تيجراي ..

تدور حرب طاحنة حاليا بين الحكومة الفيدرالية الأثيوبية وحكومة إقليم تيجراي ..
هذا إقليم اثيوبي كبير من أقاليم اثيوبيا , وتسكنه قومية خالصة من قبيلة التيجراي الشهيرة , وهي قومية من اشهر قوميات افريقيا بعد الهوسا في نيجيريا والزولو في جنوب افريقيا وله حدود مع السودان ومع اريتريا , بل ان اريتريا نفسها تعتبر امتدادا لهذا الإقليم قبل ان تستقل حديثا في عام 92 م ..
هذا الإقليم كما يقال في غاية الجمال ويعتبر مصدر غذاء اثيوبيا زراعيا وبه عدد كبير من الشواهد السياحية والتاريخية منها مقام سيدنا النجاشي رضي الله عنه , وبالرغم من كل هذا فقد خاض هذا الإقليم حروبا طويلة مع الحكومات المركزية خلال الثلاثين سنة الماضية ليس من اجل الانفصال كما ربما يتوهم البعض , بل من اجل الحصول على امتيازات خاصة من حكومة المركز وهذا ما حدث فقد كانوا هم الحكام خلال العقود الماضية , وتواجد افراد الإقليم في كل مرافق الدولة حتى اصبحوا يشكلون ما يعرف بالدولة العميقة , ومع هذا فيوجد لديهم مخزون بشري مقاتل يقدر حسب بعض المصادر بحوالي ربع مليون ..
ولكن كل هذا تغير مع وصول الزعيم الأثيوبي الجديد الدكتور ابي احمد الى السلطة مؤخرا وهو مسلم من قومية الأرومو , رافعا شعار العدالة والمساواة بين كل فئات الشعب ومكوناته الأثنية والعرقية وممثليه في أجهزة الدولة وبرلمانها عن طريق صناديق الاقتراع , وهو ما لم يرق لقادة الإقليم، الذين هيمنوا على السياسة الوطنية كما قلنا لثلاثين عامًا قبل وصول آبى إلى السلطة , فقاموا بخطوة حمقاء تعتبر تمردا منهم على الحكومة الفدرالية , فقرروا تنظيم انتخابات فى منطقتهم خلال سبتمبر الماضي اعتبرتها الحكومة المركزية باطلة وخروجا عن القانون , فلما لم ينهوا ما هم فيه من عبث , قررت الحكومة سحق الإقليم واعادته الى بيت الطاعة ان صحت التسمية , وهم في طريقهم الى ذلك بينما خسرت التيجراي كل مكتسباتها التي كانت تحتفظ بها قبل الإقدام على هذه الخطوة التي كان يمكن لها ان تهدد وحدة اثيوبيا وتقدمها وخصوصا ان هناك تقارير بحثية تقول بأن اثيوبيا ستكون ثاني اكبر قوة اقتصادية وعسكرية في افريقيا بعد جنوب افريقيا ..
هذه هي قصة الخلاف في هذا الإقليم الذي سيطر على وسائل الإعلام حاليا ..