منتديات قبائل شمران الرسمية - قرارات تاريخية يجب الاحتفاء بها

(قرارات تاريخية يجب الاحتفاء بها)

شهدت ليلة البارحة أوامر ملكية سيحفظها التاريخ ، كان أهمها الأمر الملكي بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد لمكافحة الفساد مُنحت صلاحيات وسلطات واسعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ المملكة على الإطلاق.
كما شهدت البدء الفعلي لتطبيق القرارات المشار إليها من خلال صدور عدد كبير من الإعفاءات وأوامر التوقيف التي طالت أسماء كبيرة لم يخطر ببال أحد من قبل أن يُتعرّض لمثلها ، مما أكد جدية الأوامر والحرص الواضح على عدم محاباتها أي احد مهما كان.

إن من الطبيعي والواجب أن يحتفي المجتمع السعودي بهذه القرارت التاريخية وأن يسبتشر بها خيراً وأن يهنّيء القيادة على ما وفقها الله إليه بشأنها . وإن من نافلة القول التأكيد على أن محاربة الفساد من أعظم ما يحقق الاستقرار والنماء لأي مجتمع ، وأن التساهل تجاه تفشي ظواهر الفساد من أكبر وأخطر دواعي دمار الأمم وانهيارها . والمتأمل في كتاب الله يجد أن عشرات الآيات القرآنية تعرضت للفساد من جميع أوجهه وجعلته من أعظم أسباب الانتقام الإلهي :

"وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ ، ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ،
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" ،

"وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ......
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ"

"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"

وفي المقابل جعل القرآن محاربة الفساد والتصدي له من أعظم أسباب النجاة:

"فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ".

إن المأمول والمتوقع أن يلتف المجتمع كله حول القيادة أعانها الله لضمان أن تبلغ هذه القرارات التاريخية مداها ، وأن تطال جميع أوجه الفساد وجميع الفاسدين ، لتبرأ بذلك الذمة ولتتطهر الدولة ويتطهر المجتمع من هذا الإثم العظيم ، ولتبلغ المملكة المكانة الرفيعة التي تليق بها في هذا المجال ، وليتحقق فينا قول الله عز وجل: "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"، حفظ الله بلادنا من كل سوء ،؟وأدام استقرارها وأمنها ، ووفق ولاة الأمر إلى كل ما فيه عز الوطن وفلاحه ، والله بالغ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

د. أحمد بن عثمان التويجري