الحاء وهو حرف حلقي يخرج من وسطه
والباء وهو حرف مذلق يخرج من الشفة.
فالحرفان متباعدان في المخرج
الأول من آخرها إلى الجوف
والثاني من آخرها إلى الخارج
فكأن الكلمة مرت بكل أطوار البيان
وتمشت في سوح الحرف
وأخذت منها ألطفها
وأبت إلا هذين الحرفين.
ثم تأملت في الملفوظ
فإذا هو في أول وهله
شعور مريح
شعور قلبي مستكن
يثير السعادة لفئام
والشقاء لآخرين.
عجيب هذا الشعور الذي ينتج النقائض.
وبعد طول تأمل علمت سر هذه الكلمة
وذلك أني وجدت الله في القرآن يقول.
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله
ويقول عن المؤمنين: يحبهم ويحبونه
ويقول : قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم ..... أحب إليكم من الله ورسوله فتربصوا... الآية
ويقول في الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه... الحديث
ووجدت الحبيب المصطفى يقول : ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... الحديث
وخلصت إلى أن الحب يكون شعورا يتثير في النفس
حبورها
وسرورها
ولذائذها
ورفيفها
وحنونها
إذا كان لله
أو في الله
أو فيما أذن به الله.
ويثير في النفس
غصصها
ونكدها
وحزنها
وصبابتها
بل وجنونها
وسقمها
وولهها
إذا كان لغير ما تقدم.
وعليه
فالحب أولا وآخرا هو لله وإلى الله
فأين من يفهم الحب ليسعدوا به.
تقبلوا فائق تقديري واعلموا أن حقوق النشر محفوظة لمنتديات شمران ولا يسمح بنقله