الوَقْفَةُ الأُولَى حَوْلَ الجُزءِ الأوَّل

[١-٣٠] 
الوَقْفَةُ الأُولَى حَوْلَ الجُزءِ الأوَّل

﴿الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ [الفاتحة: ٢]
فاتحة الكتاب لم ينزل في القرآن ولا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزَّبور مثلها، لما تَضَمَّنته من إخلاص العبودية والثناء على الله وتفويض الأمر كُلِّه إليه والاستعانة به والتوكل عليه وسؤاله مجامع النعم كلِّها.
الطب النبوي لابن القيم : ( ٢١١ )

﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ﴾ [الفاتحة: ٥]
كثيراً ما يقرن الناس بين الرياء والعُجب، فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس، فالمرائي لا يحقق ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ﴾ والمعجب لا يحقق ﴿إِيّاكَ نَستَعينُ﴾ فمن حقق ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ﴾ خرج عن الرياء والإعجاب.
مجموع فتاوى ابن تيمية: ( ٢٧٧/ ١٠)

﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَما هُم بِمُؤمِنينَ﴾ [البقرة: ٨]
ذكر الله طوائف العالم الثلاثة في أول سورة البقرة: المؤمنين والكفار والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية، لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله، لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وهم أعداؤه في الحقيقة .
صفات المنافقين لابن القيم: ( ٤ )

﴿أُولئِكَ الَّذينَ اشتَرَوُا الحَياةَ الدُّنيا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَلا هُم يُنصَرونَ﴾ [البقرة: ٨٦]
وأكثر الخلق قد نسوا حقيقة أنفسهم وضَيَّعُوها وأضاعُوا حظَّها من الله، وباعُوها رخيصةً بثمنٍ بخس، يظهر لهم هذا عند الموت حين يظهر للعبد أنَّه غُبن في التجارة التي اتَّجر فيها لمعاده، فَإنَّ كل أحد يتجر في هذه الدنيا لآخرته.
الداء والدواء لابن القيم : ( ١٢١ )


عبدالله المطلق