ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
ولما رأيت القوم شدوا رحالهم...!
جاء في الأثر، إن أحد خلفاء مصر استدعى الشعراءظ¬ فصادفهم إعرابي شاعر فقير بيده جرة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء، فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دارالخليفة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهمظ¬ ولما رأى الرجل والجرة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرثة قال: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد الرجل: ولما رأيت القوم شدوا رحالهم إلى بحرك الظامي أتيت بجرتي فقال الخليفة: املأوا له الجرة ذهبا وفضة... فحسده بعض الحاضرين، وقال: هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المالظ¬ وربما أتلفه وضيعه، فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء وخرج إلى الباب ففرق المال على جميع الفقراء وبلغ الخليفة ذلك فاستدعاه وسأله عن ذلك فقال: يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن بمال الخيرين نجود وانتهت الرواية بقصيدة للشاعر الإعرابي الفقير جاء فيها بيتان من ذهب: وأكرم الناس ما بين الورى رجل تُقضى على يده للناس حاجات فمات قوم وما ماتت فضائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات فكم من شاب طموح يحمل فكرا نيرا قد يعود بفوائد عظيمة على الناس شد رحاله عبر مبادرات يرفعها لأصحاب القرار ولكن «البريستيج» و«مزمار الحي لا يطرب» قد حجبت الخير عن السواد الأعظم. هل هناك فروق واضحة بمعنى هل هناك تمييز بين دعاة الإصلاح؟ وهل كل من يدعي الإصلاح محق مخلص في عرضه؟ الشاهد إننا نحسد المواطن البسيط على بساطته بالضبط كما حصل مع ذلك الإعرابي، ألا أن حنكة أصحاب القرار في السابق من العصور مختلفة وقد يعود السبب لنوع البطانة وطبيعة العصر. الزبدة: إننا نحتاج إلى قضاء حاجات الناس... نسعى وغيرنا لدراسة الأوضاع عبر أسس علمية، ولا ينقص أحبتنا أصحاب الفكر والرؤى النيرة سوى «ضوء أخضر» من أصحاب القرار لدخولهم وعرض فكرهم الذي يحتاجه الصغير والكبيرظ¬ الغني والفقير وجميع مؤسسات الدولة العام منها والخاص. يا قوم... إليس منكم رجل رشيد؟ وهل من بين أصحاب القرار أو من «يمون عليهم»، من يستطيع فهم المعادلة؟ المعادلة بسيطة جداً... عندما يغيب الإخلاص لا ينفع التعب وتذهب الأموال الطائلة أدراج الرياح، ولا يصلح الأحوال أشخاص مؤهلاتهم لا ترقى إلى مستوى البسطاء ممن اكتظت عقولهم بمزيج من الخبرة والمعرفة والنزاهة والإخلاص في العمل، ألا أنهم لا يملكون أداة «الواسطة» التي تفتح الأفق أمام فكرهم الإبداعي. وعليهظ¬ نتمنى أن يجود علينا أصحاب القرار بعطائهم «ليس مالا من فضة وذهب»، بل فرصة لو اتخذناها لأصبحنا في مصاف الدول المتطورة ووجدنا الكويت في مقدمة المؤشرات الدولية وحسن النظم المتبعة في اختيار القيادات والإجراءات التي تحيطها حوكمة تضمن حقوق العباد في الحصول على جودة التعليم بشقيه العام والخاصظ¬ الخدمات الصحية وكل خدمة يحتاجها المواطن والمقيم وفق منظومة إلكترونية تتيح لك إجراء معاملتك عن بُعد وغيره الكثير... الله المستعان. د تركي العازمي |
رد: ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
اخي الحمدان تسلم على المشاركة القيمة الله يعطيك العافيه ودمت بخير http://i68.servimg.com/u/f68/14/68/31/37/35853-10.jpg |
رد: ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
اقتباس:
هلا وغلا بالاخت بالغاليه شمرانيه الروح شرفتي متصفحي بتعقيبك الجميل والرائع لك أجمل تحيه وتقدير |
رد: ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
اخي الغالي والعزيز الحمدان شكرا لك على هذا التواجد الفعال والمشاركات النافعه والمفيده بارك الله فيك وجزاك الله خير |
رد: ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
اقتباس:
أخي الغالي ومديرنا الفرائع ابو تركي شكرا لك على تعقيبك الرائع والمميز وتواجدك المستمر بمتصفحي لاعدمتك لك مني أجمل تحيه وتقدير |
الساعة الآن 03:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية