اخترنا لكم شعر نبطي وفصيح

قد رُفِعَت ألويةُ الغَدرِ
وسُدَّ بابُ الفَصلِ والشكرِ

وآيةُ الإحسانِ منسوخَةً
قد أسقِطَت من صُحُفِ الدَهرِ

لا تطلُبِ الخيرَ ولا ترجُهُ
فإنّ هذي دولةُ الشّرِّ

سمعتُ بالحرِّ ولم ألقَهُ
يا طولَ أشواقي إلى الحُرِّ

.....

‏شوف المشاعر تشتكي لك ومنك
‏عقب الغياب ورغم قصر المسافات

‏خل المعاتب والمشاريه عنّك
‏تقدر تقول أشتقت لك عشر مرات

.....

‏ماني ورا العالم مسيّر وملزوم
‏أمشي مخيّر بين خلقه بكيفي

‏انتقي شرواكم شغاميم وقروم
‏واتخيّر من بين الناس وليفي

.....

‏غير الله اللي خالقك لا ترتجي
‏خلّك مع اللي كل عين تخايله

‏اليا كتبلك ربّك الرزق بيجي
‏وإن ما كتبلك رزق منت بطايله

.....

وَلي مِن حُسامي كُلَّ يَومٍ عَلى الثَرى
نُقوشُ دَمٍ تُغني النَدامى عَنِ الوَردِ

وَلَيسَ يَعيبُ السَيفَ إِخلاقُ غِمدِهِ
إِذا كانَ في يَومِ الوَغى قاطِعَ الحَدِّ

عنترة بن شداد

وَذَاتِ رِيقٍ إِنْ تَرَشَّفْتَهُ
وَجَدْتَهُ أَحْلى مِنَ المَنِّ

إِذَا بَدَتْ فِي كَفِّ جَلابِها
رَأَيْتَهَا في غَايَةِ الحُسْنِ

كَسَلَّةٍ خَضْرَاءَ مَخْتُومَةٍ
عَلَى الفُصُوص الحُمْرِ فِي القُطْنِ

.....

لَهَا حُكْمُ لُقْمَانٍ وَصُورَةُ يُوُسفٍ
وَنَغْمَةُ دَاوُدٍ وَعِفَّةُ مَرْيَمِ

وَلِي سُقْمُ أَيُّوبٍ وَغُرْبَةُ يُونُسٍ
وَأَحْزَانُ يَعْقُوبٍ وَوَحْشَةُ آدَمِ

.....

أَشَارَتْ بِأَطْرافٍ لِطَافٍ كأَنَّها
أَنَامِلُ دُرٍّ قُمِّعَتْ بِعَقِيقِ

وَدَارَتْ عَلَى الأَوْتَارِ جَسّاً كأَنَّها
بَنَانُ طَبيبٍ في مَجَسِّ عُرُوقِ

.....

مَا تَرى النِّيلَ عَلَيْهِ
حَبكاً مِثْلَ الدُّرُوعِ

إِنَّما زَادَ لأَنِّي
فيهِ أَجْرَيْتُ دُمُوعي

.....

أَسْتَوْدِعُ اللَهَ في بَغْدَادَ لِي قَمَراً
بِالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ

وَدَّعْتُهُ وَبِوُدِّي أَنْ تُوَدِّعَني
رُوحُ الحَياةِ وَأَنِّي لا أُوَدِّعُهُ

وَكَمْ تَشَبَّثَ بِي يَوْمَ الرَّحيلِ ضُحَىً
وأَدمُعي مُستَهِلاتٌ وَأَدمُعُهُ

وَكَم تَشَفَّعَ في أَن لا أُفارِقَهُ
وَلِلضَّرُورَةِ حَالٌ لا تُشَفِّعُهُ

.....