منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنتدي الاسلامي (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=13)
-   -   خطورة التشبه بأهل الكفر (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=5547)

شاطبي نت 02-16-2008 06:58 PM

خطورة التشبه بأهل الكفر
 
( خطورة التشبه بأهل الكفر )

يغفل كثيرٌ من الناس عن أن التشبه إذا كان بأهل الخير والصلاح يورث خيرًا وصلاحًا، كما أن التشبه بأهل الشر والفساد يورث شرًا وفسادًا.
ذلك هو معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في سنن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من تشبه بقوم فهو منهم"، والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6149) وفي الإرواء (1269)، وقال ابن حجر في الفتح: سنده حسن، وقال في شرح سنن أبي داود: قال المناوي والعلقمي: "من تشبه بقوم": أي: تزيَّا في ظاهره بزيهم، وسار بسيرتهم وهديهم في ملبسهم وبعض أفعالهم.
وقال القاري: "فهو منهم" أي: في الإثم والخير.
قال العلقمي: أي من تشبه بالصالحين يكرم كما يكرمون، ومن تشبه بالفساق لم يكرم، ومن وضع عليه علامة الشرفاء أكرم وإن لم يتحقق شرفه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم": وقد احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث، وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم كما في قوله: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"، وهو نظير قول عبد الله بن عمرو أنه قال: من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حُشر معهم يوم القيامة، فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يقتضي الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك، وقد يحمل على أنه منهم في القدر المشترك الذي يشابههم فيه، فإن كان كفرًا أو معصية كان حكمه كذلك.
وبهذا احتج غير واحد من العلماء على كراهة أشياء من زي غير المسلمين.
وأخرج الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا". انتهى كلامه مختصرًا.
نخرج من هذا بأن التشبه إذا كان بأهل الكفر قد يكون كفرًا، هذا إذا اعتقدنا عقيدتهم وتشبهنا بهم فيها، وقد يكون حرامًا إذا كان تشبهًا بهم في المعاصي، وقد يكون مكروهًا، وترك التشبه بهم ومخالفتهم يدور بين الوجوب والاستحباب، والتشبه بأهل الصلاح والخير إما واجب أو مندوب، وترك التشبه بهم ومخالفتهم إما محرم أو مكروه.
وقد قال الشاعر:
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح
الأدلة في القرآن الكريم عن التشبه: قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم {البقرة: 104}.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: نهى الله عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تُورية لما يقصدونه من التنقيص عليهم لعائن الله، فإذا أرادوا أن يقولوا: "اسمع لنا" يقولوا: "راعنا" ويورون بالرعونة.
والغرض أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولاً وفعلاً، فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم .
ففيه دلالة على النهي الشديد والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعال ولباسهم وأعيادهم وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقر عليها.
حتى قال اليهود: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه، وهذا يدل على أنهم شعروا بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم في كل الأمور العامة والخاصة، حتى هذا الأمر الخاص جدّا، بين الرجل وزوجته لم يتركه الرسول صلى الله عليه وسلم وخالفهم فيه، وأحسوا بذلك أنه يجعل من مقاصد هذه الشريعة العظيمة مخالفة غير المسلمين في كل شيء من باطلهم وخصوصياتهم.
وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه القيم اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم فصلاً في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن التشبه بهم، كان مما قال فيه:
فنحن نذكر من آيات الكتاب ما يدل على أصل هذه القاعدة في الجملة ثم نتبع ذلك الأحاديث المفسرة لمعاني ومقاصد الآيات بعدها.
قال الله تعالى: ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون (18) إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين {الجاثية: 16- 19}.
جعل الله محمدًا صلى الله عليه وسلم على شريعة من الأمر شرعها له، وأمره باتباعها، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون، وقد دخل في الذين لا يعلمون كل من خالف شريعته وأهواءهم هي ما يهوونه وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل وتوابع ذلك فهم يهوونه وموافقتهم فيه اتباع لما يهوونه، ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم ويسرون به ويودون أن لو بذلوا مالاً عظيمًا ليحصل ذلك، ولو فرض أن ليس الفعل من اتباع أهوائهم، فلا ريب أن مخالفتهم في ذلك أحسم لمادة متابعتهم في أهوائهم، وأعون على حصول مرضاة الله في تركها، وأن موافقتهم في ذلك قد تكون ذريعة إلى موافقتهم في غيره، فإن "من حام حول الحمى أوشك أن يواقعه".
وقال أيضًا: ومن هذا أيضًا قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير {البقرة: 120}.
ثم قال: فانظر كيف قال في الخبر ملتهم وفي النهي أهواءهم لأن القوم لا يرضون إلا باتباع الملة مطلقًا، والزجر وقع عن اتباع أهوائهم في قليل أو كثير ومن المعلوم أن متابعتهم في بعض ما هم عليه من الدين نوع متابعة لهم في بعض ما يهوونه أو مظنة لمتابعتهم فيما يهوونه.
الأدلة من السنة في موضوع التشبه:
أما الأدلة من السنة فهي كثيرة جدّا، وقد جاءت مفصلة لإجمال الأدلة القرآنية، وجاءت في جميع المجالات في العبادات وفي العادات وفي خصوصيات الرجل مع أهل بيته وحتى في مجال الموت والقبور.
ففي العبادات حديث الأذان وعدم السماح باستعمال قرن اليهود ولا جرس النصارى عندما رأى الصحابي الجليل عبد الله بن زيد رؤيا في منامه فقصها على الرسول صلى الله عليه وسلم فأقرها فشرع الأذان الذي لم يتشبه فيه باليهود وقرنهم أو النصارى ونواقيسهم، ومنها أيضًا النهي عن اتخاذ القبور مساجد وبدأ بقوله صلى الله عليه وسلم : "إن من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد"، فنهينا عن التشبه بهم، ومنها النهي عن الصلاة في أوقات الكراهة ؛ لأن الكفار يسجدون للشمس في هذه الأوقات، فنهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذه الأوقات أيضًا مع أنها لله سبحانه وتعالى وليست لغيره.
ومنها صيام يوم عاشوراء وقول الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر" مخالفة لأهل الكتاب ولعدم التشبه بهم في صيام يوم عاشوراء فقط.
ومنها استقبال القبلة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه يستقبلون المسجد الأقصى أو بيت المقدس وهو قبلة اليهود ثم أمر الله تعالى باستقبال البيت الحرام في قوله تعالى: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام {البقرة: 144}، وفي الأمور العادية أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعدم الأكل والشرب بالشمال مخالفة للشيطان حيث يأكل ويشرب بشماله.
وأمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحى وحف الشوارب مخالفة للمشركين حيث قال صلى الله عليه وسلم : "خالفوا المشركين؛ احفو الشوارب واعفو اللحى".
وفي الثياب واللباس فقد رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين على عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فقال: "هذه من ثياب الكفار لا تلبسها"، فعلل النهي بأنها من ثياب الكفار، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب للمسلمين المقيمين في بلاد فارس إياكم وزي أهل الشرك، وفي الأعياد لم يوافق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أهل المدينة على الأعياد التي كانوا يلعبون فيها وقال لهم: "إن الله أبدلنا بيومين خيرًا منهما ؛ يوم الفطر، ويوم الأضحى".
وفي خصوصيات الرجل مع أهله قدمنا قوله تعالى: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض {البقرة: 222}، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "اصنعوا كل شيء إلا النكاح". حتى في حال حيض المرأة وكانت اليهود يعتزلون المرأة تمامًا فلا يجلسون معها ولا يأكلون معها، حتى قالت اليهود ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا وخالفنا فيه.
وحتى في أمر الموت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "اللحد لنا والشق لغيرنا"، حتى نتميز عن غيرنا ولا نتشبه بهم في هذا الأمر وهو الدفن.
ثم نختم بما قاله ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم: ثم إن الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب من اعتقادات وإرادات وغير ذلك، وأمور ظاهرة من أقوال وأفعال، قد تكون عبادات وقد تكون أيضًا عادات: في الطعام والشراب واللباس والنكاح والمسكن والاجتماع والافتراق والسفر والإقامة والركوب وغير ذلك.
وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينها ولا بد ارتباط ومناسبة فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورًا ظاهرة وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعورًا وأحوالاً وقد بعث الله عبده ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحكمة التي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له، فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين وأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر، وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة لأمور:
منها: أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبًا وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فإن اللابس لثياب أهل العلم مثلًا يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلاً يجد في نفسه نوع تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه مقتضيًا لذلك، إلا أن يمنعه من ذلك مانع.
ومنها: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب انقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال، وكلما كان القلب أتم حياة وأعراف بالإسلام كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطنًا أو ظاهرًا أتم، وبعده عن أخلاقهم أشد.
ومنها: أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز ظاهرًا بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين، إلى غير ذلك من الأسباب الحكيمة. آه.

عايض بن علي 02-16-2008 07:07 PM

الاخ فارس
بوركت على طرح الموضوع ونقله
اللهم اجعلنى من الذين يهتدون بهدي الصالحين
جزاك الله كل خير

شاطبي نت 02-16-2008 07:17 PM

مشكورييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يين على مرووووووووووووووووووووووووووووووووووركم

ولكم تقديري واحترامي

عايض حامد الشمراني 02-16-2008 11:10 PM

بارك الله فيك ونفع بما تقدمّه

بلقاسم الشمراني 02-17-2008 05:19 AM

جزاك الله خير أخي الكريم فارس الحذيانة

وبارك الله فيك ونفعك الله بما تقدمه

تقبل مروري ولاهنت يالغالي

تحياتي واحترامي

مصلح الشمراني 02-17-2008 02:17 PM

جزاك الله الف خير اخي

تقبل مروري

مصلح الشمــ525ــراني


الساعة الآن 02:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية