هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إنَّ الأمُورَ لَهَا رَبٌّ يُدَبِّرُهُا
وَكُلُّ شَيءٍ بأمرِ اللهِ مُؤتَمِرُ

فَلَنْ يُفِيدَكَ أنْ تََحتَاطَ مِنْ قَدرٍ
وَلَنْ يَرُدَّ القَضَا حِرصٌ وَلَا حَذَرُ

وَالجَأ لِرَبِّكَ فِي الضَّرَّاءِ مُعتَصِمًا
مَا رَدَّ رَبُّكَ مَن لِلعَونِ يَفتَقِرُ!

العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ

إِن كانَ لَيسَ مِعي فَالذِكرُ مِنهُ مَعي
يَراهُ قَلبي وَإِن قَد غابَ عَن بَصَري

ويا خَيْلُ فَابكِي فَارِسَاً َكانَ يَلْتَقِي
صُدُورَ المَنَايَا فِي غُبَارِ المَعَامِعِ

فأْمْسَى بَعِيدَاً فِي غَرامٍ وذِلَّةٍ
وقيدٍ ثقيلٍ من قيودِ التوابعِ

أَراكَ تنظرُ في الآفاقِ منتظِراً
وَعدَ الشُّروقِ وفي عينَيكَ مَغْرِبُهُ!

قُلْ للهمومِ التي أَبقَتكَ منكسِراً:
إن طال ليلُ الأسى فالصبحُ يعقُبُهُ"

وَسَعَادَتِي بالشِّعرِ أنْ يُهدَى إلَى
‏قَلبٍ حَوَى القُرآنَ فِي أنحَائِهِ

‏ومُجَاهدٍ هجَرَ اللَّذائِذَ والكَرَى
‏لِيَصُونَ دِينَ اللهِ عَن أعدَائِهِ

‌يا نفسُ عودي للحياةِ وأمّلي
فالخيرُ آتٍ في الصباحِ المُقبلِ

لا تجزعي مما أصابكِ وارفعي
للهِ في الآفاقِ كفّ مُؤَمِّلِ

وتوشّحي ثوبَ السعادةِ والرضا
وتلحّفي بالصبرِ كي لا تذبُلي

فلَعَلَّ أوجاعَ السنينِ ستنْتَهِي
وعَسى الأَسى يوماً يزولُ وينْجَلِي

عِش لحظةَ اليومِ إنّ الأمسَ قد أفَلا
فالعُـمرُ يحمِلُ في طيّاتــهِ الأمَـلا

هيَ الحـياةُ بقَـدرِ الحُزنِ تمنحُنا
حُبًا وتفتحُ إن ضاق المدى سُبُلا..

‏تأمّل في الحياةِ تَرى أمُوراً
ستعجبُ إن بَدا لك كيفَ كانت

فكَم من كُربةٍ أبكَت عُيوناً
فهّوّنها الكريم لنا فهانتْ

وكَم مِن حَاجةٍ كَانت سَراباً
أرادَ اللهُ لُقياها فحَانَتْ

‏نَحيَا ونحمِلُ فِي الدُّنيا أمَانِينَا
لعلَّ فَضلًا مِنَ الرَّحمنِ يَروينَا

ما ضاقَ قلبٌ قضَى الأيَّامَ مُنتظِرًا
وعْدَ الإلهِ، وهذا الوعدُ يَكفِينَا!

‏هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ

فاقَ النبيينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ

وكلهمْ من رسولِ اللهِ ملتمسٌ
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ