منتديات قبائل شمران الرسمية


الخواطر والقصص والروايات يهتم بالخواطر والقصص والنثر التي من نزف الأعضاء

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 09-01-2010, 05:48 PM   #1
 

عبدالله الحارث is on a distinguished road
افتراضي المَلزُومْ

زمَنُ القِصَّه- في عصرِ ماقبلَ الأًرُزْ قبلَ تِسعينَ سَنه من الآن

مكانَ القِصَّه- جَنوب الجزيرة العربيه ، في سفحِ واديٍ يخترِقَهُ جَدولُ ماءْ ، أو مانُسميه ( غيلاً ) ، ويُحيطُ بِهِ جبلينِ

كبيرينِ .


ينتشرُ حولَ ذلكَ الوادي ما يقاربُ الخمسينَ خيمه , متفرقةٌ حولَ ضَفَّتيه , ويُعَدُّ ذلكَ المكانُ مكانٌ مؤقتٌ لِتلكَ العشيرهْ ,


فلقد كانَ لها في كُلِّ سنةٍ رحلة الى حيثُ الماءَ والكلاءْ...


بَطَلُ القِصَّه ­- الشَّابُ جَزَّام


هو شَّابٌ في الخامسةِ والعشرينَ من عُمُرِه , قويُّ الشخصِيةِ والبُنيَهْ , حَادُّ الذَّكاء , ومِن عائلةٍ تُشتَهرُ بالشَّجاعةِ والإقدامْ


وقد فَرَضتْ عليهِ حياةُ البدواةِ والتَّنقُلِ- الاُّمَيه- فلم يكن يقراءُ او يكتُب , حالَهُ حالَ جِيلَهُ من شبابِ عشيرتهِ , غيرَ انَّ ما


يُميّزهُ عن غيرهِ هوَ طُمُوحُهُ القوّيُّ , ونفسُهُ الوثَّابه , التي رفضتْ تِلكَ المِهنةُ الوحيدةُ , والتي كانَ أقرانُهُ يشتَغِلونَ بِها


الا وهيَ الرَّعي , فحينما بلغَ الثامنةَ عشرة مِن عُمَرِهِ هاجرَ الى المدنِ البعيدةِ , ولم َيعُدْ الاَّ بعدَ سبعِ سِنين قضاها في

كفاحٍ شديدٍ حتى استطاعَ ان يَجمعَ مبلغاً مِن المالِ يُعدُّ في ذلكَ الزمنُ ثروةٌ وايُّ ثروه







القِصَّه
هداءَ ذلِكَ الوادي قُبيلَ مُنتَصفِ الليلِ بقليلْ , وسَكَنت جَنباتهِ من دويِ الطلقاتِ (المعابِر) , بعد ان قَضَّتْ مَضْجِعَهُ على

غيرِ العاده ، فأحالتْ هدؤهُ الى ضوضاءٍ صاخِبَه

تلكَ الاصواتُ كانت تَصْدُر من افواهِ تِلكَ البنادِق القَدِيمةُ الحديثةُ آنذاك وهي (ابو فَتيِل ) والمُقمَّعِ وأمُّ خَمس


(المُخَمَّس) وأمُّ أحدَ عشر (المُحدَّش) المُتوفره بِقِّلةٍ بأيدِي شبابِ تلكَ العَشيره


لم يكُنْ ذلكَ حرباً او هُجوماً ، بل كانَ حفلُ زواجَ جَزَّام من ابنةِ عَمِّهِ فاطمه ، والذي اجّتمعَ فيهِ كلَّ عشيرتهِ ، وعن بَكرةِ


أبِيهِم....

تَفرَّقَ النَّاسُ مُتعبينَ من (العرّضَه ) ، وهم يَتذَاكرونَ ويُردِّدونَ ما قِيلَ فيها من أشعارٍ و (أرّزاف ) ، وقد إمْتلَئتْ بُطونَهم

لحماَ وشحماَ (وعَيشاَ ) وسمناَ وعسلاَ ومرقاَ على عادتِهم في كلَّ (عُرس).....

ولنْ استرسلَ في وصفِ أحوالِهم ، فهي قِصَّة وليستْ تحليلاً تاريخياً لأحوالِ ذلكَ العصرِ، والذي كانَ يُؤرَخُ لهُ بعصرِ ما

قبلَ الأَرُزِ (والصَّلصه )

أخذَ جَزَّامٌ بيدِ عروسَتهِ ليذهبَ بها الى خَيمتهِ ، والتي هي بِطبيعةِ الحالِ لا تَبْعُدُ كثيراً عن خيمةِ عَمِّهِ وخيامِ عشيرَتهِ

ثمَّ أخذَ جَزَّامٌ يُحدِثُ فاطمةً عن دهشتهِ الشديدةِ لجمالِها الأخَّاذْ ، فلقد هاجرَ وعُمْرُها لا يكادُ يتجاوزَ العاشره ، وعادَ وهي

إمراءةٍ مكتملةُ الأُنوثةِ ، ذاتَ جمالٍ ضاهر، وحُسنٍ باهر، فلقدْ كانَ كلَّ شبابَ عشيرَتِه يتنافسونَ لنيلِ إعجابَها ورِضَاها

علَّها تقبلُ بأحدِهم زوجاً لها ، ولكنَ جَزَّامٌ هو من فازَ بها لسببٍ وحيد ، وهو انَّهُ إبنُ عَمِّها الوحيد ، وهو ألاولى بها من

غَيرهِ ، حسَبِ تقاليدَهم .......

كان يُحدَّثُها كثيراً ولكِنَّها لم تَكن تَردُّ عليهِ إلَّا لِماما ، ولا ترفعُ بصرَها اليه ، بل أنَّهُ كُلَّ ما حاولَ الإقترابَ مِنها كانت

تَنفِرُ منهُ ، فَعلَّلَ ذلكَ بانَّهُ حياءً وخجلاً كما هو حالِ كُلَّ عروسٍ ليلةَ دُخلتِها

زادَ الامرُ عن حدِّهِ ، وزادَ نُفورَها منهُ شِدَّه ، فايقنِ انَّهُ لا بُدَّ من إستعمالِ القوةِ معها لِنيلِ مطلَبهِ ، وهو يُردِّدُ في نفسهِ ذلكَ

المثل ، ( من أستحى من بنتِ عمِّهِ ما جابتله ولد ) واخيراً أستطاعَ الوُصول ، ولكنَّ المفاجأةُ المَهُوله ، جَعلتْ الدَّمُ يَصَّعَدُ

سريعاً الى وَجّههِ فيزدَادُ غَضباً وحُنقاً وأسفاً ، مُفاجاةٌ هزَّتْ أركانَهُ فوقفَ لها شَعرُ رأسِهِ مُنتصِباً ، وقد ألّجمتهُ وجعلتهُ

صامتاً فكلَّما كرَّرَ المُحاولةُ ، تكونُ النتيجةُ كسابقتها ...

عِندَها أيقنَ وأقتنعَ بالحقيقةِ المُرَّه الا وهي أنهُ أمسى مِثلَ أبنةَ عَمَّهِ ولا فرقْ ، وأنَّ ما اعتمدَ عليهِ من سِلاحٍ في معركتِهِ

أمسى ساكناً سُكونَ اللَّيل ، ولا حياةَ لمن تُنادي ، بالَّرغمِ أنَّ الدَّمَ يتدفقُ في عروقِهِ راويا..

وهاهوَ الآنَ أمسى (ملزوماً ) بمعنى أنَّهُ مربوطْ ( أي أنَّ أحدِهمْ ذهبَ الى كاهنٍ ما ثُمَّ ربَطَهُ فلا يستطيعَ مباشرةِ

زوجَتِه ).....


تولىَّ عن ابنةِ عَمِّهِ غيرَ بعيد ، وهو لا يصدِّقُ كيفَ انقلبَ فرَحهُ ترحاً ، وسعادَتَهُ هماً ، وهذا العُرسُ الى ماتمٍ...


إنَّها أعظمُ مُصيبةٍ قد يتَعرضُ لها الرَّجل ، فذلكَ يُعَدُّ قدحاً في رُجولَتهِ ، ونقصاً شنيعاً لا يُمكنُ ان يُعوُّضَهُ أي شيءٍ في


الدُّنيا..

أخذَ يُفكّرُ ويُقدِّرُ حتى أدركَ بطبيعةِ الحالِ والمآلِ ، ورأيَ الخبيرُ بنفسهِ ، العالِمُ خَباياها ، أنما حدثَ لهُ ماهو إلَّا عارضٌ

سيزولَ إن زالَ سبَبُه...

ويبْقىَ ألسؤالُ الهامْ من هو ألمُتَسبِبُ في ذلكَ ؟؟؟؟

سُؤالٌ يَحتاجُ الى إجابةٍ سريعهْ...

قبل أنّْ يُفْتَضَحُ أمرِه ، وينْكَشِفُ سِرُّه ، فيُصبحُ أُضحُوكةَ الشفاهُ السَّاخِره ، وقِصَّةٌ مُخزيةٌ تَلوُكَها ألألسُن ، وهيهات هيهات

أن يَرفعَ رأسُهُ عالياً بينَ أقرانهِ بعدَ ذلكَ ابدا...

وبعدَ تفكيرٍ عميقْ ، قَلبَ فيهِ الحاضِرَ معَ الماضي ، واستَّشفَّ فيهِ المُستقبلَ وخَلطّ مُحدّثاتِ مُصيبَته ، إنتَفضَ قائماً

وأمسكَ فاطمةٌ بشَعَرِها مِن مَنابِتِهِ ، ثُمَّ رفعَها عالياً حتى أصبحتْ مُعلقةً بين يَديهِ ورِجلاَها لا تُلامسُ الأرضْ..

فلقدْ أدركَ أنَّ دواءَ داءِهِ ، وعِلاجَ حَالِهِ ، وَجَوابَ سُؤألِهِ ، يكْمُنُ عِنْدَ هذهِ الفاطِمه !!!

فأقْسَمَ لها أنَّها لنْ تلمِسَ ألأرضَ الاَّ جُثةٍ هامِده ، أٌو تُخبِرَهُ حقيقةُ الفاعِل ......

أخذتْ فاطمةٌ تصرُخُ عالياً ، وتستغيثَ ولكن لا مُجيبْ ، بالرَّغمِ أنَّ صوت صُراخِها دوُّى عالياً في أرجاءِ المَكانْ...

وذلكَ لانهم يجّزُمون أنَّ ذلكَ الصُراخ ماهو إلا الضريبةُ والثمنُ والدليلُ لكلَّ عذراءَ حافظتْ على شرفِها...

توسلتْ فاطمه وبَكتْ ، ولكنَّها كانتْ كمنْ يُحدِّثُ جماداً لا يستجيبُ ولا يعقِلْ ، وكمنْ يتوسلُ الى غيرَ ذي قلبْ

فلمْ تستطِعْ التخلُصَ منه ، وأنَّىَ لها ذلكَ ، فيديهِ كانتا أقوى من الحديدِ ، وإصرارَهُ كانَ أقوى من الفولاذ....

عندَها ايقَنتْ أنَّهُ قاتِلُها لا مَحاله ، ولن يَهُبَّ احدٍ لانقاذِها من بينِ يديه ....

فاختارتْ أنْ تُنقِذَ نفسُها ، وتُخبِرَه بأنَّ صديقَ طفولتهِ (مُقبل) قد أحبَها.....

رمَاها ارضاً وهي تَنتَفِضُ انتفاضةُ السَّعَفه ، مضطربةً إضطرابُ الماءَ في المرجلِ من شدَّةِ خوفِها وهلَعِها ، وقد تحوَّلَ

صمتُها الَّذي كانَ اولَ الَلَّيلِ الى قصةٍ طويلةٍ ، تسّرِدُ فُصُولَها على مسامعِ ابنَ عَمَّها ، وترّويها لهُ في أسىً وخوفْ...

فلقدْ أحبَها مُقبِلاً هذا وأحبتهُ مُنذُ مايقرُب ألأربعُ سنواتْ ، حُباً شريفاً طاهراً عُذريا ، وكانَ يُحاولُ خِلالَ تِلكَ المُدَّه أنّ

يجّمَعَ مهَرها مِن عملِهِ في الرَّعيِ إلى أُن ضَهَرَ هذا الغائِبُ فجْاءَه ، فَصَبَغَ السَّوادَ الحالِك َ على تِلكَ الآمالَ الورديةَ بعيشٍ

هانيء ، وهَدَمَ ذلكَ القْصرَ المُنيفَ ، قصرَ السعادةِ الذي بَنَياهُ في أحلامِهما لؤلؤاً وزمُرداً فَخَرَّ من أساسِه هاوياً مُتكسِراً

قد تَحطَّمتْ جُدرانُه....

فذهبَ الحُلمُ أدراجَ الِّرياح ، واستحالَ الأملُ الماً ، والشَّوقُ شَوكاً ، فهذا الجَّزَامُ قد بَعثَرَ الحياه.....

لم يستَطِع (مُقبل ) تّقبُّلَ أنَّ حبيبَتهُ ستَمسِي في أحضانِ غيرَهُ ، بَعدَما سَقَاهَا ألحُبَّ عَذباً ، وأروَاهَا الشَّوقَ شهداً ، فلمَّا نَمَتْ

وتَرعْرَعتْ ، وحَانَ قِطافُها كانَ هو المَقصِيُّ ، وكانَ هو البَعيدُ ، وغيرَهُ من يِقطِفُ الثَّمرَه ، ويتذوَّقُ الشَّهدْ ، وينعمُ في

لذَّةِ النائمين....

فهَبَّ وبكلِّ ما أوتي من قوةٍ للَّدِفاعِ عن حُبَّهِ ، وعن كرامتِهِ ، وعرشِهِ الذي بناه ، فتسَلَّحَ بتلكَ الحيلةُ الشيطانيةُ ، بعدَ ما

ذهبَ إلى أحدِ السحرةِ وعَمِلَ لِجزَّامٍ هذا العمَلْ ، يحدُوه الأملْ ، في نجاحِ خُطَتَهُ وأنّ نجحَتْ فَسَيُطلِقُها هذا الجَزَّامُ عاجلاً

او اجلاً ، ولا يهمُ لانَّهُ لن يَذُوقّ طعماً ، ولن يستَطيبَ عسلاً ، ولن ينعُمَ بنومٍ ، وسيبقى هو في انتظارِها ابد

الدهرِوماهي الاّ مسالة ُوقت ، وهذهِ اصلُ الحِكاَيه ....

عندها نَهضَ جَزَّام ٌيملؤهُ الهمَّ والغمَّ والأسىَ ، بعدَ أن وَضُحَتْ لهُ الصورةُ بكامِلِ ابعادَها ، وفي حجمِها الحقيقي

فتولىَّ عن ابنةِ عَمَّهِ ينتظرُ الصَّباحَ بفارغِ الصّبر ، بعد أن توَعَدَها وأخذَ العَهدَ مِنْها أن لا تُفّشي لهُ سراً ، ولا تُحدِثُ

امرا....

اقبلتْ عَمَّتَهُ صباحا ً مهنئةً له ولإبنتِها ، فتَّصنَعَ الفرحُ ، ومثَّلَ السعادةَ التي قد ينعَمَ بِها أيُّ عَريسْ ، وكذلِكَ فاطِمه

فَتَلَ أمرُه ، وحَزَمَ شورُه ، وبَدَاءَ في تنفيذِ خُطَتَهُ لإستِردادَ سلاحَهُ المسلوبَ ، وكرامتَهُ المُهدَرةَ ، فخَرَجَ إلى خارجِ

العشيرةِ ضُحىً ، ولم يَعدْ الاَّ في اليومِ الثاني عِشاءً ، وأمسى ليلتَهُ تلكَ كسابِقِتها ، وقُبيلَ غُروبَ اليومِ الثالثِ ذهبَ الى

صديقِ طُفولتهِ وعَدوّهِ مُقبِل ، وكانَ الهَّمُ بادياً عليهِ ، والحزُنُ يكسو قسماتَ وجهِهِ ، فألفاُه مُبتهِجاً وفرِحاً بقدومِهِ مُرحِباً بِهِ

ولكنَ جِزَّام وعلى عجلٍ ، أخبرهُ بانَّهُ يُرِيدُ رأيَهُ في أمرٍ جَلَلٍ ، لا ينْفَعُ أن يُخبِرَهُ بهِ بينَ العشِيره ، فأخذَ بيدِهِ متوجّهَيِنِ

الى خارجِ المضاربِ ، مُبتَعدِينَ عنْها....

ادركَ مُقبل أنَّ خُطَتهُ بدأتْ تؤتي ِثَمارَها عاجلاً ، فابتَهج لذلكَ وأخفاه ، فهاهو جَزَّام أتاهُ وسَيشكِي لَهُ حَالَهُ ، ويَطلبُ رأَيَهُ

فهوَ صديقُ طُفولتَهُ ، ولكَّنهُ لمْ يُدركَ أنَّ ألمراءة مهما كانتْ مُخّلِصةٌ ووَفّيةٌ إلاَّ أنَّها وبِحكمِ فِطرتِها تبقى ضَعيفة ، فلم

يَدُرّ بِخَلَدِهِ أويَلوحَ لِعقلِهِ البَليدْ بأنَّها قدْ تُخبِرَهُ بحبِّهُما وللحقيقه أنها لا تُلامُ بعدَ ذلكَ ألعذاب....

أخذَ مُقبلٌ يُلاِطفُ جَزَّاماً ، مُبْدياً لَهُ وفائِهِ بأنْ يَسرِدَ عليهِ قصصاً من طُفولتِهما ، عَلَّهُ يحوزُعلى ثِقَتِهِ ويُسهِلَ عليهِ خَبَرُه

ليعلمَ بذلكَ مدىَ نجاحِ خُطّتهُ ، وجَزَّامٌ صامتٌ لا ينبِسُ ببنتِ شَفهْ ، حتى غابا عن الانظَّارِ ، ووَصلاَ المكانَ المقصودْ....

عندَها أخرَجَ جَزَّامٌ مُسدَّساً كانَ يَحمِلُهُ في جيبِهِ ، وأشْهَرَهُ في وجهِ صاحبَهُ ، وهو يُخبرَهُ بقصَّةِ ليلتَهُ تلك ، وبأنَّهُ بالأمسِ

الذي غَابَهُ أستَفتى ساحراً ، فافتاهُ بأنَّ الفاعلُ هو (مُقبل ) ، وأنَّه لا يوجدُ لداءِهِ علاجاً ، إلاَّ أن يَمُوتَ مُقبل هذا ، او أن

يبقى جَزَّام بقيةَ حياتِهِ مِثلَ أمراءتِهِ....

كادتْ أن تخرُجَ عَيني مُقبل من رأسِهِ من هولِ المفاجأه ، وكادَ قلبَهُ ان يخرُجَ من بينِ أضْلُعَهُ ، فحالِهِ كمنْ كانَ غافلاً يسيرُ

فاذا بطيارةٍ تسقُطَ عليه....

أخذَ مُقبل يُخوِّفُ جَزَّاماً باللهَ ، أن يقتُلَ بريئاً ، وأن يُصدِقَ ساحراً

ولكنَّ جَزَّام سَحَبَ زِنَادَ مًسدَّسَهُ ، وألصَقَهُ بجبهةِ مُقبلٍ ، وطَلَبَ مِنهُ أن يتشَّهدَ (ينطقُ الشهادتين) فوفاتَهُ حانتْ ، وأجَلهُ

اقتربْ ولسانِ حالِهِ يقول (أقتلُ رجلاً مرَّه خيرٌ لي أن أبقى إمراءةً كلَّ مَرَه)

عندَها ايقنَ مُقبل جازِماً أنَّ جَزَّام هذا لم يكفِهِ أنَّهُ قد قَضَى علىَ حُبَهِ الوحيدْ بل أنَّهُ سَيقضِي على حياتِهِ الوحيدةِ ايضا

وهي خسارةٌ للدارين ، والخساره الواحدة ستُصبحُ خسارتين ، فتأكد جلياَ بأنَّ هلاكَهُ قد حانَ على يَدِ هذا الجَزَّام الذي

وضَعَهُ اللهُ في حياتِهِ حجرُ عثرةٍ ، وايُ حجرْ بل هو (رُكّبةٌ صَماء) و (صفاً أبلق)

عِندَها صاحَ باكياً مُعترِفاً بذنبِهِ ، أسِفَاً على خَطَائِهِ ، نادِماً على جَريرَتِهِ ، وكلُّهُ إستعدادٌ لإصلاحِ ما أفسدَ ، وتجبيرِ ما

إنكسرَ ، وإرجاعَ السلاحَ المُغتصبَ لإهلِهِ....

فأخذهُ الى تلكَ المقبرةُ القديمةُ ، ليحفِرَ قبراً هُناكَ ، فيُخِرجَ ما عُمِلَ لهُ من اللّفائِفِ والتَّعويذاتِ ، علَّ جَزَّام هذا يُعّتِقُ رقبتَهُ

مِنْ القتلِ ، ويَعفو عنه ، وقدْ أقسمَ لَهُ باللهِ جَهْدَ إيمانِهِ بأنَّهُ سيتَحررَ المُحْتلَ ، وينهَضَ النائمَ ، وينفكَ السِّحرَ ، وما عليهِ

سِوى التّجّرُبَة فقط ، حتى يعرِفَ صِدقَهُ من كَذِبَهُ.....

افرغ جَزَّامٌ شُحنةَ غَضبِهِ ، وجامَ حُنقِهِ في تلكَ الليلة المشئومة ، على مُقبلٍ هذا ضرباً وركلاً ولكماً وعضَّاً وخنقاً حتى

أُغميَ عليهِ وأوشكَ على الهلاك ، فكَمَّمَهُ وشَدَّ وثَاقَهُ ثمَ رّبّطَهُ بتلكّ ( ألقرَضَه )

تولىّ جَزَّام يسابِقُ خُطُواتِهِ الى فاطمه وبه (ماغِصُ) ما قبلَ الأمتحان ، وما إن دَخلَ عليها حتى نَهَضَ النائم واصبحَ

كالسيفَ الصقيلَ حدةً واستقامه ، وما هي إلا طعنةٌ واحدةٌ منهُ ، حتى إفتَضَ بكارتِها فخرَجَ يقطُرَ دماً ، ففّغرَتْ فاها بتلكَ

الصرخةَ مُعلِنةً بذلك شرفَها من كُّلِ حبٍ آثمٍ ، ونهايةَ العذراء ، وبدايةَ الحُبَ الحقيقي ((ألأصلي))!!!

سَعُدَ جَزَّام بنتيجةِ هذه المعركةِ ايما سعاده ، حتى أنَّهُ كادَ أن ياخذَ (لفتين عرضه ) في خيمتِهِ لولا أنَّهُ تمالكَ نفسُه...

ثُمَ توجَّهَ سعيداّ فرِحاَ بِما حقَقَّهُ من نصرٍ الى حيثَ هو مُقبل ، فألفاهُ قد فاقَ من إغمائِهِ ، وقد غطّى الدَّمُ نِصفَ جسدِهِ ففكَّ

وثَاقَهُ ثُمَ أقسَمَ لهُ ليقتُلنَّهُ إن رأهُ غيرَ هذهِ الليلة بينَ عشيرتَهُ ، ومدَّ يدَهُ وعاهدَهُ على هذا متوعداً اياه......

تولى مُقبلاَ مُدبراَ ، فلم يَرَهُ احدٌ من العشيرةِ بعد تلك الليله ، ولم يعلمْ احدٌ سبَبَ هِجرَتَهُ الَّا جَزَّاماً ، وبالطَّبعِ أنا مُؤلِفُ

القِصَه ، ولكنِّي لا اعلمُ اكانتْ هِجرَتَهُ ندماً وحسرةً على حُبِهِ الضّائِعُ ، أم هو وفاءً مِنهُ لذكرى حُبِّهِ معَ فاطمه ، أم هو

خَوفاً وهلعاً من هذا الَجَّزامِ وخنْقِهِ ؟؟؟


من تاليفي



عبدالله الحارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2010, 05:52 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية Abdullah 2010
 

Abdullah 2010 is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

موضوع رائع
تحياتي لك ,,,,



Abdullah 2010 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 05:18 AM   #3
 

عبدالله الحارث is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdullah 2010 مشاهدة المشاركة
موضوع رائع
تحياتي لك ,,,,
الاروع اخي حضورك في متصفحي



عبدالله الحارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 11:37 PM   #4
المدير العام لمنتديات قبائل شمران الرسمية
 
الصورة الرمزية حسن بن عبدالله
 

حسن بن عبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

رائعه هذه القصه
فشكرا لك اخي عبدالله الحارث
على روعت ماطرحت وكتبت
بارك الله فيك



حسن بن عبدالله متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 11:41 PM   #5
اداري سابق
 

محمد مزهر is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

لك كل الشكر اخي عبدالله
القصه الرايعه والجميله
ربي يعطيك العافيه



محمد مزهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 01:11 AM   #6
 

عبدالله الحارث is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

:gif_21:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو حوفان مشاهدة المشاركة
رائعه هذه القصه
فشكرا لك اخي عبدالله الحارث
على روعت ماطرحت وكتبت
بارك الله فيك
اخي الاستاذ والاداري المحنك

ابوحوفان

اسعدني ايما اسعاد اعجابك بما كتبت فلله درك من متذوق ولقد اثلج صدري مجرد (قبولها)

في منتداكم الذائع الصيت والذي يمثل درة المنتديات القبليه الجنوبيه لما يحتله من مكانة

بارزه لكل ذي عيان وبما يحويه من جواهر ادبيه وفوائد علميه وكتاب مميزين فهو مرتع كل

متذوق وجنة كل اديب ولا اخفيك اخي باني قد راهنت على قصتي (منتدى قبيلتي )الذي لم

يقبلها الا باشتراطات عده متعللين بمكارم الاخلاق وحفاظا على الذواق والحقيقه ان

المحسوبيه قد تفشت فيه حتى اصبح مجسما بهيكل بارز ولكنه خاويا مفرغا من داخله

شكرا اخي شكرا يطاول السماء شكرا يوصف بالمحبه والصفاء

وقد بدات افكر في ان ((اربع)) منكم فحرا بكم ونكاية في قبيلتي

(وبيض الله وجهك حين تسود وجوه )



عبدالله الحارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 01:20 AM   #7
 

عبدالله الحارث is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مزهر مشاهدة المشاركة
لك كل الشكر اخي عبدالله
القصه الرايعه والجميله
ربي يعطيك العافيه

اخي محمد مزهر المراقب القدير والذي طالما انتضرت رده اياما كمن اكمل امتحانه في

انتظار الشهاده وها قد اتت الشهاده على فترة من الترقب فلك (انت) اخي الشكر

واالروعه هو مرورك اخي


(وبيض الله وجهك حين يسود وجه غيرك )



عبدالله الحارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2010, 03:53 AM   #8
 

سهيل اليماني is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

الملزوم قصه رائعه
احسنت في تقديمها فشكرا لك اخي عبدالله الحارث
على روعة قلمك




سهيل اليماني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-2010, 02:32 AM   #9
 

عبدالله الحارث is on a distinguished road
افتراضي رد: المَلزُومْ

(( ولا يريس النجوم الا سهيل اليماني ))

ياسهيل اليماني



عبدالله الحارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية