منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 10-30-2022 08:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وقُلتُ لها بعَشيكِ ذٌقتِ راحاً
فقد شاهدتُ في جَفنيكِ سُكرا

فولَّتْ وهيَ عابسةٌ وعادَتْ
فقالت لا وعيشِكَ لم أذُقْ را

فقلُتُ ولِمْ حذفتِ الحاءَ قالت
أخافُ العَتْبَ إن أبديتُ عُذرا

فقلتُ وهل لمثلي العَتبُ قالت
أخافُ تَشَمُّ أنفاسي فتَبْرا



ناصيف اليازجي

الحمدان 10-30-2022 08:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ذَكَرَ النَّقا فاهتزَّ من ذِكرِ النَّقا
أتُرَى استُطِيرَ فُؤَادُهُ أم أخفقا

وتَنفَّسَ الصُّعَداء حتَّى خِلتهُ
لو كانَ بينَ أراكِهِ ما أورَقا

كلٌّ لهُ قلبٌ وقلبُ أخي الهَوَى
لَربيبِ قومٍ في هَواهُ تَعلَّقا

يَجِدُّ التَّنعُّمَ في الشَّقاءِ ويَلتظِي
غَضَباً إذا قالوا نَظُنُّكَ أحمقا

طُبِعَ الزَّمانُ على العِنادِ وأهلُهُ
طُبِعوا على أخذِ الخديعةِ مَوثِقا

إنِّي أُصدِّقُ قولَ حُرٍّ صادقٍ
لكنَّني أجِدُ التَّجاربَ أصدَقا



ناصيف اليازجي

الحمدان 10-30-2022 08:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لقد خَطَرَتْ مخضَّبةَ البَنانِ
كأقلامٍ تَخُطُّ بأُرجُوانِ

ومَدَّتْ مِعصَماً منها نضيراً
كَفَرْعٍ نابتٍ مِن غصن بانِ

مبلبلةُ الحِلَى لبِسَتْ سِواراً
ينوبُ سكوتُهُ عن تَرجُمانِ

أرادتْ أنْ تزِينَ بهِ يديَها
لبَهْجتهِ فزانتهُ اليَدَانِ

رأيتُ لعِلَّتي منهُ طبيباً
يَجُسُّ النَّبضَ مِن أيدي الحِسانِ

تَبارَكَ مَن لهُ في كلِّ يومٍ
بدائعُ في الخَليقةِ ذاتُ شانِ

يحدِّثُ مَن رآها النَّاسَ عنها
وما خَبَرُ المُحدِّثِ كالعِيانِ



ناصيف اليازجي

الحمدان 10-30-2022 08:51 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دَعِ الأيامَ تفعلُ ما ترومُ
ولا تَعبَث بهمَّتِكَ الهُمومُ

يزولُ الشَّرُّ مثلَ الخير عنَّا
فلا هذا ولا هذا يدومُ

سَوادُ اللَّيلِ يَعقُبُهُ بَياضٌ
وهُوجُ الرِّيحِ يَعقُبُها النَّسيمُ


ناصيف اليازجي

الحمدان 10-31-2022 06:14 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الناس للناس مادام الوفاء بهم

والعسر واليسر أوقات وساعات

وأكرم الناس مابين الورى رجل

تُقضي على يده للناس حاجات

لا تقطعن يد المعروف عن أحد

ما دمت تقدر والأيام تارات

واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت

إليك لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت فضائلهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات

الحمدان 11-01-2022 07:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ

رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ

لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي

جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ

رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ

يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ

لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ

يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ

أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى
أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ

سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا
وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ

مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا
اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي

السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى
يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ

القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ
وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ

العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما
أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ

المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ
عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ

الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا
أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ

مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا
لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ

يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ
إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ

وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى
يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ

يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ
أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ

ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ
أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ

مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ
وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ

بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ
وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ

لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى
مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ

يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ
وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ

فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ
كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ

مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ

يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها
جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ

لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها
المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ

كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ
لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ

طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ
وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ

كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ
إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ

يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها
مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ

رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما
أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ

هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ

صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ

تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى
طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ

إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ
في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ

أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى
مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ

إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ
عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ

وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ

لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ

فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ

عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ
في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ

يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ
وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ

مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي

سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ

قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ

نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا
وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي

حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ

لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ

كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما
بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ

وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما
أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ

يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ
وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ

لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ
فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ

وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ
غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ

مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها
قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ

إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها
يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ

وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها
لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ

هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ
أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ

فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها
وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ

تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ
رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ

يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ

لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ
وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ

فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ

جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ
يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ

يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ

حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ
في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ

بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ
تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ

سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ

تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ
وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ

ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ

أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ
إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ

وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ
لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ

مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ
وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ

يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ
وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ

وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ
كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ

أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ

لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ

صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ

جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ
عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ

رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ

مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ

حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ

وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ

خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما
يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ

أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت
لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ

وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ
بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ

سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ

هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا
هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ

وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ
كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ

فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ
كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ

لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما
وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ

تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا
وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ

يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي
وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي

المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ
لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ

مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى
وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ

اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ
من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ

وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ
يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ

هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ
تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ

البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ
وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ

شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ
وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ

وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ
إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي

تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها
في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ

مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ
عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ

كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى
يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ

بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ
كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ

ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً
وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ

اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ
وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ

إِن قُلتَ في الأَمرِ «لا» أَو قُلتَ فيهِ «نَعَم»
فَخيرَةُ اللهِ في «لا» مِنكَ أَو «نَعَمِ»

أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ

وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً
فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ

قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا
لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ

جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ
فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ

لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ
تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ

وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ
ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ

سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ
بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ

طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها
في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ

لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها
بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ

لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ
وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ

لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى
لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ

جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ
إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ

أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ
فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ

عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ
حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ

دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ
وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ

لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ
ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ

تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ

بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ
لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ

أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ
وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ

مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها
تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ

عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ
للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ

مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ
شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ

لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى
بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ

بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ
مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ

كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ

لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما
تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ

شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها
عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ

يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها
كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ

غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى
وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ

نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها
تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ

يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى
حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ

لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ
مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ

وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً
رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ

كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ

لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا
مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ

سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ
وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ

ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ
إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ

لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ
وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ

نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا
عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ

دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا
كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ

وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ
هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ

وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ
في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ

دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ
دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ

ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ
وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ

وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها
عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ

مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ
تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ

وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ
فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ

يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا
مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ

وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ

خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ
فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ

مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً
وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ

وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا
بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ

الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ
وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ

أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ
يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ

وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها
عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ

جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما
جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي

وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ
بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ

بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ
أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ

وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ
في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ

يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ

لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ

يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى
نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ

مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها
إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ

مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً
ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ

رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا
وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ

وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ
جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ

بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ
شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى

وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ

الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ
ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ

الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ
الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ

يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها
وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ

سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ
تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ

رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ
أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ

فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا
وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ

يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ



أحمد شوقي

الحمدان 11-01-2022 08:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى
فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى

وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ
خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى

وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ
وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى

ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ
إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا

إِذا فَزِعَت قَدَّمَتها الجِيادُ
وَبيضُ السُيوفِ وَسُمرُ القَنا

فَمَرَّت بِنَخلٍ وَفي رَكبِها
عَنِ العالَمينَ وَعَنهُ غِنى

وَأَمسَت تُخَيِّرُنا بِالنِقابِ
وادي المِياهِ وَوادي القُرى

وَقُلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ
فَقالَت وَنَحنُ بِتُربانَ ها

وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ
مُستَقبِلاتٍ مَهَبَّ الصَبا

رَوامي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ
وَجارِ البُوَيرَةِ وادِ الغَضى

وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ الرِداءِ
بَينَ النَعامِ وَبَينَ المَها

إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى شَفَت
بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وَلاحَ لَها صَوَرٌ وَالصَباحَ
وَلاحَ الشَغورُ لَها وَالضُحى

وَمَسّى الجُمَيعِيَّ دِئداؤُها
وَغادى الأَضارِعَ ثُمَّ الدَنا

فَيا لَكَ لَيلاً عَلى أَعكُشٍ
أَحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُوى

وَرَدنا الرُهَيمَةَ في جَوزِهِ
وَباقيهِ أَكثَرُ مِمّا مَضى

فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ
فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا

وَبِتنا نُقَبِّلُ أَسيافَنا
وَنَمسَحُها مِن دِماءِ العِدا

لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ
وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى

وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ
وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى
وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى

وَلا بُدَّ لِلقَلبِ مِن آلَةٍ
وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصَفا

وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ
يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوى

وَكُلُّ طَريقٍ أَتاهُ الفَتى
عَلى قَدَرِ الرِجلِ فيهِ الخُطا

وَنامَ الخُوَيدِمُ عَن لَيلِنا
وَقَد نامَ قَبلُ عَمىً لا كَرى

وَكانَ عَلى قُربِنا بَينَنا
مَهامِهُ مِن جَهلِهِ وَالعَمى

لَقَد كُنتُ أَحسِبُ قَبلَ الخَصِيِّ
أَنَّ الرُؤوسَ مَقَرُّ النُهى

فَلَمّا نَظَرتُ إِلى عَقلِهِ
رَأَيتُ النُهى كُلَّها في الخُصى

وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ
وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا

بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهلِ السَوادِ
يُدَرِّسُ أَنسابَ أَهلِ الفَلا

وَأَسوَدُ مِشفَرُهُ نِصفُهُ
يُقالُ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجى

وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَّ
بَينَ القَريضِ وَبَينَ الرُقى

فَما كانَ ذَلِكَ مَدحاً لَهُ
وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى

وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِم
فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا

وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ
إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى

وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ
رَأى غَيرُهُ مِنهُ مالا يَرى


المتنبي

الحمدان 11-01-2022 08:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ
وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى

وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ
وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى
وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى



المتنبي

الحمدان 11-02-2022 09:10 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أضجّ فؤادك أم هاجه
لعوب هناك تهز الوتر؟

مدلهات غنجت وانثنت
تصد وتبدي الحيا والخفر

كأنك من وحيها شاعر
ومن حسنها تستعير الدرر

فيا صاحبي حملتك الليالي
تشع كأنك نجم أغرّ

و يا صاحبي نقلتك الرياض
فلست هنا أو هنا تستقر

فإنك يا صاح طير طليق
وما زلت في قفصي أنتظر

فقد حبسوا الماء عنّي وقصوا
جناحي ظلماً فأين المفر


د عدنان علي رضاء

الحمدان 11-02-2022 09:11 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الدكتور عدنان علي رضا النحوي من الشعراء الفلسطينيين المنسيين وقد كان ينتمي إلى جيل المحافظين والعموديين. له قصائد جميلة عن مدينة صفد التي وُلد ونشأ فيها قبل أن تُلمّ به فاجعة التقسيم ووقوع صفد في أيدي الإسرائيليين، ومن ثم التشرد مع بقية الشتات الفلسطيني.

نشر وألقى قصائد كثيرة حذّر فيها العرب من اقتراب الفاجعة:



وطني ذكرتك والمصائب كشّرت
عن نابها واحمّر فيها المخلب

فصرخت مكلوماً: أَمَا من مُنجدٍ
يحنو عليّ ومسعف لا يرهب

وأتاك ينقذ من رجوت حنانه
فإذا به قاسٍ عليك مجرّب

الحمدان 11-02-2022 09:12 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تهزأت إن رأتني لابسا كبرا
وغاية الناس بين الموت والكبر

فإن بقيت رأت الِشيب راغمة
وفي التعرف ما يمضي من العمر

عني إليك فإني لا توافقني
عور الكلام ولا شرب على كدر

الحارث

الحمدان 11-02-2022 09:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا لوعة الأقصى! ودوّظ“ت صرخة
يطوي صداها ذلة وهوان

أين التقاة! وما تقوم بآية
إلا وكان صدى القيام سيان

يا لوعة الأقصى وبين ضلوعه
نار وفوق قبابه عدوان

وتلهف الأقصى لمكة لوعة
أختاه! تنهش أضلعي الغربان


د عدنان علي رضاء

الحمدان 11-02-2022 09:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مجد تهدم إلا حائطا هرما
والمجد أخلده ما عهده القدم

وقفت أستنطق الأحجار أسألها
والصخر يتلو حديثا كله حكم

فدى لديني وأوطاني ذهبتِ فلا
حزنٌ عليك ولا دمع ولا ألم


د عدنان علي رضاء

الحمدان 11-02-2022 09:46 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ماذا يفيد نواح فوق غالية.
من التراث تداعت من تداعينا

أنتم تنوحون والأعداء قد بلغت.
منكم وجاست خلال المُلك تطوينا

د عدنان علي رضاء

الحمدان 11-04-2022 09:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَيومَ دخلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
فقالت لكَ الوَيلاتُ إنّكَ مُرجِلي

تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا مَعًا
عَقَرتَ بَعِيرِي يا امرَأ القَيسِ فَانزِلِ

فَقُلتُ لها سِيري وَأرخِي زِمامَهُ
وَلا تُبعِديني مِنْ جَناكِ المُعَلّلِ


امرؤ القيس

الحمدان 11-05-2022 03:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَوصَيتُ نَفسي وَعَن وُدٍّ نَصَحتُ لَها
فَما أَجابَت إِلى نُصحي وَإِيصائي

وَالرَملُ يُشبِهُ في أَعدادِهِ خَطَئي
فَما أَهُمُّ لَهُ يَوماً بِإِحصاءِ

وَالرِزقُ يَأتي وَلَم تُبسَط إِلَيهِ يَدي
سِيّانِ في ذاكَ إِدنائي وَإِقصائي

لَو أَنَّهُ في الثُرَيّا وَالسِماكِ أَو الشِع
رى العَبورِ أَو الشِعرى الغَميصاءِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 11-05-2022 03:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مُلوكَ البِلادِ فُزتُم بِنَسءِ ال
عُمرِ وَالجَورُ شَأنُكُم في النِساءِ

ما لَكُم لا تَرَونَ طُرقَ المَعالي
قَد يَزورُ الهَيجاءَ وَزيرُ نِساءِ

يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ
ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ

كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى ال
عَقلِ مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ

فَإِذا ما أَطَعتَهُ جَلَبَ ال
رَحمَةَ عِندَ المَسيرِ وَالإِرساءِ

إِنَّما هَذِهِ المَذاهِبُ أَسبا
بٌ لِجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ

غَرَضُ القَومِ مُتعَةٌ لا يَرِقّو
نَ لِدَمعِ الشَيمّاءِ وَالخَنساءِ

كَالَّذي قامَ يَجمَعُ الزَنجَ بِالبَص
رَةِ وَالقَرمَطِيَّ بِالأَحساءِ

فَاِنفَرِد ما اِستَطَعتَ فَالقائِلُ الصا
دِقُ يُضحي ثِقَلاً عَلى الجُلَساءِ


أبو العلاء المعري

الحمدان 11-05-2022 03:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ
فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ

ومَن يُعْدِمْ أخوه على غناه
فما أدَّى الحقيقةَ في الإِخاءِ

ومَن جعلَ السخاءَ لأقْرَبيهِ
فليسَ بعارفٍ طُرقَ السّخاءِ

أبو العلاء المعري

الحمدان 11-05-2022 03:58 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لو أمطرتْ ذهبًا منْ بعدِ ما ذهبا
لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا

مازلتُ في حِجرِهِ طفلًا يُلاعبني
تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

لم يَحْنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ
لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا

وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها
فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي
أصحو وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا

كفّاهُ غيمٌ وما غيمٌ ككفِّ أبي
لم أطلبِ الغيثَ إلا منهما انسكبا

ياليتني الأرضُ تمشي فوقها فأري
من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا

مهما كتبتُ بهِ شعرًا فإنَّ أبي في
القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

يا منْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ
لا تنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا

فالبِرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ
يُوفيكَهُ ولدٌ والبِرُّ ما ذهبا

لا تنتظر موتهُ، صِلْ في الحياةِ أبًا
لا ينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا


الشاعر السوري حسين العبدالله

الحمدان 11-08-2022 02:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏حلَّ الصباحُ مجدَّدًا قُم يا صديق
وارقب طيور الصبح في حبٍ تفيق

اسلك دروب النورِ منذُ بكورها
قُم سابقِ الأطيار في قلبٍ طليق

الحمدان 11-08-2022 02:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ربّي معي من ذا الذي اخشـى إذن
‏ مـــادامَ ربّـي يُحســنُ التــدبيـــــرا

‏ وهو الــذي قـد قــالَ فــي قُرآنــه
‏وَكَـفـى بِرَبِّــكَ هادِيــاً وَنَصـيـــرا

الحمدان 11-11-2022 04:20 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أمـا لِـجَـمـيـلٍ عِنْدكُنَّ ثَوابُ
ولا لِـمُـسـيءٍ عِـنْـدَكُنّ مَتَابُ

إذا الـخِـلُّ لَـمْ يَـهْجُركَ إلا مَلالةً
فَـلَـيْـسَ لهُ ، إلا الفِرَاقَ ، عِتابُ

إذا لـم أجـد مـن خُـلَّةٍ ما أُرِيدُه
ُ فـعـنـدي لأُخْـرى عَزْمَةٌ وَرِكابُ

ولـيـس فِراقٌ ما استطعتُ
فإن يَكُنْ فِـراقٌ عـلـى حَـالٍ فليس إيابُ

صَـبـورٌ ولـو لـم يـبقَ مني
بقيةٌ قَـؤُولٌ وَلـوْ أنَّ الـسيوفَ جَوابُ

وَقُـورٌ وأحـداثُ الـزمانِ
تَنوشني وَلِـلـمـوتِ حـولي جِيئةٌ وَذَهَابُ

بِـمـنْ يَـثِـقُ الإنسانُ فيما يَنُوبهُ
ومِـنْ أيـنَ لِـلحُرِّ الكَريم iiصِحابُ

وقـدْ صَـارَ هـذا الناسُ إلا
قَلَّهُمْ ذِئـابٌ عـلـى أجْـسَادِهنَّ ثِيابُ

تَـغَـابـيـتُ عن قومٍ فَظَنوا غَباوةً
بِـمَـفْـرِقِ أغـبانا حصًى iiوَتُرابُ!

ولـو عَـرفـونـي بَعْضَ مَعرِفَتي بِهمْ
إذاً عَـلِـمـوا أنـي شَهِدتُ وغابوا

إلـى الله أشـكـو أنـنـا بِمنازلٍ
تَـحـكَّـمَ فـي آسـادِهنّ كِلابُ

تَـمُـرُّ الـلـيالي لَيْسَ لِلنَّقْعِ مَوْضِعٌ
لَـديَّ ولا لِـلـمُـعْـتَفِين جَنَابُ

ولا شُـدَّ لـي سَرْجٌ على مَتنِ سابحٍ
ولا ضُـرِبـتْ لـي بِـالعراءِ قِبابُ

ولا بَـرقـتْ لـي فـي اللقاءِ قواطعٌ
ولا لـمـعـتْ لي في الحروبِ حِرابُ

سَـتَـذكـر أيـامـي نُميرٌ
وَعَامرٌ وكـعـبٌ ، عـلى عِلاتها ، وكِلابُ

أنـا الـجـارُ لا زادي بَطِيءٌ
عَليْهِمُ ولا دونَ مـالـي فـي الحَوادثِ بَابُ

ولا أطـلـبُ الـعَوراءَ مِنها أُصِيبها
ولا عـورتـي لِـلـطـالبينَ تُصابُ

بَني عَمِّنا ، ما يَفْعَلُ السيفُ في
الوغى إذا قـلَّ مِـنْـهُ مَـضـرِبٌ وَذُبابُ

بَـنـي عَـمِّنا ، نحنُ السَّواعِدُ وَالظُّبَا
وَيُـوشِـكُ يـوماً أن يكونَ ضِرابُ

ومـا أدَّعِـي مـا يَـعـلَمُ الله غَيرهُ
رِحَـابٌ عَـلِـيٍّ لِـلـعُفاةِ رِحابُ

وأفـعـالـهُ لِـلـراغـبـين كَرِيمةٌ
وأمـوالـهُ لـلـطـالـبين نِهَابُ

ولـكـنْ نَـبَـا مِـنهُ بِكَفِّيَ صَارمٌ
وأظـلـمَ فـي عَـيْـنَيَّ مِنهُ شِهابُ

وأبـطـأَ عَـنِّـي والـمـنايا سريعةٌ
وَلِـلـمـوتِ ظِـفْرٌ قد أطلَّ ونابُ

فـإن لـم يَـكـنْ وِدٌ قَـرِيبٌ تَعُدُّه
ُ ولا نَـسَـبٌ بـيـن الرجَالِ قِرابُ

فـأحـوطُ لـلإسلام أنْ لا
يُضِيعني ولـي عَـنْـهُ فِـيـهِ حَوْطةٌ وَمَنابُ

ولـكـنـنـي راضٍ على كلِّ
حالةٍ لِـنَـعْـلَـمَ أيَّ الـخُـلَّتينِ سَرابُ

ومـا زِلـتُ أرضـى بـالقليل
محبةً لَـدَيْـهِ ، ومـادون الكثير حِجابُ

وأطـلُـبُ إبـقـاءً على الوُد أرضَهُ
وذِكـرى مِـنـي في غيرها وطلابُ

كـذاكَ الـوِداد الـمحضُ لا يرتجى لهُ
ثـوابٌ ، ولا يُـخـشى عَليهِ عقابُ

وقدْ كُنتُ أخشى الهجرَ والشمْلُ جَامِعٌ
وفـي كُـلِّ يَـوْمٍ لُـقْـيَةٌ وخِطَابُ

فـكـيـف وفيما بيننا مُلْكُ قَيْصَرٍ
ولِـلْـبَـحْرِ حولي زَخْرَةٌ وَعُبَابُ ?

أَمِـنْ بَـعْـدِ بَذْلِ النفس فيما تُرِيدُهُ
أثـابُ بِـمُـرِّ الـعَتبِ حِينَ أُثابُ

فـلـيـتـك تـحلو والحياةُ مريرةٌ
ولـيـتـك تـرضى والأنامُ غِضابُ

ولـيـتَ الـذي بـيني وبينك عَامرٌ
وبـيـنـي وبـيـن العالمين خَرابُ

إذا صـحَّ مِـنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ
وكُـلُّ الـذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ


أبو فراس الحمداني

الحمدان 11-11-2022 04:21 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رعاهُمُ اللهُ إن حَلّوا وإن رحلوا
وإن هُمُ فعلوا بالقلبِ ما فعلوا

فإنّهم ملكوا روحي وما تركوا
شيئا لِروحِي سِواهُمْ فيه تنشَغِلُ

جاروا عليَّ بلا ذنبٍ وما عَدَلوا
ما كان ضَرّهُمُ لو أنّهم عَدَلوا

الحمدان 11-11-2022 04:22 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَكَمَ الزمَانُ بفرقَتِي وبعَادِي
عَمًّنْ أحبُّ ولمْ يكن بِمُرادِي

يَاوحشَتِي لفُراقِ مَن أحببتَهُ
وَحُلول قَلبِي عندهُ وفؤادِي

يَاراحلينَ وهم نزولٌ بالحَشَا
أشْمَـتمُ بِـبُعـادِكـمْ حسَّادِي

غِبتُم فغابَ سرُورُ قلبي مَعكمُ
وَعَدمتُ بعَدكمُ لذيذَ رقَادِي

الحمدان 11-11-2022 04:23 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خرابُ

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب ترابُ

الحمدان 11-12-2022 01:34 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ومافي الأرضِ أشْقَىْ من مُحِبٍّ
وإِن وجدَ الهوى حلوَ المذاَقِ

تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافةَ فرقةٍ أو لاشتياقِ

فيبكي إِن نَأوا شوقاً إِليهم
ويبكي لإِن دَنَوا خوفَ الفراقِ

فتسخُنُ عينهُهُ عندَ التنائيْ
وتسخنُ عينُه عند التلاقي

الحمدان 11-12-2022 01:35 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا

فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ
لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

الحمدان 11-12-2022 01:37 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيّرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً
فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته.

الحمدان 11-12-2022 08:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دعني وجرحي فقد خابت أمانينا

هل من زمان يعيد النبض يحيينا

يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني

نهر من الحزن يجري في روابينا

كم من زمان كئيب الوجه فرقنا

واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا

جرحي عميق خدعنا في المداوينا

لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا

كان الدواء سموما في ضمائرنا

فكيف جئنا بداء كي يداوينا

هل من طبيب يداوي جرح أمته

هل من إمام لدرب الحق يهدينا

كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا

واليوم نبكي على الماضي ويبكينا

من يرجع العمر منكم من يبادلني

يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا

إنا نموت فمن بالحق يبعثنا

لم يبق شيء سوى صمت يواسينا

صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا

ليل تخفى طويلا في مآقينا

صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت

أنا قطعنا بأيدينا أيادينا

يوما بنينا قصور المجد شامخة

والآن نسأل عن حلم يوارينا

أين الإمام رسول الله يجمعنا

فاليأس والحزن كالبركان يلقينا

دين من النور بين الخلق جمعنا

ودين طه ورب الناس يغنينا

يا جامع الناس حول الحق قد وهنت

فينا المروءة أعيتنا مآسينا

بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت

ونحن في العار نسقي وحلنا طينا

بغداد تبكي وطهران يحاصرها

بحر من الدم بات الآن يسقينا

هذي دمانا رسول الله تغرقنا

هل من زمان بنور العدل يحمينا

أي الدماء شهيد كلها حملت

في الليل يوما سهام القهر تردينا

القدس في القيد تبكي من فوارسها

دمع المنابر يشكو للمصلينا

حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا

باعوا المآذن والقرآن والدينا

حكامنا أشعلوا النيران في غدنا

ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا

مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا

ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟

أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا

وأودعونا سجون الليل تطوينا

أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا

والأرض تسبى وبيروت تنادينا

أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا

وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا

قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..

فكيف نأمل في يأس يمنينا

أي الحكايا ستروى عارنا جلل


نحن الهوان وذل القدس يكفينا

من باعنا خبروني كلهم صمتوا

والأرض صارت مزانا للمرابينا

هل من زمان نقي يف ضمائرنا

يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينا

يا ساقي الحزن دعني إنني ثمل

إنا شربناه قهرا ما بأيدينا

عمري شموع على درب المنى احترقت

والعمر ذاب وصار الحلم سكينا

كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا

حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا

العمر في الحلم أودعناه من زمن

والحلم ضاع ولا شيء يعزينا

كنا نرى الحق نورا في بصائرنا

والآن للزيف حصن في مآقينا

كنا إذا ما توارى الحلم عانقنا

حلم جديد يغني في روابينا

كنا إذا خاننا فرع نقطعه

وفوق أشلاءه تمضي أغانينا

كنا إذا ما استكان النور في دمنا

في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا

كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسرت

منا السيوف ونادانا.. منادينا

عدنا إلى الله عل الله يرحمنا

والآن نخجل منه من معاصينا

الآن يرجف سيف الزور في يدنا

فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا

هل من زمان يعيد السيف مشتعلا

لا شيء والله غير السيف يبقينا

يا خالد السيف لا تعجب ففي زمني

باعوا المآذن والقرآن راضينا

هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا

ثأر طويل لهيب العار يكوينا

قم يا بلال وأذن صمتنا عدم

كل الذي كان طهرا لم يعد فينا

هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا

في القدس يوما فيحييها.. و يحيينا

هل من صلاح يداوي جرح أمته

ويطلع الصبح نارا من ليالينا

هل من صلاح الشعب هده أمل

ما زال رغم عناد الجرح يشفينا

هل من صلاح يعيد السيف في يدنا

ولتبتروها فقد شلت أيادينا

حزني عنيد وجرحي أنت يا وطني

لا شيء بعدك مهما كان.. يغنينا

إني أرى القدس في عينيك ساجدة

تبكي عليك وأنت الآن تبكينا

آه من العمر جرح عاش في دمنا

جئنا نداويه يأبى أن يداوينا

ما زال في العين طيف القدس يجمعنا

لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينا

لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت

وقد نموت وتحيينا أمانينا

ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطن..

ولا أمان ولا سيف… ليحمينا


فاروق جويده

الحمدان 11-13-2022 08:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا عَبلُ أَينَ مِنَ المَنِيَةِ مَهرَبي
إِن كانَ رَبّي في السَماءِ قَضاها

وَكَتيبَةٍ لَبَّستُها بِكَتيبَةٍ
شَهباءَ باسِلَةٍ يُخافُ رَداها

خَرساءَ ظاهِرَةِ الأَداةِ كَأَنَّها
نارٌ يُشَبُّ وُقودُها بِلَظاها

فيها الكُماةُ بَنو الكُماةِ كَأَنَّهُم
وَالخَيلُ تَعثُرُ في الوَغى بِقَناها

شُهُبٌ بِأَيدي القابِسينَ إِذا بَدَتْ
بِأَكُفِّهِم بَهَرَ الظَلامَ سَنَاهَا

صُبرٌ أَعَدّوا كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ
وَنَجيبَةٍ ذَبَلَت وَخَفَّ حَشاها

يَعدونَ بِالمُستَلئِمينَ عَوابِساً
قوداً تَشَكّى أَينَها وَوَجاها

يَحمِلنَ فِتياناً مَداعِسَ بِالقَنا
وُقُراً إِذا ما الحَربُ خَفَّ لِواها

مِن كُلِّ أَروَعَ ماجِدٍ ذي صَولَةٍ
مَرِسٍ إِذا لَحِقَت خُصىً بِكُلاها

وَصَحابَةٍ شُمَّ الأُنوفِ بَعَثتُهُم
لَيلاً وَقَد مالَ الكَرى بِطُلاها

وَسَرَيتُ في وَعثِ الظَلامِ أَقودُهُم
حَتّى رَأَيتُ الشَمسَ زالَ ضُحاها

وَلَقيتُ في قُبُلِ الهَجيرِ كَتيبَةً
فَطَعَنتُ أَوَّلَ فارِسٍ أَولاها

وَضَرَبتُ قَرنَي كَبشِها فَتَجَدَّلا
وَحَمَلتُ مُهري وَسطَها فَمَضاها

حَتّى رَأَيتُ الخَيلَ بَعدَ سَوادِها
حُمرَ الجُلودِ خُضِبنَ مِن جَرحاها

يَعثُرنَ في نَقعِ النَجيعِ جَوافِلاً
وَيَطَأنَ مِن حَميِ الوَغى صَرعاها

فَرَجَعتُ مَحموداً بِرَأسِ عَظيمِها
وَتَرَكتُها جَزَراً لِمَن ناواها

ما اِستَمتُ أُنثى نَفسَها في مَوطِنِ
حَتّى أُوَفّي مَهرَها مَولاها

وَلَما رَزَأتُ أَخاً حِفاظَ سِلعَةً
إِلّا لَهُ عِندي بِها مِثلاها

أَغشى فَتاةَ الحَيِّ عِندَ حَليلِها
وَإِذا غَزا في الجَيشِ لا أَغشاها

وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي
حَتّى يُواري جارَتي مَأواها

إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ
لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها

وَلَئِن سَأَلتَ بِذاكَ عَبلَةَ خَبَّرَت
أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ سِواها

وَأُجيبُها إِمّا دَعَت لِعَظيمَةٍ
وَأُغيثُها وَأَعِفُّ عَمّا ساها


عنتره بن شداد

الحمدان 11-13-2022 11:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـم ُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ


المتنبي

الحمدان 11-13-2022 11:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خُذْ في البُكَا إنّ الخَليطَ مُقَوِّضُ
فمُصَرِّحٌ بِفِراقِهِمْ ومُعَرِّضُ

وأَذِبْ فُؤَادَكَ فَالنَّصيرُ على النَّوَى
عَينٌ تَفيضُ ومُهجةٌ تتفضَّضُ

هَاتيكَ أَحْدَاجٌ تُشَدُّ وهَذهِ
أطْنَابُ أخْبِيةٍ تُحَلُّ وتُنْقَضُ

وورَاءَ عيسِهِمُ المُنَاخَةُ عُصْبةٌ
أكْبادُهُم وهُمُ وقُوفٌ تركُضُ

وقفُوا وأَحْشَاءُ الضَّمَائِرِ بالأسَى
تُحشَى وأوْعيةُ المَدَامِعِ تَنْفُضُ

يَتَخافتُونَ ضَنىً فَمُطْلِقُ أَنَّةٍ
ومُطَامِنٌ من زفرةٍ ومُخَفِّضُ

قبضُوا بأَيدِيهِمْ علَى أكبادِهِمْ
والشَّوقُ ينزِعُ من يدٍ ما تَقبِضُ

فإذَا هُمُ أَمِنُوا المُرَاقِبَ صَرَّحُوا
بِشَكاتِهِمْ وإنْ اسْتَرابُوا أعْرَضُوا

رَحَلُوا وآراءُ البُكَاةِ ورَاءَهُمْ
شَتَّى فَسَافِحُ عَبْرَةٍ ومُغيّضُ

أتْبَعْتُهُمْ نَفَساً ودَمْعاً نَارُ ذا
يشْوي الرِّياضَ وماءُ ذَاكَ يُروّضُ

مَنْ نَاشِدٌ لي بالعَقِيقِ حُشَاشةً
طَاحَتْ ورَاءَ الرَّكبِ سَاعةَ قَوَّضُوا

لمْ تَلْوِ راجِعَةً ولَمْ تلْحَقْ بِهِمْ
حتَّى وَهَتْ ممّا تُطيحُ وتنهَضُ

أَتُرَى رُمَاتُهُمُ درَوا مَنْ أوغَلُوا
في قَلبِهِ تلْكَ السِّهَامَ وخَضْخضُوا

يا قَدْ رَضِيتُ بِمَا أَرَاقُوا مِنْ دَمِي
عَمْداً علَى سُخْطِ القَبيلِ فهَلْ رَضُوا

فَهَنَاهُمُ صَفْوُ الزُّلالِ وإنْ هُمُ
بالرِّيقِ يَومَ وَداعِهِمْ لي أجْرَضُوا

باتُوا أَصِحَّاءَ القُلُوبِ وعندنَا
منهُمْ علَى النأْي المُعلُّ المُمْرِضُ

يا صَاحِ أنْتَ المسْتَشَارُ لِمَا عَرَا
من حَادِثِ الأيَّامِ والمُسْتنهضُ

أشْكُو إليكَ صَبَاً يُعِينُ على دَمِي
بَرْقاً تَأَلَّقَ بعدَ وَهْنٍ يُومِضُ

فَمَنِ المُذِمُّ علَى المحَاجِر من سَنَا
بَرْقٍ كصِلِّ الرَّملِ حينَ يُنْضنِضُ

قَلِقُ الوميضِ فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ
لَيلاً ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ

نُشِرَتْ لَهُ لَيلاً على عَذْبِ الحِمَى
حُلَلٌ تُذهَّبُ تارةً وتُفضَّضُ

أحْيَا الدُّجَى نَبْضاً وأَفْنَانِي فَمَا
أجْلَى سَنَاهُ وفيَّ عِرْقٌ ينبِضُ

وبمُنْحَنَى الجرْعَاءَ حَيٌّ ثَوَّرُوا
بالقَلْبِ سَائِرةَ الظُّعُونِ وأَرْبَضُوا

ولَقَدْ دعَوتُ ووجْهُ شَوقي مُقْبِلٌ
بِهِمُ ووجهُ الصَّبْرِ عنِّي مُعْرِضُ

رُدُّوهُ أَحْيَ بِرَدِّهِ أو فالحَقُوا
كُلِّي بِهِ فالحَيُّ لا يتَبعَّضُ

نَفُسُوا بِردِّهِمُ النَّفيسِ وعَوَّضُوا
عَنْهُ الأسَى بُعْداً لِمَا قَد عَوَّضُوا

لَمْ يألَفُوا كَنَفَ العَقِيقِ وإِنَّمَا
شَتُّوا بأَرْبَاعِ الضَّمِيرِ وقَيَّضُوا

يا صَاحِ هَلْ يَهَبُ التَّجلَّدَ وَاهِبٌ
أو تُقرِضُ السُّلْوانَ عنهُ مُقْرِضُ

وأبِي لَقَدْ عَزَّ العَزَاءُ وما بَقَى
بِيديَّ من سَيفِ التجلُّدِ مِقْبَضُ

أنْفَضْتُ من زَادِ السُّلُوِّ وما عَسَى
يبقَى عُقَيبَ نَفَادِ زَادٍ مُنْفِضُ


المتنبي

الحمدان 11-14-2022 05:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏على مـاذا اتفقنـا يا فُـؤادي ؟
إذا ضاقت عليك فمن تنادي؟

تنــادي الله .. خـلَّاق البرايــا
تنادي .. من ينادي "ياعبادي"

الحمدان 11-14-2022 05:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَامَن بِذِكرِكَ هَانَ كُلُّ تَوجُّعٍ
‏يَاسَيِّدَ الثَّقَلينِ يَابَدرًا سَطَع

‏ صَلَّى عَلَيكَ اللهُ مَا هَلَّت هُنَا
‏مُزنٌ بِأمطَارٍ وَمَا بَرقٌ لَمَع

‏ صَلَّى عَلَيكَ اللهُ مَا لَيلٌ أتَى
‏ صَلَّى عَلَيكَ اللهُ مَا فَجرٌ طَلَع..

الحمدان 11-23-2022 01:08 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أحبك أصنافا من الحب لم أجد
لها مثلا في سائر الناس يعرف

فمنهن أن لا يعرض الدهر ذكركم
على الروح إلا كادت الروح تتلف

ومنهن حب للفؤاد يخصه
فلا أمتري فيه ولا أتكلف

وحب بدا للجسم واللون ظاهرا
وحب لدى نفسي من الروح ألطف


برهان الدين القيراطي
العصر المملوكي

الحمدان 11-23-2022 01:09 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
روحي تقول وقد جاءت رسائلكم
هل لي إلى الوصل من عقبى أرجيها

ولم أكن قبلها بالشوق أقتلها
إلا لعلمي بأن الشوق يحييها

ولي دموع بسري للورى نطقت
فأطلعت قلبها للناس من فيها

كالنار لونا وإحراقا فوردتها
تجني على الكف إن أهويت تجنيها



برهان الدين القيراطي

الحمدان 11-23-2022 01:09 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بعدت فواشوقاه عن أبيض الثنا
وغبت فوالهفاه عن أخضر القنا

أشع مدحه العالي وذرني والعدى
وبح باسمه الغالي ودعني من الكنا



برهان الدين القيراطي

الحمدان 11-23-2022 01:10 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قالت وقد رابها عدمي ثكلتك من
راض بنزر معاش فيه تكدير

مهلا سليمى سينفي العار عن هممي
هم وعزم وإدلاج وتشمير

ماذا أؤمل من علم ومن أدب
مع معشر كلهم حول الندى عور


برهان الدين القيراطي

الحمدان 11-23-2022 01:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ألا يا نسيم الفجر سلم على فجري
فقد غاب في الليل الطويل من الهجر

تضيء الليالي بالنجوم وبدرها
وليل الجفا من غير نجم ولا بدر

وقفت وماذا أستطيع بوقفتي
حسيرًا، وأقدار الغرام بنا تجري؟

أدور بعيني نحو كل شعاعة
على الأفق في نجم، أو الأرض في زهر

فيا ويح قلبي! ما له حن كلما
تراءى له شبه انتسام على ثغر؟

متى يا حبيب القلب هجرك ينتهي
ومن أول الأيام فيه انتهى صبري.

الرافعي

الحمدان 11-23-2022 06:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا أَظمَأتَكَ أَكُفُّ الرِجالِ
كَفَتكَ القَناعَةُ شبعاً وَريّا

فَكُن رَجُلاً رِجلُهُ في الثَرى
وَهامَةُ هِمَّتِهِ في الثُرَيّا

أَبِيّاً لِنائِلِ ذي ثَروَةٍ
تَراهُ لِما في يِدَيهِ أَبيّا

فَإِنَّ إِراقَةَ ماءَ الحَيا
ةِ دونَ إِراقَةِ ماءِ المُحَيّا



علي بن أبي طالب رضي الله عنه


الساعة الآن 01:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية