أخَوضُ هذا العالمَ وحدي , شيء ما أخترقَ فضاءَ حدسي , و أثَارَ تلكَ النارَ الواجمة تحتَ الدماءِ .. يَهتزُ جسدي تحت وسعِ جلبابي ؛الذي لا أدري أي لونٍ إختارهُ لنفسهِ ؟!!
عندَ أول حدود الزمنِ .. وقبل عقدِ الأضواء المنفرط فوق سحاباتِ الألم , والمحشوة بدموعي التي لم تكن لتنضب ؛ فكأنها الغيثُ المنهمرِ على الأرضِ بلا انقطاع .. خلفَ مساحات الحزن هناك أجلسُ .. تحتويني الأوجاع .. التي لا تمنعُ سقوطَ بعض قطراتٍ من الدمعِ الذي يروي خدودي .. أحتوي الورق الذي أرتوى في سكون الليل من عطش الانتظار .. أضمُ هذا الورق إلى صدري .. يبعثُ فيّ شيئًا من الراحةِ بعد أن إبتلت كلماتي من ندى الليل البهيم .. تمتدُ يداي إلى القلمِ .. الشيء الوحيد الذي أحس به في هذا الوجود المُضَبب الكئيب .. أُسقط قلمي بين الأوراق أسجنهُ في فلكها فينسكب الحبر بلا وعي .. يندفع بقوة .. و كأني أرى القلم حينها يبتسمُ ابتسامته الرائعة — التي تطمسُ حدقتاه .. يهتزُ الورقُ .. و أنا لا أريدُ أن أرى
بل لا أرى !!
الدنيا معتمة .. و الإضاءة الكهربائية تعتذرُ لي عن طلبي .. تقول لي :
لن أنفعكِ شيئًا !!
تنفجر الدموع من عينيّ , و أهمس في ثورةِ غضب .. بصوتٍ قد بُح :
لا .. لا .. أنكِ تستطعين !!
تستطعين !!
أفعلي شيئًا لي .. أنتِ تستطعين أن تنيري الكون كله
لكن ... لا تستطعين أن تفعلي لي شيئًا !!
أنتِ عاجزة عن أن تنيري لي عالمي ..
فلماذا ؟!
لماذا ؟!
و أغرق بعدها في لوعاتي ودموعي , و تمزق الآهات جوانح روحي , و استيقظ بعدها مما أنا فيه .. أتدارك نفسي بعد أن كنتُ ريشة تتلاعبُ بها رياح شتاء هوجاء .. و أرفع يدايّ إلى خالقِ السماوات و الأرض .. و أقول و أنا اشاهد ببصيرة قلبي الكون جميلاً :

الحمدلله

شمرانيه والفخر ليه

خواطر جميله يعطيك العافيه
تقبلي مروري