منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 04-03-2024 02:44 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَشَّرَ بِالصُبحِ طائِرٌ هَتَفا
مُستَوفِياً لِلجِدارِ مُشتَرِفا

مُذَكِّراً بِالصَبوحِ صاحَ بِنا
كَخاطِبٍ فَوقَ مِنبَرٍ وَقَفا

صَفَّقَ إِمّا اِرتِياحَةً لِسَنى ال
فَجرِ وَإِمّا عَلى الدُجى أَسَفا

فَاِشرَب عُقاراً كَأَنَّها قَبَسٌ
قَد سَبَكَ الدَهرُ تِبرَها فَصَفا

تُدمي فِدامَ الإِبريقِ مِن دَمِها
كَأَنَّهُ راعِفٌ وَما رَعَفا

بِكَفِّ ساقٍ حُلوٍ شَمائِلُهُ
مُكَرِّهٌ لَحظَ عَينِهِ صَلَفا

يَقطُرُ مِسكاً عَلى غَلائِلِهِ
شُعرُ نَقا بِالعَبيرِ قَد وَكَفا

أَفرَغَ مِن دُرِّهِ وَعَنبَرِهِ
حُسناً وَطيباً في خَلقِهِ اِئتَلَفا

يُطَيِّبُ الريحَ حينَ يَمسَحُهُ
فَما بِريحٍ هَبَّت عَلَيهِ خَفا

أَراقَ فيها المَزاجَ فَاِشتَعَلَت
كَمِثلِ نارٍ أَطعَمتَها سَعَفا



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:44 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قُويتُ عَلى الهُجرانِ حَتّى مَلَلتَني
وَلَكِنَّني عَن حَملِ هَجرِكَ أَضعَفُ

لَعَمرُكَ قَد أَحبَبتُكَ الحُبَّ كُلَّهُ
وَزِدتُكَ حُبّاً لَم يَكُن قَطُّ يُعرَفُ

سَقى اللَهُ نَهرَ الكَرخِ ما شاءَ جودُهُ
فَإِنّي بِهِ حَتّى المَماتِ مُكَلَّفُ

وَلا حُرِمَ القَصرُ الخَليجَ وَجِسرَهُ
وَقَصرٌ لِأَشناسٍ عَلَيهِ مُشَرِّفُ

تَدورُ عَلَينا الراحُ مِن كَفِّ شادٍ
لَهُ لَحظُ عَينٍ يَشتَكي السُقمَ مُدنَفُ

كَأَنَّ سُلافَ الخَمرِ مِن ماءِ خَدِّهِ
وَعُنقودَها مِن شَعرِهِ الغَضِّ يُقطَفُ

أَتَعذُلُني في يوسُفٍ وَهوَ مَن تَرى
وَيوسُفُ أَبلاني وَيوسُفُ يوسُفُ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَطَّعتُهُ يَوماً وَلَيسَ يُطيعُهُ
هَيهاتَ إِنَّ قَناتَهُ لَم تُمضَغِ

ظَلَّت تُخَوِّفُني لِقاءَ مَنيَّتي
فَأُحِلُّها يا هِندُ مِمّا أَبتَغي

وَأَطَلتِ بي سَفَرَ المَلامَةِ وَالأَذى
فَاِثني الرِكابَ هُنيدَ أَن تَتَبَلَّغي

صَيري إِلى عُذري فَإِنّي مُشتَرٍ
بِالجودِ مِن جودِ الإِلَهِ الأَسبَغِ

يا مَن يُناجي صَعبَةً في نَفسِهِ
وَيَدُبُّ مِن تَحتِ الأَفاعي اللُدغِ

وَيَبيتُ يُنهِضُ زَفرَةً في صَدرِهِ
مِنّي فَإِن دَمِيَت جِراحي يُولَغِ

وَيَظَلُّ مُنتَهِكاً لِعِرضي آمِناً
وَيُسَرُّ حينَ يَخافُ حُسنَ المَربَغِ

نَغِلَت ضَمائِرُ صَدرِهِ مِن دائِهِ
نَغلَ الإِهابِ مُعَطَّلاً لَم يُدبَغِ

لا تَبتَغي مِنّي الَّتي لا أَبتَغي
إِن كُنتَ مَشغولاً بِشَأني فَاِفرَغِ

أَنهاكَ غَيرَ مُعاتِبٍ عَن خَطَّةٍ
حَزنٍ مُقَوِّمَةٍ زُيوغَ الزُيَّغِ

عِندي لِأَبناءِ السَخائِمِ وَطأَةٌ
تَرمي رُؤوسَهُمُ إِذا لَم تَدمَغِ

وَيَخافُ شَيطانُ النِفاقِ مَواقِفي
وَإِذا رَآني حاضِراً لَم يَنزَغِ

يُعطي العِنانَ إِذا رَآهُ رَأسَهُ
طَوعاً وَيُعطي سَوطَهُ ما يَبتَغي

وَكَأَنَّما شُقَّت عَلَيهِ غُلالَةٌ
بَيضاءُ مِن زُبَرِ الحَديدِ المُفرَغِ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَد قَرَّبَ اللَهُ مِنّا كُلَّ ما اِمتَنَعا
كَأَنَّني بِهِلالِ العيدِ قَد طَلَعا

فَخُذ لِفِطرِكَ قَبلَ العيدِ أُهبَتَهُ
فَإِنَّ شَهرَكَ في الواواتِ قَد وَقَعا



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَمَكَّنَ هَذا الدَهرُ مِمّا يَسوءُني
وَلَجَّ فَما يَخلي صَفاتِيَ مِن قَرعِ

وَأَبلَيتُ آمالي بِوَصلٍ يَكُدُّها
وَلَيسَ بِذي ضَرٍّ وَلَيسَ بِذي نَفعِ

لَئيمٌ إِذا جادَ اللَئيمُ تَخَلُّقاً
يُحِبُّ سُؤالَ القَومِ شَوقاً إِلى المَنعِ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا قاتِلاً لا يُبالي بِالَّذي صَنَعا
رَمَيتَ قَلبي بِسَهمِ الحُبِّ فَاِنصَدَعا

لَولا القَضيبُ الَّذي يَهتَزُّ فَوقَ نَقاً
شَكَكتُ فيكَ وَفي البَدرِ الَّذي طَلَعا

قَد تُبتُ مِن تَوبَتي بَعدَ الصَلاحِ وَكَم
مُسافِرٍ في التُقى وَالنُسكِ قَد رَجَعا

ماتَ الهُدى ثُمَّ أَحياهُ بِطَلعَتِهِ
فَاليَومُ يُبدِعُ في قَتلي لَهُ بِدَعا

أَلا تَرى بَهجَةَ الأَيّامِ قَد رَجِعَت
وَالناسَ في مَلِكٍ وَالدينِ قَد جُمِعا

يا خاضِبَ السَيفِ قَد شُدَّت مَآزِرُهُ
وَاِبنَ الحُروبِ الَّتي مِن ثَديِها رَضَعا

فَرَّقتَ بِالسَيفِ يا أَعلى المُلوكِ يَداً
عَن إِبنِ مُدرِكٍ الطائي وَما جَمَعا

كَم مِن عَدوٍّ أَبِحتَ السَيفَ مُهجَتَهُ
وَالسَيفُ أَحسَمُ لِلداءِ الَّذي اِمتَنَعا

دَسَستَ كَيداً لَهُ تُخفي مَسالِكَهُ
كَأَنَّهُ فارِسٌ في قَوسِهِ نَزَعا

تَنالُ رَوعَتُهُ مَن لا يُرادُ بِهِ
فَإِن رَأى الشَمسَ مِنهُ جانِبٌ لَمَعا



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَأَسمَعُ ما قالَ الحَمامُ السَواجِعُ
وَصايَحَ بَينٌ في ذُرى الأَيكِ واقِعُ

مَنَعنا سَلامَ القَولِ وَهوَ مُحَلَّلٌ
سِوى لَمَحاتٍ أَو تُشيرُ الأَصابِعُ

تَأبى العُيونُ البُخلَ إِلّا نَميمَةً
بِما كَتَبَت مِن خَدِّهِنَّ البَراقِعُ

وَإِنّي لَمَغلوبٌ عَلى الصَبرِ إِنَّهُ
كَذَلِكَ جَهلُ المَرءِ لِلحُبِّ صارِعُ

كَأَنَّ الصَبا هَبَّت بِأَنفاسِ رَوضَةٍ
لَها كَوكَبٌ في ذَروَةِ الشَمسِ لامِعُ

تَوَقَّدَ فيها النورُ مِن كُلِّ جانِبٍ
وَبَلَّلَها طَلٌّ مَعَ اللَيلِ دامِعُ

وَشَقَّ ثَراها عَن أَقاحٍ كَأَنَّها
تَهادَت بِمِسكٍ نَفحُها وَالأَجارِعُ

أَلا أَيُها القَلبُ الَّذي هامَ هَيمَةً
بِشُرَّةَ حَتّى الآنَ هَل أَنتَ راجِعُ

إِذِ الناسُ عَن أَخبارِنا تَحتَ غَفلَةٍ
وَفي الحُبِّ إِسعافٌ وَلِلشَملِ جامِعُ

وَإِذ هِيَ مِثلُ البَدرِ يَفضَحُ لَيلَهُ
وَإِذ أَنا مُسوَدُّ المَفارِقِ يافِعُ

وَغاصَت بِأَعناقِ المَطِيِّ كَأَنَّها
هَياكُلُ رُهبانٍ عَلَيها الصَوامِعُ

وَراحَت مِنَ الدَيرَينِ تَستَعجِلُ الخُطى
كَأَنَّ ذُفاراها جِفارٌ نَوابِعُ

إِذا لَيلَةٌ ظَلَّت عَلَيهِ مَطِرَةً
تَجافَت بِهِ حَتّى الصَباحِ المَضاجِعُ

غَدا يَلمَحُ الأُفقَ المُريبَ بِطَرفِهِ
وَفي قَلبِهِ مِن خَيفَةِ الإِنسِ رائِعُ

لَعَمري لَئِن أَمسى الإِمامُ بِبَلدَةٍ
وَأَنتَ بِأُخرى شائِقُ القَلبِ نازِعُ

لَقَد رُمتَ ما يُدنيكَ مِنهُ وَإِنَّما
أَتى قَدَرٌ وَاللَهُ مُعطٍ وَمانِعُ

وَإِنِّيَ كَالعَطشانِ طالَ بِهِ الصَدى
إِلَيكَ وَلَكِن ما الَّذي أَنا صانِعُ

أَيَذهَبُ عُمري وَالعَوائِقُ دونَهُ
عَلى ما أَرى إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ

وَما أَنا في الدُنيا بِشَيءٍ أَنالُهُ
سِوى أَن أَرى وَجهَ الخَليفَةِ قانِعُ

وَهَبني أَرَيتُ الحاسِدينَ تَجَلُّداً
فَكَيفَ بِحُبٍّ ضُمِّنَتهُ الأَضالِعُ

وَإِنّي لِنُعماهُ القَديمَةِ شاكِرٌ
وَراءٍ بِعَينِ النُصحِ فيهِ وَسامِعُ

وَما أَنا مِن ذُكرِ الخَليفَةِ آيِسٌ
وَما دامَ حَيّاً عَلَّلَتهُ المَطامِعُ

وَأَقعَدَني عَنهُ اِنتِظارٌ لِإِذنِهِ
وَما قالَ مِن شَيءٍ فَإِنِّيَ طائِعُ

صُراطُ هُدىً يَقضي عَلى الجورِ عَدلُهُ
وَنورٌ عَلى الدُنيا مِنَ الحَقِّ ساطِعُ

وَسَيفُ اِنتِقامٍ لا يَخافُ ضَريبَةً
وَما شاءَ مِن ذي إِحنَةٍ فَهوَ قاطِعُ

وَإِن يَعفُ لا يَندَم وَإِن يَسطُ يَنتَقِم
فَهَل عادِلٌ فيها بِما أَنتَ واقِعُ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:47 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَتيهُ عِندي وَأَنا أَخضَعُ
إِن كانَ ذا بَختي فَما أَصنَعُ

يا عاذِلي عَذلُكَ لي ضائِعٌ
أَسمَعتَني وَالحُبُّ لا يَسمَعُ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:47 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَأَنتَ الَّذي ذَلَّلتَ لِلناسِ جانِبي
وَأَكثَرتَ أَحزانَ الفُؤادِ المُرَوَّعِ

وَأَسقَيتَ عَيني رَيَّها مِن دُموعِها
وَعَلَّمتَها لَحظَ المُريبِ المُفَزَّعِ

وَما كُنتُ أُعطي الحُبَّ وَالدَمعَ طاعَةً
فَما شِئتِ يا عَيني مِنَ الآنِ فَاِصنَعي

وَلَم أَرَ عِندَ الصَبرِ وَجهَ شَفاعَةٍ
إِلى غَيرِ مَعشوقٍ مِنَ الدَمعِ فَاِشفَعي

أَلَستَ تَرى النَجمَ الَّذي هُوَ طالِعٌ
عَلَيكَ فَهَذا لِمُحِبّينَ نافِعُ

عَسى يَلتَقي في الأُفقِ لَحظي وَلَحظُهُ
فَيَجمَعُنا إِذ لَيسَ في الأَرضِ جامِعُ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَغادَرَ مِنّي الدَهرُ عَضباً مُهَنَّداً
يَفَلُّ شَبا خَصمي وَقَلباً مُشَيَّعا

وَجوداً يَحُلُّ الكَفَّ عَن خَيرِ مالِها
إِذا عُقِدَت كَفُّ البَخيلِ تَمَنُّعا

وَإِن تَطلُبَنّي في الحُروبِ تُلاقيني
أَهُزُّ حُساماً كُلَّما هُزَّ قَطَّعا

تَخالُ غَديراً غَيرَ أَن لَيسَ جارِياً
وَلا مُروِياً إِن أَنتَ حاوَلتَ مَكرَعا



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَليمٌ بِما تَحتَ الصُدورِ مِنَ الهَوى
سَريعٌ بِكَرِّ اللَحظِ وَالقَلبُ جازِعُ

وَيَجرَحُ أَحشائي بِعَينٍ مَريضَةٍ
كَما لانَ مَتنُ السَيفِ وَالسَيفُ قاطِعُ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنّي غَريبٌ بِدارٍ لا كِرامَ بِها
كَغُربَةِ الشَعرَةِ السَوداءِ في الشَمَطِ

ما أُطلِقُ العَينَ في شَيءٍ أُسَرُّ بِهِ
وَلَستُ أُبدي الرِضا إِلّا عَلى السَخطِ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كُن جاهِلاً أَو فَتَجاهَل تَفُز
لِلجَهلِ في ذا الدَهرِ جاهٌ عَريضُ

وَالفَضلُ مَحرومٌ يَرى ما يَرى
كَما يَرى الوارِثُ عَينَ المَريض



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَسُكّانِ دارٍ لا تَواصُلَ بَينَهُم
عَلى قُربِ بَعضٍ في التَجاوُرِ مِن بَعضِ

كَأَنَّ خَواتيماً مِنَ الطينِ بَينَهُم
فَلَيسَ لَها حَتّى القِيامَةِ مِن فَضِّ



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَمِمّا شَجاني بارِقٌ لاحَ مَوهِناً
فَأَكفا إِناءَ الدَمعِ وَاِستَلَبَ الغُمضا

كَأَنَّ المُلاءَ البيضَ في يَدِ ناشِرٍ
عَلى الأُفُقِ الغَربيِّ يَنفُضُها نَفضا

رَنَوتُ إِلَيهِ مِن بَعيدٍ بِنَظرَةٍ
رَسولٍ لِقَلبٍ لَم يُطِق نَحوَهُ غُمضا

لَهُ عارِضٌ كَالجَيشِ تَفري سَوادَهُ
عَناجيجُ شُهبٍ خَرَّقَت مَتنُهُ رَكضا

فَبِتُّ وَلي خَصمٌ مِنَ الشَوقِ غالِبٌ
إِذا ما دَعا دَمعي تَحَدَّرَ وَاِرفَضّا

وَأَهدَتهُ دَعوائي بِنَجدٍ وَأَهلِها
فَيا أَهلَ نَجدٍ هَل تُجازونَني قِرضا

أَلا نَكَرَت شُرُّ شُجوني وَراعَها
نُحولٌ أَرَقَّ العَظمَ وَاِستَلَبَ الغُمضا

وَشَيبٌ تَعَرّى في الشَبابِ كَأَنَّهُ
سِراجُ صَباحٍ شَقَّ في اللَيلِ مُبيَضّا

مُنَعَّمَةٌ مَحمودَهُ الحُسنِ غادَةٌ
تُكَسِّرُ في أَجفانِها مَرَضاً خَفضا

إِذا ما مَشَت هَزَّت قَضيباً عَلى نَقاً
كَهَزِّ نَسيمِ الغُصنِ رَيحانَهُ غَضّا

سَلَت نافِلاتِ الحُبِّ مِمَّن عَلِمتُهُ
فَكَيفَ بِمَشغوفٍ يَرى حُبَّها فَرضا

أَرى كُلَّ يَومٍ في ظَلامِ مَفارِقي
شِهابَ مَشيبٍ باقِيَ الأَثرِ مُنقَضّا

وَكانَت يَدُ الأَيّامِ تَقبَلُ بِزَّتي
فَصارَت يَدُ الأَيّامِ تَنفُضُني نَفضا

وَقارَعَني مُلكُ الشَبابِ فَأَصبَحَت
عُيونُ المَها الإِنسِيِّ تَنقُضُني نَقضا

وَرَدَّ عَلَيَّ الدَهرُ حَدَّ سِلاحِهِ
فَقَطَّعَني جَرحاً وَأَوجَعَني عَضّا

وَخَلَّفتُ ماءَ العَيشِ صَفوَ غَديرِهِ
وَبُدِّلتُ مِن سَلسالِهِ نَمِراً بَرضا

رُوَيدَكَ إِنَّ الدَهرَ ما قَد عَلِمتَهُ
وَلَيسَ لَنا مِن حُكمِهِ كُلُّ ما نَرضى

وَلا بُدَّ أَن يُصغي إِلى البُؤسِ جانِبُ ال
نَعيمِ وَيَقضي مَنعُهُ ثُمَّ لا يُقضى

أَرى الدَهرَ يَقضي كَيفَ شاءَ مُحَكَّماً
وَلا يَملِكُ الإِنسانُ بَسطاً وَلا قَبضا

وَإِن تَجهَليني بَعدَ عِلمٍ فَإِنَّني
عُرِضتُ عَلى الأَحداثِ بَعدَكُمُ عَرضا

وَفَقدُ أُناسٍ لا أَخافُ عُيونَهُم
قَرَونِيَ مِن أَخلافِهِم حَلَباً مَخضا

أُرَقّي زَفيري في التَراقي عَلَيهِمُ
إِذا لاعَجُ الأَحزانِ أَوجَعَني مَضّا

وَصَلتُ جَناحَ الوُدِّ بَعدَ فِراقِهِم
بِريشِ ذُنابى بَعضُها يَخذُلُ البَعضا

فَعُلقَةُ قَلبي كَيفَ تَلحَقُ لَهوَهُ
وَأَسفارُ أَحزاني تُخَلِّفُهُ مُنضى

أَلا زَوِّدي يا رَبَّةَ الخِدرِ راجِلاً
تَتَبَّعَ أَرضاً قَد دَعَت شَخصُهُ رَضّا

وَكَيفَ ثَوائي بَينَ قَومٍ كَأَنَّما
تُرَضُّ تَحِيّاتي وُجوهَهُمُ رَضّا

سَرَت عَقرَبُ الشَحناءِ وَالبُغضُ بَينَنا
وَلا يَملِكُ الناسُ المَحَبَّةَ وَالبُغضا

أَلا رُبَّ حِلمٍ عادَ رِقّاً وَذِلَّةً
وَجَهلٍ بِهِ مُعطيكَ ذو الجَهلِ ما تَرضى



ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 02:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قالوا اِعتَلَلتُ وَسَل عَنّي وَعَن خِبري
أَلَم أَبِت باكِياً لا أَطعَمُ الغَمَضا

قولوا لِمَكتومَ يا سَمعي وَيا بَصَري
عَلَّمتُ جَسمِيَ مِن أَجفانِكَ المَرَضا


ابن المعتز

الحمدان 04-03-2024 03:26 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَرى الدُنيا لِمَن هِيَ في يَدَيهِ
عَذاباً كُلَّما كَثُرَت لَدَيهِ

تُهينُ المُكرِمينَ لَها بِصُغرٍ
وَتُكرِمُ كُلَّ مَن هانَت عَلَيهِ

إِذا اِستَغنَيتَ عَن شَيءٍ فَدَعهُ
وَخُذ ما أَنتَ مُحتاجٌ إِلَيهِ


ابو العتاهية

الحمدان 04-03-2024 03:26 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَتّى مَتى ذو التيهِ في تيهِهِ
أَصلَحَهُ اللَهُ وَعافاهُ

يَتيهُ أَهلُ التيهِ مِن جَهلِهِم
وَهُم يَموتونَ وَإِن تاهو

مَن طَلَبَ العِزَّ لَيَبقى بِهِ
فَإِنَّ عِزَّ المَرءِ تَقواهُ

لَم يَعتَصِم بِاللَهِ مِن خَلقِهِ
مَن لَيسَ يَرجوهُ وَيَخشاهُ



ابو العتاهية

الحمدان 04-03-2024 03:26 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَغَّصَ المَوتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيشٍ
يا لِقَومي لِلمَوتِ ما أَوحاهُ

عَجَباً إِنَّهُ إِذا ماتَ مَيتٌ
صَدَّ عَنهُ حَبيبُهُ وَجَفاهُ

حَيثُما وَجَّهَ اِمرُؤٌ لِيَفوتَ ال
مَوتَ فَالمَوتُ واقِفٌ بِحِذاهُ

إِنَّما الشَيبُ لِاِبنِ آدَمَ ناعٍ
قامَ في عارِضَيهِ ثُمَّ نَعاهُ

مَن تَمَنّى المُنى فَأَغرَقَ فيها
ماتَ مِن قَبلِ أَن يَنالَ مُناهُ

ما أَذَلَّ المُقِلَّ في أَعيُنِ النا
سِ لِإِقلالِهِ وَما أَقماهُ

إِنَّما تَنظُرُ العُيونُ مِنَ النا
سِ إِلى مَن تَرجوهُ أَو تَخشاهُ



ابو العتاهية

الحمدان 04-03-2024 03:27 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها
وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها

رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذا
كَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها

قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا
طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها

إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّر
تَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها

وَدَعِ اللَيلَ وَالنَهارَ جَميعاً
يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها

لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم
يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُستَحليها



ابو العتاهية

الحمدان 04-03-2024 03:27 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَيا نَفسُ مَهما لَم يَدُم فَذَريهِ
وَلِلمَوتِ رَأيٌ فيكِ فَاِنتَظِريهِ

مَضى مَن مَضى مِنّا وَحيداً بِنَفسِهِ
وَنَحنُ وَشيكاً لا نَشُكُّ نَليهِ

بَنو المَرءِ يُسليهِم عَنِ المَرءِ بَعدَهُ
إِذا ماتَ ما أَسلاهُ بَعدَ أَبيهِ

رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ هَمّاً أَشَدَّهُم
قُنوعاً وَأَرضاهُم بِما هُوَ فيهِ

فَطوبى لِمَن لَم يَلقَ أَمراً قَضى لَهُ
بِهِ اللَهُ إِلّا سَرَّهُ وَرَضيهِ

وَلا خَيرَ في مَن ظَلَّ يَبغي لِنَفسِهِ
مِنَ الخَيرِ ما لا يَبتَغي لِأَخيهِ



ابو العتاهية

الحمدان 04-03-2024 03:27 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنَّ الحَوادِثَ لا مَحالَةَ آتِيَه
مِن بَينِ رائِحَةِ تَمُرُّ وَغادِيَه

فَلَرُبَّما اِعتَبَطَ السَليمُ فُجاءَةً
وَلَرُبَّما رُزِقَ السَقيمُ العافِيَه

اللَهُ يَعلَمُ ما تُجِنُّ قُلوبُنا
وَاللَهُ لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَه

أَينَ الأُلى كَنَزوا الكُنوزَ وَأَمَّلوا
أَينَ القُرونُ بَنو القُرونِ الخالِيَه

دَرَجوا فَأَصبَحَتِ المَنازِلُ مِنهُمُ
قَفراً وَأَصبَحَتِ المَدائِنُ خالِيَه

عَجَباً لِمَن يَنسى المَقابِرَ وَالبِلى
سُبحانَ مَن يُحيّ العِظامَ البالِيَه




ابو العتاهية

الحمدان 04-05-2024 02:26 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَرى كلَّ مَدحٍ في النَبِيِّ مُقَصّراً
وَلَو صيغَ فيه كُلُّ عِقدٍ مجوهَرا

وَهل يَقدر المُدّاحُ قَدرَ محمّدٍ
وَإِن بالَغ المثني عَلَيهِ وَأَكثَرا

إِذا اللَهُ أَثنى بِالَّذي هو أَهلُهُ
عَلى مَن يَراهُ لِلمَحامِدِ مَظهرا

وَخَصَّصهُ في رفعه الذكر مُثنياً
عَلَيهِ فَما مِقدار ما تمدح الوَرى



عمر تقي الدين الرافعي

الحمدان 04-05-2024 02:34 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَمَضَانُ جِئْتَ فَمرحباً شهْرَ الهُدى
* إنَّ الورى اشتاقتْ إلى لُقياكَا

والأرضُ لا تبدُو بأجمــلِ حُلّةٍ
إلّا إذا مُلِئتْ بطِيبِ هواكَـــــا

حتَّى المــدائِنُ بالنّفِيس تزيَّنتْ
أرأيْتَها تُبْدِي الجمالَ سِوَاكَــــا؟

ليْتَ الأهلَّةَ كُلّها رمضـــــــــــانُ
فـلا نعيشُ ولا نرى إلَّاكَــــــــا

الحمدان 04-05-2024 02:42 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لو أنفق المرء مافي الأرض من ذهبٍ
لما استطاع لما لم يُقضَ تسهيلا

من يقبض الرِّيح أو من يستطيع لما
يقضي به الله بين الناس تحويلا ؟

إلى المهيمن نهفو نستجير به
في النَّائبات ولا نخشى الأقاويلا

إذا قضى الله أمراً لا مفرَّ لنا
ممَّا قضاه ولا نسطيعُ تبديلا

الحمدان 04-05-2024 03:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها
بسِمطَيْن من درّ مضيئين في الثغر

إذا ابتسمت في ظلمة الليل أشرقا
فعُدنا من الآمال في أنجم ُزهر

نرى وجهها بدراً محاطاً من السَنى
بصبحَيْن من ثغر وضيءٍ ومن نحر

يذكرني من مطلع الشمس شعرُها
ذوائبَ تُرخَى من أشعّتها الصفر

تراءت فأما نفسها فحزينة
وأما مُحيّاها فكالكوكب الدرّي

بدت في ِحداد ترسل الطرف وانياً
يُغَضّ على وجد ويُفتح عن سحر

رأيت بها بدراً تردّى ُدجُنّةً
غداة أُميط السجف من جانب الخِدر

فكانت لها سود الجلابيب ِحليةُ
ولا عجبٌ أن الدجى من حِلى البدر

تَبَسَُّ حيناً ثم تُجهش بالبكا
فمن لؤلؤٍ تُبدي ومن لؤلؤ تُذري

كأن تلاميح الأسى في جبينها
بقايا ظلام الليل في غُرّة الفجر

وكم أبصرت عيناي لما تنهّدت
تموُّح بحر الحب من عاصف الهجر

فقد كان منها الصدر يعلو ويرتمي
فيبعث بي شجواً يموج به صدري

ومما شجا نفسي ذُبول بخدّها
كما ذبلت في بيتها باقة الزهر

ولما أنقضى صبري وقفت تجاهها
اُسائل عما ناب من نُوَب الدهر

فقالت وقد ألقت على الصدر كفّها
تشدّ ضلوعاً ينطوين على جمر

لك الخير من حرّ يسائل حرّة
شَكَت هجر بعل لم يكن بالفتى الحرّ

سقاني بكأس الحب حتى شرِبتها
ولم أدر أن الحب ضرب من الخمر

فلما رآني قد سكِرت بحبّه
صحا قلبه من حيث لم أصحُ من سُكري

ألا أن قلبي اليوم إذ مسّه الجَوى
وإذا مال بعلي في هوايَ إلى الغدر

ليَفزَع ممن يدّعي الحبَّ قلبُه
كما فزِعت قُمريّة الروض من صقر

على أن قلبي لم يعُد عنه صابراً
ألا لا أمال اللّه قلبي إلى الصبر

إذا شرقت شمسي تناسيت ذكره
وأن جنّ ليلي بتّ منه على ذُكر

وأني على ما نابني من جفائه
لأقنع منه بالخيال الذي يَسري

ولما شكت لي حُرقةً في فؤادها
ترقرق دمع العين في خدّها يجري

أرى قَطَراتِ الدمع في وَجَناتها
فأحسبها الياقوت رُصّع بالدرّ

هنالك ألقت راحتَيْها بوجهها
تُكَفكِف أسراباً من الدمع بالعشر

وقالت وقد كان النَشيج يصدّها
عن القول إلاّ عن كلام لها نَزر

سأحمل ما قد حَمَّلَتني يد الهوى
من الوجد حتى يحملوني إلى القبر

فقلت أما واللّه لو أن لي يداً
على كل حكم جاء من ظالم الدهر

لشدّدت في زجر المحبّين أن جَفَوْا
وعاقبت منهم من يميل إلى الهجر



معروف الرصافي

الحمدان 04-05-2024 03:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لواعج الهمّ في جنبيّ تضطرم
والهم مِقداره من أهله الهمم

كم قد أذاقتني الأيام من حُرَق
من فوقها أسف من تحتها ألم

أكلما قلت شعراً قال سامعه
نارٌ تَفوه بها للناس أم كَلِم

ما بال شعرك مثلَ النار ملتهباً
يذكو على أنه كالماء منسجم

إنا لنعجب من شعر تؤجّجه
ناراً ولم يحترق في كفّك القلم

لا تعجبوا فالأسى في النفس ملتهب
والعزم مُتقِد والهم محتدم

استبرد النار من حَرّت عزائمه
واستصغر الخَطب من في نفسه عظم



معروف الرصافي

الحمدان 04-05-2024 03:36 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يقولون ان الدهر يصلح فاسدا
فما حيلة الانسان ان فسد الدهر

لنا قدم في الحكم تعوزها الخطى
وحرية في القول يعوزها الجهر


معروف الرصافي

الحمدان 04-05-2024 03:38 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أدرنة مهلاً فإن الظُبى
سترعى لك العهد والمَوْثقا

وَداعاً لمَغناك زاهى الرُبا
وداعاً ولكن إلى المُلتقى

عزاءً لمسجدك الجامع
أفارق محرابه المنبرا

وهل في مُصلاّه من راكع
يُجيب المؤذّنَ إن كبّرا

فيا لَسقوطك من فاجع
به فجع الدهر أم القرى

وقبر النبوة في يثربا
ومثوى ضجيعَيْه منوى التُقى

ومَن في البقيع ومن في قُبا
ومن شهِدوا الفتح والخندقا

رويداً أدرنة لا تجزعي
وإن قد أمَضَّك هذا الأذى

إذا أنت بالسيف لم تُرجَعي
فلا حَبذا العيش لا حَبذا

ألا أنت الزاسنا فاسمعي
ونحن الفرنسيس من بعد ذا

سلام على قُطرك المُجتبَى
سلام على أُفْقك المُنتقى

أيُمسي لشِرك العدى مَلعَباً
وكان لتَوحيدنا مَعَبقا

لقد حلّ فيها لواءٌ مُريب
حلول الحقارة بين الجلال

فظلَت بأدمعها والنحيب
تنوح على نجمها والهلال

أتنسى أدرنة عما قريب
إذن لا بلغنا العلا والكمال

فسوف على الرغم من أوربا
نقوم لها فَيلقاً فيلقا

فتُبكي هزاهزنا المغربا
وتُضحك أسيافنا المشرقا

أيقتدر الشعر أن يشكرا
كما يجب الشكر ذاك البطل

فتىً كان في الحرب مستشعراً
شعاراً أجلّته كل الدول

فيا سيف شكري وكل الورى
غدت تضرب اليوم فيك المثل

سيجري لك الشكر لن يَنضُبا
ويجري الزمان به مُغْرقا

وأما ذُكرت حللنا الحُبا
وقُمنا كقومتنا في اللقا

أرى الدهر أنهض كل العِدى
على حين قد قعد المسلمون

فكم جرَعونا كؤوس الردى
ونحن على كيدهم صابرون

أيَحُسن يا قوم أن نقعدا
وقد آن أن ينهض القاعدون

فسيُل المصائب غطّى الزُبى
وغيم النوائب قد طّبقا

وأوشكت الأرض أن تُقلبا
وصبح القيامة أن يُفلَقا

دع الغْرب ينعم في باله
وإن لَقيَ الشرق منه الكُروب

ولا تسألَنْه بأفعاله
فعهد التمدّن عهد كذوب

فنحن اغترَرْنا بأقواله
ولكّننا بعد هذي الحروب

سَنأبَى عليه أشدّ الأِبا
فإما الفناء وإما البقا

ونركب من عزمنا مركباً
ونرقى وإن صَعُب المُرتقى

لقد آن يا قوم تَرك الَونَى
وترك الشقاق وترك الدد

إلى كم نُكابد هذا العَنا
ونخبط في جهلنا الأسود

وبالعلم من قبل نلنا المنى
وفُزنا من العيش بالأرغد

ولكنَما العلم قد غَرَبا
فلا عيش إلاّ إذا شرَقا

فهُبوا إليه هُبوب الصَبا
عسى أن يسِح ويغدودقا



معروف الرصافي

الحمدان 04-05-2024 03:38 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي
كي أستريح بموتي من تباريحي

مَهزولةَ الجسم من فقر ومن نَكَد
مصفَرّة الوجه من همّ وتتريح

باتت بغير عشاءٍ وهي طاوية
وأصبح وهي غَرثَى دون تصبيح

ضَنْكُ المعيشة أضوى جسمها فبدت
شروى خيال بطرق العين ملموح

وأذبلَتْها هموم النفس ناصبةً
فصَوَّحت وجنتيها أيَ تصويح

وَيْلُمِّها عيشةً نكداءَ يابسةً
لم تُبق من جسمها غير الألاويح

في طرفها نظر وانٍ تُرَده
لَمْحَ المريض إذا ما جاد بالروح

تَلَفّعت بدَريس منن تخرُّقه
تخال طُرَّتَه بعضَ التقازيح

فكم ترى العين خرقاً غير مرتقع
في جانبيه وفتقاً غير مَنصوح

تمشي انخزالاً بعبء الفقر مُثقَلَةً
كظالع في الطريق الوَعْر مَكسوح

خارت قواها فمارت في تخزّلها
يكاد يُسقِطها هبّ من الريح

لما دَنوت إليها كي أسائلها
والقلب في خَطَران كالأراجيح

تأوّهت آهة حمراء داميةً
تشفّ عن كبِد بالهمَ مَجروح

وأجهشت ثم أرخت من محاجرها
عِنان دمع على الخدَّين منضوح

وأعرضت وهي لم تنبِس سوى نظر
يُغني الألِبّاءَ عن نطق وتصريح

فرُحت من عجبي منها ومن جزَعي
أبكي لها بين ترجيع وتسبيح

من ليس يُبْكيه من أبناء جِلدته
فكاؤهم فهو من جنس التماسيح

ولا يقوم بعبء المجد مُضطَلِعاً
من لا يقوم إلى إِنهاض مَفدوح

وما السعادة في الدنيا بحاصلة
إلا بإسعاد أطلاح مَرازيح

إن المروءة شيءٌ لا تنَاوشُهُ
إلا سواعد أجواد مساميح

أرى كنوز المعالي مالأقْفُلِها
غير السماح لعمري من مفاتيح

والعيش غَيْهَب آمال وليس لنا
سوى التعاون فيه من مصابيح

قامت قيامة أهل الغرب فانبعثت
هزاهزٌ بينهم عمّت بني نوح

واستفحلت فتنة عمياء جائحة
تَمخّضت عن دم في الأرض مسفوح

وقامت الحرب بالَلأْواء شاملةً
كل البسيطة حتى الأبحرِ الفِيح

والأرض قد أصبحت من مكر ساكنها
محَمَّرةَ اللُوح أو مغبرًّةَ السُوح

ضاقت على الناس وانسدّت مسالكها
فعاد كل طريق غير مفتوح

والحرب أغنت أناساً غنيةً عَجَباً
وآخرين رمتهم بالمجاليح

ومعشراً أسكنَتْهم في الذُرا غُرَفاً
ومعشراً بطن ملحود ومضروح

أما التي أوجَعت قلبي بمنظرها
وأوْهنَتْه بتبضيع وتقريح

فغادة عضّت الحرب الضروس بها
عضاً بنابٍ حديدٍ غير مرضوح

أمست تكابد من فقر ألَمّ بها
آلام عيش بشيع الطعم مذروح

ترنو إلى الناس بالشكوى فتحسبها
ظمآن يشكو لآلٍ حُرقة اللُوح



معروف الرصافي

الحمدان 04-05-2024 03:39 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وخرساءَ لم ينطق بحرفٍ لسانها
سوى صوت عرق نابض بحشاها

حكت لهجة التمام لفظاً ولم تكن
لتفصح إلا بالزمان لغاها

لها ضربان في الحشا قد حكت به
فؤاداً تغشَاه الهوى وحكاها

جرت حركات الدهر في ضرباتها
وبانت مواقيت الورى بعماها

على وجهها خطّت علائم تهتدي
بها الناس في أوقاتها لمناها

مشت بين آنات الزمان تقيسه
وما هو إلاّ مشيها وخطاها

بها يتقاضى الناس ما يوعدونه
ويُرشد ضلاّل الزمان هداها

غدت كأخي الإيمان تأكل في معيً
وما أكل إلاّ التواء معاها

تدور عليها عقرب دور حائر
بتَيهاء غمّت في الظلام صواها

تريك مكان الشمس في دورانها
إذا حجبت عنك الغيوم ضياها

فأعجب بها مصحوبةًجاء صنعها
نتيجة أفكار الورى وحجاها

بنتها النهى في الغابرين بسيطةً
فتمّ على مرّ الزمان بناها

تنادي بني الأيام في نقراتها
أن اسعوا بجدٍ بالغين مداها

ولا تهملوا الأوقات فهي بواترٌ
تقطع أوصال الحياة شباها



معروف الرصافي

الحمدان 04-07-2024 01:05 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الأحزان لايمكن أن تنتهي ..
والبشائر لايمكن أن تختفي ..
كل ماعليك أن تدرب نفسك على الصبر عند الأولى ..
والشكر عند الثانية

وكُلُّ بابٍ وإن طالت مغالِقُهُ
يوماً له من جميل الصَّبر مفتاحُ

كم كروبٍ ظننا لا انفراج لها
حتى رأينا كبير الهم ِّينزاحُ

الحمدان 04-07-2024 01:09 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتَى رَمَـضَانُ مَـزْرَعَـةُ العِـبَـادِ
لِـتَـطْهِـيرِ القُلُوبِ مِنَ الفَـسَادِ

فَـأَدِّ حُـقُـوقَــهُ قَـوْلًا وَفِـعْـلَا
وَ زَادَكَ فَـاتِّـخِــذْهُ لِلْــمَـعَـادِ

فَمَنْ زَرَعَ الـحُبُوبَ وَمَا سَقَاهَا
تَــأَوَّهَ نَادِمًــا يَـوْمَ الـحَـصَـادِ

الحمدان 04-07-2024 01:11 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏يَا طَالِبَ العَيشِ فِي أَمنٍ وَفِي دَعَةٍ
رَغَدَاً بِلَا قَتَرٍ صَفوَاً بِلَا رَنَقِ

خَلِّص فُؤَادَكَ مِن غِلٍّ وَمِن حَسَدٍ
فَالغِلُّ فِي القَلبِ مِثلُ الغِلِّ فِي العُنُق

الحمدان 04-07-2024 02:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَإِن تَكُنِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةً
فَإِنَّ ثَوابَ اللَهِ أَعلى وَأَنبلُ

وَإِن تَكُنِ الأَرزاقُ حَظاً وَقِسمَةً
فَقِلَّةُ حِرصِ المَرءِ في الكَسبِ أَجمَلُ

وَإِن تَكُنِ الأَموالُ لِلتَركِ جَمعُها
فَما بالُ مَتروكٍ بهِ الحُرُّ يَبخَلُ

وَإِن تَكُنِ الأَبدانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت
فَقَتلُ اِمريءٍ لِلّهِ بِالسَيفِ أَفضَلُ

عَلَيكُم سَلامَ اللَّهِ يا آَلَ أَحمَدٍ
فَإِنّي أَراني عَنكُمُ سَوفَ أَرحَلُ



علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

الحمدان 04-07-2024 02:31 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ
وَأَدمِن عَلى الصَمتِ المُزيِّنِ لِلعَقلِ

يَموتُ الفَتى مِن عَثرَةٍ بِلسانِهِ
وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرَةِ الرِّجلِ

فَعثرَتُهُ مَن فيهِ تَرمي بِرَأسِهِ
وَعَثرَتهِ بِالرِّجلِ تَبَرا عَل مَهلِ

وَلا تَكُ مِبثاثاً لِقَولِكَ مُفشياً
فَتَستَجلِبِ البَغضاءَ مِن زَلَّةَ النَعلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان 04-07-2024 02:31 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَأَهلاً وَسَهلاً بَضَيفٍ نَزَل
وَاِستَودَعَ اللَهُ إِلفاً رَحَل

تَوَلّى الشَبابُ كَأَنَّ لَم يَكُن
وَحَلَّ المَشيبُ كَأَنَّ لَم يَزَل

فَأَمّا المَشيبُ كَصُبحٍ بَدا
وَأَمّا الشَبابُ كَبَدرٍ أَفَل

سَقى اللَهُ ذاكَ وَهَذا مَعاً
فَنِعمَ المُوَلّي وَنِعمَ البَدَل



علي بن أبي طالب

الحمدان 04-07-2024 02:31 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الحَمدُ لِلّهِ الجَميلِ المُفضلِ
المُسبِغِ المُولي العَطاءِ المُجزِلِ

شُكراً عَلى تَمكينِهِ لِرَسولِهِ
بِالنَّصرِ مِنهُ عَلى البُغاةِ الجُهَّلِ

كَم نِعمَةٍ لا أَستَطيعُ بُلوغَها
جُهداً وَلو أَعلَمتُ طاقَة مقوَلِ

لِلّهِ أَصبَحَ فَضلُهُ مُتَظاهِراً
مِنهُ عَلَيَّ سَأَلتَ أَم لَم أَسأَلِ

قَد عايَنَ الأَحزابَ مِن تَأييدِهِ
جُندُ النَبيِّ ذي البَيانِ المُرسَلِ

ما فيهِ مَوعِظَةً لِكُلِ مُفَكِّرٍ
إِن كانَ ذا عَقلٍ وَإِن لَم يَعقِلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان 04-07-2024 02:32 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَداري مناخٌ لِمَن قَد نَزَل
وَزادي مُباحٌ لِمَن قَد أَكَل

أُقدُّم ما عِندَنا حاضِرٌ
وَإِن لَم يَكُن غَيرَ حُبزٍ وَخَل

فَأَمّا الكَريمُ فَراضٍ بِهِ
وَأَما اللَئيمُ فَما قَد أَبل



علي بن أبي طالب

الحمدان 04-07-2024 02:32 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا قَرُبَت ساعَةً يا لَها
وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زُلزالَها

تَسيرُ الجِبالُ عَلى سُرعَةٍ
كَمَرِّ السَحابِ تَرى حالَها

وَتَنفَطِرُ الأَرضُ مِن نَفحَةٍ
هُنالِكَ تُخرِجُ أَثقالَها

وَلا بُدَّ مِن سائِلٍ قائِلٍ
مِنَ الناسِ يَومَئِذٍ ما لَها

تُحَدِّثُ أَخبارَها رَبُّها
وَرَبُّكَ لا شَكَّ أَوحى لَها

وَيَصدُرُ كُلٌّ إِلى مَوقِفٍ
يُقيمُ الكُهولَ وَأَطفالَها

تَرى النَفسَ ما عَلِمَت مُحضَراً
وَلَو ذَرَّةً كانَ مِثقالَها

يُحاسِبُها مَلِكٌ قادِرٌ
فَإِما عَلَيها وَإِما لَها

ذُنوبي ثِقالٌ فَما حِيلَتي
إِذا كُنتُ في البَعثِ حَمّالَها

تَرى الناسَ سَكرى بِلا خَمرَةٍ
وَلَكِن تَرى العَينُ ما هالَها

نَسيتُ المعادَ فَياوَيلَها
وَأَعطَيتُ لِلنَفسِ آمالَها



علي بن أبي طالب


الساعة الآن 09:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية