منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-23-2023 12:15 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أصغى لكِ الليلُ حتى مرَّ في عجلٍ
‏ليدرك الصبحُ شيئًا من حكاياكِ

قالت بحبٍّ: صباح النور قلتُ لها
‏ما أشرق النورُ إلا من محيّاك

الحمدان 08-23-2023 12:24 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا
تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا

أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها
لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا

وَلَو بَدَت لَأَتاهَتهُم فَحَجَّبَها
صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا

بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ
يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا

أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ
إِذا نَضاها وَيَكسى الحُسنَ عُريانا

يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ
حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا

قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري
فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُم هانا

تُهدي البَوارِقُ أَخلافَ المِياهِ لَكُم
وَلِلمُحِبِّ مِنَ التَذكارِ نيرانا

إِذا قَدِمتُ عَلى الأَهوالِ شَيَّعَني
قَلبٌ إِذا شِئتُ أَن يَسلاكُمُ خانا

أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني
وَلا أُعاتِبُهُ صَفحاً وَإِهوانا

وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني
إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا

مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري
أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا

لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُت طَمَعاً
وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا

وَلا أُسَرُّ بِما غَيري الحَميدُ بِهِ
وَلَو حَمَلتَ إِلَيَّ الدَهرَ مَلآنا

لا يَجذِبَنَّ رِكابي نَحوَهُ أَحَدٌ
ما دُمتُ حَيّاً وَما قَلقَلنَ كيرانا

لَوَ اِستَطَعتُ رَكِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ
إِلى سَعيدِ اِبنِ عَبدِ اللَهِ بُعرانا

فَالعيسُ أَعقَلُ مِن قَومٍ رَأَيتُهُمُ
عَمّا يَراهُ مِنَ الإِحسانِ عُميانا

ذاكَ الجَوادُ وَإِن قَلَّ الجَوادُ لَهُ
ذاكَ الشُجاعُ وَإِن لَم يَرضَ أَقرانا

ذاكَ المُعِدُّ الَّذي تَقنو يَداهُ لَنا
فَلَو أُصيبَ بِشَيءٍ مِنهُ عَزّانا

خَفَّ الزَمانُ عَلى أَطرافِ أَنمُلِهِ
حَتّى تُوُهِّمنَ لِلأَزمانِ أَزمانا

يَلقى الوَغى وَالفَنا وَالنازِلاتِ بِهِ
وَالسَيفَ وَالضَيفَ رَحبَ الباعِ جَذلانا

تَخالُهُ مِن ذَكاءِ القَلبِ مُحتَمِياً
وَمِن تَكَرُّمِهِ وَالبِشرِ نَشوانا

وَتَسحَبُ الحِبَرَ القَيناتُ رافِلَةً
في جودِهِ وَتَجُرُّ الخَيلُ أَرسانا

يُعطي المُبَشِّرَ بِالقُصّادِ قَبلَهُمُ
كَمَن يُبَشِّرُهُ بِالماءِ عَطشانا

جَزَت بَني الحَسَنِ الحُسنى فَإِنَّهُمُ
في قَومِهِم مِثلُهُم في الغُرِّ عَدنانا

ما شَيَّدَ اللَهُ مِن مَجدٍ لِسالِفِهِم
إِلّا وَنَحنُ نَراهُ فيهِمِ الآنا

إِن كوتِبوا أَو لَقوا أَو حورِبوا وُجِدوا
في الخَطِّ وَاللَفظِ وَالهَيجاءِ فُرسانا

كَأَنَّ أَلسُنَهُم في النُطقِ قَد جُعِلَت
عَلى رِماحِهِمِ في الطَعنِ خِرصانا

كَأَنَّهُم يَرِدونَ المَوتَ مِن ظَمَأٍ
أَو يَنشَقونَ مِنَ الخَطِّيِّ رَيحانا

الكائِنينَ لِمَن أَبغي عَداوَتَهُ
أَعدى العِدا وَلِمَن آخَيتُ إِخوانا

خَلائِقٌ لَو حَواها الزِنجُ لَاِنقَلَبوا
ظَميَ الشِفاهِ جِعادَ الشَعرِ غُرّانا

وَأَنفُسٌ يَلمَعِيّاتٌ تُحِبُّهُمُ
لَها اِضطِراراً وَلَو أَقصَوكَ شَنآنا

الواضِحينَ أُبُوّاتٍ وَأَجبِنَةٍ
وَوالِداتٍ وَأَلباباً وَأَذهانا

يا صائِدَ الجَحفَلِ المَرهوبِ جانِبُهُ
إِنَّ اللِيوثَ تَصيدُ الناسَ أُحدانا

وَواهِباً كُلُّ وَقتٍ وَقتُ نائِلِهِ
وَإِنَّما يَهَبُ الوَهّابُ أَحيانا

أَنتَ الَّذي سَبَكَ الأَموالَ مَكرُمَةً
ثُمَّ اِتَّخَذتَ لَها السُؤآلَ خُزّانا

عَلَيكَ مِنكَ إِذا أُخليتَ مُرتَقِبٌ
لَم تَأتِ في السِرِّ ما لَم تَأتِ إِعلانا

لا أَستَزيدُكَ فيما فيكَ مِن كَرَمٍ
أَنا الَّذي نامَ إِن نَبَّهتُ يَقظانا

فَإِنَّ مِثلَكَ باهَيتُ الكِرامَ بِهِ
وَرَدَّ سُخطاً عَلى الأَيّامِ رِضوانا

وَأَنتَ أَبعَدُهُم ذِكراً وَأَكبَرُهُم
قَدراً وَأَرفَعُهُم في المَجدِ بُنيانا

قَد شَرَّفَ اللَهُ أَرضاً أَنتَ ساكِنُها
وَشَرَّفَ الناسَ إِذ سَوّاكَ إِنسانا


المتنبي

الحمدان 08-23-2023 03:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يُساءُ فهمُك بين الناسِ أحيانا
فيخلقون لك الأوصافَ ألوانا

فقد تكونُ ملاكاً عندَ بعضِهِمُ
وقد تكونُ بعينِ البعضِ شيطانا

فلا يغرُّكَ مدحٌ لو أتوكَ به
ولا يضرُّك ذمٌّ كيفما كانا

لا يعرفُ النفسَ شخصٌ مثلُ صاحبِها
فكُنْ لنفسِك في التقييمِ ميزانا


د جاسم المطوع

الحمدان 08-23-2023 07:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ
أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ
وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى
وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ

تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي
إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ
إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا
وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ

وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ
لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ

بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً
هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ

تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي
لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ

بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني
أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ

وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم
وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ

فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ

وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ
لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

وَقورٌ وَرَيعانُ الصِبا يَستَفِزُّها
فَتَأرَنُ أَحياناً كَما أَرِنَ المُهرُ

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ
وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ

فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى
قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ

فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي
وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ

فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا
فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ

وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ
إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ

وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ
إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ

فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ
وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ

وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً
إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ

فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها
لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ

كَأَنّي أُنادي دونَ مَيثاءَ ظَبيَةً
عَلى شَرَفٍ ظَمياءَ جَلَّلَها الذُعرُ

تَجَفَّلُ حيناً ثُمَّ تَرنو كَأَنَّها
تُنادي طَلاً بِالوادِ أَعجَزَهُ الخُضرُ

فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ
لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ

وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ
إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ

وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ
مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ

وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ
كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ

فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا
وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ

وَلا أُصبِحُ الحَيَّ الخَلوفَ بِغارَةٍ
وَلا الجَيشَ مالَم تَأتِهِ قَبلِيَ النُذرُ

وَيارُبَّ دارٍ لَم تَخَفني مَنيعَةٍ
طَلَعتُ عَلَيها بِالرَدى أَنا وَالفَجرُ

وَحَيٍّ رَدَدتُ الخَيلَ حَتّى مَلَكتُهُ
هَزيماً وَرَدَّتني البَراقِعُ وَالخُمرُ

وَساحِبَةِ الأَذيالِ نَحوي لَقيتُها
فَلَم يَلقَها جافي اللِقاءِ وَلا وَعرُ

وَهَبتُ لَها ما حازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ
وَرُحتُ وَلَم يُكشَف لِأَبياتِها سِترُ

وَلا راحَ يُطغيني بِأَثوابِهِ الغِنى
وَلا باتَ يَثنيني عَنِ الكَرَمِ الفَقرُ

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ
إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى
وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ

وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ
فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ

وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الرَدى
فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

وَلَكِنَّني أَمضي لِما لايُعيبُني
وَحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرَهُما الأَسرُ

يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَدى
فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ

وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً
إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ
فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ
كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ

يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما
عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ

وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ
وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ
وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ
وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ

وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ
وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا
لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا
وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ



أبو فراس الحمداني

الحمدان 08-23-2023 07:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه
إن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه

قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه

إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه
كل الذي مات فينا كيف نحييه

الشوق درب طويل عشت أسلكه
ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه

جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا
واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه

مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي
والعشق والله ذنب لستُ أخفيه

قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني
كيف انقضى العيد وانقضت لياليه

يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه

حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا
عدنا إلى الحزن يدمينا ونُدميه

مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني
قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه

أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني
ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه

ولتسألي الليل هل نامت جوانحه
ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه

يا فارس العشق هل في الحب مغفرة
حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه

الحب كالعمر يسري في جوانحنا
حتى إذا ما مضى لا شيء يبقيه

عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها
وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه

في كل يوم تُعيد الأمس في ملل
قد يبرأ الجرح والتذكار يحييه

إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه
مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه

أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي
يا ذنب عمري ويا أنقى لياليه

ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي
لا الصفح يجدي ولا الغفران أبغيه

إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة
قد ضل قلبي فقولي كيف أهديه



فاروق جويده مصر

الحمدان 08-23-2023 07:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بنفسيَ من تشفي أناملها الجوى
فلو قبَّلَ المضنى يديها لما اشتكى

ولو أن قلبي كانَ في القبرِ ساكناً
ومرتْ عليهِ كفها لتحركا



مصطفى صادق الرافعي

الحمدان 08-23-2023 07:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سلي بعدكِ الواشينَ هل ذاعَ لي سرُّ
وإن كانَ أضناني بتبريحهِ الهجرُ

على أنني كاتمتُ صدري ما بهِ
وفي كبدسي ما ليسَ يعلمهُ الصدرُ

حفظتكِ لا أني ارجي من الهوى
وفاءٌ ولكن ليسَ من شيمي الغدرُ

إذا هجعتْ عيناكِ جافاني الكرى
وباتتْ تناجيني الخواطرُ والفكرُ

أقاتلتي ظلماً لي الصبرُ والرضا
وإن كانَ قلبي ليسَ يحلو لي الصبرُ

إذا كانَ ذنبي أنني لكِ عاشقٌ
فمنكِ إليكِ العذرُ لو يشفعُ العذرُ

لكِ النهيُ إلا عن هواكِ وللهوى
بلحظكِ في ألبابنا النهيُ والأمرُ

وقد ذقتُ من حلوِ الزمانِ ومرِّهِ
فلا الحلو أنساني هواكِ ولا المرُّ

ويا رحمَ اللهُ الليالي التي مضتْ
ليالي كنا والزمانُ بنا نضرُ

وكانَ حماماتُ اللواحظِ بيننا
تروحُ وتعدو والقلوبُ لها وكرُ

الا ربَّ ليلٍ أسفرتْ تحتَ جنحهِ
فما شكَّ أهلُ الحيِّ أن طلعَ البدرُ

وقالتْ عذيري منكَ أمسيتَ غادراً
فقلتُ معاذَ اللهِ أن يغدرَ الحرُّ

فقالتْ فما للفجرِ تشكو لهُ الهوى
فقلتُ وهل ليلُ المحبِّ لهُ فجرُ

فقالتْ نسيتَ العهدَ قلتُ وهل سوى
غرامكَ خصمي يومَ يجمعنا الحشرُ

فقامتْ على كبرٍ تقولُ قتلتهُ
كأن لم تكنْ تدري أو عندها خبرُ

ومثلي فتى الدنيا الذي إن مشوا بهِ
إلى القبرِ يطوي مآثرهُ القبرُ



مصطفى صادق الرافعي
مصر

الحمدان 08-23-2023 10:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قفا بحمى سلع فساكنه الذي
من الحادث المرهوب أصبح مُنقذي

حبيب إذا ما جاد منه بنظرة
نعمت برؤياه وطال تلذذي

وإن غاب عن عيني أنكرت عيشتي
وضاق علي الرحب من كل منفذ

وكيف اصطبار القلب عن وجه سيد
جميل بآيات الكتاب معوذ

بنفسي شموس الصحو في رونق الضحى
على غصن بالسلسل العذب قد غذى

رضيت بأن يرضى بأني عبده
وليس على ذي الصدق هذا بمأخذ

وما فخر عبد لا يكون ولاؤه
لأكرم خلق الله حافٍ ومحتذى

وأحسنهم وجهاً وأحلى شمائلاً
إذا ما تثنى في رداء ومشوذ

أبي القاسم المختار أفضل مرسل
وأزكى أمين للأوامر منفذ

هو الرحمة المهداة والنعمة التي
بها حبر الرحمن كل موقذ

وذو النقمات الموبقات عدوه
بكل حسام ذي غرار مشحذ

تعطفه برد وروح وراحة
على كبد حرى وقلب مفلذ

وأغراضه ترمى فتصمى حشى الفتى
من الضر والبلوى بسهم مقذذ

ومشربه عذب لوراده روى
تقدس واستعلى عن المشرب القذى

له الحوض يوم الحشر يفضل ماؤه
على عسل للشارب المتلذذ

وأكوابه مثل النجوم وسبقه
لكل حفى متق متبذذ

ويخرج من نار الجحيم بجاهه
من العصب العاصين كل محنذ

به سعدوا بعد الشقاء وكم له
من النار من مستخلص متنقذ

ويسكن من أضحى مطيعاً لأمره
قباباً من الياقوت أو من زمرذ

بطاعته حازوا وحسن اتباعه
عطاءً من الرحمن غير مجذذ

هو المصطفى من ولد آدم كلهم
برغم عمٍ عن رشده حائر بذى

تنقل من شيث إلى متوشلخ
ونوح وسام نجله وارفخشذ

إلى صلب إبراهيم والصادق ابنه
وأصبح من عدنان في خير أفخذ

وخيم في علياء كنانة وانتهى
إلى هاشم جار الفتى المتعوذ

إلى شيبة الحمد المعظم وابنه ال
ذبيح الكريم بن الكريم المنجذ

مناسب في العلياء طاب نجارها
ومن يبتذر ذا اللحد بالسبق يبذذ

له معجزات ليس يدرك شأوها
تتابع فيها كل أزهر أوحذ

أتى بصريح الحق ليس بكاهن
وليس بسحّار ولا بمؤخّذ

بدعوته في المحل حُلت حيا الحيا
فجاد بغيث مغدق غر مشحذ

ولما دعا بالصحو أقلع غيها
وأجفل أجفال النعام المفذد

ولاح لكسرى القهر عند ولاده
ومن حوله من مرزبان وهربذ

فيا قلب إن رمت الغداة سلامة
من الفتن الصم الصلاب به عذ

وإن رمت عزاً شاملاً وصيانة
وعوناً على الدنيا بجانبه لُذ

وإن شئت أن تحيى سعيداً مهذباً
بسنته الزهراء ذات الهدى خُذ

عليك بها فاشدد يديك بحبلها
ومن يطرحها نابذاً فله انبذ

وذر كل شيطان يخالف أمرها
غوى على أحزابه متحوذ

وتابع على تحصيلها كل ناقد
بصير بآفات الكلام مجرذ

يؤم أحاديث الرسوم فيهتدي
بأنوارها نحو الرشاد ويحتذى

وكن مستقيماً للجماعة تابعاً
ومن لم يتابع سنة الله يشذذ



الصرصري العصر المملوكي

الحمدان 08-24-2023 12:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏مررت بدارهم شوقاً إليها
لعلي ألمح الأحباب فيها

فما من نائم في الدار يصحو
وما من زائر يدنو إليها

سألت الجار : ما الأخبار قل لي؟!
فقال : الدار أبقىٰ من ذويها

أما تعلم بأن الناس تمضي
وأن الدار تنعي ساكنيها؟!..

الحمدان 08-24-2023 12:06 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِن كانَ يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ
قَد كانَ يُعجِبُ قَبلَكَ الأَخيارا

وَلَئِن نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً
فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا

إِنَّ السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما
زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا

وَإِذا تَقَرَّبَ خاسِرٌ مِن خاسِرٍ
زادا بِذاكَ خَسارَةً وَتَبارا

أبو العتاهية

الحمدان 08-25-2023 04:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أُضاحك ضيفي قبل إِنزال رحله
ويخصبُ عندي والمحلُّ جديبُ

وَما الخصب للأَضياف أَن يكثر القِرى
ولكنما وجه الكَريم خَصيبُ


مسكين الدارمي
العصر الاموي

الحمدان 08-25-2023 04:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنَّ الكَريم إِذا ما كانَ ذا كَذِب
شانَ التكرّمَ منه ذلك الكذِبُ

الصدقُ أَفضل شُيء أَنت فاعله
لا شيءَ كالصدق لا فخرٌ ولا حسبُ


مسكين الدارمي

الحمدان 08-25-2023 05:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رب أُمور قد بريتُ لحاءها
وقومتُ من أَصلابها ثم زعتها

أُقيمُ بدار الحرب ما لَم اهَن بها
فان خفتُ من دار هواناً تركتها

وأَصلحُ جلَّ المال حتىّ تخالني
شَحيحاً وان حق عراني أَهنتها

ولست بولّاج البيوت لفاقةٍ
ولكن اذا اِستغنيتُ عنها ولجتها

أَبيتُ عن الادلاج في الحي نائماً
وأَرض بادلاج وهمّ قطعتها
أَلا أَيُّها الجاري سنيحاً وبارحاً

يُعرّض نفساً لو أَشاء قتلتها
تعارض فخر الفاخرين بعصبة

وَلَو وُضعت لي في إِناء أَكلتها
وان لنا ربعيَّة المجد كلها

موارث آباءٍ كرام ورثتها
اذا قصرَّت أَيدي الرجال عن العى

مددت يدي باعاً عليهم فنلتها
وداعٍ دَعاني للعلى فأَجبته
ودعوة داع في الصديق خذلتها

ومكرمةٍ كانَت رعاية والدي
فعلمنيها والدي ففعلتها

وعَوراء من قبل امرىء ذي قَرابَةٍ
تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها

رجاةً غد أَن يعطف الرَحم بيننا
ومظلمةٍ منه بجنبي عركتها

إِذا ما أُمورُ الناس رثَّت وضيعت
وجدت أُموري كلها قد رميتها

وإِنّي سألقى اللَه لَم ارم حرّة
وَلَم تتمنَّ يومَ سرِّ فخنتها

ولا قاذِفٌ نَفسي وَنَفسي بريئة
وَكَيفَ اعتذاري بعد ما قد قذفتها




مسكين الدارمي

الحمدان 08-25-2023 05:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تجعلني كأَقوام علمتهم
لَم يظلموا لبةً يوماً ولا وَدَجا

اني لأَغلاهم باللحم قد علموا
نيئاً وأَرخصهم باللحم إِذ نضجا

أَنا ابنُ قاتل جوع القوم قد علموا
إِذا السماء كست آفاقها رهجا

يا رب أَمرين قد فرّجتُ بينهما
إِذا هما نشبا في الصدر واِعتلجا

وَلا أَرى صاحبي هجران زوجته
ولا أَحدثها السوآت إِن خرجا

أديمُ خلقي لمن دامت خليقته
وأَمزج الحلو أَحياناً لمن مزجا

وأَقطع الخرق بالخَرقاء لاهية
إِذا الكواكب كانَت في الدجى سرجا

ما أَنزل اللَه من امر فأَكرهُه
إِلا سيجعلُ لي من بعده فرجا

ما مدّ قوم بأَيديهم إِلى شرف
إِلّا رأونا قياماً فوقهم درجا

لم يجعلِ اللَه قَلبي حين ينزلُ بي
همٌ تضيقني ضيقاً ولا حرجا



مسكين الدارمي

الحمدان 08-25-2023 07:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كل خافِقَةٍ سُكونُ

ولا تَغفَل عن الإِحسان فيها
فَما تدري السُكونُ متى يكون

وإن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تدري الفَصيلُ لمن يكون

إِذا ظَفِرَت يداك فَلا تَقصِّر
فإن الدهر عادَتَهُ يَخون



علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

الحمدان 08-25-2023 09:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ماذا عَن القوم؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُوا
ولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا

هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرنا
ما عادت الريحُ بالأخبارِ ترتحلُ

زادُوا على تَعَبي خَوفاً ومَسكَنَةً
جادُوا عليّ، ألا يا ليتهم بَخِلوا

يا سامُ أَسألُ نفسي مَحضَ أسئلةٍ
أرجو الجوابَ، ولكن تَبخَلُ الجُملُ

يَموت فيها كلامُ الشعر في لغتي
وفي شفاهِ العذارى تُنحَرُ القُبَلُ

ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني
عنهم أَلَم تَدرِ صنعا أنهم ثَمِلُوا؟

تبكي وتندب قوماً كلما خرجوا
من مَعبرٍ مظلمٍ في مِثلِهِ دَخلوا

كأنهم وسْط نارِ الحرب موقدُها
في الأرض، ما خُلقوا إلا لِيقتتلوا

يا سامُ قُم لترى صنعاءَ منهكةً
طغى عليها الفتى الملعونُ والعِللُ

تدورُ حولَ مفاهيمٍ مُزيفةٍ
كما تَدورُ على العصّارةِ الإبلُ

يا سامُ قُم لِتَرى صنعاءَ مُوجَعةً
تُبدِي الدموعَ، فَتُبدي صَمتَها الدولُ

بكاؤُها اليومَ يُبكي كُلَّ ذي خلدٍ
وخلفهُ نفخةٌ يَرمِي بها الأزلُ

وأنتَ تَسكن في قبرٍ، وتترك ما
بَنيتَ، والأرضُ جرحٌ ليس يندملُ

يا سامُ قُم لترى صنعاءَ إِنَّ بها
قوماً يزيدون جوعاً كلما أكلوا

ذئبٌ تَذمَّر مِن ظُلم الحياةِ ومن
جَورِ القويِّ وفي أنيابهِ حَملُ

لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا

شيخٌ يُفتّش في التوراةِ ليس له
شغلٌ سوى المدحِ في أمجادِ مَن رحلوا

أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني
مَوتاً وها أنذا في القبر احتفلُ

أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ
نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ

تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها
وإن دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ

قالت لنا ذاك ربي ذاك أكبرُهُم
جهلاً بهم ثم تابَت بعدما أفلوا

المشتري بائعٌ والأرضُ واقفةٌ
قل لي لمن تنشد الأشعارَ يا زُحلُ؟

هم يَكذبون عليها كلما نَطَقوا
نحن العروبةُ يا صنعا.. ونَحن أُولُو

سنَقتل الظلمَ غدراً لا مقارعةً
وحين تؤمِنُ صَنعا تَكفُرُ الحِيلُ

وحين تَسمعُ ما قالوه يُخجلها
سَماعُهُ والذي قالُوهُ ما خَجلوا

يا سامُ قُم لِترى صنعاءَ أغنيةً
بغى على لحنِها التقليدُ والمللُ

كانت تفوحُ بطِيبٍ ثم حوّلها
إلى دُخَانٍ وأضحى يُضرَبُ المَثلُ

الداءُ من جهةٍ والفقرُ من جهةٍ
والشَّرُّ مُنفَتحٌ والخيرُ مُنقَفِلُ

ما للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ

عودي كما كنت أُمّاً كي أعودَ أباً
منك البخور ومني البنُّ والعسلُ

يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ

لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ

فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ

سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ




عبدالله البردوني
اليمن

الحمدان 08-25-2023 10:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كُــنْ بَـلْـسَـمًـا إِنْ صَـارَ دَهْـرُكَ أَرْقَـمَـا
وَحَــلَاوَةً إِنْ صَــارَ غَــيْــرُكَ عَـلْـقَـمَـا

إِنَّ الْــحَــيَــاةَ حَـبَـتْـكَ كُـلَّ كُـنُـوزِهَـا
لَا تَـبْـخَـلَـنَّ عَـلَـى الْـحَـيَـاةِ بِبَعْضِ مَا

أَحْـسِـنْ وَإِنْ لَـمْ تُـجْـزَ حَـتَّـى بِـالـثَّنَا
أَيَّ الْـجَـزَاءِ الْـغَـيْـثُ يَبْغِي إِنْ هَمَى؟

مَـــنْ ذَا يُــكَــافِــئُ زَهْــرَةً فَــوَّاحَــةً
أَوْ مَـنْ يُـثِـيـبُ الْـبُـلْـبُـلَ الْـمُـتَـرَنِّـمَا؟

عُـدَّ الْـكِـرَامَ الْـمُـحْـسِـنِـيـنَ وَشيخـهُمُ
بِــهِــمَـا تَـجِـدْ هَـذَيْـنِ مِـنْـهُـمْ أَكْـرَمَـا

يَـا صَـاحِ خُـذْ عِـلْـمَ الْـمَـحَـبَّـةِ عَنْهُمَا
إِنِّــي وَجَــدْتُ الْـحُـبَّ عِـلْـمًـا قَـيِّـمَـا

لَــوْ لَــمْ تَـفُـحْ هَـذِي، وَهَـذَا مَـا شَـدَا
عَــاشَــتْ مُـذَمَّـمَـةً وَعَـاشَ مُـذَمَّـمَـا

فَـاعْـمَـلْ لِإِسْـعَـادِ الـسِّـوَى وَهَـنَـائِهِمْ
إِنْ شِـئْـتَ تَـسْـعَـدْ فِي الْحَيَاةِ وَتَنْعَمَا

أَيْـقِـظْ شُـعُـورَكَ بِـالْـمَـحَـبَّـةِ إِنْ غَـفَـا
لَـوْلَا الـشُّـعُـورُ الـنَّـاسُ كَانُوا كَالدُّمَى

أَحْـبِـبْ فَـيَـغْـدُو الْـكُـوْخُ كَـوْنًـا نَـيِّرًا
وَابْغَضْ فَيُمْسِي الْكَوْنُ سِجْنًا مُظْلِمَا


إيليا أبو ماضي

الحمدان 08-26-2023 07:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَرَكتَ النَجَم مِثلَكَ مُستَهاما
فَإِن تَسهُ سَها أَو نِمتَ ناما

بِنَفسِكَ لَوعَةٌ لَو في الغَوادي
لَصارَت كُلُّ ماطِرَةٍ جَهاما

وَفيكَ صَبابَةٌ لَو في جَمادٍ
لَأَشبَهَ دَمعَكَ الجاري اِنسِجاما

هَوىً بِكَ في العِذامِ لَه دَبيبٌ
أَشابَكَ وَهوَ لَم يَبرَح غُلاما

يَظُنُّ بِكَ اللَيلُ يَحوي فيكَ شَخصاً
وَما يَحوي الدُجى إِلّا عِظاما

نَفَيتَ الغَمضَ عَن جَفنَيكَ يَأتي
كَأَنَّكَ واصِلٌ فيهِ المَلاما

أَتَأرَقُ ثُمَّ تَرجو الطَيفَ يَأتي
شَكاكُ الطَيفِ لَو مَلَكَ الكَلاما

شَجَتكَ النائِحاتُ بِجُنحِ لَيلٍ
فَبِتَّ تُساجِلُ النَوحَ الحَماما

لَكِدتَ تُعَلِّمُ الطَيرَ القَوافي
وَكِدتَ تُعَلِّمُ اللَيلَ الغَراما

إِذا ذُكِرَ الشَآمُ بَكَيتَ وَجداً
وَما تَنفَكُّ تَذَّكَّرُ الشَآما

وَكُنتَ سَلَوتَهُ إِلّا قَليلاً
وَكُنتَ هَجَرتَهُ إِلّا لِماما

رُوَيدَكَ أَيُّها اللاحي رُوَيداً
لَكَ الوَيلاتُ لَيتَ سِواكَ لاما

أَأَرقُدُ وَالخُطوبُ تَطوفُ حَولي
وَأَقعُدُ بَعدَما الثَقَلانِ قاما

وَيَشقى مَوطِني وَأَنامُ عَنهُ
إِذاً مَن يَدفَعُ الخَطَرَ الجُساما

بِلادي لا عَرا شَرٌّ بِلادي
وَلا بَلَغَ العِدى مِنها مَراما

لَبِستُ اللَيلَ إِشفاقاً عَلَيها
وَإِن شاءَت لَبِستُ لَها القَتاما

وَقَفتُ لَها اليَراعَ أَذُبُّ عَنها
فَإِن يَكهَم وَقَفتُ لَها الحُساما

سَقى قُطرَ الشَآمِ القَطرُ عَنّي
وَحَيّا أَهلَهُ الصيدَ الكِراما

دَوَت صَيحاتُهُم في كُلِّ صِقعٍ
فَكادَت تَنشُرُ المَوتى الرِماما

وَتَطبَعُ في المُحَيّا بِشراً
وَتُغلِقُ في فَمِ الثَكلى اِبتِساما

فَحَوَّلَتِ القُنوطَ إِلى رَجاءٍ
وَصَيَّرَتِ الوَنى فينا اِعتِزاما

غَدَونا كُلَّما ذُكِروا طَرِبنا
كَأَنَّ بِنا المُعَتَّقَةَ المُداما

وَلَم أَرَ كَالضَميرِ الحُرِّ فَخراً
وَلَم أَرَ كَالضَميرِ العَبدِ ذاما

إِذا غابَ الذَليلُ النَفسِ عَنّي
نَظَرتُ إِلى الَّذي حَمَلَ الوِساما

إِذا جَلَبَ الكَلامُ عَلَيَّ عاراً
هَجَرتُ النُطقَ أَحسَبُهُ حَراما

وَأَجفو القَصرَ يُلزِمُني هَواناً
وَأَهوى العِزَّ يُلزِمُني الحِماما

رِجالَ التُركِ ما نَبغي اِنتِفاضاً
لَعَمرُكُم وَلا نَبغي اِنتِقاما

وَلَكِنّا نُطالِبُكُم بِحَقٍّ
وَنَكرَهُ مَن يُريدُ لَنا اِهتِضاما

حَمَلنا نيرَ ظُلمِكُمُ قُروناً
فَأَبلاها وَأَبلانا وَداما

رَعَيتُم أَرضَنا فَتَرَكتُموها
إِذا وَقَعَ الجَرادُ رَعى الرُغاما

فَباتَ الذِئبُ يَشكوكُم عُواءً
وَباتَ الظَبيُ يَشكوكُم بُغاما

جَرَيتُم بِالهِلالِ إِلى مَحاقٍ
وَلَولا جَهلُكُم بَلَغَ الطَماما

وَكُنتُمُ كُلَّما زِدنا لِياناً
لِنَسبِرَ غَورَكُم زِدتُم عَراما

فَما رَقَبتُمُ فينا جِواراً
وَلا حَفِظَت لَنا يَدُكُم ذِماما

أَثَرتُم بينَنا الأَحقادَ حَتّى
لَيَقتُلُ بَعضُنا نَعداً خِصاما

وَشاءَ اللَهُ كَيدَكُمُ فَبِتنا
كَمِثلِ الماءِ وَالخَمرِ اِلتِئاما

فَجَهلاً تَبعَثونَ الرُسلَ فينا
تَديفُ لَنا مَعَ الأَريِ السِماما

سَنَرمُقُهُم إِذا طَلَعوا عَلَينا
كَأَنّا نَرمُقُ الداءَ العُقاما

فَإِنَّ عُرىً شَدَدناها وِثاقاً
نَموتُ وَلا نَطيقُ لَها اِنفِصاما

خَفِ التُركِيَّ يَحلِفُ بِالمَثاني
وَخَفهُ كُلَّما صَلّى وَصاما

وَمَن يَستَنزِلُ الأَتراكَ خَيراً
كَمَن يَستَقبِسُ الماءَ الضِراما

هُمُ نَزَعوا لِواءَ المُلكِ مِنّا
وَنازَعنا طَغامُهُمُ الضِراما

وَقالوا نَحنُ لِلإِسلامِ سورٌ
وَإِنَّ بِنا الخِلافَةَ وَالإِماما

فَهَل في دينِ أَحمَدَ أَن يَجورُا
وَهَل في دينِ أَحمَدَ أَن نُضاما

إِلى كَم يَحصُرونَ الحُكمَ فيهِم
وَكَم ذا يَبتَغونَ بِنا اِحتِكاما

أَحَسنا نَحنُ أَكثَرَهُم رِجالاً
إِذا عُدّوا وَأَرفَعُهُم مَقاما

إِذا طَلَعَت ذُكاءً فَلَيسَ تَخفى
وَلَو حاكوا الظَلامَ لَها لِثاما

مُخَوُّفَنا المُثَقَّفَةَ العَوالي
لَقَد هَدَّدتَ بِالجَمرِ النَعاما

سَنوقِدُها تُعيرُ الشَمسَ ناراً
وَيُعيِ أَمرُها الجَيشَ اللَهاما

وَعِلمُ المَرءِ أَنَّ المَوتَ آتٍ
يُهَوِّنُ عِندَهُ المَوتَ الزُؤاما




إيليا أبو ماضي
لبنان

الحمدان 08-26-2023 07:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما عَزَّ مَن لَم يَصحَبِ الخَذِما
فَاِحطِم دَواتَكَ وَاِكسِرِ القَلَما

وَاِرحَم صِباكَ الغَضَّ إِنَّهُمُ
لا يَحمِلونَ وَتَحمِلُ الأَلَما

كَم ذا تُنادِهِم وَقَد هَجَعوا
أَحَسِبتَ أَنَّكَ تُسمِعُ الرِمَما

ما قامَ في آذانِهِم صَمَمٌ
وَكَأَنَّ في آذانِهِم صَمَما

القَومُ حاجاتُهُم إِلى هِمَمٍ
أَو أَنتَ مِمَّن يَخلِقُ الهِمَما

تَاللَهِ لَو كُنتَ اِبنَ ساعِدَةٍ
أَدَباً وَحاتِمَ طَيِّئٍ كَرَما

وَبَذَذتَ جالِنوسَ حِكمَتَهُ
وَالعِلمَ رِسطاطاليسَ وَالشِيَما

وَسَبَقتَ كُلُمبوسَ مُكتَشِفاً
وَشَأَوتَ آديسونَ مُعتَزِما

فَسَلَبتَ هَذا البَحرَ لُؤلُؤَةً
وَحَبوتَهُم إِيّاهُ مُنتَظَما

وَكَشَفتَ أَسرارَ الوُجودِ لَهُم
وَجَعَلتَ كُلَّ مُبَعَّدٍ أَمَما

ما كُنتَ فيهِم غَيرَ مُتَّهَمٍ
إِنّي وَجَدتُ الحُرَّ مُتَّهَما


إيليا ابو ماضي

الحمدان 08-27-2023 04:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حملتُ صوتكَ في قلبي وأوردتي
فما عليك إذا فارقتَ معركتي

أطعمتُ للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار.. قافيتي

آمنت بالحرفِ.. إما ميتاً عَدَماً
أو ناصباً لعدوّي حبلَ مشنقِة

آمنت بالحرف ناراً لا يضير إذا
كنتُ الرمادَ أنا أو كان طاغيتي

فإن سقطتُ وكفي رافع علمي
سيكتبُ الناس فوق القبر لم يمت




محمود درويش
فلسطين

الحمدان 08-27-2023 04:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مطر على أشجاره ويدي على
أحجاره والملح فوق شفاهي

من لي بشبّاك يقي جمر الهوى
من نسمة فوق الرصيف اللاهي ؟

وطني ! عيونك أم غيومٌ ذوَّبت
أوتار قلبي في جراح إلهِ !

هل تأخذنَّ يدي ؟ فسبحان الذي
يحمي غريبا من مذلِّة آهِ

ظلُّ الغريب على الغريب عباءةٌ
تحميه من لسع الأسى التيّاهِ

هل تُلْقِيَنَّ على عراء تسولي
أستار قبر صار بعض ملاهي

لأشمَّ رائحة الذين تنفَّسوا
مهدي... وعطر البرتقال الساهي

وطني ! أُفتِّش عنك فيك فلا أرى
إلاّ شقوق يديك فوق جباهِ

وطني أتفتحُ في الخرائب كوة؟
فالملح ذاب على يدي وشفاهي

مطر على الإسفلتِ يجرفني إلى
ميناءِ موتانا ... وجرحُك ناهِ




محمود درويش

الحمدان 08-27-2023 10:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَعَمري لقد أشجى تميماً وهدّها
على نكَباتِ الدهر موت الفرزدق

عشيةَ راحوا للفِراق بنعشِهِ
إلى جَدَثٍ في هُوّةِ الأرضِ مُعمَقِ

لقد غادروا في اللحدِ من كان ينتمي
إلى كُلّ نجمٍ في السماءِ مُحلِّقِ

ثَوى حامِلُ الأثقالِ عَن كلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ

عِمادُ تَميمٍ كلِّها ولسانُها
وناطقُها البَذّاخُ في كلّ منطقِ

فَمَن لِذوي الأرحامِ بعدَ ابن غالبٍ
لِجارٍ وَعانٍ في السلاسلِ موثَقِ

ومَن لِيتيمٍ بعد موتِ ابن غالبٍ
وأمِّ عيالٍ ساغبينَ ودَردَقِ

ومَن يُطلِقُ الأسرى ومَن يُحقنُ الدِما
يداهُ ويَشفي صدرَ حَرّانَ مُحنَقِ

وكَم مِن دمٍ غالٍ تحمّلَ ثِقلَهُ
وكان حَمولاً في وفاءٍ ومَصدَقِ

وكَم حِصنِ جبّارٍ هُمامٍ وسوقَةٍ
إذا ما أتى أبوابَهُ لم تُغلَّقِ

تَفَتَّحُ أبواب الملوكِ لوجههِ
بغيرِ حجابٍ دونَهُ أو تمَلُّقِ

لِتَبكِ عليهِ الإنسُ والجنُّ إذ ثَوى
فتى مُضَرٍ في كلّ غربٍ ومشرِقِ

فتىً عاش يبني المجدَ تسعين حِجّةً
وكان إلى الخيراتِ والمجدِ يرتقي

فما مات حتى لم يُخَلِّف وراءهُ
بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غيرَ مُصعَقِ



جرير. يرثى الفرزدق

الحمدان 08-27-2023 10:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَركتُم بِوادي رحرحان نساءَكُم
ويم الصّفا لاقيتم الشّعب أوعرا

سمعتم بني مجدٍ دعَوا يا لَعامر
فكنتُم نعاماً عند ذاك منقِّرا



جرير

الحمدان 08-28-2023 01:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ولم أرَ كالأجداثِ منظرَ وَحْشةٍ
ولا واعظي جُلاّسهم كالمقابرِ

لقد دبّرَ الدنيا حكيمٌ مدبّرٌ
لطيفٌ خبيرٌ عالمٌ بالسرائرِ

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه
فما فاته منها فليس بضائرِ

إذا أنت لم تُؤثرْ رضى الله وحده
على كلّ ما تهوى فلستَ بصابر

إذا كنت َ بالدنيا بصيراً فإنّما
بلاغُك منها مثلُ زاد المُسافر




أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 01:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهوَى
وما كَرْمَ المَرْءَ إلاّ التُّقَى

وأخلاقُ ذي الفضْلِ مَعرُوفَةٌ
ببَذلِ الجَميلِ وكفّ الأذى

ولَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يدٍ
ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى

وإنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ
يَدُلّ على صانعٍ لا يُرَى


أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 02:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا
وبت أشكوا إلى مولاي ما أجد

وقلت يا أملي في كل نائبة
يا من إليه لكشف الضر اعتمد

اشكوا إليك أمورا أنت تعلمها
مالي على حملها صبرا ولاجلد

وقد بسطت يدي بالذل مفتقرا
اليك ياخير من مدت اليه يد

فلا تردنها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يرد

الحمدان 08-28-2023 02:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس
وإن تمنعت بالحجاب والحرس

فما تزال سهام الموت صائبة
في جنب مدرع منها ومترس



أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 02:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
من مبلغ عني الإمام نصائحاً متوالية
إني أرى الأسعار أسعار الرعيّة غالية

وأرى المكاسب نزرة وأرى الضرورة فاشية
وأرى هموم الدهر رائحة تمرّ وغادية



أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 02:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا المرء لم ينهض بما فيه مجده
قضى وهو كَلّ في خدور العواتق

وأي حياة لأمرئ إن تنكرت
له الحال لم يعقد سيور المناطق



محمود سامي البارودي

الحمدان 08-28-2023 02:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتَجمَعُ مالاً لا تُقَدِّمُ بَعضَهُ
لِنَفسِكَ ذُخراً إِنَّ ذا لَسُقوطُ

وَتُوصي بِهِ بَعدَ المَماتِ جَهالَةً
وَتَترُكُهُ حَياً وَأَنتَ بَسيطُ



أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 02:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فيا عجباً تموتُ وأنت تبني
وتتخذُ المصانعَ والقِبابا

أراكَ وكُلّما أغلقتَ باباً
من الدنيا فتحتَ عليكَ بابا

ألم تر أن كلّ صباحِ يومٍ
يزيدكَ من منيّتِكَ اقترابا


أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 02:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أرى المرء تعجبه نفسه
فأعجب والأمر عندي عجيب

وماهو إلا على نقصه
فيوماً يشب ويوماً يشيب

ألا يعجب المرء من نفسه
إذا مانعاه إليه المشيب

إذا عبت أمراً فلا تأته
فذو اللب مجتنب مايعيب

ودع ما يريبك لا تأته
وجزه الا كل ما لا يريب



أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 02:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ولم أر فضلاً تمّ إلا بشيمةٍ
ولم أر عقلاً صحَّ إلا على أدب

ولم أرَ في الأعداءِ حين خبرتُهُم
عدّواً لعقلِ المرء أعدى من الغضب



أبو العتاهية

الحمدان 08-28-2023 03:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً
ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر

وتشاءُ انت من الأماني نجمةً
ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر

وتشاءُ انت من الحياة غنيمة
ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر

وتظلُ تسعى جاهدا في همة
والله يعطي من يشاء إذا شكر

والله يمنع إن أراد بحكمة
لابد أن ترضى بما حكم القدر

الحمدان 08-28-2023 03:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وليسَ ينالُ المجدَ من كان هَمُّهُ
طروقَ الأغاني واعتِناقَ الحَبائبِ

ولا بلغَ العلياءَ إلّا ابنُ حُرّةٍ
قليلُ افتِكارٍ في وقوعِ العواقبِ

جريءٌ على الأعداءِ مُرٌّ مذاقُهُ
بعيدُ المدى جمُّ الندى والمواهبِ

حَليفُ سُرًى جوّابُ أرضٍ تجاوزَت
به العِيسُ أجوازَ القِفارِ السباسبِ


ابن المقرب

الحمدان 08-28-2023 04:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما أَنصَفَ الطَلَلُ العافي بِماوانا
لَم نُشجِهِ يَومَ سَلَّمنا وَأَشجانا

عُجنا نُحَيّيهِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
مِنّا فَلَم نُبكِهِ شَوقاً وَأَبكانا

وَكُنتُ أَحسبُهُ وَالدَهرُ ذُو غِيَرٍ
لَو لَم نُحَيِّ مَغانِيهِ لَحَيّانا

فَلَستُ أَدري لِإِنكارٍ تَخَوَّنَهُ
أَم بِالعُقوقِ عَلى عَمدٍ تَوَخّانا

فَإِن يَكُن ذاكَ إِنكاراً فَلا عَجَبٌ
فَالشَيءُ يُنكِرُهُ ذُو اللُبِّ أَحيانا

رَأى عَلى شُعَبِ الأَكوارِ أَزفِلَةً
شِيباً وَيَعهَدُنا بِالأَمسِ شُبّانا

كُلٌّ مِنَ الضَعفِ قَد أَشفى عَلى هَرَمٍ
وَعِندَهُ أَنَّ حينَ الشَيبِ ما حانا

أَقُولُ وَالدَمعُ قَد بَلَّت بَوادِرُهُ
مِنّا خُدُوداً وَأَذقاناً وَأَردانا

وَقَد مُلِئتُ بِما عاينتُهُ عَجَبَاً
ما ضَرَّ سَهمَ الرَزايا لَو تَخَطَّانا

ما الذَنبُ لِلرَبعِ في هَذا فَنُلزِمُهُ
عَتباً وَلَكِنَّ هَذا الدَهرَ لا كانا

لَو لَم تَحُلَّ بِنادينا زَلازِلُهُ
لَكانَ ذَلِكُمُ الإِنكارُ عِرفانا

إِيهاً خَلِيلَيَّ مِن ذُهلِ بنِ ثَعلَبَةٍ
مَن لَم يُهِن نَفسَهُ في حَقِّها هانا

قُوما فَفي الأَرضِ عَن ذِي إِحنَةٍ سَعَةٌ
وَالحُرُّ يَختارُ أَخداناً وَأَوطانا

وَإِنَّني وَاجِدٌ في كُلِّ ناحِيَةٍ
بِالدارِ داراً وَبِالجيرانِ جِيرانا

كَم ذا المُقامُ عَلى ذُلٍّ وَمَنقَصَةٍ
وَكَم أُجَرَّعُ كَأسَ الضَيمِ مَلآنا

يَسُومني الخَسفَ أَقوامٌ أُبوّتهُم
عَبِيدُ آبايَ إِقراراً وَإِذعانا

أَرضى وَأَقنَعُ بِالحَظِّ الخَسيسِ وَلَو
أُنصِفتُ كُنتُ لَها بَدءاً وُثنيانا

وَيَعتَرِيني الأَذى مِن كُلِّ نازِلَةٍ
أَلقى أَوائِلَهُ في الناسِ خمّانا

يَعُدُّ إِن قالَ صِدقاً مِن مَفاخِرِهِ
كَرّاً وَمرّاً وَمِسحاةً وَفدّانا

يا دَهرُ إِن كُنتَ يَقظاناً فَقُم عَجِلاً
أَو ما تَزالُ إِذا نُوديتَ وَسنانا

فَاِنظُر أُمُوراً وَأَحوالاً مُنَكَّسَةً
ما كُنتُ نائِلَها لَو كُنت يَقظانا

جَدعاً وَعَقراً وَعَثراً يا زَمانُ وَلا
لَعاً لَقَد سُمتَنا جَوراً وَعُدوانا

ذَهَبتَ بِالعِزِّ وَاِستَبقَيتَ لِي غِرَراً
صُمّاً عَن الخَيرِ وَالمَعرُوفِ عُميانا

يَرى الغَنيمَةَ مَن يَرجُو نَوالَهُمُ
أَن لا يَعُودَ إِلى نادِيهِ عُريانا

وَجالِبُ المَدحِ يَستَمري أَكُفَّهُمُ
كَحالِبِ التَيسِ يَرجُو مِنهُ أَلبانا

يَعُدُّ مَمدُوحُهُم إِصغاءَ مَسمَعِهِ
إِلى مُمَدِّحِهِ فَضلاً وَإِحسانا

لِعِلمِهِ أَنَّهُ قَد جاءَ مُبتَدِعاً
وَقالَ في حَقِّهِ زُوراً وَبُهتانا

الحَمدُ لِلّهِ لَم أُنزِل بِهِم أَمَلاً
يَوماً فَأَرجِعُ كابي الزَّندِ خَزيانا

وَلا رَأَيتُهُمُ أَهلاً لِمَكرُمَةٍ
فَأَجتَدي مِنهُمُ مَقتاً وَحِرمانا

وَكَيفَ أُنزِلُ آمالي بِمُقرِفَةٍ
مَصّوا أَفاوِيقَ ثَديِ اللُؤمِ وِلدانا

يَرى جَوادُهُم العافي فَتَحسِبُهُ
رَأى هِزَبراً هَريتَ الشَدقِ طيّانا

يُخالُ سائِلهُم مِن صَرِّ أَوجُهِهم
بِالمِلحِ يَعرِكُ آنافاً وَآذانا

كَأَنَّما نَغمَةُ المُمتاحِ سَيبُهُمُ
سَهمٌ أَحَنَّ بِهِ كَبداءَ مِرنانا

جُودُ الكَريمِ لمن أَصفي مَوَدَّتَهُ
بَدءاً وَعَوداً وَإِسراراً وَإِعلانا

وَجُودُ كُلِّ لَئيمِ الطَبعِ يُمطِرُهُ
أَهلَ العَداوَةِ أَو مَن كانَ عَجّانا

يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي لِطيَّتِهِ
وَجناءَ مَوّارَةِ الضَبعَينِ مِذعانا

أَبلِغ عَلى النَأيِ قَومي حَيثُ ما نَزَلُوا
بَرّاً وَبَحراً وَأَجبالاً وَغِيضانا

وَقُل لَهُم عَن لِساني غَيرَ مُتَّئِبٍ
قَولاً تُبَيِّنُهُ لِلقَومِ تِبيانا

كَم ذا التَغافُلُ عَمّا قَد مُنِيتُ بِهِ
وَكَم أَهُزُّكُمُ مَثنى وَوُحدانا

أَتَقنَعُونَ بِأَن أَطوي رَجاءَكُمُ
يَأساً وَأَن أَتَرَجّى الحَيَّ قَحطانا

وَأَن أُفارِقَكُم حَرّانَ قَد بَرَدَت
بِيَ المُعادُونَ أَحقاداً وَأَضغانا

لا وَفَّقَ اللَهُ في بَدوٍ وَلا حَضَرٍ
أَعَقَّنا لِمَواليهِ وَأَجفانا

وَلا رَعى في رَعاياهُ الَّتي حُفِظَت
أَبَرَّنا بِمُعادِيهِ وَأَحفانا

يا لَيتَ شِعرِيَ إِن زُمَّت رَكائِبُنا
وَقُطِّعَت مِن قُرى البَحرَينِ أَقوَانا

وَأَصبَحَت قَد أَناخَت في ذُرى مَلِكٍ
مِن حِميَرٍ أَو بَقايا الحَيِّ كَهلانا

وَجاءَتِ القَومُ أَفواجاً لِتَسأَلَني
فَصادَفُوا مَنطِقي لِلفَضلِ عُنوانا

فَإِن أُجَمجِم وَأُخفي عَنهُمُ خَبري
حَمِيَّةً جَلَبَت هَوناً وَنُقصانا

وَإِن أَقُل كُنتُ ذا مالٍ فَمَزَّقَهُ
صَرفٌ مِنَ الدَهرِ ما يَنفَكُّ يَلحانا

يُقالُ لي كُلُّ تَفريقٍ لَهُ سَبَبٌ
يَجري فَأورِد عَلَينا الأَمرَ وَالشانا

فَإِن أَقُل سَيِّدا قَومي هُما سَبَبٌ
لِذاكَ لَم أَرَ هَذا القَولَ إِحسانا

هَذا لَعَمري أَطاعَ الكاشِحينَ وَلَم
يَعطِف وَأَصغى إِلى الواشينَ إِذعانا

وَمَنَّ بَعدَ ذَهابِ المالِ عَن عَرَضٍ
يفَتِّرُ النَفسَ كَي نَدعُوهُ مَنّانا

وَجِئتُ هَذا أُرَجّي عِندَهُ أَمَلاً
نَزراً فَصادَفتُ إِعراضاً وَحِرمانا

وَفي مَوَدَّتِهِ لاقَيتُ كُلَّ أَذىً
وَاِجتيحَ وَفرِيَ بُغضاً لِي وَشَنآنا

وَكُلُّ ذِي غُصَّةٍ بِالماءِ يَدفَعُها
فَكَيفَ يَصنَعُ مَن بِالماءِ غَصّانا

وَما عَلى مَن يَقُولُ الصِدقَ مِن حَرَجٍ
وَلَيسَ تَلزَمُهُ ذَنباً وَلا ذانا

لا عَزَّ قَومٌ يَعيشُ الكَلبُ ذا بغَرٍ
ما بِينَهُم وَيَمُوتُ اللَيثُ عَطشانا

وَقائِلٍ عَدِّ عَن نَظمِ القَريضِ فَقَد
أَسمَعتَ مِن قَبلُ لَو نَبَّهتَ يَقظانا

المَجدُ أَمسى دَفيناً بِالعذارِ فَقُم
كَيما تُقيمَ لَهُ نَوحاً وَإِرنانا

فَلَيسَ بَعدَ عِمادِ الدِينِ مِن مَلِكٍ
تَخُطُّ فيهِ رُواةُ الشِعرِ دِيوانا

يا ثُكلَ أُمِّ العِدى وَالمَكرُماتِ أَما
لَو يَنطِقُ الدَهرُ عَزّاها وَعَزّانا

فَقُلتُ لَم نَرَ فيهِ مِن خِلالِ عُلاً
إِلّا وَنَحنُ نَراها في اِبنِهِ الآنا

حَزمٌ وَعَزمٌ وَبَأسٌ صادِقٌ وَنَدىً
غَمرٌ وَحِلمٌ وَعَقلٌ فاقَ لُقمانا

يا فَضلُ دَعوةَ ذِي قُربى دَعاكَ وَقَد
أَحَسَّ لِلضَيمِ في أَحشاهُ نِيرانا

أَنتَ الَّذي تَرَكَ الأَعداءَ هَيبَتُهُ
كُلٌّ يُجَمجِمُ ما يَلقاهُ حَيرانا

يَأبى لَكَ المَجدُ وَالطَبعُ الكَريمُ بِأَن
تُدعى عَلى المالِ لِلأَحداثِ خَزّانا

يا مَن يَرى بَذلَهُ الأَموال فائدةً
تَبقى لَهُ وَيَرى الإِمساكَ خُسرانا

وَأَنتَ للدَوحَةُ اللّاتي أَرُومَتُها
طابَت فَمَدَّت عَلى الأَغصانِ أَغصانا

وَفِي يَدَيكَ سَحابُ الجُودِ تُمطِرُها
عَلى الخَلائِقِ أَوراقاً وَعِقيانا

أُعِيذُ مَجدَكَ أَن أَشقى وَتَعرِفُني
نُيُوبُ دَهرٍ تَرُدُّ القَرمَ حُلّانا

نَماكَ لِلمَجدِ آباءٌ بِهِم شَرُفَت
رَبِيعَةُ الغُرُّ عَدناناً وَقَحطانا

قَومٌ هُمُ ثَأَرُوا حُجراً وَهُم أَسَرُوا
عَمراً وَهُم قَهَرُوا ذا التاج صُهبانا

وَهُم أَباحُوا حِمى كِسرى وَهُم قَتَلُوا
هامُرزَ وَاِستَنزَلُوا الأُسوارَ مَهرانا

كانُوا جِبالاً لِنَجدٍ تَستَقِرُّ بِها
عَن الزَلازِلِ إِن ماجَت وَأَركانا

حَتّى إِذا اِرتَحَلُوا عَن جَوِّها اِضطَرَبَت
وَبُدِّلَت مِنهُمُ خَسفاً وَخِذلانا

وَأَصبَحَت بِقُرى البَحرَينِ خَيلُهُمُ
تَجُرُّ لِلعِزِّ أَشطاناً وَأَرسانا

لَولا نُزولهُمُ في جَوِّها لَرَأَت
رَبِيعَةٌ هَرَباً كَيشاً وَمَكرانا

لَكِنَّهُم أَثبَتُوا آساسَها وَنَفَوا
عَنها حَمِيَّ بنَ عَيمانٍ وَحَدّانا

كَما نَفَت قَبلَ ذا قَسراً أَوائِلُهُم
عَنها إِياداً وَحُلواناً وَجِيلانا

فَهاكَها يا عِمادَ الدِينِ حاوِيَةً
دُرّاً وَمِسكاً وَياقُوتاً وَمَرجانا




ابن المقرب العيوني
العصر الايوبي

الحمدان 08-28-2023 04:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَظُنُّكَ خِلتَ الشَوقَ وَالنَأيَ أَبكاني
فَأقبَلتَ نَحوي يابِسَ الدَمعِ تَلحاني

فَقُم فَاِلتَمِس خِلّاً سِوايَ فَما أَرى
صَحابَةَ مَن لَم يتَّبِع شَأنُهُ شاني

كَأَنَّكَ ما شاهَدتَ ما قَد أَصابَني
بِهِ الدَهرُ مِن صُيّابِ قَومي وَإِخواني

رُزِئتُ مُلوكاً لَو بَكَيتُ لِفَقدِهِم
دَماً ما كَفاني عُمرُ نُوحٍ وَلُقمانِ

بِهِم كُنتُ أَرمي مَن رَماني وَأَتَّقي
بِهِم نائِباتِ الدَهرِ مِن حَيثُ تَلقاني

بِأَسيافِهِم ذاقُوا الرَدى وَتَجَرَّعُوا
حَسا المَوتِ لا أَسيافِ قَيسٍ وَغَيلانِ

وَلَيسَ عُقوقاً مِنهُمُ بَل تَعالِياً
إِلى خَيرِ غاياتٍ وَأَشرَفِ بُنيانِ

لَعَمري لَقَد سُرَّ العَدُوُّ وَأظهِرَت
دَفاناتُ أَحقادٍ سُتِرنَ وَأَضغانِ



ابن المقرب العيوني

الحمدان 08-28-2023 04:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا قُل لِمَن أَرهَقَتهُ الذُنوبُ
وَخافَ مِن الدَهرِ خَطباً جَسيما

عَلَيكَ الهَدِيَّةَ إِنّي رَأيتُ
لَها عِندَنا اليَومَ شَأناً عَظِيما

تُجِيرُ لِذي الحُمقِ أَنّى أَرا
دَ حَمقاتِهِ وَتُعِزُّ اللَئيما

وَتبري السَخائِمَ حَتّى ترِيـ
ـكَ أَعدى عَدُوٍّ وَلِيّاً حَميما

وَأَيسَرُ شَيءٍ يَحُلُّ العُقودَ
وَيُصبِحُ مُهديهِ مُوسى الكَلِيما

فَبالشاةِ يَصفَعُ زَيدٌ أَخا
هُ في مِصرِنا وَيُفَرّي الأَديما

وَيُضحي الَّذي أَنفُهُ في التُخُومِ
يُطاوِلُ مَن يَتَمَطّى النُجُوما

فَكَم مِن بُطَيطِيخَةٍ بَرَّدَت
لَوافِحَ مِن قَبلُ كانَت سُمُوما

وَكَم حُلَّةٍ عَمَّرَت مَنزِلاً
وَأَبقَت مَنازِلَ قَومٍ رُسُوما

فَلا تَحقِرَنَّ قَليلَ الرُشا
فَريحُ الدَواءِ تُحيطُ الكُلوما



ابن المقرب العيوني

الحمدان 08-28-2023 04:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مالِكَ الخَيرِ عَلَيكَ السَلام
أَتاكَ شَيخٌ مِن أَضَلِّ الأَنام

فَأجِّجِ النارَ وَاِفتح لَهُ
أَبوابَها وَاِنعم لَهُ بِالقِيام

وَاِجعَلهُ بِالتابُوتِ مِن خَلفِهِ
إِبليسُ يَمشي حافِياً في فِئام

وَقُل لَهُ يَختارُ في جَوفِهِ
بَيتاً وَزَيِّنهُ بِغَبنٍ وَلام

وَزُفَّهُ تَرقُصُ مِن حَولِهِ
عَقارِبٌ كَالبُختِ أَو كَالنَعام

وَقُل لِأَهلِ النارِ حُفّوا بِهِ
فَهوَ لِمَن سَنَّ المَعاصي إِمام

حَتّى إِذا أَكمَلَ في قَعرِها
مِنَ المَدى يا مالِكاً أَلفَ عام

فَأمُر بِهِ يَخرُجُ لَو مُكرَهاً
مِنها إِلى الخُلدِ وَدارِ السَلام




ابن المقرب العيوني

الحمدان 08-28-2023 04:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلقَت إِلَيكَ مَقادَها الأَيّامُ
وَأَمَدَّكَ الإِجلالُ وَالإِعظامُ

وَمَشى إِلَيكَ الدَهرُ مِشيَةَ خاضِعٍ
وَقَضى بِما تَختارُهُ العَلّامُ

وَبَقيتَ ما بَقِيَ الزَمانُ مُخَلَّداً
في حَيثُ تَقعُدُ وَالأَنامُ قِيامُ

وَحباكَ رَبُّكَ بِالكرامَةِ وَالرِضا
وَالبِرِّ ما نَسَخَ الضِياءَ ظَلامُ

فَلأَنتَ حينَ تُعَدُّ عَينُ زَمانِنا
وَبِصِدقِ قَولي يَشهَدُ الإِسلامُ

بِكَ يا مُحِبَّ الدِّينِ طالَت فَاِعتَلَت
شَرَفاً عَلى الخَطِّيَّةِ الأَقلامُ

أَحيَيتَ بِشراً وَالجُنَيدَ وَعامِراً
زُهداً وَكُلٌّ إِذ يُعَدُّ إِمامُ

وأَقَمتَ لِلقُرَشِيِّ في آرائِهِ
حُجَجاً يُقَصِّرُ دُونَها النُظّامُ

لَو رادَكَ الثَورِيُّ أَعلَنَ قائِلاً
أَنتَ الغَمامُ وَمَن سَواكَ جَهامُ

لِلّهِ دَرُّكَ أَيُّ مَوضِحِ مُشكِلٍ
أَضحى وَمِن شُبَهٍ عَلَيهِ خِتامُ

حَسَنُ الإِنابَةِ مُخلِصٌ أَعمالَهُ
لِلّهِ لا يَسري إِلَيهِ أَثامُ

إِن يَجحَدِ العُظماءُ فَضلَكَ فيهِمُ
فَبَنُوا السَبيلِ تُقِرُّ وَالأَيتامُ

لَكَ حينَ يَعتَكِرُ الظَلامُ صَنائِعٌ
تَغشى الأَرامِلَ وَالعُيونُ نِيامُ

قَسَماً لَوَ اِنّكَ في الغِنى في بَسطَةٍ
لَم يَدرِ أَهلُ الفَضلِ ما الإِعدامُ

لِلّهِ مِن خَفَقانِ قَلبي كُلَّما
قَعَدُوا لِتَجهيزِ الحُمولِ وَقامُوا

فَليَفرَحِ البَيتُ العَتيقُ وَزَمزَمٌ
بِقُدُومِهِ وَالحِلُّ وَالإِحرامُ

يا وَحشَتا وَالعِيسُ لَم يُرفَع لَها
رَحلٌ وَلا نُشِرَت لَها أَعلامُ

لا كانَ هَذا السَيرُ آخِرَ عَهدِنا
فَهِيَ اللَيالي رِحلَةٌ وَمَقامُ

وَكَلاكَ رَبُّكَ حَيثُ كُنتَ وَلا عَدا
أَرضاً تَحُلُّ بِها حَياً وَرِهامُ

وَرَعاكَ مَن لَو كُنتَ راعِيَ خَلقِهِ
لَم يُرعَ إِلّا لِلحَنيفِ ذِمامُ

أَنعِم عَلَينا بِالدُعاءِ إِذا اِلتَقى
بِحُجُونِ مَكَّةَ مَشرِقٌ وَشآمُ

وَعَلَيكَ مِنّا ما حَييتَ وَما بَدَت
شَمسُ النَهارِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ



ابن المقرب العيوني


الساعة الآن 11:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية