هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ماذنب قلبي إن وهبتك موطنا
فأبيت إلا أن تكون غريبا

لمَ كلما أدنو إليك تصدني
تغتال من للجرح جاء طبيبا

إن كنت تسأل عن دليل مشاعري
سترى دموعي النازفات مجيبا

إن كنت تبحث عن صديقٍ مخلصٍ
لم تلق مثلي صادقا وقريبا

وإذا أردت لنبض قلبك مسكنا
هذا فؤادي فاتخذه حبيبا

.....

‏كلُّ المراكبِ غادرتْ مينائي
شطّي وحيدٌ باردُ الأجواءِ

حتى المنارة بالسوادِ توشَّحتْ
والصخرُ يلطمُ خدّهُ بالماءِ

يارملُ أرجِعْ لي خطاهُم إنها
كانت لقلبي نبضة الأحياءِ

ياريحُ لملم لي عطورَهم التي
كانت لروحي بلسم الإشفاءِ

مذ غادروني والشرودُ سجيتي
حار الطبيبُ بعلّتي ودوائي

.....

‏وإنِّي لأهوَى النومَ مِن غيرِ نَعسَةٍ
لعَلَّ لِقَاءً فِي المنَامِ يكُونُ

تُخبرُنِي الأحلامُ أنِّي أرَاكُمُ
فيَا ليتَ أحلامَ المنَامِ يقِينُ

.....

‏ثمّ ماذا ثمّ إني
في اشتياقي سأغني
حين يغفو الشوق لحظة
يعلو صوت الجرح مني
يُسكتُ الألحان حزنًا
يبدأ القلبُ يردد
ما الذي أغناك عنّي

.....

‏غَابُوا وَزَادُوا فِي الغِيَابِ سِنِينَا
غَابُوا لِيَزدَادَ الحَنِينُ حَنِينَا

غَابُوا وَمَا عَلِمُوا بأنَّ غِيَابَهُمْ
سَلبَ السَّعَادَةَ واسْتَحَالَ أنِينَا

هَذِي عُيُونِي قَدْ بَكتْ لِفِراقِهِمْ
دَمعًا مُذِيبًا لِلجُفُونِ سَخِينَا

أوَّاهُ لَو عَادُوا لَقَالُوا لَيتَنَا
لمْ نَترُكِ الصَّبَّ الكسِيرَ حَزِينَا

.....

تغَزّل بي ولا تُخْفي هيامي
وقُل شيئاً فديتُك في غرامي

فقلت لها حديثُ العين يكفي
وهل سأظلُّ أنزِفُ كل عامِ

لساني مُوغِلٌ في الصّمت لكن
فؤادي لايكفُّ عن الكلامِ

.....

‏ويحملني الحنين إليك طفلًا
‏وقد سلب الزمانُ الصبرَ مني

‏وألقى فوق صدرك أمنياتي
‏وقد شقيَ الفؤادُ مع التمني

‏غرست الدرب أزهاراً بعمري
‏فخيّبت السنون اليومَ ظني

‏وأسلمت الزمان زمام أمري
‏وعشتُ العمرَ بالشكوى أغني

‏وكان العمر فيك ومنك أمناً
‏وضاعً الأمن حين رحلت عني

.....

إِن الأَفاعي وإِن لانت ملامسها
عند التقلب في أَنيابها العطبُ

عنترة بن شداد

فَتىً يخوض غمار الحرب مبتسماً
وينثني وسنان السيف مُختضبُ

ويخوض الشيخ في بحرِ المنايا
ويرجع سالماً والبحر طامي

ويأتي الموت طفلاً في مهودٍ
ويلقى حتفهُ قبل الفطامِ

فَلا ترض بمنقصةٍ وذلٍّ
وتقنع بِالقليلِ من الحطامِ

فعيشكَ تحتَ ظلِّ العزِّ يوماً
ولا تحتَ المذلةِ أَلفَ عامِ

عنترة بن شداد

‏اكتُمْ ضميرَك من عَدُوِّكَ جاهداً
‏وحَذَارِ لاتُطْلِعْ عليه رفِيقَا

‏فلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ مُعَادِياً
‏ولَرُبّمَا رَجَعَ العَدُوُّ صَدِيقا

.....