منتديات قبائل شمران الرسمية

تقول الرواية إن شخصا سقط من سفينة في عرض البحر وتقاذفته الأمواج إلى أن وصل إلى شاطئ جزيرة وهو على آخر نفس، وإذ بجمع كبير يلتقطه ويعتني به ويطعمه أحسن طعام ويلبسه أحسن رداء.
تعجب الرجل لهذا العمل، وهو الغريب عن هذه الأرض وعن شعبها.
زاد الجمع من إكرام الغريب، عبر تصرفات تنم عن إعجاب به وخضوع لمشيئته. حُمل على الأكتاف من الشاطئ إلى قصر يعج بحاشية وجند ومسؤولين.
استغرب الغريب من تصرف أهالي الجزيرة. وسأل عن ماهية هذه التصرفات وهو الغريب والبعيد كل البعد عن أهالي الجزيرة حتى إنه بالكاد استطاع التفاهم معهم.
وجاءه الجواب قاطعا من كبار القوم بأنك أنت ملكنا.
زاد استغرابه، فألح بالسؤال. ولكن لماذا؟
وجاءه الجواب على الشكل التالي: نحن أبناء هذه الجزيرة نعين ملكا علينا أي رجل استطاع النجاة من غرق، نلقاه على شاطئ الجزيرة.
وسأل: وماذا عن ملككم الحالي. فأجابوا: إن هناك غابة ملأى بالحيوانات المفترسة نحمله ونلقيه بداخلها إلى أن يلقى مصيره.
رضي بالأمر الواقع. ولكنه في الوقت نفسه بدأ يفكر بالنجاة.
جمع مستشاريه ووزراءه وأخبرهم أنه سيحول تلك الغابة إلى منتجعات سياحية ويبني فيها قصرا. فوافقوه على الأمر وعملوا على تحقيق هدفه دون كلل أو ملل، وأنهوا تنظيف الغابة من الحيوانات المفترسة وأصبحت مقصدا لكل أبناء الجزيرة.
وفي يوم عاصف كاليوم الذي قذفت به الأمواج إلى الشاطئ ذهب الأهالي وعادوا بغريق، وحملوا ملكهم السابق ورموه في الغابة التي حولها بفطنته إلى واحة من الأمن والأمان، حيث أمضى بقية حياته.
ثورة تونس، وتداعياتها، ومستقبل بعض الرؤساء العرب ذكرني بقصة "ملك الشاطئ".

بقلم صبحي زعيتر