شهيد العفاف
قيدني يا أبي عنوان لقصة جميلة لشاب من الأنصار يستحق أن نسميه "شهيد العفاف"، ولا عجب فقد نصر الأنصار دين الله فليس كثيراً بعد ذلك أن ينتصروا على شهواتهم وعلى الشيطان.
تأملت هذه القصة كثيراً فجرت دمعتي على خدي أسىً وحسرةً على شباب أمتي قلت: وهل في زماننا مثل هذا الأنصاري؟؟! سبحت في خيال حتى وردت عليّ قصة لشاب من شباب هذا العصر، هو هو، يحمل عفاف الأنصاري كأنهما يأكلان من جراب واحد.. ولم لا فهما ينهلان من معين واحد؟... فاقرأ معي القصتين. قيدني يا أبي أما قصة الأنصاري فقد عنونت لها بـ"قيدني يا أبي" وهذه خلاصتها: أحبت امرأة من المدينة شابا من الأنصار، فأرسلت تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة وتدعوه إلى الفاحشة، وكانت ذات زوج ـ كما تفعل بعض النساء للأسف الشديد. فأرسل إليها: إن الحرام سبيل لست أسلكه http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif ولا أمر به ما عشت في الناس http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif فابغ العفاف فإني لست متبعا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif ما تشتهين فكوني منه في يأس http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif إني سأحفظ فيكم من يصونكمُ http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif فلا تكوني أخا جهل ووسواس http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif دع التنسك إني لست ناسكة http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif وليس يدخل ما أبديت في رأسي http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif فأفشى ذلك إلى صديق له... لا ليواعدها ولا ليفجر بها ولا ليغدر بها ولكن يستشيره لعله يجد عنده مخرجا... فقال له: لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك.فقال: والله لا فعلت ولا صرت للدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خير من النار في الآخرة،: العار في مدة الدنيا وقلتها http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif يفني ويبقى الذي في العار يؤذيني http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif والنار لا تنقضي ما دام بي رمق http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif ولست ذا ميتة منها فتفنيني http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif لكن سأصبر صبر الحر محتسبا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif لعل ربي من الفردوس يدنيني http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif فأرسل إليها: أربعي أيتها المرأة على نفسك، ودعي عنك هذا الأمر. فلما يئست منه لصلاحه وتقواه، ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه، فعملت لها فيه سحرا. فبينما هو جالس ذات ليلة مع أبيه، خطر ذكرها في قلبه. يالله... لقد هاج له منها أمر لم يكن يعرفه، اختلط فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وانظر إلى صنيعه وفعله بعد ذلك، قام إلى الصلاة واستعاذ وجعل يبكي، والأمر يزيد... فقال له أبوه: يا بني ما قصتك؟! قال: يا أبتي أدركني بقيد فلا أرى إلا أني قد غلبت على عقلي، فجعل أبوه يبكي ويقول: يا بني حدثني بقصتك، فحدثه بالقصة فقام إليه وقيده وأدخله بيتا، فجعل يخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو ميت، وإذا الدم يسيل من منخريه رحمه الله تعالى. لقد رأيت صفوان: وفي زماننا أيضا يبرز العفاف بوجهه المشرق، أكرم به من خلق، سجية طيبة، قدح معلى، ثمرة حلوة، رائحة زكية. هي قصة لشاب من شباب هذه الأمة المباركة (خليفة ذاك الأنصاري) يقول صاحب القصة: خرجت إلى البر ذات يوم مع أهلي وأمي وأخواتي، قضينا فيه يوما كاملا، وفي آخر النهار اجتهدنا في حمل متاعنا وقد أخذ منا التعب مآخذه، أركبت الأهل وقفلنا راجعين إلى البيت، وعند دخولنا إلى المنزل كانت المفاجأة .. أختي ذات السادسة عشرة من عمرها فقدناها، رجعنا إلى ذلك المكان على عجل وقد بلغ منا الخوف والهلع مبلغه.. وفي ذلك المكان وجدنا شابا طلق المحيا سألناه والهلع يكاد يقتلنا: أما رأيت في هذا المكان من فتاة؟ فأطرق برأسه وقال: بلى!! وأشار إليها وقد حفظها لنا حتى رجعنا، والعجيب أنه وضعها خلفه حتى رجعنا إليه حتى لا ينظر إليها. بكى الأهل من شدة الفرح.. أما أنا فتسمرت في مكاني وجعلت أتأمل محياه يعلوه الطهر والعفاف، فدار في مخيلتي وقد عدت أربعة عشر قرنا فوجدته أقرب الناس شبها في الطهر والعفاف بصفوان بن المعطل، فصرخت في أعماقي: لقد رأيت صفوان حقا، وحمدت الله أنه ما زال في أمتي أمثال ذلك العفيف. شباب ذللوا سبل المعالي http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif وما عرفوا سوى الإسلام دينا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif تعهدهم فأنبتهم نباتا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif كريما طاب في الدنيا غصونا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif هم وردوا الحياض مباركات http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif فسالت عندهم ماء معينا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif إذا شهدوا الوغى كانوا كماة http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif يدكّون المعاقل والحصونا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif و إن جن المساء فلا تراهم http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif من الإشفاق إلا ساجدينا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif شباب لم تحطمه الليالي http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif و لم يُسلم إلى الخصم العرينا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif و لم تشهدهم الأقداح يوما http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif وقد ملئوا نواديهم مجونا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif و ما عرفوا الأغاني مائعات http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif و لكن العلا صيغت لحونا http://www.islamweb.net.qa/php/artcp/HTML/space.gif |
رد: شهيد العفاف
الله يجيزك كل الخير على سرد تلك القصة التى اثرت فى وهزتنى
فالحمد لله الذى جعل فى ايامنا هذا أشباه يوسف وصفوان بن المعطل جمعنا الله بهم فى الاخرة فى جنته فى مقعد صدق عند مليك مقتدر الله يكتبلك الثواب والاجر على التذكرة لشباب المسلمين الله يعفهم |
رد: شهيد العفاف
شكرا لمرورك اخت عابده
|
رد: شهيد العفاف
نسأل الله أن يجعلنا من المقربين العفيفين الطاهرين
باركـ الله فيكـ أخي وافي الوافي على الموضوع احترامي |
الساعة الآن 12:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية