محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدر الأخلاق ومعيار القيم
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدر الأخلاق ومعيار القيم
أيها الإخوة الكرام، إنَّ سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هي الصفحة الجليَّة، والروضة النديَّة، التي نستروح فيها ونتضوَّع عَبَقها؛ لنتعلم هذه الأخلاق الكريمة، والشمائل النبيلة، التي نشَّأ الله تعالى عليها نبيَّنا محمدًا عليه الصلاة والسلام مِن أول أمره إلى آخر يوم في حياته، متحلِّيًا بكل خُلقٍ كريم، مبتعدًا عن كل وصفٍ ذميم، أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه، وهيَّأه لهذا الكمال العظيم، فكان عليه الصلاة والسلام أحسن الناسِ عشرةً وأدبًا وخُلقًا، وليس غريبًا أن تتتابع الأقوال في وصف هذا النبي الكريم بالسموِّ والعظمة ممَّن كان يعيش معه ويَرقب أحواله، لكن الغرابة والعجب كل العجب أنه لا تزال الأقلام والأقوال تُسطِّر الثناءَ على هذا النبي الكريم، وليس العجب أنْ يكون مِن أهل الإسلام مَن يصفه عليه الصلاة والسلام بهذه الصفات الشريفة الكاملة،
لكن العجب أيضًا أننا نجد مَن هم مِن غير المسلمين يصطفُّون واحدًا تلو الآخر منذ زمانه عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا ثناءً عليه واعترافًا بفضله وعلوِّ قدْره، مع أن بعضهم لم يؤمن به ولم يتبعه، لكنهم لم يملكوا إلا شهادة الحق له بعلو كعبه في الأخلاق، وسمو قدْره في الشمائل، اعترفوا بذلك؛ لأنهم يعلمون أن اعترافهم له عليه الصلاة والسلام بهذه الأخلاق العظيمة هو تشريفٌ لهم أن يعترفوا، وأن يقرُّوا وأن يشهدوا.