الثورة العربية الكبرى (1916)
الشريف حسين بن علي
كان
العرب قد التفوا حول
الشريف الحسين بن علي شريف مكة وحامي ال
ديار المقدسة الإسلامية وقد كان بينه وبين ال
خلافة العثمانية جفاء وكانت تراوده هو وأبنائه آمال في إنشاء دولة عربية كبرى ولما كانت
بريطانيا حريصة على اجتذاب العرب إلى جانبها فقد دخلت في مفاوضات سرية مع
الشريف حسين وتم تبادل رسائل بين الشريف حسين ممثلا للعرب و
السير هنري مكماهون مندوب بريطانيا في
مصر و
السودان في
مراسلات حسين - مكماهون وأوضح فيها الشريف ما يشترطه العرب لدخول الحرب إلى جانب بريطانيا وهذه الشروط تتلخص في استقلال البلدان العربية القائمة على الساحل الشرقي لل
|البحر الأبيض المتوسط وإقامة دولة عربية كبرى تشمل مختلف أرجاء الوطن العربي باستثناء
مصر و
الشمال الإفريقي وعلى الرغم من الاختلاف مع
مكماهون حول حدود الدولة العربية الموعودة دخل العرب الحرب إلى جانب بريطانيا.
بدأت الثورة العربية الكبرى في
10 يونيو 1916 بإعلان
الشريف حسين الجهاد المقدس والثورة على العثمانيين بمساعدة ضابط الاستخبارات البريطانية لورنس الشهير
بلورنس العرب، واستطاع أبنائه السيطرة على
الحجاز بمساعدة الإنجليز ثم تقدم ابنه
فيصل بن حسين نحو
الشام ووصل بمساعدة الإنجليز إلى
دمشق حيث خرج العثمانيون منها وأعلن فيها قيام الحكومة العربية الموالية لوالده الذي كان قد أعلن نفسه ملكا على العرب غير أن الحلفاء لم يعترفوا به إلا ملكا على
الحجاز و
شرق الأردن.
وعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى فقد أجرت هذه الدولة مفاوضات واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية بما فيها البلاد العربية ثم انفردت بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت ب
اتفاقية سايكس بيكو 1916 نسبة إلى كل من المندوب البريطاني
مارك سايكس والمندوب الفرنسي
فرانسوا جورج بيكو وقد قاما بهذه المفاوضات التي فضح أمرها بعد
الثورة البلشفية في روسيا سنة
1917 وفي السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى إذ وعد العرب بتحرر ووعد ل
زعماء الصهاينة بإقامة وطن قومي لل
يهود في
فلسطين من خلال ما عرف ب
وعد بلفور الصادر في
2 نوفمبر 1917.