الإحساس لا يباع!❤️️

الإحساس لا يباع!

عبدالله سعود الغامدي

بداية أجزم أن من يتجول في مواقع التواصل، ويقرأ ما ينشر ويسمع ما يقال ويراقب الساحة العامة، يجد في الميدان المفتوح حراجاً علنياً تباع فيه القصائد والكتب والمؤلفات، وما على المشتري سوى تحديد كمية الأبيات وعدد الصفحات للكتاب ومدة التسليم وفكرة الكتاب أو القصيدة، وما يحلو للمشتري، ويتم الاتفاق على السعر وفي خلال مدة يتم تسليم الملف جاهزًا للطباعة والنشر.

والضمانات المقدمة كثيرة من المستثمر الذي يقوم ببيع المؤلفات عبر مواقع التواصل وأهمها السرية التامة عند التسليم والاستلام، حتى لا يعرف الجمهور أن فلاناً أشترى قصيدة وذيلها باسمه أو أشترى كتاباً وذيله باسمه.



في الحقيقة هناك ما لا يمكن بيعه ولا نقل ملكيته إلى الآخرين وهو إحساس الكاتب وأسلوبه وتعبيره عن المشاعر، وهذا الإحساس الصادق تتولد منه موهبة تضع الكاتب باستمرار في حالة عشق بينه وبين القلم، فحينما يكون الكاتب صادقاً فإن القارئ يشعر بالمتعة حينما يلامس الكاتب مشاعر القراء.

فهناك منصات كثيرة ومواقع التواصل الاجتماعي تبيع المقال المكتوب والقصة والرواية والقصيدة وأبيات الشعر والكتب، بأسعار مختلفة وعند الاختيار وبعد دفع الثمن المتفق عليه يتم تذييل اسم المشتري سواء بكتاب أو شعر أو غيره كما أن من اشتراها لم يشتر حقوقها المعنوية ولكنه اشترى حقها المادي، فالمشتري لا يستطيع حتى الإجابة عن أسئلة الآخرين بشكل يتدخل في مضامين المحتوى لأنه ليس بصاحبها لأن مثل ذلك الفهم والمرئيات والإحساس فهي باقية لدى صاحبها لا تباع مع المنتج نفسه ولا تنفصل عن صاحب الحق، إن المعنويات تبقى ولا تنتقل مع المحسوسات والماديات وهذه المواد لم تباع ولم تنتقل بكل أحاسيس ومشاعر من قام بإعدادها.

وفي الآونة الأخيرة ومع إقامة معارض الكتب والتدشين والمؤتمرات والمناسبات، ظهر عدد من المؤلفين والمؤلفات الذين يحملون عدداً من الكتب، والعجيب والغريب متى تم الانتهاء من التأليف والطباعة، الجواب كل من يدفع المال سيكون كاتباً ومؤلفاً (إلا من رحم الله)، ولو تم مناقشة صاحب الكتاب في كتابه لا يستطيع الإجابة لأنه ليس هو من قام بالكتابة والتأليف.

فمثل هذا الوضع يحصل كثيراً وهو شائع بين الشعراء وغيرهم من الكتاب والروائيين يشترون المؤلفات وتنسب لهم في النهاية، ولكن نقول إن شغف الكتابة والإحساس لا يباع.
الكاتب/ عبدالله سعود الغامدي