بحر ارال ..

دعونا نتحدث قليلا عن واحدة من أكبر الكوارث التي تسبب بها الإنسان في العصر الحديث بسبب الأنا وسوء التقدير تمثل في جفاف بحر كامل , هو بحر ارال في آسيا الوسطى ..
فمن أجل زيادة إنتاج القطن إبان الحقبة السوفيتية، طُبقت خطط صارمة لري الحقول ، ما أدى إلى جفاف بحر آرال، الذي كان يعد أكبر رابع حوض مائي في العالم ..!
وتنتشر الآن بقايا صدئة لسفن وقوارب كانت يوما غارقة في قاع البحر، الذي أصبح اليوم صحراء قاحلة , فقد تبخر البحر الذي كانت مساحته نحو 6 آلاف كيلومتر مربع وبعمق 50 مترا، واصبح اثرا بعد عين ..
وكان هناك نهران يصبان في البحر، الأول نهر سر داريا من الشمال , أما النهر الآخر فكان آمو داريا من الجنوب لكن السوفيت حولوا مسار النهرين لري حقول القطن، وأرادوا حينها تحويل منطقة آسيا الوسطى إلى أكبر منتج للقطن في العالم ، ونجحوا في ذلك خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي عندما تصدرت أوزبكستان منتجي القطن في العالم , ولكن ومع مرور الوقت وتقلص مساحة البحر، تركزت نسبة المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تصل إليه، ما أدى إلى نفوق الحياة البحرية والاسماك , ووجود صحراء جديدة بدلا من نهر كان جاريا حتى عام 1970م ..!