منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 01-16-2021 09:23 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏إذا رُمتُ عَنهَا سَلوَةً قالَ شَافِعٌ
مِنَ الحُبِّ ميعَادُ السُّلُوِّ المَقابرُ

سَتَبقَى لَها في مُضمَرِ القَلبِ وَالحَشا
سَرَيرَةُ حُبٍّ يَومَ تُبلَى السّرائرُ


الأحوص

غفر الله لك يالاحوص
لقد تجاوزت في هذه الابيات

حسن بن عبدالله 01-18-2021 09:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذا التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان 01-20-2021 08:53 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏إذا سبّني نذلٌ تَزايَدتُ رِفعةً
وما العيبُ إلّا أن أكونَ مُساببُهْ

ولو لم تَكن نفسي عليّ عزيزةً
لمكّنتها من كلّ نذلٍ تحاربُه

ولو أنّني أسعى لنفعي وجدتني
كثيرَ التواني للذي أنا طالبُه

ولكنّني أسعى لأنفَعَ صاحبي
وعارٌ على الشبعانِ إن جاعَ صاحبُه

.......

الحمدان 01-20-2021 08:54 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن بن عبدالله (المشاركة 450373)
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذا التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير



أخي الغالي ومديرنا الرائع
ابو حوفان
شكرا لك على تعقيبك الرائع والمميز
لك مني أجمل تحيه وتقدير لاعدمتك

الحمدان 01-21-2021 06:31 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏‎إنّي لأجْبُنُ عَن فِراقِ أحِبّتي
وَتُحِسّ نَفسِي بالحِمامِ فأشجُع

ُوَيَزِيدُني غَضَبُ الأعادي قَسْوَة
ًوَيُلِمُّ بي عَتْبُ الصّديقِ فأجزَع

ُتَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ
عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

المتنبي ..

نوال الشمراني 01-21-2021 11:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صباحكم جنه

الحمدان:
عامر وماطر متصفحك
أستاذنا الفاضل-



—-


قال أحمد شوقي في التأني وعدم العجلة :

ولو تأنى نال ما تمنى * وعاش طول عمره مُهنّا

وفي نفس الموضوع قال الشاعر القروي :

إذا رُمتَ أمرا فلا تعجلن * وإلا ندمت على فعله

فما عثرت المرء قتالة * إذا كان يمشي على مهله

قال القطامي :

قد يدرك المتأني بعض حاجته * وقد يكون مع المستعجل الزلل

قال أحمد الوراق في التسامح والإحسان :

إني شكرت لظالمي ظلمى * وغفرت ذاك له على علمي

ورأيته أسدى إلي يدا * لما أبان بجهله حلمي

رجعت إسائته عليه وإحسا * ني فعاد مضاعف الجُرم

وغدوت ذا أجر ومحمدة * وغدا بكسب الظلم والإثم

فكأنما الإحسان كان له * وأنا المسيء إليه في الحكم

ما زال يظلمني وأرحمه * حتى بكيت له من الظلم

قال أبو العتاهية :

كم من سفيه غاظني سفها * فشفيت نفسي منه بالحلم

وكفيت نفسي ظلم عاديتي * ومنحت صفو مودتي سلمي

ولقد رزقتُ لظالمي غلظا * ورحمته إذا لج في ظلمي

قال دعبل الخزاعي :

تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا * لعل له عذرا وأنت تلوم-



ود يليق
@جاهله@

الحمدان 01-25-2021 04:54 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
والله ياهلا وغلا
أشكرك كاتبتنا الرائعه
نوال الشمراني

كلك ذوق ربي يسعدك

الحمدان 01-25-2021 04:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏‎
خُذني إليك فإِنَّ الروح قد زِهقت
ومنْ يُداوي جِراحَ الرُوحِ إلّاكا

خُذني إليك فإنَّ الوجدَ أغرقني
فِي بحرِ غمٍّ يُميتُ القلبَ إنهاكا

قل لي بحقّ الْذي سوّا محبّتنا
كيف الْلقاء فإنّي لسْتُ أنْساكا

........

الحمدان 01-27-2021 03:32 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏ألا إنّها لَيسَت تَجودُ لِذي الهَوى
بَلِ البُخلُ مِنها شيمَةٌ وَالخَلائقُ

وَماذا عَسى الواشونَ أن يَتَحَدّثوا
سِوى أن يَقولوا إنّني لَكِ عاشِقُ

نَعَم صَدَقَ الواشونَ أنتِ كَريمَةٌ
عَلَيّ وَإن لَم تَصفُ مِنكِ الخَلائقُ


جميل بثينة

الحمدان 01-28-2021 08:57 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏‎ليت هندا انجزتنا ما تعد
وشفت أنفسنا مما نجد

واستبدت مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبد

كلما قلت متى ميعادنا
ضحكت هندٌ وقالت بعد غد

عمر بن أبي ربيعة

اسم هند من الأسماء
العربية الجميلة
التي لها حضور في الشعر العربي

الحمدان 01-28-2021 09:02 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏‎أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكّرت
مراعيه حتى ليس فيهنَّ مرتَعُ

فماءٌ بلا مرعىً ومرعىً بغيرِ ما
وحيث يُرى ماءٌ ومرعىً فمسبَعُ


ابن المغربي

الحمدان 01-29-2021 10:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏‎قومٌ اذا استخصموا كانوا فراعنة
يوماً وإِن حُكِّموا كانوا موازينا

بيضٌ صنائعنا سودٌ وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا


......؟

الحمدان 02-03-2021 07:37 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ
أو ساقِيًا فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا

أو لَيتَها لَم تُعَلِّقْنا عُلاقَتَها
وَلَم يَكُن داخَلَ الحُبُّ الذي كانا

هَلّا تَحَرّجتِ مِمّا تَفعَلينَ بِنا
يا أطيَبَ الناسِ يَومَ الدَجنِ أردانا

.
جرير‏يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ
أو ساقِيًا فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا

أو لَيتَها لَم تُعَلِّقْنا عُلاقَتَها
وَلَم يَكُن داخَلَ الحُبُّ الذي كانا

هَلّا تَحَرّجتِ مِمّا تَفعَلينَ بِنا
يا أطيَبَ الناسِ يَومَ الدَجنِ أردانا



جرير

الحمدان 02-03-2021 07:37 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
وجمالُ العلمِ إصلاحُ العملْ

جَمّلِ المنطقَ بالنحوِ فمَن
يُحرمِ الإعرابَ بالنطقِ اختَبَل

وانظُمِ الشعرَ ولازِم مذهبي
في اطِّراحِ الرِّفدِ لا تَبغِ النَحَل

فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما
أحسنَ الشعرَ إذا لم يُبتذَل


ابن الوردي

الحمدان 02-04-2021 08:15 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏إذا خافَكَ القومُ اللّئامُ وَجَدتَهُمْ
سِراعًا إلى ما تشتهي وتُريدُ

فلا تَخشَهُمْ واخشُن عليهِم فإنّهُمْ
إذا أمِنوا مِنكَ الصِّيالَ أُسُودُ


الحطيئة

الحمدان 02-07-2021 09:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏قد جَعَلَ المُبتَغونَ الخَيرَ في هَرِمٍ
والسائلونَ إلى أبوابهِ طرُقا

من يلقَ يومًا على عِلّاتِهِ هَرِمًا
يلقَ السماحةَ منهُ والندَى خلُقا


زهير بن أبي سلمى

الحمدان 02-09-2021 05:54 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏يا تونسُ الخضراءُ كيفَ خلاصُنا
لم يبقَ من كتبِ السماءِ كتابُ

ماتَت خيولُ بني أميّةَ كلّها
خجلًا وظلّ الصرفُ والإعرابُ

فكأنّما كتبُ التراثِ خرافةٌ
كبرى فلا عمرٌ ولا خطّابُ


نزار قباني

الحمدان 02-09-2021 05:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏‎أتحدث الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد لكن ما هناك جواب

لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت احسب انهم اعراب ..


نزار قباني

الحمدان 02-09-2021 05:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏‎انا ياصديقة متعبٌ بعروبتي ..
فهل العروبة لعنة و عقاب ؟

امشي على ورق الخريطة خائفاً ..
فعلى الخريطة كلنا اغراب


نزار قباني

الحمدان 02-10-2021 05:57 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَقْبَلَ الصُّبْحُ يُغنِّي

للحياةِ النَّاعِسَهْ

والرُّبى تَحلمُ في ظِلِّ

الغُصونِ المائِسَهْ

والصَّبا تُرْقِصُ أَوراقَ

الزُّهورِ اليابسَهْ

وتَهادى النُّورَ في

تِلْكَ الفِجاجِ الدَّامسَهْ

***

أَقبلَ الصُّبْحُ جميلاً

يملأُ الأُفْقَ بَهَاهْ

فتَمَطَّى الزَّهرُ والطَّيْرُ

وأَمواجُ المياهْ

قَدْ أَفاقَ العالم الحيُّ

وغَنَّى للحياهْ

فأَفيقي يا خِرافي

وهَلُمِّي يا شِياهْ

***

واتبعِيني يا شِياهي

بَيْنَ أَسرابِ الطُّيورْ

واملأي الوادي ثُغاءً

ومِراحاً وحُبُورْ

واسمعي هَمْسَ السَّواقي

وانشقي عِطْرَ الزُّهُورْ

***

وانظري الوادي يُغَشِّيهِ

الضَّبابُ المُسْتَنيرْ

واقطُفي من كلأِ الأَرضِ

ومَرعاها الجَديدْ

واسمعي شبَّابتي تَشْدُو

بمعسولِ النَّشيدْ

نَغَمٌ يَصْعَدُ مِنْ قلبي

كأَنفاسِ الوُرودْ

ثمَّ يَسْمو طائراً كالبلبلِ

الشَّادي السَّعيدْ

*

أبو القاسم الشَّابِّي

*(1909 – 1934م)

الحمدان 02-10-2021 05:59 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكاً
منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا

وَقَد نَبّهَ النّوْرُوزُ في غَلَسِ الدّجَى
أوائِلَ وَرْدٍ كُنّ بالأمْسِ نُوَّمَا

يُفَتّقُهَا بَرْدُ النّدَى، فكَأنّهُ
يَنِثُّ حَديثاً كانَ قَبلُ مُكَتَّمَا

وَمِنْ شَجَرٍ رَدّ الرّبيعُ لِبَاسَهُ
عَلَيْهِ، كَمَا نَشَّرْتَ وَشْياً مُنَمْنَما

أحَلَّ، فأبْدَى لِلْعُيونِ بَشَاشَةً،
وَكَانَ قَذًى لِلْعَينِ، إذْ كانَ مُحْرِما

وَرَقّ نَسيمُ الرّيحِ، حتّى حَسِبْتُهُ
يَجىءُ بأنْفَاسِ الأحِبّةِ، نُعَّمَا

فَما يَحبِسُ الرّاحَ التي أنتَ خِلُّهَا،
وَمَا يَمْنَعُ الأوْتَارَ أنْ تَتَرَنّما

وَمَا زِلْتَ خِلاًّ للنّدَامى إذا انتَشُوا،
وَرَاحُوا بُدوراً يَستَحِثّونَ أنْجُمَا

تَكَرّمتَ من قَبلِ الكؤوسِ عَلَيهِمِ،
فَما اسطَعنَ أنْ يُحدِثنَ فيكَ تَكَرُّمَا


البحتري

عايض الشمراني 02-10-2021 06:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اللـه عـدل .. لم يَـذَر حُـجُـبًـا إذا
نــاداه مـظـلـوم بـكـف شـاكـيــة

الحمدان 02-10-2021 06:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ

رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَداً
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ

لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي

جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ

رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ

يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ

لَقَد أَنَلتُكَ أُذناً غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ

يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ

أَفديكَ إِلفاً وَلا آلو الخَيالَ فِدىً
أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ

سَرى فَصادَفَ جُرحاً دامِياً فَأَسا
وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ

مَنِ المَوائِسُ باناً بِالرُبى وَقَناً
اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي

السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحىً
يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ

القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ
وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ

العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما
أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ

المُضرِماتُ خُدوداً أَسفَرَت وَجَلَت
عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ

الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفاً
أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ

مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا
لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ

يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ
إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالغَنَمِ

وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبيً
يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ

يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَمّى جانِبُهُ
أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ

ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ
أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ

مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ
وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ

بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ
وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ

لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا في غُضونِ كِرىً
مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ

يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ
وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ

فُضّي بِتَقواكِ فاهاً كُلَّما ضَحِكَت
كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ

مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ

يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها
جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ

لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها
المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ

كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ
لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ

طَوراً تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ
وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ

كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ
إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَماً يَسُمُ

يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها
مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ

رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما
أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ

هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ

صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ

تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوىً
طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ

إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ
في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ

أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى
مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ

إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ
عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ

وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ

لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللَهِ يَغتَنِمِ

فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ

عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ
في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُحَمِ

يُزري قَريضي زُهَيراً حينَ أَمدَحُهُ
وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ

مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
وَبُغيَةُ اللَهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي

سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ

قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ

نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفاً
وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي

حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ

لَمّا رَآهُ بَحيرا قالَ نَعرِفُهُ
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ

كَم جيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَت بِهِما
بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ

وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما
أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ

يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ
وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ

لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ
فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ

وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ
غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ

مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها
قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ

إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها
يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ

وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللَهُ قائِلُها
لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ

هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلَأَت
أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ

فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها
وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ

تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِم
رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ

يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ

لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ
وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ

فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَم
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ

جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَت
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ
يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ

يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ

حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جيدَ البَيانِ بِهِ
في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ

بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ
تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ

سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ

تَخَطَّفَت مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ
وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ

ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ

أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم
إِلّا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ

وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَوراً مُسَخَّرَةٌ
لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ

مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ
وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ

يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ
وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ

وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُم بِأَضعَفِهِم
كَاللَيثِ بِالبَهمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ

أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ

لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ

صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ

جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم
عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ

رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ

مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
وَقُدرَةُ اللَهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ

حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ

وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ

خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما
يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ

أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَاِنكَشَفَت
لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ

وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ
بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ

سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ

هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا
هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ

وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُم
كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ

فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُم
كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ

لَولا يَدُ اللَهِ بِالجارَينَ ما سَلِما
وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ

تَوارَيا بِجَناحِ اللَهِ وَاِستَتَرا
وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللَهِ لا يُضَمِ

يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي
وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي

المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ
لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ

مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوىً
وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ

اللَهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ
من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ

وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَن
يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ

هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ
تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ

البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ
وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ

شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها اِنخَفَضَت
وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ

وَاللَيثُ دونَكَ بَأساً عِندَ وَثبَتِهِ
إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَم

تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها
في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ

مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ
عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ

كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجىً
يُضيءُ مُلتَثِماً أَو غَيرَ مُلتَثِمِ

بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ
كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ

ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً
وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ

اللَهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ
وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ

إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَم
فَخيرَةُ اللَهِ في لا مِنكَ أَو نَعَمِ

أَخوكَ عيسى دَعا مَيتاً فَقامَ لَهُ
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزِمَمِ

وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً
فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ

قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا
لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ

جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ
فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ

لَمّا أَتى لَكَ عَفواً كُلُّ ذي حَسَبٍ
تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ

وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ
ذَرعاً وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ

سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَت
بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ

طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها
في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ

لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها
بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ

لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ
وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ

لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهرُ الشَريفُ عَلى
لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ

جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ
إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ

أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللَهِ في نُزُلٍ
فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ

عَلَّمتَهُم كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ
حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِمَمِ

دَعَوتَهُم لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُم
وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ

لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ
ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ

تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ

بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُرُرٌ
لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَم وَلَم تَصُمِ

أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ
وَلَم نُعِدُّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ

مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها
تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمي اللَهُ بِالرُجُمِ

عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ
لِلَّهِ مُستَقتِلٍ في اللَهِ مُعتَزِمِ

مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللَهِ مُضطَرِمٍ
شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ

لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى
بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ

بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِم
مِن أَسيُفِ اللَهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ

كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ

لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما
تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ

شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها
عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ

يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها
كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ

غَرّاءُ حامَت عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهىً
وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ

نورُ السَبيلِ يُساسُ العالِمونَ بِها
تَكَفَّلَت بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ

يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى
حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ

لَمّا اِعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاِتَّسَعَت
مَشَت مَمالِكُهُ في نورِها التَمَمِ

وَعَلَّمَت أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً
رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ

كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَمِ

لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا
مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ

سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِم
وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ

ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِم
إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ

لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكناً شادَ عَدلَهُمُ
وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ

نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا
عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ

دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا
كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ

وَخَلِّ كِسرى وَإيواناً يَدِلُّ بِهِ
هَوىً عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ

وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ
في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ

دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَت
دارُ السَلامِ لَها أَلقَت يَدَ السَلَمِ

ما ضارَعَتها بَياناً عِندَ مُلتَأَمٍ
وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ

وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها
عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ

مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُم
تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ

وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ
فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ

يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا
مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ

وَيُمطِرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ

خَلائِفُ اللَهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ
فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ

مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً
وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ

وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِماً
بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ

الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ
وَالناصِرُ النَدبِ في حَربٍ وَفي سَلَمِ

أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ
يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ

وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيباً وَيَنظُمُها
عِقداً بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ

جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما
جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي

وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ
بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ

بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ
أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ

وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ
في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ

يُجادِلُ القَومَ مُستَلّاً مُهَنَّدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَم يَدُمِ

لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ

يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى
نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ

مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها
إِلّا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ

مُسَبِّحاً لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً
ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الوَرَمِ

رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَماً
وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ

وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ
جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ

بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ
شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى

وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ

الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِم
ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَدَّ مِن عَمَمِ

الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ
الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ

يا رَبِّ هَبَّت شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها
وَاِستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ

سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ
تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ

رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ
أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ

فَاِلطُف لِأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا
وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفاً وَلا تُسِمِ

يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَم



أحمد شوقي

الحمدان 02-10-2021 07:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ
وَأنتَ عنْ كلِّ ما قَدَّمْتَ مَسْؤُولُ

في كلِّ يومٍ تُرجى أن تتوبَ غداً
وَعَقْدُ عَزْمِكَ بالتَّسْوِيفِ مَحْلُولُ

أما يُرى لكَ فيما سَرَّ من عملٍ
يوماً نشاطٌ وعَّما ساء تكسيلُ

فَجَرِّدِ العَزْمَ إنَّ الموتَ صارِمُهُ
مُجَرَّدٌ بِيَدِ الآمالِ مَسْلُولُ

واقطع حبالَ الأمانيِّ التي اتَّصَلتْ
فإنما حَبْلُها بالزُّورِ مَوْصولُ

أنفقتَ عُمركَ في مالٍ تُحَصِّلُهُ
وَمَا عَلَى غيرِ إثْمٍ منكَ تحصيلُ

ورُحْتَ تعمرُ داراً لابقاءَ لها
وأنْتَ عنها وإن عُمِّرْتَ مَنْقُولُ

جاءَ النَّذِيرُ فَشَمِّرْ لِلْمَسِيرِ بلا
مهلٍ فليس مع الإنذارِ تمهيلُ

وصُنْ مَشِيبَكَ عنْ فِعْلٍ تُشانُ به
فكلُّ ذي صبوة ٍ بالشيبِ معذولُ


البوصيري ....
العصر المملوكي

الحمدان 02-11-2021 05:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏روي في الكامل أن نصيب بن
رباح الشاعر نزل على امرأة
من أهل ملل تكنى أم حبيب
اشتهرت بالضيافة فلما أراد
نصيب الرحيل ولم يكن ماله
في حوزته قال لها:
إن شئت بعثت لك مالا
وإن شئت قلت فيك شعرا،
فقالت أم حبيب بل الشعر، فقال:


‏ألا حَيِّ قبلَ البَينِ أُمّ حَبيبِ
وإن لم تكُن منّا غدًا بقَرِيبِ

وإن لم يكن أنّي أحبّكِ صادقًا
فما أحدٌ عندي إذًا بحَبِيبِ

تَهَامٍ أصابت قلبَهُ ملَلِيّةٌ
غَريبُ الهَوى يا وَيحَ كلّ غَريبِ

الحمدان 02-11-2021 07:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
- قال ابو تمام.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنــــينه أبدا لأول منزل


- وقال : العلوي الاصبهاني
دع حب أول من كلفت بحبه
ما الحب إلا للحــــــبيب الآخر
ماقد تولى لا ارتجاع لطيـبه

هل غائب اللذات مثل الحاضر


- وقال : ديك الجن
اشرب على وجه الحبيب المقبل
وعلى الفم المتبسم المتقبل

نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى
كهوى جــــديد أو كوصل مقبل


- وقال : آخر :
قلبي رهين بالهوى المقتــــبل
فالويل لي في الحب إن لم أعدل

أنا مبتلى ببليتين من الهـــوى
شوق إلى الثاني وذكـــــــر الأول

الحمدان 02-11-2021 07:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يقول الأصمعي
كنت أسير في البادية،
إذ مررت بحجر مكتوب عليه
هذا البيت:

أيا معشر العشاق بالله خبِّروا
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ

فكتبت تحته البيت التالي:

يداري هواه ثم يكتم سرَّه

ويخشع في كل الأمور ويخضعُ

ثم يقول:
عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت:
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطعُ

فكتبت تحته البيت التالي:

إذا لم يجد صبرًا لكتمان سرِّه
فليس له شيء سوى الموت ينفعُ

يقول الأصمعي:
فعدت في اليوم الثالث،
فوجدت شابًّا ملقىً تحت
ذلك الحجر ميتًا،
ومكتوبٌ تحته هذان البيتان:

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلِّغوا
سلامي إلى من كان بالوصل يمنعُ

هنيئًا لأرباب النعيم نعيمهمْ
وللعاشق المسكين ما يتجرعُ

نوال الشمراني 02-12-2021 09:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 





مساءاتكم جُمان




قال دعبل الخزاعي :

تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا * لعل له عذرا وأنت تلوم





قال أبو الفتح البستي :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فطالما استعبد الإنسان إحسان

قال حفني ناصف :

ولربما كَدَحَ الحَكيمُ لفِكرة * وسِواهُ أدركها بأول نظرة

قال أحمد الكيواني :

كم حكمة عند الغَبِي كأنها * رَيْحانة في راحةِ المزكومِ

بسمَتْ محاسنُها لوجه كالح * ما أضيعَ المرآةَ عند البومِ

قال الزهاوي :

إِن الحكيمَ إِذا ما فتنة نجمتْ * هو الذي بحبالِ الصبرِ يمتسك

لا يرأسُ الناس في عصر نعيش به * إِلا الذي لقلوبِ الناسِ يمتلِك-




تقديري لمتصفحك العاطر أدباً رفيعاً-


و
@جاهله@

نوال الشمراني 02-12-2021 09:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 





قال البوصيري في قصيدة البردة المشهورة :

والنفس كالطفل إن تهمله شب على * حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه * إن الهوى ما تولى يصم أو يصم

واخش الدسائس من جوع ومن شبع * فرب مخمصة شر من التخم

وخالف النفس والشيطان واعصهما * وإن هما محضاك النصح فاتهم-



و
@جاهله@

فاطمه القرني 02-13-2021 10:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمدان (المشاركة 451994)
‏‎انا ياصديقة متعبٌ بعروبتي ..
فهل العروبة لعنة و عقاب ؟

امشي على ورق الخريطة خائفاً ..
فعلى الخريطة كلنا اغراب


نزار قباني

امشي على ورق الخريطة خايفا
فعلى الخريطة كلنا اغراب

الله الله
ما اجمل الغة الفصحى
صح السانك

نوال الشمراني 02-13-2021 09:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 




مساءاتكم جُمان


قصيدة: تغريبة المطر




إذ أمطَرَت
أرْوَت مواتَ الروح في قلبي
فقامت نخلتان
تتقاسمان الجرحَ ميمنةً وميسرةً
على حدِّ الضجر
وسقت نشيداً
كاد من طول انتظارٍ ينكسر..
إذ أمطرت
نهضت جميع معازفي
غنَّت مع (السيَّاب) أغنية المطر
(مطرٌ.. مطر)
وأنا ارتطامُ السحب بالسحب
اشتياقُ الأرض.. عزفُ الريح
سرُّ العطر في رئة الزَّهَر!!.
إذ أمطرت
ناديتُ مدَّ مواجعي
لو تغسلين جراحنا مثل الشجر
لو تُنبتين الميتَ من أحلامنا
مثل الشجر
لو تُرجعين أحبةً رحلوا..
وأحباباً مضوا مثل الشجر
لو تهطلين على جياع الأرض أغطيةً وبَرّ
لو تنزلين الآن عافيةً على المرضى
سقوفاً للأُلِي يستدفئون بصبرهم
والكون قُرّ..
لو تهطلين على الصغار حليبهم
في كوكب يغتال ضحكتهم
ويجلد صدقهم جهراً وسرّ
لو تهطلين على جميع الأرض يوماً بالسلام
لكتبت أغنيتي بأمْوَاهِ المطر!!.
إذ أمطرت
غنيت للحرية الزرقاء تأتي إذ تشاء
تختار أمكنة العطول بغير إملاءٍ
وتعبر كيفما كان الفضاء
ما همّها من هذه الأرض الغريبة لونها
لا أوقف الحراسُ قافلةً لها
لا فتَّشوا أوراقها
لا جاءت الطابور..
تطلبُ ختمَ أن تمضي إلى الأقصى
فتغسل عنه أدران الحياة
يا للمطر!!.
عدل رحيلك في بلاد الله يا هذا النبيل
أوفيتَ إذ وعد الجميع وأخلفوا
إلاك تأتي وقتما انتظروك بالتعب الجميل
بسطاء حد تعقد الأسماء
هل تعني السعادة غير أن يأتي المطر؟!
تمضي إلى حيث اختيارك
(والرشيد) مهابة وثقت
بأنك عائدٌ أبداً إليه
مهما عبرتَ من المَهَامِهِ والفجاج
سِرْ في فضاء الله واهطل حيثما قررت أنت
لك أن تكون أمير نفسك سيدي
وله الخراج!!
أنت الذي نظرَت عيونُك كل عورات الزمان
قل للذين تفرَّقوا في كل درب يبحثون
إني رأيت غريقكم في بطن حوت
قل للتي انتظرَت حبيباً لا يجيء
سنة ويكمل ألف عام
سيجيء إنْ حَطَّ الحمام على البيوت
نذر اقترابك ضجة الدنيا وجلجلة الفضاء
والرعد يكسر صمتها
والبرق يشعل صوتها
بالحب والخوف الجميل وبالرجاء
هل لونك السحب التي حملتك أم لون السماء؟؟
هل أنت أخضر
أم مآلات احتجاجك يا نبيل على الجفاف؟؟
يا واهباً حد الكفاف
يا مانحاً حد العفاف
تحنو على كل الدُّنَى
حتى على البحر الكبير
مطر يجود على البحار
من منكما بدأ العطاء؟؟
سر في فضاء الله وافعل ما تشاء
يا سيدي.. أنت الحياة!!



؛الشاعرة-روضة الحاج-(شاعرة سودانية)
تكتب الشاعرة بااللغة السلسة-
يمتاز شعرها بجودة ودقة الصور -وبساطة وجمال المعانى وحداثة وموضوعية الأفكار -



ود يليق
@جاهله@

الحمدان 02-15-2021 08:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نوال الغاليه
في الصميم لله درك ولنا دُررك
اشكرك وربي يحفظك

الحمدان 02-15-2021 08:02 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حاوِل جَسيماتِ الأمورِ ولا تَقُل
إنّ المَحامِدَ والعلى أرزاقُ

وارغَب بِنَفسِكَ أن تكونَ مُقَصِّرًا
عن غايَةٍ فيها الطِّلابُ سِباقُ

ابن نباتة

الحمدان 02-15-2021 08:03 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏أماوِيَّ هَل لي عِندَكُم مِن مُعَرَّسٍ
أمِ الصَرمَ تَختارينَ بِالوَصلِ نَيأسِ

أبِيني لَنا إنّ الصَريمَةَ راحَةٌ
مِنَ الشَكّ ذي المَخلوجَةِ المُتَلَبِّسِ


امرؤ القيس

الحمدان 02-15-2021 02:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أهكذا تَسجن الدنيا ومن فيها
سجناً يُكبّل قاصيها ودانيها ؟!

ماذا دهاك" كُرونا" أنت مُختبئٌ
عن أعيُنٍ لم تزل تبكي بواكيها؟

حجبتَ كلّ حبيبٍ عن أحبّته
فما تُصافحُ كفٌّ مَن يُحيّيها

حرَمْتَهم من لقاءاتٍ مُحَبَّبةٍ
فلم يَعُدْ يجمعُ القُرْبى تلاقيها

من أنت كيف اقتحمتَ الأرض قاطبةً
حتى سرى منك رعبٌ في نواحيها ؟!

أما خشيتَ القوى الكبرى وما ملكت
من العتادِ،وما ضمّت صَياصِيها ؟!

أصبحتَ قوّةَ زحف ٍ لا نَظيرَ لها
بينَ العبادِ فلا شيءٌ يُجاريها

كلُّ العتادِ الذي في الأرضِ ليس له
معنىً،أمامكَ باعَ الحربَ شاريها

الناس تصرخُ"كورونا" وأنتَ بلا
خوفٍ تهاجمُها ، تغشى نواديها

من أنت؟ قال أنا من جُندِ خالقنا
قضى فأمضى وأعطى القوسَ باريها

خذوا بأسبابِ دنياكم ولا تقفوا
وقوفَ مُضطربٍ ، فاللهُ حاميها

كَرِّي وفَرِّي بأمر الله وهو بكم
أدرى، ويعلم ما تُخفي خَوافيها

مدّوا إليه أيادي المُخبِتينَ له
واستَمطِروا رحمةً تجري سواقيها

فِرّوا إلى الله منّي واطلبوا فرجاً
فالله مالكُ دنياكم ومافيها




الشاعر .. عبدالرحمن العشماوي

الحمدان 02-17-2021 06:08 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قال المتنبي يمدح سيف الدولة،
وهي أول ما أنشده سنة
سبع وثلاثين وثلاثمائة
عند نزوله أنطاكية من ظفره بحصن بَرْزُوَيْهِ،
وكان جالسًا تحت فازة من الديباج
عليها صورة ملك الروم
وصور وحش وحيوان :



وَفَاؤُكُمَا كَالرَّبْعِ أَشْجَاهُ طَاسِمُهْ
بِأَنْ تُسْعِدَا وَالدَّمْعُ أَشْفَاهُ سَاجِمُهْ

وَمَا أَنَا إلَّا عَاشِقٌ كُلُّ عَاشِقٍ
أَعَقُّ خَلِيلَيْهِ الصَّفِيَّيْنِ لَائِمُهْ

وَقدْ يَتَزَيَّا بِالْهَوَى غَيْرُ أَهْلِهِ
ويَستَصْحِبُ الْإِنْسَانُ مَنْ لَا يُلَائِمُهْ

بَلِيتُ بِلَى الْأَطْلَالِ إنْ لَمْ أَقِفْ بِهَا
وُقُوفَ شَحِيحٍ ضَاعَ فِي التُّرْبِ خَاتِمُهْ

كَئِيبًا تَوَقَّانِي الْعَوَاذِلُ فِي الْهَوَى
كَمَا يَتَوَقَّى رَيِّضَ الْخَيْلِ حَازِمُهْ

قِفِي تَغْرَمِ الْأُولَى مِنَ اللَّحْظِ مُهْجَتِي
بِثَانِيَةٍ وَالْمُتْلِفُ الشَّيْءَ غَارِمُهْ

سَقَاكِ وَحَيَّانَا بِكِ اللهُ إِنَّمَا
عَلَى الْعِيسِ نَوْرٌ وَالْخُدُورُ كَمَائِمُهْ

وَمَا حَاجَةُ الْأَظْعَانِ حَوْلَكِ فِي الدُّجَى
إلَى قَمَرٍ مَا وَاجِدٌ لَكِ عَادِمُهْ؟

إذَا ظَفِرَتْ مِنْكِ الْعُيُونُ بِنَظْرَةٍ
أَثَابَ بِهَا مُعْيِي الْمَطِيِّ وَرَازِمُهْ

حَبِيبٌ كَأَنَّ الْحُسْنَ كَانَ يُحِبُّهُ
فآثَرَهُ أَوْ جَارَ فِي الْحُسْنِ قَاسِمُهْ

تَحُولُ رِمَاحُ الْخَطِّ دُونَ سِبَائِهِ
وتُسْبَى لَهُ مِنْ كُلِّ حَيٍّ كَرَائِمُهْ

وَيُضْحِي غُبَارُ الْخَيْلِ أَدْنَى سُتُورِهِ
وَآخِرُهَا نَشْرُ الْكِبَاءِ الْمُلَازِمُهْ

وَمَا اسْتَغْرَبَتْ عَيْنِي فِرَاقًا رَأَيْتُهُ
وَلَا عَلَّمَتْنِي غَيْرَ مَا الْقَلْبُ عَالِمُهْ

فَلَا يَتَّهِمْنِي الْكَاشِحُونَ فَإنَّنِي
رَعَيْتُ الرَّدَى حَتَّى حَلَتْ لِي عَلَاقِمُهْ

مُشِبُّ الَّذِي يَبْكِي الشَّبَابَ مُشِيبُهُ
فكَيْفَ تَوَقِّيهِ وَبَانِيهِ هَادِمُهْ؟

وَتَكْمِلَةُ الْعَيْشِ الصِّبَا وَعَقِيبُهُ
وَغَائِبُ لَوْنِ الْعَارِضَيْنِ وَقَادِمُهْ

وما خَضَبَ النَّاسُ الْبَيَاضَ لِأَنَّهُ
قَبِيحٌ وَلكِنْ أَحْسَنُ الشَّعْرِ فَاحِمُهْ

وَأَحْسَنُ مِنْ مَاءِ الشَّبِيبَةِ كُلِّهِ
حيَا بَارِقٍ فِي فَازَةٍ أَنَا شَائِمُهْ

عَلَيْهَا رِياضٌ لَمْ تَحُكْهَا سَحَابَةٌ
وَأَغْصَانُ دَوْحٍ لَمْ تَغَنَّ حَمَائِمُهْ

وَفَوْقَ حَوَاشِي كُلِّ ثَوْبٍ مُوَجَّهٍ
مِنَ الدُّرِّ سِمْطٌ لَمْ يُثَقِّبْهُ نَاظِمُهْ

تَرَى حَيَوَانَ البَرِّ مُصْطَلِحًا بِهَا
يُحَارِبُ ضِدٌّ ضِدَّهُ وَيُسَالِمُهْ

إِذَا ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ مَاجَ كَأنَّهُ
تَجُولُ مَذَاكِيهِ وَتَدْأَى ضَرَاغِمُهْ

وَفِي صُورَةِ الرُّومِيِّ ذِي التَّاجِ ذِلَّةٌ
لِأَبْلَجَ لا تِيجَانَ إِلَّا عَمَائِمُهْ

تُقَبِّلُ أَفْوَاهُ الْمُلُوكِ بِسَاطَهُ
ويَكْبُرُ عَنْهَا كُمُّهُ وَبَرَاجِمُهْ

قِيَامًا لِمَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كَيُّهُ
وَمَنْ بَيْنَ أُذْنَيْ كُلِّ قَرْمٍ مَوَاسِمُهْ

قَبَائِعُهَا تَحْتَ الْمَرَافِقِ هَيْبَةً
وأنْفَذُ مِمَّا فِي الْجُفُونِ عَزَائِمُهْ

لَهُ عَسْكَرَا خَيْلٍ وَطَيْرٍ إذَا رَمَى
بِهَا عَسْكَرًا لَمْ يَبْقَ إلَّا جَمَاجِمُهْ

أَجِلَّتُها مِنْ كُلِّ طَاغٍ ثِيَابُهُ
وَمَوْطِئُهَا مِنْ كُلِّ بَاغٍ مَلَاغِمُهْ

فَقَدْ مَلَّ ضَوْءُ الصُّبْحِ مِمَّا تُغِيرُهُ
وَمَلَّ سَوَادُ اللَّيْلِ مِمَّا تُزَاحِمُهْ


المتنبي

الحمدان 02-17-2021 09:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أيها الناعم في في دنيا الخيال

تذكر العهد وماضي الصفحات

لا على بالك ما طاف ببالي

من ليال وعهود مشرقات

لا رأت عيناك شكي وضلالي

وحنيني ولهيب الذكريات

عندما يعرضها الماضي لعيني

صورا تجلو الذي ضيعت مني

من ليال في هوانا راقصات

هتف الصبح وغنى بنشيد

رائع اللحن شجي النغمات

كالمنى تقبل كالحلم السعيد

في خيالك في سني الزهرات

بيد أني لا أبالي بالوجود

إن يكن قلبك لا يسمع لحني

فلمن يا فتنة الروح أغني

للهوى سر المعاني الخالدات

آه لو تسمعني أشكو الجوا

يا حبيبي آه لو تسمعني

وترى القلب ونيران الهوى
ولظاها

ودموع الشجن لترفقت بقلبي

فانطوى ما بقلبي من هوى أرقني

أين أحلام شبابي أين مني

أمسيات في فتون وتمني

وعيون الدهر عنا غافلات

يا حبيبي أيقظ الماضي شجوني

حينما طافت رؤاه في خيالي

وتلفت لعيني ليقيني

فإذا الحاضر كالليل حيالي

وإذا بي قد خلت منك يميني

وانطوى ما كان من صفو الليالي

طال بي شوقي لأيام التغني

وليال كنا بعضي غاب عني
فاعدلى من ضاع لي من بشريات


مصطفى عبدالرحمن

الحمدان 02-18-2021 02:41 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏ومكلّف الأيامِ ضدّ طباعها
متطلّبٌ في الماءِ جذوة نارِ

وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنّما
تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ

فالعيشُ نومٌ والمنيّةُ يقظةٌ
والمرءُ بينهما خيالٌ سارِ

والنفسُ إن رضيَت بذلك أو أبَت
مُنقادةٌ بأزمّة المقدارِ

فاقضُوا مآربكم عجالًا إنما
أعماركم سفرٌ من الأسفارِ


ابي الحسن التهامي

الحمدان 02-18-2021 05:41 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الغاليه نوال الشمراني
و الغاليه فاطمه القرني

منورين متصفحي المتواضع
لكم مني جزيل الشكر والتقدير

الحمدان 02-18-2021 05:41 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أبو الحسن علي بن محمد التهامي
من كبار شعراء العرب،
مولده ومنشؤه في تهامة باليمن
وسكن في الشام مدة
ثم قصد العراق والتقى
الصاحب ابن عباد
وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة
واتصل بالوزير المغربي
فكان من أعوانه في ثورته
على الحاكم الفاطمي
قال الباخرزي:
«وقصد مصر واستولى على أموالها
وملك أزمة أعمالها
ثم غدر به بعض أصحابه
ومعه كتب كثيرة
من حسان بن مفرج البدوي
إلى بني قرة وهي بلدة في
صعيد مصر بالقرب من أسيوط
فصار ذلك سببا للظفر به
وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي عام 416 هجري
الموافق 1025م،
ثم قتل سرا في سجنه
في 9 جمادى الأول في العام نفسه
وفي هذا المقال وضعنا لكم
أروع قصائده والتي مطلعها:

حكم المنية في البرية جار ..
ما هذه الدنيا بدار قرار

قالها في رثاء ابنه الصبي
والتي تعد من أعظم قصائد الرثاء والحكمة.

نص مرثية أبو الحسن التهامي
.....................................


حــكـم الـمـنـية فــي الـبـرية جــار
مــــا هــــذه الــدنـيـا بــــدار قــــرار

بـيـنا يــرى الإنـسـان فـيها مـخبرا
حــتـى يـــرى خـبـرا مــن الأخـبـار

طـبـعت عـلـى كـدر وأنـت تـريدها
صــفــوا مــــن الأقــــذار والأكــــدار

ومــكـلـف الأيــــام ضــــد طـبـاعـها
مـتـطـلب فـــي الـمـاء جــذوة نــار

وإذا رجــــوت الـمـسـتحيل فـإنـمـا
تـبـني الـرجـاء عـلـى شـفـير هـار

فـالـعـيش نـــوم والـمـنـية يـقـظـة
والـــمــرء بـيـنـهـما خــيــال ســــار

فــاقـضـوا مــاربـكـم عــجــالا إنــمـا
أعـمـاركـم ســفـر مـــن الأســفـار

وتـراكـضوا خـيـل الـشباب وبـادروا
أن تـــســـتــرد فـــإنــهــن عـــــــوار

فـالدهر يـخدع بـالمنى ويـغص أن
هــنــا ويــهــدم مــــا بــنـى يــبـوار

ليس الزمان وإن حرصت مسالما
خــلــق الــزمـان عـــداوة الأحـــرار

إنـــي وتـــرت بــصـارم ذي رونـــق
أعــــددتــــه لـــطـــلابــة الأوتـــــــار

والـنـفس إن رضـيت بـذلك أوأبـت
مـــنـــقــادة بــــأزمــــة الـــمــقــدار

أثــنــي عــلـيـه بــأثــره ولــــو انـــه
لــــــم يــغــتـبـط أثــنــيـت بـــالاثــار

يــا كـوكـبا مــا كــان أقـصـر عـمـره
وكـــذاك عــمـر كـواكـب الأسـحـار

وهــلال أيــام مـضـى لــم يـستدر
بـــدرا ولـــم يـمـهل لـوقـت ســرار

عـجل الـخسوف عـليه قـبل أوانه
فــمــحـاه قــبــل مــظـنـة الإبــــدار

واســـتــل مــــن أتــرابــه ولــداتــه
كـالـمقلة اسـتـلت مــن الأشـفـار

فـــكــأن قــلــبـي قـــبــره وكـــأنــه
فـــي طــيـه ســـر مـــن الأســـرار

إن يـعـتـبـط صــغـرا فـــرب مـقـمـم
يــبـدو ضـئـيـل الـشـخـص لـلـنظار

إن الـكـواكـب فـــي عــلـو مـحـلها
لـتـرى صـغـارا وهــي غـيـر صـغـار

ولــد الـمـعزى بـعـضه فـإذا مـضى
بـعـض الـفـتى فـالـكل فــي الاثـار

أبــكـيـه ثــــم أقـــول مـعـتـذرا لـــه
وفـــقــت حـــيــن تــركــت ألأم دار

جــــاورت أعــدائــي وجــــاور ربـــه
شــتــان بــيــن جــــواره وجـــواري

أشـكـو بـعادك لـي وأنـت بـموضع
لـولا الـردى لـسمعت فـيه مزاري

والـشرق نـحو الـغرب أقرب شقة
مــن بـعد تـلك الـخمسة الأشـبار

هـيهات قـد علقتك أسباب الردى
واغــتـال عــمـرك قــاطـع الأعـمـار

ولـقـد جـريـت كـمـا جـريـت لـغاية
فـبـلـغتها وأبـــوك فـــي الـمـضـمار

فــإذا نـطـقت فـأنـت أول مـنطقي
وإذا سـكـت فـأنـت فـي أضـماري

أخـفـي مـن الـبرحاء نـارا مـثل مـا
يـخـفي مــن الـنـار الـزنـاد الـواري

وأخـفـض الـزفرات وهـي صـواعق
وأكـفـكـف الـعـبـرات وهـــي جــوار

وشـهـاب نــار الـحـزن إن طـاوعته
أورى وإن عــاصــيــتـه مــــتـــواري

وأكــــف نــيـران الأســـى ولـربـمـا
غــلـب الـتـبـصر فـارتـمـت بـشـرار

ثـــوب الــريـاء يـشـف عـمـا تـحـته
وإذا الـتـحـفـت بــــه فــإنــك عــــار

قـصـرت جـفـوني أم تـبـاعد بـينها
أم صــــورت عـيـنـي بـــلا أشــفـار

جـفـت الـكـرى حـتـى كـأن غـراره
عـنـد اغـتـماض الـعـين وخـز غـرار

ولــو اسـتـزارت رقــدة لـطـحا بـهـا
مــــا بــيـن أجـفـانـي مـــن الـتـيـار

أحيي الليالي التم وهي تميتني
ويــمــيـتـهـن تـــبــلــج الأســـحـــار

حـتـى رأيــت الـصـبح تـهـتك كـفه
بــالـضـوء رفــــرف خـيـمـة كـالـقـار

والـصـبح قــد غـمـر الـنـجوم كـأنـه
سـيـل طـغـى فـطـفا عـلى الـنوار

لـو كـنت تـمنع خـاض دونـك فـتية
مـــنــا بـــحــار عـــوامــل وشـــفــار

ودحـوا فـويق الأرض أرضـا من دم
ثـــم انـثـنـوا فـبـنـوا ســمـاء غــبـار

قــوم إذا لـبسوا الـدروع حـسبتها
خــلـجـا تــمــد بــهــا أكـــف بــحـار

لــو شـرعـوا أيـمـانهم فـي طـولها
طـعـنوا بـهـا عــوض الـقـنا الـخطار

جنبوا الجياد إلى المطى وراوحوا
بــيــن الــسـروج هــنـاك والأكـــوار

وكـأنـمـا مــلـؤوا عــيـاب دروعــهـم
وغــمـود أنـصـلـهم ســـراب قــفـار

وكــأنـمـا صــنــع الــسـوابـغ عـــزه
مـــاء الـحـديـد فــصـاغ مـــاء قـــرار

زردا فـأحـكـم كــل مـوصـل حـلـقة
بـحـبـابة فـــي مــوضـع الـمـسمار

فـتـسـربـلوا بـمـتـون مـــاء جــامـد
وتــقــنـعـوا بــحــبـاب مـــــاء جـــــار

أســــد ولــكــن يــؤثـرون بــزادهـم
والأســــد لــيــس تــديـن بـالإيـثـار

يـتـزين الـنادي بـحسن وجـوههم
كـــتــزيــن الــــهـــالات بـــالأقــمــار

يـتـعطفون عـلـى الـمـجاور فـيـهم
بـالـمـنـفـسات تــعــطـف الاظـــــار

مـن كـل مـن جعل الظبى أنصاره
وكـرمـن واسـتـغنى عــن الأنـصـار

وإذا هــو اعـتـقل الـقناة حـسبتها
صـــــــلا تــأبــطــه هـــزبـــر ضــــــار

والــلـيـث إن ثــاورتـه لـــم يـعـتـمد
إلا عـــلـــى الأنـــيــاب والأظـــفــار

زرد الــدلاص مــن الـطـعان يـريحه
فــي الـجـحفل الـمـتضايق الـجرار

مـــا بــيـن ثـــوب بـالـدماء مـضـمخ
زلــــــق ونـــقــع بــالــطـراد مـــثــار

والـهـون فــي ظــل الـهوينا كـامن
وجــلالـة الأخــطـار فــي الإخـطـار

تــنــدى أســــرة وجــهـه ويـمـيـنه
فـــي حــالـة الإعــسـار والإيـسـار

ويــمــد نــحــو الـمـكـرمات أنــامـلا
لـــلــرزق فــــي أثـنـائـهـن مــجــار

يـحـوي الـمـعالي كـاسبا أو غـالبا
أبـــــدا يــــدارى دونــهــا ويــــداري

قـد لاح فـي لـيل الشباب كواكب
إن أمـهـلـت الـــت إلــى الإسـفـار

وتـلـهب الأحـشاء شـيب مـفرقي
هـــذا الـضـيـاء شــواظ تـلـك الـنـار

شــاب الـقـذال وكـل غـصن صـائر
فـيـنـانـه الأحـــوى إلـــى الإزهـــار

والشبه منجذب فلم بيض الدمى
عــــن بــيـض مـفـرقـه ذوات نــفـار

وتـــود لــو جـعـلت ســواد قـلـوبها
وســــواد أعـيـنـها خــضـاب عـــذار

لا تـنـفر الـظـبيات عـنـه فـقـد رأت
كـيف اخـتلاف الـنبت فـي الأطوار

شــيـئـان يـنـقـشـعان أول وهــلـة
ظــــل الـشـبـاب وخــلـة الأشـــرار

لا حـبـذا الـشـيب الـوفـي وحـبـذا
ظــــل الـشـبـاب الـخـائـن الــغـدار

وطـري مـن الـدنيا الشباب وروقه
فإذا انقضى فقد انقضت أو طاري

قــصـرت مـسـافته ومــا حـسـناته
عــــــنـــــدي ولا الاؤه بــــقــــصـــار

نـــزداد هـمـا كـلـما ازددنــا غـنـى
والـفـقـر كــل الـفـقر فــي الأكـثـار

مــا زاد فــوق الــزاد خـلـف ضـائـعا
فــــــي حـــــادث أو وارث أو عـــــار

إنـــي لأرحـــم حــاسـدي لـحـرمـا
ضـمـنـت صــدورهـم مــن الأوغــار

نــظـروا صـنـيع الله بــي فـعـيونهم
فـــي جــنـة وقـلـوبـهم فـــي نـــار

لا ذنب لي قد رمت كتم فضائلي
فــكـأنـمـا بــرقــعـت وجــــه نــهــار

وسـتـرتـهـا بـتـواضـعي فـتـطـلعت
أعـنـاقـهـا تــعـلـو عــلـى الأســتـار

ومـــن الــرجـال مـعـالم ومـجـاهل
ومـــن الـنـجـوم غــوامـض ودراري

والـناس مـشتبهون فـي إيرادهم
وتـفـاضـل الأقـــوام فـــي الإصــدار

عـمري لـقد أوطـأتهم طـرق العلا
فـعـموا فـلـم يـقـفوا عـلـى اثـاري

لــو أبـصـروا بـقـلوبهم لاسـتـبصروا
وعـمى البصائر من عمى الأبصار

هـلا سـعوا سـعي الكرام فأدركوا
أو ســلــمــوا لــمــواقــع الأقــــــدار

وفـشت خـيانات الـثقات وغـيرهم
حــتــى اتـهـمـنـا رؤيــــة الأبــصــار

ولـربـمـا اعـتـضد الـحـليم بـجـاهل
لا خـيـر فــي يـمـنى بـغـير يـسـار

لـــــلــــه در الـــنــائــبــات فـــإنـــهــا
صــــدأ الــلـئـام وصـيـقـل الأحـــرار


الساعة الآن 08:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية