ما سر وضع الزهور على رؤوس رجال "خولان"؟.. باحث يوضح


https://vid.alarabiya.net/images/202...jpg?width=1138

الباحث في تراث خولان الدكتور حسن المدري الفيفي يكشف لـ "العربية.نت" تفاصيل عادات وتقاليد سكان جبال خولان في جازان

مريم آل عبدالعال، تصوير: سلطان مجهلي

يتزين سكان جبال خولان بمنطقة جازان بالزهور والنباتات العطرية على رؤوسهم، والمعروفة باسم "عكاوة"، ويدخلونها إلى زيهم اليومي والرسمي، كتقليد أصيل مازال متوارثاً منذ مئات السنين، وصار رمزية وهوية سياحية لجنوب السعودية، ويجد إقبالاً كبيراً من الرجال أكثر من النساء.

وعلى الرغم من توفر أشهر ماركات العطور الفرنسية والأوروبية الأخرى، فإن تلك النباتات العطرية احتفظت بقيمتها وأصالتها ورونقها في منطقة جازان، التي تنتشر فيها وبألوانها الزاهية ذات الروائح الفواحة.
وفي حين أن هذه الزينة ليست خاصة بالرجال، ولكنها مشهورة بينهم أكثر من شهرتها بين النساء، كشف الباحث في تراث خولان الدكتور حسن المدري الفيفي في حديثه لـ"العربية.نت"، "إنها زينة الرجال الوحيدة بينما لدى النساء العديد من مظاهر الزينة، كما أن المرأة قد تكتفي بالطوق الزهري الأصفر أو الأحمر أو المخلوط منهما، وقد تضع فتيت القاسي من تلك الزهور بين أعطاف ملابسها لتبقي شذاها عَبِقا على الدوام".

https://vid.alarabiya.net/images/202...c1b26d13e1.jpg

كما علل سبب تزيين الرجال رؤوسهم بالزهور: "لدى سكان خولان عادات وتقاليد بترك الشعر دون حلاقته لغير ضرورة كمرض أو نحوه، ولأن النباتات العطرية متوافرة بكثرة في البيئة الجبلية إما في الطبيعة البرية وإما في الأحواض المزروعة، فقد رأوا الاستفادة منها لكونها غنية بالألوان والرائحة الجميلة التي تنشر شذاها في محيطها، فشكّلوها على هيئة أطواق يلملمون بها شعرهم، ويسمون الواحدة عِكاوة أو عِصابة، وربما كانت لها رمزية في الماضي البعيد، كون هذه الأكاليل تبدو كالتيجان التي يلبسها الملوك والأمراء، ولكنها أصبحت تقليدا عاماً للناس هدفه الزينة بشيء تسرّ النفسَ رائحتُه وشكلُه".


https://vid.alarabiya.net/images/202...1cae337801.jpg



وذكر أن الأزهار التي تزين بها الطوق أو "العكاوة" أنواع: "إنهم لا يأخذون أي نوع من الزهور، فلا يأخذون مثلا أزهار الأشجار التي يتغذى عليها النحل كأشجار القتاد والسدر ونحوها، بل يأخذون ما كانت له رائحة قوية وطويلة الأمد، وذلك خاص بنباتات صغيرة منتشرة في ديارهم، ومن أبرز أنواعها: البِعَيْثْران والهِزَّاب والشِّيح والسِّكَب والوالَة والفَنْكَة والصَّنْبَر وعين العَناق والرَّيحان والكادي .. وأنواع كثيرة لا تُحصى، وقد تختلف بعض المسميات من مكان إلى آخر".


https://vid.alarabiya.net/images/202...f9351d27f8.jpg



وفي حين تحظى النباتات العطرية برمزية سياحية في الأزياء الشعبية الجنوبية مؤخراً قال الفيفي معلقاً: "ما زال كثير من السكان يستخدمونها، وخصوصا الرجال، بينما انخفض عدد النساء اللواتي يلبسنها، وما دامت مستخدمة فستبقى. وأما زراعتها، فبعضها ينمو بشكل تلقائي في البرية بسبب بذوره التي ينقلها الهواء والأمطار إلى الجبال والقفار، وبعضها يزرعه الأهالي في أحواضهم الخاصة. واليوم تطور الاهتمام بها لأغراض تجارية وسياحية فصارت لها مزارعها الخاصة".
ويذكر الفيفي أن "العكاوة" عادة تلبس في أوقات معينة: "النباتات العطرية ملبوس دائم ما دام متوافرا، فهي غطاء الرأس الذي لا يُترك إلا عند النوم وفي بعض الحالات إن كان الشخص في عمل شاق أو في المنزل. ولكن الاهتمام بها يزيد في المناسبات والملتقيات العامة كالأعياد وحضور الاحتفالات الشعبية وعند الذهاب إلى مناطق أخرى تلبية لدعوة رسمية أو لمناقشة بعض القضايا المشتركة".


https://vid.alarabiya.net/images/202...7396ffa958.jpg


وكونها زينة الزي الشعبي لرجال خولان فهو عادة ما يتكون من ثلاثة أجزاء، وقال الفيفي في ذلك: "يلبس الرجال الرأس عمامة تُلَفّ على الرأس بشكل متقن، وفي بعض الأحيان يُسدل طرفها على الرقبة من الخلف، إضافة إلى النباتات العطرية التي تدخل فيها، ويلبسون على الوسط معطفا (jacket) وتحته قطعة أو اثنتين، وكثير من الناس يكتفي بالقميص الداخلي في غير المناسبات، أو يلبسون مِعدَل يوضع على الكتف ووظيفته جمالية ثم يكون إزارا احتياطيا عند تلف الإزار كما يكون غطاءً عند البرد، وفراشاً أو سجادة للصلاة عند الحاجة، ثم يغطون الجزء السفلي بإزار، في العادة يصل إلى نصف الساق أو تحته بقليل، يُثَبَّت بحزام يتوسطه سكين متوسط الحجم يُسمَّى مِنْقَلَة، أو خنجر معقوف يُسمَّى جَوفِيَّة، أو صفيحة يمانية تُسمَّى جَنْبِيَّة".
=======================================