر الليالي الشدايد

ومن عود الصبيان ضرب بالقنا

نخوه يوم الكون يابا العوايد

ومن كثر الطلعات للصيد ربما

يوافيه غرات يجي منه صايد

ومن تابع المشراق والكن والذرا

يموت ما حاشت يديه الفوايد

الأيام ما باق ٍبها كثر ما مضى

والاعمار ما اللي فات منها بعايد

نعد الليالي والليالي تعدنا

والأعمار تفنى والليالي بزايد

إلى دقت الوسطى البهام تذكرت

زمان مضى ماهو لمثلي بعايد

فلا بد ما سحم الظهور تعودنا

بليل ٍولالي عن لقاهن ذايد

ويمعطن من ظهري هبر ٍ لكنه

خبايب ليف ٍ بين عوج الجرايد

راشد الخلاوي

الحمدان 05-05-2023 03:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أسمى صفاتِكَ أنْ تكون كريما

وتكونَ بَراً بالعباد رحيما

أسمى صفاتِكَ أنْ تكونَ مميَّزاً

بسداد رأيكَ في الأمور، حكيما

تسعى بكَ الدنيا، وأنتَ تقودُها

بالحقِّ، تُسْعِدُ قلبها المهموما

تلقى الخطوبَ وأنتَ أرفَعُ هامةً

منها، وتأنَف أنْ تعيش ذَميما

أسمى صفاتكَ أنْ ترى الدنيا بلا

غَبَشٍ، وأنْ يبقى الفؤادُ سليما

أنْ تجعل التاريخَ يَمْلأُ كأسَه

وتكونَ أنتَ رحيقَها المختوما

ترمي بسهمكَ، لا لِتَقْتُلَ آمناً

لكنْ لتحرُسَ خائفاً محروما

تسعى إلى كَسْبِ العلومِ تقرُّباً

للهِ، لا ليُقَالَ: صار عليما

أسمى صفاتكَ أنْ تحلِّقَ عالياً

بجناح عدلكَ، تنصر المظلوما

يا حاملَ الدُّنيا على كتفِ الرِّضا

يا من رأيتُكَ للجَفاءِ غَريما

يا ساعياً للخير في العصر الذي

ما زال حَبْلُ وفائه مصروما

للخير أغصانٌ تطيب ثمارُها

فامنحْ جَناها خائفاً وعَديما

واحملْ إلى أفيائها الطفلَ الذي

ما زال في حُفَرِ الشقاء مقيما

فلَرُبَّ ماسحِ أَدْمُعٍ من مقلةٍ

تبكي، رأى فضلاً بهنَّ عَميما

انظرْ إلى وجه اليتيمِ، ولا تكنْ

إلا صديقاً لليتيمِ حميما

وارسمْ حروفَ العطف حَوْل جبينهِ

فالعَطْفُ يمكن أنْ يُرى مرسوما

وامسح بكفِّكَ رأسه، سترى على

كفَّيكَ زَهْراً بالشَّذَا مَفْغُوما

ولسوف تُبصر في فؤادكَ واحةً

للحبِّ، تجعل نَبْضَه تنغيما

ولسوف تبصر ألفَ ألفِ خميلةٍ

تُهديك من زَهْر الحياةِ شَميما

ولسوف تُسعدكَ الرياضُ بنشرها

وتريكَ وجهاً للحنانِ وسيما

انظرْ إلى وجه اليتيم وهَبْ له

عَطْفاً يعيش به الحياةَ كريما

وافتحْ له كَنْزَ الحنانِ، فإنما

يرعى الحنانُ، فؤادَه المكلوما

لولا الحنانُ لَمَا رأيتَ سعادةً

لولا السماءُ لَمَا رأيتَ نجوما

لولا الرّياحُ لَمَا رأيتَ لَواقحاً

لولا البحارُ لَمَا رأيتَ غيوما

لولا الغصونُ لما رأيتَ ظِلالَها

لولا الرعودُ لَمَا سمعتَ هَزيما

لولا الربيعُ لما رأيتَ زُهورَه

تشدو، ولا لامَسْتَ فيه نَسيما

يا كافلَ الأيتامِ، كأسُكَ أصبحتْ

مَلأَى، وصار مزاجُها تسنيما

ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ مفتوحةٌ

منها نجهِّز للحياةِ عظيما

ونحوِّل الحرمانَ فيها نعمةً

كُبْرى تُزيل عن الفؤادِ هموما

قَسَمَ الإلهُ على العباد حظوظَهم

فالكلُّ يأخذ حَظَّه المقسوما

وسعادةُ الإنسانِ أن يرضى بما

قَسَمَ الإلهُ، ويُعلنَ التَّسليما

قالوا: اليتيمُ، فقلتُ: أَيْتَمُ مَنْ أرى

مَنْ كان للخلُقِ النَّبيل خَصيما

قالوا: اليتيمُ، فقلتُ أَيْتَمُ مَنْ أرى

مَنْ عاشَ بين الأكرمينَ لَئيما

كم رافلٍ في نعمةِ الأبويْن، لم

يسلكْ طريقاً للهدى معلوما

يا كافلَ الأيتام، كفُّكَ واحةٌ

لا تُنْبِتُ الأشواكَ والزَّقُّوما

ما أَنْبَتَتْ إلاَّ الزُّهورَ نديَّةً

والشِّيحَ والرَّيحانَ والقَيْصُوما

أَبْشِرْ فإنَّ الأَرْضَ تُصبح واحةً

للمحسنين، وتُعلن التكريما

أبشرْ بصحبةِ خيرِ مَنْ وَطىءَ الثرى

في جَنَّةٍ كمُلَتْ رضاً ونَعيما

قالوا: اليتيمُ، وأرسلوا زَفَراتهم

وبكوا كما يبكي الصحيحُ سَقيما

قلت: امنحوه مع الحنانِ كرامةً

فلرُبَّ عَطْفٍ يُوْرِثُ التَّحطيما

ولَرُبَّ نَظْرةِ مُشفقٍ بعثتْ أسىً

في قَلبه، جَعَلَ الشفيقَ مَلُوما

قالوا: اليتيمُ، فَمَاج عطرُ قصيدتي

وتلفَّتتْ كلماتُها تَعظيما

وسمعْتُ منها حكمةً أَزليَّةً

أهدتْ إِليَّ كتابَها المرقوما:

حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي

نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيما



عبد الرحمن العشماوي

الحمدان 05-05-2023 06:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ
وغزالٌ ما شابهتهُ الظباءُ

إن رنا يفضحُ النسا وإن قي
ل تأبى تغارُ منه النساءُ

يدعي البانُ قدَّهُ وتثني
هِ وما البانُ والقدودُ سواءُ

ويرى الوردَ أنهُ مثلُ خدي
هِ وتأبى خدودهُ الحمراءُ

هلْ سبيل إلى لقاهُ وإن لم
يشف ما بي من الغرامِ اللقاءُ

فأناجيهِ مثلما عردَ الطي
رُ وناجتْ أليفها الورقاءُ

يا مليكَ الهوى اتقِ اللهَ في النا
سِ فقد قطعَ القلوبَ الجفاءُ

إن تكن راعي المحاسن فينا
فأنا من رعيتي الشعراءُ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان 05-05-2023 06:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا
فمن يدلُّ على أجفاني الوسنا

أرعى كواكِبها حتى إذا أفلتْ
ألقيتُ للطيرِ في تحنانها الأذنا

واسألِ الحبَّ عن روحي وعن بدني
فلا أرى لي لا روحاً ولا بدنا

وما نظرتُ لأعضائي وقد بليتْ
إلا حسبتُ ثيابها فوقَها كفنا

يا من يعزُّ على نفسي تدلله
كم ذا أكابدُ فيكَ الذلَّ والوهنا

دروا بما بي ولولا الدمعُ كانَ دما
لما تظنوهُ إلا عارضاً هتنا

وربَّ ذي سفهٍ قد هبَّ يعذلُني
فقالَ أنتَ الفتى المضنى فقلتُ أنا

وهل أخافُ على سرِّ الهوى أحداً
وقدْ خلقتُ على الأسرارِ مؤتمنا

فدع غرامكَ يطويني وينشرني
ودعْ عذولي يطوي جنبهُ الضغنا

من كان مثلي لم يحفلْ بمثلهمُ
ومن أحبَّ استلانَ المركبَ الخشنا

كأنما الحسنُ أمسى فيكَ مجتمعاً
فأينما نظرتْ عيني رأتْ حسنا

وإن تكنْ للعاشقينَ فما
يزالُ أمرُ الهوى في ما بيننا فتنا

فاسأل محياكَ كم أخجلتَ من قمرٍ
وسل قوامكَ ذا المياسِ كم غصنا

وكم يبيعكَ أهلُ العشقِ أفئدةً
وأنتَ لا عوضاً تعطي ولا ثمنا

فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى

أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يبيبتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ
حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا

فهلْ رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ
معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا

وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ
وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا

أوأن نفسي على كفيكَ لانحدرتْ
ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا

وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان 05-06-2023 06:09 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أغارُ عليكَ من عَينِي ومِنّي
وَمِنكَ وَمِن زَمانِكَ والمَكانِ

وَلو أنّي خَبَأتُكَ فِي عُيُونِي
إلى يَومِ القِيامَةِ ما كَفَاني


ولادة بنت المستكفي

الحمدان 05-10-2023 03:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ
يا خالِدَ التُركِ جَدِّد خالِدَ العَرَبِ

صُلحٌ عَزيزٌ عَلى حَربٍ مُظَفَّرَةٍ
فَالسَيفُ في غِمدِهِ وَالحَقُّ في النُصُبِ

يا حُسنَ أُمنِيَّةٍ في السَيفِ ما كَذَبَت
وَطيبَ أُمنِيَّةٍ في الرَأيِ لَم تَخِبِ

خُطاكَ في الحَقِّ كانَت كُلُّها كَرَماً
وَأَنتَ أَكرَمُ في حَقنِ الدَمِ السَرِبِ

حَذَوتَ حَربَ الصَلاحِيّينَ في زَمَنٍ
فيهِ القِتالُ بِلا شَرعٍ وَلا أَدَبِ

لَم يَأتِ سَيفُكَ فَحشاءً وَلا هَتَكَت
قَناكَ مِن حُرمَةِ الرُهبانِ وَالصُلُبِ

سُئِلتَ سِلماً عَلى نَصرٍ فَجُدتَ بِها
وَلَو سُئِلتَ بِغَيرِ النَصرِ لَم تُجِبِ

مَشيئَةٌ قَبِلَتها الخَيلُ عاتِبَةٌ
وَأَذعَنَ السَيفُ مَطوِيّاً عَلى عَضَبِ

أَتَيتَ ما يُشبِهُ التَقوى وَإِن خُلِقَت
سُيوفُ قَومِكَ لا تَرتاحُ لِلقُرُبِ

وَلا أَزيدُكَ بِالإِسلامِ مَعرِفَةً
كُلُّ المُروءَةِ في الإِسلامِ وَالحَسَبِ

مَنَحتَهُم هُدنَةٌ مِن سَيفِكَ اِلتُمِسَت
فَهَب لَهُم هُدنَةٌ مِن رَأيِكَ الضَرِبِ

أَتاهُمُ مِنكَ في لَوزانَ داهِيَةٌ
جاءَت بِهِ الحَربُ مِن حَيّاتِها الرُقُبِ

أَصَمٌّ يَسمَعُ سِرَّ الكائِدينَ لَهُ
وَلا يَضيقُ بِجَهرِ المُحنَقِ الصَخِبِ

لَم تَفتَرِق شَهَواتُ القَومِ في أَرَبٍ
إِلا قَضى وَطَراً مِن ذَلِكَ الأَرَبِ

تَدَرَّعَت لِلِقاءِ السِلمِ أَنقَرَةٌ
وَمَهَّدَ السَيفُ في لوزانَ لِلخُطَبِ

فَقُل لِبانٍ بِقَولٍ رُكنَ مَملَكَةٍ
عَلى الكَتائِبِ يُبنى المُلكُ لا الكُتُبِ

لا تَلتَمِس غَلَباً لِلحَقِّ في أُمَمٍ
الحَقُّ عِندَهُمُ مَعنىً مِنَ الغَلَبِ

لا خَيرَ في مِنبَرٍ حَتّى يَكونَ لَهُ
عودٌ مِنَ السُمرِ أَو عودٌ مِنَ القُضُبِ

وَما السِلاحُ لِقَومٍ كُلُّ عُدَّتِهِم
حَتّى يكونوا مِنَ الأَخلاقِ في أُهُبِ

لَو كانَ في النابِ دونَ الخُلقِ مَنبَهَةٌ
تَساوَتِ الأُسدُ وَالذُؤبانُ في الرُتَبِ

لَم يُغنِ عَن قادَةِ اليونانَ ما حَشَدوا
مِنَ السِلاحِ وَما ساقوا مِنَ العُصَبِ

وَتَركُهُم آسِيا الصُغرى مُدَجَّجَةً
كَثُكنَةِ النَحلِ أَو كَالقُنفُذِ الخَشَبِ

لِلتُركِ ساعاتُ صَبرٍ يَومَ نَكبَتِهِم
كُتِبنَ في صُحُفِ الأَخلاقِ بِالذَهَبِ

مَغارِمٌ وَضَحايا ما صَرَخنَ وَلا
كُدِّرنَ بِالمَنِّ أَو أُفسِدنَ بِالكَذِبِ

بِالفِعلِ وَالأَثَرِ المَحمودِ تَعرِفُها
وَلَستَ تَعرِفُها بِاِسمٍ وَلا لَقَبِ

جُمِعنَ في اِثنَينِ مِن دينٍ وَمِن وَطَنٍ
جَمعَ الذَبائِحِ في اِسمِ اللَهِ وَالقُرَبِ

فيها حَياةٌ لِشَعبٍ لَم يَمُت خُلُقاً
وَمَطمَعٌ لِقَبيلٍ ناهِضٍ أَرَبِ


أحمد شوقي

الحمدان 05-10-2023 03:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا
لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا

وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ
فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً
تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ
هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا

تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى
وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا

وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ
لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا

وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافاً
وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا

وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ
مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَرابا

وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى
وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا

كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ
إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا

وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي
كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا

أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى
تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا

وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ
وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تابا

وَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها
وَتُفنيهِمِ وَما بَرَحَت كَعابا

فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي
لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا

لَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ
وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابى

جَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً
وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصابا

فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً
وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا

وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلّا
صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبِ اللُبابا

وَلا كَرَّمتُ إِلّا وَجهَ حُرٍّ
يُقَلِّدُ قَومَهُ المِنَنَ الرَغابا

وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً
وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مُصابا

فَلا تَقتُلكَ شَهوَتُهُ وَزِنها
كَما تَزِنُ الطَعامَ أَوِ الشَرابا

وَخُذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذُخراً
وَأَعطِ اللَهَ حِصَّتَهُ اِحتِسابا

فَلَو طالَعتَ أَحداثَ اللَيالي
وَجَدتَ الفَقرَ أَقرَبَها اِنتِيابا

وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ
وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا

وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَعُ فاعِليهِ
وَلَم أَرَ خَيِّراً بِالشَرِّ آبا

فَرِفقاً بِالبَنينِ إِذا اللَيالي
عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا

وَلَم يَتَقَلَّدوا شُكرَ اليَتامى
وَلا اِدَّرَعوا الدُعاءَ المُستَجابا

عَجِبتُ لِمَعشَرٍ صَلّوا وَصاموا
عَواهِرَ خِشيَةً وَتُقى كِذابا

وَتُلفيهُمْ حِيالَ المالِ صُمّاً
إِذا داعي الزَكاةِ بِهِم أَهابا

لَقَد كَتَموا نَصيبَ اللَهِ مِنهُ
كَأَنَّ اللَهَ لَم يُحصِ النِصابا

وَمَن يَعدِل بِحُبِّ اللَهِ شَيئاً
كَحُبِّ المالِ ضَلَّ هَوىً وَخابا

أَرادَ اللَهُ بِالفُقَراءِ بِرّاً
وَبِالأَيتامِ حُبّاً وَاِرتِبابا

فَرُبَّ صَغيرِ قَومٍ عَلَّموهُ
سَما وَحَمى المُسَوَّمَةَ العِرابا

وَكانَ لِقَومِهِ نَفعاً وَفَخراً
وَلَو تَرَكوهُ كانَ أَذىً وَعابا

فَعَلِّم ما اِستَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً
سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا

وَلا تُرهِق شَبابَ الحَيِّ يَأساً
فَإِنَّ اليَأسَ يَختَرِمُ الشَبابا

يُريدُ الخالِقُ الرِزقَ اِشتِراكاً
وَإِن يَكُ خَصَّ أَقواماً وَحابى

فَما حَرَمَ المُجِدَّ جَنى يَدَيهِ
وَلا نَسِيَ الشَقِيَّ وَلا المُصابا

وَلَولا البُخلُ لَم يَهلِك فَريقٌ
عَلى الأَقدارِ تَلقاهُمُ غِضابا

تَعِبتُ بِأَهلِهِ لَوماً وَقَبلي
دُعاةُ البِرِّ قَد سَئِموا الخِطابا

وَلَو أَنّي خَطَبتُ عَلى جَمادٍ
فَجَرتُ بِهِ اليَنابيعَ العِذابا

أَلَم تَرَ لِلهَواءِ جَرى فَأَفضى
إِلى الأَكواخِ وَاِختَرَقَ القِبابا

وَأَنَّ الشَمسَ في الآفاقِ تَغشى
حِمى كِسرى كَما تَغشى اليَبابا

وَأَنَّ الماءَ تُروى الأُسدُ مِنهُ
وَيَشفي مِن تَلَعلُعِها الكِلابا

وَسَوّى اللَهُ بَينَكُمُ المَنايا
وَوَسَّدَكُم مَعَ الرُسلِ التُرابا

وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُم يَتيماً
دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا

نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً
وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا

تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى الناسُ فيهِ
فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُم مَتابا

وَشافي النَفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍّ
كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِئابا

وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً
وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا

وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى
أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اِغتِصابا

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّت
بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا

وَأَسدَت لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ
يَداً بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا

لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجاً مُنيراً
كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا

فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نوراً
يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا

وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكاً
وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري
بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ اِنتِسابا

فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ
إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا

مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدراً
فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا

سَأَلتُ اللَهَ في أَبناءِ ديني
فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا

وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ
إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا

كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِم
أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا

وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نوراً
وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُم حِجابا

بَنَيتَ لَهُم مِنَ الأَخلاقِ رُكناً
فَخانوا الرُكنَ فَاِنهَدَمَ اِضطِرابا

وَكانَ جَنابُهُم فيها مَهيباً
وَلَلأَخلاقِ أَجدَرُ أَن تُهابا

فَلَولاها لَساوى اللَيثُ ذِئباً
وَساوى الصارِمُ الماضي قِرابا

فَإِن قُرِنَت مَكارِمُها بِعِلمٍ
تَذَلَّلَتِ العُلا بِهِما صِعابا

وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ
يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا



أحمد شوقي

الحمدان 05-10-2023 03:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ
وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ
وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ
فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ
يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً

باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ
ويا حَريـصاً على الأموالِ تَجمَعُهـا

أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ
زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا

فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ
وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها

كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ

فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته

أتطلب الربح فيمـا فيـه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في

عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ

يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ
واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً

فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ
مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدُ فـي عَواقِبِـه

وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا
مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ

فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخِـذْلانُ
مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه

علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ
مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـة

إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ

وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا

وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـو هَوى

أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَ خَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ

لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يقلِهِـمُ

فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِ خَـوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ

علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ

نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبّـانُ
مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي

قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ
كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ

صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ

يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولا يَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خـرَقٌ

فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ فلن

يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ
فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً

والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ
صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلامتهُ

فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـهِ صَـوّانُ
فإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً

والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها

فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ
لا ظِلَّ للمَرءِ يعرى من تُقىً ونُهـىَ

وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغصـانُ
والنّاسُ أعـوانُ مَنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ

وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ
سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ

وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ
لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بهِ

فما رعـى غَنَماً فـي البدَّوِّ سِرْحـانُ
لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعاً واحِداً فَلهُمْ

غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ
ما كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه

نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ
لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ

فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ
لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حتازِمٍ يَقِـظٍ

قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ
فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا

فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ
ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ

وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ
فلا تكُـنْ عَجِـلاً بـالأمرِ تطلُبُـهُ

فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ
كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ

ففيـهِ للـحُـرِّ إن حققـت غُنيـانُ
وذو القَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ

وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ
حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ

إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ
هُما رضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً

وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ
إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ

وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ
يا ظالمـا فرحـا بالعـزِّ ساعَـدَه

إن كنت فـي صلـة فالظهر يقظـانُ
ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْتَ آكِلُـهُ

وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ
يا أيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ

أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيـانُ
ويا أخَا الجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ

فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ
لا تحسَبَـنَّ سُروراً دائمـاً أبَـداً

مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ
إذا جفـاك خليـلٌ كنت تألفـه

فـاطلب سـواه فكـل الناس إخوانُ
وإن نبَتْ فيك أوطان نشأت بهـا

فـارحـل فكـل بـلاد الله أوطـانُ
يا رافِلاً في الشَّبابِ الرحب مُنتشِياً

مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ
لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر

فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ
ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ

لم يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إنعـامُ
هبِ الشَّبيبَةَ تُبْذي عُذرَ صاحبـها

ما عُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ
كُـلُّ الذُّنـوبِ فإنَّ الله يغفِرهـا

إن شَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ
وكُـلُّ كَسْـرٍ فإنَّ الديـن يَجبُرُهُ

ومـا لِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ
خذهـا سوائـر أمثـالٍ مهذَّبـةً

فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ
ما ضرَّ حسَّـانَها والطبع صائِغُهـا

إنْ يقُلْهـا قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ



نونية ابو الفتح البستي

الحمدان 05-11-2023 11:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غرضت من الحياة فكل عمري
تصرم بالحوادث والخطوب

فما طفرت يدي بسرور يوم
بغير هموم حادثة مشوب

صبا كالسكر أعقبه شباب
تقضى بالوقائع والحروب

ووافى بعده شيب بغيض
فلا سقيا لأيام المشيب

أراني طيب لذاتي ولهوي
يعد من الجهالة والعيوب

وأداني إلى كبر وضعف
وأدواء خفين على الطبيب

إذا رمت النهوض ظننت أني
حملت ذرى الشناخب من عسيب

فإن أنا قمت بعد الجهد أمشي
فمشي حين أعجل كالدبيب

تسيرني العصا هونا وخلفي
مسير الموت كالريح الهبوب

وأفنى الموت إخواني وقومي
وأترابي فها أنا كالغريب

وفيما قد لقيت ردى وموت
ولكن ليس قلبي كالقلوب



اسامة بن منقذ

الحمدان 05-11-2023 11:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أشتاق لأهلي وأوطاني وقد ملكت
دوني وأفنى الردى أهلي وأحبابي

فأستريح إلى رؤيا القبور ففي
أمثالها حل إخواني وأترابي

ولست أحيا حياة أستلذ بها
من بعدهم ولحاق القوم أولى بي


اسامة بن منقذ

الحمدان 05-11-2023 11:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وصاحب صاحبني في الصبا

حتى ترديت رداء المشيب

لم يبد لي ستين حولا ولا

بلوت من أخلاقه ما يريب

أفسده الدهر ومن ذا الذي

يحافظ العهد بظهر المغيب

ثم افترقنا لم أصب مثله

عمري ومثلي أبداً لا يصيب

فأعجب لها من فرقة باعدت

بين أليفين وكل حبيب


اسامة بن منقذ العصر الايوبي

الحمدان 05-11-2023 11:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شكا ألم الفراق الناس قلبي

وروع بالنوى حي وميت

وأما مثل ما ضمت ضلوعي

فإني ما سمعت ولا رأيت


اسامة بن منقذ

الحمدان 05-11-2023 11:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا اغتمضتْ عينايَ فالقلبُ ساهرٌ

يظلّ طوالَ الليل يرعى ويرصُدُ

وما إن تنامُ العين، لكن إخالُها

تديرُ بقلبي نظرةً حين أرقدُ

الحمدان 05-12-2023 09:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا وحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا خلوتُ إِلى قَومٍ أُحدِّثهم
إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى

الحمدان 05-12-2023 09:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا

فأنزلن سكينةً علينا
وثبِّت الأقدام إن لاقينا

يا ربَّنا يا واهب العناية
يا محسناً باللطفِ والوقايه

من برِّك التوفيق والهدايه
فأوصلن منك الهدى إلينا

إجابة الدعاء يا ستار
شأنك للداعين يا غفار

بذا أتي الآيات والأخبار
ونحن عن محمَّدٍ روينا

يا ربنا ندعوك بالقرآن
وبالنبي الطاهر العدنانا

عمِّر لنا القلوب بالإيمان
حتى نقرَّ بالقبول عينا

يا ربنا بالكتب العظام
والأنبياء السادة الكرام

بالأولياء الخلَّصِ الإعلامِ
إغفر لنا بالفضل ما جنينا

بسرِّك المضمر في الغيوب
وسرِّه المفرغ في القلوب

أستر لنا كثائف العيوب
ولا تسلِّط أحداً علينا

يا من إليك المشتكى فيما يرى
من كلِّ كربٍ يعتري الدهر الورى

عن كلِّ كربٍ منه تشتدُّ الغرى
بنشر سرِّ لطفك انطوينا

يا من به قد قامت الأشياء
وثبتت بأمره السماء

اغث فقد تعدَّت الأعداء
فرام بسهم البطش من رمينا

لقد رمينا فاحكم الغصابة
وقد دعونا فارزق الإجابة

جئنا نناديك مع الإنابة
وكم اجبت حال ما نادينا

قمنا نصلي بصحيح النيِّه
على النبيِّ سيِّد البريِّه

صلِّ عليه واهده التحيَّة
مع السلام كلَّما صلينا



بهاء الدين الصيادي العراق

الحمدان 05-12-2023 09:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
والله لو صاحب الإنسانُ جبريلا
لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا
َ
قد قيل فى الله أقوال مصنفةٌ
تتلى ولو رتل القرآنُ ترتيلا
َ
وقالوا إن له ولدًا وصاحبة
زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا
َ
هذا قولهمُ فى الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ماقيلاً

....

الحمدان 05-13-2023 08:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ

الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ

وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ

نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ

يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ

خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ

هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت
فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ

خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ

بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ

وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ
حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ

وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ

أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ

يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ

الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ

ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ

وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ
خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ

وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ
جِبريلُ رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ

نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ

في المَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
وَبِقَصدِهِ تُستَدفَعُ البَأساءُ

بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
يَعرِفهُ أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ

يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ

لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها
دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ

زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ

أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ

وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ

فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ

وَإِذا عَفَوتَ فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا
لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ

وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ

وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ

وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ
وَرِضا الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ

وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ
تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ

وَإِذا قَضَيتَ فَلا ارتِيابَ كَأَنَّما
جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ

وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو
أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ

وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم
يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ

وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها
وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ

وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً
وَإِذا ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ

وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًا
في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ

وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ
فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ

وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ
وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ

وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًا
حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ

في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ
وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ

وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ
كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ

يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً
في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ

الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي
فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ

صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى
وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ

نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ
وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ

لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ
فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ

أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ
وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ

حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ
وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ

قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى
ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ

أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ
وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ

يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ
مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ

دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ
لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ

الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا
وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ

أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ
وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ

هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ
وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ

جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى
مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ

في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى
أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ

أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم
تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ

بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ
بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ

بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ
نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ

وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها
كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ

وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها
كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ

إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت
أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ

لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ
وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ

أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ
وَالناسُ في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ

وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ
وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ

داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم
يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ

فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً
لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ

اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ
وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ

وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ
وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ

الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُمْ
لَولا دَعاوي القَومِ وَالغُلَواءُ

داوَيتَ مُتَّئِدًا وَداوَوا ظَفرَةً
وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ

الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ
وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ

وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ
لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ

جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ
حَتّى التَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ

أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى
فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ

فَلَوَ اَنَّ إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً
ما اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ

يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفًا إِلى
ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ

يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ
بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ

بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما
نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ

فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ
وَاللهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ

تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما
طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ

في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها
نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ

أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى
وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ

اللهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ
نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ

العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِمًا
وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ

وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ
حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ

الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِيًا
وَبِها إِذا ذُكِرَ اسمُهُ خُيَلاءُ

شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ
إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ

وَإِذا تَصَدّى لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ
أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ

وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ
قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ

مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ
فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ

ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن
أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ

إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ
ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ

وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا
فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ

وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا
وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ

كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ
فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ

كانَت لِجُندِ اللهِ فيها شِدَّةٌ
في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ

ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها
فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ

دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما
حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ

الحَقُّ عِرضُ اللهِ كلُّ أَبِيَّةٍ
بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِقارُ

هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ
إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ

فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ
مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ

رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى
ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ

وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى
بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ

نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ
وَاستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ

يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً
وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ

حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُمْ أَطرافُها
لَم يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعماءُ

يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ
وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ

عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ
وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ

تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُمْ
وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ

أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى
وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ

لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ
تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ

هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّمًا
فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ

أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ
ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ

المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَدًا
هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ

ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا
وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ

أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ
في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ

أَدرى رَسولُ اللهِ أَنَّ نُفوسَهُمْ
رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ

مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ
ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ

رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ
وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ

ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها
ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ

مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى
في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ

صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى
حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ

وَاستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ
بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ

خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى
سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ



أحمد شوقي

الحمدان 05-13-2023 08:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ
وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ

أَتُراها تَناسَت اِسمِيَ لَمّا
كَثُرَت في غَرامِها الأَسماءُ

إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم
تَكُ بَيني وَبَينَها أَشياءُ

نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ
فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ

يَومَ كُنّا وَلا تَسَل كَيفَ كُنّا
نَتَهادى مِنَ الهَوى ما نَشاءُ

وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيبٌ
تَعِبَت في مِراسِهِ الأَهواءُ

جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت
أَنتُمُ الناسُ أَيُّها الشُعَراءُ

فَاِتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى
فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ

نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ
فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ

فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ
أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ



أحمد شوقي

الحمدان 05-14-2023 01:04 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا الشعر يطفئ أوجــــاعي ولاهلعي
فالحزن يسكن في دربي ومجتمعي

ياسيدي كلنــا نبكي علـــــــى وطن
وخــــــاصم الشعر فيه أذن مستمع

مــــــــــاعـاد للشعر وقــــع أوله أثر
كــــــــــل المشاعر أحبار على الرقع

يـراع شعـرك إذ تجـــــــري جداوله
ماعــــــــاد يـروي ولايجـدي لمنتفع

أذواق عصرك في أوحالها انحدرت
وأصبــــــــــح الشعر للآذان كالبدع

عكاظ ولت وقوم الأمس قد ذهبوا
ولـــــم يعــــــد غير أفاك بنا ودعي

فاحفـــــظ يراعك لاترهق هواجسه
لن يثمر الزرع.جف الماء في(الترع)

مــــــن ثار يوما فقد كان(الأنا)هدفا
ليشبع النفس مــــــن مال ومن متع

ولــــم يثر لحمــــى الأوطان أوطلبا
لحق شعب بكى مـــــن حاكم جشع

مـــاحقق الشعب مـــن ثوراته هدفا
ولاتعلـــم مــــــن أمس عساه يعــي.

ولــــم نجــــــد ثائـرا حـــرا نسانده
لـــذا سأصحب حزني قابلا وجعي

الحمدان 05-14-2023 01:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أيها الباكي ومــــــا في الحب حيلة
هكذا الأقـــــدار قــــــــد تأتي ثقيلة

قلبك المكسور مـن واساه يـــــــوما
إن يكن للوصل لــــــــــم يلق وسيلة

فــــاحتمل جرح الهوى مادمت تقوى
مـــــــن سجون الحب فلتخل سبيله

لــــــــــــن تداويــــــه بأشعار التباكي
لا ولن يلق لمـــن يهــــــــــــوى بديله

قــــــــــــل لــــه ياقلب إن الحب داء
فـــــــــــــإذا يغشاك فابك كـــــل ليلة

إن مــــــن تعشقه قــــــــــــــاسٍ ولاهٍ
فطريق الوصل تبـــــــــــدو مستحيلة

فــــــــــــاقبل الإحزان كأسا واستقيها
أوفـــــــــــــألزِم قلبك الولهان مَيلَــــــه

الحمدان 05-14-2023 01:07 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قلبي وروحــــي مثل طائر حولكم
تحنو عليكـــــــم بالحـنــــان تحلق

سأظــــل أدعو الله يحرس دربكم
وحـــــروف شعري بالمشاعر تنطق

يــــــارب فاحفظهم فأنت رفيقهم
والطف بهم أنت الرحيـــم المشفق

واجعل لهـــم درب السلامة دربهم
من ذا سواك لكــــــــــل خير يغدق

واكتـــب(لحمـودي)الشفـاء وردهم
لننال بعد البعد وصــــــــــــلا يُعتِق

ربــاه إنــــي عنـــــد بابك واقف
متضرع ودمـــــــــوع عينـي تسبق

فالطـــــف بمركبهـم فلطفك وحده
طوق النجـــــــاة إذا الرزايا تحـدق

الحمدان 05-14-2023 01:20 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا
فما لي أنادي ولا تسمعُ

أما أنتَ أخضعتني للهوى
وما كنتُ لولا الهوى أخضعُ

أما قد أطعتكَ في حبهِ
وكنتُ لهُ العبدُ بل أطوعُ

ألم ائتمنكَ على أضلعي
وكانتْ مغانيكَ الأضلعُ

أما أنتَ بيتُ حياتي وهلْ
لنفسي من بعدها مطمعُ


الرافعي

الحمدان 05-14-2023 01:28 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إلجأ لربك إن ضاقت بك السبلُ
واسق الدّعاء بما جادت به المقلُ

وكنْ على ثقةٍ فيمن تلوذُ بِهِ
سَهمُ الدّعاءِ إذا أطلقتَهُ يَصلُ

الحمدان 05-15-2023 01:32 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيّرت الأحوال بعدك كلها

فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً

فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي

فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن

سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته

ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له

فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم

فمن لائمي فيه إذا ما نشدته

الحمدان 05-15-2023 01:42 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تضعضعَ في هذا المصابِ المباغتِ
منَ الدِّينِ لولا نورهُ كلُّ ثابتِ

فأَيامُ نورِ الدِّينِ دامتْ منيرةً
لنا خَلَفاً من كلِّ مُودٍ وفائتِ

فما بالنا نُبدي التّصامُمَ غفلةً
وداعي المنايا ناطقٌ غيرُ صامتِ

نُؤمِّلُ في دار الفناء بقاءَنا
ونرجو من الدنيا صداقةَ ماقتِ

وما الناسُ إلاّ كالغصون يدُ الردى
تُقرِّبُ منها كلَّ عودٍ لناحتِ

لقد أَبلغتْ رُسْلُ المنايا وأَسمعتْ
ولكنّها لم تحظَ منا بناصتِ

فلهفي على تلكَ الشّمائلِ إنّها
لقد كرُمتْ في الحسنِ عن نعتِ ناعتِ

الحمدان 05-15-2023 01:43 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إنْ لم تَجُدْ بالوصلِ متُّ بحسرتي
إنَّ الفراقَ منيّتي يا مُنْيَتي

لكَ ناظرٌ ذو صِحّةٍ في عِلّةٍ
ما صَحّني إلاَّ لديهِ وعلتي

كم منّةٍ لكَ في الوصالِ قوية
وأَراكَ في البُحْران تضعفُ منَّتي

الحمدان 05-15-2023 07:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ

إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ

قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ

فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ

ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ

أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً
تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ

عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا

أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ

يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ

أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ

وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ

وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ

إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ

وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ

رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ

ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ

صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً
حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ

يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم
وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ

ما كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ
لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ

إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا
فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ

وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ
إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ

كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ

ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ

ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ

أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ
لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ

لئنْ تَرَكْنَ ضميراً عن ميامِنِنا
ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ

إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا
ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ

شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ
وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ

وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ

بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ

هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ


المتنبي

الحمدان 05-16-2023 02:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دينٌ وهذا اليومُ يومُ وفاءِ
كم منَّةٍ للميت في الأحياءِ

إن لم يكن يُجزى الجزاءَ جميعه
فلعلّ في التذكار بعض جزاءِ

يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها
مستوحشاً في غربةٍ وتنائي

هل كنت قبلاً تستشفّ سكونها
وترى مقامك في العراء النائي

فأتيتَ والدنيا سرابٌ كلها
تروي حديثَ الحبّ في الصحراءِ

ووصفت قيساً في شديد بلائه
ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ

ظمآن حين الماء ليلى وحدَها
عزَّت عليه ولمَ تُتح لظماءِ

هيمان يضرب في الهواجر حالماً
بظلال تلك الجنة الفيحاءِ

فإذا غفا فلطيفها وإذا هفا
فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ

يا للقلوب لقصةٍ بقيت على
قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ

هي قصةُ الطيف الحزين وصورة ال
قلب الطعين مجللاً بدماءِ

هي قصة الدنيا وكم من آدم
منا له دمعٌ على حوّاءِ

كل به قيس إذا جنَّ الدجى
نزع الإِباءَ وباح بالبرحاءِ

فإذا تداركه النهارُ طوى المدا
معَ في الفؤاد وظُنَّ في السُّعداءِ

لا تعلم الدنيا بما في قلبه
من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاءِ

كلٌّ له ليلى ومن لم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ

كلٌّ له ليلى يرى في حبها
سرّ الدٌّنى وحقيقةَ الأشياءِ

ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ

الكونُ في إحسانها والعمرُ عِن
د حنانها والخلدٌ يومُ لقاءِ

يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ
لم تُروَ إلا رُوِّحَت ببكاءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
ممّا كساها سيدُ الشعراءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
من جودة التمثيل والإلقاءِ

من فنّ زينبها ومن علامها
زين الشباب وقدوةِ النبغاءِ


ابراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 02:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا أمتي كم دموع في مآقينا
نبكي شهيديك أم نبكي أمانينا

يا أمتي إن بكينا اليوم معذرةً
في الضعف بعض المآسي فوق أيدينا

واهاً على السرب مختالاً بموكبه
وللنسور على الأوكار غادينا

قالوا الضباب فلم يعبأ جبابرة
لا يدركون العلا إلا مضحينا

والمانش يعجب منهم حينما طلعوا
على غواربه الحيرى مطلّينا

فاستقبلتهم فرنسا في بشاشتها
تجزي البسالة ورداً أو رياحينا

قالوا النسور فهبَّ القوم وادَّكروا
نسرا لهم ملأ الدنيا ميادينا

وهلل السين إذ هلَّت طلائعنا
طلائع المجد من أبناء وادينا

حان الأمان ووافَى السربُ فافتقدوا
نسرين ظنوهما قد أبطآ حينا

لكنه كان إبطاء الردّى فهما
لمّا دعا المجد قد خَفَّا ملبينا

فليبك من شاء وليُشبع محاجره
ولينتحب ما يشاءُ الحزن باكينا

يبكي الحبيب وتبكي فقد واحدها
من لا ترى بعده دنيا ولا دينا

هُنيهة ثم يسلو الدمعَ ساكبُه
لا يدفع الدمعُ شيئاً من عوادينا

فكلما حلَّ رزءٌ صاحَ صائحنا
فداك يا مصر لا زلنا قرابينا

فداك يا مصر هذا النجم منطفئاً
والنسر محترقاً واللليث مطعونا


إبراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 02:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هجرتِ فلم نجد ظلاً يقينا
أحُلماً كان عطفُكِ أم يقينا

أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ
أرى أيامَهُ لا ينتهينا

لقد أسرفتِ فيه وجُرتِ حتى
على الرَّمق الذي أبقيتِ فينا

كأن قلوبنا خُلِقَت لأمرٍ
فمذ أبصرنَ من نهوى نسينا

شُغِلنَ عن الحياة ونِمنَ عنها
وبِتن بمن نحبُّ موكلينا

فإن مُلِئت عروق من دماءٍ
فإنَّا قد ملأناها حنينَا


إبراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 02:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا وحدتي جئت كي أنسَى وها أنذا
ما زلت أسمع أصداءً وأصواتا

مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ
يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا

جرَّت عليَّ الأماني مِن مجاهلها
وجمَّعت ذِكراً قد كُنَّ أشتاتا

ما أسخف الوحدةَ الكبرى وأضيعها
إذا الهواتف قد أرجعن ما فاتا

بَعثن ما كان مطوياً بمرقدِه
ولم يزَلنَ إلى أن هبَّ ما ماتا

تلفَّت القلبُ مطعوناً لوحدته
وأين وحدته باتت كما باتا

حتى إذا لم يجد ريّاً ولا شبعاً
أفضى إلى الأمل المعطوب فاقتاتا


إبراهيم ناجي .. مصر

الحمدان 05-16-2023 03:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا رامي السهم يدري أين موضعه
مني ويعلم ما داريت من ألم

رميتَ في ساحة موسومة بدم
منقوشة بندوب الحب والندم

لا يخدعنَّك منها وهي صامتة
صمت القبور فراغ الموت والعدم

فكم شفاه جراحات إذا انطبقت
جرح الإباء عليها غير ملتئم

فيم انتقامك من قلب عصفت به
لم يبق من موضع فيه لمنتقم

وفيم لذعة سخطٍ من جوى برمٍ
ترمي بجمرته في جوف مضطرم


إبراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 03:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دينٌ وهذا اليومُ يومُ وفاءِ
كم منَّةٍ للميت في الأحياءِ

إن لم يكن يُجزى الجزاءَ جميعه
فلعلّ في التذكار بعض جزاءِ

يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها
مستوحشاً في غربةٍ وتنائي

هل كنت قبلاً تستشفّ سكونها
وترى مقامك في العراء النائي

فأتيتَ والدنيا سرابٌ كلها
تروي حديثَ الحبّ في الصحراءِ

ووصفت قيساً في شديد بلائه
ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ

ظمآن حين الماء ليلى وحدَها
عزَّت عليه ولمَ تُتح لظماءِ

هيمان يضرب في الهواجر حالماً
بظلال تلك الجنة الفيحاءِ

فإذا غفا فلطيفها وإذا هفا
فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ

يا للقلوب لقصةٍ بقيت على
قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ

هي قصةُ الطيف الحزين وصورة ال
قلب الطعين مجللاً بدماءِ

هي قصة الدنيا وكم من آدم
منا له دمعٌ على حوّاءِ

كل به قيس إذا جنَّ الدجى
نزع الإِباءَ وباح بالبرحاءِ

فإذا تداركه النهارُ طوى المدا
معَ في الفؤاد وظُنَّ في السُّعداءِ

لا تعلم الدنيا بما في قلبه
من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاءِ

كلٌّ له ليلى ومن لم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ

كلٌّ له ليلى يرى في حبها
سرّ الدٌّنى وحقيقةَ الأشياءِ

ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ

الكونُ في إحسانها والعمرُ عِن
د حنانها والخلدٌ يومُ لقاءِ

يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ
لم تُروَ إلا رُوِّحَت ببكاءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
ممّا كساها سيدُ الشعراءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
من جودة التمثيل والإلقاءِ

من فنّ زينبها ومن علامها
زين الشباب وقدوةِ النبغاءِ


ابراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 03:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هجرتِ فلم نجد ظلاً يقينا
أحُلماً كان عطفُكِ أم يقينا

أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ
أرى أيامَهُ لا ينتهينا

لقد أسرفتِ فيه وجُرتِ حتى
على الرَّمق الذي أبقيتِ فينا

كأن قلوبنا خُلِقَت لأمرٍ
فمذ أبصرنَ من نهوى نسينا

شُغِلنَ عن الحياة ونِمنَ عنها
وبِتن بمن نحبُّ موكلينا

فإن مُلِئت عروق من دماءٍ
فإنَّا قد ملأناها حنينَا


إبراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 03:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طلبت الكتابة يا جنتي
وماذا تريدين أن أكتبا

وما في الجوانح خاف عليك
وقلبك يعلم ما غيبا

سأكتب أنك أنت الربيع
وأنك أنضر ما في الربى

وأنك أنت الجمال الفريد
وفجر الشباب وحلم الصبا

أهلل باسمك عند الصباح
وأطوي على ذكرك المغربا

يا ويلتا من عمري الباقي
هذا سواد تحت أحداقي

هذا بياض الشيب واعجبي
من مغرب في زِي إشراق

ويلي على كأسٍ معربدة
وعلى دم في الكأس مهراق

وعلى سراب خادع وعلى
متألق اللمحات براق

طاف الزمان به على نفر
مالوا بهاماتٍ وأعناق

صرعوا وأنت تظنهم سكروا
مات الندامى أيها الساقي

يا دهر لم أشك الكلال ولا
ملكت خطوب الدهر إرهاقي

عذبت أيامي بعفتها
وقتلتها بصفاء أخلاقي

يا كم غرست وكم سقيت وكم
نضرت من زهر وأوراق

ما حيلتي والأرض مجدبة
سيان إقلالي وإغداقي

أين الذين رفعت فانحدروا
وبنيتهم بنيان خلاق

إن الوفاء بضاعة كسدَت
ومآل صاحبها لإملاق

إن كنت لم أغنم فقد ظفروا
مني بمغفرتي وإشفاقي

لكنني والجرح يُلهب لي
حسي ويكوي كَي إحراق

هيهات أنسى أنهم عبثوا
ووفيتُ لم أعبث بميثاقي



إبراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 03:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى

اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى

وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى

يا رياحا ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا

وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناسٍ ما وفى

كم تقلبت على خنجره
لا الهوى مال ولا الجفن عفا

وإذا القلب على غفرانه
كلما غار به النصل عفا

يا غراما كان مني في دمي
قدراً كالموت أوفى طعمه

ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه

ما انتزاعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمة من فمه

ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه

لست أنساك وقد أغريتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق

آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق

وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق

لست أنساك وقد أغريتني
بالذرى الشم فأدمنت الطموح

أنت روح في سمائي وأنا
لك أعلو فكأني محض روح

يا لها من قمم كنّا بها
نتلاقى وبسرّينا نبوح

نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلالاً في السفوح

أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل
وأنا عنديَ أحزان الطفَل

وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجم أفل

ألمح الدنيا بعيني سئمٍ
وأرى حولي أشباح الملل

راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل

ذهب العمر هباء فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا

صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا

انظري ضِحكي ورقصي فرحا
وأنا أحمل قلباً ذبحا

ويراني الناس روحاً طائراً
والجَوى يطحنني طحن الرحى

كنت تمثال خيالي فهوى
المقادير أرادت لا يدي

ويحها لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي وهدت معبدي

يا حياة اليائس المنفرد
يا يباباً ما به من أحد

يا قفاراً لافحاتٍ ما بها

من نجي يا سكون الأبد
أين من عيني حبيب ساحر

فيه نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً

ظالم الحسن شهي الكبرياء

عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء

مشرق الطلعة في منطقه
لغة النور وتعبير السماء

أين مني مجلس أنت به
فتنَة تمت سناء وسنى

وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا

ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا

وسقانا فانتفضنا لحظة
لغبارٍ آدمي مسنا

قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي وتطغى في دماه

وسمعنا صرخة في رعدها
سوط جلاد وتعذيب إله

أمرتنا فعصينا أمرها
وأبينا الذل أن يغشى الجباه

حكم الطاغي فكنا في العصاه
وطردنا خلف أسوار الحياه

يا لمنفيين ضلا في الوعور
دميا بالشوك فيها والصخور

كلما تقسو الليالي عرفا
روعة الآلام في المنفى الطهور

طردا من ذلك الحلم الكبير
للحظوظ السود والليل الضرير

يقبسان النور من روحيهما
كلما قد ضنت الدنيا بنور

أنت قد صيرت أمري عجبا
كثرت حوليَ أطيار الربى

فإذا قلت لقلبي ساعة
قم نغرد لسوى ليلي أبى

حجبت تأبى لعيني مأربا
غير عينيك ولا مطلبا

أنتِ من أسدلها لا تدعي
أنني أسدلت هذي الحجبا

ولكم صاح بي اليأس انتزعها
فيرد القدر الساخر دعها

يا لها من خطة عمياء لو
أنني أبصر شيئاًَ لم أطعها

وليَ الويل إذا لبيتها
ولي الويل إذا لم أتبعها

قد حنت رأسي ولو كل القوى
تشتري عزة نفسي لم أبعها

يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي

لك ابطاء الدلال المنعم
وتجني القادر المحتكم

وحنيني لك يكوي أعظمي
والثواني جمرات في دمي

وأنا مرتقب في موضعي
مرهف السمع لوقع القدم

قدم تخطو وقلبي مشبه
موجة تخطو إلى شاطئها

أيها الظالم بالله إلى كم
أسفح الدمع على موطئها

رحمة أنت فهل من رحمة
لغريب الروح أو ظامئها

يا شفاء الروح روحي تشتكي
ظلم آسيها إلى بارئها

أعطني حريتي أطلق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيّ

آه من قيدك أدمى معصمي
لمَ أبقيه وما أبقى عليّ

ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسر والدنيا لديّ

ها أنا جفت دموعي فاعف عنها
إنها قبلك لم تبذل لحي

وهب الطائر عن عشك طارا
جفت الغدران والثلج أغارا

هذه الدنيا قلوب جَمَدت
خبت الشعلة والجمر توارى

وإذا ما قبس القلب غدا
من رماد لا تسله كيف صارا

لا تسل واذكر عذاب المصطلي
وهو يذكيه فلا يقبس نارا

لا رعى الله مساءً قاسياً
قد أراني كل أحلامي سدى

وأراني قلب من أعبده
ساخراً من مدمعي سخر العدا

ليت شعري أي أحداث جرت
أنزلت روحك سجناً موصدا

صدئت روحك في غيهبها
وكذا الأرواح يعلوها الصدا

قد رأيت الكون قبراً ضيقا
خيّم اليأس عليه والسكوت

ورأت عيني أكاذيب الهوى
واهيات كخيوط العنكبوت

كنت ترثي لي وتدري ألمي
لو رثى للدمع تمثال صموت

عند أقدامك دنيا تنتهي
وعلى بابك آمال تموت

كنت تدعونيَ طفلاً كلما
ثار حبي وتندت مقلي

ولك الحق لقد عاش الهوى
فيّ طفلاً ونما لم يعقل

ورأى الطعنة إذ صوبتها
فمشت مجنونة للمقتل

رمت الطفل فأدمت قلبه
وأصَابت كبرياء الرجل

قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا
عجلي لا ينفع الحزم وئيدا

ودعي الهيكل شبت ناره
تأكل الركع فيه والسجودا

يتمنّى لي وفائي عودة
والهوى المجروح يأبى أن نعودا

لي نحو اللهب الذاكي به
لفتة العود إذا صار وقودا

إبراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 03:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
العمر أكثره سدى وأقله
صفو يتاح كأنه عمرانِ

كم لحظة قصرت ومدت ظلها
بعد الذهاب كدوحة البستان

وتمر في الذكرى خيال شبابها
فكأن يقظتها شباب ثانِ

مَن ذلك الطيف الرقيقِ بجانبي
كفّاه في كفيّ هاجعتان

لكأننا والأرض تُطوى تحتنا
نجمان في الظلماء منفردان

لكأننا والريح دون مسارنا
خطان في الأقدار منطلقان

إني التفت إلى مكانك بعدما
خليته فبكيت سوء مكاني

هل كان ذاك القرب إلا لوعة
ونداء مسغبةٍ إلى حرمان

حمى مقدرة على الإنسان
تبقى بقاء الأرض في الدوران

وكأنما هذي الحياة بناسها
وضجيجها ضرب من الهذيان


إبراهيم ناجي

الحمدان 05-16-2023 05:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صَحا قَلبُهُ عَن سُكرِهِ فَتَأَمَّلا
وَكانَ بِذِكرى أُمِّ عَمروٍ مُوَكَّلا

وَكانَ لَهُ الحَينُ المُتاحُ حَمولَةً
وَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما قَد تَحَمَّلا

أَلا أَعتِبُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ ظالِماً
وَأَغفِرُ عَنهُ الجَهلَ إِن كانَ أَجهَلا

وَإِن قالَ لي ماذا تَرى يَستَشيرُني
يَجِدني اِبنَ عَمٍّ مِخلَطَ الأَمرِ مِزيَلا

أُقيمُ بِدارِ الحَزمِ ما دامَ حَزمُها
وَأَحرِ إِذا حالَت بِأَن أَتَحَوَّلا

وَأَستَبدِلُ الأَمرَ القَوِيَّ بِغَيرِهِ
إِذا عَقدُ مَأفونِ الرِجالِ تَحَلَّلا

وَإِنّي اِمرُؤٌ أَعدَدتُ لِلحَربِ بَعدَما
رَأَيتُ لَها ناباً مِنَ الشَرِّ أَعصَلا

أَصَمَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ
نَوى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً مُنَصَّلا

عَلَيهِ كَمِصباحِ العَزيزِ يَشُبَّهُ
لِفِصحٍ وَيَحشوهُ الذُبالَ المُفَتَّلا

وَأَملَسَ صولِيّاً كَنَهيِ قَرارَةٍ
أَحَسَّ بِقاعٍ نَفحَ ريحٍ فَأَجفَلا

كَأَنَّ قُرونَ الشَمسِ عِندَ اِرتِفاعِها
وَقَد صادَفَت طَلقاً مِنَ النَجمِ أَعزَلا

تَرَدَّدَ فيهِ ضَوءُها وَشُعاعُها
فَأَحسِن وَأَزيِن بِاِمرِئٍ أَن تَسَربَلا

وَأَبيَضَ هِندِياً كَأَنَّ غِرارَهُ
تَلَألُؤُ بَرقٍ في حَبِيٍّ تَكَلَّلا

إِذا سُلَّ مِن جَفنٍ تَأَكَّلَ أَثرُهُ
عَلى مِثلِ مِصحاةِ اللُجَينِ تَأَكُّلا

كَأَنَّ مَدَبَّ النَملِ يَتَّبِعُ الرُبى
وَمَدرَجَ ذَرٍّ خافَ بَرداً فَأَسهَلا

عَلى صَفحَتَيهِ مِن مُتونِ جِلائِهِ
كَفى بِالَّذي أُبلي وَأَنعَتُ مُنصُلا

وَمَبضوعَةً مِن رَأسِ فَرعٍ شَظِيَّةٍ
بِطَودٍ تَراهُ بِالسَحابِ مُجَلَّلا

عَلى ظَهرِ صَفوانٍ كَأَنَّ مُتونَهُ
عُلِلنَ بِدُهنٍ يُزلِقُ المُتَنَزِّلا

يُطيفُ بِها راعٍ يُجَشِّمُ نَفسَهُ
لِيُكلِئَ فيها طَرفَهُ مُتَأَمِّلا

فَلاقى اِمرَأً مِن مَيدَعانَ وَأَسمَحَت
قَرونَتُهُ بِاليَأسِ مِنها فَعَجَّلا

فَقالَ لَهُ هَل تَذكُرَنَّ مُخَبِّراً
يَدُلُّ عَلى غُنمٍ وَيُقصِرُ مُعمِلا

عَلى خَيرِ ما أَبصَرتَها مِن بِضاعَةٍ
لِمُلتَمِسٍ بَيعاً بِها أَو تَبَكُّلا

فُوَيقَ جُبَيلٍ شامِخِ الرَأسِ لَم تَكُن
لِتَبلُغَهُ حَتّى تَكِلَّ وَتَعمَلا

فَأَبصَرَ أَلهاباً مِنَ الطَودِ دونَها
تَرى بَينَ رَأسَي كُلِّ نيقَينِ مَهبِلا

فَأَشرَطَ فيها نَفسَهُ وَهوَ مُعصِمٌ
وَأَلقى بِأَسبابٍ لَهُ وَتَوَكَّلا

وَقَد أَكَلَت أَظفارَهُ الصَخرُ كُلَّما
تَعايا عَلَيهِ طولُ مَرقى تَوَصَّلا

فَما زالَ حَتّى نالَها وَهوَ مُعصِمٌ
عَلى مَوطِنٍ لَو زَلَّ عَنهُ تَفَصَّلا

فَأَقبَلَ لا يَرجو الَّتي صَعَدَت بِهِ
وَلا نَفسَهُ إِلّا رَجاءً مُؤَمَّلا

فَلَمّا نَجا مِن ذَلِكَ الكَربِ لَم يَزَل
يُمَظِّعُها ماءَ اللِحاءِ لِتَذبُلا

فَأَنحى عَلَيها ذاتَ حَدٍّ دَعا لَها
رَفيقاً بِأَخذٍ بِالمَداوِسِ صَيقَلا

عَلى فَخِذَيهِ مِن بُرايَةِ عودِها
شَبيهُ سَفى البُهمى إِذا ما تَفَتَّلا

فَجَرَّدَها صَفراءَ لا الطولُ عابَها
وَلا قِصَرٌ أَزرى بِها فَتَعَطَّلا

كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مَلَئِها
وَلا عَجسُها عَن مَوضِعِ الكَفِّ أَفضَلا

إِذا ما تَعاطَوها سَمِعتَ لِصَوتِها
إِذا أَنبَضوا عَنها نَئيماً وَأَزمَلا

وَإِن شَدَّ فيها النَزعُ أَدبَرَ سَهمُها
إِلى مُنتَهىً مِن عَجسِها ثُمَّ أَقبَلا

فَلَمّا قَضى مِمّا يُريدُ قَضاءَهُ
وَصَلَّبَها حِرصاً عَلَيها فَأَطوَلا

وَحَشوَ جَفيرٍ مِن فُروعٍ غَرائِبٍ
تَنَطَّعَ فيها صانِعٌ وَتَنَبَّلا

تُخُيِّرنَ أَنضاءً وَرُكِّبنَ أَنصُلاً
كَجَمرِ الغَضا في يَومِ ريحٍ تَزَيَّلا

فَلَمّا قَضى في الصُنعِ مِنهِنَّ فَهمَهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُسَنَّ وَتُصقَلا

كَساهُنَّ مِن ريشٍ يَمانٍ ظَواهِراً
سُخاماً لُؤاماً لَيِّنَ المَسِّ أَطحَلا

يَخُرنَ إِذا أُنفِزنَ في ساقِطِ النَدى
وَإِن كانَ يَوماً ذا أَهاضيبَ مُخضِلا

خُوارَ المَطافيلِ المُلَمَّعَةِ الشَوى
وَأَطلائِها صادَفنَ عِرنانَ مُبقِلا

فَذاكَ عَتادي في الحُروبِ إِذا اِلتَظَت
وَأَردَفَ بَأسٌ مِن حُروبٍ وَأَعجَلا

وَذَلِكَ مِن جَمعي وَبِاللَهِ نِلتُهُ
وَإِن تَلقَني الأَعداءُ لا أُلقَ أَعزَلا

وَقَومي خِيارٌ مِن أُسَيِّدَ شِجعَةٌ
كِرامٌ إِذا ما المَوتُ خَبَّ وَهَروَلا

تَرى الناشِئَ المَجهولَ مِنّا كَسَيِّدٍ
تَبَحبَحَ في أَعراضِهِ وَتَأَثَّلا

وَقَد عَلِموا أَن مَن يُرِد ذاكَ مِنهُمُ
مِنَ الأَمرِ يَركَب مِن عِنانِيَ مِسحَلا

فَإِنّي رَأَيتُ الناسَ إِلّا أَقَلَّهُم
خِفافُ العُهودِ يُكثِرونَ التَنَقُّلا

بَني أُمِّ ذي المالِ الكَثيرِ يَرَونَهُ
وَإِن كانَ عَبداً سَيِّدَ الأَمرِ جَحفَلا

وَهُم لِمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ
وَإِن كانَ مَحضاً في العُمومَةِ مُخوَلا

وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا

وَلَكِن أَخوكَ النائي ما دُمتَ آمِناً
وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا


اوس بن حجر

الحمدان 05-16-2023 05:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَكائِن يُرى مِن عاجِزٍ مُتَضَعَّفٍ
جَنى الحَربَ يَوماً ثُمَّ لَم يُغنِ ما يَجني

أَلَم يَعلَمِ المُهدي الوَعيدَ بِأَنَّني
سَريعٌ إِلى ما لا يُسَرُّ لَهُ قِرني

وَأَنَّ مَكاني لِلمُريدينَ بارِزٌ
وَإِن بَرَّزوني ذو كَؤودٍ وَذو حُضنِ

إِذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ أَخرَجَت
عُيوبَ رِجالٍ يُعجِبونَكَ في الأَمنِ

وَلِلحَربِ أَقوامٌ يُحامونَ دونَها
وَكَم قَد تَرى مِن ذي رُواءٍ وَلا يُغني


اوس بن حجر


الساعة الآن 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية