هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ولو قد جئتَ يوم الفصل فردًا
وأبصرتَ المنازلَ فيه شتَّى

لأعظمتَ الندامةَ فيه لهفاً
على ما في حياتك قد أضعتا

تفِرُّ من الهجير وتتقيه
فهلَّا عن جهنم قد فررتا

ولست تطيق أهونها عذابًا
ولو كنت الحديد بها لذبتا

فلا تكذب فإن الأمر جِدٌّ
وليس كما حسبتَ ولا ظننتا

الإلبيري

‏لا يأنسُ الطينُ حتى يحضنَ الطينا
فلا أريدكِ ريحانًا ونسرينا

لم ننعقدْ في الهوى نبضًا وعاطفةً
حتى انعقدنا بهِ خَلقًا وتكوينا

مشيئةٌ في ضمير الغيبِ واحدةٌ
أَوْحَتْ إلينا معًا يا أنتُما كُونا

فإنْ تكوني صلاةً كنتُ فاتحةً
وإنْ تكوني دعاءً كنتُ آمينا

جاسم الصحيح

‏‎يا أم عَمْروٍ جزاك الله مغفِرةً
رُدي عليَّ فُؤادي كالذي كانا

أَلَسْتِ أمْلَحَ مَنْ يمشي على قَدَمٍ
يا أملح الناس كُلِّ الناس إنسانا

لقد كَتَمْتُ الهوى حتى تَهيَّمَني
لا أستطيعُ لهذا الحُبِّ كِتمانا

جرير

‏‎ستظلّ يا أبتاهُ قلبًا راحماً
أهفو إليهِ مع إشتداد متاعبي

ماضرّني في العمرِ همٌّ عابرٌ
مادمتَ يا نور الحياةِ بجانبي

.....

‏ما الحُبّ إلا طيفهم إن زارنا
في ساعةِ الدعواتِ يومَ الجُمعةِ

.....

قالت العرب:
إياكَ وَأنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ
أي: إياك أن تَلْفِظَ بما فيه هلاكك
ونُسِبَ الضربُ إلى اللسان لأنه السبب

- يقول الشاعر:
احفظْ لسانَكَ أنْ تقولَ فتبتلى
إنّ البلاء مــــوكلٌ بالمنطقِ.

- ويقول يعقوب الحمدوني:
وَجُرْحُ السيفِ تدملُهُ فيَبْرى
‏ويبقى الدهرُ ما جرَحَ اللسانُ

‏‎وأجمَلُ ما يحوزُ المرءُ يومًا
من الدُّنيا وزينتها صـديقُ

لهُ في فـــــــرحةِ الأيّامِ نورٌ
لهُ سِعةٌ إذا يومًـــــا يَضيقُ

.....

‏ودّعتُهمْ جسدًا والقلب ما صبَرا
بل راح يقفو على آثارهمّ أثرا

وكيف يحلو له عيش وقد رحلوا
وخلّفوهُ على الأشواق منتظِرا

فيا رسولي إذا ما جئتَ زائرهمْ
أقِمْ لتحكي لهم عن لوعتي خبَرا

.....

قَالَت سَلَامَاً ثُمَّ مَدَّت لِي يَدَا
فَمَدَدتُ كَفِّي وَالخُطَى تَتَعَثَّرُ

وَنَسِيتُ أَنوَاعَ التَّحَايَا كُلِّهَا
وَأَنَا البَلِيغُ وَبِالفَصَاحَةِ أُخبَرُ

قَالَت لَعَلَّكَ مِن لِقَائِي وَاجِلٌ
فَأَجَبتُهَا ان الجَمَالَ يُوَقَّرُ

.....

وَلَـم أَرَ كَـالأَلحاظِ يَـومَ رَحيلِهِم
بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ

أَدَرنَ عُيوناً حـائِراتٍ كَأَنَّها
مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ

عَشِيَّةَ يَعـدونـا عَنِ النَظَرِ البُكا
وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ

.....