منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-13-2023 10:44 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذ قال لم يتركْ مقالًا لقائل
بمنتظمات لا ترَى بينها فصلًا

كفَى وشفَى ما في النُّفوس فلم يدعْ
لذي إِرْبَة في القول جدًّا ولا هزلًا


حسان بن ثابت

الحمدان 08-13-2023 10:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَكَائن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ
زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ


زهير بن أبي سلمى

الحمدان 08-13-2023 10:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ومن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطى بمنسم

ومن يجعل المعروف من دون عِرضه
يفره ومن لا يتق الشتم يشتم

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
وإن يرق أسباب السماء بسلم

ومن يجعل المعروف في غيره أهله
يكن حمده ذمًا عليه ويندم

ومن يغترب يحسب عدوًا صديقه
ومن لم يكرم نفسه لم يكرم


زهير بن أبي سلمى

الحمدان 08-14-2023 08:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا الهَشِمُ الفَهُّ اشترى ببناته
وجدِّك لم أرقع بهن خلالي

جعلت بناتي في مواليَّ قَصرةً
وما راعني ذو شورة وجمال

وما راعني شَكد وبُردَا سحابة
ولا ذرع نوبي أشق طوال

رأيت الأُلى يأتون للحق دعوتي
مواليَّ والأُقصَينَ غيرُ موالي

ولست ببان لامرىء سَمكَ بيته
وأترك بيتي خاويا بخمال



بلعاء بن قيس الكناني

الحمدان 08-14-2023 08:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دعوت أبا ليلى إلى السلم كي يرى
برأي أصيل أو يؤول إلى حِلمِ

دعاني اشُبُّ الحربَ بيني وبينه
فقلت له مهلا هَلُمَّ إلى السلم

فلما أبى أرسلتُ فضلة ثوبه
إليه فلم يرجع بحزم ولا عزم

وحين رمانيها رميت سواده
ولا بُدَّ أن يرمى سَوَادُ الذي يرمي

فكان صريعَ الخيل أول وهلة
فبعداً له مختار عجز على علم

إذا أنت حَرَّكت الوغَى وشهدتها
وافلتَّ من قتل فلا بد من كَلمِ


بلعاء بن قيس الكناني

الحمدان 08-15-2023 12:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَأَقصَرَ باطِلُه
وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه

وَأَقصَرتُ عَمّا تَعلَمينَ وَسُدِّدَت
عَلَيَّ سِوى قَصدِ السَبيلِ مَعادِلُه

وَقالَ العَذارى إِنَّما أَنتَ عَمُّنا
وَكانَ الشَبابُ كَالخَليطِ نُزايِلُه

فَأَصبَحتُ ما يَعرِفنَ إِلّا خَليقَتي
وَإِلّا سَوادَ الرَأسِ وَالشَيبُ شامِلُه

لِمَن طَلَلٌ كَالوَحيِ عافٍ مَنازِلُه
عَفا الرَسُّ مِنهُ فَالرُسَيسُ فَعاقِلُه

فَرَقدٌ فَصاراتٌ فَأَكنافُ مَنعِجٍ
فَشَرقِيُّ سَلمى حَوضُهُ فَأَجاوِلُه

فَوادي البَدِيِّ فَالطَوِيُّ فَثادِقٌ
فَوادي القَنانِ جِزعُهُ فَأَفاكِلُه

وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ
أَجابَت رَوابيهِ النِجا وَهَواطِلُه

هَبَطتُ بِمَمسودِ النَواشِرِ سابِحٍ
مُمَرٍّ أَسيلِ الخَدِّ نَهدٍ مَراكِلُه

تَميمٍ فَلَوناهُ فَأُكمِلَ صُنعُهُ
فَتَمَّ وَعَزَّتهُ يَداهُ وَكاهِلُه

أَمينٍ شَظاهُ لَم يُخَرَّق صِفاقُهُ
بِمِنقَبَةٍ وَلَم تُقَطَّع أَباجِلُه

إِذا ما غَدَونا نَبتَغي الصَيدَ مَرَّةً
مَتى نَرَهُ فَإِنَّنا لا نُخاتِلُه

فَبَينا نُبَغّي الصَيدَ جاءَ غُلامُنا
يَدِبُّ وَيُخفي شَخصَهُ وَيُضائِلُه

فَقالَ شِياهٌ راتِعاتٌ بِقَفرَةٍ
بِمُستَأسِدِ القُريانِ حُوٍّ مَسائِلُه

ثَلاثٌ كَأَقواسِ السَراءِ وَمِسحَلٌ
قَدِ اِخضَرَّ مِن لَسِّ الغَميرِ جَحافِلُه

وَقَد خَرَّمَ الطُرّادُ عَنهُ جِحاشَهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا نَفسُهُ وَحَلائِلُه

فَقالَ أَميري ما تَرى رَأيَ ما نَرى
أَنَختِلُهُ عَن نَفسِهِ أَم نُصاوِلُه

فَبِتنا عُراةً عِندَ رَأسِ جَوادِنا
يُزاوِلُنا عَن نَفسِهِ وَنُزاوِلُه

وَنَضرِبُهُ حَتّى اِطمَئَنَّ قَذالُهُ
وَلَم يَطمَئِنَّ قَلبُهُ وَخَصائِلُه

وَمُلجِمُنا ما إِن يَنالُ قَذالَهُ
وَلا قَدَماهُ الأَرضَ إِلّا أَنامِلُه

فَلَأياً بِلَأيٍ ما حَمَلنا وَليدَنا
عَلى ظَهرِ مَحبوكٍ ظِماءٍ مَفاصِلُه

وَقُلتُ لَهُ سَدِّد وَأَبصِر طَريقَهُ
وَما هُوَ فيهِ عَن وَصاتِيَ شاغِلُه

وَقُلتُ تَعَلَّم أَنَّ لِلصَيدِ غِرَّةً
وَإِلّا تُضَيِّعها فَإِنَّكَ قاتِلُه

فَتَبَّعَ آثارَ الشِياهِ وَليدُنا
كَشُؤبوبِ غَيثٍ يَحفِشُ الأُكمَ وابِلُه

نَظَرتُ إِلَيهِ نَظرَةً فَرَأَيتُهُ
عَلى كُلِّ حالٍ مَرَّةً هُوَ حامِلُه

يُثِرنَ الحَصى في وَجهِهِ وَهوَ لاحِقٌ
سِراعٌ تَواليهِ صِيابٌ أَوائِلُه

فَرَدَّ عَلَينا العَيرَ مِن دونِ إِلفِهِ
عَلى رُغمِهِ يَدمى نَساهُ وَفائِلُه

فَرُحنا بِهِ يَنضو الجِيادَ عَشِيَّةً
مُخَضَّبَةً أَرساغُهُ وَعَوامِلُه

بِذي مَيعَةٍ لا مَوضِعُ الرُمحِ مُسلِمٌ
لِبُطءٍ وَلا ما خَلفَ ذالِكَ خاذِلُه

وَأَبيَضَ فَيّاضٍ يَداهُ غَمامَةٌ
عَلى مُعتَفيهِ ما تُغِبُّ فَواضِلُه

بَكَرتُ عَلَيهِ غُدوَةً فَرَأَيتُهُ
قُعوداً لَدَيهِ بِالصَريمِ عَواذِلُه

يُفَدّينَهُ طَوراً وَطَوراً يَلُمنَهُ
وَأَعيا فَما يَدرينَ أَينَ مَخاتِلُه

فَأَقصَرنَ مِنهُ عَن كَريمٍ مُرَزَّءٍ
عَزومٍ عَلى الأَمرِ الَّذي هُوَ فاعِلُه

أَخي ثِقَةٍ لا تُتلِفُ الخَمرُ مالَهُ
وَلَكِنَّهُ قَد يُهلِكُ المالَ نائِلُه

تَراهُ إِذا ما جِئتَهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ تُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه

وَذي نَسَبٍ ناءٍ بَعيدٍ وَصَلتَهُ
بِمالٍ وَما يَدري بِأَنَّكَ واصِلُه

وَذي نِعمَةٍ تَمَّمتَها وَشَكَرتَها
وَخَصمٍ يَكادُ يَغلِبُ الحَقَّ باطِلُه

دَفَعتَ بِمَعروفٍ مِنَ القَولِ صائِبٍ
إِذا ما أَضَلَّ الناطِقينَ مَفاصِلُه

وَذي خَطَلٍ في القَولِ يَحسِبُ أَنَّهُ
مُصيبٌ فَما يُلمِم بِهِ فَهوَ قائِلُه

عَبَأتَ لَهُ حِلماً وَأَكرَمتَ غَيرَهُ
وَأَعرَضتَ عَنهُ وَهوَ بادٍ مَقاتِلُه

حُذَيفَةُ يُنميهِ وَبَدرٌ كِلاهُما
إِلى باذِخٍ يَعلو عَلى مَن يُطاوِلُه

وَمَن مِثلُ حِصنٍ في الحُروبِ وَمِثلُهُ
لِإِنكارِ ضَيمٍ أَو لِأَمرٍ يُحاوِلُه

أَبى الضَيمَ وَالنُعمانُ يَحرِقُ نابُهُ
عَلَيهِ فَأَفضى وَالسُيوفُ مَعاقِلُه

عَزيزٌ إِذا حَلَّ الحَليفانِ حَولَهُ
بِذي لَجَبٍ لَجّاتُهُ وَصَواهِلُه

يُهَدُّ لَهُ ما دونَ رَملَةِ عالِجٍ
وَمَن أَهلُهُ بِالغَورِ زالَت زَلازِلُه

وَأَهلِ خِباءٍ صالِحٍ ذاتُ بَينِهِم
قَدِ اِحتَرَبوا في عاجِلٍ أَنا آجِلُه

فَأَقبَلتُ في الساعينَ أَسأَلُ عَنهُمُ
سُؤالَكَ بِالشَيءِ الَّذي أَنتَ جاهِلُه




زهير بن أبي سلمى

الحمدان 08-15-2023 12:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ

بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ

وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ

أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ

فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ

عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ

وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ

بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ

جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ

ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ

كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ

فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ
وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ

سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ

فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ

يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ

تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما
تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ

وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً
بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ

فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ

عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ

فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ

تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ

يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ

فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ

فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم
لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ

يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً
وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ

فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها
وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ

فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم
كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ

فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها
قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ

لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ
بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ

وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ
فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ

وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي
عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ

فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ
لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ

لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ
لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ

جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ
سَريعاً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ

رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا
غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ

فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا
إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ

لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم
دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ

وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ
وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ

فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم
عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ

تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً
صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ

لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم
إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ

كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ
لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ

سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ

رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ

وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي

وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ




زهير بن أبي سلمى

الحمدان 08-15-2023 01:36 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عصافيرُ يحسبنَ القلوبَ من الحبِّ
فمنْ لي بها عصفورةٌ لقطتْ قلبي

وطارتْ فلما خافتِ العينُ فوتها
أزالتْ لها حباً من اللؤلؤ الرطبِ

فيا ليتني طيرٌ أجاور عشها
فيوحشُها بعدي ويؤنسُها قربي

ويا ليتها قد عششتْ في جوانبي
تغردُ في جنبٍ وتمرحُ في جنبِ



الرافعي

الحمدان 08-16-2023 12:00 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قالَ العَذولُ لِمَ اِعتَزَلتَ عَنِ الوَرى
وَأَقَمتَ نَفسَكَ في المَقامِ الأَوهَنِ

نادَيتُ طالِبُ راحَةٍ فَأَجابَني
أَتعَبتَها بِطِلابِ ما لَم يُمكِنِ


صفي الدين الحلي

الحمدان 08-16-2023 12:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا الجَدُّ لَم يَكُ لي مُسعِداً
فَما حَرَكاتِيَ إِلّا سُكونُ

إِذا لَم يَكُن ما يُريدُ الفَتى
عَلى رُغمِهِ فَليُرِد ما يَكونُ


صفي الدين الحلي

الحمدان 08-16-2023 12:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بِقَدرِ لُغاتِ المَرءِ يَكثُرُ نَفعُهُ
فَتِلكَ لَهُ عِندَ المُلِمّاتِ أَعوانُ

تَهافَت عَلى حِفظِ اللُغاتِ مُجاهِداً
فَكُلُّ لِسانٍ في الحَقيقَةِ إِنسانُ



صفي الدين الحلي

الحمدان 08-16-2023 12:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَمّا رَأَيتُ بَني الزَمانِ وَما بِهِم
خِلٌّ وَفِيٌّ لِلشَدائِدِ أَصطَفي

أَيقَنتُ أَنَّ المُستَحيلَ ثَلاثَةٌ
الغولُ وَالعَنقاءُ وَالخِلُّ الوَفي


صفي الدين الحلي

الحمدان 08-16-2023 12:02 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ



الشافعي

الحمدان 08-16-2023 11:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا إِنَّ قَوماً كُنتُمُ أَمسَ دونَهُم
هُمُ مَنَعوا جاراتِكُم آلَ غُدرانِ

عُوَيرٌ وَمَن مِثلُ العُوَيرِ وَرَهطِهِ
وَأَسعَدَ في لَيلِ البَلابِلِ صَفوانِ

ثِيابُ بَني عَوفٍ طَهارى نَقِيَّةٌ
وَأَوجُهُهُم عِندَ المُشاهِدِ غِرّانِ

هُمُ أَبلَغوا الحَيَّ المُضَلَّلَ أَهلَهُم
وَساروا بِهِم بَينَ العِراقِ وَنَجرانِ

فَقَد أَصبَحوا وَاللَهِ أَصفاهُمُ بِهِ
أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى بِجِيرانِ




امرؤ القيس العصر الجاهلي

الحمدان 08-16-2023 11:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَرى الطِّفل مِنهُم يَبتَغي المَجدَ شيمَةً
وَلَيسَ بِمُنسيهِ اِبتناء عَلى الهَرَم

وَإِن هُو وَفَّى العُمرَ تِسعينَ حجَّة
هَذي بِقرى الأَضيافِ وَالجارِ والذِّمَم


زياد الاعجم .. العصر الاموي

الحمدان 08-16-2023 11:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا
ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ

إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها
على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ


الأصمعي .. العصر العباسي

الحمدان 08-17-2023 02:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما لي رَأَيتُكَ راكِباً لِهَواكا
أَظَنَنتَ أَنَّ اللَهَ لَيسَ يَراكا

اِنظُر لِنَفسِكَ فَالمَنِيَّةُ حَيثُ ما
وَجَّهتَ واقِفَةٌ هُناكَ حِذاكا

خُذ مِن حَراكِكَ لِلسُكونِ بِحَظِّهِ
مِن قَبلِ أَن لا تَستَطيعَ حَراكا

لِلمَوتِ داعٍ مُزعِجٌ وَكَأَنَّهُ
قَد قامَ بَينَ يَدَيكَ ثُمَّ دَعاكا

وَلِيَومِ فَقرِكَ عُدَّةٌ ضَيَّعتَها
وَالمَرءُ أَفقَرُ ما يَكونُ هُناكا

لَتُجهَزَنَّ جِهازَ مُنقَطِعِ القُوى
وَلَتَشحِطَنَّ عَنِ القَريبِ نَواكا

وَلَيُسلِمَنَّكَ كُلُّ ذي ثِقَةٍ وَإِن
ناداكَ بِاِسمِكَ ساعَةً وَبَكاكا

وَإِلى مَدىً تَجري وَتِلكَ هِيَ الَّتي
لا تُستَقالُ إِذا بَلَغتَ مَداكا

يا لَيتَني أَدري بِأَيِّ وَثيقَةٍ
تَرجو الخُلودَ وَما خُلِقتَ لِذاكا

يا جاهِلاً بِالمَوتِ مُرتَهَناً بِهِ
أَحَسِبتَ أَنَّ لِمَن يَموتُ فَكاكا

لا تَكذِبَنَّ فَلَو قَدِ اِحتُفِرَ الحَشا
بَطَلَ اِحتِيالُكَ عِندَهُ وَرُقاكا

حاوَلتَ رِزقَكَ دونَ دينِكَ مُلحِفاً
وَالرِزقُ لَو لَم تَبغِهِ لَبَغاكا

وَجَعَلتَ عِرضَكَ لِلمَطامِعِ بِذلَةً
وَكَفى بِذَلِكَ فِتنَةً وَهَلاكا

وَأَراكَ تَلتَمِسُ الغِنى لِتَنالَهُ
وَإِذا قَنِعتَ فَقَد بَلَغتَ غِناكا

وَلَقَد مَضى أَبَواكَ عَمّا خَلَّفا
وَلَتَمضِيَنَّ كَما مَضى أَبَواكا

لَو كُنتَ مُعتَبِراً بِعُظمِ مُصيبَةٍ
لَجَعَلتَ أُمَّكَ عِبرَةً وَأَباكا

ما زِلتَ توعَظُ كَي تُفيقَ مِنَ الصِبا
وَكَأَنَّما يُعنى بِذاكَ سِواكا

قَد نِلتَ مِن شَرخِ الشَبابِ وَسُكرِهِ
وَلَقَد رَأَيتَ الشَيبَ كَيفَ نَعاكا

لَن تَستَريحَ مِنَ التَعَبُّدِ لِلمُنى
حَتّى تُقَطِّعَ بِالعَزاءِ مُناكا

وَبَّختَ عَبدَكَ بِالعَمى فَأَفَدتَهُ
بَصَراً وَأَنتَ مُحَسَّنٌ لِعَماكا

كَفَتيلَةِ المِصباحِ تَحرُقُ نَفسَها
وَتُنيرُ واقِدَها وَأَنتَ كَذاكا

وَمِنَ السَعادَةِ أَن تَعِفَّ عَنِ الخَنا
وَتُنيلَ خَيرَكَ أَو تَكُفَّ أَذاكا

دَهرٌ يُؤَمِّنُنا الخُطوبَ وَقَد نَرى
في كُلِّ ناحِيَةٍ لَهُنَّ شِباكا

يا دَهرُ قَد أَعظَمتَ عِبرَتَنا بِمَن
دارَت عَلَيهِ مِنَ القُرونِ رَحاكا



أبو العتاهية

الحمدان 08-17-2023 06:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى

أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يبيبتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ
حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا

فهلْ رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ
معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا

وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ
وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا

أوأن نفسي على كفيكَ لانحدرتْ
ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا

وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا


مصطفى الرافعي

الحمدان 08-17-2023 07:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَةُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا

وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا

وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى

وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا

هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا

فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا

تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا

وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا

ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا

وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا

لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا

سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا

فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا

عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا

وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا

فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا

وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا

وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا

فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا

وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا

هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا

وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا

فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَ

هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا

فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا

وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا

رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا

وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا

وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى

وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا

يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا

أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا

إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا

وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا

وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً

فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا

أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا

وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى

تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا

وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا

إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا


المتنبي

الحمدان 08-17-2023 07:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَةُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا

وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا

وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى

وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا

هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا

فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا

تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا

وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا

ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا

وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا

لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا

سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا

فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا

عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا

وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا

فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا

وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا

وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا

فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا

وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا

هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا

وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا

فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَ

هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا

فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا

وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا

رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا

وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا

وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى

وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا

يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا

أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا

إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا

وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا

وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً

فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا

أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا

وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى

تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا

وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا

إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا


المتنبي

الحمدان 08-17-2023 08:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صلّوا على الهادي البشير وسلّموا
كي تؤجروا يوم الجزاء وتغنموا

هو رحـمةٌ للعـالمين وقـدوةٌ
وله الشفاعةُ والمقامُ الأعظم

الحمدان 08-17-2023 08:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قل للذين تتابعتْ أحزانهم
اللَّهُ ربُّ البائس المحزونِ

يا أيها المهموم ربُّكَ قادرٌ
نجّا ببحرٍ مظلمٍ ذا النونِ

إنّ الذي فَلقَ البحار بلحظةٍ
ما كان تعجزه دموع عيونِ

خلف المواجع لو علمتَ بشائرٌ
مخبوءةٌ في قـول ربك كوني.

الحمدان 08-17-2023 08:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طريقُ الحق يُوحِشُ سالكيهِ
فلا تحزن ولو كنتَ الوحيدا

ولو شاهدتَ من ضلُّوا كثيراً
فكُنْ صَلْباً..وحاذرْ أنْ تحِيدا

الحمدان 08-18-2023 09:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
أمْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّار

كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرار

تبكي لصخر هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استار

تبكي خناس فما تنفكُّ مَا عمرت
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتار

تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
إذ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّار

لاَ بدَّ منْ ميتة في صرفهَا عبر
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وأطوار

قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرو يسودكم
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّار

صلبُ النَّحيزة وَهَّاب إذَا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَار


الخنساء

الحمدان 08-18-2023 09:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أعددتْ للشعراء سما ناقعا
فسقيت آخرهمْ بكأسِ الأول

لمّا وَضَعْت على الفَرَزْدَقِ مِيسَمي
و ضغا البعيثُ جدعتُ أنفَ الأخطل

خزى الذي سمكَ السماءَ مجاشعا
وَبنى بِناءكَ في الحَضِيضِ الأسْفَل

بيتاَ يحممُ قينكمْ بفنائهِ
دَنِسا مَقَاعِدُه خَبيثَ المَدْخَل

و لقدْ بنيتَ أخسر بيت يبتني
فهدمتُ بيتكمُ بمثلى يذبل

إنّي بَنى ليَ في المَكَارِمِ أوّلي
و نفختَ كيركَ في الزمانِ الأول

أعْيَتكَ مَأثُرَة القُيُونِ مُجاشِع
فانظر لعلكَ تدعى منْ نعهشل

وَامْدَحْ سَرَاة بَني فُقَيْمٍ إنّهُم
قتلوا أباكَ وثارهُ لمْ يقتل

و دعِ البراجمَ إنَّ شربكَ فيهم
مر عواقبهُ كطعمِ الحنظل


جرير

الحمدان 08-20-2023 07:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَخو البِشرِ مَحمودٌ عَلى كُلِّ حالَةٍ
وَلَن يَعدَمَ البَغضاءَ مَن كانَ عابِسا

وَيُسرِعُ بُخلُ المَرء في هتكِ عِرضِهِ
وَلَم أَرَ مِثلَ الجودِ لِلعِرضِ حارِسا


محمود الوراق العصر العباسي

الحمدان 08-20-2023 07:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غِنى النَفسِ يُغنيها إِذا كُنتَ قانِعاً
وَلَيسَ بِمُغنيكَ الكَثيرُ مَع الحِرصِ

وَإِنَّ اِعتِقادَ الهَمِّ لِلخَيرِ جامِعٌ
وَقِلَّةُ هَمِّ المَرءِ تَدعو إِلى النَقصِ


محمود الوراق

الحمدان 08-20-2023 07:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
التيهُ مَفسَدَةٌ لِلدينِ مَنقَصَةٌ
لِلعَقلِ مَجلَبَةٌ لِلذَمِّ وَالسَخَطِ

مَنعُ العَطاءِ وَبَسطُ الوَجهِ أَحسَنُ مِن
بَذلِ العَطاءِ بِوَجه غَيرِ مُنبَسِطِ



محمود الوراق

الحمدان 08-20-2023 07:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب
عَلى ضيقِها لَم نَبغِ داراً بِدارِهِ

وَلَكِنَّ هَذا الشَيبَ لِلمَوتِ رائِدٌ
يُخَبِّرُنا عَنهُ بِقُربِ مَزارِهِ


محمود الوراق

الحمدان 08-20-2023 11:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ
فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ

يزين الفتى في الناس صحة عقله
وإِنْ كَانَ مَحْظُورا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ

يعيش الفتى بالعقل في كل بلدة
على العقل يجري علمهُ وتجاربه

ويُزرى به في الناس قلة عقله
وإن كرُمت أعراقه ومناسبه

إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَانُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ
فقد كملتْ أخلاقه ومآربه



ابن دريد

الحمدان 08-21-2023 12:59 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَضَحَ الحَقُّ المُبينُ
وَنَفى الشَكَّ اليَقينُ

وَرَأى الأَعداءُ ما غَرَّ
تهُمُ مِنهُ الظُنونُ

أَمَّلوا ما لَيسَ يُمنى
وَرَجَوا ما لا يَكونُ

وَتَمَنَّوا أَن يَخونَ ال
عَهدَ مَولىً لا يَخونُ

فَإِذا الغَيبُ سَليمٌ
وَإِذا الوُدُّ مَصونُ

قُل لِمَن دانَ بِهَجري
وَهَواهُ لِيَ دينُ

يا جَواداً بِيَ إِنّي
بِكَ وَاللَهِ ضَنينُ

أَرخَصَ الحُبُّ فُؤادي
لَكَ وَالعِلقُ ثَمينُ

يا هِلالاً تَتَرا
أَهُ نُفوسٌ لا عُيونُ

عَجَباً لِلقَلبِ يَقسو
مِنكَ وَالقَدُّ يَلينُ

ما الَّذي ضَرَّكَ لَو سُ
رَّ بِمَرآكَ الحَزينُ

وَتَلَطَّفتَ لِصَبٍّ
حَينُهُ فيكَ يَحينُ

فَوُجوهُ اللَفظِ شَتّى
وَالمَعاذيرُ فُنونُ



ابن زيدون

الحمدان 08-21-2023 12:59 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَلامَ صَرَمتَ حَبلَكَ مِن وَصولِ
فَدَيتُكَ وَاعتَزَزتَ عَلى ذَليلِ

وَفيمَ أَنِفتَ مِن تَعليلِ صَبٍّ
صَحيحِ الوُدِّ ذي جِسمٍ عَليلِ

فَهَلّا عُدتَني إِذ لَم تُعَوَّد
بِشَخصِكَ بِالكِتابِ أَوِ الرَسولِ

لَقَد أَعيا تَلَوُّنُكَ اِحتِيالي
وَهَل يُغني اِحتِيالٌ في مَلولِ


ابن زيدون

الحمدان 08-21-2023 01:00 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَبا
تَحَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ

وَما ضَرَّ أَنفاسَ الصَبا في اِحتِمالِها
سَلامَ هَوىً يُهديهِ جِسمٌ إِلى قَلبِ


ابن زيدون

الحمدان 08-21-2023 01:00 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا دَمعُ صُب ما شِئتَ أَن تَصوبا
وَيا فُؤادي آنَ أَن تَذوبا

إِذِ الرَزايا أَصبَحَت ضُروبا
لَم أَرَ لي في أَهلِها ضَريبا

قَد مَلَأَ الشَوقُ الحَشا نُدوبا
في الغَربِ إِذ رُحتُ بِهِ غَريبا

عَليلَ دَهرٍ سامَني تَعذيبا
أَدنى الضَنى إِذ أَبعَدَ الطَبيبا

لَيتَ القَبولَ أَحدَثَت هُبوبا
ريحٌ يَروحُ عَهدُها قَريبا

بِالأُفُقِ المُهدي إِلَينا طيبا
تَعَطَّرَت مِنهُ الصَبا جُيوبا

يُبرِدُ حَرَّ الكَبِدِ المَشبوبا
يا مُتبِعاً إِسادَهُ التَأويبا

مُشَرِّقاً قَد سَئِمَ التَغريبا
أَما سَمِعتَ المَثَلَ المَضروبا

أَرسِل حَكيماً وَاِستَشِر لَبيبا
إِذا أَتَيتَ الوَطَنَ الحَبيبا

وَالجانِبَ المُستَوضَحَ العَجيبا
وَالحاضِرَ المُنفَسِحَ الرَحيبا

فَحَيِّ مِنهُ ما أَرى الجَنوبا
مَصانِعٌ تَجتَذِبُ القُلوبا

حَيثُ أَلِفتُ الرَشَأَ الرَبيبا
مُخالِفاً في وَصلِهِ الرَقيبا

كَم باتَ يَدري لَيلَهُ الغِربيبا
لَمّا اِنثَنى في سُكرِهِ قَضيبا

تَشدو حَمامُ حَليِهِ تَطريبا
أَرشُفُ مِنهُ المَبسِمَ الشَنيبا

حَتّى إِذا ما اِعتَنَّ لي مُريبا
شَبابُ أُفقٍ هَمَّ أَن يَشيبا

بادَرتُ سَعياً هَل رَأَيتَ الذيبا
هَصَرتُهُ حُلوَ الجَنى رَطيبا

أَهاجِرِي أَم موسِعي تَأنيبا
مَن لَم أُسِغ مِن بَعدِهِ مَشروبا

ما ضَرَّهُ لَو قالَ لا تَثريبا
وَلا مَلامَ يَلحَقُ القُلوبا

قَد طالَ ما تَجَرَّمَ الذُنوبا
وَلَم يَدَع في العُذرِ لي نَصيبا

إِن قَرَّتِ العَينُ بِأَن أَؤوبا
لَم آلُ أَن أَستَرضِيَ الغَضوبا

حَسبِيَ أَن أُحَرِّمَ المَغيبا
قَد يَنفَعُ المُذنِبَ أَن يَتوبا



ابن زيدون

الحمدان 08-21-2023 01:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا

مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا

أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا

غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا

فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا

وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا

يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم
هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا

لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا

ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا

بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا

إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا

وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً
قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا

لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما
كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا

لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا
أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا

وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا

يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا

وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا
إِلفاً تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا

وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا
مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا

فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً
مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا

رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَأَهُ
مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا

أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا

إِذا تَأَوَّدَ آدَتهُ رَفاهِيَةً
تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا

كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه
بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينا

كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ
زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا

ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفاً
وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا

يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا
وَرداً جَلاهُ الصِبا غَضّاً وَنَسرينا

وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها
مُنىً ضُروباً وَلَذّاتٍ أَفانينا

وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ
في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا

لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا

إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا

يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسلينا

كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا

إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا

سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا

لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا

إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَراً
مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينا

أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ
شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا

لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ
سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا

وَلا اِختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ
لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا

نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً
فينا الشَمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا

لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا
سِيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا

دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً
فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دينا

فَما اِستَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحبِسُنا
وَلا اِستَفَدنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا

وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا

أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً
فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا

وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ
بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا

عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا


ابن زيدون .. العصر الاندلسي

الحمدان 08-21-2023 01:23 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد دُفِعنا إِلى حالَينِ لَستُ أَرى
ما بَينَ ذاكَ وَهَذا حَظَّ مُختارِ

إِمّا المُقامِ عَلى خَوفٍ وَمَسبَغَةٍ
أَوِ الرَحيلِ عَنِ الأَوطانِ وَالدارِ

وَالمَوتُ أَيسَرُ مِن هَذا وَذاكَ وَما
كَربُ المَماتِ وَلا في المَوتِ مِن عارِ

مَن جاوَرَ الأُسدَ لَم يَأمَن بَوائِقَها
وَلَيسَ لِلأُسدِ إِبقاءٌ عَلى الجارِ


ابن حيوس

الحمدان 08-21-2023 01:24 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَعِد مُنعِماً بِالعَفوِ روحي إِلى جِسمي
وَعُدلي إِلى حُلوِ الرِضى واهِباً جُرمي

وَكُن لِيَ مِن سَوراتِ عَتبِكَ مُؤمِناً
فَقَد جَلَّ في نَفسي وَإِن دَقَّ عَن فَهمي

وَإِنَّ اِمرَأً تُدنيهِ عِلماً بِحَقِّهِ
لِيَكبُرُ أَن يُجفى وَيُقصى عَلى الوَهمِ

وَلَستُ بِمُعتَدٍّ عَلَيكَ بِخِدمَةٍ
عَلى نَزرِها جازَيتَ بِالنائِلَ الجَمِّ

بَلى لي بِأَنّي نَشءُ عَصرِكَ حُرمَةٌ
إِذا رُعِيَت كانَ المُعَلّى بِها سَهمي

أَأُلقى لِأَنيابِ النَوائِبِ مُضغَةً
وَأَنتَ حُسامٌ لِلنَوائِبِ ذو حَسمِ

وَيَظلِمُ أَدنى الناسِ مِنكَ زَمانُهُ
وَعَدلُكَ مُخلي الخافِقينَ مِنَ الظُلمِ

وَأُبعَدُ إِعراضاً عَلى غَيرِ زَلَّةٍ
وَقَد شاعَ قُربي مِنكَ في العُربِ وَالعُجمِ

رَمانِيَ مَن عَن قَوسِهِ كُنتُ رامِياً
بِسَهمٍ وَهى رُكني لَهُ وَهَوى نَجمي

فَأَنهَجَ أَعدائي طَريقَ مَساءَتي
وَأَوجَدَ حُسّادي السَبيلَ إِلى ذَمّي

نَزَلتُ عَلى حُكمِ الزَمانِ لِأَجلِهِ
وَقَد كانَ مِن بَعضِ النُزولِ عَلى حُكمي

وَإِنّي لَتُدنيني إِلَيكَ عَلى النَوى
مَكارِمُ أَحفى بي مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ

تَوالَت تَوالي الغَيثِ جادَ وَلِيُّهُ
يُكَمِّلُ عِندَ الرَوضِ عارِفَةَ الوَسمي

فَلا يَذوِ غُصنٌ أَنتَ غارِسُ أَصلِهِ
وَساقيهِ جَوداً لَم يَزَل جَودُهُ يَهمي

وَإِلّا تُعِدها خُلطَةً تَكبِتُ العِدى
عِدايَ وَتُجريني لَدَيكَ عَلى رَسمي

فَلا تَستَدِمها جَفوَةً جَلَّ خَطبُها
فَفالَ بِها رَأيِي وَفُلَّ شَبا عَزمي

وَجُد لي بِبَعضِ القُربِ وَاِسمَح لِناظِري
بِأَدنى الكَرى وَاِرغَب بِقَلبي عَنِ الوَهمِ

فَقَد جُدتَ لي بِالصيتِ في الناسِ وَاللُهى
فَوَفَّرتَ مِن نَيلِ العُلى وَالغِنى قِسمي

وَأَنطَقتَني يا مُنطِقَ الخُرسِ بِالنَدى
فَأَلفَيتَني دونَ الوَرى مُسمِعَ الصُمِّ



ابن حيوس

الحمدان 08-21-2023 01:24 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِن لَم أَقُل فيكَ ما يُردي العِدى كَمَدا
فَلا بَلَغتُ مَدىً أَسعى لَهُ أَبَدا

وَكَيفَ أُصبِحُ في الإِحسانِ مُقتَصِداً
وَما وَجَدتُكَ فيهِ قَطُّ مُقتَصِدا

لَأورِدَنَّكَ بِالنُعمى الَّتي غَمَرَت
مِنَ المَحامِدِ بَحراً قَطُّ ما وُرِدا

عَذبَ المَشارِبِ مَمنوعَ المَشارِعِ لَو
نَحاهُ غَيرُكَ لَم يَظفَر بِبَلِّ صَدا

وَمُترَعاً مِن مَعانٍ غَيرِ ناضِبَةٍ
أَنّى وَمَجدُكَ قَد أَضحى لَها مَدَدا

أَبَحتُكَ الصَفوَ مِن أَمواهِهِ فَسَقى
رِياضَ فَخرِكَ لا نَزراً وَلا ثَمَدا

وَلَو سِواكَ وَكَلّا كانَ وارِدَهُ
لَما عَدَوتُ بِهِ الإِكدارَ وَالزَبَدا

سَيفَ الخِلافَةِ مَن يَرجو السُمُوَّ وَقَد
أَحرَزتَ مُطَّرَفاً مِنهُ وَمُتَّلَدا

أَحرَزتَهُ بِالنَدى لَم تُبقِ ذا عَدَمٍ
وَبِالحُروبِ الَّتي أَلوَت بِمَن عَنَدا

لَقَد تَرَكتَ طَريقَ المَجدِ شاطِنَةً
فَلَو سَرى النَجمُ فيها اِستَبعَدَ الأَمَدا

فَقُل لِمَن رامَ جَرياً في مَداكَ شَأى
مُستَبعِدَ القُربِ مَن يَستَقرِبُ البُعُدا

دَعِ المَعالي لِمَن أَضحى لَها شَرَفاً
فَما وَجَدتَ بِها مِعشارَ ما وَجَدا

وَلَيسَ يَبلُغُها فَاِربَع عَلى ظَلَعٍ
مَن لا يَرى صابَها مِن حُبِّها شُهُدا

بَلِ المَكارِمِ لَم تَكثُر مَغارِمُها
إِلّا لِتُلحِقَ بِالدانينَ مَن بَعُدا

كَم في الدُنا قَفرَةٍ عَذراءَ ما سُلِكَت
صارَت طَرائِقَ مِن قُصّادِها قِدَدا

تَرَكتَ مِن ذِكرِها الآفاقَ طَيِّبَةً
وَلَن يَطيبَ نَثا مَن لا يَعُمُّ جَدا

وَمُذ حَلَلتَ بِهَذا الشامِ تَكلَؤُهُ
فَقَد عَدا الدَهرُ فيهِ أَن يُقالَ عَدا

مَلَأتَ آفاقَهُ مِن ذي الظُبى شُهُباً
جَعَلتَها لِشَياطينِ الوَرى رَصَدا

وَلَم تَزَل آخِذاً مالا نَفادَ لَهُ
وَمُعطِياً ما لَوِ اِستَبقَيتَهُ نَفِدا

فَما نَقَلتَ إِلى غَيرِ العُلى قَدَماً
وَلا شَدَدتَ عَلى غَيرِ الثَناءِ يَدا

كَفى الإِمامَةَ عِزّاً أَنَّ عُدَّتَها
لا تَستَطيعُ اللَيالي حَلَّ ما عَقَدا

ما زِلتَ في نُصحِها مُذ كُنتَ مُشتَبِهاً
قَولاً وَفِعلاً وَإِظهاراً وَمُعتَقَدا

عَن رَأفَةٍ مِنكَ بِالإِسلامِ قَد شُهِرَت
لَم يُعطِها والِدٌ مِن نَفسِهِ وَلَدا

ذُدتَ المَطامِعَ عَنهُ بَعدَما شُرِعَت
فيهِ وَجاهَدتَ مَن عاداهُ مُجتَهِدا

وَكانَ يَحمَدُ أَنصاراً لَهُ ذَهَبوا
فَمُذ رَآكَ نَصيراً ذَمَّ مَن حَمِدا

كَم فَتَّتِ الدَولَةُ الزَهراءُ في عَضُدٍ
لَمّا دَعَتكَ لَها دونَ الوَرى عَدُدا

أَنتَ الحُسامُ الَّذي لا يُنتَضى أَبَداً
إِلّا لِذُلِّ ضَلالٍ أَو لِعِزِّ هُدا

لَمّا اِنتَضاكَ لِمَنعِ الحَقِّ صاحِبُهُ
أَهلَكتَ بِالجِدِّ مَن لَم يَركَبِ الجَدَدا

وَعَودَةُ الجَورِ قَصداً غَيرُ مُمكِنَةٍ
حَتّى يَعودَ القَنا عَن أَهلِهِ قِصَدا

أَقعَدتَ مَن قامَ مِن أَعداءِ دَولَتِهِ
وَلَو بِغَيرِكَ ريعوا قامَ مَن قَعَدا

أَهبَطتَ أَقدارَهُم قَسراً وَآنُفَهُم
فَما تَرَكتَ سِوى أَنفاسِهِم صُعُدا

كانَت عَواديهِمُ تُخلي صُدورَهُمُ
مِنَ الحُقودِ فَصارَت لِلضَبابِ كَذا

وَأَنتَ مَن لَم تَزَل تُتوي إِخافَتُهُ
عِداهُ حَتّى أَماتَت حِقدَ مَن حَقَدا

حاكَمتَهُم وَهُمُ لُدٌّ فَأَحصَرَهُم
عَن نُصرَةِ الغَيِّ طَعنٌ يَنصُرُ الرَشَدا

وَفي الرُدَينِيَّةِ اللائي حَشَوتَ بِها
تِلكَ الصُدورَ لَدودٌ يُذهِبُ اللَدَدا

لَم تُغنِ عَنهُم رِماحٌ قَلَّ مانِعُها
إِذا رَأَت ثُغَرَ الأَبطالِ أَن تَرِدا

وَلا حَمَتهُم دُروعٌ طالَما عَصَمَت
وَالقَعضَبِيَّةُ فيها تَكثُرُ الزَرَدا

قَتَلتَهُم بِصُنوفِ الخَوفِ تَبعَثُهُ
كَم مِن قَتيلٍ وَلَمّا يَدنُ مِنهُ رَدا

وَعُدتَ تَطلُبُ مِنهُم قَودَ أَنفُسِهِم
وَما سَمِعنا بِقَتلى أُلزِموا قَوَدا

فَيَمَّموكَ رَجاءً أَن سَيَغمُرُهُم
عَفوٌ يُحيلُ الرَدى في راحَتَيكَ نَدا

فَأَحمَدوا العَيشَ في أَفناءِ مَملَكَةٍ
مَن لَم يَعِش في ذَراها لَم يَعِش رَغَدا

فَضلٌ تَمَيَّزتَ عَن كُلِّ الأَنامِ بِهِ
فَاِشكُر لِمُعطيكَ ما لَم يُعطِهِ أَحَدا

أَيَّدتَ بِالجِدِّ وَالجَدِّ المُلوكَ فَعِش
عُمرَ الزَمانِ بِمُلكِ الأَرضِ مُنفَرِدا

أَمَتَّ مِن حَسَدٍ مَن لَم يَمُت رَهَباً
مِنهُم وَمِن رَهَبٍ مَن لَم يَمُت حَسَدا

إِلامَ يُمطَلُ حَسّانٌ بِبُغيَتِهِ
لا يَنفَدَن ما بَقي مِن عُمرِهِ فَنَدا

قَد كانَ في سالِفِ الأَيّامِ ذا جَلَدٍ
عَلى الخُطوبِ فَلَم تَترُك لَهُ جَلَدا

جَرَّعتَهُ ما يُذيبُ الصَخرَ أَيسَرُهُ
وَما خَطاهُ الرَدى لَو لَم يَكُن لُبَدا

فَاِعطِف عَلى مَلِكٍ لَجَّ الشَقاءُ بِهِ
إِن فازَ مِنكَ بِأَدنى نَظرَةٍ سَعِدا

فَلَيسَ يَعصيكَ في قَولٍ وَلا عَمَلٍ
مَن مُذ حَظَرتَ عَلَيهِ النَومَ ما رَقَدا

ذَلَّت لَكَ الأُسدُ في غاباتِها وَعَنَت
خَوفاً فَلَو شِئتَ لَاِستَرعَيتَها النَقدا

وَالأَعيُنُ الشوسُ قَد غُضَّت فَلا شَوَسٌ
وَالصِيدُ قَد تَرَكوا في عَصرِكَ الصَيَدا

عَزائِمٌ تَسبِقُ الأَقدارَ ما خُلِقَت
إِلّا لِكَفِّ عَداءٍ أَو لِقَتلِ عِدا

فَكَم جَلَوتَ بِها مِن فِتنَةٍ غَسَقَت
عَنّا وَأَجلَيتَ عَن عِرّيسِهِ أَسَدا

وَكَم أَتَحتَ عَدِيّاً كُلَّها نِعَماً
يَفنى الزَمانُ وَما أُحصي لَها عَدَدا

حَتّى كَأَنَّ جَناباً قَبلَ مَصرَعِهِ
وَصّاكَ إِذ بايَنَ الدُنيا بِمَن وَلَدا

فَلَو أَصابَت قَديماً جاهِلِيَّتُهُم
مَلكاً يُدانيكَ جوداً عَفَّ مَن وَأَدا

فَليَلتَمِس رافِعٌ ما عَزَّ مَطلَبُهُ
فَلَن يُدافَعَ مَن تُضحي لَهُ سَنَدا

وَليُفرَعِ النَجمَ بِالقُربى الَّتي جَمَعَت
شَملَ الفَخارَ لَهُ وَالسُؤدُدَ البَدَدا

تَقَطَّعَت أَنفُسُ الأَعداءِ مِن صِلَةٍ
يَظَلُّ يَحسُدُ عَدنانَ بِها أُدَدا

إِلّا اِعتِرافاً فَما المَغبونُ مَن جُحِدَت
آلاؤُهُ إِنَّما المَغبونُ مَن جَحَدا

ضاقَ الزَمانُ بِما خَوَّلتَ مِن نِعَمٍ
خيلَت طَوارِفُها مِمّا ضَفَت تُلُدا

قَضَت بِأَن أَجِدَ الإيسارَ في وَطَني
فَما رَحَلتُ إِلَيهِ عِرمِساً أُجُدا

وَكَيفَ يُدرِكُ بِالتَقصيرِ غايَتَها
مَن لا يَنالَ قُصاراها إِذا جَهَدا

فَاِسحَب ذُيولَ بُرودٍ لا فَناءَ لَها
مَنسوجَةٍ مِن مَديحٍ تَسبِقُ البُرُدا

مُرَوَّضٍ جادَ هَذا الغَيثُ تُربَتَهُ
فَراحَ في خِلَعٍ مِن نورِهِ وَغَدا

كَساهُ ذِكرُكَ لَألاءً فَغادَرَهُ
أَشَفَّ ما يُقتَضاهُ مَن شَدا وَحَدا

لا زِلتَ زينَةَ دُنيانا وَلا بَرِحَت
أَيّامُ مُلكِكَ أَعياداً لَنا جُدُدا

وَلا خَلَت مِنكَ أَوطانٌ بِكَ اِعتَصَمَت
لَولاكَ ما اِستَوطَنَت روحٌ بِها جَسَدا

يُستَكثَرُ اليَومَ ما تَأتيهِ مِن حَسَنٍ
وَيُستَقَلُّ بِما تُفضي إِلَيهِ غَدا

وَلا بَلَغتَ مَدىً تَعلو المُلوكُ بِهِ
إِلّا أَجَدَّ لَكَ الجَدُّ السَعيدُ مَدى



ابن حيوس

الحمدان 08-21-2023 01:25 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَن عَفَّ عَن ظُلمِ العِبادِ تَوَرُّعا
جاءَتهُ أَلطافُ الإِلَهِ تَبَرُّعا

إِنّا تَوَقَّعنا السَلامَةَ وَحدَها
فَاِستَحلَقَت ما لَم يَكُن مُتَوَقَّعا

ما قيلَ أَصبَحَ مُفرِقاً مِن دائِهِ
ذا اللَيثُ حَتّى قيلَ أَصبَحَ مُتبَعا

خَبَرٌ تَضَوَّعَتِ البِلادُ بِنَشرِهِ
طيباً فَأَغنى سائِفاً أَن يَسمَعا

ما إِن إِتى فَهمَ القَريبِ عِبارَةً
حَتّى لَقَد فَهِمَ البَعيدُ تَضَوُّعا

قَدَمَتهُ قَبلَ قُدومِهِ النُعمى الَّتي
جَلَتِ المَخافَةَ وَالمُحولَ فَأَقشَعا

يَومَ اِمتَطَيتَ قَرى جَوادٍ وَقعُهُ
مِن وَقعِ ذاكَ الغَيثِ أَحسَنُ مَوقِعا

الغَيثُ يَهمي ثُمَّ يُقلِعُ صَوبُهُ
حيناً وَلَيسَ نَداكَ عَنّا مُقلِعا

إِن سُمِّيَ الإِثنَينُ مَغرِبَ هَمِّنا
فَالسَبتُ يُدعى لِلمَسَرَّةِ مَطلِعا

يَومانِ إِن يَتَفَرَّقا فَلَقَد غَدا
سَهمُ السَعادَةِ فيهِما مُستَجمِعا

قَد أَدرَكَ الإِسلامُ فيكَ مُرادَهُ
فَليَهنِكَ الفَرعُ الَّذي لَن يُفرَعا

سَبَقَتهُ عَينُ الشَمسِ عِلماً أَنَّهُ
يُزري بِبَهجَتِها إِذا طَلَعا مَعا

لَو فَتَّرَت حَتّى يَجيءَ أَمامَها
فِتراً لَما أَمِنَ الوَرى أَن تَرجِعا

ما غَضَّ مِنهُ طُلوعُها مِن قَبلِهِ
إِذ كانَ أَبهى في العُيونِ وَأَرفَعا

وَلَئِن سُقينا الغَيثَ مِن بَرَكاتِهِ
فَلَقَد سَقى الأَعداءَ سُمّاً مُنقَعا

وَهوَ اِبنُ أَروَعَ مُذ رَأَينا وَجهَهُ
لَم نَلقَ مِن صَرفِ الزَمانِ مُرَوِّعا

قَد ظَلَّ قَصرُكَ مُشبِلاً مِنهُ فَعِش
حَتّى تَراهُ مِن بَنيهِ مُسبِعا

فَهوَ الَّذي كَفَلَت لَهُ آلاؤُهُ
أَلّا يُصيبَ الحَمدُ عَنهُ مَدفَعا

وَدَعا القُلوبَ إِلى هَواهُ فَأَصبَحَت
فَأَجابَ فيهِ اللَهُ دَعوَةَ مَن دَعا

عَمَّت فَواضِلُهُ فَأَنجَحَ سَعيُ مَن
يَبغي مَآرِبَهُ بِهِ مُستَشفِعا

سَيَكونُ في كَسبِ المَعالي شافِعاً
لَكَ مِثلَما أَضحى إِلَيكَ مُشَفَّعا

ريعَت لَهُ الأَملاكُ قَبلَ رَضاعِهِ
وَتَزَعزَعَت مِن قَبلِ أَن يَتَرَعرَعا

سامٍ وَلَمّا يُسمَ نَفّاعٌ وَلَم
يَأمُر وَساعٍ في العَلاءِ وَما سَعا

وَإِخالُهُ يَأبى الثَدِيَّ بِعِزَّةٍ
حَتّى تَدُرَّ لَهُ الثَناءَ فَيَرضَعا

فَتَمَلَّ داراً بَلَّغَتكَ سُعودُها
أَقصى المُنى وَإِخالُها لَن تَقنَعا

حَتّى تَرى هَذا الهِلالَ وَقَد بَدا
بَدراً وَذا الغُصنَ الأَنيقَ مُفَرِّعا

مُتِّعتَ ما مَتَعَ النَهارُ بِقُربِهِ
أَبَداً وَدامَ بِكَ الزَمانُ مُمَتَّعا

وَرَأَيتَ مِنهُ ما رَأى مِنكَ الوَرى
لِتَطيبَ مَرأىً في البِلادِ وَمَسمَعا

وَليَهنِ بَيتاً نِعمَةٌ وَهَبَت لَهُ
شَرَفاً أَعَزَّ مِنَ السِماكَ وَأَمنَعا

أُزري بِها إِن قُلتُ خَصَّت عامِراً
فَأَقولُ بَل عَمَّت نِزاراً أَجمَعا

خَضَعَت لِعِزَّتِكَ القَبائِلُ رَهبَةً
وَمِنَ الصَوابِ لِمُرهِبٍ أَن يُخضَعا

ظَلَّت تَخِرُّ مُلوكُها لَكَ سُجَّداً
وَيَعِزُّ أَن تُلغى لِغَيرِكَ رُكَّعا

عَرَفوا مِصالَكَ في الحُروبِ فَأَذعَنوا
فَرَجَعتَ بِالفَضلِ الَّذي لَن يُدفَعا

وَكَسَوتَهُم في السِلمِ غَيرَ مُدافِعٍ
أَضعافَ ما سَلَبَت سُيوفُكَ في الوَعا

فَأَبَدتَهُم عِندَ التَبارُزِ قاطِعاً
وَأَفَدتَهُم عِندَ التَجاوُزِ مُقطِعا

وَجَعَلتَ شِقوَتَهُم بِعَفوِكَ نِعمَةً
وَأَحَلتَ مَشتاهُم بِفَضلِكَ مَربَعا

تَرَكوا اِنتِجاعَ المُعصِراتِ وَيَمَّموا
ظِلّاً إِذا ما العامُ أَمعَرَ أَمرَعا

وَمَتى يُشاطِرُكَ العَلاءَ مُشاطِرٌ
تَرَكَ البَطيءَ وَرائَهُ مَن أَسرَعا

تَرقى إِلَيهِ كُلَّ يَومٍ فَرسَخاً
وَسِواكَ يَرقى كُلَّ يَومٍ إِصبَعا

يا عُدَّةَ الخُلَفاءِ كَم لَكَ مِن يَدٍ
قامَ الزَمانُ بِها خَطيباً مِصقَعا

خَوَّلتَهُ النِعَمَ الجِسامَ فَجاهِلٌ
مَن ظَنَّهُ يُثني عَلَيكَ تَطَوُّعا

بِنَداكَ واصَلَ حَمدَهُ مَن ذَمَّهُ
وَسُطاكَ قَد حَفِظَت لَهُ ما ضَيَّعا

تَتَقاصَرُ الآمالُ عَمّا نِلتَهُ
وَلَوَ اِنَّها أَمَّتهُ عادَت ظُلَّعا

لَأَبَيتَ أَن تَجتابَ ثَوبَ مَناقِبٍ
حَتّى تَراهُ بِالثَناءِ مُرَصَّعا

فَأَتاكَ أَهلُ الأَرضِ مِن آفاقِها
رَغَباً لَقَد نادى نَداكَ فَأَسمَعا

يا اِبنَ الَّذينَ إِذا تَقاصَرَتِ الخُطى
طالوا خُطىً وَظُبىً هُناكَ وَأَذرُعا

أَحلَلتَ قَومَكَ رُتبَةً لا تُرتَقى
إِنَّ المَجَرَّةَ رَوضَةٌ لَن تُرتَعا

فَليَعلُ قَدرُ التُركِ أَنَّكَ مِنهُمُ
فَلَهُم بِكَ الشَرَفُ الَّذي لا يُدَّعا

قَد دانَتِ الدُنيا لِحُكمِكَ هَيبَةً
فَحَكَمتَ في أَقطارِها مُتَرَبِّعا

مُذ سارَ في الآفاقِ ذِكرُكَ موضِعاً
لَم يُخلِ مِن خَوفِ اِنتِقامِكَ مَوضِعا

يَفديكَ مُنكَمِشٌ بَعيدٌ شَأوُهُ
وَمُضَجِّعٌ جَعَلَ الهُوَينا مَضجَعا

وَمُؤَمَّلٌ أَلفاكَ مُنتَجِعاً لَهُ
وَمُرَوَّعٌ لَم يَلقَ غَيرَكَ مَفزَعا

غَمَرَت ثَنائي مِن لَدُنكَ مَواهِبٌ
ما غادَرَت فيهِ لِغَيرِكَ مَطمَعا

قَد كانَ أَشكَلَ نَهجُهُ فيما مَضى
فَجَعَلتَهُ بِنَداكَ نَهجاً مَهيَعا

وَالحَمدُ عَنكَ مُقَصِّرٌ مَعَ أَنَّني
لَم أُبقِ في قَوسِ المَحامِدِ مَنزِعا



ابن حيوس العصر الاندلسي

الحمدان 08-21-2023 01:41 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا ثَلِّ مِن عَرشِ الشَبابِ وَثَلِّما
لِشَيبٍ تَصَدّى هَدَّ رُكني وَهَدَّما

فَصِرتُ وَقَد أَعطَيتُ شَيبي مَقادَتي
أَرى صَبوَتي أَحلى وَشَيبي أَحلَما

وَكُلُّ اِمرِىءٍ طاشَت بِهِ غِرَّةُ الصِبا
إِذا ما تَحَلّى بِالمَشيبِ تَحَلَّما

فَها أَنا أَلقى كُلَّ لَيلٍ بِلَيلَةٍ
مِنَ الهَمِّ يَستَجري مِنَ الدَمعِ أَنجُما

وَأَركَبُ أَردافَ الرُبى مُتَأَسِّفاً
فَأَنشَقُ أَنفاسَ الصَبا مُتَنَسِّما

وَأَرشُفُ نَثرَ الطَلِّ مِن كُلِّ وَردَةٍ
مَكانَ بَياضِ الثَغرِ مِن حُوَّةِ اللَمى


ابن خفاجه


الساعة الآن 03:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية