منتديات قبائل شمران الرسمية

أين اجد التفاؤل في حياتي؟

يقول احد اصدقائي: كلما اقرأ لك اتفائل كثيراً بأن الدنيا مازالت بخير وأن الفرج قريب، واحياناً ارى أن ما تكتبه هو مجرد ابر فولتارين تهدئي من نفسي أياماً ثم اعود إلى دوامة التفكير في إيجاد حلول جذرية لمشكلاتي، وبعد التفكير الكثير لا جديد في التغيير..

قد شارفت على الثلاثين وعمري مضى وانا ابحث عن عمل مناسب، غير أنني لم اتزوج بعد، ولا املك منزلاً للعيش فيه، بصدق زهقت وطفشت وضبحت من الحياة وانا انتظر بفراغ من الصبر أن تتحسن ظروفي، فأين اجد التفاؤل المنشود في حياتي؟ إن كنت تعرف فدلني عليه مشكوراً... إنتهت رسالة صديقي..

قد يقول أحدنا:
قد مضى عمري وأنا أرى من تتيسر أموره ودراسته ووظيفته وزواجه، وانا مازلت مكانك سر؛ فيصيبه اليأس والإحباط والخوف والوجل على مستقبله، لكنه لا يعلم بأن التأخير الذي أصابه هو خير وأعظم وأكرم مما لو كان الأمر أتاه باكراً..

وقد يكون التأخير ليختبرك أو يمحصك أو يبتليك ليرى ما أنت فاعل!! هل ترضا أم تسخط؟؟ أو ليرفع منزلتك يوم القيامة، وهذا خيراً لك.!! ولن تبلغ منزلة الرضا حتى يستقر في قلبك اليقين التام بأن عطاءات الله أحياناً تكون في أشياء تمنع عنك تماماً، وأن الخير في اختياراته سبحانه حتى لو كانت عكس ما تشتهي وتريد..

من خلال تجاربي وجدت أن المتفائلين في الحياة أطيب الناس حديثاً وأرجحهم عقولاً وأبعدهم عن التشاؤم والتطير، قال صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، "ويعجبني الفأل" الحسن والكلمة الطيبة، لذا عاهدت نفسي بنشر الطمأنينة بين الناس في ساعات القلق والملمات وهو بالأصل منهج إلهي ونبوي شريف..

التفاؤل.. في معناه العميق ليس مسلكاً كلامياً إنشائياً فحسب*وإنما هو منهج فكري عملي في الأساس، وأعني بذلك أن التفاؤل لا يمكن أن يصح منطقاً وموضوعاً بمجرد أن يقول الشخص بأنه متفائل تجاه هذا الأمر أو ذاك وأنه يرى القادم أجمل، بل يجب أن يقوم تفاؤله على القول المربوط بالعمل والفعل معاً..

حتى مسألة التفاؤل تدركها الطيور فلا نراها قابعة في أعشاشها متفائلة بحصول الخير ومجيئه إليها، وإنما تطير وتنتشر وتغدو وتروح، ولهذا أمرنا نبينا عليه الصلاة والسلام باتخاذ الطير مثلاً حين قال: (لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يُرزق الطير تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً)..