منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟ (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=50370)

ريحانة شمران 04-03-2019 05:48 PM

هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟
 
هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟




https://vid.alarabiya.net/images/201...jpeg&width=960




الوعي بالشعر وعيٌ بهشاشة الذات؛ إمَّا قُلْناه أو كتبناه أو قرأناه أو ترجمناه أو عشناه، فإنّما نتلمّس انكسارَنا الناعمَ على حوافِّ الوجود. الحال الشاعرة بطبيعتها حالٌ غيبيّةٌ. لو مررتَ على أحدٍ في الحال تلك لوجدته هنا وليس هنا، يكلِّم ناساً غيرَ الناس ويحرِّك يديه ويُرهِف سمعه. ربما حتى لو صافحتَه لقبضت على الريح أو عانقتَه لنفذت من خلاله.
هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟ والشعر تسليةٌ، مَرْجَحةُ ظلال، استضافةٌ للملل؛ "المللُ يُزجِّي وقتَه أيضاً/ يتمشَّى في دماغ شاعر/ وربما وقف طويلاً أمام مجازٍ مُعلَّقٍ من قدميه"، كلماتٌ متقاطعة ولعبةُ استعارات، متاهةٌ روحيّة. كثيراً ما أستحضر عنده طفليَّ سارا وفارس- استحضاراً ذهنيًّا في الغالب. ألجأ إلى صورتيهما وأطلب النصيحة وأستعين بالنظرةِ الطفلةِ في اختبار الهشاشة وأستنجد بحداثة عهدهما بالربّ- صغيرَين ما زالا، بالرحمة الحكيمة واللمسة الحانية. أهرع إليهما مثل مشهد الأمّ في نهاية فِلْم "أبناء صغار"، مسندةً رأسَها إلى حجر طفلتها في المقعد الخلفي للسيّارة والطفلة تمسح على شَعرها وتقول "لا بأس يا أمي". أعود طفلاً وأصغي إلى صوت مخاوفي:


https://vid.alarabiya.net/images/201...ea5c05bf20.jpg

-----------------------------------
أمنية
خُذْنا
إلى الأعماقِ يا أبي
سنكون خفيفين على البحر
لا الشاطئُ العجوزُ
ولا الشمسُ
ناسكةً في المغيب
سيشعران بأجسادنا العاريةِ
منسابةً
في رشاقة الماء
خذنا هكذا
محمولين
على ظهرك
مع المدِّ القادمِ
ولسوف نستقرُّ
أخيرًا
كحطام سفينةٍ
في الأعماق
تخرج من أفواهنا
أسماكٌ ملوَّنة
وتُشِعُّ من عينيك اﻠ...

(انظر
كم هما الآن منطفئتان!)

إشراقةُ الغرقى.
1:00 pm
تقول ابنتي
إنّ امرأةً في المنام تشبه الجدّات السمينات
أخبرَتَها أنّ فرصةً جميلةً
تختبئ كلَّ يوم
في الساعة الواحدة ظهرًا
وتحبّ الآباءَ الذين يتحلّون بروح المغامرة.

ولأنّني أصدِّق أحلامَ ابنتي
راح العمر
وأنا أبحث عن خيّاط
يُفصّل روحًا مغامرةً على مقاسي
كلّما ارتديتُ واحدةً كانت أكبرَ أو أصغر
وفاتتني مئات الفرص الجميلة
رغم أنّني الأبُ الوحيدُ
تقريبًا
الذي يُفوِّت فسحةَ الغداء
ليقفَ بكامل زينته
أمام الساعة الواحدة ظهرًا.

فسحة
لأنّ شمسَ الأحدِ
لاهيةٌ بالفطرة
لا يعنيها زوغانُ غرابٍ عن مِشيته
ولا محاسبةُ أبٍ تأخّر في أداء واجباته
نمرجح الظلال
في باحة المدرسة
ظلًّا بليدًا بعدَ آخر
ونسمّي الحياة
فسحةً طارئة.

مرجيحة
كان الطفل يمرجح والده في الحديقة
على وجهيهما
نفس ملامح الشقاوة
نفس الضحكة اللامبالية
الضحك يعلو
والحديقة تغرق على مهلها في الضحك.

حين التفتُّ إليهما
كان الطفلُ الشقيُّ يمرجح الفراغَ
ويضحك...

لقد طار الأب!

-----------------------------------


سلمان الجربوع
شاعر سعودي، من مواليد الرياض، 1978م.
صدر له:
-
محاولة حائط للتعبير عن قلقه، دار طوى، بيروت 2016م.
-
ضباب أليف، دار أثر، الدمام 2018م.


**حقوق النشر محفوظة لمجلة القافلة، أرامكو السعودية


=================================================


شذى الياسمين 04-04-2019 04:35 PM

رد: هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟
 
ريحانة الطيب
شكرا على الموضوع

جزاك اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومك نُوراً وَسُرورا
دَآمَ لَنآ عَطآئُك


بكرعلي 04-04-2019 10:35 PM

رد: هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟
 
طرح جميل وقيم


تحيتي لك

ريحانة شمران 04-05-2019 12:07 AM

رد: هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟
 
اخي بكر علي
والاخت الكريمة شذى الياسمين
اشكركم جميعا على مروركم الطيب
اطلالتكم رائعة وجميلة

لكم ودي وتقديري


https://www.dreamboxgate.net/forum/i...ox-sat.com.gif

ريهام خالد 04-05-2019 04:49 PM

رد: هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟
 
ريحانة الطيب
اشكر لك الموضوع الرائع
واشكر لك تميزك
لاعدمتك
ولك احترامي وتقديري


http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752480.png



ريحانة شمران 04-06-2019 09:46 PM

رد: هل صار الشاعرُ خيالَ نفسه؟
 



ريهام خالد

جزاك الله خيرا على مرورك الطيب
اسعدني كثيرا

لك اجمل تحياتي وارقاها
ودمت بخير


الساعة الآن 07:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية