هل بدأ الربيع الروسي وتم تأجيل الفيروس الصيني؟(مخطط منذ 70 عاما)

هل بدأ الربيع الروسي وتم تأجيل الفيروس الصيني؟
(مخطط منذ 70 عاما)



بعد ان انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، طمع الغرب وهو أحد الأطرف المنتصرين في تحقيق الانتصار الاكبر حتى على شركاءهم في تلك الحرب ، بالهيمنة ونشر حضارتهم وديموقراطيتهم المزعومة كقطب أوحد وأمبراطورية بيضاء مسيطرة على العالم و ذلك من خلال تنظيم دول العالم وسن قوانين في العلن ومؤمرات في الخفاء( تحت مسميات وعبارات هيئة الامم المتحدة ، والقانون الدولي وحقوق الانسان والبنك الدولي) ،
كل هذا من أجل الاستفراد بالقوى المؤثرة عالمياًسواهم وتدميرها وهي ( الاتحاد السوفيتي- العالم الاسلامي - دولة الصين) وبدأت الموجهة تتشكل بين الغرب وبين الاتحاد السوفيتي في صور مختلفة فتارة الحرب الباردة وتارة حرب النجوم وتارة اخرى الحروب بالوكالة ،، وأستطاع الغرب بمساعدة بعض حلفائهم من نصب فخ للدب السوفيتي في أفغانستان الذي كان بالفعل فخ عميق تورط فيه الاتحاد السوفيتي وبدأ بالنزف عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ،، وكان النزيف الاقتصادي هو العامل الأقوى وقعاً على السوفيتيين ، حيث أجبرهم على الخروج من أفغانستان يجرون أذيال الهزيمة ويحملون بذور التفكك والتصدع وهذا ماحدث سريعاً ، فقد انهار الاتحاد السوفيتي وتفككت جمهورياته الى دويلات ،
وهنا فقط شعر الغرب انه حقق انتصاره الأول على أكبر الشركاء وأشرسهم ، فبدأوا باعداد العدة للانقضاض على القوة الثانية في قائمة أهدافهم وهي العالم الأسلامي ،(حليفهم المخلص في حربهم على الملحدين السوفييت) فقاموا بتزييف الحقائق وتصوير المشاهد وتزيين الادوات ووصم العالم الاسلامي بتهمة الارهاب وتفجير الحضارات وعدو البشرية الأول وباستخدام بعض الخونة والسذج من المسلمين نجحوا في ذلك فاحتلوا افغانستان والعراق ودمروا سوريا وليبيا وحاصروا باكستان واليمن وهددوا مصر والسعودية وبسلاح الفوضى الخلاقه وثورات الربيع العربي حقق الغرب انتصاره الثاني بدون اي خسائر تُذكر،
وبعد الانتصار الثاني السريع بدأ الغرب وبلهفة في اعداد المسرح للحرب القادمة مع القوة العالمية الباقية وهي الصين ،، وقد كان مخطط لها ان تكون حرب بسلاح خليط من ادوات اقتصادية (حصار تكنلوجي) وادوات بيلوجية (فيروسات محورة ) ومع بداية استعدادهم للحرب مع الصين ظهرت لهم روسيا ورئيسها بوتين وكأنهم خرجوا من بين رماد الاتحاد السوفيتي كجمرة ملتهبة ولها شضايا اصابت مخططات الغرب واحرقت الكثير من اوراقهم وادواتهم وبدأت فعلياً في تهديد انتصاراتهم وأحلامهم بسيطرة القطب الواحد على العالم ونشر شذوذه وقيمه الهدامة بحجة الديموقراطية الغربية ،،فما كان من الغرب الذي كان يتحضر لحرب الصين الا ان جدد أولوياته وقائمة أهدافه وغير الاتجاه وبسرعة من حرب الصين الى حرب على روسيا للاجهاز على بقايا أشكال الحياة في الدب السوفيتي الذي انبعثت فيه الحياة مجدداً من خلال الاتحاد الروسي ورئيسه العنيد بوتين.
ومن الملاحظ لمتابعي المشهد ان الغرب خلال العشر سنوات الماضية كان متوجس من عودة الروس فزرعوا لهم بعض الالغام في جورجيا وكازخستان واوكرانيا ،، ولكن هذة الالغام لم تنجح في وقف التغول الروسي وشاركهم رغماً عنهم في غنائم الحرب في ليبيا وفي سوريا ،، وهنا فقط قرر الغرب و بعد حيرة ان يتم ركن ملف الصين مؤقتاً للخلاص من العدو الأضعف (بوتين) ومع تغير الادارات الحاكمة في امريكا والمانيا واسرائيل ، خرج لبوتين وجوه جديدة في قيادة الغرب وجوه لم تجري معه اي تفاهمات او اتفاقيات ، وجوه تحمل ملف ومهمة انهاء القوة الروسية بادخالها مرة اخرى في حرب الافخاخ والانفاق ، فكان الفخ اوكرانيا ورئيسها الممثل اليهودي هو مسرح الحرب التي سيقع فيها بوتين وسينهار فيها الروس للأبد ، أوكرانيا بلد المستنقعات الطينية الموحلة الشهيرة بمصطلح (الراسبوتيستا) وبعد ذوبان الثلوج في فصل الربيع ستبداء الحرب الحقيقية على بوتين.
فهل بداء الربيع الروسي بتوريط الروس في وحل وطين أوكرانيا كما تم توريط السوفييت من قبل في جبال أفغانستان ؟
وهل سيسجل التاريخ فشل بوتين في تعلم الدرس من ما جرى للاتحاد السوفيتي في أفغانستان,, ام انه سينجح في هذة المعركة وسيقود العالم الى نظام دولي جديد له أكثر من قطب وتوازنات دولية جديدة؟