الصور والمناظر الطبيعية ومقاطع الفيديو يختص بالصور والمناظر الطبيعيه والمباحه((ممنوع وضع صور نسائية أو مقاطع مخلّه)) |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() IMG-20250703-WA0024.jpg
في أعماق جليد الشمال: يعيش منذ 400 عام تخيل كائناً عاصر نيوتن وهو يكتشف الجاذبية، وشاهد سفن القراصنة وهي تجوب البحار وسبح في محيطاتنا قبل أن تُبنى ناطحات السحاب الأولى هذا ليس خيالاً علمياً بل هو قصة حقيقية لبطل أعماق المحيط المتجمد: قرش غرينلاند أقدم كائن فقاري حي على وجه الأرض شاهد على أربعة قرون من التاريخ في اكتشاف مذهل هزّ عالم الأحياء تمكن العلماء من فك لغز عمر هذا القرش الأسطوري السر يكمن في عينيه فعدسة عين قرش غرينلاند هي بمثابة كبسولة زمنية بيولوجية تنمو طبقاتها بمرور الزمن ولكن نواتها المركزية تظل كما هي منذ الولادة خالية من أي تجديد خلوي باستخدام تقنية التأريخ بالكربون المشع على هذه العدسات كشف العلماء عن الحقيقة الصادمة أكبر أنثى في العينة المدروسة والتي امتد طولها لخمسة أمتار مهيبة تُقدّر بأنها عاشت 392 عاماً على الأقل ومع هامش الخطأ المحتمل قد يصل عمرها إلى 512 عاماً هذا يعني أنها ولدت في مطلع القرن السابع عشر في زمن غاليليو وشكسبير وسبحت بهدوء بينما كانت الإمبراطوريات تنهض وتسقط وقبل أن تندلع الثورة الصناعية وتغير وجه الكوكب بهذا الاكتشاف لم يعد الحوت مقوس الرأس هو الأطول عمراً بل انتزع قرش غرينلاند هذا اللقب بجدارة ليتربع على عرش أقدم الفقاريات المعروفة 🦈 سر الحياة البطيئة مفتاح البقاء لقرون كيف يعيش هذا الكائن كل هذه المدة الجواب يكمن في إيقاعه البيولوجي البطيء إلى أقصى حد والذي تفرضه عليه بيئته القاسية في شمال الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي حيث تتراوح درجة حرارة الماء بين -1 و 10 درجات مئوية نمو بالقطّارة: ينمو هذا القرش بمعدل سنتيمتر واحد فقط في السنة بلوغ متأخر لا يصل إلى مرحلة النضج الجنسي والاستعداد للتكاثر إلا بعد أن يتجاوز عمره 150 عاماً تخيل أن مراهقته تستمر لقرن ونصف سبّاح هادئ يتحرك في الماء ببطء شديد مما يجعله يبدو كشبح عملاق في ظلام الأعماق وهو ما يساعده على الحفاظ على طاقته في بيئة شحيحة الغذاء صياد أعمى ولكن فتاك من المفارقات العجيبة أن هذا القرش شبه أعمى غالبًا ما تُصاب عيونه بنوع من الطفيليات المتوهجة التي تسمى Ommatokoita elongata والتي تتدلى من قرنيته وتدمر بصره لكن هذا لا يجعله عاجزاً بل يُعتقد أن هذه الطفيليات المتوهجة قد تعمل كطُعم لجذب الفضوليين من الفرائس في الظلام الدامس يعتمد القرش بشكل أساسي على حاسة شمه الخارقة وحاسة استشعار المجالات الكهرومغناطيسية لاقتناص فرائسه والتي تشمل الأسماك الفقمات وحتى الدببة القطبية وحيوانات الرنة التي قد تسقط في الماء سجل تاريخي مهدد بالانقراض لقد غيّر هذا الاكتشاف فهمنا لحدود الحياة وأعاد كتابة فصول كاملة في علم الأحياء فقرش غرينلاند ليس مجرد حيوان قديم بل هو سجل تاريخي حي وشهادة على عوالم قد نفقدها قبل أن نفهمها بالكامل أنسجته تحمل معلومات عن محيطات القرون الماضية ونظامه الغذائي يكشف عن التغيرات في السلسلة الغذائية عبر الزمن لكن هذا الشاهد الصامت على التاريخ يواجه اليوم خطراً حقيقياً تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة المحيطات يهددان بيئته الباردة التي عاش فيها بسلام لقرون كما أن الصيد العرضي (Bycatch) يوقعه في شباك الصيد المخصصة لكائنات أخرى.د إن قصة قرش غرينلاند هي دعوة عاجلة لاستكشاف أسرار أعماق البحار وحمايتها إنه يذكرنا بمدى جهلنا بالكوكب الذي نعيش فيه وبأننا قد نفقد كنوزاً طبيعية لا تقدر بثمن قبل حتى أن ندرك وجودها سبحان الله العظيم
|
||
![]() |
![]() |
|
|