2 ـ لا يمكن لي أن أكون السعودي الذي يخاف الله وحده فيما أنا أقرأ في بعض الصحف أن بني الجنسية (ح) يتباهون ثراء بترويج المسكر وصناعة العرق. وأستغفر الله وأتوب إليه، إما أن (أعمِّر الطاسة) مع الآلاف من شبابنا المستهدفين بهذه الصناعة القذرة وهذه التجارة الخبيثة، وإما أن أدخل في (الشبكة)، وربما تسمعون أنهم قبضوا عليَّ ولكنكم أبداً لن تسمعوا نهاية القصة.

3 ـ لا يمكن لي أن أكون السعودي الوطني الذي يلتزم حرفية القوانين، فيما أنا أسمع أن كل مشاريع هذه الطفرة الهائلة تستلم وتُسلَّم عبر شبكة من مهندسي الجنسية (م) بكل ما لهذا من (قطع ولزم) بين المقاول وبين المستلم وجهة التنفيذ. لا يمكن أن أقف متفرجاً على هذه المليارات وكأنني أتفرج على شلالات نياجرا عبر شاشة التلفزيون. لا يمكن لهؤلاء أن يأكلوا (الحلى) بعد الوجبة الفاخرة. لا بد أن أسبح في الشلال، وأستغفر الله ثم أستغفره، سأمسح حديث الرشوة من صحيح البخاري تماماً مثلما (عطفنا) الورق على بعض الأحاديث في ذات الصحيح.

4 ـ لا يمكن لي أن أكون السعودي الذي يسير جنب ـ الحيط ـ بينما الآلاف في قلب الشارع ولن أكون السعودي الذي يقف قبل الإشارة الصفراء فيما هم حولي يقطعون الأحمر. لا يمكن لي أن أقف عند مفردة (الحرام) فيما هم يستحلون كل شيء. لا يمكن لي أن أصدق كل ما تقوله قيم التلفزيون ونقاش الحوارالوطني ونرجسية الكتاب. لا يمكن أن أكون السعودي الذي وحده يصدق كل شيء ويتورع عن كل شيء في هذا البحر المخيف. اسمحوا لي هذه سذاجة مستفحلة.




بواسطة: علي سعد الموسى (صحيفة الوطن)