منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنتدى العام (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=19)
-   -   من مقالات اليوم (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=12741)

ابن الجبل 02-18-2009 01:21 AM

من مقالات اليوم
 
زراعة التعليم



د. محمد الكثيري
صناعة الإنسان، وتهيئته، وبناؤه، حسب متطلبات العصر الحديث، شرط أساسي كي تستطيع الدولة التي ينتمي لها ذلك الإنسان أن تدخل حلبة ذلك العصر وتنافس فيها. وهذا العصر له شروطه ومتطلباته من العلوم والمعارف، التي تتصف بسرعة التغير والتطور، مما يتطلب مؤسسات تعليمية قادرة على توفير ذلك النوع من العلوم والمعارف، بل والقدرة على التكيف مع متغيراتها ومستجداتها. أدرك ذلك خادم الحرمين الشريفين، الذي وضع جل عنايته واهتمامه لتطوير التعليم بمختلف مراحله والدفع به الى الأمام. لم يقتصر الأمر على إقراره لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، او برامج الابتعاث، بل ان الامر امتد ليشمل إنشاء الجامعات السعودية ونشرها في مناطق ومدن المملكة، بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ التعليم في بلادنا، بل وبحكمة وأسلوب إداري يهدف الى إيجاد تنمية متوازنة ينعم بها كافة مواطني هذا البلد، بعيداً عن المدن الرئيسة التي كانت المراكز الوحيدة للتعليم الجامعي لعدة سنوات.
أكتب ذلك بمناسبة تدشين خادم الحرمين الشريفين ووضعه الحجر الأساس لمشاريع تعليمية في جامعة الملك سعود، والتي أصر على أن يقوم بها بنفسه، بالرغم من مشاغله، وهي رسالة واضحة تؤكد حرصه واهتمامه وتطلعه لمستقبل هذا البلد وأجياله. ان هذه المشاريع التعليمية التي تقام هنا وهناك هي الاستثمار الحقيقي الذي يجب علينا جميعاً ان نفرح به ونشجعه وندعمه، اذ ان هذه الجامعات التي بدأت تنتشر في بلادنا ستكون هي المعاقل الضرورية والملائمة لصناعة الإنسان الذي ستبنى عليه تنمية هذا البلد ومستقبله. صحيح ان هذه المشاريع ستواجه الكثير من المصاعب والمتاعب سواء أثناء الإنشاء، حيث كثرتها، او حتى أثناء تشغيلها نتيجة صعوبة الحصول على الكوادر العلمية المؤهلة، ولكن الوقت كفيل بالقضاء على جميع تلك الصعوبات، لتبقى جزءاً من الماضي وتبقى معها تلك الجامعات شاهداً لملك جعل زراعة التعليم هي عشقه واهتمامه. ان الأيام والشواهد من حولنا تؤكد ان الاستثمار في التعليم المتوافق مع متطلبات العصر وشروطه، المؤدي الى صناعة الإنسان وتزويده بالعلوم والمعارف الضرورية، هو الاستثمار الحقيقي الذي سيعود بالنفع، ليس للأجيال الحاضرة فقط، بل لأجيال المستقبل بإذن الله. ان التجارب الدولية تؤكد صحة هذا القول، فاليابان، ضعيفة الموارد، ومعها ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية، وجميعها تشترك تقريبا في نفس الصفة، كان التعليم هو المحرك الأساس للنهضة التنموية التي عاشتها، وما زالت، تلك البلاد. إن الجميع، بما في ذلك الدول الغربية الأكثر تقدما، يقر بذلك، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان، لدرجة أصبح معها التعلمي في تلك الدول وبرامجه ومؤسساته مضرب المثل للجميع، وقبل كل ذلك أصبح مواطن تلك الدول وكفاءاته وانتاجيته وتعاطيه مع تقنيات العصر ومتطلباته امرا ًملفتا للنظر، وعاملاً أساسياً في ما وصلت اليه تلك الدول من تقدم وازدهار. ان هذا يؤكد ان مشاريع التعليم التي تزرع هنا وهناك، في مختلف مناطق المملكة ومدنها، بل ولمختلف المراحل التعليمية، هي الاستثمار الحقيقي الذي يستحق الاحتفاء والاحتفال، حتى لو اعترضته بعض العوائق والصعوبات، وهو استثمار يحتاج العناية والمتابعة والاهتمام، من اجل الحصول على عوائده ومخرجاته، المتمثلة في إيجاد الإنسان المؤهل والقادر على القيام بدوره التنموي وفق شروط العصر ومتطلباته.


الساعة الآن 11:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية