منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-11-2022 11:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أنا ابنُ مَحكانَ أخوالي بنو مَطرٍ
أُنمىَ إليهم وكانوا مَعشراً نُجُبَا

المطعمينَ إذَا هَبَّت شأميةً
شَحمَ السَّنام إذ مادرُّها جَذَبَا

أقولُ والضَيف مُخشِيٌّ ذِمامَتهُ
على الكريم وَحَقُّ الضَّيفِ قَد وَجَبَا

يا ربَّةَ البيت قُومي غَير صاغرةٍ
ضُمِّي إليكِ رِحالَ القَومِ والقُربا

في ليلةٍ مِن جُمادَى ذَاتِ أَندِيةٍ
لا يُبصر الكلبُ من ظلمائها الطُنُبا

لا يَنبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدةٍ
حتى يلُفَّ على خَيشُومِهِ الذَّنبا

ماذَا ترينَ أَنُدنِيهم لأرحُلِنا
في جانب البيت أم نبني لهم قُببا

لمرملِ الزّادِ مَعنيٍّ بِحَاجتِهِ
من كان يكرَهُ ذَمًّا أو يقي حَسَبا

وَقُمتُ مُستبطِناً سَيفي فأَعرضَ لي
مثلَ المجادلِ كومٌ برّكت حَسَبا

فصادَفَ السَّيفُ منها ساقَ مُتلِيةٍ
جَلسٍ فَصَادَفَ منه ساقها عطبا

زيَّافَةٍ بنت زيّافٍ مُذكَّرةٍ
لمّا نَعوها لراعي سَرحِنا انتحبا

أمطَيتُ جازِرَنا أعلى سناسِنِها
فصار جَازِرُنا من فوقِها قَتَبا

يُنَشنِشُ الجلدَ عنه وهي باركةٌ
كما تُنِشنشُ كفَّا فَاتل سلبا

نَصَبتُ قِدري لهم والأرض قَد يبِسَت
من الصَّقِيع مِلاَءً جِدَّةً قُشُبا

لها أزيزٌ يزيل اللّحمَ أَرمَلهُ
عن العظام إذا ما استحمَشَت غَضَبا

ترمي الصُّلاَة بنَبلٍ غيرِ طائشةٍ
وَفقاً إِذا أَنَسَت من تحتها لهبا

زيّافَةٌ مثلَ جَوف الفيل مُجفرة
لو يُقذَفُ الرألُ في حيزومها ذهبا

حتى إذا ما قَضَى الأضيافُ حاجتَهُم
لم يجفُ غائِرُها عُجماً ولا عَرَبا

وقُلتُ لما غَدَوا أُوصِي قعيدتَنا
غَذِّي بَنِيكن فلن تَلقيهم حِقَبا

لا تعذليني على إِيتاء مَكرُمَةٍ
ناهَبتُها إِذ رأيتُ الحمدَ مُنتهَبَا

في عَقر نابٍ ولا مال أَجودُ به
والحمدُ خيرٌ لمَن يَنتَأبُه عقبا

أُدعَى أباهم ولم أُقرَف بأُمِّهِمُ
وقد عمِرتُ ولم أَعرف لهُم نَسَبَا



مرة بن محكان السعدي

الحمدان 07-12-2022 12:26 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي
هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي ؟!

يا شاغلين خواطري في هدأتي وتضرعي
يا مشرقين على ابتساماتي العذاب وأدمعي
*
أنتم حديث جوانحي في خلوتي أو مجمعي
أنتم أرق من الجداول في الربيع الممرعِ

وأجل من وصف الخيال العبقري المبدعِ
يا طائرين إلى جنان الخلد أجمل موضعِ

أتراكم أسرعتم !؟ أم أنني لم أسرعِ !؟
ما ضركم لو ضمني معكم لقاء مودعي !؟

فيقال لي :هيا إلى دار الخلود أو ارجعِ !
كم قلت صبراً للفؤاد على المصاب المفجعِ

لكن صبري متعب ومدامعي لم تنفعِ
سأظل أبكي بعدكم كالعاشق المتلوعِ

وأحبكم حتى وأنتم ترقصون لمصرعيِ
يا راحلين وساكنين بقلبي المتصدع

الحمدان 07-13-2022 03:11 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏لا تَعذليهِ فإنّ العَذلَ يُولِعُهُ
قد قلتِ حَقًّا ولكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ في لَومهُ حدًّا أضَرّ بهِ
من حَيثُ قَدّرتِ أنّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفقَ في تَأنِيبِهِ بَدَلًا
من عَذلِهِ فَهوَ مُضنى القَلبِ مُوجَعُهُ


ابن زريق البغدادي

الحمدان 07-13-2022 03:12 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ
غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ

لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها
فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ

تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ
وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ

وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت
وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ

وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها
نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ

إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ
لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ

عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها
يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ

أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ
يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ

بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها
بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ

قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ
أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ

أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن
وَعَيشِكِ أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ

فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ
سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ

لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا
عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ

رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت
فَيَضحى وَأَمّا بِالعَشيِّ فَيَخصَرُ

أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت
بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ

قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ
سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ

وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ
وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ

وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها
فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ

وَلَيلَةَ ذي دَورانَ جَشَّمتِني السُرى
وَقَد يَجشَمُ الهَولَ المُحِبُّ المُغَرِّرُ

فَبِتُّ رَقيباً لِلرِفاقِ عَلى شَفا
أُحاذِرُ مِنهُم مَن يَطوفُ وَأَنظُرُ

إِلَيهِم مَتى يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ
وَلى مَجلِسٌ لَولا اللُبانَةُ أَوعَرُ

وَباتَت قَلوصي بِالعَراءِ وَرَحلُها
لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِمَن جاءَ مُعوِرُ

وَبِتُّ أُناجي النَفسَ أَينَ خِباؤُها
وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ

فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيّا عَرَفتُها
لَها وَهَوى النَفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ

فَلَمّا فَقَدتُ الصَوتَ مِنهُم وَأُطفِئَت
مَصابيحُ شُبَّت في العِشاءِ وَأَنوُرُ

وَغابَ قُمَيرٌ كُنتُ أَرجو غُيوبَهُ
وَرَوَّحَ رُعيانُ وَنَوَّمَ سُمَّرُ

وَخُفِّضَ عَنّي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ ال
حُبابِ وَرُكني خَشيَةَ الحَيِّ أَزوَرُ

فَحَيَّيتُ إِذ فاجَأتُها فَتَوَلَّهَت
وَكادَت بِمَخفوضِ التَحِيَّةِ تَجهَرُ

وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ

أَرَيتَكَ إِذ هُنّا عَلَيكَ أَلَم تَخَف
وُقيتَ وَحَولي مِن عَدُوِّكَ حُضَّرُ

فَوَ اللَهِ ما أَدري أَتَعجيلُ حاجَةٍ
سَرَت بِكَ أَم قَد نامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ

فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى
إِلَيكِ وَما عَينٌ مِنَ الناسِ تَنظُرُ

فَقالَت وَقَد لانَت وَأَفرَخَ رَوعُها
كَلاكَ بِحِفظٍ رَبُّكَ المُتَكَبِّرُ

فَأَنتَ أَبا الخَطّابِ غَيرُ مُدافَعٍ
عَلَيَّ أَميرٌ ما مَكُثتُ مُؤَمَّرُ

فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي
أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ

فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ
وَما كانَ لَيلى قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ

وَيا لَكَ مِن مَلهىً هُناكَ وَمَجلِس
لَنا لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُكَدِّرُ

يَمُجُّ ذَكِيَّ المِسكِ مِنها مُفَلَّجٌ
رَقيقُ الحَواشي ذو غُروبٍ مُؤَشَّرُ

تَراهُ إِذا تَفتَرُّ عَنهُ كَأَنَّهُ
حَصى بَرَدٍ أَو أُقحُوانٌ مُنَوِّرُ

وَتَرنو بِعَينَيها إِلَيَّ كَما رَنا
إِلى رَبرَبٍ وَسطَ الخَميلَةِ جُؤذَرُ

فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ
وَكادَت تَوالي نَجمِهِ تَتَغَوَّرُ

أَشارَت بِأَنَّ الحَيَّ قَد حانَ مِنهُمُ
هُبوبٌ وَلَكِن مَوعِدٌ مِنكَ عَزوَرُ

فَما راعَني إِلّا مُنادٍ تَرَحَّلوا
وَقَد لاحَ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ

فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ
وَأَيقاظَهُم قالَت أَشِر كَيفَ تَأمُرُ

فَقُلتُ أُباديهِم فَإِمّا أَفوتُهُم
وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ

فَقالَت أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ
عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ

فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ
مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ

أَقُصُّ عَلى أُختَيَّ بِدءَ حَديثِنا
وَما لِيَ مِن أَن تَعلَما مُتَأَخَّرُ

لَعَلَّهُما أَن تَطلُبا لَكَ مَخرَجاً
وَأَن تَرحُبا صَدراً بِما كُنتُ أَحصُرُ

فَقامَت كَئيباً لَيسَ في وَجهِها دَمٌ
مِنَ الحُزنِ تُذري عَبرَةً تَتَحَدَّرُ

فَقامَت إِلَيها حُرَّتانِ عَلَيهِما
كِساءانِ مِن خَزٍّ دِمَقسٌ وَأَخضَرُ

فَقالَت لِأُختَيها أَعينا عَلى فَتىً
أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ

فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا
أَقِلّي عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ

فَقالَت لَها الصُغرى سَأُعطيهِ مِطرَفي
وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرِ

يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً
فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ

فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي
ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ

فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي
أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ

وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً
أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ

إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا
لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ

فَآخِرُ عَهدٍ لي بِها حينَ أَعرَضَت
وَلاحَ لَها خَدُّ نَقِيٌّ وَمَحجَرُ

سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا نُعمُ قَولَةً
لَها وَالعِتاقُ الأَرحَبيّاتُ تُزجَرُ

هَنيئاً لِأَهلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها ال
لَذيذُ وَرَيّاها الَّذي أَتَذَكَّرُ

وَقُمتُ إِلى عَنسٍ تَخَوَّنَ نَيَّها
سُرى اللَيلِ حَتّى لَحمُها مُتَحَسِّرُ

وَحَبسي عَلى الحاجاتِ حَتّى كَأَنَّها
بَقِيَّةُ لَوحٍ أَو شِجارٌ مُؤَسَّرُ

وَماءٍ بِمَوماءٍ قَليلٍ أَنيسُهُ
بَسابِسَ لَم يَحدُث بِهِ الصَيفَ مَحضَرُ

بِهِ مُبتَنىً لِلعَنكَبوتِ كَأَنَّهُ
عَلى طَرَفِ الأَرجاءِ خامٌ مُنَشَّرُ

وَرِدتُ وَما أَدري أَما بَعدَ مَورِدي
مِنَ اللَيلِ أَم ما قَد مَضى مِنهُ أَكثَرُ

فَقُمتُ إِلى مِغلاةِ أَرضٍ كَأَنَّها
إِذا اِلتَفَتَت مَجنونَةٌ حينَ تَنظُرُ

تُنازِعُني حِرصاً عَلى الماءِ رَأسَها
وَمِن دونِ ما تَهوى قَليبٌ مُعَوَّرُ

مُحاوِلَةً لِلماءِ لَولا زِمامُها
وَجَذبي لَها كادَت مِراراً تَكَسَّرُ

فَلَمّا رَأَيتُ الضَرَّ مِنها وَأَنَّني
بِبَلدَةِ أَرضٍ لَيسَ فيها مُعَصَّرُ

قَصَرتُ لَها مِن جانِبِ الحَوضِ مُنشَأً
جَديداً كَقابِ الشِبرِ أَو هُوَ أَصغَرُ

إِذا شَرَعَت فيهِ فَلَيسَ لِمُلتَقى
مَشافِرِها مِنهُ قِدى الكَفِّ مُسأَرُ

وَلا دَلوَ إِلّا القَعبُ كانَ رِشاءَهُ
إِلى الماءِ نِسعٌ وَالأَديمُ المُضَفَّرُ

فَسافَت وَما عافَت وَما رَدَّ شُربَها
عَنِ الرَيِّ مَطروقٌ مِنَ الماءِ أَكدَرُ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان 07-13-2022 03:15 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَقلبي لا يُوَسِّعُهُ

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

بالله يامنزل القصف الذي درست
اثاره وعفت مذ غبت اربعه

هل الزمان معيد فيك لذتنا
أم الليالي التي مرت وترجعه

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَل اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُنلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ


....

الحمدان 07-15-2022 06:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي
فَأَعرَضنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ

وَكُنَّ إِذا أَبصَرنَني أَو سَمِعنَني
سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بِالمَحاجِرِ

فَإِن جَمَحَت عَنّي نَواظِرُ أَعيُنٍ
رَمينَ بَأَحداقِ المَها وَالجَآذِرِ

فَإِنِّيَ مِن قَومٍ كَريمٍ نِجارُهُم
لِأَقدامِهِم صيغَت رُؤوسُ المَنابِرِ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان 07-15-2022 06:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وكان قلبي خالياً قبل حبكم
وكان بذكر الخلق يلهو ويمزحُ

فلما دعا قلبي هواك أجابه
فلستُ أراه عن فنانك يبرحُ

رُميت ببين منك إن كنت كاذباً
إذا كنت في الدنيا بغيرك أفرح

وإن كان شيءٌ في البلاد بأسرها
إذا غبت عن عيني بعيني يلمحُ

فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل
فلستُ أرى قلبي لغيرك يصلحُ



سمنون المحب.. العصر العباسي

الحمدان 07-15-2022 06:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ
تحيِّ بالسلامةِ والسلامِ

وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ حيناً
ويبقَ بعدَهُ أثرُ الغَمامِ

وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ
إليكَ وكمْ شجيِّ مُستهامِ

رمزتُ لهُ بألحاظِ الليالي
وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ

فظلَّ يعدُّ يوماً بعدَ يومٍ
كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ

ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلاً
ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ

فباتَ وملءَ عينيهِ منامٌ
لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ المَنامِ

ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ
كفى العُشاقَ لوعاتِ الغرامِ

فلو تدرِ العوالمُ ما درينا
لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ

بني الإسلامَ هذا خيرُ ضيفٍ
إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى الكِرامِ

يلُمكمْ على خيرِ السجايا
ويجمعكُم على الهِمَمِ العِظامِ

فشُدُّوا فيهِ أيديكُم بعزمٍ
كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ

وقوموا في لياليهِ الغوالي
فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ

وكم نفرٍ تغرهمُ الليالي
وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ

وخلوا عادةَ السفهاءِ عنْكم
فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ

يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا
وقد بَانَ الحلالُ منَ الحرامِ

وما كلُّ الأنامِ ذوي عُقولٍ
إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ

ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي
فقد جاءَتهُ أيَّامُ الفِطامِ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان 07-16-2022 06:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ

وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ

وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ

وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ

فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ

أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ

فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ

أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ

تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ

أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ


لبيد بن أبي ربيعة

الحمدان 07-17-2022 04:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عفيف الدين هل لي من دواء
فقد أوبقت نفسي في الخطاء

وقلبي قد قساب ولدىّ أشيا
تهيج بالصراخ وبالبكاء

وما عيني بكتها ولا فؤادي
فهل داء رأيت كمثل دائي

فإن حصلتم وصفا فنوا
والا فامنحوني بالدعاء

عسى الرب الكريم يمخض فضل
بلا سبب يجود بالشفاء

فلي في فضله طمع كثير
ولي في جوده أحسن رجاء

فلا خيبت يا مولاي ظني
فإني قلت قول ذي العراء

ولما حرت في شأنيوأمري
طفقت مستغيثا بالنداء

ومالي غير فضلك من مغيث
وعندي محض فقر للعطاء

شفيعي خير من ولدته حوا
وخير مشفع يوم الجزاء

محمد من له خلق عظيم
له في نون ذكر بالثناء

ومن أعطى علوما ليس تحصى
تحير لها عقول الأذكياء

وكم جاءت له من معجزات
بها قد خصه ذو الكبرياء

فمنها ما حكاه الحبر حقا
لنا القاضي عياض بالشفاء

شفيع المذنبين اليك ألجا
فقم بي في الكروب وفي الرخاء

فما زلت المقسم للعطايا
ولا زلت المفرج للبلاء

بماذا أمتدحك وقد أتانا
مديحك في الكتاب من السماء

عليك الله صلى كل حين
وسلم بالغدوّ وبالمساء

كذاك الآل والأصحاب نعم
الهداية الفائزون بالاقتداء


ابن ظاهر


الساعة الآن 02:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية