الظلم ..... لا زال قائماً !

الظلم .... والميراث !

هل غادرت الفضيلة من قلوب الرجال ؟!

هل القوة وقاعدة الغاب لا زالت تقبع بين ظهرينا ؟!

هل وادي البنات لا زال يستقبل المزيد من الضحايا في العهد الزاهر ؟!

اليوم سأخبركم عن قصة وعبرة وأترككم أنتم القضاة .
وكيف لو كانت حدثت لأبنتك أو أختك فضلاً عن أمك أو قل لجدتك ؛ التي أجزم بأن الظلم في الميراث نال منها ومن أجيالهن الكثير .

مرضت فاطمة وهي بالعقد الرابع من عمرها مرضاً يحتاج التدخل الطبي السريع لأنقاذ حياتها ؛ وطلبت من أشقائها مبلغ
وقدرة (30000 ) ثلاثون الف ريال .

من ورث أبيها الذي يعد من تجار الجنوب وهي شخصية معروفة . بعد وفاته بوقت يسير .

فلم تجد فاطمة تجاوب من أشقائها ولا تعاطف لحالتها الصحية المتدنية .
فرجعت بخفي حُنين كما يقال ، وخيبت آمل من أقرب الناس لها .
فلمّا وصلت بيتها متأبطة غضباً وعتاباً معاً .

دار في أُفقها طلب حقها من ورث أبيها شرعاً عن طريق محامي كفؤ .

وبدون تنازل وبتصميم جازم حازم لا يراوده الوهن أو الضعف .

فلمّا أحّس أخوتها منها هذه الصنعة والفعلة الجادة ، طلبوا مقابلتها وحاولوا جاهدين إرضائها بالمبلغ المطلوب آنفاً ؛

فلم ترض .

فزيد حتى وصل المليون ، فلم ترض .

ولأن فاطمة تدرك تماماً بأن نصيبها أكثر .

غضب الأخوة وعادوا وهم ليسوا مصدقين ما يحدث !

ولكن فاطمة استمرت وفعلاً حكم القاضي لها بعد حصر جميع أملاك والدها ؛ وحكم كذلك لجميع شقيقاتها الصامتن .

وقسّم الميراث على الجميع .
لذكر مثل حضّ الأنثيين كما جاء في كتاب الله الحكيم العادل .

وكما جاءت به السنة المطهرة . وقُضي الأمر ، وأخذت فاطمة نصيبها من حق والدها ، وتعالجت ، وبعدها اشترت بيت قرب منزلي بمبلغ وقدرة مليون وخمسمائة الف ريال .

أقول يا كثر الإقصاء للنساء اللواتي ظلمن وابعدن من الميراث بحجج واهية ، الجميع يعرفها

(الأجنبي ويقصد منه الزوج أو أبنائه )

ما نريده أن يقاسمنا في حقنا .

يا لله العجب ... ما هذا الخطب .

ربي أشرح لي صدري ويسر لي أمري .

الخلاصة :

هل فاطمة تعتبر مارقة في نظرك ؟

أم هي أخذت حقها الذي كفله لها الدين العظيم !

وهل تويد إعطاء المرأة نصيبها قبل أن تطلبه هي أم لا ؟!

بقلم خالد دغش

17/6/1430